مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
معانى الأسماء الحسنى 10 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

معانى الأسماء الحسنى 10

اذهب الى الأسفل

معانى الأسماء الحسنى 10 Empty معانى الأسماء الحسنى 10

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 01 نوفمبر 2011, 10:04 am

الله جل جلاله الديَّانُ :

لم يرد الاسم في القرآن ولكن سماه به النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الإطلاق مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ، فعند البخاري من حديث جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ ، أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ ) (1) ، وعند أحمد وقال الألباني حسن لغيره عن عَبْدِ اللَّهِ أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ قَالَ الْعِبَادُ عُرَاةً غُرْلاً بُهْماً قَالَ قُلْنَا : َمَا بُهْماً ؟ قَالَ : لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ ) (2) .

الله جل جلاله الشَّاكِرُ :

ورد الاسم في القرآن مطلقا منونا مسندا إليه المعنى محمولا عليه مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية في موضعين من النصوص القرآنية ، في قوله تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَو اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) [البقرة:158] ، وقوله : ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً ) [النساء:147] ، ولم يثبت الاسم في السنة .

الله جل جلاله المَنَانُ :

اسم الله المنان لم يرد في القرآن ولكن ورد في السنة مطلقا معرفا مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ، وقد ورد المعنى محمولا عليه مسندا إليه كما في سنن أبي داود وصححه الألباني من حديث أَنَسِ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلّي ثُمَّ دَعَا : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) (3) ، وعند الترمذي وصححه الألباني من حديث أَنَسٍ : ( فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم : تَدْرُونَ بِمَ دَعَا اللَّهَ ؟ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِي بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَي ) ، وكذلك ورد الحديث عند النسائي وابن ماجة ، أما عن اقتران المنان بالحنان في بعض الروايات فلم نحتج بها لأنها ضعيفة ، ولذلك ثبت اسم الله المنان ولم يثبت الحنان (4) .

الله جل جلاله القَادِرُ :

سمى الله نفسه القادر في القرآن وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل الإطلاق والإضافة مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ، فمن القرآن قوله تعالى : ( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ ) [المرسلات:23] حيث ورد الاسم معرفا مطلقا على وجه المدح والكمال والتعظيم ، ومما ورد مضافا قوله تعالى : ( قُل هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ ) [الأنعام:65] ، وعند أحمد وصححه الألباني من حديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قِيلَ : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى وُجُوهِهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّ الذي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ ) (5) ، وعند مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه : ( فَقَالُوا : مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّى وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ فَيَقُولُ : إِنِّي لاَ أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ ، وَلَكِنِّى عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ ) (6) .

الله جل جلاله الخَلاَّقُ :

ورد الاسم مطلقا معرفا محمولا عليه المعنى مسندا إليه مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية في قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيم ُ{ [الحجر:86] ، وقوله تعالى : ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ) [يّس:81] ، وفي مستدرك الحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه من حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : ( جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته فقال : يا محمد أيبعث الله هذا بعد ما أرم ؟ قال : نعم يبعث الله هذا يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم ، قال فنزلت : ( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ .. إلى قوله : أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ... الآيات )

الله جل جلاله الديَّانُ :

الديان صيغة مبالغة على وزن فعال فعله دَانَ يدين دِينا ، يقال : دنتهم فدانوا أي جازيتهم وحاسبتهم وقهرتهم فأطاعوا ، والديان يطلق على الملك المطاع والحاكم والقاضي ، وهو الذي يدين الناس إما بمعنى يقهرهم وإما بمعنى يحاسبهم ، فمن الأول دان الرجل القوم إذا قهرهم فدانوا له إذا انقادوا ، ومن الثاني الديان بمعني المحاسب المجازي ، قال خويلد بن نوفل الكلابي للحارث الغساني وكان ملكا ظالما :

يا أيها الملك المخوف أما ترى : ليلا وصبحا كيف يختلفان

هل تستطيع الشمس أن تأتي بها : ليلا وهل لك بالمليك يدان

يا حار أيقن أن ملكك زائل : واعلم بأن كما تدين تدان (1) .

والدين الجزاء ، والله عز وجل مالك يوم الدين أي يوم الجزاء ، وقوله تعالى عن الكافرين : } أئذا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ { [الصافات:53] أي مجزيون محاسبون وقوله : } فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ { [الواقعة:86/87] ، أي مقهورين ومدبرين ومجزيين (2) .

وقد يكون الديان بمعني صاحب الديوان وهو الكتاب الحافظ للأعمال والحقوق ومنه ما رواه أحمد والحاكم من حديث عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قال : ( الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاَثَةٌ : دِيوَانٌ لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئاً ، وَدِيوَانٌ لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئاً ، وَدِيوَانٌ لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ ) (3) .

والديان سبحانه هو الذي دانت له الخليفة وعنت له الوجوه وذلت لعظمته الجبابرة وخضع لعزته كل عزيز ، ملك قاهر على عرش السماء مهيمن ، لعزته تعنو الوجوه وتسجد ، يرضى على من يستحق الرضا ويثيبه ويكرمه ويدنيه ، ويغضب على من يستحق الغضب ويعاقبه ويهينه ويقصيه ، فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء ، ويعطى من يشاء ، ويمنع من يشاء ، ويقرب من يشاء ويقصى من يشاء ، له دار عذاب وهي النار ، وله دار سعادة عظيمة وهي الجنة ، فهو الديان الذي يدين العباد أجمعين ويفصل بينهم يوم الدين (4)، كتب أعمالهم فهي حاضرة ، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أظهرها لهم في الآخرة ، قال تعالى : } وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً { [الكهف:49] ، وقال سبحانه : } يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ { [النور:25] ، قال ابن القيم : ( والله سبحانه وتعالي سمي يوم القيامة يوم الدين كما قال مالك يوم الدين وهو كما روى عن ابن عباس وغيره من السلف يوم يدين الله العباد بأعمالهم إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا ، وذلك يتضمن جزاءهم وحسابهم ) (5) .

الله جل جلاله الشَّاكِرُ :

الشاكر اسم فاعل للموصوف بالشكر ، فعله شكر يشكر شكرا ، والشكر هو الثناء الجميل على الفعل الجليل ، ومجازاة الإحسان بالإحسان ، روى أحمد وصححه الألباني من حديث صحيح أَبِى سَعِيدٍ رضى الله عنه : ( أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله : رأيت فلانا يشكر ، يذكر أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ دِينَارَيْنِ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لكن فلانا قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْمِائَةِ فما شكر ، وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ فَأُعْطِيهَا إِيَّاهُ فَيَخْرُجُ بِهَا مُتَأَبِّطُهَا وَمَا هي لَهُمْ إِلاَّ نَارٌ ، قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلِمَ تُعْطِيهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُم يَأْبَوْن إِلاَّ أَنْ يَسْأَلُونِي وَيَأْبَى اللَّهُ لِيَ الْبُخْلَ ) (6) ، والشكور أبلغ من الشاكر وهو المبالغ في الشكر بالقلب واللسان والجوارح ، قال المناوي : ( الشكور الباذل وسعه في أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا ، وقيل الشاكر من يشكر على الرخاء والشكور على البلاء ، والشاكر من يشكر على العطاء والشكور من يشكر على المنع ) (7) .

والله سبحانه شاكر يجازي العباد على أعمالهم ويزيد لهم أجورهم ، فيقابل شكرهم بزيادة النعم في الدنيا وواسع الأجر في الآخرة ، قال تعالى : } فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُون ِ{ [البقرة:152] ، وقال : } وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ { [إبراهيم:7] ، وروى البخاري من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أن النَّبِي صلى الله عليه و سلم قَالَ : ( لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلاَّ أُرِىَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ، لَوْ أَسَاءَ ، لِيَزْدَادَ شُكْرًا ، وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلاَّ أُرِىَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، لَوْ أَحْسَنَ ، لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً ) (Cool .

والله سبحانه شاكر يرضى بأعمال العباد وإن قلت تكريما لهم ودعوة للمزيد ، مع أنه سبحانه قد بين لهم ما لهم من وعد أو وعيد ، لكنه شاكر يتفضل بمضاعفة الأجر ويقبل التوبة ويمحو ما يشاء من الوزر ، والله غني عنا وعن شكرنا لا يفتقر إلى طاعتنا أو شيء من أعمالنا لكنه يمدح من أطاعه ويثني عليه ويثيبه ، قال تعالى : } مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً { [النساء:147] .

قال البيضاوي في تفسير هذه الآية : ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم أيتشفى به غيظا أو يدفع به ضررا أو يستجلب به نفعا وهو الغني المتعالي عن النفع والضر وإنما يعاقب المصر بكفره .. وكان الله شاكرا مثيبا يقبل اليسير ويعطي الجزيل عليما بحق شكركم وإيمانكم ) (9) .

الله جل جلاله المَنَانُ :

المنان في اللغة من صيغ المبالغة على وزن فعال ، فعله مَنَّ يَمُنُّ مَنًّا ، يعني قطعه وذهب به ، والمَنِينُ الحبل الضعيف ، وحَبل مَنينٌ مَنينٌ إِذا أَخْلَقَ وتقطع ، ورجل مَنِينٌ أَي ضعيف ، يقال : كأَنَّ الدهر مَنَّه وذهب بمُنَّته أَي بقوته ، والمَنُونُ الموت لأَنه يَمُنُّ كلَّ شيء فيضعفه وينقصه ويقطعه ، وعليه جاء قوله تعالى : } أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ{ [الطور:30] ، ومَنَّ عليه أَحسن وأنعم عليه ، وقوله عز وجل : } وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ { [القلم:3] أي غير محسوب أو غير مقطوع أو غير منقوص (10).

قال الراغب الأصفهاني : ( المنة النعمة الثقيلة ، ويقال ذلك على وجهين : أحدهما أن يكون ذلك بالفعل ، فيقال : منَّ فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة ، وعلى ذلك قوله : } لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ { [آل عمران:164] ، .. وذلك على الحقيقة لا يكون إلا لله تعالى ، والثاني : أن يكون ذلك بالقول ، وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة ، ولقبح ذلك قيل : المنة تهدم الصنيعة ، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل : إذا كفرت النعمة حسنت المنة ، وقوله : } يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ { [الحجرات:17] ، فالمنة منهم بالقول ، ومنة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إياهم كما ذكر ) (11) .

والمنان سبحانه هو العظيم الهبات الوافر العطايا ، الذي يُنْعِمُ غيرَ فاخِرٍ بالإِنعام والذي يبدأ بالنوال قبل السؤال ، وهو المُعْطي ابتداء وانتهاء ، قال تعالى : } وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ{ [النحل:18] ، فللَّه المِنَّة على عباده ولا مِنَّة لأَحد عليه ، فهو المحسن إلي العبد والمنعم عليه ، ولا يطلب الجزاء في إحسانه إليه بل أوجب بفضله لعباده حقا عليه ، منة منه وتكرما إن هم وحدوه في العبادة ولم يشركوا به شيئا (12) ، روى البخاري من حديث مُعَاذٍ بن جبل رضى الله عنه قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِي صلى الله عليه و سلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ ، فَقَالَ : ( يَا مُعَاذُ ، هَلْ تَدْرِى حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلاَ أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ ؟ قَالَ : لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا ) (13).

الله جل جلاله القَادِرُ :

القادر في اللغة اسم فاعل من قَدَر يَقْدِر فهو قادر ، يقال قَدَرْت الأمْر أقْدُرُه وأقدِّرُه إذا نَظَرتَ فيه ودَبَّرتَه ، وقدْرُ كل شيء ومِقْدارُه مِقْياسه ، وقَدَرَ الشيءُ بالشيء وقَدَّرَه قاسَه ، والتقدير على وجوه من المعاني ، أَحدها : التروية والتفكير في تسوية أَمر وتهيئته ، والثاني : تقديره بعلامات يقطعه عليها ، والثالث : أَن تَنْوِيَ أَمراً بِعَقْدِك تقول قَدَّرْتُ أَمر كذا وكذا أَي نويتُه وعَقَدْتُ عليه ، ويقال قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ له إِذا نظرت فيه ودَبَّرْتَه وقايسته (14) .

والقادر سبحانه وتعالى هو الذي يقدر المقادير في علمه ، وعلمه المرتبة الأولى من قضائه وقدره ، فالله عز وجل قدر كل شيء قبل تصنيعة وتكوينه ، ونظم أمور الخلق قبل إيجاده وإمداده ثم كتب في اللوح هذه المعلومات ودونها بالقلم في كلمات ، وكل مخلوق مهما عظم شأنه أو قل حجمه كتب الله ما يخصه في اللوح المحفوظ ، ثم يشاء بحكمته أن يكون الأمر على تقديره بقدرته ، ولذلك فإن القدر عند السلف مبنى على التقدير والقدرة ، فبدايته في التقدير وهو علم حساب المقادير ، أو العلم الجامع التام لحساب النظام العام الذي يسير عليه الكون من بدايته إلى نهايته ، قال تعالى : } وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ { [الحجر:21] ، وقال أيضا : } وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً { [الأحزاب:38] ، وقال سبحانه : } إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً { [الطلاق:3] ، وعند مسلم من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رضى الله عنه أن رَسُول اللهِ صلى الله عليه و سلم قَال : ( كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلائِقِ قَبْل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلفَ سَنَةٍ ، وَعَرْشُهُ عَلى المَاءِ ) (15)، وفي رواية الترمذي : ( قَدَّرَ اللهُ المَقَادِيرَ قَبْل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلفَ سَنَةٍ ) (16) ، فالقادر هو الذي قدر المقادير قبل الخلق والتصوير ، والقادر دلالته تتوجه في الأغلب إلى المرتبة الأولي من مراتب القدر ، وهي العلم والتقدير وإمكانية تحقيق المقدر ولذلك قال تعالى : } أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ { [يس:81] ، وقال سبحانه أيضا : } فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ { [المعارج:40/41] ، فالآيات تتعلق بإمكانية تحقيق المقدر ، وقال : } وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ { [المؤمنون:95] .

الله جل جلاله الخَلاَّقُ :

الخلاق صيغة مبالغة على وزن فعال من اسم الفاعل الخالق ، فعله خلق يخلق خلقا والفرق بين الخالق والخلاق أن الخالق هو الذي ينشئ الشيء من العدم بتقدير وعلم ثم بتصنيع وخلق عن قدرة وغنى ، أما الخلاق فهو الذي يبدع في خلقه كما وكيفا فمن حيث الكم يخلق ما يشاء كما قال : } إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً { [النساء:133] ، وقال : } وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ { [الأنعام:133] وأما من حيث الكيف فكما قال تعالى : } وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون َ{ [النمل:88] ، وقال : } خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ { [التغابن:3] ، وقال : } وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُون َ{ [النحل:8] ، فالخلاق هو الذي يبدع في خلقه كما وكيفا بقدرته المطلقة ، فيعيد ما خلق ويكرره كما كان ، بل يخلق خلقا جديدا أحسن مما كان (17) ، وفي هذا رد على الذين قالوا ليس في الإمكان أبدع مما كان ، لأن ذلك ينافي معنى اسمه الخلاق ، صحيح أن الله أحسن وأتقن كل شيء خلقه كما قال : } الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ { [السجدة:7] لكن الله قدرته مطلقة فهو الخالق الخلاق كما أنه الرازق الرزاق .

قال شيخ الإسلام فيمن قال ليس في الإمكان أبدع من هذا العالم ، لأنه لو كان كذلك ولم يخلقه لكان بخلا يناقض الجود أو عجزا يناقض القدرة : ( لا ريب أن الله سبحانه يقدر على غير هذا العالم وعلى إبداع غيره إلى ما لا يتناهى كثرة ويقدر على غير ما فعله كما بين ذلك في غير موضع من القرآن ، وقد يراد به – قول القائل ليس في الإمكان - أنه ما يمكن أحسن منه ولا أكمل منه فهذا ليس قدحا في القدرة ، بل قد أثبت قدرته على غير ما فعله ، لكن قال ما فعله أحسن وأكمل مما لم يفعله ، وهذا وصف له سبحانه بالكرم والجود والإحسان ، وهو سبحانه الأكرم فلا يتصور أكرم منه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ) (18) .

ويذكر ابن القيم أن براهين المعاد في القرآن مبينة على ثلاثة أصول :

أحدها : تقرير كمال علم الرب سبحانه كما قال في جواب من قال : } مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ { ، وقال : } وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيم ُ{ [الحجر:86] .

والثاني : تقرير كمال قدرته كقوله : } أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ { .

الثالث : كمال حكمته كما في قوله تعالى : } وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ { [الدخان:38] ، وقوله سبحانه : } أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ { [المؤمنون:115] (19) .

قال ابن كثير : ( وقوله إن ربك هو الخلاق العليم تقرير للمعاد وأنه تعالى قادر على إقامة الساعة فإنه الخلاق الذي لا يعجزه خلق شيء العليم بما تمزق من الأجساد وتفرق في سائر أقطار الأرض ) (20) .

والقرطبي يجعل الخلاق دالا أيضا تقدير الله للأخلاق وتقسيمها بين العباد وهذا يسعه اللفظ ويحتمله ، يقول القرطبي : ( إن ربك هو الخلاق أي المقدر للخلق والأخلاق ، العليم بأهل الوفاق والنفاق )



الله جل جلاله المَالِكُ :

اسم الله المالك ورد في القرآن على سبيل الإضافة والتقييد مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ، وإن كانت الإضافة تحمل معنى الإطلاق في الملكية ، لكنه ورد في السنة النبوية مطلقا ، فمن القرآن ما جاء في قوله تعالى : ( قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ المُلكِ ) [آل عمران:26] .

والملك يطلق في مقابل الملكوت ، فالملك يراد به عالم الشهادة غالبا أو الحياة الدنيا بصفة عامة والملكوت أيضا يراد به في الغالب عالم الغيب أو عالم الآخرة ، والله عز وجل هو مالك الملك والملكوت رب العالمين ، الذي يملك عالم الغيب وعالم الشهادة بما فيهما ، قال تعالى : ( قُل يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الذِي لَهُ مُلكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) [الأعراف:158] ، فالمالك هو المنفرد بملكية الملك والملكوت والله عز وجل كما أفرد نفسه بملكيته لعالم الملك أفرد نفسه بملكيته لعالم الغيب أو عالم الملكوت ، فقال تعالى : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) [الفاتحة:2/4] (1) .

وإذا كان الحق سبحانه مالكا لعالم الغيب والشهادة وما فيهما كما بينت الأدلة السابقة فهو المالك إذا على سبيل الإطلاق أزلا وأبدا ، وعلى الرغم من ذلك فإن أدلة الاسم في القرآن لا تكفي وحدها لحصره أو عده ضمن الأسماء نظرا لعدم الإطلاق الصريح ، والشرط الذي نلتزمه في حصر الأسماء الحسنى أن يفيد الثناء بنفسه من غير إضافة ، وأن يرد نص صريح صحيح في ذلك ، فالذي ورد في القرآن يعد وصفا أكثر من كونه اسما ، لكن الذي يجعله اسما ووصفا هو ما سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عند الإمام مسلم من رواية أَبُي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ أَخْنَع اسْمٍ عِنْدَ اللّهِ رَجُلٌ تَسَمَّىٰ مَلِكَ الأَمْلاَكِ ، لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللّهُ عَزَّ وَجَل ) (2) ، فالرسول صلى الله عليه وسلم سماه مالكا على سبيل الإطلاق الصريح مرادا به العلمية ودالا على الوصفية .

الله جل جلاله الرَّزَّاقُ :

سمى الله نفسه الرزاق مطلقا معرفا مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية وقد ورد المعنى محمولا عليه مسندا إليه كما ورد في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) [الذاريات:58] ، وعند الترمذي وصححه الألباني من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : غَلاَ السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ لَنَا ؟ فَقَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَبِّى وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ ) (3) ، وعند الترمذي وصححه الألباني من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) (4) .

الله جل جلاله الوَكيلُ :

ورد اسم الله الوكيل في قوله تعالى : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) [آل عمران:173] ، وهذا هو الموضع الوحيد في القرآن الذي ورد فيه الاسم مطلقا معرفا بالألف واللام ، لكن ورد في مواضع أخرى مقرونا بمعاني العلو ، والعلو كما تقدم يزيد الإطلاق كمالا على كمال كما ورد في قوله تعالى : ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) [الأنعام:102] ، وعند البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أنه قَالَ : كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) [آل عمران:173] ، وفي سنن الترمذي وصححه الألباني من حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ متى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمْ : قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ) (5) .

الله جل جلاله الرَّقيبُ :

ورد الاسم مطلقا منونا مقرونا بمعاني العلو والفوقية في قوله تعالى : ( وَكَانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً ) [الأحزاب:52] ، كما ورد مقيدا في قوله تعالى عن عيسى عليه السلام : ( فَلمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَليْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) [المائدة:117] ، وقوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ كَانَ عَليْكُمْ رَقِيباً ) [النساء:1] ، وعند البخاري ومسلم من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَال : ( قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا بِمَوْعِظَةٍ .. إلى أن قال : فَأَقُولُ كَمَا قَال العَبْدُ الصَّالِحُ : ( وَكُنْتُ عَليْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَليْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شيء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيم ُ) قَال : فَيُقَالُ لِي إِنَّهُمْ لمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ )مع
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى