بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 29 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 29 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :6
صفحة 1 من اصل 1
حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :6
6- أسباب الصورة المشوهة عن الإسلام لدى الغربيين :
قال جورج: إني لتستوقفني في نص الكاتب دينيه السالف، عبارة: «إن التعصب الموروث لدى النصارى ضد الإسلام وأتباعه، قد عاش فيهم دهوراً طويلة حتى أصبح جزءاً من كيانهم» ترى ما أسباب هذا التعصب الذي رفضه واستقبحه كثير من النخبة الذين حدثتني عنهم؟ ثم إذا كان نبي المسلمين، ودين الإسلام، والحضارة الإسلامية؛ إذا كانت هذه الثلاثة واضحة كل هذا الوضوح في أذهان النخبة من علماء الغربيين، فلماذا تناقل عامة الغربيين صورة مشوهة عنها على مر الأيام؟
قلت: حياك الله يا جورج؛ هذا سؤال يرغب الكثيرون في معرفة جوابه، وإليك الجواب على لسان بعض النخبة من علماء الغربيين؛ مبيناً التسلسل التاريخي لهذه الصورة المشوهة.
- يقول المستشرق الباحث (مكسيم رودنسون) في الفصل الأول من كتاب (تراث الإسلام) (161.. هو كتاب اشترك في تأليفه مجموعة من الباحثين والدارسين الغربيين بإشراف المستشرق جوزيف شاخت – ترجمه إلى العربية د. محمد زهير السمهوري – حققه وعلق عليه د. شاكر مصطفى. – وقد سلفت الإشارة إليه):
«لقد أوجدت الحروب الصليبية حاجة كبيرة وملحة للحصول على صورة كاملة ومُسلية ومُرضية لأيديولوجية الخصوم. وكان رجل الشارع – الأوربي – يرغب في صورة تبين الصفة الكريهة للإسلام عن طريق تمثيله بشكل فج، على أن تكون في الوقت ذاته مرسومة بشكل يرضي الذوق الأدبي الميال إلى كل ما هو غريب، وهو ميل يشكل سمة بارزة في جميع الأعمال في ذلك الوقت.
كان الشخص العادي يريد صورة لأبرز السمات العريبة التي أدهشت الصليبيين في تعاملهم مع المسلمين.
وهكذا حدث أن الكتاب اللاتينيين الذين أخذوا بين عامي /1100-1140/م على عاتقهم إشباع هذه الحاجة لدى الإنسان العامي؛ أخذوا يوجهون اهتمامهم نحو حياة محمد دون أي اعتبار للدقة، فأطلقوا العنان (لجهل الخيال المنتصر) – كما جاء في كلمات ر. و. ساوثرن – فكان محمد في عرفهم ساحراً هدم الكنيسة في إفريقية وفي الشرق عن طريق السحر والخديعة! وضمن نجاحه بأن أباح الاتصالات الجنسية!
واستُعملت أساطير من الفولكلور العالمي، ومن الأدب الكلاسيكي، ومن القصص البيزنطية عن الإسلام، وحتى من المصادر الإسلامية – بعد تشويهٍ باطل من قِبل النصارى الشرقيين – كل هذه الأشياء استخدمت لتزيين الصورة !!..
يحدثنا ساوثرن أن جيلبرت دونوجنت اعترف بأنه لا يوجد لديه مصادر مكتوبة، وأشار فقط إلى آراء العامة، وأنه لا يوجد لديه أي وسيلة للتمييز بين الخطأ والصواب !!.. وكما هو الحال دائماً؛ فإن الرؤية ترسمها الأعمال التي تخاطب عامة الناس؛ لا بد أنها قد أسهمت في تكوين الصورة التي حفظتها الأجيال اللاحقة؛ أكثر من الرؤية التي تبينها الأعمال ذات الصبغة الجدية والعلمية.
ولقد قدر لهذه الصورة أن تزداد زخرفاً في الكثير من الأعمال الأدبية؛ فقد اختطت الروايات المحضة التي كان هدفها الوحيد إثارة اهتمام القارئ على نِسبٍ متفاوتة؛ بالعرض المشوه للعقيدة التي ألهبت حقد العدو. ووصلت الملاحم إلى أعلى ذرى الابتكارات الخيالية؛ فقد اتهم المسلمون بعبادة الأوثان.. وكان – في عرف تلك الملاحم – محمد هو صنمهم الرئيس، وكان معظم الشعراء الجوالة يعتبرونه كبير آلهة الشرقيين، وكانت تماثيله – حسب أقوالهم – تصنع من مواد غنية وذات أحجام هائلة..» (162.. ص33) ..
ثم يقول: «وهكذا منذ فترة ما بين القرنين العاشر والثالث عشر الميلاديين التي شهدت ترجمة الكثير من العلوم عن اللغة العربية – أخذت تتشكل في أذهان المفكرين الغربيين صورة أخرى للعالم الإسلامي بوصفه مهداً لفلاسفة عظام. وكانت الصورة مضادة تماماً للصورة السابقة؛ صورة الكيان السياسي الذي يسيطر عليه دين مُعادٍ ومغلوط، وهي الصورة التي خلقتها الخرافات السخيفة والكريهة في أذهان الناس. وكان من الصعب التوفيق بين هاتين الصورتين» (163.. ص38) ..
ثم يقول: «ففي بداية القرن الرابع عشر الميلادي أخرج دانتي (ودانتي هذا من أشهر شعراء وأدباء أوروبا) من النار (حيث كتب قصة تخيلية عن النار ووصفها ووصف من فيها) كلاً من ابن سينا وابن رشد وصلاح الدين ووضعهم في المطهر، وهؤلاء هم المحدَثون الوحيدون الذين انضموا إلى حكماء العالم القديم وأبطاله.
وفي عام /1312م/ صادق مجلس فيينا على أفكار روجر بيكون وريموند ليل بخصوص تعلم اللغات وبخاصة اللغة العربية»
(164.. ص45. روجر بيكون /1235-1294/م إنجليزي تلقى علومه في أكسفورد وباريس حيث نال الدكتوراه في اللاهوت، ترجم عن العربية كتاب (مرآة الكيمياء). وريموند ليل /1235-1314/م قضى تسع سنوات /1266-1275/م في تعلم اللغة العربية ودراسة القرآن، ثم قصد بابا روما وطالبه بإنشاء كليات تدرس اللغة العربية لتخريج مستشرقين قادرين على محاربة الإسلام، ووافقه البابا.: وفي مؤتمر فيينا سنة /1312/م تم إنشاء كراس للغة العربية في خمس جامعات أوربية هي: باريس – أكسفورد – يولونيا بإيطالية – سلمنكا بإسبانية بالإضافة إلى جامعة البابوية في روما) ..
ثم يقول: «في القرن السابع عشر انبرى كثير من الكتاب – الغربيين – للدفاع عن الإسلام ضد الإجحاف الذي ناله في العصور الوسطى، وضد مجادلات المتنقصين من قدره، وأثبتوا قيمة وإخلاص التقوى الإسلامية.. وكان ريشار سيمون أحد هؤلاء الكتاب، فقد كان كاثوليكياً مخلصاً، لكن سلامة تكوينه العلمي جعلته يكافح ضد التحريف المتزمت للحقائق الموضوعية.. ولقد عالج في كتابه (التاريخ النقدي لعقائد وعادات أمم الشرق) عام /1684/م عادات وطقوس النصارى الشرقيين أولاً، ثم عادات وطقوس المسلمين، وقد عرضها بوضوح واتزان، مستنداً إلى كتاب لأحد فقهاء المسلمين، دونما قدح أو انتقاص. وكان يُظهر التقدير وحتى الإعجاب بهذه العادات، وعندما اتهمه أرنولد بأنه كان موضوعياً أكثر من اللازم نحو الإسلام، نصحه بأن يتأمل (التعاليم الرائعة) للأخلاقيين الإسلاميين.
ثم جاء المستشرق أ. رولاند الذي كان أعمق تخصصاً في الإسلاميات من سيمون، فكتب عام /1705/م عن الإسلام من وجهة نظر موضوعية بالاستناد إلى مصادر إسلامية فقط.
وكتب الفيلسوف بيير بيل، وهو من المعجبين بالتسامح الإسلامي، في الطبعة الأولى من القاموس النقدي /1697/م عن حياة محمد بموضوعية.
وانتقل الجيل التالي من الموضوعية إلى مرحلة الإعجاب؛ فقد استشهد (بيل) وكثيرون غيره بتسامح الإمبراطورية العثمانية إزاء جميع أنواع الأقليات الدينية.. فكان ينظر إلى الإسلام كدين عقلاني بعيد كل البعد عن العقائد النصرانية المخالفة للعقل.. ثم إنه وفَّق بين الدعوة إلى حياة أخلاقية وبين حاجات الجسد والحواس والحياة في المجتمع. وخلاصة القول فهو كدين كان قريباً جداً من الدين الطبيعي الذي كان يعتقد به معظم (رجال عصر التنوير)..
في هذا الاتجاه كان (ليبنيز) يفكر. ثم ظهر كاتب مجهول لكراس يحمل عنواناً فيه الكثير من التحدي (محمد ليس دجالاً) عام /1720/م. وتلاه (هنري دوبولينفييه) الذي نشر كتاباً دفاعياً بعنوان (حياة محمد) عام/1730/م. وتبع ذلك (فولتير) وهو معجب بالحضارة الإسلامية (165.. ألَّف فولتير كتابه (محمد) عام /1742م/ وكان فيه متردداً بين الدفاع والتحامل)..» (166.. ص55 وما بعدها) .. ويستمر (رودنسون) في هذا الفصل الذي كتبه باستعراض الكتَّاب والكتب التي تابعت مسيرة الدفاع عن نبي الإسلام وحضارة الإسلام حتى نهاية القرن الثامن عشر.. وبين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ظهر (غوته) الألماني. يقول رودنسون: «فأشعار غوته التي يمجد فيه محمداً، وبخاصة (أنشودة محمد) عام /1774/م يفوق في شاعريته كثيراً كتاب فولتير (محمد) عام /1742/م.. وبعد أكثر من أربعين عاماً؛ في سنة /1819/م كتب (غوته) ديوانه الشرقي الغربي برسائله الاثنتي عشرة؛ وبمقدمته التي تحمل دعوة إلى الهجرة إلى الشرق، وبشروحه وتعليقاته التي تدل على معرفة واسعة بالشرق» (167.. ص61) ..
ثم يقول: «يمكن القول بصورة عامة إن العلماء في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان يزيد ضررهم على نفعهم، وذلك لتأثرهم بالأحكام المغرضة الشائعة لا بالعلم» (168.. ص63) ..
وتفسيرذلك أنه ومنذ القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين صار الغربيون الذين باتوا يقطفون ثمار النهضة العلمية؛ ينظرون إلى سواهم نظرة ازدراء وفوقية. يقول رودنسون: «عزا المبشرون النصارى نجاحات الأمم الأوربية إلى الديانة النصرانية، مثلما عزوا إخفاق العالم الإسلامي إلى الإسلام، فصُورت النصرانية على أنها بطبيعتها ملائمة للتقدم، وقرن الإسلام بالركود الثقافي والتخلف، وأصبح الهجوم على الإسلام على أشد ما يكون، وبُعثت حجج العصور الوسطى بعد أن أضيفت إليها زخارف عصرية، وصُورت الجماعات الدينية الإسلامية بصورة خاصة على أنها شبكة من التنظيمات الخطرة يغذيها حقد بربري على الحضارة» (169.. ص69) إلى أن يقول: «كانت حركة الجامعة الإسلامية هي الغول المرعب في تلك الفترة.. فكانت كل ظاهرة مناهضة للإمبريالية حتى ولو كان مبعثها مشاعر محلية خالصة؛ تعزى إلى تلك الحركة الإسلامية.. وبفضل الصحافة والأدب الشعبيين وكتب الأطفال؛ أخذت هذه النظرة تتسرب إلى عقول الجماهير الغفيرة من الأوربيين، ولم تخلُ من تأثير في العلماء أنفسهم» (170.. ص69-70) ..
ويقول رودنسون أخيراً: «إن الثورة في التفكير الغربي.. التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى – جعلت التقييم النصراني لمحمد مسألة حساسة؛ فلم يعد بإمكانهم الزعم (الكاذب) بأنه (محتال شيطاني) كما كان عليه الحال في العصور الوسطى.. إننا نجد بعض الكاثوليك المتخصصين بالإسلام يعتبرونه (عبقرياً دينياً).. وعلى غرار ماسينيون أعجب بعض النصارى بالقيمة الروحية للتجارب الدينية الإسلامية، وأزعجتهم مواقف الظلم التاريخية التي وقفتها شعوبهم من الإسلام.. ويذهب مؤرخ مثل (نورمان دانييل) إلى حد النظر إلى أي انتقادات لمواقف النبي الأخلاقية؛ على أنها من بين المفاهيم المتشربة بروح العصور الوسطى أو الإمبريالية» (171.. ص76 وما بعدها)
- أما المستشرق (درايبر) فقد لخص المشكلة برمتها فقال: «ينبغي أن أنعي على الطريقة التي تحايل بها الأدب الأوربي ليخفي عن الأنظار مآثر المسلمين العلمية علينا! إن الظلم المبني على الحقد الديني والغرور الوطني؛ لا يمكن أن يستمر إلى الأبد» (172.. عن كتاب (تشكيل العقل السليم) ص94 د. عماد الدين خليل)
- وأما المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) فقد أوجزت المشكلة بطريقة أخرى فقالت في كتابها (شمس الله تسطع على الغرب): «إن موقف أوربة من العرب منذ نزول الوحي المحمدي موقف عدائي بعيد كل البعد عن االإنصاف والعدالة» (173.. ص10 – تعريب د. فؤاد حسنين علي – ط. دار المعارف بمصر)
وهنا قال جورج: عجباً لبني قومي! كيف جهلوا خلاصة دراسات النخبة من علمائهم هذه.
قلت: كان هذا فيما مضى، أما اليوم فقد أخذت الغمة تنجلي، والحقيقة تضيء.
قال: كيف؟
قلت: يقول الكاتب الفرنسي (موريس بوكاي) في كتابه (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم): «يظهر أن تغيراً جذرياً يتم في أيامنا على أعلى مستوى في العالم النصراني. والوثيقة التي صدرت عن أمانة الفاتيكان، ووزعت فيما بعد عن المجمع الفاتيكاني الثاني لغير النصارى، وفيها توجيهات للحوار بين النصارى والمسلمين (174.. عنوان الوثيقة: اتجاهات الحوار بين النصارى والمسلمين) وكانت ثالث طبعاتها بتاريخ /1970/م تشهد بعمق التغير في المواقف الرسمية.
وبعد أن دعت هذه الوثيقة إلى تنحية الصورة البالية الموروثة عن الماضي، أو المشوهة ببعض الأوهام والافتراءات التي كانت للنصارى عن الإسلام، أصرت على الاعتراف بأخطاء الماضي وانحرافاته التي اقترفها الغرب ذو النشأة النصرانية بحق المسلمين» (175.. ص ..
ويعرض بوكاي نص الوثيقة فيقول: «تقول وثيقة الفاتيكان – السالفة الذكر – (ينبغي التخلي عن الصورة الباهتة الموروثة عن الماضي، أو المشوهة بالمزاعم الباطلة والافتراءات، والاعتراف بالظلامات التي اجترحها الغرب بحق المسلمين)» (176.. ص107).. ثم يسوق بوكاي بعض الأمثلة التي توضح فحوى الوثيقة.. ثم يقول: «وتقابل الوثيقة الفكرة الذائعة عن الإسلام بأنه دين الخوف – الإرهاب – بتلك التي تقول بأنه دين الحب، حب الغير؛ المتأصل في عقيدة الله. كما تفند الفكرة الرائجة باطلاً، والتي تهدف إلى وصم الإسلام بأنه خال من النظام الأخلاقي» (177.. ص109) ..
ثم يقول: «تورد الوثيقة عبارات من القرآن توضح أن ما كان يترجمه الغربيون خطأ بـ(الحرب المقدسة) هو ما يعبر عنه في العربية (الجهاد في سبيل الله) الجهاد لنشر الإسلام والدفاع عنه ضد المعتدين، وتتابع الوثيقة الفاتيكانية فتقول: (إن الجهاد ليس – الخريم التوراتي – ولا يتجه إلى الإبادة أبداً، ولكن لنشر شرائع الله وحقوق الإنسان في المقاطعات الجديدة» (178.. ص109) ..
ويختم موريس بوكاي قائلاً: «إن هذا الدفاع عن الإسلام من الفاتيكان سيدهش دونما ريب كثيراً من المعاصرين المؤمنين؛ سواء كانوا مسلمين أو يهوداً أو نصارى. إنه مظهر صدق وفكر منفتح يتناقض تماماً مع المواقف التي خلت» (179.. ص109 ط. دار الكندي – بيروت 1978)
ثم أردفت: أعرفت يا جورج أسباب الصورة المشوهة عن الإسلام لدى الغربيين؟
-----------------------------
7 – مشورة المنصفين للعالم تجاه الإسلام :
قال جورج: أجل؛ ولا أكتمك أن تلك الصورة المشوهة قد تبددت من مخيلتي الآن، وحل محلها صورة صحيحة حقيقية واضحة عن نبي المسلمين، وعن دين الإسلام وعن الحضارة الإسلامية؛ رسمها لي النخبة من الباحثين والدارسين من بني قومي. وإنني لأتساءل؟ ترى بماذا تشير هذه النخبة على بني البشر تجاه دين الإسلام؟
قلت: إنهم لم يضنوا بهذه المشورة على أحد.
قال: كيف؟
قلت:
- يقول العلامة الفرنسي (لوزون) أستاذ علم الكيمياء والفلك في كتابه (الله في السماء) بعد ما تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن رسالته: «رسول كهذا الرسول يجدر اتباع رسالته، والمبادرة إلى اعتناق دعوته؛ إذ أنها دعوة شريفة، قوامها معرفة الخالق، والحث على الخير، والنهي عن المنكر، بل كل ما جاء به يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن. هذا هو الدين الذي أدعو إليه جميع النصارى» (180.. عن كتاب (محمد في الآداب العالمية المنصفة) محمد عثمان عثمان ص33) ..
- ويقول الفيلسوف الإنجليزي الشهير (برنارد شو): «كنت على الدوام أ ُنزل دين محمد منزلة كبيرة من الإعزاز والإكبار لعظمته التي لا تنكر، إنني أعتقد أن دين محمد هو الدين الوحيد الذي يناسب كل إنسان، ويصلح لكل زمان، ويتمشى مع كل بيئة في هذا العالم، وفي كل مرحلة من الحياة، وإنني أتنبأ بأن دين محمد سيلقى القبول في أوربة غداً، كما يلقاه فيها الآن» (181.. عن كتاب (محمد رسول الله هكذا بشرت به الأناجيل) بشرى زخاري ميخائيل ص55) .
- ويقول (برنارد شو) أيضاً: «تمنيت دائماً أن يكون الإسلام هو سبيل العالم، فلا منقذ له سوى رسالة محمد» (182.. عن كتاب (محمد في الآداب العالمية المنصفة) محمد عثمان عثمان ص33) .
ويقول (برنارد شو) أيضاً: «إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة – أوربة – وإذا أراد العالم النجاة من شروره، فعليه بهذا الدين، إنه دين السلام والتعاون والعدالة في ظل شريعة متمدينة محكمة، لم تنس أمراً من أمور الدنيا إلا رسمته، ووزنته بميزان لا يخطئ أبداً، وقد ألَّفت كتاباً في (محمد) (183.. اسم الكتاب (محمد). ولكنه صودر – وأحرق – لخروجه عن تقاليد الإنجليز» (184.. عن كتاب (محمد عند علماء الغرب) خليل ياسين ص135) .
- ويقول الفيلسوف الشهير (تولستوي): «إن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لِتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة فإنها سوف تسود العالم» (185.. عن كتاب (محمد عند علماء الغرب) خليل ياسين ص135) .
-----------------------
8 – موجز ..
قال جورج: إنها لمشورة! ولا أكتمك أنني بت أتوق إلى معرفة ما يتضمنه القرآن وما تتضمنه السنة من تعاليم. فهل لك أن توجز لي هذا.
قلت:
- حباً وكرامة يا جورج؛ أما القرآن فقد أوجز لك مضمونه العلامة الشهير (وِل ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة) إذ قال تحت عنوان (القرآن والأخلاق): «القانون والأخلاق في القرآن شيء واحد؛ فالسلوك الديني في كليهما يشمل أيضاً السلوك الدنيوي، وكل أمر فيهما موحى به من عند الله، والقرآن يشمل قواعد للآداب، وصحة الجسم، والزواج والطلاق، ومعاملة الأبناء والعبيد والحيوان، والتجارة والسياسة، والجريمة والعقاب، والحرب والسلم» (186.. ص7/59 ط. بيروت. – دار الجيل) .
ثم قال: «والقرآن يبعث في النفوس السليمة أسهل العقائد وأقلها غموضاً وأبعدها عن التعقيد بالمراسم والطقوس، وأكثرها تحرراً من الوثنية والكهنوتية. وقد كان له الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي» (187.. 7/68).
- أما مضمون السنَّة فقد أوجزته لك البريطانية الباحثة في الأديان (كارين أرمسترونج) في كتابها (سيرة النبي محمد) إذ قالت: «تكوِّن الأحاديث النبوية مع القرآن أصول الشريعة الإسلامية، كما أصبحت أيضاً أساساً للحياة اليومية والروحية لكل مسلم. فقد علَّمت السنَّة المسلمين محاكاة أسلوب محمد في الكلام، والأكل، والحب، والاغتسال، والعبادة، لدرجة يعيدون معها إنتاج حياة النبي محمد على الأرض في أدق تفاصيل حياتهم اليومية بأسلوب واقعي» (188.. ص388 ترجمة د. فاطمة نصر – د. محمد عناني ط. 1998. ط. شركة صحارى – كتاب سطور).
وأردفتُ: أأزيدك موجزاً لدين الإسلام كله قرآناً وسنَّة؟
قال: حبذا لو فعلت!
قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»[189] هذا هو دين الإسلام يا جورج؛ هو (مكارم الأخلاق) التي بعث بها جميع الرسل والأنبياء. وبعث نبي المسلمين ليتممها لا لينقضها.
خاتمة المطاف:
وهنا بدت على وجه جورج مسحة من البهجة والسرور والإشراق نمَّت عما يختلج في نفسه من مشاعر وخلجات.. ثم أطرق كمن يمعن التفكير والتروي.. ثم رفع رأسه إلي قائلاً 0:
- إذا أراد امرؤ أن يدخل في دين الإسلام فماذا عليه أن يفعل؟
قلت: يتلفظ بالشهادتين.
قال: وما هما؟
قلت: هما: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله).
قال جورج: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.
وهنا لم أتمالك نفسي! فهببت من مقعدي واقفاً ومددت يدي مصافحاً.. ثم اعتنقته وأنا أقول: حياك الله يا جورج! حياك الله يا أخي، فأنت منذ اليوم أخي وأخو جميع المسلمين، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[190].
-----
--------
تم النقل بحمد الله ...
مواضيع مماثلة
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :1
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :2
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :3
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :4
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :5
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :2
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :3
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :4
» حوار بين شاب مسلم : وزميله النصراني (جورج) :5
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin