الادعيه والابتهالات النبويه

من طرف **Admin** الجمعة 20 يونيو 2014, 9:26 am

الأدعية والابتهالات النبوية

الدعاء لغة : النداء . واصطلاحاً : التضرع إلى الله والافتقار إليه بطلب تحقيق المطلوب أو دفع المكروه .

والابتهال لغة : مصدر ابتهل أي وقف في خشوع وتضرع . واصطلاحاً : هو الشدة والمبالغة في التضرع إلى الله .

ـ الدعاء يكون في كل الاحوال ، والابتهال غالباً ما يكون وقت الشدة والكربة رجاء الإجابة السريعة وفق مراد الله تعالى ..

ـ الدعاء يستدعي عبادة اللسان من اللهج والتحميد والتقديس والابتهال والتضرع يستدعي عبادة البدن بالانكسار بين يدي الله .

فضل الدعاء :

ـ حين يشعر الإنسان بضعفه في أوقات الكرب والضيق ؛ تراه يلتمس لنفسه مخرجاً بالالتجاء إلى قوة كبيرة تنقذه من شدته . لذلك كان الالتجاء إلى الله تعالى دأب المؤمنين الواثقين ، يتوجهون إليه بالدعاء والابتهال .

ـ الإنسان يدعو الله تعالى في حالتين:
الأولى: حين تنقطع به كل الأسباب فيندفع الإنسان إلى الله مقهوراً .
الثانية: حين تتعالى وتسمو روحه فسوف ينتزع نفسه ويقطعها عن كل الأسباب والوسائل بإرادته ولا يتجه إلى سبب آخر غير الله سبحانه وتعالى .

ـ عرف القرآن الكريم هذه الحقيقة وعبر عنها في مواضع عدة منها قوله تعالى : { وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل } .

ـ لذا شرع الله تعالى دعاءه والابتهال إليه ليكون المؤمن على ذكر دائم لربه . وقد امتدح الله أنبياءه بهذه الصفة حين قال : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين } .

الأدعية النبوية :

ـ محمد صلى الله عيه وسلم أعرف الناس بربه ، وأشدهم تعلقاً به ؛ لذا لا تمر ساعة إلا ويدعوه مخلفاً لنا من أدعيته الرائعة أدباً عالياً له سماته ، يمثل الأول من نوعه عند العرب .

ـ ممن استلهم هذا الفن منه صلى الله عليه وسلم الصوفية في أدبهم الإسلامي الحقيقي باللغتين العربية والفارسية ، النابع من حقائق القرآن وتعاليم الحديث ، البعيد عن أوهام الاتحاد والحلول ووحدة الوجود .

من الآداب النبوية في الأدعية :

1ـ لزوم الدعاء في الشدة والرخاء ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من سرّه أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء "

2ـ الإخلاص والانسجام مع الدعاء ؛ فيواكب قلبه ولسانه فيه .

3ـ العزيمة في الدعاء والثقة بالإجابة حيث يكون متيقناً من حصول حاجته ، فهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه ؛ وإلاّ فقد استصغر عظيماً واستبخل كريماً . فقد كان يقول : " لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، وليعزم في الدعاء ؛ فإن الله عز وجل لا مكره له .

4ـ لا يدعو بما يخالف القوانين التكوينية والشرعية ، كطلب الخلود في الدنيا أو الدعاء بقطع رحمٍ .

5ـ نفسه المعصومة مهيأة للدعاء ، حيث طهارة القلب والمأكل الحلال والعدل مع الخلق .

هيئة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :

1- رفع اليدين حذو المنكبين أو نحوهما .

2ـ في الابتهال رفع اليدين مداً نحو السماء حتى ترى عفرة إبطيه أي بياضهما وهذا خاصة في حال الشدة والرهبة .

بناء الدعاء النبوي :

1ـ التعبير عن عظمة الله وكبريائه بالحمد والثناء والتنزيه رغبة في رضوان الله .

2ـ الاعتراف بالعجز والضعف والفقر وقلة الحيلة إثارة لرحمة الله واستجلاباً لكرمه وإحسانه .

3ـ عرض الحاجة أو المعنى المراد طلبه من الله تبارك وتعالى .

لا يمكن لأحد أن يأتي بهذه المقدمة وهذا العرض بأحسن مما أتى به صلى الله عليه وسلم بقوله : " اللهُمَّ إنّي عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أمتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيّ حكمُك ، عدلٌ فيّ قضاؤك ، أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك ، سميتَ به نفسَك ، أو علّمتَهُ أحداً من خلقِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أنْ تجعلَ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري ، وجلاءَ حزني وذهابَ همّي ".

المعاني الواردة في الأدعية والابتهالات النبوية :

1ـ التمثيل الصادق لكل حوائج البشرية التي لا حصر لها . من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ، ولا هماً إلا فرجته ، ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين .

2ـ التحلي بمكارم الأخلاق والترغيب فيها . كقوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، وقني سيّئ الأعمال وسيّئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت "

3ـ الاستعاذة من سوء الخلق وزوال النعم وشر النفس . كقوله : " اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجأة نقمتك " . وقوله : اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والهرم ، ومن أن أُردّ إلى أرذل العمر " .

4ـ التعبير عن الحوائج الأساسية الجذرية في الحياة : كقوله : " اللهم! اغفر لي ذنبي، ووسّع لي في داري، وبارك لي في رزقي".

5ـ طلب التحصين من الشياطين وحماية النفس . ومنها أذكار الليل والنهار . وقوارع القرآن وهي ما يقرأ من الآيات خشية الشيطان وتأمين النفس والأهل والمال ، سميت بذلك لأنها تقرع الشيطان وتدفعه كآية الكرسي وخواتيم البقرة ونحوها .

وغير ذلك من المعاني التي لا يمكن حصرها .

من مميزات أدعية النبي صلى الله عليه وسلم :

1ـ حرارة العاطفة والقوة والصدق . وهذا هو مصدر بلاغة الأدعية الذي يعطيها تأثيراً قوياً وروحاً وحيوية تخشع لها القلوب وتدمع العيون .

2ـ جمال التعبير ودقة الصياغة من غير تكلف ، فهي من السهل الممتنع الذي لا يمكن محاكاته . خصوصاً وقد جرت على لسان تكرر عليه الوحي والإلهام وامتلك ناصية البلاغة والفصاحة .

3ـ الإيجاز والإشارة إلى الكثير باللفظ القليل .

4ـ البساطة والسهولة في الألفاظ بحيث يسهل حفظها دون جهد .

المحاضرة من إعداد أستاذة المادة وطالبات قسم الأدب التالية أسماؤهن : روضة الغامدي ، بسمة الحربي ، خلود العتيبي ، خلود الحربي .

المراجع :

كتاب البيان النبوي ، محمد رجب بيومي .

قيمة الأدعية النبوية المأثورة الأدبية والبلاغية والنفسية والاجتماعية للشيخ علي أبو الحسن الندوي ، الموقع رابطة أدباء الشام .

كتاب تصحيح الدعاء ، بكر عبد الله أبو زيد .

الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية المؤلف / المشرف : جيلان بن خضر العروسي .

تحفة الذاكرين بعده الحصن الحصين محمد علي الشوكاني .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30