بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
المطلب الثاني: عرض مبدأ الأمان في مقابل حقن الدماء
صفحة 1 من اصل 1
المطلب الثاني: عرض مبدأ الأمان في مقابل حقن الدماء
المطلب الثاني: عرض مبدأ الأمان في مقابل حقن الدماء
كثيرًا ما نرى الأقوياء يتسلطون بقوتهم على ضعفاء العالم، فإذا هناك تاريخ عداء قديم، وثأر موروث عبر الأجيال فإن المجازر تصبح متوقعة جدًا عند تمكن قويٍ من ضعيف!
والذي يُراجع تاريخ مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوقع -بلا ريب- انتقامًا شرسًا من أولئك الذين أوقعوا الظلم بالمسلمين على مدار أكثر من عشرين سنة، لكننا لم نر هذا الانتقام، ولا معشاره! بل رأينا رغبة حقيقية في حقن الدماء حتى قبل إعلان الإسلام! وحتى نطَّلع سويًّا على صورة جليَّة واقعية لهذه الرغبة فلنعد إلى بقية قصة أبي سفيان يوم فتح مكة، والتي بدأناها في المطلب السابق.
لقد قَبِل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام أبي سفيان مع تردده الواضح في إعلان إسلامه، ولكنَّه صلى الله عليه وسلم لم يكن يفكر في حقن دمِّ أبي سفيان وحده، إنما كان مشغولاً بحقن دماء شعب مكة بكامله! لذلك عندما قال له العباس: يا رسول الله، إن أبا سفيان يحب الفخر، فاجعل له شيئًا، لم يتردد في قبول ذلك، بل انتهزها فرصة وجعل الأمان لأهل مكة جميعًا، فقال: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو أمن، ومن أغلق بابه فهو آمن».
لقد كان من الممكن أن يعطي الأمان لأبي سفيان وكفى، وخاصَّة أنه أعلن إسلامه، ولكنه قرر إعطاء فرصة الأمان لشعب مكة وذلك قبل أن يسمع موقفهم من الإسلام!
أيُّ عظمة.. وأيُّ فضل..!!
إننا لا يمكن أن نتصور مدى النُّبل الذي في هذا الموقف إلا أن نضع أنفسنا في ذات الموقف، ولنكن صادقين مع أنفسنا، وليكن العالم صادقًا مع نفسه.. هل يفعل ذلك أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
أما زال هناك من يدَّعِي أن الإسلام دين إرهاب وعنف؟!
إننا نفتقر فقط إلى العلم، إننا لا نعرف من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قشورًا سطحية، ولو تعمَّقنا في دراسة سيرته، ونقلناها لعموم أهل الأرض لزالت الغشاوة عن أبصار قوم لا يعلمون.
المطلب الثالث: قبول فكرة إنهاء الحرب
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم من هواة الحرب، بل كان ينأى عنها ما وجد إلى ذلك سبيلاً؛ ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض الإسلام أو الجزية أولاً، فإن أصرَّ العدو على القتال، حارب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لا يغلق باب المسالمة؛ فإن رغب العدو في الصلح حتى بعدما تظهر بشائر النصر للمسلمين، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الصلح، ويُقرُّه.
من ذلك ما حدث في غزوة خيبر؛ حيث يقول ابن كثير: "فلما أيقنوا بالهلكة، وقد حصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعةَ عشرَ يومًا نزل إليه ابن أبي الحقيق؛ فصالحه على حقن دمائهم، ويُسَيِّرُهم، ويُخلُّون بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما كان لهم من الأرض والأموال والصفراء والبيضاء والكِرَاع والحلقة وعلى البَزِّ، إلا ما كان على ظهر إنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتم شيئًا، فصالحوه على ذلك».
وفي غزوة بني المصطلق، ورغم انتصار المسلمين، وأسرهم مائة بيتٍ من بني المصطلق، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حقن دماءهم، ولم يفعل كقادة الجيوش وقتها أو الآن؛ فيقتلهم، ويقضي عليهم، بل زاد الرسول صلى الله عليه وسلم على الإبقاء على حياتهم أن أعتق جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق، وتزوجها؛ فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأطلقوا سراح جميع ما بأيديهم من السبي.
المطلب الرابع: عدم دموية الحروب النبوية
تميَّزت الحروب النبوية بأنها حروب غير دموية، بمعنى أنها لم يكن فيها ما يُعرف الآن بجرائم إبادة الشعوب، حيث نجد فيما يُسمى "بحضارات" العالم الحديثة أن بعض الزعماء أخذوا قرارات نتج عنها إفناءٌ لِكَمٍّ هائلٍ من البشر في مدينة أو دولة أو أحيانًا قارة! لكن حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن على هذه الصورة، ذلك أنه -كما ذكرنا- كان حريصًا على تجنب القتال ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وإذا اضطر إليه حاول أن ينهيه بسرعة، وأثناء القتال نفسه كان يحفظ دماء المدنيين، وكذلك يحفظ دماء المستكرهين على القتال، ثم بعد القتال كان يعفو إذا ملك، ويسامح ويرحم إذا غَلَب. فجاءت حروبه على مستوى من الرقي لا تعرفه -بل لا تفهمه- "الحضارات" الحديثة!
ولغة الأرقام لا تكذب!
لذلك فقد قمت بإحصاء عدد الذين ماتوا في كل الحروب النبوية، سواء من شهداء المسلمين، أو من قتلى الأعداء، ثم قمت بتحليل لهذه الأعداد، وربطها بما يحدث في عالمنا المعاصر، فوجدت عجبًا!!
لقد بلغ عدد شهداء المسلمين في كل معاركهم أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك على مدار عشر سنوات كاملة، 262 شهيدًا تقريبًا، وبلغ عدد قتلى أعدائه صلى الله عليه وسلم حوالي 1022 قتيلاً، وقد حرصت في هذه الإحصائية على جمع كل من قُتِل من الطرفين حتى ما تم في حوادث فردية، وليس في حروب مواجهة، كما أنني حرصت على الجمع من الروايات الموثَّقة بصرف النظر عن الأعداد المذكورة، وذلك كي أتجنب المبالغات التي يقع فيها بعض المحققين بإيراد الروايات الضعيفة التي تحمل أرقامًا أقل، وذلك لتجميل نتائج الحروب النبوية!
وبذلك بلغ العدد الإجمالي لقتلى الفريقين 1284 قتيلاً فقط!!
ولكي لا يتعلل أحدٌ بأن أعداد الجيوش آنذاك كانت قليلة؛ ولذا جاء عدد القتلى على هذا النحو، فإنني قمت بإحصاء عدد الجنود المشتركين في المعارك، ثم قمت بحساب نسبة القتلى بالنسبة إلى عدد المقاتلين، فوجدت ما أذهلني!! إن نسبة الشهداء من المسلمين إلى الجيوش المسلمة تبلغ 1% فقط، بينما تبلغ نسبة القتلى من أعداء المسلمين بالنسبة إلى أعداد جيوشهم 2%!، وبذلك تكون النسبة المتوسطة لقتلى الفريقين هي 1.5% فقط!
إن هذه النسب الضئيلة في معارك كثيرة بلغت 25 أو 27 غزوة، و38 سرية، أي أكثر من 63 معركة، لمن أصدق الأدلة على عدم دموية الحروب في عهده صلى الله عليه وسلم .
ولكي تتضح الصورة بشكل أكبر وأظهر فقد قمت بإحصاء عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية -كمثال لحروب "الحضارات" الحديثة، وخاصَّة أن الدول التي اشتركت فيها ما زالت تدَّعي أنها رائدة للحضارة ولحقوق الإنسان!- ثم قمت بحساب نسبة القتلى بالقياس إلى أعداد الجيوش المشاركة في القتال، فصُدِمْتُ بمفاجأة مذهلة!!! إن نسبة القتلى في هذه الحرب الحضارية بلغت 351% !!!
ومن جديد.. إن الأرقام لا تكذب!!!
لقد شارك في الحرب العالمية الثانية 15.600.000 جندي (خمسة عشر مليون وستمائة ألف)، ومع ذلك فعدد القتلى بلغ 54.800.000 قتيل (أربعة وخمسين مليون وثمانمائة ألف)!!! أي أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش المشاركة! وتفسير هذه الزيادة هو أن الجيوش المشاركة جميعًا -وبلا استثناء- كانت تقوم بحروب إبادة على المدنيين، وكانت تسقط الآلاف من الأطنان من المتفجرات على المدن والقرى الآمنة، فتبيد البشر، وتُفني النوع الإنساني، فضلاً عن تدمير البنى التحتية، وتخريب الاقتصاد، وتشريد الشعوب!!
لقد كانت كارثة إنسانية بكل المقاييس!
وليس خافيًا على أحد أن المشاركين في هذه المجازر كانت الدول التي تعرف آنذاك –والآن- بالدول المتحضرة الراقية! كبريطانيا وفرنسا وأمريكا والاتحاد السوفيتي والصين وألمانيا وإيطاليا واليابان!
أي تحضر هذا؟! وعن أي رقيًّ يتكلمون؟! ثم أين أولئك الذين يصفون رسولنا صلى الله عليه وسلم بالعنف والإرهاب؟!
قارن هذه النسب المفجعة بما كان على عهد رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم.
إن العودة للأرقام سترد كلَّ مُنصفٍ إلى جادَّة الطريق، أما من اختار العمى على الهدى فلا يلومنَّ إلا نفسه!!
المطلب الخامس: رد شبهة التجاوز في التعامل مع بني قريظة
والشبهة التي تثار عند الحديث عن عدم دموية الحروب النبوية هي قتله لرجال قبيلة بني قريظة، والتي اختلفت الروايات في تحديد أعدادهم، فهم يتراوحون بين أربعمائة وسبعمائة رجل.. وقبل الحديث عن الحدث نفسه نود أولا أن نقف على حيثيات وظروف ذلك الحكم..
فمن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد قدومه المدينة عقد مع اليهود الموجودين بها معاهدة رائدة، تعد بمثابة أقدم دستور مسجل في العالم، والتي كان من أهم بنودها: التزام كل من المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما وعدم اعتداء أي فريق منهما على الآخر في الداخل. وتعهد كل من الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي اعتداء خارجي، وعلى اليهود أن يتفقوا مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وقد حدث في العام الخامس من الهجرة؛ أن تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة، وأحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل من مشركي قريش وقبائل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم، على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل. وكان المتوقع أن تنضم بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناء على نصوص المعاهدة المبرمة بين الفريقين، لكن الذي حدث هو عكس هذا تمامًا! فلم تكتف بنو قريظة بمجرد السلبية، ولكن فوجئ المسلمون بهم يخونهم في أخطر أوقات محنتهم، ولم يرعوا للعهود حرمة، في سبيل التعجيل بسحق المسلمين والقضاء عليهم قضاء تامًا.
وبمجرد أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الخيانة الخطيرة أرسل وفدًا مكونًا من سعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير -رضي الله عنهم-؛ ليذكِّروا القوم بما بينهم وبين المسلمين من عهود، ويحذروهم مغبَّة ما هم مقدمون عليه، فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم، وقالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبينه !! وهكذا ركب القوم رءوسهم، وقرروا الانضمام الفعلي للغزاة، وأخذوا يمدونهم بالمال والعتاد.
وقد تدخلت عناية الله لنصرة الإيمان وأهله، وشاء الله أن يندحر ذلك التحالف الوثني اليهودي {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25]، وبعدها مباشرة جاء الوحي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأمره بأن ينهض إلى بني قريظة؛ جزاءً لمكرهم وغدرهم وخيانتهم، فسار إليها وحاصرها صلى الله عليه وسلم والمسلمون شهرًا أو خمسة وعشرين يومًا.. ولمـا طال عليهم الحصار عرضوا على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتركهم ليخرجوا إلى أذرعات بالشام تاركين وراءهم ما يملكون، ورفض صلى الله عليه وسلم إلا أن يستسلموا دون قيد أو شرط، وبالفعل استسلم يهود بني قريظة، ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوكل الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ أحد رؤساء الأوس. وكان سعد حليف بني قريظة في الجاهلية، وقد ارتاح اليهود لهذا الاختيار، وظنوا أن الرجل قد يحسن إليهم في حكمه، لكن سعدًا نظر إلى الموقف من جميع جوانبه، وقدَّره تقدير من عاش أحداثه وظروفه، وشاهد كروبه ومآزقه، وعرف النذر المستطيرة التي تراءت في الأفق، فأوشكت أن تطيح بالعصبة المؤمنة لولا عناية الله عز وجل التي أنقذت الموقف.. وكان هو نفسه الذي شفع لديهم بادئ ذي بدء ليرجعوا عن غدرهم وغيهم، لكن القوم مضوا في عنادهم لا يقدرون للنتائج عاقبة، ولا يراعون الله في حلف ولا ميثاق، ولذلك لما كُلِّم في شأنهم أكثر من مرة قال –رضي الله عنه-: "لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم"، ثم بعد أن أخذ المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا، ثم قال: "إني أحكم أن تقتل مقاتليهم وتسبى ذريتهم وأموالهم"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ» !! فقتل رجالهم وسبي نساؤهم وذراريهم، ولاقى بنو قريظة أسوأ مصير على أفظع خيانة..
وهنا يحلو للبعض أن يُشكِّكوا في تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاملته لبني قريظة، ويعتبروا أن معاملته هذه لهم تتسم بالوحشة والقسوة، وأنه كان من الممكن أن يعاقبوا بأي عقاب آخر كالإجلاء أو النفي..
وللبيان والتوضيح نقول: ماذا لو أن نتيجة غزوة الأحزاب تمت حسبما كان يخطط لها بنو قريظة وأحزابهم، ألم تكن هي الإبادة التامة للمسلمين أجمعين؟! على أن اليهود لم يُقدِموا على هذا العمل الخسيس إلا بعد أن تكوَّن لديهم ما يشبه اليقين بأنهم -بمساعدة المشركين- سوف يقومون بتدمير الكيان الإسلامي تدميرًا كاملاً، واستئصال شأفة المسلمين استئصالاً كليًا، ولهذا لم يترددوا في الغدر بحلفائهم المسلمين، وعلى تلك الصورة البشعة. ولقد كانوا حريصين الحرص كله على إبادة المسلمين، حتى لقد طلبوا من الأحزاب والمشركين أن يُسلِّموا إليهم سبعين شابًا من أبنائهم رهائن عندهم؛ ليضمنوا أن جيوش الأحزاب لن تنسحب من منطقة المدينة إلا بعد أن تفرغ من المسلمين وتقضي عليهم قضاء تامًا.
فعلى الذين يستبشعون الحكم على بني قريظة، ويصفونه بأنه كان قاسيًا شديدًا، عليهم أن يحيطوا علمًا بجوانب الموضوع، وظروف القضية؛ ليدركوا أن اليهود هم الذين جروا الوبال على أَنفسهم.
المصدر: كتاب (أخلاق الحروب في السنة النبوية) للدكتور راغب السرجاني.
كثيرًا ما نرى الأقوياء يتسلطون بقوتهم على ضعفاء العالم، فإذا هناك تاريخ عداء قديم، وثأر موروث عبر الأجيال فإن المجازر تصبح متوقعة جدًا عند تمكن قويٍ من ضعيف!
والذي يُراجع تاريخ مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوقع -بلا ريب- انتقامًا شرسًا من أولئك الذين أوقعوا الظلم بالمسلمين على مدار أكثر من عشرين سنة، لكننا لم نر هذا الانتقام، ولا معشاره! بل رأينا رغبة حقيقية في حقن الدماء حتى قبل إعلان الإسلام! وحتى نطَّلع سويًّا على صورة جليَّة واقعية لهذه الرغبة فلنعد إلى بقية قصة أبي سفيان يوم فتح مكة، والتي بدأناها في المطلب السابق.
لقد قَبِل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام أبي سفيان مع تردده الواضح في إعلان إسلامه، ولكنَّه صلى الله عليه وسلم لم يكن يفكر في حقن دمِّ أبي سفيان وحده، إنما كان مشغولاً بحقن دماء شعب مكة بكامله! لذلك عندما قال له العباس: يا رسول الله، إن أبا سفيان يحب الفخر، فاجعل له شيئًا، لم يتردد في قبول ذلك، بل انتهزها فرصة وجعل الأمان لأهل مكة جميعًا، فقال: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو أمن، ومن أغلق بابه فهو آمن».
لقد كان من الممكن أن يعطي الأمان لأبي سفيان وكفى، وخاصَّة أنه أعلن إسلامه، ولكنه قرر إعطاء فرصة الأمان لشعب مكة وذلك قبل أن يسمع موقفهم من الإسلام!
أيُّ عظمة.. وأيُّ فضل..!!
إننا لا يمكن أن نتصور مدى النُّبل الذي في هذا الموقف إلا أن نضع أنفسنا في ذات الموقف، ولنكن صادقين مع أنفسنا، وليكن العالم صادقًا مع نفسه.. هل يفعل ذلك أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
أما زال هناك من يدَّعِي أن الإسلام دين إرهاب وعنف؟!
إننا نفتقر فقط إلى العلم، إننا لا نعرف من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قشورًا سطحية، ولو تعمَّقنا في دراسة سيرته، ونقلناها لعموم أهل الأرض لزالت الغشاوة عن أبصار قوم لا يعلمون.
المطلب الثالث: قبول فكرة إنهاء الحرب
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم من هواة الحرب، بل كان ينأى عنها ما وجد إلى ذلك سبيلاً؛ ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض الإسلام أو الجزية أولاً، فإن أصرَّ العدو على القتال، حارب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لا يغلق باب المسالمة؛ فإن رغب العدو في الصلح حتى بعدما تظهر بشائر النصر للمسلمين، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الصلح، ويُقرُّه.
من ذلك ما حدث في غزوة خيبر؛ حيث يقول ابن كثير: "فلما أيقنوا بالهلكة، وقد حصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعةَ عشرَ يومًا نزل إليه ابن أبي الحقيق؛ فصالحه على حقن دمائهم، ويُسَيِّرُهم، ويُخلُّون بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما كان لهم من الأرض والأموال والصفراء والبيضاء والكِرَاع والحلقة وعلى البَزِّ، إلا ما كان على ظهر إنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتم شيئًا، فصالحوه على ذلك».
وفي غزوة بني المصطلق، ورغم انتصار المسلمين، وأسرهم مائة بيتٍ من بني المصطلق، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حقن دماءهم، ولم يفعل كقادة الجيوش وقتها أو الآن؛ فيقتلهم، ويقضي عليهم، بل زاد الرسول صلى الله عليه وسلم على الإبقاء على حياتهم أن أعتق جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق، وتزوجها؛ فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأطلقوا سراح جميع ما بأيديهم من السبي.
المطلب الرابع: عدم دموية الحروب النبوية
تميَّزت الحروب النبوية بأنها حروب غير دموية، بمعنى أنها لم يكن فيها ما يُعرف الآن بجرائم إبادة الشعوب، حيث نجد فيما يُسمى "بحضارات" العالم الحديثة أن بعض الزعماء أخذوا قرارات نتج عنها إفناءٌ لِكَمٍّ هائلٍ من البشر في مدينة أو دولة أو أحيانًا قارة! لكن حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن على هذه الصورة، ذلك أنه -كما ذكرنا- كان حريصًا على تجنب القتال ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وإذا اضطر إليه حاول أن ينهيه بسرعة، وأثناء القتال نفسه كان يحفظ دماء المدنيين، وكذلك يحفظ دماء المستكرهين على القتال، ثم بعد القتال كان يعفو إذا ملك، ويسامح ويرحم إذا غَلَب. فجاءت حروبه على مستوى من الرقي لا تعرفه -بل لا تفهمه- "الحضارات" الحديثة!
ولغة الأرقام لا تكذب!
لذلك فقد قمت بإحصاء عدد الذين ماتوا في كل الحروب النبوية، سواء من شهداء المسلمين، أو من قتلى الأعداء، ثم قمت بتحليل لهذه الأعداد، وربطها بما يحدث في عالمنا المعاصر، فوجدت عجبًا!!
لقد بلغ عدد شهداء المسلمين في كل معاركهم أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك على مدار عشر سنوات كاملة، 262 شهيدًا تقريبًا، وبلغ عدد قتلى أعدائه صلى الله عليه وسلم حوالي 1022 قتيلاً، وقد حرصت في هذه الإحصائية على جمع كل من قُتِل من الطرفين حتى ما تم في حوادث فردية، وليس في حروب مواجهة، كما أنني حرصت على الجمع من الروايات الموثَّقة بصرف النظر عن الأعداد المذكورة، وذلك كي أتجنب المبالغات التي يقع فيها بعض المحققين بإيراد الروايات الضعيفة التي تحمل أرقامًا أقل، وذلك لتجميل نتائج الحروب النبوية!
وبذلك بلغ العدد الإجمالي لقتلى الفريقين 1284 قتيلاً فقط!!
ولكي لا يتعلل أحدٌ بأن أعداد الجيوش آنذاك كانت قليلة؛ ولذا جاء عدد القتلى على هذا النحو، فإنني قمت بإحصاء عدد الجنود المشتركين في المعارك، ثم قمت بحساب نسبة القتلى بالنسبة إلى عدد المقاتلين، فوجدت ما أذهلني!! إن نسبة الشهداء من المسلمين إلى الجيوش المسلمة تبلغ 1% فقط، بينما تبلغ نسبة القتلى من أعداء المسلمين بالنسبة إلى أعداد جيوشهم 2%!، وبذلك تكون النسبة المتوسطة لقتلى الفريقين هي 1.5% فقط!
إن هذه النسب الضئيلة في معارك كثيرة بلغت 25 أو 27 غزوة، و38 سرية، أي أكثر من 63 معركة، لمن أصدق الأدلة على عدم دموية الحروب في عهده صلى الله عليه وسلم .
ولكي تتضح الصورة بشكل أكبر وأظهر فقد قمت بإحصاء عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية -كمثال لحروب "الحضارات" الحديثة، وخاصَّة أن الدول التي اشتركت فيها ما زالت تدَّعي أنها رائدة للحضارة ولحقوق الإنسان!- ثم قمت بحساب نسبة القتلى بالقياس إلى أعداد الجيوش المشاركة في القتال، فصُدِمْتُ بمفاجأة مذهلة!!! إن نسبة القتلى في هذه الحرب الحضارية بلغت 351% !!!
ومن جديد.. إن الأرقام لا تكذب!!!
لقد شارك في الحرب العالمية الثانية 15.600.000 جندي (خمسة عشر مليون وستمائة ألف)، ومع ذلك فعدد القتلى بلغ 54.800.000 قتيل (أربعة وخمسين مليون وثمانمائة ألف)!!! أي أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش المشاركة! وتفسير هذه الزيادة هو أن الجيوش المشاركة جميعًا -وبلا استثناء- كانت تقوم بحروب إبادة على المدنيين، وكانت تسقط الآلاف من الأطنان من المتفجرات على المدن والقرى الآمنة، فتبيد البشر، وتُفني النوع الإنساني، فضلاً عن تدمير البنى التحتية، وتخريب الاقتصاد، وتشريد الشعوب!!
لقد كانت كارثة إنسانية بكل المقاييس!
وليس خافيًا على أحد أن المشاركين في هذه المجازر كانت الدول التي تعرف آنذاك –والآن- بالدول المتحضرة الراقية! كبريطانيا وفرنسا وأمريكا والاتحاد السوفيتي والصين وألمانيا وإيطاليا واليابان!
أي تحضر هذا؟! وعن أي رقيًّ يتكلمون؟! ثم أين أولئك الذين يصفون رسولنا صلى الله عليه وسلم بالعنف والإرهاب؟!
قارن هذه النسب المفجعة بما كان على عهد رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم.
إن العودة للأرقام سترد كلَّ مُنصفٍ إلى جادَّة الطريق، أما من اختار العمى على الهدى فلا يلومنَّ إلا نفسه!!
المطلب الخامس: رد شبهة التجاوز في التعامل مع بني قريظة
والشبهة التي تثار عند الحديث عن عدم دموية الحروب النبوية هي قتله لرجال قبيلة بني قريظة، والتي اختلفت الروايات في تحديد أعدادهم، فهم يتراوحون بين أربعمائة وسبعمائة رجل.. وقبل الحديث عن الحدث نفسه نود أولا أن نقف على حيثيات وظروف ذلك الحكم..
فمن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد قدومه المدينة عقد مع اليهود الموجودين بها معاهدة رائدة، تعد بمثابة أقدم دستور مسجل في العالم، والتي كان من أهم بنودها: التزام كل من المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما وعدم اعتداء أي فريق منهما على الآخر في الداخل. وتعهد كل من الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي اعتداء خارجي، وعلى اليهود أن يتفقوا مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وقد حدث في العام الخامس من الهجرة؛ أن تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة، وأحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل من مشركي قريش وقبائل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم، على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل. وكان المتوقع أن تنضم بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناء على نصوص المعاهدة المبرمة بين الفريقين، لكن الذي حدث هو عكس هذا تمامًا! فلم تكتف بنو قريظة بمجرد السلبية، ولكن فوجئ المسلمون بهم يخونهم في أخطر أوقات محنتهم، ولم يرعوا للعهود حرمة، في سبيل التعجيل بسحق المسلمين والقضاء عليهم قضاء تامًا.
وبمجرد أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الخيانة الخطيرة أرسل وفدًا مكونًا من سعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير -رضي الله عنهم-؛ ليذكِّروا القوم بما بينهم وبين المسلمين من عهود، ويحذروهم مغبَّة ما هم مقدمون عليه، فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم، وقالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبينه !! وهكذا ركب القوم رءوسهم، وقرروا الانضمام الفعلي للغزاة، وأخذوا يمدونهم بالمال والعتاد.
وقد تدخلت عناية الله لنصرة الإيمان وأهله، وشاء الله أن يندحر ذلك التحالف الوثني اليهودي {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25]، وبعدها مباشرة جاء الوحي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأمره بأن ينهض إلى بني قريظة؛ جزاءً لمكرهم وغدرهم وخيانتهم، فسار إليها وحاصرها صلى الله عليه وسلم والمسلمون شهرًا أو خمسة وعشرين يومًا.. ولمـا طال عليهم الحصار عرضوا على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتركهم ليخرجوا إلى أذرعات بالشام تاركين وراءهم ما يملكون، ورفض صلى الله عليه وسلم إلا أن يستسلموا دون قيد أو شرط، وبالفعل استسلم يهود بني قريظة، ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوكل الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ أحد رؤساء الأوس. وكان سعد حليف بني قريظة في الجاهلية، وقد ارتاح اليهود لهذا الاختيار، وظنوا أن الرجل قد يحسن إليهم في حكمه، لكن سعدًا نظر إلى الموقف من جميع جوانبه، وقدَّره تقدير من عاش أحداثه وظروفه، وشاهد كروبه ومآزقه، وعرف النذر المستطيرة التي تراءت في الأفق، فأوشكت أن تطيح بالعصبة المؤمنة لولا عناية الله عز وجل التي أنقذت الموقف.. وكان هو نفسه الذي شفع لديهم بادئ ذي بدء ليرجعوا عن غدرهم وغيهم، لكن القوم مضوا في عنادهم لا يقدرون للنتائج عاقبة، ولا يراعون الله في حلف ولا ميثاق، ولذلك لما كُلِّم في شأنهم أكثر من مرة قال –رضي الله عنه-: "لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم"، ثم بعد أن أخذ المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا، ثم قال: "إني أحكم أن تقتل مقاتليهم وتسبى ذريتهم وأموالهم"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ» !! فقتل رجالهم وسبي نساؤهم وذراريهم، ولاقى بنو قريظة أسوأ مصير على أفظع خيانة..
وهنا يحلو للبعض أن يُشكِّكوا في تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاملته لبني قريظة، ويعتبروا أن معاملته هذه لهم تتسم بالوحشة والقسوة، وأنه كان من الممكن أن يعاقبوا بأي عقاب آخر كالإجلاء أو النفي..
وللبيان والتوضيح نقول: ماذا لو أن نتيجة غزوة الأحزاب تمت حسبما كان يخطط لها بنو قريظة وأحزابهم، ألم تكن هي الإبادة التامة للمسلمين أجمعين؟! على أن اليهود لم يُقدِموا على هذا العمل الخسيس إلا بعد أن تكوَّن لديهم ما يشبه اليقين بأنهم -بمساعدة المشركين- سوف يقومون بتدمير الكيان الإسلامي تدميرًا كاملاً، واستئصال شأفة المسلمين استئصالاً كليًا، ولهذا لم يترددوا في الغدر بحلفائهم المسلمين، وعلى تلك الصورة البشعة. ولقد كانوا حريصين الحرص كله على إبادة المسلمين، حتى لقد طلبوا من الأحزاب والمشركين أن يُسلِّموا إليهم سبعين شابًا من أبنائهم رهائن عندهم؛ ليضمنوا أن جيوش الأحزاب لن تنسحب من منطقة المدينة إلا بعد أن تفرغ من المسلمين وتقضي عليهم قضاء تامًا.
فعلى الذين يستبشعون الحكم على بني قريظة، ويصفونه بأنه كان قاسيًا شديدًا، عليهم أن يحيطوا علمًا بجوانب الموضوع، وظروف القضية؛ ليدركوا أن اليهود هم الذين جروا الوبال على أَنفسهم.
المصدر: كتاب (أخلاق الحروب في السنة النبوية) للدكتور راغب السرجاني.
مواضيع مماثلة
» المطلب الأول: حقن الدماء عند إعلان الإسلام
» المطلب الثالث : أدلة القول الثاني ومناقشتها
» إجراءات الأمان عند سقوط سوائل داخل اللاب توب:
» : حث الإسلام على مبدأ السلام خطبة الجمعه
» فكر الثورة في الإسلام (مبدأ الخروج على الظالم)..
» المطلب الثالث : أدلة القول الثاني ومناقشتها
» إجراءات الأمان عند سقوط سوائل داخل اللاب توب:
» : حث الإسلام على مبدأ السلام خطبة الجمعه
» فكر الثورة في الإسلام (مبدأ الخروج على الظالم)..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin