رابعاً : كيفية إخراج زكاة الفطر

من طرف **Admin** الأحد 04 أغسطس 2013, 10:52 pm

رابعاً : كيفية إخراج زكاة الفطر

أجمع أهل العلم من الصحابة ومن السلف والخلف والعلماء قاطبة على أنَّ زكاة الفطر تخرج من غالب قوت البلد وليس المقتصر على حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( البر والتمر والشعير والزبيب والأرز . لما رواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيدٍ الخدري رضي الله تعالى عنه أنه قال : ( كنا نُعطيها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام أو صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب ) وفي رواية أو صاعاً من أقط قال أبو سعيد رضي الله تعالى عنه : اما أنا فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه في زمن رسول الله صلى لله عليه وسلم . الشاهد من حديث أبي سعيدٍ رضي الله تعالى عنه أنه قال كنا نُعطيها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام وهذا يعم كل طعام أي لا يُخصص نوع من الطعام بل يعم ويشمل كل طعام . وأما أو صاعاً من تمرٍ أو شعير أو زبيب على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر . أي لا تحصر زكاة الفطر على الشعير والزبيب والتمر بل هذا على سبيل المثال فقط وهذه الأطعمة المذكورة في الحديث خرجت مخرج الغالب أي هذه الأطعمة التمر والشعير والزبيب كان غالب طعام الصحابة أو الناس منها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم . وعليه فإن المسلم له أن يخرج زكاة الفطر قمحاً أو شعيراً أو أرزاً أو زبيباً أو تمراً أو لحماً أو دجاجاً أو سمكاً أو دقيقاً أو عدساً المهم أن يكون طعاماً يؤكل ، ومن غالب قوت أو طعام أهل البلد . ولا يختلف الوزن أو الكمية أو المقدار باختلاف الأسعار فالعبرة بالصاع وليست بالثمن أو السعر . ولأننا لا نتعامل بالكيل أي بالصاع فإننا نخرج من الأرز أو القمح أو الزبيب أو الشعير أو غيرهم من الوزن ما يعادل الصاع من كل صنفٍ وإن كان ثمن الأرز أعلى من ثمن الدقيق فالوزن أو المقدار الذي قدره وحدده النبي صلى الله عليه وسلم لا يتأثر بثمن الطعام ارتفع أو انخفض . وفي نفس الوقت لم يلزمه بطعام مرتفع الثمن ، كما أن القمح والشعير والأرز والتمر والزبيب ليست أسعارهم واحدة ومع ذلك لم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهم في الكيل . فالواجب في كل الصاع فصاع من قمح ،صاع من أرز ، ما يقابل الصاع وزناً من اللحم ، وما يقابل الصاع وزناً من الدجاج ، ما يقابل الصاع وزناً من السمك دواليك . وقد ذهب الشيخ ابن العثيمين إلى أن اللحم والدجاج والسمك مما يؤزن ولا يكال وعليه فلا يصح إخراج الزكاة منه .
قلت : والله تعالى أعلى وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم قال الصاع لأن الغالب كان عندهم بالوزن وكان غالب قوتهم من التمر والقمح والشعير وما شابه ذلك فخرج الصاع مخرج الغالب واللحم والدجاج والسمك من القوت . كما أن الزبيب كان عندهم يوكل وعندنا يوزن فكان أغلب طعامهم بالكيل وأغلب طعامنا بل تقريباً أصبح كل طعامنا بالوزن فيجب علينا اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم أن نخرج بالصاع أي بكيل النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق تقدير وزن هذا الصاع وإخراج ما يعادله وزناً والله تعالى أعلى وأعلم . وعلى أية حال فلنخرج كما أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم مما يكال ثم إن أردنا أن نزيد فلنخرج مالاً أو لحماً أو غير ذلك كما نشاء ، المهم أننا أولاً نخرج الفريضة كما أمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصاع أو ما يعادله بالوزن حالياً أي ما يعادل الصاع من الأرز مثلاً بالوزن أرزاً أيضاً .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30