بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الرابعة
صفحة 1 من اصل 1
](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الرابعة
(مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الرابعة
أخى الداعية:مازلنابحمدالله وتوفيقه نواصل الحديث عن (مقومات الخطيب الناجح) ونستكمل بإذن الله تعالى فى هذه الحلقة الموضوع الذى ذكرناه فى الحلقة السابقةوهو:
كيف تكون الخطبة مؤثرة:
أخى الداعية:ذكرنا فى الحلقة السابقةإن الخطبة المؤثرة ينبغي أن تتصف بصفات ، وتشتمل على مقومات ، ومنها:1ـ قصر الخطبة بما يتناسب مع الموضوع والمكان ،أى مراعاة مقتضى الحال 2ـ اشتمال الخطبة على الآيات القرآنية.
3 ـــ : اشتمال الخطبة على الأحاديث النبوية :
لا يقل الاستشهاد بالحديث النبوي أهمية عن الاستشهاد بالقرآن ، فإن السنة شارحة للكتاب العزيز ، مفصلة ومبينة لمجمله ، مخصصة لعامه ، ولا يستغني الخطيب عن دعم رأيه ، وتقوية حجته بحديث النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ، لكن عليه أن يراعي الأمور التالية عند الاستشهاد بالحديث النبوي :
1- تجنب ذكر الأحاديث الموضوعة ، والواهية ، فإنه لا خير فيها ، ولا نور عليها ، بل إن ذكرها وحملها وتبليغها إلى الناس له دور خطير في نشر العقائد الفاسدة ، والبدع والضلالات ، لا سيما وأن العامة لا تمحيص ولا تثبت لديهم ، فسرعان ما تنتشر مثل هذه الأمور فيما بينها لتعلقها بالغرائب ، مع الاستهانة بما يترتب عليها من مفاسد .
ولا يعفى الخطيب من التبعة أن يكون حسن النية سليم القصد ، هدفه التأثير في القلوب ، والترغيب في الإصلاح فإن الغاية المشروعة لا تسوغ الوسيلة المحرمة .
2- تجنب الأحاديث الضعيفة ؛ لأن في الصحيح غنية عن الضعيف ، ولا يخفى ما في نشر الأحاديث الضعيفة من آثار سيئة على الأمة في عقيدتها وفي سلوكها ، فكم من حديث ضعيف أو واه ، تناقله الناس محتجين به اعتمادا على إيراد الخطيب له ، وكم من عادة تشبث بها الناس كان مستندها حديثا ضعيفا .
والحمد لله الآن أصبحت الوسائل التى يتعرف من خلالها الداعيةعلى درجة الحديث متاحة ويمكن للداعية أن يستعين بالسلسلة الصحيحةوالضعيفة للألبانى (رحمه الله)وكذلك صحيح الترغيب والترهيب ،وضعيف الترغيب والترهيب، للألبانى(رحمه الله)
، أو الرجوع إلى الكتب المعتمدة التي تكون الأحاديث فيها مخرجة تخريجا علميا .
3- تجنب التحريف في المعنى والتكلف في حمل الحديث على غير ما يحتمله معناه لتقوية رأي ، أو مذهب ، أو جماعة ، أو نصرة فئة على فئة ، فإن بعض الخطباء يبالغ في مثل هذا فيشعر السامعين أن الحديث إنما ورد في بيان قوة هذا الرأي ، أو في بيان فساد تلك الجماعة بعينها
قال ابن القيم رحمه الله في إيضاح هذا المعنى فى كتابه الروح : " أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير ، فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله ، ولا يقصر به عن مراده ، وما قصده من الهدى والبيان ، وقد حصل بإهمال ذلك والعدل عنه من الضلال ، والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله ، بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام ، بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع ، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد ، فيتفق سوء الفهم في بعض الأشياء من المتبوع مع حسن قصده ، وسوء القصد من التابع في محنة الدين وأهله . وهل أوقع القدرية ، والمرجئة ، والخوارج ، والمعتزلة ، والجهمية ، وسائر طوائف أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله ، حتى صار الدين بأيدي أكثر الناس هو موجب هذه الأفهام ، والذي فهمه الصحابة ومن بعدهم عن الله ورسوله فمهجور لا يلتفت إليه ، ولا يرفع هؤلاء به رأسا " .
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المجال ، الحذر من التساهل في رواية الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال ، والترغيب والترهيب والمواعظ دون بيان لحالها ، وعدم مراعاة للضوابط والشروط التي وضعها العلماء لرواية الضعيف في فضائل الأعمال ، وكذلك ما يكثر لدى بعض الخطباء من إيراد الحديث الواهي مع تصحيح معناه ، فيقولون حديث ضعيف لكن معناه صحيح ، وربما كان الحديث ضعيفا جدا أو موضوعا ، وهذا تساهل ومجازفة ينبغي الحذر منها ، وعدم التهاون فيها
4ـ اشتمال الخطبة على ضرب الأمثال :
المراد بضرب المثل هنا سوق الصور ، والقصص ، والوقائع المتشابهة ، ليستدل بالحاضر على الغائب ، وبالمحسوس على غير المحسوس ، أو بالمحسوس من الصور الوقائع على نظائرها وأشباهها ، والمقصود من ضرب المثل تقريب الأمر للمخاطب ، وترسيخه في ذهنه لتحصل العبرة والعظة من ذلك .
ولذا نجد أن القرآن الكريم أكثر من ضرب الأمثال ، قال تعالى : { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ } . . . (الكهف) .
وقال جل وعلا في تمثيل الحق والباطل : { أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ }(الرعد) .
وضرب الله تعالى المثل بالعنكبوت ، والبعوضة ، والذباب ، وغير ذلك ، وكل أمثال القرآن عظيمة مؤثرة ، تأخذ بالقلوب ، وتهز النفوس ، وتجسد المعاني في صور ماثلة للعيان كأن المرء يحسها ويلمسها بيده .
والخطيب لا يستغني في خطبته عن ضرب الأمثال لما فيها من قوة التصوير والتأثير ، ولذلك كانت الأمثال حكمة العرب في الجاهلية والإسلام ، وبها كانت تعارض كلامها فتبلغ بها ما حاولت فيها بكناية من غير تصريح ، فيجتمع لها بذلك ثلاث خلال : إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه .
وليحذر الخطيب في هذا من الإكثار من الأمثال الشعبية ، أو ذكر الأمثال الساقطة والمبتذلة ، وما يشتمل على سوء أدب ، أو إيذاء للأسماع ، فإن ذلك سيئ الأثر على النفوس ، وربما أدى إلى تثبيت وتأكيد مفاهيم اجتماعية خاطئة ، أو مخالفة للشرع ، ويكون الخطيب بذكرها أحد المروجين والناشرين لها ، ولذلك فإن العلماء ذكروا لضرب المثل شروطا أربعة :
الأول : أن تكون روايته خالية من كل تعقيد ليفضي المقصود منه إلى ذهن السامع .
الثاني : أن لا يكون مسهبا مملا .
ثالث : أن يهيج السامع بطلاوته ، ويفكه فكره بجزل كلامه ، وابتكار معانيه ، ويضبط عقله في فهم الرواية المختلفة ، وفض مشكلها .
الرابع : أن يورد بصورة محتملة أي : مقبولة سواء من جهة اللفظ أم من جهة المعنى ولا ريب أن من أكثر الأمثال تأثيرا في نفوس . السامعين ما كان منتزعا من واقعهم لصيقا بعادتهم ، سائرا في حياتهم معبرا عن مشكلاتهم .
والى اللقاء فى الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ومع تكملة لموضوع (كيف تكون الخطبة مؤثرة)فانتظرونا.....
ـــــــــــ
المراجع
1ـ جواهر الأدب للهاشمي ( 1 / 260) .
2ـ شرح كتاب الأمثال لأبي عبيدة (ص 3) .
3ـ الروح لابن القيم (ص 113- 114) .
4ـ . خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة لعبد الغني أحمد جبر مزهر(بتصرف )
أخى الداعية:مازلنابحمدالله وتوفيقه نواصل الحديث عن (مقومات الخطيب الناجح) ونستكمل بإذن الله تعالى فى هذه الحلقة الموضوع الذى ذكرناه فى الحلقة السابقةوهو:
كيف تكون الخطبة مؤثرة:
أخى الداعية:ذكرنا فى الحلقة السابقةإن الخطبة المؤثرة ينبغي أن تتصف بصفات ، وتشتمل على مقومات ، ومنها:1ـ قصر الخطبة بما يتناسب مع الموضوع والمكان ،أى مراعاة مقتضى الحال 2ـ اشتمال الخطبة على الآيات القرآنية.
3 ـــ : اشتمال الخطبة على الأحاديث النبوية :
لا يقل الاستشهاد بالحديث النبوي أهمية عن الاستشهاد بالقرآن ، فإن السنة شارحة للكتاب العزيز ، مفصلة ومبينة لمجمله ، مخصصة لعامه ، ولا يستغني الخطيب عن دعم رأيه ، وتقوية حجته بحديث النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ، لكن عليه أن يراعي الأمور التالية عند الاستشهاد بالحديث النبوي :
1- تجنب ذكر الأحاديث الموضوعة ، والواهية ، فإنه لا خير فيها ، ولا نور عليها ، بل إن ذكرها وحملها وتبليغها إلى الناس له دور خطير في نشر العقائد الفاسدة ، والبدع والضلالات ، لا سيما وأن العامة لا تمحيص ولا تثبت لديهم ، فسرعان ما تنتشر مثل هذه الأمور فيما بينها لتعلقها بالغرائب ، مع الاستهانة بما يترتب عليها من مفاسد .
ولا يعفى الخطيب من التبعة أن يكون حسن النية سليم القصد ، هدفه التأثير في القلوب ، والترغيب في الإصلاح فإن الغاية المشروعة لا تسوغ الوسيلة المحرمة .
2- تجنب الأحاديث الضعيفة ؛ لأن في الصحيح غنية عن الضعيف ، ولا يخفى ما في نشر الأحاديث الضعيفة من آثار سيئة على الأمة في عقيدتها وفي سلوكها ، فكم من حديث ضعيف أو واه ، تناقله الناس محتجين به اعتمادا على إيراد الخطيب له ، وكم من عادة تشبث بها الناس كان مستندها حديثا ضعيفا .
والحمد لله الآن أصبحت الوسائل التى يتعرف من خلالها الداعيةعلى درجة الحديث متاحة ويمكن للداعية أن يستعين بالسلسلة الصحيحةوالضعيفة للألبانى (رحمه الله)وكذلك صحيح الترغيب والترهيب ،وضعيف الترغيب والترهيب، للألبانى(رحمه الله)
، أو الرجوع إلى الكتب المعتمدة التي تكون الأحاديث فيها مخرجة تخريجا علميا .
3- تجنب التحريف في المعنى والتكلف في حمل الحديث على غير ما يحتمله معناه لتقوية رأي ، أو مذهب ، أو جماعة ، أو نصرة فئة على فئة ، فإن بعض الخطباء يبالغ في مثل هذا فيشعر السامعين أن الحديث إنما ورد في بيان قوة هذا الرأي ، أو في بيان فساد تلك الجماعة بعينها
قال ابن القيم رحمه الله في إيضاح هذا المعنى فى كتابه الروح : " أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير ، فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله ، ولا يقصر به عن مراده ، وما قصده من الهدى والبيان ، وقد حصل بإهمال ذلك والعدل عنه من الضلال ، والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله ، بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام ، بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع ، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد ، فيتفق سوء الفهم في بعض الأشياء من المتبوع مع حسن قصده ، وسوء القصد من التابع في محنة الدين وأهله . وهل أوقع القدرية ، والمرجئة ، والخوارج ، والمعتزلة ، والجهمية ، وسائر طوائف أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله ، حتى صار الدين بأيدي أكثر الناس هو موجب هذه الأفهام ، والذي فهمه الصحابة ومن بعدهم عن الله ورسوله فمهجور لا يلتفت إليه ، ولا يرفع هؤلاء به رأسا " .
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المجال ، الحذر من التساهل في رواية الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال ، والترغيب والترهيب والمواعظ دون بيان لحالها ، وعدم مراعاة للضوابط والشروط التي وضعها العلماء لرواية الضعيف في فضائل الأعمال ، وكذلك ما يكثر لدى بعض الخطباء من إيراد الحديث الواهي مع تصحيح معناه ، فيقولون حديث ضعيف لكن معناه صحيح ، وربما كان الحديث ضعيفا جدا أو موضوعا ، وهذا تساهل ومجازفة ينبغي الحذر منها ، وعدم التهاون فيها
4ـ اشتمال الخطبة على ضرب الأمثال :
المراد بضرب المثل هنا سوق الصور ، والقصص ، والوقائع المتشابهة ، ليستدل بالحاضر على الغائب ، وبالمحسوس على غير المحسوس ، أو بالمحسوس من الصور الوقائع على نظائرها وأشباهها ، والمقصود من ضرب المثل تقريب الأمر للمخاطب ، وترسيخه في ذهنه لتحصل العبرة والعظة من ذلك .
ولذا نجد أن القرآن الكريم أكثر من ضرب الأمثال ، قال تعالى : { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ } . . . (الكهف) .
وقال جل وعلا في تمثيل الحق والباطل : { أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ }(الرعد) .
وضرب الله تعالى المثل بالعنكبوت ، والبعوضة ، والذباب ، وغير ذلك ، وكل أمثال القرآن عظيمة مؤثرة ، تأخذ بالقلوب ، وتهز النفوس ، وتجسد المعاني في صور ماثلة للعيان كأن المرء يحسها ويلمسها بيده .
والخطيب لا يستغني في خطبته عن ضرب الأمثال لما فيها من قوة التصوير والتأثير ، ولذلك كانت الأمثال حكمة العرب في الجاهلية والإسلام ، وبها كانت تعارض كلامها فتبلغ بها ما حاولت فيها بكناية من غير تصريح ، فيجتمع لها بذلك ثلاث خلال : إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه .
وليحذر الخطيب في هذا من الإكثار من الأمثال الشعبية ، أو ذكر الأمثال الساقطة والمبتذلة ، وما يشتمل على سوء أدب ، أو إيذاء للأسماع ، فإن ذلك سيئ الأثر على النفوس ، وربما أدى إلى تثبيت وتأكيد مفاهيم اجتماعية خاطئة ، أو مخالفة للشرع ، ويكون الخطيب بذكرها أحد المروجين والناشرين لها ، ولذلك فإن العلماء ذكروا لضرب المثل شروطا أربعة :
الأول : أن تكون روايته خالية من كل تعقيد ليفضي المقصود منه إلى ذهن السامع .
الثاني : أن لا يكون مسهبا مملا .
ثالث : أن يهيج السامع بطلاوته ، ويفكه فكره بجزل كلامه ، وابتكار معانيه ، ويضبط عقله في فهم الرواية المختلفة ، وفض مشكلها .
الرابع : أن يورد بصورة محتملة أي : مقبولة سواء من جهة اللفظ أم من جهة المعنى ولا ريب أن من أكثر الأمثال تأثيرا في نفوس . السامعين ما كان منتزعا من واقعهم لصيقا بعادتهم ، سائرا في حياتهم معبرا عن مشكلاتهم .
والى اللقاء فى الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ومع تكملة لموضوع (كيف تكون الخطبة مؤثرة)فانتظرونا.....
ـــــــــــ
المراجع
1ـ جواهر الأدب للهاشمي ( 1 / 260) .
2ـ شرح كتاب الأمثال لأبي عبيدة (ص 3) .
3ـ الروح لابن القيم (ص 113- 114) .
4ـ . خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة لعبد الغني أحمد جبر مزهر(بتصرف )
مواضيع مماثلة
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الخامسة
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة السابعة
» ](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة العاشرة
» ](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة السادسة
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الأولى
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة السابعة
» ](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة العاشرة
» ](مقومات الخطيب الناجح)الحلقة السادسة
» (مقومات الخطيب الناجح)الحلقة الأولى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin