بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة العاشرة
صفحة 1 من اصل 1
](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة العاشرة
(مقومات الخطيب الناجح)الحلقة العاشرة
أخى الداعية:مازلنابحمد الله وتوفيقه نواصل الحديث عن (مقومات الخطيب الناجح) وتناولنا فى الحلقة السابقةالحديث عن (كيف يكون الخطيب مؤثراً) وقلنا أن من مقومات الخطيب المؤثر أن يلتزم بالآتى:
أولا:الإخلاص والصدق :وتكلمنا عنه بالتفصيل .
ثانياً: سيرة الخطيب وحسن أخلاقه :
فسيرة الخطيب وما يتحلى به من مكارم الأخلاق لها دور كبير في قبول كلامه ، واحترام توجيهاته ، سواء أكانت هذه السيرة مع أصحابه ، وجيرانه ، ومن يعاملهم في موقع عمله ، أم كانت في بيته ، ومع أهله وأسرته ، فإن ذلك هو مقياس صدق الخطيب ، ومدى احترامه لآرائه ونصائحه .
وليس في مخالفة الخطيب لما يأمر به وينهى عنه مسوغ للآخرين بارتكاب ما حرم الله تعالى ، أو تعدي حدوده ، لكن ضعاف الإيمان يتخذون ذلك أسوة لهم ، ويجعلونه حجة يحتجون بها على من ينصح لهم ، فيكون بذلك إثمه مضاعفا ، حيث إنه خالف إلى ما نهى عنه ، وترك ما كان يأمر به ، ثم إنه سهل فعل الحرام وارتكاب المنهيات على ذوي النفوس المريضة ، فافتتنوا به حين جعلوه قدوة لهم ،وكثيرا ممن ابتلى بداء التد خين إن قلت له إن التدخين حرام شرعاً يحتج عليك بقوله:الشيخ فلان يدخن،ولو كان هذا الشيخ الذى يدخن يعتقد أن التدخين حراماً لابتعد عنه،وهذا يا أخى نموذج من نماذج كثيرة.وهذا مكمن الخطر.
ولذلك، قال الله تعالى عن نبيه شعيب(عليه السلام) (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )(هود). أي لا أريد أن أنهاكم عن الشيء لتتركوه ثم أفعله بعدكم.
ومما لا شك فيه أن مخالفة القول العمل أمر خطير ، وهو سبب مقت الله لمن يوصف بذلك كما قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }{ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [ الصف : 2-3 ] .
والمعنى: أي لأي شيء تقولون قد فعلنا كذا وكذا وأنتم لم تفعلوا؟ والاستفهام هنا للتوبيخ والتأنيب .
{ كبر مقتاً عند الله } : أي عظم مقتاً والمقت : أشد البغض والمقيت والممقوت المبغوض .
{ أن تقولوا ما لا تفعلون } : أي قولكم ما لا تفعلون يبغض الله أشد البغض .
وقال سبحانه ذامّاً ما وقع فيه بنو إسرائيل بقوله : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} سورة البقرة)
وتأمل معى أخى الداعية الكريم عقوبة الذى يخالف قوله فعله:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يؤتى بالرجل يوم القيامة ، فيلقى في النار ، فتندلق أقتاب بطنه ، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا ، فيجتمع إليه أهل النار ، فيقولون : يا فلان ما لك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر؟ فيقول : بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه » (رواه البخارى) ،ياله من حديث يخلع القلب ، نسأل الله العفووالعافية؛وروى الإمام أحمد في مسنده وأبو نعيم في الحلية وأبو يعلى ،عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، قال : قلت : منْ هؤلاء ؟ قال : خطباء من أهل الدنيا ، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟ )) قال الهيثمي فى مجمع الزوائد: " وأحد أسانيد أبي رجاله رجال الصحيح .
و قال الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " يا حملة العلم ، اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، فوافق عمله علمه ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره ).وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن علامة الجهل ثلاث : العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن ينهى عن شيء ويأتيه .
وقال جندب بن عبدالله البجلي رضى الله عنه: " إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كالمصباح يحرق نفسه ويضيء لغيره " .
قال ابن عبدالبر معلقاً على هذا الكلام : أخذه بعض الحكماء فقال :
وبخَّت غيرك بالعمى فأفدته
كفتيلة المصباح تحرق نفسها
بصراً وأنت محسِّنٌ لعماكا
وتنير موقدها وأنت كذاكا
واعلم أخى الداعية:أن سيرة الخطيب سرعان ما تنتشر بين الناس ، والشائعات قد لا تقف عند حد ، والناس ينظرون إلى العلماء والخطباء والآمرين بالمعروف بعيون بصيرة ، والناقد بصير ، وأعمال هؤلاء موضوعة تحت المجهر المكبر ، فصغيرتهم تضخم إلى كبيرة ، وكسرهم ليس له جبيرة ، ومن الأمثال السائرة : زلة الجاهل يغطيها الجهل ، وزلة العالم يضرب بها الطبل .
ويقول أبو الأسود الدؤلي رحمه الله .
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبدا وأنت من الرشاد عقيم
وقال رحمه الله ،أيضا:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
وعلى الخطيب أن يحذر مراقبة الله تعالى له قبل أن يحذر رقابة الناس عليه .
فالناس شديدو الرقابة للعلماء والخطباء ، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، ورقابتهم لا تنحصر في العالم والخطيب نفسه ، بل يرقبون نساءه ، وأولاده ، وأحفاده ، ويتعلقون بأفعالهم ، ويستدلون بسيرتهم وسلوكهم ، والناس- إلا من رحم الله- يغلب عليهم الميل إلى التسويغ والترخص بأدنى الشبهات .
لا يكفي أن يكون الخطيب واقفا عند حد الكف عن المنكر الذي ينهى عنه ، أو فعل الواجب الذي يأمر به ، أو الالتزام به ، أو الالتزام بالخلق الحميد الذي يحض عليه ، بل ينبغي أن يكون متميزا عن غيره ممن يقتدي به : بفعل النوافل ، والمسارعة إلى الخيرات ، والمسابقة إلى الطاعات ، والتشمير والمبادرة إلى كل خصلة كريمة ، مع زيادة الورع ، وقوة الشخصية ، وصلابة الإيمان ، فهو قبل أن يأمر الناس بخير ينبغي أن يكون أسبقهم إلى فعله .
وليعلم الخطيب أنه مهما بلغت فصاحته ، وتجلى بيانه ، ومهما بلغ من قوة الإلقاء ، ونصاعة الأسلوب فإنه لن يستطيع أن يقنع أحدا بفكره ، أو أن يستميل القلوب لدعوته ما لم يكن مخلصا في دعوته ، نقيا في سيرته .
فليس الأسلوب وحده أو البلاغة والفصاحة وحدها هي التي تجذب قلوب الناس وتحببهم في الخطيب أو الداعية .
واعلم أن الكلام إذا لم يخرج من القلب لم يصل إلى القلب ، فكل خطيب وواعظ لا يكون عليه سيما الصلاح قل أن ينفع الله به.
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ومع تكملة لموضوع مقومات الخطيب المؤثر، فانتظرونا.....
_________
(1) معيد النعم ومبيد النقم , عبد الوهاب السبكي (ص89) .
(2) تفسير ابن كثير (2 / 458) .
(3) ـ خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة لعبد الغني أحمد جبر مزهر(بتصرف )
(4) أيسر التفاسير: أبو بكر الجزائري
أخى الداعية:مازلنابحمد الله وتوفيقه نواصل الحديث عن (مقومات الخطيب الناجح) وتناولنا فى الحلقة السابقةالحديث عن (كيف يكون الخطيب مؤثراً) وقلنا أن من مقومات الخطيب المؤثر أن يلتزم بالآتى:
أولا:الإخلاص والصدق :وتكلمنا عنه بالتفصيل .
ثانياً: سيرة الخطيب وحسن أخلاقه :
فسيرة الخطيب وما يتحلى به من مكارم الأخلاق لها دور كبير في قبول كلامه ، واحترام توجيهاته ، سواء أكانت هذه السيرة مع أصحابه ، وجيرانه ، ومن يعاملهم في موقع عمله ، أم كانت في بيته ، ومع أهله وأسرته ، فإن ذلك هو مقياس صدق الخطيب ، ومدى احترامه لآرائه ونصائحه .
وليس في مخالفة الخطيب لما يأمر به وينهى عنه مسوغ للآخرين بارتكاب ما حرم الله تعالى ، أو تعدي حدوده ، لكن ضعاف الإيمان يتخذون ذلك أسوة لهم ، ويجعلونه حجة يحتجون بها على من ينصح لهم ، فيكون بذلك إثمه مضاعفا ، حيث إنه خالف إلى ما نهى عنه ، وترك ما كان يأمر به ، ثم إنه سهل فعل الحرام وارتكاب المنهيات على ذوي النفوس المريضة ، فافتتنوا به حين جعلوه قدوة لهم ،وكثيرا ممن ابتلى بداء التد خين إن قلت له إن التدخين حرام شرعاً يحتج عليك بقوله:الشيخ فلان يدخن،ولو كان هذا الشيخ الذى يدخن يعتقد أن التدخين حراماً لابتعد عنه،وهذا يا أخى نموذج من نماذج كثيرة.وهذا مكمن الخطر.
ولذلك، قال الله تعالى عن نبيه شعيب(عليه السلام) (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )(هود). أي لا أريد أن أنهاكم عن الشيء لتتركوه ثم أفعله بعدكم.
ومما لا شك فيه أن مخالفة القول العمل أمر خطير ، وهو سبب مقت الله لمن يوصف بذلك كما قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }{ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [ الصف : 2-3 ] .
والمعنى: أي لأي شيء تقولون قد فعلنا كذا وكذا وأنتم لم تفعلوا؟ والاستفهام هنا للتوبيخ والتأنيب .
{ كبر مقتاً عند الله } : أي عظم مقتاً والمقت : أشد البغض والمقيت والممقوت المبغوض .
{ أن تقولوا ما لا تفعلون } : أي قولكم ما لا تفعلون يبغض الله أشد البغض .
وقال سبحانه ذامّاً ما وقع فيه بنو إسرائيل بقوله : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} سورة البقرة)
وتأمل معى أخى الداعية الكريم عقوبة الذى يخالف قوله فعله:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يؤتى بالرجل يوم القيامة ، فيلقى في النار ، فتندلق أقتاب بطنه ، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا ، فيجتمع إليه أهل النار ، فيقولون : يا فلان ما لك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر؟ فيقول : بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه » (رواه البخارى) ،ياله من حديث يخلع القلب ، نسأل الله العفووالعافية؛وروى الإمام أحمد في مسنده وأبو نعيم في الحلية وأبو يعلى ،عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، قال : قلت : منْ هؤلاء ؟ قال : خطباء من أهل الدنيا ، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟ )) قال الهيثمي فى مجمع الزوائد: " وأحد أسانيد أبي رجاله رجال الصحيح .
و قال الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " يا حملة العلم ، اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، فوافق عمله علمه ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره ).وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن علامة الجهل ثلاث : العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن ينهى عن شيء ويأتيه .
وقال جندب بن عبدالله البجلي رضى الله عنه: " إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كالمصباح يحرق نفسه ويضيء لغيره " .
قال ابن عبدالبر معلقاً على هذا الكلام : أخذه بعض الحكماء فقال :
وبخَّت غيرك بالعمى فأفدته
كفتيلة المصباح تحرق نفسها
بصراً وأنت محسِّنٌ لعماكا
وتنير موقدها وأنت كذاكا
واعلم أخى الداعية:أن سيرة الخطيب سرعان ما تنتشر بين الناس ، والشائعات قد لا تقف عند حد ، والناس ينظرون إلى العلماء والخطباء والآمرين بالمعروف بعيون بصيرة ، والناقد بصير ، وأعمال هؤلاء موضوعة تحت المجهر المكبر ، فصغيرتهم تضخم إلى كبيرة ، وكسرهم ليس له جبيرة ، ومن الأمثال السائرة : زلة الجاهل يغطيها الجهل ، وزلة العالم يضرب بها الطبل .
ويقول أبو الأسود الدؤلي رحمه الله .
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبدا وأنت من الرشاد عقيم
وقال رحمه الله ،أيضا:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
وعلى الخطيب أن يحذر مراقبة الله تعالى له قبل أن يحذر رقابة الناس عليه .
فالناس شديدو الرقابة للعلماء والخطباء ، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، ورقابتهم لا تنحصر في العالم والخطيب نفسه ، بل يرقبون نساءه ، وأولاده ، وأحفاده ، ويتعلقون بأفعالهم ، ويستدلون بسيرتهم وسلوكهم ، والناس- إلا من رحم الله- يغلب عليهم الميل إلى التسويغ والترخص بأدنى الشبهات .
لا يكفي أن يكون الخطيب واقفا عند حد الكف عن المنكر الذي ينهى عنه ، أو فعل الواجب الذي يأمر به ، أو الالتزام به ، أو الالتزام بالخلق الحميد الذي يحض عليه ، بل ينبغي أن يكون متميزا عن غيره ممن يقتدي به : بفعل النوافل ، والمسارعة إلى الخيرات ، والمسابقة إلى الطاعات ، والتشمير والمبادرة إلى كل خصلة كريمة ، مع زيادة الورع ، وقوة الشخصية ، وصلابة الإيمان ، فهو قبل أن يأمر الناس بخير ينبغي أن يكون أسبقهم إلى فعله .
وليعلم الخطيب أنه مهما بلغت فصاحته ، وتجلى بيانه ، ومهما بلغ من قوة الإلقاء ، ونصاعة الأسلوب فإنه لن يستطيع أن يقنع أحدا بفكره ، أو أن يستميل القلوب لدعوته ما لم يكن مخلصا في دعوته ، نقيا في سيرته .
فليس الأسلوب وحده أو البلاغة والفصاحة وحدها هي التي تجذب قلوب الناس وتحببهم في الخطيب أو الداعية .
واعلم أن الكلام إذا لم يخرج من القلب لم يصل إلى القلب ، فكل خطيب وواعظ لا يكون عليه سيما الصلاح قل أن ينفع الله به.
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ومع تكملة لموضوع مقومات الخطيب المؤثر، فانتظرونا.....
_________
(1) معيد النعم ومبيد النقم , عبد الوهاب السبكي (ص89) .
(2) تفسير ابن كثير (2 / 458) .
(3) ـ خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة لعبد الغني أحمد جبر مزهر(بتصرف )
(4) أيسر التفاسير: أبو بكر الجزائري
مواضيع مماثلة
» ](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة السادسة
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الأولى
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الثانية
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الثالثة
» ](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الرابعة
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الأولى
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الثانية
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الثالثة
» ](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الرابعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin