ليلة النصف من شعبان فضائل وفوائد

من طرف الدعم الفنى الإثنين 24 يونيو 2013, 5:41 am

ليلة النصف من شعبان فضائل وفوائد
............................
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد ةعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
فإننا بحاجة إلى أن ننتهز فرص تجليات الله تعالى على عباد الله بالرحمة، وما ذاك إلا لأن الكثير منا مثقلون بالأوزار، ولسنا نملك والحالة هذه سوى أن نغتنم الأوقات التي أنبأ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي يتجلى الله عز وجل فيها على عباده بالرحمة، ليس لنا من سبيل إلا أن ننتهز هذه الفرص لنتعرض لرحمة الله، ومغفرته، وإكرامه،
فقد روى الإمام الطبراني في معجمه الكبير بسند حسنه الألباني عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ»
وإذا كان شهر شعبان له فضله الذي لا ينكر والذي يكفي في تعريفنا به ما رواه الإمام النسائي وغيره بسند حسن عن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟ قَالَ « ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ».
فإن ليلة النصف منه هي ذؤابته ، فهي ليلة عظيمة القدر ، مليئة بالنفحات والبركات ، حيث يتجلى الله فيها على خلقه ويغفر لكل الناس إلا من أبى ووضع حول نفسه سياجا من فساد العقيدة أو سواد القلب على المسلمين ، يغفر لهم دون سؤال منهم ، بشرط أن يكونوا قبلها مهيئين لهذه المغفرة .
وفي هذا روى ابن ماجه وابن حبان عن أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل بسند صحيح أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ »
يطلع الله عليهم اطلاع رحمة ومغفرة ، فيغفر لكل الناس إلا لمشرك أو مشاحن ، فاحذر أخي المسلم أن تقع في أي نوع من أنواع الشرك ، فإن أمره عظيم وإن خطره جسيم ، قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }ويقول في آية أخرى { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } فاحذر الكهنة والعرافين ، احذر التعلق بالبشر والمخلوقين ، احذر أن تدعو المقبورين فإن ذلك يحرمك مغفرة رب العالمين .
وإن أردت المغفرة من الله في هذه الليلة فعليك مع البعد عن الشرك أن تغفر للناس ، وأن لا تطوي صدرك على الحقد عليهم فلم تهجر أخاك والدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة
وهذا ما ورد صحيحا في ليلة النصف من شعبان ، ولذا لا يجوز تخصيص يومها بصيام ولا ليلها بقيام ؛ لأن ذلك لم يرد عن خير الأنام صلى الله عليه وسلم.
وحري بنا في ليلة النصف أن نتذكر أن تحويل القبلة كان في هذه الليلة ، هذه القبلة التي تظهر بوضوح أن الأمة الإسلامية أمة هداية وإرشاد ، أمة الخير والعدل ، فقد جمعت بين قبلتين عظيمتين ، قبلة إبراهيم وأتباعه ، وقبله موسى وإخوانه، فأمة الإسلام وسط في الشكل وفي المضمون ، ومن ثم قال الله معللاً ذلك الحدث {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا)
كما أن تحويل القبلة يبين لنا سرعة الاستجابة لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، يظهر هذا من تحول الصحابة الذين بلغهم خبر تحويل القبلة ، فقد تحولوا وهم في صلاتهم من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ، روى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ «بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ »
بل أكثر من هذا روى الإمام الطبراني في معجمه الكبير بسند قال عنه الهيثمي رجاله موثقون ، عن تويلة بنت أسلم وهي من المبايعات قالت : إنا لبمقامنا نصلي في بني حارثة ، فقال عباد بن بشر بن قيظي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل بيت الحرام أو الكعبة ، فتحول الرجال مكان النساء ، والنساء مكان الرجال ، فصلوا السجدتين الباقيتين نحو الكعبة .
هكذا يكون الامتثال وبهذه الصورة يتلقى المسلم أحكام دينه ، تصديق تام واستجابة مباشرة وعمل فوري .
ونستشف من هذا الموقف كذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم عدول ، فبمجرد أن أخبر أحدهم المصلين لم يتوقفوا في خبرهم ولم ينتظروا حتى يتبينوا صدقه ، وما ذاك إلا لأنه قد استقر في نفوسهم عدالة كل هذا الجيل الفريد الذي رباه محمد صلى الله عليه وسلم .
ألا فليعلم ذلك كل مجرم يريد أن ينتقص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30