مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
معانى الأسماء الحسنى 9 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

معانى الأسماء الحسنى 9

اذهب الى الأسفل

معانى الأسماء الحسنى 9 Empty معانى الأسماء الحسنى 9

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 01 نوفمبر 2011, 10:03 am

الله جل جلاله المَلِيكُ :

المليك في اللغة من صيغ المبالغة على وزن فعيل ، فعله ملك يملك مِلكا ومُلكا ، وجمع المليك ملكاء ، والمليك هو المالك العظيم الملك ، ويكون بمعنى الملك (16) ، وهو اسم يدل على العلو المطلق للمَلك في مُلكه ومِلكيته ، فله علو الشأن والقهر في وصف الملكية ، وله علو الشأن والفوقية في وصف الملك والاستواء على العرش ، قال أمية بن أبي الصلت :

لك الحمد والنعماء والفضل ربنا : ولا شيء أعلى منك جدا وأمجد

مليك على عرش السماء مهيمن : لعزته تعنو الوجوه وتسجد (17) .

والفرق بين المالك والملك والمليك ، أن المالك في اللغة صاحب المِلْك أو من له ملكية الشيء ولا يلزم أن يكون له المُلك ، فقد يؤثر الملك على المالك وملكيته ، فيحجر على ملكيته أو ينازعه فيها أو يسلبها منه ، أما الملك فهو أعم من المالك لأنه غالب قاهر فوق كل مالك ، فالملك من له الملكية والملك معا ، أو هو مالك الملك ، والمليك صيغة مبالغة في إثبات كمال الملكية والملك معا مع دوامها أزلا وأبدا ، قال ابن الجوزي : (المليك هو المالك وبناء فعيل للمبالغة في الوصف ويكون المليك بمعنى الملك ) (18)، وهذا كله وصف رب العزة والجلال ويشمله اسمه المليك.

الله جل جلاله المَقْتَدِرُ :

المقتدر اسم فاعل من اقتدر ، فعله اقتدر يقتدر اقتدارا ، والأصل قدَّر يقدر ، وقدَر يقدر قدرة ، والمقتدر مُفْتَعِلٌ من اقْتَدَرَ ، وهو أبلغ من القادر والقدير (19) ، قال ابن منظور : ( المُقْتَدِر الوسط من كل شيء ، ورجل مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه ، ليس بالطويل والقصير ) (20)، والمقتدر على الشيء هو المتمكن منه بإحاطة تامة وقوة والمهيمن عليه بإحكام كامل وقدرة ، قال البيهقي : ( المقتدر هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء ) (21) ، وقال المناوي : ( المقتدر من الاقتدار وهو الاستيلاء على كل من أعطاه حظا من قدرته .. والمقتدر أبلغ من القادر لما في البناء من معنى التكلف والاكتساب ، فإن ذلك وإن امتنع في حقه تعالى حقيقة لكنه يفيد المعنى مبالغة ) (22) .

والمقتدر سبحانه وتعالى هو الذي يقَدِّر الأشياء بعلمه وينفذها بقدرته ، فالمقتدر يجمع دلالة اسم الله القادر واسمه القدير معا ، فاسم الله القادر هو الذي يقدر المقادير في علمه ، وعلمه المرتبة الأولى من قضائه وقدره ، والله عز وجل قدر كل شيء قبل تصنيعه وتكوينه ، ونظم أمور الخلق قبل إيجاده وإمداده ، فالقادر يدل على التقدير في المرتبة الأولى ، والقدير يدل على القدرة وتنفيذ المقدر في المرتبة الرابعة من مراتب القدر ، فالقدير هو الذي يخلق وفق سابق التقدير ، والقدر بدايته في التقدير ونهايته في القدرة وتحقيق المقدر ، أما المقتدر فيجمع وسطية الدلالة مع المبالغة ، وهذا ما دل عليه معناه في اللغة ، حيث جمع في دلالته بين اسم الله القادر والقدير معا فهو أبلغ منهما في الدلالة والوصف ، قال تعالى : } وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً { [الكهف:45] ، أي على كل شيء من الأشياء يحييه ويفنيه بقدرته لا يعجز عن شيء (23) ، وقال : } كَذَّبُوا بِآياتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ { [القمر:42] ، قال الزركشي : ( واعلم أن اللفظ إذا كان على وزن من الأوزان ثم نقل إلى وزن آخر أعلى منه فلا بد أن يتضمن من المعنى أكثر مما تضمنه أولا لأن الألفاظ أدلة على المعاني فإذا زيدت في الألفاظ وجب زيادة المعاني ضرورة ومنه قوله تعالى : } فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ { فهو أبلغ من قادر لدلالته على أنه قادر متمكن القدرة لا يرد شيء عن اقتضاء قدرته ويسمى هذا قوة اللفظ لقوة المعنى )

الله جل جلاله المُسَعِّرُ :

لم يرد الاسم في القرآن ولكن سماه به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد ورد الاسم في صحيح السنة مطلقا معرفا مسندا إليه المعنى محمولا عليه مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ، ففي سنن الترمذي وقال حسن صحيح وكذلك عند أبي داود وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني جميعهم يروي عن أَنَسٍ رضي الله عنه أنه قَالَ : ( قَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلاَ السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ ، وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ ) (1) .

وكذلك أخرجه أحمد برواية فيها تقديم وتأخير ، وفيها قَالَ أَنَس رضي الله عنه : ( غَلاَ السِّعْرُ عَلَي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ سَعَّرْتَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الخَالِقُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ الْمُسَعِّرُ ، وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلاَ يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ ) (2) .

ولا بد هنا من التنبيه على قضية هامة حول هذا الحديث ، فأغلب العلماء الذين تتبعوا الأسماء استدلوا به في إثبات القابض الباسط الرازق واستبعدوا المسعر بلا دليل أو تعليل ، بل بعضهم يستبعد الرازق أيضا ، فهل اسم الله المسعر ليس فيه كمال مطلق ، أو أنه يحتمل معنى من معاني النقص عند الإطلاق فيلزم تقييده ؟

في الحقيقة لم أجد لا هذا ولا ذاك فهو من حيث الإطلاق أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم دون تقييد ، ومن حيث الكمال دلالته أبلغ من القابض الباسط لأنه يشملهما معا لكن العجب أنني وجدت ذلك الأمر قد اجتمع عليه أعلام أجلاء كالإمام البيهقي وابن العربي والأصبهاني وابن منده حتى المعاصرين كابن عثيمين وعبد المحسن العباد جميعهم استبعد المسعر (3) .

أما الرازق فذكره البيهقي وابن منده والأصبهاني وابن الوزير والغصن من المعاصرين ، وإن استبعد ابن الوزير مع المسعر أيضا القابض الباسط مع أنه لا دليل على القابض الباسط الرازق إلا هذا الحديث (4) ، والعلامة ابن حجر العسقلاني استبعد الجميع مع ثبوت الحديث عنده وتصحيحه له ، فهو القائل : ( هذا الحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة والدارمي والبزار وأبو يعلى من طريق حماد بن سلمة عن ثابت وغيره عن أنس وإسناده على شرط مسلم ، وقد صححه ابن حبان والترمذي ) (5) .

والقصد أن الاسم ثابت بالحديث الصحيح وليس لنا أن نرد قول نبينا صلى الله عليه وسلم في تسميته لله بهذا الاسم بناء على اجتهاد أو استحسان ، فلم أجد علة ذكرها أحد لاستبعاده من الأسماء ، فما يسري عليه يسري على بقية الأسماء الواردة في الحديث ولذلك أدخله القرطبي في الأسماء الحسنى (6) .

والمسعر اسم من أسماء الله دل على صفة من صفات الفعل ، والتسعير في حق الله يتعلق بنوعي التدبير ، فالتدبير منه ما هو متعلق بتصريف المقادير وهو التدبير الكوني ومنه ما هو متعلق بالحكم التكليفي وهو التدبير الشرعي ، فالأول هو المقصود عند إطلاق الاسم في حق الله ، لأن ارتفاع السعر أو انخفاضه مرتبط بالتدبير الكوني والتقدير الأزلي ، فالسعر يرتفع بين الناس ؛ إما لقلة الشيء وندرته ؛ وإما لزيادة الطلب وكثرته ، وهذا أمر يتعلق بمشيئة الله وحكمته ، فهو الذي يبتلي عباده في تصريف أرزاقهم وترتيب أسبابهم ، فقد يهيأ أسباب الكسب لإغناء فقير ، وهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر وهو على كل شيء قدير ، فهذا تدبير الله في خلقه وحكمته في تقدير المقادير .

وإذا ألزمنا الناس في هذه الحالة أن يبيعوا بقيمة محددة مع تيسر الأسباب وبسط الأرزاق ، فهذا ظلم للخلق وإكراه بغير حق واعتراض على الله عز وجل في تقسيم الرزق ، ولذلك قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ ) (7) ، فقد رتب النبي صلى الله عليه وسلم الحكم علي الوصف المناسب ، فمن حاول التسعير على المعنى السابق فقد عارض الخالق ونازعه في مراده ومنع العباد حقهم مما أولاهم الله في الرخص أو الغلاء ، فبين صلى الله عليه وسلم أن المانع له من التسعير أن يتضمن ظلما للناس في أموالهم لكونه تصرفا فيها بغير إذنهم فقال صلى الله عليه وسلم : ( وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلاَ يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ ) ، فالنهي عن التسعير مرتبط بوقوع الظلم على العباد ، أما التسعير المتعلق بالتدبير الشرعي فهو منع الظلم وكفه عن الناس وذلك بمنع استغلال حاجتهم أو احتكار التجار لسلعتهم طلبا لزيادة الأسعار ، كأن يمتنع أرباب السلع من بيعها مع توفرها وضرورة الناس إليها إلا بزيادة عن القيمة المناسبة ، فهنا إلزامهم بقيمة المثل من الأحكام الوجبة ، فالتسعير هاهنا أمر شرعي وإلزام بالعدل الذي ألزمهم الله به (Cool .

الله جل جلاله القَابِضُ :

لم يرد الاسم في القرآن ولكن سماه به النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الإطلاق مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ، وقد ورد المعنى مسندا إليه محمولا عليه في الحديث الصحيح الذي سبق في اسم الله المسعر : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ ) (9) .

الله جل جلاله البَاسِطُ :

ورد الاسم في السنة في الحديث السابق مع المسعر القابض وقد ورد الاسم مطلقا معرفا مرادا به العلمية ودالا علي كمال الوصفية في الحديث الصحيح المرفوع الذي سبق : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ ) .

الله جل جلاله الرَّازِقُ :

ورد الاسم في السنة مطلقا معرفا مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ففي حديث أَنَسٍ رضي الله عنه الذي ورد في الأسماء الثلاثة السابقة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ ) ، وكذلك ورد الاسم في القرآن مقيدا في قول الله تعالى : ( قَالَ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) [المائدة:114] ، والآية لم نعتمد عليها في إثبات الاسم لأنه لم يرد فيها مطلقا وإنما الاعتماد على ما صح في السنة .

الله جل جلاله القَاهِرُ :

اسم الله القاهر سمى الله نفسه به على سبيل الإطلاق مرادا به العلمية ودالا على الوصفية في موضعين من القرآن ، قوله تعالى : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) [الأنعام:18] ، وقوله : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ) [الأنعام:61] ، وقد ورد المعنى في هذين الموضعين محمولا عليه مسندا إليه ، ولم يرد اسم الله القاهر في السنة إلا في حديث سرد الأسماء الحسنى عند ابن ماجة وهو ضعيف

المسعر :

المسعر في اللغة اسم فاعل من التسعير ، فعله سعر يسعر تسعيرا وتسعيرة ، يقال : أسْعَر أهلُ السوق وسَعَّرُوا إذا اتفّقوا علي سِعْر ، وهو من سَعَّر النار إذا رفعها ، لأن السِّعْر يوصف بالارتفاع ، وسَعَرت النارَ إذا أوقَدتَهما وسعَّرتها بالتشديد للمبالغة واسْتَعَرَتْ وتَسَعَّرَتْ اشتعلت واستوقدت ، ونار سَعِيرٌ يعني مستعرة ومرتفعة ، والسعير النار والسعار حر النار ، ومنه قوله تعالي : } كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً { [الإسراء:97] ، وكذلك قوله تعالي : } وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ { [التكوير:12] ، وناقة مسعورة كأَن بها جنوناً من سرعتها وكلب مسعور من شدة نهشه وعضه في الناس أو مسعور بمعنى جوعان متلهف للطعام والالتهام .

والمسعر سبحانه هو الذي يزيد الشيء ويرفع من قيمته أو مكانته أو تأثيره في الخلائق ، فيقبض ويبسط وفق مشيئته وحكمته ، والتسعير وصف كمال في حقه وهو من صفات فعله وحكمه وأمره ولا اعتراض لأَحد من خلقه عليه ، فهو الذي يرخص الأشياء ويغليها وفق تديره الكوني أو ما أمر به العباد في تدبيره الشرعي ، قال المناوي : ( المسعر هو الذي يرفع سعر الأقوات ويضعها ، فليس ذلك إلا إليه ، وما تولاه الله بنفسه ولم يكله إلى عباده لا دخل لهم فيه ) (1).

القابض :

والقابض في اللغة اسم فاعل ، فعله قَبَضَه يَقْبِضُه قَبْضاً وقَبضة ، والقَبْضُ خِلافُ البَسْط وهو في حقنا جَمْعُ الكفّ على الشيء وهو من أوصاف اليد وفعلها ، والقَبْضة ما أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كله تقول : هذا قُبْضةُ كفِّي أَي قدر ما تَقْبضُ عليه ، قال تعالى عن السامري : } فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي { [طه:96] أَراد من تراب أَثَر حافِر فرَس الرسول (2)، وعند مسلم من حديث إِيَاس بْن سَلَمَةَ عن أبيه أنه قَالَ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم حُنَيْنًا .. إلى أن قال : ( فَلَمَّا غَشُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم نَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنَ الأَرْضِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِهِ وُجُوهَهُمْ فَقَالَ : شَاهَتِ الْوُجُوهُ ، فَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إِلاَّ مَلأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ) (3) .

والقبض قد يأتي بمعنى تأخير اليد وعدم مدها أو على المعنى المعاكس وهو تناولك للشيءِ بيدك مُلامَسةً كما ورد عند النسائي وحسنه الألباني من حديث عَائشَةَ رضي الله عنها أَنَّ امْرَأَةً مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم بِكِتَابٍ فَقَبَضَ يَدَهُ فَقَالَتْ : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْكَ بِكِتَابٍ فَلَمْ تَأْخُذْهُ ، فَقَالَ : إِنِّي لَمْ أَدْرِ أَيَدُ امْرَأَةٍ هِيَ أَوْ رَجُلٍ قَالَتْ : بَلْ يَدُ امْرَأَةٍ ، قَالَ : لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً لَغَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ بِالْحِنَّاءِ ) (4) .

وقَبَضْتُ الشيءَ قبْضاً يعني أَخذته ، والقَبْضُ قَبُولُكَ المَتاعَ وإِن لم تُحَوِّلُه من مكانه والقبض أيضا تَحْوِيلُكَ المَتاعَ إِلى حَيِّزِك وصار الشيءُ في قَبْضِتي أَي في مِلْكِي ، وقبِضَ المريضُ إِذا تُوفِّيَ أو أَشرف على الموت وعند البخاري من حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضى الله عنه قَالَ : ( أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِي صلى الله عليه و سلم إِلَيْهِ إِنَّ ابْنًا لي قُبِضَ فَائْتِنَا ) (5) ، أَرادت أَنه في حال القَبْضِ ومُعالجة النَّزْع ، وتَقَبَّضت الجلدةُ في النار أَي انْزَوَتْ ، وقال تعالى في وصف المنافقين : } وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ { [التوبة:67] ، أَي عن النفقة والصدقة فلا يُؤْتون الزكاة (6).

والقابِضُ سبحانه هو الذي يُمْسِكُ الرزق وغيره من الأشياء عن العِبادِ بِلُطْفِه وحِكمته ، ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمات بأمره وقدرته ، ويُضَيِّقُ الأسباب على قوم ويُوَسِّع على آخرين (7) .

وقبضه تعالى وإمساكه وصف حقيقي لا نعلم كيفيته ، نؤمن به علي ظاهره وحقيقته ، لا نمثل ولا نكيف ولا نعطل ولا نحرف ، فالإيمان بصفات الله فرع عن الإيمان بذاته والقول في صفاته كالقول في ذاته لأننا ما رأينا الله تعالى وما رأينا لذاته مثيلا ، فهو أعلم بكيفية قبضه وبسطه أو إمساكه وأخذه ، ولا داعي للتأويل الذي انتهجه المتكلمون بكل سبيل ، فنؤمن بما أخبر الله بلا تمثيل ولا تعطيل ، وعلى هذا اعتقاد السلف في جميع الصفات والأفعال ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وقد تواتر في السنة مجيء اليد في حديث النبي صلى الله عليه و سلم ، فالمفهوم من هذا الكلام أن لله تعالى يدين مختصتان به ذاتيتان له كما يليق بجلاله ، وأنه سبحانه خلق آدم بيده دون الملائكة وإبليس ، وأنه سبحانه يقبض الأرض ويطوى السموات بيده اليمنى وأن يداه مبسوطتان ) (Cool ، قال تعالى : } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَي عَمَّا يُشْرِكُونَ { [الزمر:67] ورد عند أبي داود وصححه الألباني من حديث أَبُي مُوسَى رضى الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ جَاءَ مِنْهُمُ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ) (9) .

الباسط :

الباسط اسم فاعل فعله بسَط يبسُط بَسطاً فانبَسَطَ ، والبَسْطُ نقيض القَبْضِ وأَرض مُنْبَسطة مستويَة وانبسَط الشيءُ على الأَرض امتد عليها واتسع ، وتبَسَّط في البلاد أَي سار فيها طولاً وعَرْضاً ، وبَسِيطُ الوجهِ يعني مُتَهَلِّلٌ ، والبَسِيطُ هو الرجل المُنبَسِط اللسان وبسط فلان يده بما يحب ويكره ، وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره ، بسطُها يعني مَدُّها قال تعالى : } لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ { [المائدة:28] ، فبسط اليد في الأصل مدها ، وبسط الكف يستعمل على أنواع ، تارة للطلب نحو قول الله تعالى : } لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ { [الرعد:14] ، وتارة للأخذ نحو قوله : } وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ { [الأنعام:93] ، وتارة للصولة والضرب كما قال تعالى : } إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ { [الممتحنة:2] ، وتارة للبذل والعطاء نحو قوله : } بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ { [المائدة:64] (10) ، وبسط اليد في حقنا معلوم المعنى والكيفية أما في حق الله فمعلوم المعنى مجهول الكيفية .

الباسِطُ سبحانه هو الذي يَبْسُطُ الرزق لعباده بجُوده ورحمته ، ويوسّعه عليهم ببالغ كرمه وحكمته ، فيبتليهم بذلك على ما تقتضيه مشيئته ، فإن شاء وسع وإن شاء قتر فهو الباسط القابض ، فإن قبض كان ذلك لما تقتضيه حكمته الباهرة لا لشيء آخر فإن خزائن ملكه لا تفنى ومواد جوده لا تتناهى كما قال سبحانه وتعالى : } لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ { [الشورى:12] ، وقال : } وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ { [الشورى:27] (11).

والباسط سبحانه أيضا هو الذي يبسط يده لعباده ليتوب إليه من أساء ، وهو الذي يملي لهم لعلهم يقلبون بين الخوف والرجاء ، روى مسلم من حديث أبي موسى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا )(12) .

وبعض أهل العلم أوجب عدم إطلاق الباسط إلا مقارنا للقابض وألا يفصل بينهما لأن كمال القدرة لا يتحقق إلا بهما معا (13)، وهذا الكلام فيه نظر لأن أسماء الله كلها حسنى وكلها تدل على الكمال وكل واحد منها يفيد المدح والثناء على الله بنفسه ، كما أن الأسماء الحسنى لا تخلو من التقييد العقلي بالممكنات (14) ، فالقبض مقيد بما يشاء الله قبضه والبسط كذلك ، ولذلك إذا صرح النص بالتقييد ذكر الوصف فيه مفردا كما في قوله تعالى : } أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً { [الفرقان:46] ، فالقبض في الآية مقيد بالظل ، وإطلاق القابض أيضا مقيد بالممكنات وهكذا في سائر الأسماء ودلالتها على المفعولات ، وقال في البسط : } وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ { [الشورى:27] ، فالبسط مقيد في الآية بالرزق ، فاسما الله القابض والباسط كل منهما يفيد المدح والثناء بنفسه ، وإن ذكرا مقترنين زادت دلالة الكمال في وصف رب العزة والجلال كما هو الحال عند اقتران الحي مع القيوم والرحمن مع الرحيم والغني مع الكريم والقريب مع المجيب وغير ذلك من أسماء الله ، فالقول بوجوب ذكر الاسمين معا فيه نظر وإن كان مستحسنا .

الرازق :

الرازق في اللغة اسم فاعل ، فعله رَزَقَ يرزُق رَزْقاً ورِزْقاً ، والرِّزْقُ هو ما يُنْتَفعُ به وجمعه أَرْزاق ، والرَّزق هو العَطَاء ، واسْتَرْزَقَه يعني طلب منه الرِّزق ، وقد يسمى المطر رزقاً لأَن الرِّزْق يكون على أثره ، ومعنى قول الله تعالى : } وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ { [الواقعة:82] أَي شُكرَ رزقكم مثل قولهم مُطِرنا بنَوْءِ الثُّريا أو بنوء كذا وكذا ، والأَرزاقُ نوعان : ظاهرة كالأَقْوات للأَبدان ، وباطنة كالمَعارف والإيمان للقلوب والنُّفوس (15) .

والرازِقُ سبحانه هو الذي يرزق الخلائق أَجمعين ، وهو الذي قدر أرزاقهم قبل خلق العالمين ، وهو الذي تكفل باستكمالها ولو بعد حين ، فلن تموت نفس إلا باستكمال رزقها كما أخبرنا الصادق الأمين ، روى ابن ماجة وصححه الألباني من حديث جَابِرِ رضى الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِىَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ ) (16)، ومن حديث أبي أمامة رضى الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ : ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) (17) ، وقال تعالى : } يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُون َ{ [فاطر:3] ، فالرازق اسم يدل على وصف الرزق المقارن للخلق في التقدير الأزلي والميثاقي ، فالله سبحانه قدر خلقهم ورزقهم معا قبل وجودهم ، وكتب أرزاقهم في الدنيا والآخرة قبل إنشائهم ، فالرزق وصف عام يتعلق بعموم الكون في عالم الملك والملكوت ، قال ابن تيمية : ( والرزق اسم لكل ما يغتذى به الإنسان وذلك يعم رزق الدنيا ورزق الآخرة .. فلابد لكل مخلوق من الرزق قال الله تعالى : } وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا { [هود:6] ، حتى إن ما يتناوله العبد من الحرام هو داخل في هذا الرزق فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة ويرزقون رزقا حسنا ، وقد لا يرزقون إلا بتكلف وأهل التقوى يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون ، ولا يكون رزقهم بأسباب محرمة ولا يكون خبيثا ، والتقى لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق ، وإنما يحمى من فضول الدنيا رحمة به وإحسانا إليه ، فإن توسيع الرزق قد يكون مضرة على صاحبه وتقديره يكون رحمة لصاحبه ) (18) ‌.

الله جل جلاله القَاهِرُ :

القاهر في اللغة اسم الفاعل للموصوف بقهر غيره ، فعله قهر يقهر قهرا فهو قاهر ، وقهرت الشيء غلبته وعلوت عليه مع إذلاله بالاضطرار ، وتقول : أَخَذْتُهُم قَهْرا أَي من غير رضاهم ، وأُقْهِرُ الرجُل إذا وجَدْتَه مَقْهورا أو صار أمرُه إلى الذل والصغار والقهر ، وعند الترمذي وصححه الألباني من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ عن يأجوج ومأجوج : ( فَيَقُولُونَ قَهَرْنَا مَنْ فِي الأَرْضِ وَعَلَوْنَا مَنْ فِي السَّمَاءِ قَسْوَةً وَعُلُوًّا ) (19) ، وروى أحمد وصححه الألباني من حديث أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضى الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ : ( وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلاً يَقْهَرُهُنَّ ) (20) .

والقاهر سبحانه هو الغالِب على جميع الخلائق على المعنى العام ، الذي يعلو في قهره وقوته فلا غالب ولا منازع له سبحانه بل كل شيء تحت قهره وسلطانه ، قال تعالى : } مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُون َ{ [المؤمنون:91] ، فيستحيل أن يكون لهذا العالم إلا إله واحد لأن الله قاهر فوق عباده له العلو والغلبة ، وقد تحدثنا عن اسم الله المتعال وبينا أنه لو فرضنا وجود إلهين اثنين مختلفين ومتضادين ، وأراد أحدهما شيئا خالفه الآخر فلا بد عند التنازع من غالب وخاسر ، فالذي لا تنفذ إرادته هو المغلوب العاجز والذي نفذت إرادته هو القاهر القادر قال تعالى : } وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ { [الأنعام:61] ، أي هو الذي قهر كل شيء ، وخضع لجلاله كل شيء ، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء ، وعلا علي عرشه فوق كل شيء ، قال ابن جرير الطبري : ( ويعني بقوله القاهر أي المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم ، وإنما قال فوق عباده لأنه وصف نفسه تعالى بقهره إياهم ، ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعليا عليه ، فمعنى الكلام إذا والله الغالب عباده المذل لهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم ، فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه )
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى