بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 15 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 15 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
تابع الهجره النبويه"
صفحة 1 من اصل 1
تابع الهجره النبويه"
اليهود والهجرة النبوية
الحمد لله رب العالمين
اللهم ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه وباعد بيننا وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب يارب العالمين ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين ..
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل :" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى
يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ
الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا
يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ
مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ" صحيح مسلم
اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله ,,
أما بعد:
فيا جماعة الإسلام :
{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ
فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } [المائدة:
64]
نحن اليوم نقف تجاه طائفة من أهل الكتاب حاربوا الله ورسوله
وأتعلنوا عداوتهم للإسلام ولرسول الإسلام من أول يوم هاجر فيه الرسول صلي
الله عليه إلي المدينة المنورة ..
طائفة أرادت أن تقضي علي الإسلام في
مهده حتي لا تقوم له قائمة ولكن :" { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ
اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ (9} [الصف: 8، 9]
لما هاجر الرسول من مكة إلي المدينة
كان الأنصار يخرجون كل يوم بعد صلاة الصبح إلي ظاهر المدينة يترقبون وصوله
صلي الله عليه وسلم ويدخلون بيوتهم إذا اشتد الحر وكان اليهود يراقبون صنيع
الأنصار في قلق واضطراب شديدين حتي أن أول من رأي رسول الله صلي الله عليه
وسلم قادماً إلي المدينة رجل من اليهود فصرخ اليهودي بأعلى صوته وأخبر
الأنصار بقدومه ثم جري وأخبر اليهود بذلك,
وقد كانوا قبل نبوته وبعثته
صلي الله عليه وسلم يعترفون به ويقرون برسالته وكلما انتصر عليهم المشركون
من الأوس أو الخزرج في أي موقعة قبل البعثة يقولون إن نبياً سيبعث الآن
نتبعه قد أتي زمانه أو قد أظل زمانه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما بعث
الله رسوله من قريش واتبعه ناس كفروا به ..
لذلك يروي عن ابن عباس رضي
الله عنه أنه قال :"إن يهود كانوا يستفتحون علي الأوس والخزرج برسول الله
صلي الله عليه وسلم قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا
ماكانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء وداود بن سلمة
يامعشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلي الله
عليه وسلم ونحن أهل شرك وتخبروننا مبعوث وتصفونه بصفته .. فقال سلام بن
مشكم اليهودي أخو بني النضير ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر
لكم فأنزل الله في ذلك قوله :" { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ
عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ
فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ } (البقرة /89) .
وهو بيان
لحالتهم قبل البعثة المحمدية ، فإن اليهود كانوا عندما يحصل بينهم وبين
أعدائهم نزاع ، يستنصرون عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته
فيقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي الذي نجد نعته في التوراة .
وقال
ابو العالية :" كانت اليهود تستنصر بمحمد صلي الله عليه وسلم علي مشركي
العرب يقولون :"اللهم ابعث هذا النبي الذي تجده مكتوباً عندنا حتي نعذب
المشركين ونقتلهم فلما بعث الله محمداً صلي الله عليه وسلم ورأوا أنه من
غيرهم كفروا به حسداً للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله صلي الله عليه وسلم
..
والذي يبين لنا مدي هذا الكفر والحقد والجحود والنفاق من
اليهود هذا الموقف الذي روته لنا معظم كتب السيرة والأحاديث وهي قصة إسلام
عبد الله بن سلام
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَلَامٍ ، كَمَا حَدّثَنِي بَعْضُ أَهْلِهِ عَنْهُ .
وَعَنْ إسْلَامِهِ حِينَ أَسْلَمَ ، وَكَانَ حَبْرًا عَالِمًا ، قَالَ
لَمّا سَمِعْت بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَرَفْت
صِفَتَهُ وَاسْمَهُ وَزَمَانَهُ الّذِي كُنّا نَتَوَكّفُ لَهُ فَكُنْت
مُسِرّا لِذَلِكَ صَامِتًا عَلَيْهِ حَتّى قَدِمَ [ ص 374 ] صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ ، فَلَمّا نَزَلَ بِقُبَاءٍ فِي بَنِي
عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، أَقْبَلَ رَجُلٌ حَتّى أَخْبَرَ بِقُدُومِهِ وَأَنَا
فِي رَأْسِ نَخْلَةٍ لِي أَعْمَلُ فِيهَا ، وَعَمّتِي خَالِدَةُ بْنَةُ
الْحَارِثِ تَحْتِي جَالِسَةٌ فَلَمّا سَمِعْت الْخَبَرَ بِقُدُومِ رَسُولِ
اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَبّرْت ، فَقَالَتْ لِي عَمّتِي ،
حِينَ سَمِعَتْ تَكْبِيرِي : خَيّبَك اللّهُ وَاَللّهِ لَوْ كُنْت سَمِعْت
بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ قَادِمًا مَا زِدْت ، قَالَ فَقُلْت لَهَا : أَيْ
عَمّةَ هُوَ وَاَللّهِ أَخُو مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَعَلَى دِينِهِ
بُعِثَ بِمَا بُعِثَ بِهِ . قَالَتْ أَيْ ابْنَ أَخِي ، أَهُوَ النّبِيّ
الّذِي كُنّا نُخْبَرُ أَنّهُ يُبْعَثُ مَعَ نَفَسِ السّاعَةِ ؟ قَالَ
فَقُلْت لَهَا : نَعَمْ . قَالَ فَقَالَتْ فَذَاكَ إذًا . قَالَ ثُمّ
خَرَجْت إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَسْلَمْت ،
ثُمّ رَجَعْت إلَى أَهْلِ بَيْتِي ، فَأَمَرْتهمْ فَأَسْلَمُوا . قَالَ
وَكَتَمْت إسْلَامِي مِنْ يَهُودَ ثُمّ جِئْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقُلْت لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ يَهُودَ قَوْمٌ
بُهُتٌ وَإِنّي أُحِبّ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِك ،
وَتُغَيّبُنِي عَنْهُمْ ثُمّ تَسْأَلُهُمْ عَنّي ، حَتّى يُخْبِرُوك كَيْفَ
أَنَا فِيهِمْ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي ، فَإِنّهُمْ إنْ
عَلِمُوا بِهِ بَهَتُونِي وَعَابُونِي . قَالَ فَأَدْخَلَنِي رَسُولُ
اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ وَدَخَلُوا
عَلَيْهِ فَكَلّمُوهُ . [ ص 375 ] قَالَ لَهُمْ أَيّ رَجُلٍ الْحُصَيْنُ
بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : سَيّدُنَا وَابْنُ سَيّدِنَا ،
وَحَبْرُنَا وَعَالِمُنَا . قَالَ فَلَمّا فَرَغُوا مِنْ قَوْلِهِمْ
خَرَجْت عَلَيْهِمْ فَقُلْت لَهُمْ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ اتّقُوا اللّهَ
وَاقْبَلُوا مَا جَاءَكُمْ بِهِ فَوَاَللّهِ إنّكُمْ لَتَعْلَمُونَ إنّهُ
لَرَسُولُ اللّهِ تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ فِي التّوْرَاةِ
بِاسْمِهِ وَصِفَتِهِ فَإِنّي أَشْهَدُ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأُومِنُ بِهِ وَأُصَدّقُهُ وَأَعْرِفُهُ فَقَالُوا :
كَذَبْت ثُمّ وَقَعُوا بِي ، قَالَ فَقُلْت لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَلَمْ أُخْبرْك يَا رَسُولَ اللّهِ أَنّهُمْ قَوْمٌ
بُهُتٌ أَهْلُ غَدْرٍ وَكَذِبٍ وَفُجُورٍ قَالَ فَأَظْهَرْت إسْلَامِي
وَإِسْلَامَ أَهْلِ بَيْتِي ، وَأَسْلَمَتْ عَمّتِي خَالِدَةُ بِنْتُ
الْحَارِثِ فَحَسُنَ إسلامها ."(الروض الأنف (2/ 373).
قال الإمام
النسفي :"قال عبد الله بن سلام : أنا أعلم به مني بابني فقال له عمر : ولم؟
قال : لأني لست أشك في محمد أنه نبي فأما ولدي فلعل والدته خانت فقبل عمر
رأسه ".( تفسير النسفي ج1/230).
وعن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب
كبير يهود بني النضير وقد تزوجها رسول الله بعد غزوة خيبر :" قالت: لم يكن
أحد من ولد أبى وعمى أحب إليهما منى، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إليهما
إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء، قرية بني
عمرو بن عوف، غدا إليه أبى وعمى أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فو الله ما
جاءانا إلا مع مغيب الشمس، فجاءانا فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى،
فهششت إليهما كما كنت أصنع، فو الله ما نظر إلى واحد
منهما، فسمعت عمى أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو ؟ قال: نعم والله ! قال: تعرفه بنعته وصفته ؟ قال: نعم والله.
قال: فماذا في نفسك منه ؟ قال: عداوته والله ما بقيت !
وذكر موسى بن عقبة عن الزهري أن أبا ياسر بن أخطب حين قدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم المدينة ذهب إليه وسمع منه وحادثه ثم رجع إلى قومه فقال: يا
قوم أطيعون، فإن الله قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرون، فاتبعوه ولا تخالفوه.
فانطلق أخوه حيى بن أخطب، وهو يومئذ سيد اليهود، وهما من بنى النضير، فجلس
إلى رسول الله وسمع منه، ثم رجع إلى قومه، وكان فيهم مطاعا، فقال: أتيت من
عند رجل والله لا أزال له عدوا أبدا.
فقال له أخوه أبو ياسر: يا ابن أم أطعنى في هذا الأمر واعصني فيما شئت بعده لا تهلك.
قال: لا والله لا أطيعك أبدا، واستحوذ عليه الشيطان واتبعه قومه على رأيه. "(السيرة النبوية لابن كثير (2/ 298).
وبالفعل بقيت عداوته لرسول الله وظل يحاربه حتي قتله علي بن أبي طالب في
غزوة بني قريظة .. عندما حكم سعد بن معاذ وقال له رسول الله والله لقد حكمت
عليهم بحكم الله من فوق سبع سموات ..
الثانية :
وظل اليهود علي
عداوتهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم حتي انتصر في غزوة بدر فقالوا له يا
محمد لا يغرنك أنك قد قاتلت قوماً لا علم لهم بالقتال ولو قاتلتنا لعرفت
من نحن الناس ..
وفي غزوة أحد كان اليهود سبب رئيسي في الهزيمة عندما
أوعزوا للمنافقين من المسلمين ومعهم عبد الله بن أبي بن سلول بعدم الخروج
للحرب ..ولما انهزم المسلمون أخذوا يحرضون المنافقين علي الاستهزاء برسول
الله والسخرية منه ..
ولما وجد شاس بن قيس زعيم اليهود شباب الأوس
وشباب الخزرج يلعبون معاً فاشتاط غيظاً وذهب وذكرهم بيوم بعاث وكان يوماً
في الجاهلية كانت الغلبة فيه للأوس علي الخزرج .. وذكرهم بقتلاهم فاستل
الشباب سيوفهم للقتال ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم يمر عليهم ويقول
:"الله الله أبدعوي الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها نتنة ..
لاعصبية في الإسلام .. والذي ينظر ويعي جيداً يجد أن مايحدث اليوم بين فتح
وحماس هو ماكان يحدث بالأمس بين الأوس والخزرج من تحريش وتوقيع وبث العداوة
والبغضاء في نفوسهم ..
الحمد لله رب العالمين
اللهم ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه وباعد بيننا وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب يارب العالمين ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين ..
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل :" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى
يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ
الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا
يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ
مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ" صحيح مسلم
اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله ,,
أما بعد:
فيا جماعة الإسلام :
{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ
فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } [المائدة:
64]
نحن اليوم نقف تجاه طائفة من أهل الكتاب حاربوا الله ورسوله
وأتعلنوا عداوتهم للإسلام ولرسول الإسلام من أول يوم هاجر فيه الرسول صلي
الله عليه إلي المدينة المنورة ..
طائفة أرادت أن تقضي علي الإسلام في
مهده حتي لا تقوم له قائمة ولكن :" { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ
اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ (9} [الصف: 8، 9]
لما هاجر الرسول من مكة إلي المدينة
كان الأنصار يخرجون كل يوم بعد صلاة الصبح إلي ظاهر المدينة يترقبون وصوله
صلي الله عليه وسلم ويدخلون بيوتهم إذا اشتد الحر وكان اليهود يراقبون صنيع
الأنصار في قلق واضطراب شديدين حتي أن أول من رأي رسول الله صلي الله عليه
وسلم قادماً إلي المدينة رجل من اليهود فصرخ اليهودي بأعلى صوته وأخبر
الأنصار بقدومه ثم جري وأخبر اليهود بذلك,
وقد كانوا قبل نبوته وبعثته
صلي الله عليه وسلم يعترفون به ويقرون برسالته وكلما انتصر عليهم المشركون
من الأوس أو الخزرج في أي موقعة قبل البعثة يقولون إن نبياً سيبعث الآن
نتبعه قد أتي زمانه أو قد أظل زمانه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما بعث
الله رسوله من قريش واتبعه ناس كفروا به ..
لذلك يروي عن ابن عباس رضي
الله عنه أنه قال :"إن يهود كانوا يستفتحون علي الأوس والخزرج برسول الله
صلي الله عليه وسلم قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا
ماكانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء وداود بن سلمة
يامعشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلي الله
عليه وسلم ونحن أهل شرك وتخبروننا مبعوث وتصفونه بصفته .. فقال سلام بن
مشكم اليهودي أخو بني النضير ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر
لكم فأنزل الله في ذلك قوله :" { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ
عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ
فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ } (البقرة /89) .
وهو بيان
لحالتهم قبل البعثة المحمدية ، فإن اليهود كانوا عندما يحصل بينهم وبين
أعدائهم نزاع ، يستنصرون عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته
فيقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي الذي نجد نعته في التوراة .
وقال
ابو العالية :" كانت اليهود تستنصر بمحمد صلي الله عليه وسلم علي مشركي
العرب يقولون :"اللهم ابعث هذا النبي الذي تجده مكتوباً عندنا حتي نعذب
المشركين ونقتلهم فلما بعث الله محمداً صلي الله عليه وسلم ورأوا أنه من
غيرهم كفروا به حسداً للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله صلي الله عليه وسلم
..
والذي يبين لنا مدي هذا الكفر والحقد والجحود والنفاق من
اليهود هذا الموقف الذي روته لنا معظم كتب السيرة والأحاديث وهي قصة إسلام
عبد الله بن سلام
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَلَامٍ ، كَمَا حَدّثَنِي بَعْضُ أَهْلِهِ عَنْهُ .
وَعَنْ إسْلَامِهِ حِينَ أَسْلَمَ ، وَكَانَ حَبْرًا عَالِمًا ، قَالَ
لَمّا سَمِعْت بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَرَفْت
صِفَتَهُ وَاسْمَهُ وَزَمَانَهُ الّذِي كُنّا نَتَوَكّفُ لَهُ فَكُنْت
مُسِرّا لِذَلِكَ صَامِتًا عَلَيْهِ حَتّى قَدِمَ [ ص 374 ] صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ ، فَلَمّا نَزَلَ بِقُبَاءٍ فِي بَنِي
عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، أَقْبَلَ رَجُلٌ حَتّى أَخْبَرَ بِقُدُومِهِ وَأَنَا
فِي رَأْسِ نَخْلَةٍ لِي أَعْمَلُ فِيهَا ، وَعَمّتِي خَالِدَةُ بْنَةُ
الْحَارِثِ تَحْتِي جَالِسَةٌ فَلَمّا سَمِعْت الْخَبَرَ بِقُدُومِ رَسُولِ
اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَبّرْت ، فَقَالَتْ لِي عَمّتِي ،
حِينَ سَمِعَتْ تَكْبِيرِي : خَيّبَك اللّهُ وَاَللّهِ لَوْ كُنْت سَمِعْت
بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ قَادِمًا مَا زِدْت ، قَالَ فَقُلْت لَهَا : أَيْ
عَمّةَ هُوَ وَاَللّهِ أَخُو مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَعَلَى دِينِهِ
بُعِثَ بِمَا بُعِثَ بِهِ . قَالَتْ أَيْ ابْنَ أَخِي ، أَهُوَ النّبِيّ
الّذِي كُنّا نُخْبَرُ أَنّهُ يُبْعَثُ مَعَ نَفَسِ السّاعَةِ ؟ قَالَ
فَقُلْت لَهَا : نَعَمْ . قَالَ فَقَالَتْ فَذَاكَ إذًا . قَالَ ثُمّ
خَرَجْت إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَسْلَمْت ،
ثُمّ رَجَعْت إلَى أَهْلِ بَيْتِي ، فَأَمَرْتهمْ فَأَسْلَمُوا . قَالَ
وَكَتَمْت إسْلَامِي مِنْ يَهُودَ ثُمّ جِئْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقُلْت لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ يَهُودَ قَوْمٌ
بُهُتٌ وَإِنّي أُحِبّ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِك ،
وَتُغَيّبُنِي عَنْهُمْ ثُمّ تَسْأَلُهُمْ عَنّي ، حَتّى يُخْبِرُوك كَيْفَ
أَنَا فِيهِمْ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي ، فَإِنّهُمْ إنْ
عَلِمُوا بِهِ بَهَتُونِي وَعَابُونِي . قَالَ فَأَدْخَلَنِي رَسُولُ
اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ وَدَخَلُوا
عَلَيْهِ فَكَلّمُوهُ . [ ص 375 ] قَالَ لَهُمْ أَيّ رَجُلٍ الْحُصَيْنُ
بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : سَيّدُنَا وَابْنُ سَيّدِنَا ،
وَحَبْرُنَا وَعَالِمُنَا . قَالَ فَلَمّا فَرَغُوا مِنْ قَوْلِهِمْ
خَرَجْت عَلَيْهِمْ فَقُلْت لَهُمْ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ اتّقُوا اللّهَ
وَاقْبَلُوا مَا جَاءَكُمْ بِهِ فَوَاَللّهِ إنّكُمْ لَتَعْلَمُونَ إنّهُ
لَرَسُولُ اللّهِ تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ فِي التّوْرَاةِ
بِاسْمِهِ وَصِفَتِهِ فَإِنّي أَشْهَدُ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأُومِنُ بِهِ وَأُصَدّقُهُ وَأَعْرِفُهُ فَقَالُوا :
كَذَبْت ثُمّ وَقَعُوا بِي ، قَالَ فَقُلْت لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَلَمْ أُخْبرْك يَا رَسُولَ اللّهِ أَنّهُمْ قَوْمٌ
بُهُتٌ أَهْلُ غَدْرٍ وَكَذِبٍ وَفُجُورٍ قَالَ فَأَظْهَرْت إسْلَامِي
وَإِسْلَامَ أَهْلِ بَيْتِي ، وَأَسْلَمَتْ عَمّتِي خَالِدَةُ بِنْتُ
الْحَارِثِ فَحَسُنَ إسلامها ."(الروض الأنف (2/ 373).
قال الإمام
النسفي :"قال عبد الله بن سلام : أنا أعلم به مني بابني فقال له عمر : ولم؟
قال : لأني لست أشك في محمد أنه نبي فأما ولدي فلعل والدته خانت فقبل عمر
رأسه ".( تفسير النسفي ج1/230).
وعن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب
كبير يهود بني النضير وقد تزوجها رسول الله بعد غزوة خيبر :" قالت: لم يكن
أحد من ولد أبى وعمى أحب إليهما منى، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إليهما
إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء، قرية بني
عمرو بن عوف، غدا إليه أبى وعمى أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فو الله ما
جاءانا إلا مع مغيب الشمس، فجاءانا فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى،
فهششت إليهما كما كنت أصنع، فو الله ما نظر إلى واحد
منهما، فسمعت عمى أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو ؟ قال: نعم والله ! قال: تعرفه بنعته وصفته ؟ قال: نعم والله.
قال: فماذا في نفسك منه ؟ قال: عداوته والله ما بقيت !
وذكر موسى بن عقبة عن الزهري أن أبا ياسر بن أخطب حين قدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم المدينة ذهب إليه وسمع منه وحادثه ثم رجع إلى قومه فقال: يا
قوم أطيعون، فإن الله قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرون، فاتبعوه ولا تخالفوه.
فانطلق أخوه حيى بن أخطب، وهو يومئذ سيد اليهود، وهما من بنى النضير، فجلس
إلى رسول الله وسمع منه، ثم رجع إلى قومه، وكان فيهم مطاعا، فقال: أتيت من
عند رجل والله لا أزال له عدوا أبدا.
فقال له أخوه أبو ياسر: يا ابن أم أطعنى في هذا الأمر واعصني فيما شئت بعده لا تهلك.
قال: لا والله لا أطيعك أبدا، واستحوذ عليه الشيطان واتبعه قومه على رأيه. "(السيرة النبوية لابن كثير (2/ 298).
وبالفعل بقيت عداوته لرسول الله وظل يحاربه حتي قتله علي بن أبي طالب في
غزوة بني قريظة .. عندما حكم سعد بن معاذ وقال له رسول الله والله لقد حكمت
عليهم بحكم الله من فوق سبع سموات ..
الثانية :
وظل اليهود علي
عداوتهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم حتي انتصر في غزوة بدر فقالوا له يا
محمد لا يغرنك أنك قد قاتلت قوماً لا علم لهم بالقتال ولو قاتلتنا لعرفت
من نحن الناس ..
وفي غزوة أحد كان اليهود سبب رئيسي في الهزيمة عندما
أوعزوا للمنافقين من المسلمين ومعهم عبد الله بن أبي بن سلول بعدم الخروج
للحرب ..ولما انهزم المسلمون أخذوا يحرضون المنافقين علي الاستهزاء برسول
الله والسخرية منه ..
ولما وجد شاس بن قيس زعيم اليهود شباب الأوس
وشباب الخزرج يلعبون معاً فاشتاط غيظاً وذهب وذكرهم بيوم بعاث وكان يوماً
في الجاهلية كانت الغلبة فيه للأوس علي الخزرج .. وذكرهم بقتلاهم فاستل
الشباب سيوفهم للقتال ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم يمر عليهم ويقول
:"الله الله أبدعوي الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها نتنة ..
لاعصبية في الإسلام .. والذي ينظر ويعي جيداً يجد أن مايحدث اليوم بين فتح
وحماس هو ماكان يحدث بالأمس بين الأوس والخزرج من تحريش وتوقيع وبث العداوة
والبغضاء في نفوسهم ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin