بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 18 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 18 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 6
صفحة 1 من اصل 1
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 6
وبعدها تأتي قصة إمام الموحدين : الخليل عليه الصلاة والسلام مع النمرود :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) :
ألم تر : إثبات للرؤية العلمية بالاستفهام الداخل على النفي فأفاد التقرير ، إذ هو بمنزلة : نفي النفي ، و : نفي النفي إثبات . وفيه معنى التعجب من حال ذلك المدعي ، فتقدير الكلام : اعجب من حال ذلك الذي من الله ، عز وجل ، عليه بعطاء من ربوبيته ، فنازعه إيها ؟!!! .
الذي حاج إبراهيم في ربه : عدول عن ذكره تحقيرا لشأنه على وزان قوله تعالى : (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ) ، فلم يذكرها صراحة في مقام النقيصة ، وذكرها صراحة في مقام الفضيلة : (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ، وأي شأن أحقر من شأن من نازع الله ، عز وجل ، ربوبيته ؟!!!! ، ، فهو جدير بكل إعرض .
أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ : في الكلام إيجاز بالحذف ، فتقدير الكلام : لأن أتاه الله الملك ، فاغتر بذلك ، فكان ملكه القاصر سببا في هلاكه بمنازعة من له الملك الكامل ، ورب نعمة جرت على صاحبها نقمة !!! .
و"أل" في الملك : عهدية فهي تشير إلى ملك بعينه ، لا عموم الملك فذلك لا يكون إلا للملك عز وجل .
إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ : حجة بالغة من إبراهيم لتقرير قضية الربوبية ، الشق الأول من الثنائية القرآنية المطردة ، فمن يملك الإحياء والإماتة بكلمته الكونية : "كن" هو الرب القادر المستحق لكمال الألوهية ، وقد أكد دعواه بتعريف الجزأين : "ربي" ، و : "الذي" وجاء بالخبر موصولا مجملا ، إمعانا في تشويق السامع إلى ما بعده ، إذ بيان الموصول في جملة الصلة التي تليه ، وفيها التنبيه على علة الحكم ، فهو المستحق للربوبية لأنه المتصف بخصائصها من إحياء وإماتة ، وذلك لا يكون إلا للرب القدير الفعال عز وجل ، وجاءت الصلة جملة فعلية : "يحيي" لأن في ذلك نوع توكيد بتكرار الفاعل ، إذ ذكر الفاعل المعنوي وهو المبتدأ "ربي" في صدر الجملة صراحة ، ثم ثني بذكره مضمرا في الفعل "يحيي" ، فالفاعل مكرر لفظا بارزا وضميرا مستترا ، وفي مجيء الفعل مضارعا دليل على دوام اتصاف الله ، عز وجل ، به ، فهو المحيي المميت أزلا وأبدا ، فقد اتصف بوصفي الفعل : "الإحياء" و "الإماتة" قبل أن يخلق الخلق ، فهو المحيي إذا شاء ، المميت إذا شاء ، فلم يكتسبهما زمن فعلهما ، وإنما اتصف به قبل الفعل وأثناءه وبعده ، فله كمال الوصف قبل إيقاع الفعل ، بخلاف خلقه الذين يطرأ الكمال عليهم بمباشرة الفعل ، فكمالهم فرع على فعالهم ، والرب ، جل وعلا ، لم يكن معطلا عن كماله حتى اكتسبه بل فعاله فرع على كماله .
وفي "يحيي" و "يميت" : طباق بالإيجاب يعم القسمة العقلية فالخلق إما : أحياء وإما : أموات .
قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ : إصرار على منازعة الله ، عز وجل ، ربوبيته ، فقابل اسمه : "ربي" باسمه : "أنا" ، وقابل فعله : "يحيي ويميت" بفعله : "أحيي وأميت" ، وجاء ، أيضا ، بالفعل مضارعا ليزعم دوام اتصافه بالفعل ، وأكد بالفاعل المعنوي : "أنا" مذكورا ، والفاعل اللفظي المستتر في الفعل : "أحيي" ، فلم يبق شيئا اتصف الرب ، عز وجل ، به ، إلا زعمه لنفسه ، وتلك عين المحادة من عبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، وقد أهلكه الله ، عز وجل ، بعد ذلك ببعوضة ، فسلط عليه أضعف جنده إمعانا في إذلاله وإبطال دعواه ، فالعقاب على قدر المعصية ، والفضيحة على قدر النقيصة ، وقد عوقب أشد العقاب وافتضح أمره ، وظهر عجزه عن دفع الضر عن نفسه ، فكيف يكون ربا ، وحاله هذه ؟!!!
ودعواه سمجة إذ ما فعله : "استحياء" لحي ، لا إحياء له من الموت ، و مباشرة لسبب الموت لا إماتة ، ولو كان كما يدعي لأماته بكلمة ، كما يحيي الله ، عز وجل ، ويميت ، بكلمته التكوينية النافذة .
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ : براعة من الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، بإيراد حجة لا جدال فيها مع قدرته على جدال النمرود في الأولى ، فدعوى النمرود ، كما تقدم ، ظاهرة الفساد .
وأكد الخليل عليه الصلاة والسلام : بـــ : "إن" ، واسمية الجملة ، والإتيان بالفعل مضارعا لبيان دوام اتصاف الله ، عز وجل ، بذلك ، وتكرار الفاعل معنويا : المبتدأ : "الله" ، ولفظيا مستترا في جملة الخبر : "يأتي" ، فلا زال الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، ماضيا في تقرير دعواه بأنصع الحجج وأقوى المؤكدات : لفظا ومعنى .
فبهت الذي كفر : عدول آخر عن ذكر اسمه تحقيرا لشأنه ، وفي جملة الصلة بيان لحكمه ، فهو كافر جاحد لحق الألوهية ، (الشق الثاني من ثنائية : الربوبية والألوهية : الرب والعبد) ، فرعا على جحوده بشقها الأول : الربوبية ، مع إقراره بها في باطنه ، وإن أنكر بظاهره ، مصداق قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ، إذ جحد الملزوم جحد للازمه ، فلا ينفك جاحد أحدهما عن جحود الآخر ، فمن أنكر ربوبية الله ، عز وجل ، عبد غيره ، وإن ادعى إنكار الصانع ، فهو عبد ، ولو لهواه ، ومن عبد غير الله ، فقد أنكر ربوبيته ، إذ لو كان مقرا بها عالما بأحكامها لما عدل عن عبادة الله ، عز وجل إلى عبادة غيره من آلهة الباطل .
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ : خبر مؤكد بما تقدم ذكره مرارا من اسمية الجملة ودلالة المضارع في خبرها وتكرار الفاعل ، فهو نص من الله ، عز وجل ، على عدم توفيق الظالمين إلى التزام الحق ، فإنهم ، وإن تحققت لهم هداية الدلالة والإرشاد ، إلا أنهم محرومون من هداية التوفيق والإلهام ، فتلك لا تكون إلا لمن اصطفاه الله ، عز وجل ، من عباده ، فأنعم عليه بكمال التأله له وتلك أعظم المنن وأشرف الرتب ، فالعابد الخاضع لأمر الله ، عز وجل ، الشرعي أسعد الخلق بربه ، فلا ينفك عن : امتثال للمأمور واجتناب للمحظور وصبر على المقدور .
والله أعلى وأعلم .
أعلى تبليغ
ترقية الى مقال
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) :
ألم تر : إثبات للرؤية العلمية بالاستفهام الداخل على النفي فأفاد التقرير ، إذ هو بمنزلة : نفي النفي ، و : نفي النفي إثبات . وفيه معنى التعجب من حال ذلك المدعي ، فتقدير الكلام : اعجب من حال ذلك الذي من الله ، عز وجل ، عليه بعطاء من ربوبيته ، فنازعه إيها ؟!!! .
الذي حاج إبراهيم في ربه : عدول عن ذكره تحقيرا لشأنه على وزان قوله تعالى : (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ) ، فلم يذكرها صراحة في مقام النقيصة ، وذكرها صراحة في مقام الفضيلة : (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ، وأي شأن أحقر من شأن من نازع الله ، عز وجل ، ربوبيته ؟!!!! ، ، فهو جدير بكل إعرض .
أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ : في الكلام إيجاز بالحذف ، فتقدير الكلام : لأن أتاه الله الملك ، فاغتر بذلك ، فكان ملكه القاصر سببا في هلاكه بمنازعة من له الملك الكامل ، ورب نعمة جرت على صاحبها نقمة !!! .
و"أل" في الملك : عهدية فهي تشير إلى ملك بعينه ، لا عموم الملك فذلك لا يكون إلا للملك عز وجل .
إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ : حجة بالغة من إبراهيم لتقرير قضية الربوبية ، الشق الأول من الثنائية القرآنية المطردة ، فمن يملك الإحياء والإماتة بكلمته الكونية : "كن" هو الرب القادر المستحق لكمال الألوهية ، وقد أكد دعواه بتعريف الجزأين : "ربي" ، و : "الذي" وجاء بالخبر موصولا مجملا ، إمعانا في تشويق السامع إلى ما بعده ، إذ بيان الموصول في جملة الصلة التي تليه ، وفيها التنبيه على علة الحكم ، فهو المستحق للربوبية لأنه المتصف بخصائصها من إحياء وإماتة ، وذلك لا يكون إلا للرب القدير الفعال عز وجل ، وجاءت الصلة جملة فعلية : "يحيي" لأن في ذلك نوع توكيد بتكرار الفاعل ، إذ ذكر الفاعل المعنوي وهو المبتدأ "ربي" في صدر الجملة صراحة ، ثم ثني بذكره مضمرا في الفعل "يحيي" ، فالفاعل مكرر لفظا بارزا وضميرا مستترا ، وفي مجيء الفعل مضارعا دليل على دوام اتصاف الله ، عز وجل ، به ، فهو المحيي المميت أزلا وأبدا ، فقد اتصف بوصفي الفعل : "الإحياء" و "الإماتة" قبل أن يخلق الخلق ، فهو المحيي إذا شاء ، المميت إذا شاء ، فلم يكتسبهما زمن فعلهما ، وإنما اتصف به قبل الفعل وأثناءه وبعده ، فله كمال الوصف قبل إيقاع الفعل ، بخلاف خلقه الذين يطرأ الكمال عليهم بمباشرة الفعل ، فكمالهم فرع على فعالهم ، والرب ، جل وعلا ، لم يكن معطلا عن كماله حتى اكتسبه بل فعاله فرع على كماله .
وفي "يحيي" و "يميت" : طباق بالإيجاب يعم القسمة العقلية فالخلق إما : أحياء وإما : أموات .
قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ : إصرار على منازعة الله ، عز وجل ، ربوبيته ، فقابل اسمه : "ربي" باسمه : "أنا" ، وقابل فعله : "يحيي ويميت" بفعله : "أحيي وأميت" ، وجاء ، أيضا ، بالفعل مضارعا ليزعم دوام اتصافه بالفعل ، وأكد بالفاعل المعنوي : "أنا" مذكورا ، والفاعل اللفظي المستتر في الفعل : "أحيي" ، فلم يبق شيئا اتصف الرب ، عز وجل ، به ، إلا زعمه لنفسه ، وتلك عين المحادة من عبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، وقد أهلكه الله ، عز وجل ، بعد ذلك ببعوضة ، فسلط عليه أضعف جنده إمعانا في إذلاله وإبطال دعواه ، فالعقاب على قدر المعصية ، والفضيحة على قدر النقيصة ، وقد عوقب أشد العقاب وافتضح أمره ، وظهر عجزه عن دفع الضر عن نفسه ، فكيف يكون ربا ، وحاله هذه ؟!!!
ودعواه سمجة إذ ما فعله : "استحياء" لحي ، لا إحياء له من الموت ، و مباشرة لسبب الموت لا إماتة ، ولو كان كما يدعي لأماته بكلمة ، كما يحيي الله ، عز وجل ، ويميت ، بكلمته التكوينية النافذة .
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ : براعة من الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، بإيراد حجة لا جدال فيها مع قدرته على جدال النمرود في الأولى ، فدعوى النمرود ، كما تقدم ، ظاهرة الفساد .
وأكد الخليل عليه الصلاة والسلام : بـــ : "إن" ، واسمية الجملة ، والإتيان بالفعل مضارعا لبيان دوام اتصاف الله ، عز وجل ، بذلك ، وتكرار الفاعل معنويا : المبتدأ : "الله" ، ولفظيا مستترا في جملة الخبر : "يأتي" ، فلا زال الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، ماضيا في تقرير دعواه بأنصع الحجج وأقوى المؤكدات : لفظا ومعنى .
فبهت الذي كفر : عدول آخر عن ذكر اسمه تحقيرا لشأنه ، وفي جملة الصلة بيان لحكمه ، فهو كافر جاحد لحق الألوهية ، (الشق الثاني من ثنائية : الربوبية والألوهية : الرب والعبد) ، فرعا على جحوده بشقها الأول : الربوبية ، مع إقراره بها في باطنه ، وإن أنكر بظاهره ، مصداق قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ، إذ جحد الملزوم جحد للازمه ، فلا ينفك جاحد أحدهما عن جحود الآخر ، فمن أنكر ربوبية الله ، عز وجل ، عبد غيره ، وإن ادعى إنكار الصانع ، فهو عبد ، ولو لهواه ، ومن عبد غير الله ، فقد أنكر ربوبيته ، إذ لو كان مقرا بها عالما بأحكامها لما عدل عن عبادة الله ، عز وجل إلى عبادة غيره من آلهة الباطل .
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ : خبر مؤكد بما تقدم ذكره مرارا من اسمية الجملة ودلالة المضارع في خبرها وتكرار الفاعل ، فهو نص من الله ، عز وجل ، على عدم توفيق الظالمين إلى التزام الحق ، فإنهم ، وإن تحققت لهم هداية الدلالة والإرشاد ، إلا أنهم محرومون من هداية التوفيق والإلهام ، فتلك لا تكون إلا لمن اصطفاه الله ، عز وجل ، من عباده ، فأنعم عليه بكمال التأله له وتلك أعظم المنن وأشرف الرتب ، فالعابد الخاضع لأمر الله ، عز وجل ، الشرعي أسعد الخلق بربه ، فلا ينفك عن : امتثال للمأمور واجتناب للمحظور وصبر على المقدور .
والله أعلى وأعلم .
أعلى تبليغ
ترقية الى مقال
مواضيع مماثلة
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 2
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 3
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 4
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 5
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 2
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 3
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 4
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 5
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin