مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 26 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 26 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر

اذهب الى الأسفل

تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر Empty تفريغ الجزء التاسع من شرح نخبة الفكر

مُساهمة من طرف Admin الأحد 18 سبتمبر 2011, 7:06 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه الحمد لله على فضله العميم وجوده الكريم ، نحمده سبحانه بالمحامد اللائقة بكمال ألوهيته ، وعظمة ربوبيته .

اليوم ـ إن شاء الله ـ أردت أن أجعلها جلسة مفتوحة معكم ، لا نتناول فيها شيئا من المسائل إنما أسمعكم ، فهاتوا ما عندكم من إشكاليات في المسائل التي طرحت في الأيام الماضية أو من مسائل تشغلكم أو من استفسارات أو في أي شيء .

والرجاء كل الرجاء أن يكون قد جرى من الإنتفاع بالدروس والعلوم التي ألقيت في الأيام الماضية بمقدار ما كان مؤملا .

فهاتوا القضايا التي تشغلكم والمواضع التي استوقفتكم فيما درسناه في الأيام الماضية .

ما شاء الله لم يستوقفكم شيء ولا يشغلكم شيء .

يا قوم لا تتكلموا إن الكلام محرم.

ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم .

ودعوا التفهم جانبا فالخير ألا تفهموا.

إن قيل إن نهاركم ليل فقولوا مظلم .

أو قيل هذا شهدكم مر فقولوا علقم .

ما لكم لا تنطقون.

تفضل .

لم يتم سماع السؤال .....

د. لا الحقيقة أن الحكم على أي حديث من الأحاديث يرجع الى عدة أمور :

الأمر الأول : معرفة مراتب الحديث المتفاوتة ، وفهم معانيها ومدلولات ألفاظها .

أي أنك تستطيع أن تميز في ذهنك تمييزا واضحا بين معنى الصحيح والحسن والشاذ والمنكر والمعضل والمرسل والواهي والموضوع ، بحيث تتضح في ذهنك مدلولات هذه الألفاظ ، وتدقق في معانيها ما معنى الصحيح ما معنى الحسن ما معنى المعضل ما معنى المرسل وهكذا ، مما يستوجب أن تدرس مذاهب العلماء في تلك القضايا ، وأن تتعمك فيها حتى تصل الى تصور واضح ، وتكون بذلك قد قطعت خطوة في سبيل إتقانك ومعرفتك بهذا العلم .

أولها معرفة مدلولات الألفاظ التي أطلقها العلماء على مراتب الحديث المختلفة .

ثانيا أن تنظر في الأسانيد لتتبين في كل سند سند من الأسانيد التي تدرسها عل وجد لهذا الإسناد وصف من تلك الأوصاف التي حفظتها وحررت اختلاف النقاد والحفاظ فيها ؟هل هذا السند قد استجمع الشروط التي يصلح معها أن يسمى صحيحا فتسميه صحيحا ، أو أنه استجمع شروط الصحة إلا أنه قصر شيئا عما اعتاد الحفاظ أن يسموه صحيحا فيسمى حسنا ؟

أو أنه انقطع إسناده ، أو أن في سنده عللا خفية وقوادح غامضة مما يستوجب منك أن تدرس جيدا في علم الرجال ولأن تدرس جيدا في باب العلل ، وأن تدرس جيدا مباحث علم الجرح والتعديل حتى تستطيع أن تفك الشفرات والرموز التي يستخدمها العلماء في الحكم على الرواة ، وأن تستطيع المعادلة بين ما قيل في الراوي من جرح أو تعديل ؛ لأن الحكم على السند أمر مركب ، أي ليس أمرا بسيطا لا بل أمر مركب ن وماذا يعني أمر مركب ؟ يعني أنك بدأت بالإسناد وهو مكون من سلسلة من الرجال كل راو من هؤلاء الرواة هناك ملف يخصه فيه ما قاله الأئمة في شأنه من جرح او تعديل ، فتفهم مدلول ألفاظ الجرح التي قيلت فيه وإلى أي مدى تبعده من قبول حديثه ، وتفهم مدلول ألفاظ التعديل التي قيلت فيه ، وهل للأئمة كلمة غالبة في شأنه أم أنهم اختلفوا ؟ فإذا اختلفوا فكيف ترجح ؟

دراسة واسعة ينبغي أن تدرس معها علم الجرح والتعديل جيدا ، ومراتب الجرح والتعديل ستة في الجانبين .

حتى إذا ما انتهيت من دراسة الراوي الأول تنتقل لتفعل نفس الشيء في الراوي الثاني والثلث والرابع إلى الصحابي .

ثم ترجع لدراسة العلاقة البينية بين الرواة ، ربما كان الراوي الأول ثقة والثاني ثقة لكن هناك سقط في الإسناد ، هناك انقطاع ، شيء من هذا القبيل ،هناك ثقة يدلس ، هناك تدليس تسوية أسقط فيه أحد الضعفاء أو أسقط فيه أحد الرواه ضعيفا بين ثقتين فيتوهم أن السند ظاهره الاتصال برواية الثقات .

حتى إذا ما فرغنا من دراسة الإسناد يكون قد اتضح في ذهنك في أي درجة من درجات الحديث تضع هذا السند ؟

هل يصح أن يحكم عليه بالصحة أو بالحسن أو بالضعف أو بالوضه ؟

أيا ما كان .

إذن فما الذي نعمله الآن في هذه الدروس البداية بشرح مراتب الحديث ، أن تعرف ما معنى الصحيح ما معنى الحسن ما معنى الشاذ ما هي قضية زيادة الثقة ؟ أو تأخذ عنها لمحة سريعة ثم بعد ذلك ينفتح الباب ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وهذا مشوار طويل لمن أراد أن يتخصص فيه وأن يكون من أهله .

قال الشافعي : (أتريد أن تجمع بين الفقه والحديث؟ هيهات) أي أن الشأن فيه ليس بالهين .

هل وصلت الى ما تريد أم ما زال عندك أمر أنا لم أفهمه ؟

لم يسمع السؤال ...............

ثم استقر الأمر بين العلماء على تعريف الحافظ ابن حجر فهناك فارق بين أمرين بين التعامل مع أحكامهم التي حكموا بها وبين أن أحاول أنا أن أحكم على سند الآن ، أنا أحدثك عما تفعله الآن إذا ما أردت أن تحكم على إسناد تفعل الخطوات التي قلناها منذ قليل وتتبنى في تعريف الحديث الحسن ما قاله الحافظ ابن حجر ؛لأنه الثابت المستقر عند أهل العلم ، أما إذا ما نقلت حكما بالحسن للإمام الترمذي أو للأمام الخطابي أو للأمام البخاري أو للأئمة الكبار رحمهم الله ورضي عنهم ، فإنك حينئذ تفهم اصطلاح كل واحد على ضوء ما شرحه وإن كان الأمام الترمذي رحمه الله يرى أن هناك رتبة تسمى رتبة الحديث الحسن ثم إنه قد يجري خلاف في الوسائل التي يتحقق بها الحسن ،

فهو يقول : ( أنما يتحقق وصف الحسن في الحديث بأن يروى الحديث من رواية رجل غير متهم بالكذب ولا يكون شاذا وأن يروى من غير وجه نحو ذلك )

ولذلك تجد أنه كثيرا ما يقول في السنن وفي الباب عن فلان وفلان وفلان وفلان ..

يريد أن يشير الى أن الحديث الواحد روي من وجوه كثيرة فتباينت طرقه وتعددت مخارجه ، وكثر رواته ، وأحيانا يكون للحد يث إسناد واحد ويسميه حسنا أيضا .

إذن الأئمة متفقون على رتبة الحسن ، لكن منهم من نظر الى كيفية التحسي عن طريق تعدد الإسناد ومنهم من نظر الى استيفاء الإسناد الواحد عيئة معينة أو درجة معينة ولا تفاوت بنهم في الحقيقة ؛ لأنه في المسالك التي تؤدي الى تحقيق معنى الحسن في الحديث .

والإمام الترمذي رحمه الله لما كان يعرف الحديث الحسن لا يعني هذا أنه أغفل الحسن لذاته؛ لأنه في السنن هكذا أيضا أحاديث حسان من طريق واحد .

وهذا على كل يلفتك الى قضية مهمة أنتفهم اصطلاح كل إمام أو أن تفهم أحكامه وتصرفاته على ضوء ما شرح ، وألا تحاكمه الى مذهب غيره ، وهذه قضية بعيدة عن قضية الحديث الحسن أو قضية الحديث الصحيح ، يعني لا تذهب الى واحد من الأئمة وتنقل حكما له ثم تفسر حكمه برأي رجل أخر فتخطئه ،وتضطرب غي فهم أحكامه ،وهذه قضية كلية ستتضح لك في تصرفات كثيرة في أثناء قرائتك ومطالعتك ، وتتبين لك أحيانا ، أو كمثال واضح لما تقرأ كتاب سيبويه كتاب في النحو بل هو البحر في كتب النحو لما تقرأ كتاب سيبويه وتحاول أن تفهم ألفاظه وقضاياه بالمعاني التي استقرت عليها الاصطلاحات النحوية في أيام ابن مالك ستضطرب في فهمه ولن تفهمه وسيختلف عليك الحال .

وكذلك إذا ما بدأت تقرأف يكتاب معرفة علوم الحديث للحاكم وتجد أنه قال والحديث الفلاني شاذ ، أو الحديث تافلاني منكر فلا تحمل كلمة الشذوذ أو النكارة على المعنى الذي تقرأه في نزهة النظر أو في كتب المتأخرين من أهل الاصطلاح بل ينبغي أن تحرر معنى الشاذ عند الإمام الحاكم وهذا مبحث مستقل .

أدلة الذات ممكنة

وقد تحقق وجودها بالفعل فالأدلة تثبت الإمكان عقلا والمشاهدة تثبت الوجود فعلا





ذكرتم بالأمس أدلة حدوث العلم كامتناع ... في الماضي لكن كل هذه أدلة إمكان

نعم ولكن لايشترط أن تكون حادثة ، أي ما يمنع أن يكون الممكن قديم ؟

هذا مردود عليه في تفاصيل الدليل الذي لم نذكره لأن المجلس لا يقتضيه ، قالوا نحن سلمنا بوجود الأجرام ، لكن لا نسلم بوجود عرض زائد أصلا ، سلمنا بوجود عرض زائد لكن لا نسلم بأنه ملازم للجوهر ، سلمنا بأنه ملازم لما لا يكون قد انتقل منه عندما اتصف بضده ، سلمنا أنه لم يتصف بضده لما لا كون كاملا فيه ؟ ولما لا يكون قديما أعدم إشكاليات إذن وهي التي تسمى بالمطالب السبعة :

زيد ما قام ما انتقل ما كمل ما انفك ....تفاصيل لا يحتملها المجلس .

طالب : طيب وما العلاقة بين قضية الألوهية والقدم ؟ لماذا يلزم أن يكون القديم إلها ؟

د. أسامة : تذهب وتدرسه في صفة القدم .

سؤال يقول : في قرائتنا وإنشادنا لمتن الخريدة نجد أننا لمراعاة أوزان الأبيات نقوم بتسكين الفاعل أو وما الى ذلك مما يتعارض مع الصنعة النحوية فهل ذلك يؤثر بالسوء على المعنى وكيف لا ؟

د. أسامة لا طبعا ، لا يؤثر بالسوء وهناك ضرورات تجوز في باب الشعر ، من نحو تحريك ساكن أو تسكين متحرك .

كما يقول : وكأن قدِ ، فحرك الساكن الى غير ذلك من الضرورات التي تجوز للشاعر ، وقد ألفت فيه كتب مستقلة تجدونها في كتب العروض فيما يجوز للشاعر أن يرتكبه من ضرورات وما لا يجوز ، يعني هناك ضرورات لا يجوز للشاعر أن يرتكبها لإصلاح وزن ونحوه ، وتعد خطأ ولحنا وكسرا في الوزن ، وهناك من الضرورات ما يجوز ، وهذا أخف الضرورات أي تسكين المتحرك ، وهذا موجود بكثرة في الشعر القديم والحديث ، ولربما أنشد شاعر شعرا وهو لا يعلم علته ، كالنابغة كان يقع في الاقواء وهو لا يعلم ، يقول هكذا :

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليدِ .

بمخضب رخص كأن بنانه ... عثم يكاد من اللطافة يعقدُ .

يعني أن حرف القافية في البيت الأول (باليدِ) وفي البيت الثاني (يعقدُ) فالقافية جاءت مرة مكسورة ومرة مضمومة هل يجوز هذا أن يكون من الضرورات ؟

قالوا لا ، هذا لا يجوز ، هذا عيب من عيوب الشعر ويسمى الإقواء ، وهو تباين حركات حروف الروي ويسمى الإقواء .

وكان النابغة نفسه يقول : إن في شعري عاهة لا أدريها .

حتى سمع مرة جارية تنشد هذه الأبيات فانتبه وعلم أن هذا بالكسر وهذا بالضم ، فلم يرجع إليه بعدها .



لم يسمع السؤال .............

إضافة الى أن هذا البحر الذي أنشد عليه الشيخ بحر يغتفر فيه ما لا يغتفر في غيره ففارق بين بحور الشعر الستة عشر وهذا البحر ، فهذا بحر خفيف وسهل ، ويمكن أن يستخدم في المنظومات العلمية ؛ لأنه يحتمل اصطلاحات أهل العلوم وتقسيماتهم بخلاف البحور الأخرى ولذلك غالب المنظومات المستخدمة في المنظومات العلمية هو هذا البحر من بحور الشعر ، يقول لك مثلا :

يقول راجي رحمة القدير ... أي أحمد المشهور بالدردير .

هكذا بحر سهل ويحتمل وتتغير فيه القافية في كل بيت مما يعطي الناظم سعة في نظم المسائل والقواعد والأقوال ، وقلما تجد منظومة في العلوم يلتزم فيها بحر كامل مع قافية واحدة أمثال الشاطبية مثلا جرى فيها على حرف اللام :

بدأت ببسم الله أولا ... تبارك رحمانا رحيما وموئلا.

ولذلك الشاطبية صعبة قليلا ؛ لأنه حصر نفسه في بحر واحد ، وقد استقرت بحور الشعر الستة عشر على يد الخليل دونما زيادة إلا ما كان من محمود سامي البارودي فإنه أنشأ بحرا آخر اسمه مجزوء متدارك الرمل ونظم عليه قصيدة :

املأ القدح ... واعص من نصح .

وارو غلتي ... بابنة الفرح .

الدجى مضى ... والسنا لمح .

والحمام في ... أيكه صدح.



قصيدة ولم يعمل غيرهل على هذا البحر .

ثم نظم عليه أحمد شوقي :

مال واحتجب ... ودع الغضب .

ليت هاجري ... يشرح السبب.

عتبه رضا ... ليته عتب.

وهكذا بحر خفيف من مبتكرات المتأخرين من الشعراء .

يقول السائل : نرجو تلخيص ما شرح في علم الحديث في المحاضرات السابقة باختصار .

أجل .

لكن ماذا عندكم من أسئلة وقضايا اخرى .

سؤال : عن الأحاديث التي تقبل في العقيدة .

أن يكون الحديث متواترا أو في قوة المتواتر .

وأمهات مسائل الإعتقاد ثبتت في القرآن الكريم ، وبالمستفيض من عقائد أهل الإسلام المنقول بنقل الكافة عن الكافة ، وفل مسألة من مسائل العقيدة توقف الأمر فيها على حديث من أحاديث الآحاد ، وبعد هذا الثبوت شيء والدلالة شيء آخر ، يعني قد تثبت الصفة ثبوتا قطعيا ، أو الآية من آيات العقائدة ثم يتسع المجال في فهمها كما في القرآن الكريم ، عناك آيات في القرآن الكريم تتحدث عن المولى تبارك وتعالى بمعان يتفاوت فيها فهم المكلفين ، وهذا مرده الى أن أبواب الإعتقاد من المطالب الجليلة الكبرى في الإسلام التي عليها عماد الدين فلا يقبل فيها إلا ما كان من الأخبار أهلا لذلك وهذا موجود في الطبع البشري ، يعني لما آتي وأخبرك وأقول لك أنك أنت والحمد لله قد أعلنوا أمس أنك قد فزت بجائزة قدرها مائة جنيه ، أو قدرها كذا تقول لي الحمد لله هذا خبر جيد بشرك الله بالخير ، وتصدقه ؛ لأ أمر ليس بالأمر المهم .

إنما لما آتي وأخبرك بأنه قد أعلن عن فوزك بجائزة قدرها مليون دولار فأنت تستغرب وتقل لي : أكيد ؟ أنت متأكد ؟أنت واثق من هذا الكلام ؟ وأين أعلنوا عن هذا الكلام ؟ أسأل من أيضا ؟ وأين اسال ؟

فدفع الإنسان الى أن يلجأ الى المفاوتة فيما يشترطه من الشروط باختلاف المطالب التي يتحدث فيها وكلما ازداد خطر الأمر وعظمته ازداد تطلع الإنسان الى الثبوت القطعي ، فلأجل هذا جاءت عقائد الإسلام في القرآن الكريم أمهات العقائد وأصولها ، وما جاء منها في الحديث فهو ثابت ومستفيض ومشتهر كما شرحنا في قضية الصلاة يعنى تجد أن عموم المسلمين لا يذكر أحدهم أنه تعلم الصلاة من شخص معين ، إنما نشأ عليها هكذا في ديار الإسلام والمسلمون مطبقون عليها .

وماذا أيضا ؟

طالب : هل هناك اجتهاد في العقائد ؟

د. اسامة : وماذا يعني اجتهاد في العقائد ؟

طالب : يعني اجتهاد في فهم النصوص العقدية ، بحيث يخطأ ويبدع ويفسق إن أخطأ في الفهم ؟

د. أسامة : لا ، ولكن هناك فارق بين عدة مطالب ، هناك فارق بين قطعية الثبوت وظنية الدلالة ، أي أن المولى تبارك وتعالى موصوف بأوصاف ثابتة على سبيل القطع موصوف بالقدرة ، موصوف بالحياة والعلم والسمع والبصر ، الصفات هذه ثابتة قطعا ، ولا ينكرها مسلم ، ومن أنكرها خرج من ربقة الإسلام ، لكن يأتي المعتزلي مثلا ويقول لك : نحن لا نرى أن هذه الصفات زائدة على الذات ، هذه الصفات عين الذات أو يقول لك إننا لانقول بمسألة الكلام ، ما الكلام هذا ؟ فلا يعني هذا عطل الصفة الإلهية عن قضية الكلام وإلا فماذا يفعل في القرآن الكريم ؟ فقال بخلق القرآن .

قضية مثل قضية زيادة الصفات وعدم زيادة الصفات باب من أبواب العقائد ، ومع ذلك ينسع الأمر فيه ، ومن الممكن أن يبدع المخالف فيه لكن لا يكفر ..

إذن المتكلم من الأشاعرة يقول لك : أنا أؤمن بعلم الله لكن أرى أنه هو عين الذات .

وأنت تقول له : كيف عين الذات والله يقول : (أنزله بعلمه والملائكة يشهدون) ولا يضاف الشيء الى نفسه ؟

وتبدأ تخوض معه في حيثيات الموضوع ، هذه تفاصيل تحتمل النقاش ، وهذا هو ما يعبر عنه باصول العقيدة ، وفروع العقيدة .

سؤال : أسألك أن تترجم للأشاعرة وتاريخهم ، وهل هم السواد الأعظم ومن من العلماء المشهورين المأخوذ عنهم العلم أشعري ؟ وإذا قلنا لمن شذ : إن ابن حجر أشعري ، يقول : اتق الله لا تقل هذا على ابن حجر فموافقته للأشاعرة في بعض المسائل لا يعني أنه أشعري ، وجزاكم الله خيرا .

د. أسامة : اسمع ياشيخ ، الصحابة رضي الله عنهم نقلوا لنا العقائد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه العقائد التي استفاضت وانتشرت في ديار الإسلام شرقا وغربا في كل بقعة نزلها الإسلام .

وفي أواخر أيام الصحابة بدأت تنشأ إشكاليات ، وبدأت تثور فتن فبدأ يخرج من جسم الأمة الأكبر أفراد ، فخرج الخوارج بأقوال معينة وقناعات عندهم في قضية مرتكب الكبيرة ، وفي قضية معنى الإيمان ، وفي قضية التكفير بالصغيرة وغيره ، وبقي جسم الأمة الأعظم وسوادها الأكبر لا يبالي بمن خرج ، هؤلاء كانوا بضعة ألوف ، والأمة مئات ومئات الألوف ، وخرج ابن عباس فناظر الخوارج فرجع منهم أربعة آلاف في يوم من مجلس مع ابن عباس ثم خرج الشيعة باختيار معين ، والجهمية باختيار معين ، وفرق خرجت من هنا وهناك ، وبقي جسم الأمة الأعظم على المتوارث المنقول عن الصحابة والتابعين في أبواب الإعتقاد.

كما حدث في الحديث الشريف استفاض الحديث واشتهر وتداوله المحدثون والرواة وسرى في بلاد الإسلام وفي دياره حتى بدأ ينشط عند العلماء هيئة من هيئات حفظ الحديث بدأت تعرف عندهم قضية التدوين فكتبت كتب معينة .

فلما جاء الأشعري رحمه الله ماذا صنع ؟ ما زاد على أن نظر الى المنقول المتوارث من أبواب العقائد عند عموم الأمة فأخذه ودلل عليه ليس إلا ، يعني أن الأشعري لم يبتكر ولم ينشئ من ذهنه مبحثا واحدا بل إذا ما نظرت تجد أن الخوارج قد خالفوا في مسألة مرتكب الكبيرة وفي معنى الإيمان وما شابه ، وأن الشيعة قد خالفوا فقالوا بعصمة الأئمة ، وكفروا من ناقش في قضية وصاية سيدنا علي رضي الله عنه ، والمعتزلة خالفوا فقالوا بعدم الشفاعة ولا الحوض ولا الميزان ولا بقية الأمور السمعية، ونفوا رؤية الله تبارك وتعالى وجادلوا في مسألة الكلام ، وكل هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة والمتواترة وهو موجود بأكمله فيما يقوله الأشعري يعني أن الصحابة مطبقون على أن كل من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمس أي لا تخض فيه اختلفوا مع بعضهم البعض لكن لم يخض أحد منهم في معتقد الآخر ولا ناقش الصحابة في قضية الرؤية بل رووا أحاديثها وأقروها ولا ناقشوا في الأمور السمعية الشفاعة والحوض والميزان والصراط وما شابه ، فلما أن جاء الأشعري رحمه الله نظر الى ما توارثته الأمة من العقائد فأخذه وبدأ ينظر فيه ويقيم عليه الأدلة ، ثم نظر العلماء فيما جاء به الأشعري ماذا فعل الرجل ؟ بدأ هكذا كتاباته وكلامه وتقريراته ومؤلفاته يحملها الطلبة الى المشارق والمغارب ، فكلما ردد العلماء من مختلف التوجهات العلمية نظرهم فيما يقول به الأشعري يقولون جزاه الله خيرا يعني ما خرج على ما قاله الصحابة ولا التابعون بل اجتهد في إقامة الأدلة بالطريقة التي يفهمها المعاصرون ، ويقرونه ويأمرون الطلاب بالأخذ به ، فما مضى زمن حتى وجدت أن كلام أبي الحسن الأشعري رحمه الله صار هو الذ يعتنقه ويقول به المسلمون بدأ من بلاد الهند شرقا الى بلاد المغرب غربا ومن بلاد الأناضول وبلاد الأتراك شمالا الى أواسط أفريقيا جنوبا أي كل البقعة التي انتشر فيها الإسلام كلهم أخذوا بكلام أبي الحسن الأشعري ، لا من حيث إن الأشعري قد جاء بمذهب ، بل من حيث إن الأشعري قد اجتهد في خدمة عقائد الأمة ،فكلما ورد كلامه على بيئة من البيئات العلمية في المشارق والمغارب ونظروا في المتوارث من أمور العقائد ونظروا في كلام الأشعري يجدون أن الرجل قد خدم الأمر

وشيئا فشيئا يقرونه ، كما جرى هذا في صحيح البخاري سواء بسواء ، محمد ابن يوسف الفربري تلميذ البخاري يقول إنه قد سمع الصحيح من الأمام البخاري تسعون ألفا ، التسعون ألف ماذا فعلوا بالضبط صار كل واحد يسمع الصحيح من الأمام البخاري فيحفظه أو يستنسخ نسخة منه ، ثم يرحل بها من حيث جاء ن فيشرق المشرقي ويعرب المغربي ،وكلما نزل واحد من هؤلاء في دياره ، وإلى علماء مصره الذي يسكن فيه ، وعرضوا عليهم ما جاءوا به من الآفاق ، وهم حفاظ كبار ونقاد وأئمة لا يقلون عن البخاري وزنا ، يقولون إذن اعرضوا علينا ما جئتم به من عند محمد بن إسماعيل البخاري ، فينظرون في الصحيح فيجدون كلاما رائقا متقنا خدم الحديث فيقرونه يقولون على بركة الله توكلنا على الله معتمد جيد كتاب ليس فيه إشكال فبدأ يشيع عند الأمة نتيجة الإنتشار وإقرار البيئات والمدارس العلمية في المشرق والمغرب بدأ يحدث اتفاق على قبول البخاري بما فيه كذلك حدث هذا مع معتقد أبي الحسن الأشعري ، وماذا صنع البخاري البخاري ما صنع شيء البخاري لم ينشئ شيئا من جهته إنما البخاري جمع وحرر ودون وصنف وخدم الحديث ، كذلك الأشعري جمع وحرر ودلل وخدم أمور الإعتقاد ، كذلك المذاهب الفقهية الأربعة أبو حنيف الشافعي وأحمد ومالك ، فمن جملة نحو ثمانين مجتهدا من أئمة الإجتهاد الكبار استبقى العلماء هذه المذاهب الأربعة ، إما لأن بعض هذه المذاهب لم ينتشر ولم يسر به الطلبة ، ولم ينقل الى بقية بلاد الإسلام ، أو أن بعضها نقل وهجر كما ترى في مذهب ابن حزم خرج به ابن حزم وفي الطبقة الأولى والثانية والثالثة من معاصريه فمن بعده بدأ المذهب يضيق ويقل ويحصر بدل أن ينتشر كما حدث في مذهب أبي حنيفة ، مما يدلك الى أن المجامع العلمية والعلماء من أصوليين وفقهاء ونحاة ومحدثين ومفسرين لما رددوا النظر في هذه الأوجه من الإستنباط قالوا غيره أرجح يعني مش منضبط يعني حافظ كبير ولكن ليس هذا الذي نطمئن إليه .

ففرق في ذهنك بين توجهات إعتقادية فترة ثم بدأت تنحصر وتضيق حتى انتهت كالمعتزلة مثلا وبين توجهات فقهية انتشرت فترة ثم بدأت تنحصر وتضيق نتيجة جريان العلماء ونتيجة جريان الأمة على ترشيد وانتخاب واختيار أفضل المعروض وطرح الباقي ، فتجد أن بعضها انتشر وأن بعضها انحصر .

نفس القضية في الحديث الشريف الإمام مالك رحمة الله ألف الموطأ فلما أن انتشر وجرى في أيدي الناس وأعجب أناس من أهل الحديث بالفكرة وصار كل واحد من أهل الحديث ينشئ لنفسه موطأ فذهبوا الى الإمام مالك وقالوا يا مولانا كثرت الموطئات أي أنها ذهبت منك كل الناس ألفت موطئات فقال لهم مالك رحمه الله : خلوا عنكم فإن ما كان لله بقي قال تلامذة مالك : (فما مات مالك حتى كأن تلك الموطئات قد ألقيت في الآبار) لم نعد نسمع عنها وغير موجودة ، بل ولا تستطيع الآن أن تحصر قائمة بأسماء من ألفوا موطئات ، فتجد اثنان أربعة خمسة وأين تلك المطئات الكثيرة الله أعلم ذهبت وذهب أصحابها .



إذن انتبهوا الى شيء شديد الأهمية وهو عمل الأمة في اختيار العلوم المحررة التي ترتضيها ، مثل قضية الإجماع ، أي أن هذه الأمة المعصومة التي هي في جملتها ملتزمة بالحق لا تخرج عنه بضمان إلهي ، لأمر أراده الله من حيث إنها الأمة التي تحمل دين الله الى العالمين فلقد أراد الله لهذه الأمة ألا تنزلق غي الخطأ ، وأن تحدث فيها حركة علمية دائبة ونشيطة ومستمرة وغيورة وواسعة الاطلاع تقبل وترد وتنتقي وتختار وتنتخب وتنتقد وتصوب وتقوم ، هذه الحركة العلمية هي التي استقرت بها دواوين أهل الإسلام في العلوم المختلفة ، هي التي تم بها انتقاء المذاهب الأربعة في أبواب الفقه ،وطرحت بقية المذاهب ، رغم أنها مذاهب أئمة وكبار ومجتهدين أبن جرير الطبري والليث ابن سعد والأوزاعي أين مذاهبهم ؟ لا توجد .

نفس هذه الحركة التي حصل بها الانتقاء والانتخاب في كتب الحديث فأقروا الصحيحين ثم أقروا بقية الكتب الستة وهناك كتب هجرت وهناك أجزاء أميتت ، وهناك مؤلفات اندثرت .

نفس هذه الحركة التي تم بها الانتخاب الانتخاب والانتقاء والترشيح في أبواب العقائد ،فاطبقت الأمة على ما عليه أبو الحسن الأشعري ، ورفضوا ما سواه من مذهب المعتزلة والخوارج والجهمية والمجسمة وما شابه .

نفس هذه القضية حصلت في بقية علوم أهل الإسلام هكذا بنفس الطريقة .

إذن المجامع العلمية التي كانت فيهذه الأمة عبر القرون فامت بواجب الوقت وما تركوا الأمور تتسع وتنفرط من بداياتها ، بل شرعوا يرقبون كلما طرأ جديد في البيئة العلمية وبدأ ينتشر تجد أن الأئمة والنقدا والحفاظ والجهابذة اساطين هذه الأمة وأراكينها وعظماؤها لا يسكتون عن باطل أبدا ، بل ينظرون فإن كان صوابا أقروه وإن كان باطلا قرعوه وردوه ، هذه الأمة وكذلك حدث نظيره في أبواب السلوك في كلام أبي القاسم الجنيد ، ولذلك تجد الإمام التاج رحمه الله وأهل السنة والجماعة على ما عليه الأمام أبو الحسن في ابواب العقائد ، وعلى ما عليه الإمام أبو القاسم الجنيد في أبواب السلوك ، ومن أبو القاسم الجنيد ؟

هو إمام أئمة السلوك والزهد والورع والتقوى ، وقد مثل الرجل كلمة اتفاق بين كل طوائف الأمة ، المعادي للتصوف والموافق للتصوف ، حتى ابن تيمية نفسه تجده أنه ينقل في مجموع الفتاوى عن أبي القاسم الجنيد ويعظمه ويجله ويفخمه ويقول : قال سيد الطائفة وإمام الزاهدين أبو القلسم الجنيد وينقل منه الكلام الطويل ويقره ، كما ينقل كلام الإمام عبد القدر الجيلاني ويثني عليه ثناءا فخما جدا وينقل منه بالصفحة والصفحتين محتجا ومن هو عبد القادر الجيلاني ؟ هو إمام الصوفية في زمانة ، وكان حنبليا ، وكان إمام الحنايلة في زمنه ، ويحكون هكذا في سيرته أنه لم يكن على مذهب أحمد ابن حنبل فنام ليلة فرأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم يقول له يا عبد القادر قم فانشر مذهب أحمد وقد كان الإمام عبد القادر الجيلاني في ذلك الوقت إماما متبوعا يتبع الألوف من الناس ، فاستيقظ وأعلن انتقاله الى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل فانتقل الة مذهب أحمد ما لا يقل خمسة آلاف من الناس محبة في الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى فانتشر مذهب أحمد حتى إن ابن قدامة صاحب المغني قرأ مختصر الخرقي في المذهب على الشيخ عبد القادر الجيلاني في عشرين يوم أو ثلاثين يوم أي أنه صار حلقة من حلقات المذهب الفقهي .

المقصود أن هناك عنصر خفي يغيب عن أذهانكم من عمل أئمة الأمة عبر القرون ، من أن هذه الأمة أمة مثل المء إذا بلغ الماء قلتين لا يحمل الخبث ، أي لا يبقى فيه خبث لا يتغير بل تغلبه الطهارة ، ولا تقر الأمة ولا تطبق ولا تتفق على أمر باطل أبدا ، الأحاديث هكذا إن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، كنتم خير أمة أخرجت للنا ، وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء ، وغيرها من الآيات والأحاديث .

إذن انتبهوا الى هذا الأمر وافهموه جيدا ، وابحثوا عنه في الكتب ، واستخرجوا اللمحات التي تشير إليه في التراجم الجزئية للعلماء ، وقدروا في أذهانكم أثر انتشار المسائل والأفكار والمذاهب عبر العصور ، يعني لا تظنن أبدا أن أئمة الأمة عبر ألف سنة وهؤلاء كم إمام ألف أو ألفان أو عشرة آلاف؟ هؤلاء ملايين ، هؤلاء الأمة بأكملها عبر العصور هل كانوا غافلين عن بطلان مذهب أبي الحسن الأشعري مثلا ثم انتبهت فضيلتك إليه، أن هذا المذهب ظهر أنه باطل مثلا ؟!

المقصود أن مذهب أبي الحسن الأشعري واجهة امة الإسلام في أبواب العقائد ، كما أن صحيح البخاري ومسلم واجهة أمة الإسلام في أبواب الحديث ، كما أن المذاهب الأربعة واجهة أمة الإسلام في أبواب الفروع والفقه ، كما أن أبا القاسم الجنيد وعبد القادر الجيلاني ، والحسن البصري واجهة أمة الإسلام في أبواب السلوك والتصوف .

وهي الأبواب الثلاثة أو الأربعة التي جاء بها حديث جبريل ، أنه قال له : ما الإسلام ؟ قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله ثم ذكر الصلاة والصوم والحج ، قال وما الإيمان ؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته ، قال وما الإحسان ؟ قال : كذا ....

قال العلماء : قضية الإسلام التي ذكر فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم جوامع العبادات من الصلاة والصوم والزكاة والحج والشهادتين وما يلتحق بها ، ما زالت فئة من الأمة تعتني بها ، وتوسع البحث فيها وتنظر في شروطها وأركانها ونواقضها ومبطلاتها ومستحباتها ومكروهاتها وآدابها وسننها وشيئا فشيئا على هذا الفرع من فروع حديث جبريل ينشأ علم الفقه .

وكذلك أبواب الإيمان ، قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ، قال هذا باب أخر عني به بعض العلماء فما زالوا يوسعون البحث فيه ويدللون عليه ويدفعون الشبه ، فنشأ علىهذا الفرع علم عرف باسم علم العقيدة أو علم الكلام .

الفرع الثالث قال: أن تعبد الله كأنك تراه فما زالت فئة من الأئمة الهداة ينظرون في هذا الفرع ويوسعون القول فيه ويستخرجون من القرآن والسن ما ينظمه وينمقه في تزكية النفس (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) حتى عرف هذا باسم علم السلوك أو التزكية

ولكن الحديث جاء بأربع أمور ، ولذلك كان بعض مشايخنا يقول : إن الإسلام قام على أربعة أركان ، فقالوا له كيف ؟ قال ها هو حديث جبريل جاء فيه جبريل يسأل عن الإسلام الإيمان والإحسان فتجد الأكثرين يقولون هكذا هذه هي أركان الدين الإسلام والإيمان والإحسان ، قال لكن انتبه جبريل سأل عن أربعة أشياء عن الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة ، رغم أن أشراط الساعة مدرجة ضمنا في باب الإيمان فقد فال له أن تؤمن بالله وملائكته واليوم الآخر ، قال لكن هذا فرع شديد الأهمية ، معيار الانضباط في حياة المؤمن ولا بد من ترقبه والاهتمام به ، فسأل جبريل عن أربعة أشياء الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة ، فلما أن انصرف جبريل قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) .

فدل على أن الدين مبني على هذه الأربعة فأخذ منها شيخنا المذكور أن أشراط الساعة أمر شديد الأهمية والعظمة ؛ ولذلك يقول لك في كتب العقائد وكتب التاريخ : كانوا يحفظون الطلبة في الكتاتيب حديث المسيح الدجال ؛ لأنه من أشراط الساعة ومن أهمها ، ويقول لأن المسيح الدجال يخرج على حين غفلة عن ذكره فكانوا يحفظوا الطلبة هكذا يحفظه (قل هو الله أحد) ويحفظه حديث المسيح الدجال يقول لا بد من أن تحفظ ، وفي الصلاة هكذا بعد التشهد سيدنا رسول الله كان يقول هكذا (اللهم إني أعوذ بك فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من فتنة المسيخ الدجال ، وأعوذ بك من المأثم والمغرم حتى جعلها ابن حزم من واجبات الصلاة تبطل الصلاة بدونها .

إذن لما جاء أبو الحسن الأشعري رحمه الله ونظرفي أبواب العقائد تجد أنه في كتاب الإبانة يقول : (أما بعد ، فهذا ما عليه الاعتقاد مما جرى عليه الصحابة والتابعون وسلف الأمة وإمام أهل السنة والجماعة أحمد ابن حنبل نضر الله وجهه ) هكذا في أول كتاب الإبانة مما يلفت نظرك الى هذا المنهج من أين استقرأ الأشعري العقائد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة

إذن انتبهوا الى شيء شديد الأهمية وهو عمل الأمة في اختيار العلوم المحررة التي ترتضيها ، مثل قضية الإجماع ، أي أن هذه الأمة المعصومة التي هي في جملتها ملتزمة بالحق لا تخرج عنه بضمان إلهي ، لأمر أراده الله من حيث إنها الأمة التي تحمل دين الله الى العالمين فلقد أراد الله لهذه الأمة ألا تنزلق غي الخطأ ، وأن تحدث فيها حركة علمية دائبة ونشيطة ومستمرة وغيورة وواسعة الاطلاع تقبل وترد وتنتقي وتختار وتنتخب وتنتقد وتصوب وتقوم ، هذه الحركة العلمية هي التي استقرت بها دواوين أهل الإسلام في العلوم المختلفة ، هي التي تم بها انتقاء المذاهب الأربعة في أبواب الفقه ،وطرحت بقية المذاهب ، رغم أنها مذاهب أئمة وكبار ومجتهدين أبن جرير الطبري والليث ابن سعد والأوزاعي أين مذاهبهم ؟ لا توجد .

نفس هذه الحركة التي حصل بها الانتقاء والانتخاب في كتب الحديث فأقروا الصحيحين ثم أقروا بقية الكتب الستة وهناك كتب هجرت وهناك أجزاء أميتت ، وهناك مؤلفات اندثرت .

نفس هذه الحركة التي تم بها الانتخاب والانتقاء والترشيح في أبواب العقائد ،فاطبقت الأمة على ما عليه أبو الحسن الأشعري ، ورفضوا ما سواه من مذهب المعتزلة والخوارج والجهمية والمجسمة وما شابه .

نفس هذه القضية حصلت في بقية علوم أهل الإسلام هكذا بنفس الطريقة .

إذن المجامع العلمية التي كانت في هذه الأمة عبر القرون قامت بواجب الوقت وما تركوا الأمور تتسع وتنفرط من بداياتها ، بل شرعوا يرقبون كلما طرأ جديد في البيئة العلمية وبدأ ينتشر تجد أن الأئمة والنقدا والحفاظ والجهابذة اساطين هذه الأمة وأراكينها وعظماؤها لا يسكتون عن باطل أبدا ، بل ينظرون فإن كان صوابا أقروه وإن كان باطلا قرعوه وردوه ، هذه الأمة وكذلك حدث نظيره في أبواب السلوك في كلام أبي القاسم الجنيد ، ولذلك تجد الإمام التاج رحمه الله وأهل السنة والجماعة على ما عليه الأمام أبو الحسن في ابواب العقائد ، وعلى ما عليه الإمام أبو القاسم الجنيد في أبواب السلوك ، ومن أبو القاسم الجنيد ؟

هو إمام أئمة السلوك والزهد والورع والتقوى ، وقد مثل الرجل كلمة اتفاق بين كل طوائف الأمة ، المعادي للتصوف والموافق للتصوف ، حتى ابن تيمية نفسه تجده أنه ينقل في مجموع الفتاوى عن أبي القاسم الجنيد ويعظمه ويجله ويفخمه ويقول : قال سيد الطائفة وإمام الزاهدين أبو القلسم الجنيد وينقل منه الكلام الطويل ويقره ، كما ينقل كلام الإمام عبد القدر الجيلاني ويثني عليه ثناءا فخما جدا وينقل منه بالصفحة والصفحتين محتجا ومن هو عبد القادر الجيلاني ؟ هو إمام الصوفية في زمانة ، وكان حنبليا ، وكان إمام الحنايلة في زمنه ، ويحكون هكذا في سيرته أنه لم يكن على مذهب أحمد ابن حنبل فنام ليلة فرأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم يقول له يا عبد القادر قم فانشر مذهب أحمد وقد كان الإمام عبد القادر الجيلاني في ذلك الوقت إماما متبوعا يتبع الألوف من الناس ، فاستيقظ وأعلن انتقاله الى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل فانتقل الة مذهب أحمد ما لا يقل خمسة آلاف من الناس محبة في الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى فانتشر مذهب أحمد حتى إن ابن قدامة صاحب المغني قرأ مختصر الخرقي في المذهب على الشيخ عبد القادر الجيلاني في عشرين يوم أو ثلاثين يوم أي أنه صار حلقة من حلقات المذهب الفقهي .

المقصود أن هناك عنصر خفي يغيب عن أذهانكم من عمل أئمة الأمة عبر القرون ، من أن هذه الأمة أمة مثل المء إذا بلغ الماء قلتين لا يحمل الخبث ، أي لا يبقى فيه خبث لا يتغير بل تغلبه الطهارة ، ولا تقر الأمة ولا تطبق ولا تتفق على أمر باطل أبدا ، الأحاديث هكذا إن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، كنتم خير أمة أخرجت للنا ، وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء ، وغيرها من الآيات والأحاديث .

إذن انتبهوا الى هذا الأمر وافهموه جيدا ، وابحثوا عنه في الكتب ، واستخرجوا اللمحات التي تشير إليه في التراجم الجزئية للعلماء ، وقدروا في أذهانكم أثر انتشار المسائل والأفكار والمذاهب عبر العصور ، يعني لا تظنن أبدا أن أئمة الأمة عبر ألف سنة وهؤلاء كم إمام ألف أو ألفان أو عشرة آلاف؟ هؤلاء ملايين ، هؤلاء الأمة بأكملها عبر العصور هل كانوا غافلين عن بطلان مذهب أبي الحسن الأشعري مثلا ثم انتبهت فضيلتك إليه، أن هذا المذهب ظهر أنه باطل مثلا ؟!

المقصود أن مذهب أبي الحسن الأشعري واجهة امة الإسلام في أبواب العقائد ، كما أن صحيح البخاري ومسلم واجهة أمة الإسلام في أبواب الحديث ، كما أن المذاهب الأربعة واجهة أمة الإسلام في أبواب الفروع والفقه ، كما أن أبا القاسم الجنيد وعبد القادر الجيلاني ، والحسن البصري واجهة أمة الإسلام في أبواب السلوك والتصوف .

وهي الأبواب الثلاثة أو الأربعة التي جاء بها حديث جبريل ، أنه قال له : ما الإسلام ؟ قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله ثم ذكر الصلاة والصوم والحج ، قال وما الإيمان ؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته ، قال وما الإحسان ؟ قال : كذا ....

قال العلماء : قضية الإسلام التي ذكر فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم جوامع العبادات من الصلاة والصوم والزكاة والحج والشهادتين وما يلتحق بها ، ما زالت فئة من الأمة تعتني بها ، وتوسع البحث فيها وتنظر في شروطها وأركانها ونواقضها ومبطلاتها ومستحباتها ومكروهاتها وآدابها وسننها وشيئا فشيئا على هذا الفرع من فروع حديث جبريل ينشأ علم الفقه .

وكذلك أبواب الإيمان ، قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ، قال هذا باب أخر عني به بعض العلماء فما زالوا يوسعون البحث فيه ويدللون عليه ويدفعون الشبه ، فنشأ علىهذا الفرع علم عرف باسم علم العقيدة أو علم الكلام .

الفرع الثالث قال: أن تعبد الله كأنك تراه فما زالت فئة من الأئمة الهداة ينظرون في هذا الفرع ويوسعون القول فيه ويستخرجون من القرآن والسن ما ينظمه وينمقه في تزكية النفس (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) حتى عرف هذا باسم علم السلوك أو التزكية

ولكن الحديث جاء بأربع أمور ، ولذلك كان بعض مشايخنا يقول : إن الإسلام قام على أربعة أركان ، فقالوا له كيف ؟ قال ها هو حديث جبريل جاء فيه جبريل يسأل عن الإسلام الإيمان والإحسان فتجد الأكثرين يقولون هكذا هذه هي أركان الدين الإسلام والإيمان والإحسان ، قال لكن انتبه جبريل سأل عن أربعة أشياء عن الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة ، رغم أن أشراط الساعة مدرجة ضمنا في باب الإيمان فقد فال له أن تؤمن بالله وملائكته واليوم الآخر ، قال لكن هذا فرع شديد الأهمية ، معيار الانضباط في حياة المؤمن ولا بد من ترقبه والاهتمام به ، فسأل جبريل عن أربعة أشياء الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة ، فلما أن انصرف جبريل قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) .

فدل على أن الدين مبني على هذه الأربعة فأخذ منها شيخنا المذكور أن أشراط الساعة أمر شديد الأهمية والعظمة ؛ ولذلك يقول لك في كتب العقائد وكتب التاريخ : كانوا يحفظون الطلبة في الكتاتيب حديث المسيح الدجال ؛ لأنه من أشراط الساعة ومن أهمها ، ويقول لأن المسيح الدجال يخرج على حين غفلة عن ذكره فكانوا يحفظوا الطلبة هكذا يحفظه (قل هو الله أحد) ويحفظه حديث المسيح الدجال يقول لا بد من أن تحفظ ، وفي الصلاة هكذا بعد التشهد سيدنا رسول الله كان يقول هكذا (اللهم إني أعوذ بك فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من فتنة المسيخ الدجال ، وأعوذ بك من المأثم والمغرم حتى جعلها ابن حزم من واجبات الصلاة تبطل الصلاة بدونها .

إذن لما جاء أبو الحسن الأشعري رحمه الله ونظرفي أبواب العقائد تجد أنه في كتاب الإبانة يقول : (أما بعد ، فهذا ما عليه الاعتقاد مما جرى عليه الصحابة والتابعون وسلف الأمة وإمام أهل السنة والجماعة أحمد ابن حنبل نضر الله وجهه ) هكذا في أول كتاب الإبانة مما يلفت نظرك الى هذا المنهج من أين استقرأ الأشعري العقائد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة وأئمة الأمة المتبوعين لا سيما أحمد ابن حنبل .

إذن إن الأشعري ما كان إلا حفيظا وأمينا على عقائد الأمة المتوارثة لم يخل بشيء منها من أبواب الشفاعة والحوض والميزان كما فعل المعتزلة ، لم يخض في أحد من الصحابة كما فعل الشيعة لم يخل بشيء من المسائل كمسألة مرتكب الكبيرة أو مفهوم الإيمان كما فعل الخوارج .

إذن فارق بين هذا وذاك ، إذن انتبهوا الى هذه القضية جيدا ، على مر العصور والأزمان وكلما انقرض جيل من أجيال الأمة نشأ جيل آخر ينظر في تلك الأبواب من العقائد فيقرها ، ويقول إنه على ما عليه أبو الحسن الأشعري ، لماذا ؟ أي ما هي حيثية أبي الحسن الأشعري ؟ مثل البخاري في الحديث ، ما قيمة البخاري في الحديث ؟ أولا جلالته في نفسه ، وعمق معرفته في هذا العلم ، وما فتحه الله له فيه مما لم يظفر به أحد قبله ، حتى طبقة مشايخه ، إسحاق بن راهويه أعجب بأن البخاري ألف التاريخ الكبير ، وأخذه الى أحد الأمراء ويقول له : هل رأيت السحر الحلال ؟ إذن كأن البخاري قد فتح له فتح معين لم يظفر به من قبل في هذا العلم رغم أنه تلقى على هؤلاء ، كذلك حدث مع أبي الحسن الأشعري ، كذلك حدث مع أبي حنيفة رغم أنه تلقى على حماد بالسند الى عبد الله ابن مسعود أين حلقة إسناد أبي حنيفة من مشايخ الذين تفقه بهم ؟ أئمة كبار لكنه له خصوصية له قدر زائد له فتح معين وعبقرية في فهم الشريعة زادت حتى على من قبله رغم أنه إنما فهم العلم منهم هكذا صنع الله في حفظ علوم هذه الأمة .

إذن هكذا ، ما منزلة أبي الحسن الأشعري في أبواب العقائد إلا كمنزلة البخاري ومسلم في أبواب الحديث ، إلا كمنزلة الأئمة الأربعة في أبواب الفقه ، الأئمة الأربعة من أين أخذنا أنهم هم المقصودون من العناية الإلهية بحفظهم على هذه الأمة ؟

أخذناها من إطباق الأمة على إتباعهم إلا قليل ، السادة الزيدية في اليمن لهم مذهب معين ، والإباضية لهم مذهب ، والإمامية لهم مذهب ، وبعض الظاهرية لهم مذهب ، ولكن أين باقي الأمة في كل أقطار الإسلام على المذاهب الأربعة، ملايين مملينة، تلك الأمة المعصومة التي لا تجتمع على ضلالة .

من أين أخذنا أن هذه المذاهب الأربعة مقصودة ومرادة ؟

من اتباع الأئمة لها ، يعني عبر العصور كان مذهب أبي حنيفة ينتمي إليه المئات في كل بلد بل الألوف بل عشرات الألوف في العصر الواحد من عصور الأمة من محدثين وأصوليين وففهاء ونحاة وبلاغيين ومنطقيين ومتكلمين ويراجعون المسائل ومآخذها ويدققون في كيفية استنباطها ويراجعون وراء الإمام والأئمة السابقين ، فتجد أنهم أقروا هذا المذهب وانتموا إليه ودققوا فيه وأضافوا إليه ، وبنوا عليه حدث هذا في المذاهب الأربعة في علم الفقه ، وحدث هذا في كلام أبي الحسن الأشعري في علم العقيدة ، وحدث هذا بالنسبة للبخاري في علم الحديث ، وحدث هذا في كلام الجنيد والجيلاني في أبواب السلوك .

إذن يا أصحاب الفضيلة التفتوا الى هذا الجانب ، وتأتي بعد ذلك فتجد أن الإمام ابن حجر رحمه الله والإمام النووي رحمه الله والإمام البيهقي رحمه الله أكابر علماء الإسلام عبر العصور ...

لا حول ولا قوة إلا بالله أذكر من ومن ....

الأمة .. الأمة بأكملها ، أنا أتنزل وأذكر لك أسماء من هنا وهناك ، لكن إرجع الى أي كتاب من كتب الطبقات من بعد أبي الحسن الأشعري ، لا تجد واحدا خالف عن مذهبه ولا خرج عنه ، والسبكي يقول لك هكذا في كتاب معيد النعم ومبيد النقم : (فتلك الأمة يد واحدة ـ الأمة بأكملها من شافعية ومالكية وأحناف وجمهور الحنابلة يد واحدة في العقيدة على ما عليه أبو الحسن الأشعري).

وهذه من غير مخالف إلا أفراد أو شذاذ هنا وهناك عبر التاريخ وقد أماتهم التاريخ ، لم يعد لهم ذكر ، فأذكر من أم من ...؟

أذكر لي أنت عالما ليس أشعريا ؟ بل إن العلماء لهم ملحظ جليل، يقول لك إن الإمام الحارث بن أسد المحاسبي وقد كان قبل الإمام الأشعري هل تعلم ما يقول لك في ترجمته ؟ يقول لك : (وهو من قدماء أصحابنا الأشاعرة!) أتعرف لماذا ؟

لأن الحارث المحاسبي تستطيع أن تجعله حلقة قبل الأشعري في تقرير العقائد إلا أن مجهوده لم يتم إنما هو الذي بدأ يقيم الأدله على العقائد بهذه الطريقة ، ثم جاء الأشعري فوسع هذا الأمر وعمقه ودقق فيه ، فلو أرد أن ترجع الى كلام المحاسبي لوجدت أنه يسير على نفس نمط الأشعري بنفس الطريقة في الاستنباط وفي الاحتجاج وفي نصرة مسائل الاعتقاد وفي التتدليل عليها .

يعني كأن قضية الأشعري لم تعد قضية شخصية يعني لم تعد القضية أو المسألة في شخص رجل يدعى الأشعري ، إنما صارت في منهج وجدنا هذا المنهج في كلام الحارث ابن أسد المحاسبي .

تقول لي وقبل هذا في أيام الصحابة والتابعين كان موجودا بالطريقة التي قلنا عنها الصحابة والتابعون نقلوا العقائد ولم يوجد في أزمانهم من الفتن ما يحتاجون معه الى إقامة الأدلة أو دفع الشبه ولما أن وجدت الشبه تصدروا للرد والمناقشة كما في ابن عباس ومناظرته للخوارج .



ثم بدأت الفتن تزيد فمست الحاجة الى جديد من استنباط أوجه اليقين الإقناع والبراهين والأدلة فبدأ ينشأ هذا المذهب الذي هو صيانة لأبواب العقائد كما قلنا مرارا من قبل وهناك كتاب لابن عساكر اسمه تببين كذب المفتري فيما نسب الى الأشعري .

سؤال ....

جيد تعال نشرح هذه المسألة لأنها مسألة دقيقة وقل من ينبه إليها صلي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعندكم نشاط للسماع أم لا ؟

نعم .. نعم .

كيف يصل إلينا أي مذهب من المذاهب يصل بأحد طريقين .

وانتبه أولا قبل أي كلام في البداية انتبه الى الفارق ما بين إمام المذهب وإمام المذهب ، أي ماذا ؟

يعني الإمام الشافعي رضي الله عنه إمام مجتهد وصاحب طريقة في فهم الأحكام ، والشافعي شخص لكن مذهب الشافعي ليس مرتبطا بالشخص بل هو مؤسسة متكاملة وهذه المؤسسة تشتمل على الأقل على عشرة ألاف إمام كلهم في وزن الشافعي ، هؤلاء العشرة آلاف إمام تضافروا جميعا وتواردوا على النظر في تلك الفروع التي جاء بها الشافعي فأقروها .

يعني أن الإمام من الأئمة الكبار المتبعين في أي علم من العلوم تصل إلينا مدرسته العلمية الاجتهادية بأحد طريقين :

الطريق الأول : مؤلفاته التي كتبها والتي أبان فيها عن توجهه العلمي وعن رؤيته في القضايا المختلفة ، هذا طريق .

الطريق الثاني : هو تلامذته ، يعني رب إمام لم يؤلف أصلا كما فعل أبو حنيفة فكيف يصل إلينا مذهبه عن طريق تلامذته ، ورب إمام ألف فكتب مذهبه كما فعل الشافعي في الأم وفي الرسالة ، لكن ما كان يكتبه الشافعي في كتاب الأم يختلف نوعا ما عن تلك المسائل التي كانت تجري أثناء الدرس والمباحثة بينه وبين تلامذته وأيهما أوثق وأدق ؟ التلامذة . لماذا ؟ لأنه كان يجري في مجلس الدرس والمباحثة والمناقشة والنظر والتدليل كان يجري من شرح أعماق المسائل ومراجعة كيفية استخراجها ومراحل النظر فيها ومن التنبه الى القيود التي قد تطرأ على المسألة ومن أحوالها المختلفة التي تطرأ عليها كان يتبين هذا كله في مجلس الدرس بما لا يكتبه الإمام أثناء التصنيف لآنه أثناء التصنيف يكتب رؤيته ، ثم قد يجري في مجلس الدرس من المناقشة والمباحثة ما يضيف الى القضية أو يقيدها أو يغيرها فيصل إلينا مذهب الإمام بأحد طريقين عن طريق الكتاب الذي ألفه ، وعن طريق تلامذته الذين جالسوه وباحثوه وناقشوه وراجعوا المسائل وراءه ودققوا معه واستخرجوا معه الأحكام وتعلموا منه كيف يناقشون ويبحثون وهكذا .

في الجيل الثاني من تلامذة هذا الإمام يبدأ المذ
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى