](مكارم الأخــــــــلاق)الحلقة الثانية عشر

من طرف **Admin** الأحد 06 مايو 2012, 11:59 pm

[size=24
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وبعد:
أحبتى فى الله:مازلنا بحمد الله وتوفيقه نواصل الحديث عن (مكارم الأخلاق)وتعرفنا فى الحلقات السابقة على خلق (الأمانة) ،وتعرفنا فى الحلقة السابقة على أمانة الجوارح،ونستكمل فى هذه الحلقة بإذن الله تعالى أنواع الأمانة.ومنها:
خامساً:أمانة الحياة الزوجية
ان الحياة الزوجية (امانة) ومسؤولية مشتركة بين الزوجين يجب على كل منهما ان يصونها فالعلاقة الزوجية لها حرمتها ومكانتها فهي علاقة سكن ومودة ورحمة لقول الله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21) وقال سبحانه: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) (الأعراف: 189)و هذه االعلاقة الزوجيةجديرة بأن تحاط برعاية فائقة وعناية بالغة من جانب كل من الزوجين لان كليهما زينة وستار للآخر وسكن ولباس له كما قال سبحانه: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ).(البقرة: 187 )قال ابن عباس وغيره في معنى هذه الآية: (هن سكن لكم وانتم سكن لهن) وقال الربيع عن انس (هن لحاف لكم وانتم لحاف لهن) تحفظا وسترا بحيث يصان البيت الزوجي عن كشف شيء منه بل تغلل داخله هالة من المودة والرحمة والمحافظة والرعاية ومن هنا فان المرأة المسلمة الصالحة مطيعة لزوجها تحفظه في غيبته في نفسها وماله وفي هذا قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ).(النساء: 34) في الآية يمدح الله تعالى الصالحات القانتات بأنهن حافظات للغيب أي يحفظن أنفسهن عن الفاحشة وأموال أزواجهن عن التبذير والإسراف، ويحفظن ما بينهن وبين أزواجهن من أسرار وخصوصيات.
وعن ابي هريرةرضى الله عنه قال : " قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير ؟ قال : " التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لامالها بما يكره " . واه النسائي و الحاكم و أحمد .
وقال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء: 34)وليس امر المحافظة على هذا الجانب فحسب بل ثمة جوانب اخرى يجب الوقوف عندها فمن ذلك اسرار المأكل وغيره مما يكون عادة في البيت من الأطعمة ومستلزمات المنزل. ومن الجوانب المهمة والجديرة بالمحافظة عليها ما يحدث من الخلافات الزوجية وهذا جانب له اهميته في وجوب تضييق دائرة الخلاف، واحيانا يشكو عدد كبير من الرجال من ان زوجته تفشي اسرار بيتها للجيران وللاهل وانه لا تحدث بينهما صغيرة او كبيرة إلا وكان الجيران على علم بها، حتى ما تطبخه في بيتها يعلم به اصدقاؤها قبل ان يتذوقه اي فرد من الاسرة مما يثير في الرجال شعورا بأنهم يعيشون في بيت من زجاج، لا خصوصية فيه ولا اسرار هذا لا يمنع ان بعض الزوجات يرددن الشكوى نفسها حول قيام الزوج بافشاء اسرار بيته لاصدقائه ولاهله. وهي عملية مؤلمة للزوجة ان تشعر ان زوجها يشكوهاللناس حتى ولو للأقارب.
والعلاقةالخاصة بين الزوجين نجد ان الاسلام صان هذا الجانب صيانة قوية وحذر من كشف هذا السر او الاستهانة بالتحدث به كما هو شأن المجتمعات البعيدة عن الاسلام وكل من الزوجين ملزم بالمحافظة على اسرار العلاقة بينهما.يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها (رواه مسلم عن أبى سعيد) قال الامام النووي رحمه الله، في تعليقه على هذا الحديث: 'وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل أو نحوه، فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت'متفق عليه.
وعن اسماء بنت يزيد انها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: لعل رجلا يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأزم القوم اي سكتوا، وجلين فقلت: اي والله يا رسول الله انهم ليفعلون وانهن ليفعلن فقال: (فلا تفعلوا فانما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون)رواه الطبرانى . انظراخى فى الله إلى هذا التشبيه العجيب من الرسول صلى الله عليه وسلم عمن يحكي للناس عما فعله مع أهله، ومن تحكي ما تفعل مع زوجها من أسرار الفراش لقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما مثل شيطان لقي شيطانة في الطريق فقضى حاجته منها والناس ينظرون...وهذا الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم ( فلا تفعلوا ) النهي ثم النهي ثم النهي ..
وقد أوصت امرأة عوف الشيباني ابنتها ليلة زفافها ومن هذه الوصايا:
'أما التاسعة والعاشرة فلا تعصي له أمرًا ولا تفشي له سرًا، فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره'
ان تلك العلاقة امانة يجب على كل من الزوجين صيانتها فمن اخطر ما يكون خيانة تلك الامانة وافشاء هذا السر. أسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته ورضاته انه ولى ذلك والقادر عليه.
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ،ومع خلق آخر من مكارم الأخلاق،فانتظرونا.....
ـــــــــــ
المراجع
(1) موسوعة أخلاق القرآن – د . أحمد الشرباصي ج 2ص 15 – 32 ( بتصرف
(2)صحيح مسلم بشرح النووى
(3)شرح ريا ض الصالحين لابن عثيمين[/size]

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30