بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 31 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 31 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
فصل ( في الصبر والصابرين وفوائد المصائب والشدائد ) .
صفحة 1 من اصل 1
فصل ( في الصبر والصابرين وفوائد المصائب والشدائد ) .
ue]ص: 187 ] فصل ( في الصبر والصابرين وفوائد المصائب والشدائد ) .
قال الله تعالى : { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } .
إلى غير ذلك من الآيات . وصح عنه الأمر بالصبر في أحاديث . وروى أحمد ومسلم وغيرهما من حديث أم سلمة : { ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : { إنا لله وإنا إليه راجعون } اللهم اؤجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها } .
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد { ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر } وخير مرفوع خبر مبتدإ محذوف تقديره هو خير . وروي " خيرا " قال : { واعلم أن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا } .
فإذا علم العبد أنه وما يملكه لله سبحانه حقيقة ; لأنه أوجده من عدم ويعدمه أيضا ويحفظه في حال وجوده ، ولا يتصرف فيه العبد إلا بما يتاح له وأن مرجعه إلى الله ، ولا بد فردا كما قال تعالى : { ويأتينا فردا } . ue]ص: 188 ]
وقوله { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون } .
وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . كما قاله وكما قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } .
وإن الله لو شاء جعل مصيبته أعظم مما هي ، وإنه إن صبر أخلف الله عليه أعظم من فوات مصيبته ، وإن المصيبة لا تختص به فيتأسى بأهل المصائب ، ومصيبة بعضها أعظم ، وإن سرور الدنيا مع قلته وانقطاعه منغص .
وقد روي عن ابن مسعود قال : لكل فرحة ترحة ، وما ملئ بيت فرحا إلا ملئ ترحا وقال ابن سيرين رحمه الله : ما كان ضحك قط إلا كان بعده بكاء . وقد شاهد الناس من تغير الدنيا بأهلها في أسرع ما يكون العجائب .
وقالت هند بنت النعمان بن المنذر : لقد رأيتنا ونحن من أعز الناس وأشدهم ملكا ، ثم لم تغب الشمس حتى رأيتنا ونحن من أقل الناس ، وإنه حق على الله أن لا يملأ دارا حيرة إلا ملأها عبرة ، وبكت أختها حرقة بنت النعمان يوما وهي في عزها فقيل : ما يبكيك لعل أحدا آذاك ؟ قالت : لا ، ولكن رأيت غضارة في أهلي وقلما امتلأت دار سرورا إلا امتلأت حزنا .
والغضارة طيب العيش يقول : بنو فلان مغضورون وقد غضرهم الله وإنهم لفي غضارة من العيش ، وفي غضراء من العيش أي : ue]ص: 189 ] في خصب وخير قال الأصمعي : لا يقال : أباد الله غضراءهم ، ولكن أباد الله غضراهم ، أي هلك خيرهم وغضارتهم .
وقالت حرقة أيضا : ما نحن فيه اليوم خير مما كنا فيه بالأمس . إنا نجد في الكتب أنه ليس من أهل بيت يعيشون في حيرة ، إلا سيعقبون بعدها غبرة . وإن الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بطن لهم بيوم يكرهونه ، ثم قالت :
تنصف أي خدم وعلم العبد أن الجزع لا يرد المصيبة بل هو مرض يزيدها ، وإنه يسر عدوه ويسيء محبه ، وإن فوات ثوابها بالجزع أعظم منها ، ومنه بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده واسترجاعه .
وفي البخاري عن أبي هريرة مرفوعا { يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة } وفيالترمذي وقال غريب عن جابر مرفوعا : { يود ناس يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا ، لما يرون من ثواب أهل البلاء } .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا { ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه } . وعن ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال { قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال : الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض وليس عليه خطيئة } وعن أبي هريرة { بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة }صححهما الترمذي وروى الثاني مالك وأحمد . ورويا أيضا والبخاري عن أبي هريرة مرفوعا : { من أراد الله به خيرا يصيب منه } . ue]ص: 190 ]وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن } ورواه مسلم ولأحمد عن أنس مرفوعا { عجبت للمؤمن ، إن الله تبارك وتعالى لم يقض له قضاء إلا كان خيرا له } . وعن أبي سعيد مرفوعا { أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ، إن كان أحدهم ليفرح بالبلاء ، كما يفرح أحدكم بالرخاء } مختصر من ابن ماجه . وعن شداد مرفوعا { يقول الله عز وجل : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته ، فإنه يقوم من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا } رواه أحمد . وعن محمد بن إسحاق من أهل الشام يقال له : منظور عن عمه عامر مرفوعا { إن المؤمن إذا أصابه سقم ثم أعفاه الله منه ، كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل ، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه ، فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه } رواه أبو داود ، ولمسلم من حديث عائشة { ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها ، إلا رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة }
وما كفى إن فات حتى عصى بذلك لأنه أسخط ربه ، وفوات لذة عاقبة الصبر واحتسابه أعظم مما أصيب به ، لو بقي وعلم أن في الله خلفا ودركا فرجا الخلف منه .
وقد روى الشافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي سمعوا قائلا يقول : إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب ، وعلم العبد أن حظه من المصيبة ما يحدثه من خير وشر ، وعن محمود بن لبيدمرفوعا { إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط } إسناده جيد ، وهو إسناد حديث { إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا} ولذاك إسناد آخر . قال البخاري وغيره في محمود له صحبة وقال أبو حاتم وغيره : لا صحبة له رواه الترمذي وأحمد وزاد { ومن جزع ue]ص: 191 ] فله الجزع } .
وعن أنس مرفوعا { إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط } وعنه أيضا {إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه حتى يوافي ربه يوم القيامة } رواهما الترمذي وقال : حسن غريب .
وروى ابن ماجه الأول وروى أحمد الثاني من حديث عبد الله بن مغفل ، وعلم أن آخر أمره الصبر ، وهو مثاب ، وفي الصحيحين من حديث أنس { إنما الصبر عند الصدمة الأولى } وقال الأشعث بن قيس : إنك إن صبرت إيمانا واحتسابا وإلا سلوت البهائم ، وعلم أن الذي ابتلاه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ليمتحن صبره ويسمع تضرعه ، ويخوفه قال الله تعالى : { ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } وقال تعالى {وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون } .
قال الله تعالى : { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } .
إلى غير ذلك من الآيات . وصح عنه الأمر بالصبر في أحاديث . وروى أحمد ومسلم وغيرهما من حديث أم سلمة : { ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : { إنا لله وإنا إليه راجعون } اللهم اؤجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها } .
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد { ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر } وخير مرفوع خبر مبتدإ محذوف تقديره هو خير . وروي " خيرا " قال : { واعلم أن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا } .
فإذا علم العبد أنه وما يملكه لله سبحانه حقيقة ; لأنه أوجده من عدم ويعدمه أيضا ويحفظه في حال وجوده ، ولا يتصرف فيه العبد إلا بما يتاح له وأن مرجعه إلى الله ، ولا بد فردا كما قال تعالى : { ويأتينا فردا } . ue]ص: 188 ]
وقوله { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون } .
وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . كما قاله وكما قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } .
وإن الله لو شاء جعل مصيبته أعظم مما هي ، وإنه إن صبر أخلف الله عليه أعظم من فوات مصيبته ، وإن المصيبة لا تختص به فيتأسى بأهل المصائب ، ومصيبة بعضها أعظم ، وإن سرور الدنيا مع قلته وانقطاعه منغص .
وقد روي عن ابن مسعود قال : لكل فرحة ترحة ، وما ملئ بيت فرحا إلا ملئ ترحا وقال ابن سيرين رحمه الله : ما كان ضحك قط إلا كان بعده بكاء . وقد شاهد الناس من تغير الدنيا بأهلها في أسرع ما يكون العجائب .
وقالت هند بنت النعمان بن المنذر : لقد رأيتنا ونحن من أعز الناس وأشدهم ملكا ، ثم لم تغب الشمس حتى رأيتنا ونحن من أقل الناس ، وإنه حق على الله أن لا يملأ دارا حيرة إلا ملأها عبرة ، وبكت أختها حرقة بنت النعمان يوما وهي في عزها فقيل : ما يبكيك لعل أحدا آذاك ؟ قالت : لا ، ولكن رأيت غضارة في أهلي وقلما امتلأت دار سرورا إلا امتلأت حزنا .
والغضارة طيب العيش يقول : بنو فلان مغضورون وقد غضرهم الله وإنهم لفي غضارة من العيش ، وفي غضراء من العيش أي : ue]ص: 189 ] في خصب وخير قال الأصمعي : لا يقال : أباد الله غضراءهم ، ولكن أباد الله غضراهم ، أي هلك خيرهم وغضارتهم .
وقالت حرقة أيضا : ما نحن فيه اليوم خير مما كنا فيه بالأمس . إنا نجد في الكتب أنه ليس من أهل بيت يعيشون في حيرة ، إلا سيعقبون بعدها غبرة . وإن الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بطن لهم بيوم يكرهونه ، ثم قالت :
فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة نتنصف فأف لدنيا لا يدوم نعيمها
تقلب تارات بنا وتصرف
تقلب تارات بنا وتصرف
تنصف أي خدم وعلم العبد أن الجزع لا يرد المصيبة بل هو مرض يزيدها ، وإنه يسر عدوه ويسيء محبه ، وإن فوات ثوابها بالجزع أعظم منها ، ومنه بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده واسترجاعه .
وفي البخاري عن أبي هريرة مرفوعا { يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة } وفيالترمذي وقال غريب عن جابر مرفوعا : { يود ناس يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا ، لما يرون من ثواب أهل البلاء } .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا { ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه } . وعن ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال { قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال : الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض وليس عليه خطيئة } وعن أبي هريرة { بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة }صححهما الترمذي وروى الثاني مالك وأحمد . ورويا أيضا والبخاري عن أبي هريرة مرفوعا : { من أراد الله به خيرا يصيب منه } . ue]ص: 190 ]وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن } ورواه مسلم ولأحمد عن أنس مرفوعا { عجبت للمؤمن ، إن الله تبارك وتعالى لم يقض له قضاء إلا كان خيرا له } . وعن أبي سعيد مرفوعا { أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ، إن كان أحدهم ليفرح بالبلاء ، كما يفرح أحدكم بالرخاء } مختصر من ابن ماجه . وعن شداد مرفوعا { يقول الله عز وجل : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته ، فإنه يقوم من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا } رواه أحمد . وعن محمد بن إسحاق من أهل الشام يقال له : منظور عن عمه عامر مرفوعا { إن المؤمن إذا أصابه سقم ثم أعفاه الله منه ، كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل ، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه ، فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه } رواه أبو داود ، ولمسلم من حديث عائشة { ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها ، إلا رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة }
وما كفى إن فات حتى عصى بذلك لأنه أسخط ربه ، وفوات لذة عاقبة الصبر واحتسابه أعظم مما أصيب به ، لو بقي وعلم أن في الله خلفا ودركا فرجا الخلف منه .
وقد روى الشافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي سمعوا قائلا يقول : إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب ، وعلم العبد أن حظه من المصيبة ما يحدثه من خير وشر ، وعن محمود بن لبيدمرفوعا { إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط } إسناده جيد ، وهو إسناد حديث { إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا} ولذاك إسناد آخر . قال البخاري وغيره في محمود له صحبة وقال أبو حاتم وغيره : لا صحبة له رواه الترمذي وأحمد وزاد { ومن جزع ue]ص: 191 ] فله الجزع } .
وعن أنس مرفوعا { إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط } وعنه أيضا {إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه حتى يوافي ربه يوم القيامة } رواهما الترمذي وقال : حسن غريب .
وروى ابن ماجه الأول وروى أحمد الثاني من حديث عبد الله بن مغفل ، وعلم أن آخر أمره الصبر ، وهو مثاب ، وفي الصحيحين من حديث أنس { إنما الصبر عند الصدمة الأولى } وقال الأشعث بن قيس : إنك إن صبرت إيمانا واحتسابا وإلا سلوت البهائم ، وعلم أن الذي ابتلاه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ليمتحن صبره ويسمع تضرعه ، ويخوفه قال الله تعالى : { ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } وقال تعالى {وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون } .
مواضيع مماثلة
» فضل الصبر 2
» في التأسي ببعض ما كان يفعله الصحابة و التابعون إذا نزلت بهم المصائب
» ليلة النصف من شعبان فضائل وفوائد
» تركت صيام شهر رمضان هذا العام ، وكنت أظن أن الله هو سبب كل المصائب التي أصاب بها ، فهل لي
» غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم دروس وعبر وفوائد حمل الان
» في التأسي ببعض ما كان يفعله الصحابة و التابعون إذا نزلت بهم المصائب
» ليلة النصف من شعبان فضائل وفوائد
» تركت صيام شهر رمضان هذا العام ، وكنت أظن أن الله هو سبب كل المصائب التي أصاب بها ، فهل لي
» غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم دروس وعبر وفوائد حمل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin