بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
هجوم التتار علي ديار الاسلام
صفحة 1 من اصل 1
هجوم التتار علي ديار الاسلام
ُأمة تمرض ولا كنها لا تموت
هجوم التتار علي ديار الاسلام
اصعب المحن في التاريخ الاسلامي
ـــــــــــــــــ
لم تتعرض امة الاسلام طوال تاريخها لمحنة ومصيبة مثل , مصيبة التتار فقد تكالبت الاحداث وتحالفت قوي , الشر ضد الاسلام والمسلمين
لقد تحالف التتار مع الروافض مع الصليبين من أجل ,القضاء علي الاسلام وأهله !!..
وهكذا فبعد أن هلك جنكيزخان عليه لعنة الله ,تولى إبنه منكوخان زعامة دولة التتار وهو يفكر في إسقاط الخلافة العباسية، واجتياح العراق، ثم بعد ذلك اجتياح الشام ومصر.. وكان منكوخان قائداً قوياً حازماً، لكن ساعده
الهالك جنكيز خان (صورة تخيلية)
بصورة أكبر إخوته الثلاثة الذين كانوا عوناً له في تحقيق أحلامه.. فأحد إخوته وهو أريق بوقا ظل معه في قراقورم العاصمة؛ ليدير معه الإمبراطورية الواسعة.. وأما الأخ الثاني قبيلاي فقد أوكل إليه إدارة الأقاليم الشرقية،
والتي تضم الصين وكوريا وما حولها من أقاليم.. وأما الأخ الثالث هولاكو فقد أصبح مسئولاً عن إدارة إقليم فارس وما حوله، مما يجعله في مواجهة الخلافة الإسلامية مباشرة.. ولا شك أن الجميع قد سمع عن اسم هولاكو قبل ذلك!!..
هولاكو هو الزعيم التتري السفاح.. الذي لا يمتلك أية نزعة إنسانية.. الرجل الذي كان لا يرتوي إلا بدماء البشر.. تماماً كسلفه جنكيزخان، لعنهما الله..
هولاكو.. شخصية من أبشع الشخصيات في تاريخ الأرض!!..
ولأنه كان موكلاً بقيادة إقليم فارس، فإن مجال عمله الرئيسي كان
البلاد الإسلامية.. وكانت معظم الدماء التي أراقها دماءً إسلامية.. ومعظم الآلام التي زرعها في قلوب البشر كانت في قلوب المسلمين.. وسبحان الله!.. كأن الحقد الذي كان في قلب هولاكو لم يكن كافياً لتدمير الأرض،
فقد تزوج امرأة لا تقل عنه حقداً وبطشاً وظلماً.. لقد تزوج من الأميرة المغولية طقزخاتون، وكانت امرأة قوية ذات نفوذ في البلاط المغولي، وكانت فوق ذلك قد انتقلت إلى النصرانية، وكانت شديدة التعصب لديانتها، وشديدة الكراهية للإسلام..
صورة للوحة زيتية قديمة تبين الجنود المغول
وهكذا اجتمع هولاكو مع زوجته طقزخاتون ليصبا جام غضبهما على الأمة الإسلامية.. وكان الهدف واضحاً في ذهن هولاكو.. إنه كان يريد بوضوح أن يُسقط بغدادعاصمة الخلافة العباسية، ثم يتجاوزها إلى ما بعدها..
ومنذ تسلم هولاكو قيادة قطاع فارس وهو يعد العدة لإسقاط الخلافة العباسية.. والحق أن إعداده كان مبهراً عظيماً.. بقدر ما كان رد فعل المسلمين لهذا الإعداد تافهاً حقيراً..
وإذا كان الوضع كذلك فلابد أن ينتصر
هولاكو على مناوئيه وإن كانوا مسلمين؛ ذلك لأن لله عز وجل سننًا لا تتبدل ولا تتغير، والذي يأخذ بأسباب النصر من أهل الدنيا يعطيه الله عز وجل وإن كان كافراً، والذي لا يُعد نفسه ليوم اللقاء لابد أن ينهزم وإن كان مسلماً..
(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها، وهم فيها لا يبخسون..)
وهكذا أراد هولاكو حياته الدنيا، وأعد لها إعداداً جيداً، فأخذ نصيبه من الدنيا ولم يُبخس منه شيئاً..
التحالف بين التتار والنصاري
بدأ التتار في محاولة عقد بعض الأحلاف السياسية مع بعض الأطراف وموازين القوى المختلفة، وذلك لضمان نجاح المهمة الكبيرة، وهو تغير كبير في السياسة التترية التي ما عرفت قبل ذلك تحالفاً ولا دبلوماسية..
وفي ظل ذالك استقبل منكوخان زعيم التتار سفارة صليبية أرسلت في سنة 651 هجرية من قبل لويس التاسع ملك فرنسا.. الذي ما يئس من إمكانية
التعاون مع التتار، وكان بالطبع يُكِنّ حقداً كبيراً على المسلمين لهزيمته في موقعة المنصورة سنة648 هجرية، (منذ ثلاث سنوات فقط)، وكان يتزعم السفارة راهب دومينيكاني اسمه وليم روبروك، ومَثُل فعلاً بين يدي منكوخان،
وبدأت المفاوضات للتعاون، ولكن سرعان ما فشلت هذه المفاوضات، والسبب أن منكوخان كان رجلاً صريحاً للغاية؛ فلم يكن دبلوماسيًّا بما يكفي لإبرام معاهدات أو عقد أحلاف إنما كان رجلاً بسيطاً واضحاً، مباشراً في كلامه، محدداً في رغباته..
لقد قال منكوخان في بداية مفاوضاته: إنه لا يقبل أن يكون في العالم سيد سواه!! وإنه لا يعرف كلمة صديق إنما يعرف كلمة تابع!!.. فأصدقاؤه هم من يتبعونه.. ويعلنون الولاء له والطاعة، وأعداؤه هم الذين يحاربونه، أو الذين لا يقبلون طاعته، وهؤلاء ليست بينه وبينهم مفاوضات، إنما لهم السيف والإبادة..
سياسة بسيطة جداً!!.. سياسة القطب الواحد في العالم!!..
يقسم العالم إلى دولة صديقة أي: تابعة.. ودولة مارقة أي: معادية!..
وبالطبع رفض ملك فرنسا أن يتحالف على أساس هذا الشرط، ومن ثم فشلت المفاوضات الأولى بين التتار وبين نصارى غرب أوروبا..
وإذا كان نصارى غرب أوروبا وملوكها القدماء يرفضون التعاون مع منكوخان على أساس التبعية فهناك من الملوك الآخرين من يقبل بذلك، ويعتبره نوعاً من الواقعية..
لذا فكر هيثوم ملك أرمينيا النصرانية في التحالف مع التتار على أساس التبعية كما يريد منكوخان؛ فملك أرمينيا يعلم قوة التتار؛ إن بلاده قد دُمِّرت
من قبل على أيديهم في عهد جنكيزخان ثم في عهد أوكيتاي.. كما يعلم أن دولته ضعيفة هزيلة لا تقارن بأي حال من الأحوال مع دولة التتار؛ فمساحة أرمينيا أقل من 30 ألف كيلومتر مربع.. ويعلم ملك أرمينيا أخيرًا أنه
محصور بين قوات التتار من جهة وقوات المسلمين من جهة أخرى، والعداء قديم جداً بينه وبين المسلمين، وهو يتحرق شوقاً لغزو بلاد المسلمين وإسقاط الخلافة العباسية، وإن لم يقبل الآن بالتبعية للتتار فسيرغم عليها غداً، وساعتها سيفقد ملكه بلا ثمن..
كل هذا دفع هيثوم ملك أرمينيا أن يذهب بنفسه لمقابلة منكوخان في قراقورم عاصمة المغول.. ويبدو أن منكوخان قد بدأ يتعلم طرق السياسة،
وبدأ يتعلم الاعتماد على المظاهر والكلمات المنمقة المختارة، فقد أقام منكوخان احتفالاً كبيراً، واستقبالاً رسمياً مهيباً لهيثوم ملك أرمينيا، وعامله كملك لا كتابع، وإن كانت كل بنود الاتفاق بينهما لا تصلح إلا بين سيد وتابع، لا ملك وملك..
فبعد الاستقبال الحافل لملك أرمينيا (الذي قدم نفسه على أنه من رعايا منكوخان).. بدأ منكوخان يعطي وعوداً كبيرة وهدايا عظيمة إلى هذا الملك، وهو يشتري بذلك ولاءه وتبعيته.. فماذا أعطاه منكوخان؟..
لقد أعطاه ما يلي:
1ـ ضمان سلامة الممتلكات الشخصية للملك هيثوم ..
2ـ إعفاء كل الكنائس المسيحية والأديرة من الضرائب..
3ـ مساعدة الأرمن في استرداد المدن التي أخذها السلاجقة المسلمون منهم خلال الحروب التي دارت بينهم..
4ـ اعتبار ملك أرمينيا هو كبير مستشاري الخاقان الكبير "منكوخان" فيما يختص بشئون غرب آسيا..
وهكذا سعد ملك أرمينيا هيثوم بقربه من ملك التتار..
وسارع أمير أنطاكيه اكبر الامارات الصليبية بوهمند إلي التحالف مع ملك التتار وإنضم إليه بكل ما يملكه من قوات ليكون خنجرا في خاصرة الامة الاسلامية ....
سعى منكوخان أيضاً إلى عقد بعض الاتفاقات مع نصارى الشام والعراق، وهؤلاء ليسوا من الأمراء أو الملوك، ولكنهم من النصارى الذين يعيشون في كنف الإمارات الإسلامية في الشام، أو في الخلافة العباسية في العراق..
وهذه
بالطبع لم تكن اتفاقات رسمية ولا معلنة، وإنما كانت اتفاقات سرية مع بعض رؤوس النصارى، ومع بعض القساوسة، وذلك لتسهيل مهمة دخول التتار إلى هذه البلاد، ولنقل الأخبار من وإلى التتار..
وقد نجح منكوخان فعلاً في الوصول إلى عدد كبير من هؤلاء النصارى، وعلى رأسهم بطريرك بغداد شخصياً وكان اسمه ماكيكا، وكان عاملاً مساعداً هاماً في دخول بغداد..
عقد منكوخان أيضاً معاهدات مع مملكة الكرج النصرانية (في جورجيا الآن).. ومع أن تاريخ التتار مع مملكة الكرج كان تاريخاً أسود، إلا أن تاريخ الكرج مع المسلمين لم يكن أقل سواداً؛ ومن ثم فضل نصارى الكرج التعاون
مع عدوهم الجديد التتار ضد عدوهم القديم المسلمين؛ وذلك لأمرين.. الأول: هو أن التتار لهم القوة الأعلى، ويغلب على الظن جداً أن ينتصروا، وثانياً: لأن الحرب بين النصارى والمسلمين حرب عقائدية أبدية كما ذكرنا من
قبل، والكراهية أصيلة بين الطرفين، ولا تغير في العقيدة، ولذلك لا تغير في الكراهية.. وغياب الكراهية لن يكون إلا بغياب العقيدة.. قال تعالى:
( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ..)
هجوم التتار علي ديار الاسلام
اصعب المحن في التاريخ الاسلامي
ـــــــــــــــــ
لم تتعرض امة الاسلام طوال تاريخها لمحنة ومصيبة مثل , مصيبة التتار فقد تكالبت الاحداث وتحالفت قوي , الشر ضد الاسلام والمسلمين
لقد تحالف التتار مع الروافض مع الصليبين من أجل ,القضاء علي الاسلام وأهله !!..
وهكذا فبعد أن هلك جنكيزخان عليه لعنة الله ,تولى إبنه منكوخان زعامة دولة التتار وهو يفكر في إسقاط الخلافة العباسية، واجتياح العراق، ثم بعد ذلك اجتياح الشام ومصر.. وكان منكوخان قائداً قوياً حازماً، لكن ساعده
الهالك جنكيز خان (صورة تخيلية)
بصورة أكبر إخوته الثلاثة الذين كانوا عوناً له في تحقيق أحلامه.. فأحد إخوته وهو أريق بوقا ظل معه في قراقورم العاصمة؛ ليدير معه الإمبراطورية الواسعة.. وأما الأخ الثاني قبيلاي فقد أوكل إليه إدارة الأقاليم الشرقية،
والتي تضم الصين وكوريا وما حولها من أقاليم.. وأما الأخ الثالث هولاكو فقد أصبح مسئولاً عن إدارة إقليم فارس وما حوله، مما يجعله في مواجهة الخلافة الإسلامية مباشرة.. ولا شك أن الجميع قد سمع عن اسم هولاكو قبل ذلك!!..
هولاكو هو الزعيم التتري السفاح.. الذي لا يمتلك أية نزعة إنسانية.. الرجل الذي كان لا يرتوي إلا بدماء البشر.. تماماً كسلفه جنكيزخان، لعنهما الله..
هولاكو.. شخصية من أبشع الشخصيات في تاريخ الأرض!!..
ولأنه كان موكلاً بقيادة إقليم فارس، فإن مجال عمله الرئيسي كان
البلاد الإسلامية.. وكانت معظم الدماء التي أراقها دماءً إسلامية.. ومعظم الآلام التي زرعها في قلوب البشر كانت في قلوب المسلمين.. وسبحان الله!.. كأن الحقد الذي كان في قلب هولاكو لم يكن كافياً لتدمير الأرض،
فقد تزوج امرأة لا تقل عنه حقداً وبطشاً وظلماً.. لقد تزوج من الأميرة المغولية طقزخاتون، وكانت امرأة قوية ذات نفوذ في البلاط المغولي، وكانت فوق ذلك قد انتقلت إلى النصرانية، وكانت شديدة التعصب لديانتها، وشديدة الكراهية للإسلام..
صورة للوحة زيتية قديمة تبين الجنود المغول
وهكذا اجتمع هولاكو مع زوجته طقزخاتون ليصبا جام غضبهما على الأمة الإسلامية.. وكان الهدف واضحاً في ذهن هولاكو.. إنه كان يريد بوضوح أن يُسقط بغدادعاصمة الخلافة العباسية، ثم يتجاوزها إلى ما بعدها..
ومنذ تسلم هولاكو قيادة قطاع فارس وهو يعد العدة لإسقاط الخلافة العباسية.. والحق أن إعداده كان مبهراً عظيماً.. بقدر ما كان رد فعل المسلمين لهذا الإعداد تافهاً حقيراً..
وإذا كان الوضع كذلك فلابد أن ينتصر
هولاكو على مناوئيه وإن كانوا مسلمين؛ ذلك لأن لله عز وجل سننًا لا تتبدل ولا تتغير، والذي يأخذ بأسباب النصر من أهل الدنيا يعطيه الله عز وجل وإن كان كافراً، والذي لا يُعد نفسه ليوم اللقاء لابد أن ينهزم وإن كان مسلماً..
(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها، وهم فيها لا يبخسون..)
وهكذا أراد هولاكو حياته الدنيا، وأعد لها إعداداً جيداً، فأخذ نصيبه من الدنيا ولم يُبخس منه شيئاً..
التحالف بين التتار والنصاري
بدأ التتار في محاولة عقد بعض الأحلاف السياسية مع بعض الأطراف وموازين القوى المختلفة، وذلك لضمان نجاح المهمة الكبيرة، وهو تغير كبير في السياسة التترية التي ما عرفت قبل ذلك تحالفاً ولا دبلوماسية..
وفي ظل ذالك استقبل منكوخان زعيم التتار سفارة صليبية أرسلت في سنة 651 هجرية من قبل لويس التاسع ملك فرنسا.. الذي ما يئس من إمكانية
التعاون مع التتار، وكان بالطبع يُكِنّ حقداً كبيراً على المسلمين لهزيمته في موقعة المنصورة سنة648 هجرية، (منذ ثلاث سنوات فقط)، وكان يتزعم السفارة راهب دومينيكاني اسمه وليم روبروك، ومَثُل فعلاً بين يدي منكوخان،
وبدأت المفاوضات للتعاون، ولكن سرعان ما فشلت هذه المفاوضات، والسبب أن منكوخان كان رجلاً صريحاً للغاية؛ فلم يكن دبلوماسيًّا بما يكفي لإبرام معاهدات أو عقد أحلاف إنما كان رجلاً بسيطاً واضحاً، مباشراً في كلامه، محدداً في رغباته..
لقد قال منكوخان في بداية مفاوضاته: إنه لا يقبل أن يكون في العالم سيد سواه!! وإنه لا يعرف كلمة صديق إنما يعرف كلمة تابع!!.. فأصدقاؤه هم من يتبعونه.. ويعلنون الولاء له والطاعة، وأعداؤه هم الذين يحاربونه، أو الذين لا يقبلون طاعته، وهؤلاء ليست بينه وبينهم مفاوضات، إنما لهم السيف والإبادة..
سياسة بسيطة جداً!!.. سياسة القطب الواحد في العالم!!..
يقسم العالم إلى دولة صديقة أي: تابعة.. ودولة مارقة أي: معادية!..
وبالطبع رفض ملك فرنسا أن يتحالف على أساس هذا الشرط، ومن ثم فشلت المفاوضات الأولى بين التتار وبين نصارى غرب أوروبا..
وإذا كان نصارى غرب أوروبا وملوكها القدماء يرفضون التعاون مع منكوخان على أساس التبعية فهناك من الملوك الآخرين من يقبل بذلك، ويعتبره نوعاً من الواقعية..
لذا فكر هيثوم ملك أرمينيا النصرانية في التحالف مع التتار على أساس التبعية كما يريد منكوخان؛ فملك أرمينيا يعلم قوة التتار؛ إن بلاده قد دُمِّرت
من قبل على أيديهم في عهد جنكيزخان ثم في عهد أوكيتاي.. كما يعلم أن دولته ضعيفة هزيلة لا تقارن بأي حال من الأحوال مع دولة التتار؛ فمساحة أرمينيا أقل من 30 ألف كيلومتر مربع.. ويعلم ملك أرمينيا أخيرًا أنه
محصور بين قوات التتار من جهة وقوات المسلمين من جهة أخرى، والعداء قديم جداً بينه وبين المسلمين، وهو يتحرق شوقاً لغزو بلاد المسلمين وإسقاط الخلافة العباسية، وإن لم يقبل الآن بالتبعية للتتار فسيرغم عليها غداً، وساعتها سيفقد ملكه بلا ثمن..
كل هذا دفع هيثوم ملك أرمينيا أن يذهب بنفسه لمقابلة منكوخان في قراقورم عاصمة المغول.. ويبدو أن منكوخان قد بدأ يتعلم طرق السياسة،
وبدأ يتعلم الاعتماد على المظاهر والكلمات المنمقة المختارة، فقد أقام منكوخان احتفالاً كبيراً، واستقبالاً رسمياً مهيباً لهيثوم ملك أرمينيا، وعامله كملك لا كتابع، وإن كانت كل بنود الاتفاق بينهما لا تصلح إلا بين سيد وتابع، لا ملك وملك..
فبعد الاستقبال الحافل لملك أرمينيا (الذي قدم نفسه على أنه من رعايا منكوخان).. بدأ منكوخان يعطي وعوداً كبيرة وهدايا عظيمة إلى هذا الملك، وهو يشتري بذلك ولاءه وتبعيته.. فماذا أعطاه منكوخان؟..
لقد أعطاه ما يلي:
1ـ ضمان سلامة الممتلكات الشخصية للملك هيثوم ..
2ـ إعفاء كل الكنائس المسيحية والأديرة من الضرائب..
3ـ مساعدة الأرمن في استرداد المدن التي أخذها السلاجقة المسلمون منهم خلال الحروب التي دارت بينهم..
4ـ اعتبار ملك أرمينيا هو كبير مستشاري الخاقان الكبير "منكوخان" فيما يختص بشئون غرب آسيا..
وهكذا سعد ملك أرمينيا هيثوم بقربه من ملك التتار..
وسارع أمير أنطاكيه اكبر الامارات الصليبية بوهمند إلي التحالف مع ملك التتار وإنضم إليه بكل ما يملكه من قوات ليكون خنجرا في خاصرة الامة الاسلامية ....
سعى منكوخان أيضاً إلى عقد بعض الاتفاقات مع نصارى الشام والعراق، وهؤلاء ليسوا من الأمراء أو الملوك، ولكنهم من النصارى الذين يعيشون في كنف الإمارات الإسلامية في الشام، أو في الخلافة العباسية في العراق..
وهذه
بالطبع لم تكن اتفاقات رسمية ولا معلنة، وإنما كانت اتفاقات سرية مع بعض رؤوس النصارى، ومع بعض القساوسة، وذلك لتسهيل مهمة دخول التتار إلى هذه البلاد، ولنقل الأخبار من وإلى التتار..
وقد نجح منكوخان فعلاً في الوصول إلى عدد كبير من هؤلاء النصارى، وعلى رأسهم بطريرك بغداد شخصياً وكان اسمه ماكيكا، وكان عاملاً مساعداً هاماً في دخول بغداد..
عقد منكوخان أيضاً معاهدات مع مملكة الكرج النصرانية (في جورجيا الآن).. ومع أن تاريخ التتار مع مملكة الكرج كان تاريخاً أسود، إلا أن تاريخ الكرج مع المسلمين لم يكن أقل سواداً؛ ومن ثم فضل نصارى الكرج التعاون
مع عدوهم الجديد التتار ضد عدوهم القديم المسلمين؛ وذلك لأمرين.. الأول: هو أن التتار لهم القوة الأعلى، ويغلب على الظن جداً أن ينتصروا، وثانياً: لأن الحرب بين النصارى والمسلمين حرب عقائدية أبدية كما ذكرنا من
قبل، والكراهية أصيلة بين الطرفين، ولا تغير في العقيدة، ولذلك لا تغير في الكراهية.. وغياب الكراهية لن يكون إلا بغياب العقيدة.. قال تعالى:
( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ..)
مواضيع مماثلة
» فائدة في حكم دخول ديار المعذبين
» حقيقة هجوم الشيعة على مسلسل "الحسن والحسين"
» لدعوة الى الاسلام
» خلق الامانه فى الاسلام
» الرحمه فى الاسلام
» حقيقة هجوم الشيعة على مسلسل "الحسن والحسين"
» لدعوة الى الاسلام
» خلق الامانه فى الاسلام
» الرحمه فى الاسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin