مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 19 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 19 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 2

اذهب الى الأسفل

من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  2 Empty من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 2

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 06 سبتمبر 2011, 6:13 am

ومن ذلك أيضا :
قوله تعالى : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم) : فلم تكن له صاحبة ، فكيف يكون له ولد ، ونفي الملزوم يقتضي نفي اللازم ، ولا ند له ولا نظير ، فهو خالق كل شيء ، والصاحبة إنما تكون من جنس زوجها ، والله ، عز وجل ، أحد منفرد بذاته وصفاته وأفعاله ، وهو مع خلقه للكائنات : بكل شيء عليم ، فهو ، عز وجل ، موصوف بالفعل مع الإرادة ، لازم العلم ، مصداق قوله تعالى : (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) ، لا أنه فاعل بالطبع : فعل العلة المستوجبة لمعلولها اضطرارا ، فيكون اتصافه ، عز وجل ، بالخلق ، اتصاف النار الصماء البكماء بالإحراق فهي تحرق رغما عنها فلا إرادة لها لتختار ، كما زعم الفلاسفة أصحاب الفهم السقيم والقلب المريض ، فعلة وجود الأفعال صفاته الفاعلة .
فأبطلت الآية مزاعمهم بأوجز عبارة وأوفى بيان .



ونظيره قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4))
فاستوفى القسمة العقلية لنفي جنس الألوهية عما سوى الله ، عز وجل ، فلم يلد ولم يولد ، والولد لا يكون إلا من جنس والده والوالد لا يكون إلا من جنس ولده ، ولم يكن له كفوا أحد ، من زوجة أو شريك ، وهذه أوجه الشركة المحتملة : التولد عن شيء ، وولادة شيء ، ووجود شيء مناظر له لم يتولد منه وكلها منفية عن الله عز وجل .
وقوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)) : بيان بعد إجمال ، فهو تفسير اسم الله عز وجل : "الصمد" ، ومع كونه نفيا ، والنفي إنما يكون عادة : مجملا في نصوص الوحي بخلاف الإثبات ، إلا أن الإطناب بتفسير المجمل ، وهو أحد أضرب البيان ، مراد في هذا الموضع بعينه ، لأن فيه نفي تهمة مستشنعة في حق الباري ، عز وجل ، مع احتمال تصديق بعض العقول لها من جهة كونها موهمةً الكمال في حق الرب ، جل وعلا ، قياسا على العبد ، فإن الولادة في حقه كمال إذ من يولد له أكمل ممن لا يولد له ، فلزم النص على نفي ذلك تفصيلا ، لأن الولادة ، وإن كانت كمالا من وجه ، إلا أن النقص يلازمها من وجه آخر ، إذ لا تنفك عن شهوة وافتقار يتنزه عنه الباري ، عز وجل ، فلو أجمل في مثل هذا الموضع لعد ذلك قصورا في البيان لا يليق بكلام آحاد الخطباء فكيف بكلام الباري ، عز وجل ؟!!! .
والبلاغة ليست الإيجاز مطلقا ، فقد يكون المقام : مقام إطناب ، كما في مقام المدح ، أو نفي التهمة ، فالإيجاز عندئذ مئنة من عجز المتكلم أو ضعف حجته ، وكل ذلك غير جائز في حق الرب جل وعلا ، ولكل مقام مقال .


والقرآن الكريم قد سلك أرقى أنواع الجدال العقلي ، فليس الكتاب المنزل : قضايا بلا أدلة كما زعم المتكلمون ، فراحوا يقيمون له الأدلة المستعارة من علوم اليونان ففيه :
السبر والتقسيم بحصر الاحتمالات وترداد النظر فيها حتى يصل المستدل إلى علة الحكم ، فيكون ما عداها : من قبيل الأوصاف الطردية التي لا تصلح لتعليل الحكم ، فيقال على سبيل المثال :
حكم الخمر : التحريم ، وأوصافها : الإسكار والطعم واللون والرائحة والقوام ........ إلخ ، فترداد النظر في هذه الأوصاف يقطع بأن علة تحريمها : الإسكار ، لأن الطعم واللون والرائحة والقوام : أوصاف طردية ، فكم من السوائل التي تشترك مع الخمر في لونها أو سيولتها ...... إلخ من الأوصاف الطردية ، ومع ذلك لم يحكم الشارع ، عز وجل ، بتحريمها .

وهكذا أمر الربوبية في نحو :
قوله تعالى : (أمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُون) ، فالاحتمالات المذكورة ثلاثة :
أنهم خلقوا من غير شيء : فهذا محال لأن الحادث لا بد له من محدث .
أو : أنهم هم الخالقون : وهذا ، أيضا ، محال ، لأنهم كانوا عدما قبل خلقهم فكيف يوجد العدم موجودا ؟ .
أو : أنهم خلقوا السماوات والأرض ، فذكرها من باب : الخصوص بعد عموم : "شيء" ، لأن التحدي بخلقها تحد بآية من أعظم آيات ربوبية الخالق عز وجل .
فلم يبق إلا الاحتمال الأخير وهو المحذوف لدلالة السياق عليه ، وهو : أنهم مخلوقون مربوبون لرب خالق بارئ مصور ، تبارك وتعالى ، قدر خلقهم من الأزل ، فأخرجهم من العدم إلى الوجود ، وصورهم فأحسن صورهم ، فيكون هو وحده : المستحق لكمال ألوهيته فرعا على تمام ربوبيته .

وفي حديث جبير بن مطعم ، رضي الله عنه ، مرفوعا : "سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُون) قَالَ : كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِير" .

وهذا الجدال العقلي البديع من أروع دلائل إعجاز هذا القرآن العظيم ، فهو معجز بمبناه ومعناه ، فتجتمع في ألفاظه الموجزة : المعاني الكثيرة ، التي تفنى الأقلام في خطها ، والصحف في تدوينها .

ومنه أيضا :
قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِير) ، فنفى نفع دعاء غيره من المعبودات ، لأن المعبود المسئول إما أن يكون :
مالكا مستقلا : وهذا محال فالكون كله ملك لخالقه عز وجل .
أو : شريكا : فلا شريك له عز وجل .
أو : ظهيرا معاونا : والله ، عز وجل ، الغني ، فلا يحتاج إلى معونة خلقه ، بل الخلق كلهم مفتقرون إلى معونته : إيجادا وإعدادا وإمدادا ، وفي التنزيل : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين) .

وأسلوب السبر والتقسيم يظهر في مواضع عدة غير مواضع إثبات الربوبية فيظهر في نحو قوله تعالى : (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِين) .
فالاحتمالات ثلاثة :
أن يكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد حضر نداء موسى عليه الصلاة والسلام ، وهذا محال يكذبه العقل والحس .
أو : يكون قد رحل إلى مدين فتلقى هذا الخبر من أهلها ، وهذا أمر يكذبه الحس فلم يدخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرض مدين ، ولم يجلس إلى معلم قبل بعثته ، مصداق قوله تعالى : (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُون) .
فلم يبق إلا الاحتمال المحذوف لدلالة الاحتمالين المذكورين عليه وهو أنه : تلقى هذا الخبر عن الوحي المعصوم ، وهذا أحد أوجه إعجاز القرآن العظيم ، ففيه من أخبار الماضين ما لا يعلمه إلا نبي مرسل .

وقوله تعالى : (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون) .
فدل المذكور على المحذوف ، فلم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شاهدا ما ذكر في الآية ، فدل ذلك أنه ما علمه إلا بخبر الوحي المعصوم .

ونظيره :
قوله تعالى : (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُون) .

وتتبع هذا الأسلوب باستقراء نصوص الوحي أمر يستحق إنفاق الوقت والجهد .

وسلك القرآن الكريم أيضا :
مسلك قياس الأولى في إثبات ربوبية الله ، عز وجل ، في نحو :
قوله تعالى : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيم) . فمن خلق السماوات والأرض ، مع عظمهما ، قادر من باب أولى على خلق أولئك المكذبين .

وقوله تعالى : (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
فمن خلق السماوات والأرض قادر على خلق الناس من باب أولى ، وهذا ما يعرف في علم البلاغة بــــ : "الإلجاء" ، إذ يلجئ المتكلمُ الخصمَ إلى التسليم بحجة دامغة يلزم من تصديقها : التسليم بصحة قول المتكلم في القضية محل النزاع .


وقد سلكه القرآن الكريم ، أيضا ، في إثبات البعث في نحو :
قوله تعالى : (وَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) ، فبعث الموتى أيسر من خلق السماوات والأرض ، وكلها يسيرة على الله ، عز وجل ، وإنما تنزل معهم في الخطاب إلزاما لهم بالحجة القاطعة .

وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) ، فإعادة الخلق أهون من ابتدائه ، وكلها هينة على الله ، عز وجل ، فـ : "أفعل" هنا : منزوعة التفضيل ، على وزان قول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا ******* بيتا دعائمه أعز وأطول
أي : عزيزة طويلة .


وسلك القرآن ، أيضا ، مسلك قياس الطرد والعكس في إقامة الحجج وبيان الأحكام ، في نحو :
قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِين) ، فإنه يفيد :
بدلالة الطرد : أن من وافقهم في علة التكذيب ، استحق جزائهم من الهلاك .
وبدلالة العكس : أن من خالفهم في علة التكذيب ، استحق عكس جزائهم من النجاة .

وهكذا ، كل عبارة لها مفهوم ، فإن النظم يفيد بالمنطوق حكما ، وبالمفهوم ضده ، إذا كان المفهوم معتبرا كما في :
مفهوم الشرط في نحو قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ) ، فإنه يفيد بطرد العلة التي علق عليها حكم التثبت ، وهي : الفسق ، وجوب التثبت في خبر كل فاسق ، فالعلة متعدية ، لا تختص بفاسق بعينه ، ويفيد بعكسها : قبول خبر العدل بلا تثبت ، فعدالته كافية في قبول خبره .

وتتبع أساليب الجدل القرآني ، مما يقطع بإعجاز هذا الكتاب المنزل ، كما تقدم ، ففيه رد قاطع على الفلاسفة الذين تبجحوا بمقاييس عقولهم القاصرة ، وظنوا أن طريقتهم في الاستدلال هي الغاية ، وإنما ما صح منها ، عند التحقيق ، فرع على طريقة القرآن في إقامة البراهين العقلية القاطعة على مسائل الوحي : علمية كانت أو عملية ، مصداق قوله تعالى : (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) ، فكيف يقدح في أصل بفرعه ، وكيف تسوغ معارضة النقل الصادق بالعقل القاصر ؟!!!

ومن كلام بعض الفضلاء :
أعوذ بالله من قياس فلسفي وكشف صوفي .

قال ابن تيمية رحمه الله :
"والطريق النبوية تحصل الإيمان النافع في الآخرة بدون ذلك ، (أي : بدون الأقيسة العقلية والكشوفات الصوفية) ، ثم إن حصل قياس أو كشف يوافق ما أخبر به الرسول كان حسنا مع أن القرآن قد نبه على الطرق الاعتبارية التي بها يستدل على مثل ما في القرآن كما قال تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} فأخبر أنه يري عباده من الآيات المشهودة التي هي أدلة عقلية ما يتبين أن القرآن حق" . اهـــ
"شرح الأصفهانية" ، ص36 .

ويقول ابن أبي العز رحمه الله :
"وَإِذَا تَأَمَّلَ الْفَاضِلُ غَايَةَ مَا يَذْكُرُهُ الْمُتَكَلِّمُونَ وَالْفَلَاسِفَةُ مِنَ الطُّرُقِ الْعَقْلِيَّةِ ، وَجَدَ الصَّوَابَ مِنْهَا ما يَعُودُ إِلَى بَعْضِ مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الطُّرُقِ الْعَقْلِيَّةِ بِأَوضَحِ عِبَارَةٍ وَأَوْجَزِهَا ، وَفِي طُرُقِ الْقُرْآنِ مِنْ تَمَامِ الْبَيَانِ وَالتَّحْقِيقِ مَا لَا يُوجَدُ عِنْدَهُمْ مِثْلُهُ ، قَالَ تَعَالَى : { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا }" . اهـــ
"شرح العقيدة الطحاوية" ، ص61 .

واليوم إذا ذكر الكتاب المنزل مع ما فيه من البراهين القطعية نقلا وعقلا اشمأزت نفوس أقوام ، وإذا ذكر أرسطو وأفلاطون وماركس وفولتير وجان جاك روسو وديكارت ............... إلخ من الحيارى : استبشر أولئك ، مصداق قوله تعالى : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) . وما ذلك إلا لجهلهم المركب وهزيمة نفوسهم الضئيلة أمام نفايات "الآخر" !!! الفكرية التي لا تصح مقارنتها بطرائق الوحي ابتداء ، على وزان قول الشاعر :
ألم تر أن السيف ينقص قدره ******* إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
وإنما اضطر أهل الإسلام إلى ذلك لما قل العلم وظهر الجفاء .

والله أعلى وأعلم .
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى