](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة السادسة

من طرف **Admin** الإثنين 09 أبريل 2012, 2:20 am

(مقومات الخطيب الناجح)الحلقة السادسة
أخى الداعية:مازلنابحمدالله وتوفيقه نواصل الحديث عن (مقومات الخطيب الناجح) ونتعرف فى هذه الحلقةبإذن الله تعالى على موضوع مهم جدا لكل داعية ،فهذا الموضوع لا يستغنى عنه الداعية أبدا لأنه السبب الأكبر فى نجاح الخطبة وهو:
(اعدادخطبة الجمعة)
أخى الداعية :أُشْهِدُ الله تعالى أننى أحبك فى الله،ومن باب هذا الحب أقل لك: إن الداعيةمسؤول مسؤولية عظيمة جدًّا أمام الله - عز وجل - فيما يُلقيه على الناس،
"والخطابة مسؤولية عُظمى، لا يعلم حجم خطورتها إلا مَن يعلم أهميتها ودقَّة مسلكها، فهي منبر التوجيه والدعوة، وإحياء السنن، وقمع البدع، وقول الحق.
. ولا يَغُرَّنَّ أي داعية فصاحة لسانه، وحسن بيانه، وشهرة منبره، وإعجابه برأيه، ما لم يكن مؤصِّل العلم، واسع الرؤية، طالبًا للحق، حريصًا عليه، وسطًا منصفًا، أغرَّ لا يُسْتغفل.
ولقد ذكر ابن عبدالبر عن أحد السلف قوله Sad

مَن أُعْجب برأيه ضلَّ، ومَن استغنى بعقله زلّ)
ولا تظن أخى الداعية:أن تحضير الخطبة يدل على عجز الخطيب، أو على ضعفه العلمي؛ بل يفتخر بعض الخطباء إذا سُئل عن موضوع الخطبة قبلها - بقوله: الذي يفتح الله به! نعم كلنا نحتاج إلى فتح الله علينافى الخطبة ،وقد بفتح الله على الخطيب بكلام لم يُحْضِّرْهُ ولم يكن فى بَالِهِ،ولكن هذا لايمنع أبداً من التحضير الجيد للخطبة، فإن لتحضير الخطبة فوائد عظيمة؛ منها:
1ـ أنه يَكْسِب الخطيب الثقة الجيدة بنفسه، وبقدرته العلمية والخطابية، بخلاف ما لو لم يكن معدًّا لها إعدادًا جيدًا، فربما ارتبك وأرتج عليه، أو خشي منَ الخطأ أو نقص المعلومات.
2ـ ومنها: كسب ثقة المستمعين وإعجابهم بالخطيب؛ لأنه أشعرهم بتقديره لهم واحترامهم، وحرصه على إفادتهم من خلال العناية الفائقة بالموضوع، اختيارًا وإعدادًا لمادَّتِه العلميَّة.
3ـ ومنها: أن الإعداد الجيِّدَ للخطبة يتيح له فرصة العمق العلمي في تناول الموضوع.ومنها:
4ـ ومنها: أنه يتيح له تحديد وحصر أفكاره في نقاط وعناصر معينة تفيد الجميع، وهو أمر يساعده على عدم التشتت، وتَكرار العبارات من غير حاجة، فيستطيع أن يلمَّ بالموضوع دون إطالة ولا إرهاق للسامعين؛ مما يبعث في نفوسهم المَلَل والسآمة والضَّجَر.
والآن بعد هذه المقدمة والتى أرجوا أن تسامحونى على اطالتها،تعال معى أخى الكريم نتذكر سويا كيفية اعداد الخطبة:
أولاً:تحديد موضوع الخطبة:
وهـو أصعب شئ فى اعداد الخطبة، وعلى الداعيةأن يحسن اختيار موضوع الخطبة،و ينبغي أن يكون موضوع الخطبة واضحا لدى الخطيب كل الوضوح حتى يتسنى الإعداد المسبق له ؛وعليه أن يراعى الآتى:
1ـ معايشة الواقع ،فلا يليق بالداعية أن يكون موضوع الخطبة بعيدا عن الواقع وخاصة فى ظل هذه الظروف التى تمر بها بلاد الاسلام فى هذه الأيام.
2ـ معرفة حاجة الناس ،وهذا يقتضى قرب الخطيب من الناس ومخالطتهم،وقد قرأت فى كتب فضيلة الشيخ محمد الغزالى ،رحمه الله،أنه كان دائما يحمل فى جيبه (نوتة)صغيرة من الورق يسجل فيها ما يشاهده من واقع الناس فى أخلاقهم ومعاملتهم وغيرذلك.ثم يتناول ذلك فى الخطبة.
3ـ سعة الاطلاع فالاطلاع يفتح أفاق الداعية لاختيار الموضوع المناسب .
4ـ على الداعية أن يراعى أن يكون الموضوع فى مستوى أفهام المستمعين ، وليحدث الناس بما يعرفونه ، وما لا يصطدم بعقولهم ، وليراع مستواهم الثقافي والاجتماعي ، ولا يهمل التفاوت في المستويات بين الناس ، وعليه أن يراعي هذا التفاوت لكي يختار الأسلوب المناسب للوسط الذي يخاطبه ، والموضوع المناسب لذلك .وليس معنى ذلك أن ينزل الداعية إلى مستوى الناس فتكون أكثرها الحديث بالعامية ،لا؛فالداعية الناجح وأنتم أستاذتى وتعلمون ذلك جيداًهو الذى يرفع الناس إلى مستواه لا أن ينـزل هو إلى مستواهم،فهناك بعض الدعاة يتحدث أكثر خطبته بالعامية ظنا منه ان أغلب المستمعين من العامية ولا يفهمون الابالعامية،وهذا خطأ واضح فإنه من المعروف أن نشرة الأخبار تقرأ باللغة العربية الفصحى أو عللا ا لأقل أكثرها ،ومع ذلك يفهما العامى البسيط.
5ـ الحرص دائما على التنوع أى عدم التكرار ،فإن المستمع يملّ من الموضوعات المتكررة وخاصة إن تقارب وقتها ،والموضوع الجديد يشد ّانتباه المستمع ومشوق له.فلا تجعل جُلِّ موضوعاتك فى الرقائق والاخلاق فحسب ،وأنما يكون فى الرقائق والاخلاق والعقائد والمعاملات والسيرة وخاصة الغزوات والفتوحات الاسلامية ،ففيها الكثير والكثير من الدروس والعبر،واحرص اخى الفاضل أن تتحدث عن الصحابة رضى الله عنهم،فاختار صحابى وتجدث عن مناقبه وشخصيته، ومواقف من حياته، حتى يتعرف المستمع وخاصة الشباب على هؤلاء الأفذاذ الأبطال فيقتدى بهم ؛ولله الحمد فأنا أحرص دائما فى كل شهرين أن أتحدث عن صحابى أوعالم من العلماء الذين أثْرَوُواالدنيا بعلمهم وفقههم ،مثل الأئمة الأربعة وغيرهم ،والحمد لله هذا يلقى قبولا عند المستمعين.
6ـ المناسبة : فالمناسبة لها أثر كبير في تحديد المنطلق الرئيس لموضوع الخطبة ، لذا فلا يصح من الخطيب أن يغفل شأن المناسبة عند تحديد موضوع خطبته ، وليعلم أن المناسبات متغيرة ، وليحذر من الاستمرار في المناسبات الثابتة سنويا أو شهريا على الخطب المكتوبة لكل مناسبة ، فإن هذه الخطب وإن استوفت الكلام على المناسبة لكنها أغفلت ربطها بالواقع الحالي الذي يعيشه المخاطبون ، والذي يهمهم بالدرجة الأولى معالجته .وفقنا الله واياكم إلى ما يحبه ويرضاه .
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى وتكملة لهذا الموضوع فانتظرونا.....
ـــــــــ
المراجع
1ـ خصائص الخطبة والخطيب
2ـ فن الخطابة للحوفى
3ـ جامع بيان العلم وفضله
4ـ خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة لعبد الغني أحمد جبر مزهر(بتصرف )

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30