بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 30 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 30 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة 3
صفحة 1 من اصل 1
تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة 3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الأنوار النعمانية 2/244.
(2) حق اليقين ص519 (فارسى) وقد قام بترجمة النص ونقله إلى العربية الشيخ محمد عبدالستار التونسوي في كتابه بطلان عقائد الشيعة ص53.
جاء في تفسير القمي(1) في تفسير سورة الفلق: «الفلق: جب في نار جهنم، يتعوذ أهل النار من شدة حره، فسأل الله من شدة حره أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم، وفي ذلك الجب صندوق من نار، يتعوذ أهل الجب من حر ذلك الصندوق، وهو التابوت، وفي ذلك التابوت سته من الأولين، وست من الآخرين، فأما الستة الذين من الأولين: فابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في
النار، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل، والذي هوّد اليهود، والذي نصّر النصارى. أما الستة الذين من الآخرين: فهو الأول والثاني، والثالث، والرابع، وصاحب الخوارج، وابن ملجم لعنهم الله».(2)
ويعنون بالأول والثاني والثالث: الخلفاء الثلاثة السابقين لعلـي
-- في الخلافة، وبالرابع معاوية -- وهذه من الرموز التي يستخدمها الرافضة في كتبهم عند الطعن في الصحابة. وقد جاء توضيح أكبر لهذه الرموز في رواية العياشي، التي ينسبها كذباً وزوراً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) هو: علي بن إبراهيم بن هاشم، المتوفى 307هـ.
قال عنه النجاشي: «ثقة في الحديث، ثبت معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنف كتباً». مقدمة بحار الأنوار ص128.
(2) تفسير القمي 2/449.
لجعفر الصادق أنه قال: «يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب: بابها الأول:
للظالم وهو زريق، وبابها الثاني: لحبتر(1)، والباب الثالث: للثالث، والرابع: لمعاوية، والباب الخامس: لعبد الملك، والسادس: لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة(2) فهم أبواب لمن تبعهم».(3)
ويتمادى الرافضة في حقدهم على خيار أصحاب النبي وخلفائه إلى أشد من هذا، فيروي من يلقب عندهم بالصدوق وهو من أكبر الكذابين الأفاكين.
عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر --: «أخبرني بأول من يدخل النار؟ قال: إبليس ورجل عن يمينه، ورجل عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) نقل الشيخ إحسان إلهي ظهير -رحمه الله- عن أحد علماء الرافضة الكبار في الهند أنه فسر هذين المصطلحين بقوله: «روي أن الزريق: مصغر أزرق، والحبتر معناه: الثعلب، فالمراد من الأول: (أبو بكر) لأنه كان أزرق العينين، والمراد من الثاني: (عمر) كناية عن دهائه ومكره». الرد على الدكتور علي عبد الواحد وافي ص207.
(2) ذكر محقق تفسير العياشي معاني هذه الرموز فقال في معنى عسكر بن هوسر «كناية عن بعض خلفاء بني أميه أو بني العباس، وكذا أبي سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وساير أهل الجمل». حاشية تفسير العياشي 2/243.
(3) تفسير العياشي 2/243.
يساره»(1)، وظاهر أنهم يعنون بالرجلين أبا بكر وعمر -رضي الله عنهمــا-.
ويذهب نعمة الله الجزائري إلى أن عمر يعذب يوم القيامة في النار أشد من إبليس يقول: «وإنما الاشكال في تزويج علي --
أم كلثوم لعمر بن الخطاب وقت تخلفه، لأنه قد ظهرت منه المناكير وارتد عن الدين ارتداداً أعظم من كل من ارتد، حتى إنه قد وردت روايات الخاصة أن الشيطان يغل بسبعين غلاً من حديد جهنم، ويساق إلى المحشر، فينظر ويرى رجلاً أمامه تقوده ملائكة العذاب، وفي عنقه مائة وعشرون غلاً من أغلال جهنم، فيدنوا الشيطان إليه ويقول: ما فعل الشقي حتى زاد علي في العذاب، وإنما أغويت الخلق، وأوردتهم موارد الهلاك؟ فيقول عمر للشيطان: ما فعلت شيئاً سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب. والظاهر أنه استقل سبب شقاوته ومزيد عذابه ولم يعلم أن كل ما وقع في الدنيا إلى يوم القيامة من الكفر والطغيان، واستيلاء أهل الجور والظلم، إنما هو من فعلته هـــذه».(2)
وقد بلغ من حقد هؤلاء على أصحاب النبي : استباحة لعنهم،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) ثواب الاعمال وعقاب الأعمال ص255.
(2) الأنوار النعمانية 1/81-82.
بل تقربهم إلى الله بذلك، وخاصة الشيخين: أبا بكر وعمر. فإن لهم في لعنهما والمبالغة في ذلك أمراً يفوق الوصف.
فقد روى الملا كاظم عن أبي حمزة الثمالى -افتراء على زين العابدين رحمه الله- أنه قال: «من لعن الجبت والطاغوت لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة، ومحي عنه ألف ألف سيئة، ورفع له سبعون ألف ألف درجة ومن أمسى يلعنهما لعنة واحدة كتب له مثل ذلك، قال: فمضى مولانا علي بن الحسين، فدخلت على مولانا أبي جعفر محمد الباقر. فقلت: يامولاي حديث سمعته من أبيك قال: هات ياثمالى، فأعدت عليه الحديث. فقال: نعم ياثمالى. أتحب أن أزيدك؟ فقلت: بلى يامولاي. فقال: من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسى، ومن أمسى لعنهما لعنة واحدة لم يكتب عليه ذنب في ليلة حتى يصبح».(1)
ومن الأدعية المشهورة عندهم الواردة في كتب الأذكار: دعاء يسمونه دعاء صنمي قريش (يعنون بهما أبا بكر وعمر) وينسبون هذا الدعاء ظلماً وزوراً لعلي -- وهو يتجاوز صفحة ونصف وفيه: (اللهم صل على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) أجمع الفضائح لملا كاظم ص513. بواسطة الشيعة وأهل البيت لإحسان إلهي ظهير ص157.
وطاغوتيها،وأفكيها، وابنتيهما اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرّفا كتابك...
[إلى أن جاء في آخره]: اللهم العنهما في مكنون السر، وظاهرالعلانية، لعناً كثيراً أبداً، دائماً سرمداً، لا انقطاع لأمده ولانفاد لعدده، لعناً يعود أوله ولايروح آخره، لهم ولأعوانهم، وأنصارهم، ومحبيهم، ومواليهم، والمسلمين لهم، والمائلين إليهم، والناهضين باحتجاجهم، والمقتدين بكلامهم، والمصدقين بأحكامهم، (قل أربع مرات): اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار، آمين رب العالمين».(1)
وهذا الدعاء مرغب فيه عندهم، حتى إنهم رووا في فضله نسبةً إلى ابن عباس أنه قال: «إن علياً --كان يقنت بهذا الدعاء في صلواته، وقال إن الداعي به كالرامي مع النبي في بدر، وأُحد، وحنين، بألف ألف سهم».(2)
ولهذا كان هذا الدعاء محل عناية علمائهم، حتى إن أغا بزرك الطهراني ذكر أن شروحه بلغت العشرة.(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) مفتاح الجنان في الأدعية والزيارات والأذكار ص113-114، وتحفة عوام مقبول ص214-215، وهذا الكتاب الأخير موثق من جماعة من كبار علمائهم المعاصرين،ورد ذكراسمائهم على غلاف الكتاب، ومنهم: الخميني.
(2) علم اليقين في أصول الدين لمحسن الكاشاني 2/101.
(3) انظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة 8/192.
فهذا ما جاء في كتبهم القديمة وعلى ألسنة علمائهم المتقدمين. أما المعاصرون منهم فهم على عقيدة سلفهم سائرون وبها متمسكون، وسأكتفي للدلالة على هذا بما جاء عن إمامهم المقدس وآيتهم العظمى الخميني -وذلك خشية الإطالة-.
حيث يقول في كتابه كشف الأسرار: «إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين،وما قاما به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الإله، وماحللاه وحرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضدأولاده،ولكننا نشيرإلى جهلهما بأحكام الإله والدين».(1)
ويقول عن الشيخين -رضي الله عنهما-: «وهنا نجد أنفسنا مضطرين على إيراد شواهد من مخالفتهما الصريحة للقرآن لنثبت بأنهما كانا يخالفان ذلك».(2)
ويقول متهمهما بتحريف القرآن: «لقد ذكر الله ثمان فئات تستحق سهماً من الزكاة، لكن أبا بكر أسقط واحدة من هذه الفئات، بإيعاز من عمر ولم يقل المسلمون شيئاً».(3)
ويقول أيضاً: «الواقع أنهم أعطوا الرسول حق قدره... الرسول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) كشف الأسرار ص126.
(2) المرجع نفسه ص131.
(3) المرجع نفسه ص135.
الذي كدّ وجد وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم وأغمض عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة».(1)
فهذه عقيدة الرافضة في الصحابة، وليعلم أن ما أوردته هنا غيض من فيض مما هو موجود في كتبهم من مطاعن، وسباب، وشتائم بذيئة، يتنزه أصحاب المرؤة والدين عن إطلاقها على أكفر الناس، بينما تنشرح بها صدور الرافضة، وتسارع بها ألسنتهم في حق أصحاب رسول الله وخلفائه ووزرائه وأصهاره، بل ويعدون ذلك ديناً يرجون عليه من الله أعظم الأجر والمثوبة. وفي الحقيقة إن المسلم إذا ما تأمل حال هؤلاء الناس وما هم عليه من بعد وضلال فإنه لا بد له من موقفين:
الموقف الأول: موقف استشعار نعمة الله، وعظم لطفه، وسابغ كرمه أن أنقذه من هذا الضلال. الأمرالذي يستوجب شكر الله على ذلـــك.
والموقف الثاني: موقف الاتعاظ والاعتبار، بما بلغ بهؤلاء القوم من زيغ وانحراف، يعلمه من له أدنى ذرة من عقل، كتقربهم إلى الله بلعن أبي بكر وعمر صباحاً ومساءً، وزعمهم أن من لعنهما لعنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) كشف الأسرار ص137.
واحدة لم تكتب عليه خطيئة في يومه ذلك.
وذلك أن عامة العقلاء من هذه الأمة، بل ومن أصحاب
الملل السماوية يدركون إدراكاً ضرورياً من دين الله، أن الله ما تعبد
أمة من الأمم بلعن أحد من الكفار، ولو كان من أكفر الناس،
بل ما تعبدهم بلعن إبليس اللعين المطرود من رحمة الله صباحاً
ومساءً، في أوراد مخصوصه تقرباً إلى الله كما تتقرب الرافضة
بلعن أبي بكر وعمر. بل إني لا أعلم فيما اطلعت عليه من كتب الرافضة أنفسهم -مع اطلاعي على الكثير منها- أنها تضمنت دعاءً مخصوصاً أو غير مخصوص في لعن أبي جهل، أو أمية بن خلف،
أو الوليد بن المغيرة الذين هم أشــد النــاس كفــراً بالله وتكذيباً لرسوله ، بل ولا في لعن إبليس في حين أن كتبهم تمتلأ
بالروايات في لعن أبي بكر وعمر، كما في دعاء صنمي قريش وغـــــيره.
ففي هذا عبرة لكل معتبر فيما يبلغ بالعبد من الضلال إن هو أعرض عن شرع الله، واتبع الأهواء والبدع كيف يزين له سوء عمله، وقبيح أفعاله حتى يصبح لا يعرف معروفاً من منكر، ولا يميز حقاً من باطل، بل يتخبط في الظلمات، ويعيش في سكرة الشهوات، وهذا ما أخبر الله عنه في كتابه وبين حال أصحابه في قوله: {أفمن زيــن له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي
مـن يشاء}(1)، وقال: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}(2)، وقال: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكاناً وأضعف جنـداً}.(3)
عقيدة الرجعـــة:
يعتقد الرافضة رجعة بعض الأموات بعد موتهم إلى الحياة الدنيا، وذلك في زمن خروج المهدي -المزعوم عندهم-.
يقول أحمد الأحسائي(4) في كتاب الرجعة: «اعلم أن الرجعة في الأصل يراد بها رجوع الأموات إلى الدنيا، كأنهم خرجوا منها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) فاطر آيه: 8.
(2) الكهف آيه: 104.
(3) مريم آيه: 75.
(4) أحمد بن زين الدين الأحسائي، متوفى سنة 1241هـ، يعد من كبار علمائهم المتأخرين.
قال عنه الخونساري: «ترجمان الحكماء المتألهين، ولسان العرفاء والمتكلمين، غرة الدهر، وفليسوف العصر ... لم يعد في هذه الأواخر مثله في المعرفة والفهم، والمكرمة والحزم، وجودة السليقة وحسن الطريقة...الخ» روضات الجنات 1/88-89 بواسطة الشيعة والتشيع لإحسان إلهي ظهير ص307- 308.
ورجعوا إليها».(1)
ويقول -الزنجاني- وهو من علمائهم المعاصرين: «الرجعة عبارة عن حشر قوم عند قيام القائم الحجة --، ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، بظهور دولته، وقوم من أعدائه ينتقم منهم، وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب والقتل على أيدى شيعته وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدونه من علو كلمته. وهي عندنا الإمامية الاثنا عشرية تختص بمن محّض الإيمان، ومحّض الكفر والباقون سكوت عنهم».(2)
فالرجعة عندهم هي للأئمة، ومن محّض الإيمان من أوليائهم، ومن محّض الكفر من أعدائهم -وهم يعنون بذلك الصحابة - والقصد من ذلك هو إظهار العز والنصر للأئمة ومواليهم، والانتقام من أعدائهم، كما نص على هذا الزنجاني في كلامه المتقدم. وقد دلت على هذا رواياتهم وأقوال علمائهم المتقدمين.
جاء في تفسير القمي نسبة إلى علي بن الحسين -رحمه الله-: أنـه قال في تفسير قوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الرجعة ص41.
(2) عقائد الإمامية الإثني عشريه 2/228.
إلى معاد}(1) قال:«يرجع نبيكم صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين، والأئمة عليهم السلام».(2)
وممن يرجع عندهم للعذاب بزعمهم -أبو بكر وعمر.
يقول نعمة الله الجزائري بعد أن ذكر لعن الشيخين، وأنه من ضروريات المذهب عندهم: «وفي الأخبار ما هو أغرب من هذا: وهو أن مولانا صاحب الزمان --، إذا ظهر وأتى المدينة أخرجهما من قبريهما، فيعذبهما على كل ما وقع في العالم من الظلم المتقدم على زمانيهما: كقتل قابيل هابيل، وطرح إخوة يوسف له في الجبّ، ورمي إبراهيم في نار نمرود، وإخراج موسى خائفاً يترقب، وعقر ناقة صالح، وعبادة من عبد النيران، فيكون لهما الحظ الأوفر من أنواع ذلك العذاب»(3)، وهذه الرواية كافية الدلالة على سخف عقول القوم، وشدة حقدهم وبغضهم لخيري هذه الأمة بعد نبيها أبي بكر وعمــر -رضي الله عنهما-.
وقد جاءت أقوال علمائهم موضحة ومفصلة لبيان من يرجع من الأموات:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) القصص آية 85.
(2) تفسير القمي 2/147.
(3) الأنوار النعمائية 1/141.
يقول المرتضى: «اعلم أن الذي قد ذهب الشيعة الإمامية إليه أن الله تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي صلوات الله عليه قوماً ممن كان تقدم موته من شيعته، ليفوز بثواب نصرته ومعونته، ومشاهدة دولته، ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم، فيلتذون بما يشاهدون من ظهور الحق، وعلو كلمة أهله».(1)
ويقول الأحسائي في بيان معنى الرجعة: «والمراد بها رجوع الأئمة عليهم السلام وشيعتهم وأعدائهم، ممن محّض من الفريقين الإيمان أو الكفر محضاً».(2)
ولعقيدة الرجعة عند الرافضة أهمية بالغة، ومكانة عالية، دلت عليها رواياتهم وأقوال علمائهم.
جاء في كتاب (علم اليقين)(3) عن الصادق أنه قال: «ليس منا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الرجعة لأحمد الأحسائي 29.
وانظر أيضاً: كلاماً قريباً من هذا نقله صاحب (علم اليقين في أصول الدين) 2/823 عن أبي علي الطبرسي.
(2) الرجعه ص11.
(3) علم اليقين في أصول الدين لمحسن الكاشاني.
قال الحر العاملي مثنياً على المؤلِّف: «كان فاضلاً، عالماً، ماهراً، حكيماً، متكلماً، محدثاً، فقيهاً، شاعراً، أديباً، حسن التصنيف، من المعاصرين، له كتب... وذكر فيها: علم اليقين» أمل الآمل 2/305.
من لا يؤمن برجعتنا، ويقر بمتعتنا».(1)
ويقول أحمد الاحسائي: «اعلم أن الرجعة سـرٌّ من الله، والقول بها ثمرة الإيمان بالغيب».(2)
ويقول أيضاً في معرض استدلاله للرجعة: «فقد تكررت في أحاديثهم، وأدعيتهم، وزياراتهم، حتى إن من تتبع آثارهم حصل له العلم القطعى: بأن الرجعة من متمات الإيمان عندهم، والقول بها شعارهــم».(3)
ولهذا كان القول بالرجعة وتقريرها، محل إجماع الرافضة، كما نقل ذلك غير واحد من أئمتهم.
يقول المفيد: «واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة، وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختــلاف».(4)
ويقول المرتضى: «وإذا ثبت جواز الرجعة، ودخولها تحت المقدور، فالطريق إلى إثباتها إجماع الإمامية على وقوعها، فإنهم لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) علم اليقين لمحسن الكاشاني 2/827.
(2) الرجعة ص11.
(3) المرجع نفسه ص24.
(4) أوائل المقالات ص48.
يختلفون في ذلك».(1)
ويقول الحر العاملي ضمن ذكره الأدلة على إثبات الرجعة: «الضرورة: فإن ثبوت الرجعة من ضروريات مذهب الإمامية عند جميع العلماء المعروفين المشهورين، بل يعلم العامة أن ذلك من مذهب الشيعة، فلا ترى أحداً يعرف اسمه ويعلم له تصنيف من الإمامية يصرح بإنكار الرجعة ولا تأويلها».(2)
ويقول الأحسائي: «وقد نقل الإجماع على ثبوتها العلماء، وهو عندنا حجة لكشفه عن قول المعصوم --».(3)
ويقول أيضاً: «إن الرجعة لم تثبت بخصوص أخبار آحاد ليمكن تأويلها أوطرحها، وإنما ثبتت بأخبار متواترة مضى عليها عمل العلماء واعتقادهم. على أن أكثرهم إنما عوّل على الإجماع الذي هو مقطوع به، ولا يحتمل التأويل: بأن الله يحي أمواتاً عند قيام القائم -- من أوليائه وأعدائه».(4)
ويقول أيضاً: «فإذا عرفت هذا فاعلم يا أخي: أني لا أظنك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) نقلاً عن الرجعة للأحسائي ص30.
(2) الايقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة ص60.
(3) الرجعة ص24.
(4) المرجع نفسه ص25.
ترتاب بعدما مهدت وأوضحت لك، في القول بالرجعة، التي أجمعت
الشيعة عليها في جميع الأعصار، واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار، حتى نظموها في أشعارهم واحتجوا بها على جميع المخالفين في جميع أعصارهم، وشنـّع المخالفون عليهم في ذلك».(1)
ويقول عبدالله شبـّر: «اعلم أن ثبوت الرجعة مما أجمعت عليه الشيعة الحقة، والفرقة المحقة، بل هي من ضروريات مذهبهم».(2)
وأقوالهم في تقرير هذه العقيدة الفاسدة التي نَقـلَتْ إجماع علمائهم عليها كثيرة جداً، وإنما سقت هنا بعضها.
وقد أفرد (عقيدة الرجعة) بالتأليف بعض علمائهم الكبار كالحر العاملي الذي ألف كتاب (الإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة). والأحسائي الذي ألف كتاب (الرجعة) وغيرها من المؤلفات الخاصة: التي تنتصر لهذه العقيدة الفاسدة، بمئات الروايات المكذوبة على الأئمة، وتدعي تواترها عنهم. وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها ومنهم برآء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الرجعة ص30.
(2) حق اليقين 2/3.
عقيدة التقيّــة:
التقيّـة من عقائد الرافضة المشهورة، التي تحتل مكانة كبيرة، ومنزلة رفيعة من دينهم. ولهم في فضلها مبالغات كبيرة.
ففي الكافي والمحاسن أن أبا جعفر قال -بزعمهم-: «التقيّـة من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقيّـة له».(1)
وفيهما أيضاً عن أبي عبدالله: «إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له».(2)
وعن أبي جعفر أنه قال: «لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلى الله من التقية، ياحبيب: إنه من كانت له تقيّـة رفعه الله ياحبيب، من لم تكن له تقيّة وضعه الله».(3)
وعن أبي عبدالله أنه قال: «... ما عبدالله بشيء أحب إليه من الخـَبْءِ، قلت: وما الخـَبْء؟ قال: التقيّة».(4)
والرافضة يحتجون لهذه العقيدة الفاسدة بقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي 2/219، والمحاسن للبرقي ص255.
(2) أصول الكافي 2/217، والمحاسن للبرقي ص259.
(3) أورده البرقي في المحاسن ص257.
(4) أورده الكليني في الكافي 2/219.
الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة}(1) ولا حجة لهم في هذه الآية ولا غيرها من النصوص.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وهذه الاية حجة عليهم، فإن هذه الآية خوطب بها أولاً من كان مع النبي من المؤمنين. فقيل لهم: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وهذه الآية مدنية باتفاق العلماء، فإن سورة آل عمران كلها مدنية، وكذلك البقرة والنساء والمائدة، ومعلوم أن المؤمنين بالمدينة على عهد النبي لم يكن أحد منهم يكتم إيمانه، ولا يظهر للكفار أنه منهم كما تفعله الرافضة مع الجمهور... والرافضة من أعظم الناس إظهاراً لمودة أهل السنة، ولا يظهر أحدهم دينه حتى إنهم يحفظون من فضائل الصحابة والقصائد التي في مدحهم وهجاء الرافضة، ما يتوددون به إلى أهل السنة، ولا يظهر أحدهم دينه، كما كان المؤمنون يظهرون دينهم للمشركين وأهل الكتاب. فعلم أنهم من أبعد الناس عن العمل بهذه الآية. وأما قوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاه}(2)، قال مجاهد: إلا مصانعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) الآية من سورة آل عمران آية (28)، وممن نص على استدلالهم بها حسين ابن محمد العصفور في الانوار الوضية ص110.
(2) سورة آل عمران 28.
والتقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ماليس في قلبي، فإن هذا نفاق، ولكن أفعل ما أقدر عليه، كما في الصحيح عن النبي أنه قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).(1)
فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار، ولم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه، ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه، مع أنه لايكذب ويقول بلسانه ماليس في قلبه، إما أن يظهر دينه، وإما أن يكتمه، وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله، بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وهو لم يكن موافقاً لهم على جميع دينهم، ولا كان يكذب، ولا يقول بلسانه ماليس في قلبه، بل كان يكتم إيمانه، وكتمان الدين شئ، وإظهار الدين الباطل شئ آخر».(2)
فتبين أنه لا حجة للرافضة في هذه الآية، بل إن عقيدة التقيّة عندهم مناقضة لأصل الإسلام وقواعد الشريعة.
فالتقية الواردة في الآية هي: كتم مالا يستطيع أن يظهره المسلم من دينه عند الكفار، دون إظهار دينهم وموافقتهم فيه، والرافضة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) رواه مسلم (كتاب الإيمان، باب كون النهي عن المنكر من الايمان) 1/69 ح49.
(2) منهاج السنة 6/421-424.
يظهرون من عقائد مخالفيهم غير ما يعتقدون. فقد رووا عن أبي جعفر
أنه قال: «خالطوهم بالبرانية، وخالفوهم بالجوانية إذا كانت الإمرة صبيانيــة».(1)
ويقول البحراني مبيناً معنى التقية عندهم: «المراد بها إظهار موافقة أهل الخلاف فيما يدينون به خوفاً».(2)
ويقول الخميني: «التقية معناها: أن يقول الإنسان قولاً مغايراً للواقع، أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعة، وذلك حفاظاً لدمه أو عرضه أو ماله».(3)
والتقية الواردة في الآية إنما هي في حال الخوف، والرافضة يبيحون التقية على كل حال.
روى الطوسي عن الصادق أنه قال: «ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه، ليكون سجيته مع من يحذره».(4)
وما دلت عليه الآية من جواز كتم شئ من الدين عند الإكراه، لا يعدوا أن يكون رخصة، وترك الرخصة والأخذ بالعزيمة جائز في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي 2/220.
(2) الكشكول 1/202.
(3) كشف الأسرار ص147.
(4) أمالي الطوسي ص229.
الشرع، بل إنه من أعظم الجهاد في سبيل الله.
وأما الرافضة: فالأخذ بالتقية عندهم واجب، بل إنه لا دين لمن لاتقية له، والتقية هي تسعة أعشار الدين عندهم، كما تقدم في رواياتهــم.
وقد رووا عن علي بن محمد من مسائل داود الصرمي عنه أنه قال له: «ياداود لو قلت لك: إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً».(1)
وعن الباقر أنه قال: «أشرف أخلاق الأئمة، والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية».(2)
والرافضة يجيزون التقية في كل شئ حتى في العبادات.
روى الصدوق عن أبي عبدالله أنه قال: «ما منكم أحد يصلي صلاة فريضة في وقتها، ثم يصلي معهم صلاة تقية، وهو متوضئ إلا كتب الله له بها خمساً وعشرين درجة فارغبوا في ذلك».(3)
ويقول الصدوق: «وقال لي أبي في رسالته إليّ: لاتصل خلف أحد إلا خلف رجلين: أحدهما من تثق بدينه وورعه، وآخر تتقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) الأصول الأصيلة لعبدالله شبّـر ص320.
(2) المصدر السابق ص323.
(3) من لايحضره الفقيه 1/266.
سيفه وسطوته، وشناعته على الدين، وصل خلفه على سبيل التقية والمــداراة».(1)
ورووا عن الصادق: «أنه دخل على أبي العباس في يوم شك وهو يتغذى، فقال: ليس هذا من أيامك، فقال الصادق: ما صومي إلا صومك، ولا فطري إلا فطرك، فقال: ادن، فدنوت وأكلت، وأنا والله أعلم أنه من رمضان».(2)
ومعلوم لدى الخاص والعام من المسلمين، مناقضة هذا لأصل دين الإسلام القائم على وجوب الإخلاص لله في الأعمال، والمتابعة لنبيه فيها وأن الله لايقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه، على وفق سنة نبيه .
ومن خلال هذا العرض يتبين أن عقيدة التقية عند الرافضة، إنما هي نفاق محض، بكل صورها وأشكالها، وأن الإسلام بريء منها ومن أهلها، وأن ما يقرره الرافضة ويدينون به، ويتعاملون به مع المسلمين باسم التقية هو حقيقة ماكان عليه المنافقون في عهد البعثة الذين فضحهم الله وبين حالهم بقوله: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) من لا يحضره الفقيه 1/265.
(2) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم للنباطي 3/73.
وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون}.(1)
وبقوله: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرآؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليــلاً}.(2)
فعلى المسلمين اليوم أن يكونوا على حذر ويقظة من حيل الرافضة ومكرهم، وأن لا ينخدعوا بما يظهرون لهم من الموافقة، وإخفاء تلك العقائد الفاسدة، التي يقوم عليها دينهم، وتبنى عليها عقيدتهم، كعقيدة تحريف القرآن، وتكفير الصحابة، وحقدهم الدفين على الأمة وعلمائها، وغيرها من عقائدهم المقررة في كتبهم، وليعلم أولئك المخدوعون بهم من أهل السنة وبما يظهرون لهم من الموافقة في الدين أن دينهم يقوم على ذلك النفاق والخداع، من يوم أن عرفت الرافضة إلى اليوم، وأن هذا المسلك يمثل عقيدة أصيلة عندهم هي تسعة أعشار دينهم، ولا إيمان لمن لم يحققها، على ما صرحت به كتبهم القديمة والحديثة. فهل يعي المغرورون ويتنبه الغافلون؟!
(1) الأنوار النعمانية 2/244.
(2) حق اليقين ص519 (فارسى) وقد قام بترجمة النص ونقله إلى العربية الشيخ محمد عبدالستار التونسوي في كتابه بطلان عقائد الشيعة ص53.
جاء في تفسير القمي(1) في تفسير سورة الفلق: «الفلق: جب في نار جهنم، يتعوذ أهل النار من شدة حره، فسأل الله من شدة حره أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم، وفي ذلك الجب صندوق من نار، يتعوذ أهل الجب من حر ذلك الصندوق، وهو التابوت، وفي ذلك التابوت سته من الأولين، وست من الآخرين، فأما الستة الذين من الأولين: فابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في
النار، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل، والذي هوّد اليهود، والذي نصّر النصارى. أما الستة الذين من الآخرين: فهو الأول والثاني، والثالث، والرابع، وصاحب الخوارج، وابن ملجم لعنهم الله».(2)
ويعنون بالأول والثاني والثالث: الخلفاء الثلاثة السابقين لعلـي
-- في الخلافة، وبالرابع معاوية -- وهذه من الرموز التي يستخدمها الرافضة في كتبهم عند الطعن في الصحابة. وقد جاء توضيح أكبر لهذه الرموز في رواية العياشي، التي ينسبها كذباً وزوراً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) هو: علي بن إبراهيم بن هاشم، المتوفى 307هـ.
قال عنه النجاشي: «ثقة في الحديث، ثبت معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنف كتباً». مقدمة بحار الأنوار ص128.
(2) تفسير القمي 2/449.
لجعفر الصادق أنه قال: «يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب: بابها الأول:
للظالم وهو زريق، وبابها الثاني: لحبتر(1)، والباب الثالث: للثالث، والرابع: لمعاوية، والباب الخامس: لعبد الملك، والسادس: لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة(2) فهم أبواب لمن تبعهم».(3)
ويتمادى الرافضة في حقدهم على خيار أصحاب النبي وخلفائه إلى أشد من هذا، فيروي من يلقب عندهم بالصدوق وهو من أكبر الكذابين الأفاكين.
عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر --: «أخبرني بأول من يدخل النار؟ قال: إبليس ورجل عن يمينه، ورجل عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) نقل الشيخ إحسان إلهي ظهير -رحمه الله- عن أحد علماء الرافضة الكبار في الهند أنه فسر هذين المصطلحين بقوله: «روي أن الزريق: مصغر أزرق، والحبتر معناه: الثعلب، فالمراد من الأول: (أبو بكر) لأنه كان أزرق العينين، والمراد من الثاني: (عمر) كناية عن دهائه ومكره». الرد على الدكتور علي عبد الواحد وافي ص207.
(2) ذكر محقق تفسير العياشي معاني هذه الرموز فقال في معنى عسكر بن هوسر «كناية عن بعض خلفاء بني أميه أو بني العباس، وكذا أبي سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وساير أهل الجمل». حاشية تفسير العياشي 2/243.
(3) تفسير العياشي 2/243.
يساره»(1)، وظاهر أنهم يعنون بالرجلين أبا بكر وعمر -رضي الله عنهمــا-.
ويذهب نعمة الله الجزائري إلى أن عمر يعذب يوم القيامة في النار أشد من إبليس يقول: «وإنما الاشكال في تزويج علي --
أم كلثوم لعمر بن الخطاب وقت تخلفه، لأنه قد ظهرت منه المناكير وارتد عن الدين ارتداداً أعظم من كل من ارتد، حتى إنه قد وردت روايات الخاصة أن الشيطان يغل بسبعين غلاً من حديد جهنم، ويساق إلى المحشر، فينظر ويرى رجلاً أمامه تقوده ملائكة العذاب، وفي عنقه مائة وعشرون غلاً من أغلال جهنم، فيدنوا الشيطان إليه ويقول: ما فعل الشقي حتى زاد علي في العذاب، وإنما أغويت الخلق، وأوردتهم موارد الهلاك؟ فيقول عمر للشيطان: ما فعلت شيئاً سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب. والظاهر أنه استقل سبب شقاوته ومزيد عذابه ولم يعلم أن كل ما وقع في الدنيا إلى يوم القيامة من الكفر والطغيان، واستيلاء أهل الجور والظلم، إنما هو من فعلته هـــذه».(2)
وقد بلغ من حقد هؤلاء على أصحاب النبي : استباحة لعنهم،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) ثواب الاعمال وعقاب الأعمال ص255.
(2) الأنوار النعمانية 1/81-82.
بل تقربهم إلى الله بذلك، وخاصة الشيخين: أبا بكر وعمر. فإن لهم في لعنهما والمبالغة في ذلك أمراً يفوق الوصف.
فقد روى الملا كاظم عن أبي حمزة الثمالى -افتراء على زين العابدين رحمه الله- أنه قال: «من لعن الجبت والطاغوت لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة، ومحي عنه ألف ألف سيئة، ورفع له سبعون ألف ألف درجة ومن أمسى يلعنهما لعنة واحدة كتب له مثل ذلك، قال: فمضى مولانا علي بن الحسين، فدخلت على مولانا أبي جعفر محمد الباقر. فقلت: يامولاي حديث سمعته من أبيك قال: هات ياثمالى، فأعدت عليه الحديث. فقال: نعم ياثمالى. أتحب أن أزيدك؟ فقلت: بلى يامولاي. فقال: من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسى، ومن أمسى لعنهما لعنة واحدة لم يكتب عليه ذنب في ليلة حتى يصبح».(1)
ومن الأدعية المشهورة عندهم الواردة في كتب الأذكار: دعاء يسمونه دعاء صنمي قريش (يعنون بهما أبا بكر وعمر) وينسبون هذا الدعاء ظلماً وزوراً لعلي -- وهو يتجاوز صفحة ونصف وفيه: (اللهم صل على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) أجمع الفضائح لملا كاظم ص513. بواسطة الشيعة وأهل البيت لإحسان إلهي ظهير ص157.
وطاغوتيها،وأفكيها، وابنتيهما اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرّفا كتابك...
[إلى أن جاء في آخره]: اللهم العنهما في مكنون السر، وظاهرالعلانية، لعناً كثيراً أبداً، دائماً سرمداً، لا انقطاع لأمده ولانفاد لعدده، لعناً يعود أوله ولايروح آخره، لهم ولأعوانهم، وأنصارهم، ومحبيهم، ومواليهم، والمسلمين لهم، والمائلين إليهم، والناهضين باحتجاجهم، والمقتدين بكلامهم، والمصدقين بأحكامهم، (قل أربع مرات): اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار، آمين رب العالمين».(1)
وهذا الدعاء مرغب فيه عندهم، حتى إنهم رووا في فضله نسبةً إلى ابن عباس أنه قال: «إن علياً --كان يقنت بهذا الدعاء في صلواته، وقال إن الداعي به كالرامي مع النبي في بدر، وأُحد، وحنين، بألف ألف سهم».(2)
ولهذا كان هذا الدعاء محل عناية علمائهم، حتى إن أغا بزرك الطهراني ذكر أن شروحه بلغت العشرة.(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) مفتاح الجنان في الأدعية والزيارات والأذكار ص113-114، وتحفة عوام مقبول ص214-215، وهذا الكتاب الأخير موثق من جماعة من كبار علمائهم المعاصرين،ورد ذكراسمائهم على غلاف الكتاب، ومنهم: الخميني.
(2) علم اليقين في أصول الدين لمحسن الكاشاني 2/101.
(3) انظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة 8/192.
فهذا ما جاء في كتبهم القديمة وعلى ألسنة علمائهم المتقدمين. أما المعاصرون منهم فهم على عقيدة سلفهم سائرون وبها متمسكون، وسأكتفي للدلالة على هذا بما جاء عن إمامهم المقدس وآيتهم العظمى الخميني -وذلك خشية الإطالة-.
حيث يقول في كتابه كشف الأسرار: «إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين،وما قاما به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الإله، وماحللاه وحرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضدأولاده،ولكننا نشيرإلى جهلهما بأحكام الإله والدين».(1)
ويقول عن الشيخين -رضي الله عنهما-: «وهنا نجد أنفسنا مضطرين على إيراد شواهد من مخالفتهما الصريحة للقرآن لنثبت بأنهما كانا يخالفان ذلك».(2)
ويقول متهمهما بتحريف القرآن: «لقد ذكر الله ثمان فئات تستحق سهماً من الزكاة، لكن أبا بكر أسقط واحدة من هذه الفئات، بإيعاز من عمر ولم يقل المسلمون شيئاً».(3)
ويقول أيضاً: «الواقع أنهم أعطوا الرسول حق قدره... الرسول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) كشف الأسرار ص126.
(2) المرجع نفسه ص131.
(3) المرجع نفسه ص135.
الذي كدّ وجد وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم وأغمض عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة».(1)
فهذه عقيدة الرافضة في الصحابة، وليعلم أن ما أوردته هنا غيض من فيض مما هو موجود في كتبهم من مطاعن، وسباب، وشتائم بذيئة، يتنزه أصحاب المرؤة والدين عن إطلاقها على أكفر الناس، بينما تنشرح بها صدور الرافضة، وتسارع بها ألسنتهم في حق أصحاب رسول الله وخلفائه ووزرائه وأصهاره، بل ويعدون ذلك ديناً يرجون عليه من الله أعظم الأجر والمثوبة. وفي الحقيقة إن المسلم إذا ما تأمل حال هؤلاء الناس وما هم عليه من بعد وضلال فإنه لا بد له من موقفين:
الموقف الأول: موقف استشعار نعمة الله، وعظم لطفه، وسابغ كرمه أن أنقذه من هذا الضلال. الأمرالذي يستوجب شكر الله على ذلـــك.
والموقف الثاني: موقف الاتعاظ والاعتبار، بما بلغ بهؤلاء القوم من زيغ وانحراف، يعلمه من له أدنى ذرة من عقل، كتقربهم إلى الله بلعن أبي بكر وعمر صباحاً ومساءً، وزعمهم أن من لعنهما لعنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) كشف الأسرار ص137.
واحدة لم تكتب عليه خطيئة في يومه ذلك.
وذلك أن عامة العقلاء من هذه الأمة، بل ومن أصحاب
الملل السماوية يدركون إدراكاً ضرورياً من دين الله، أن الله ما تعبد
أمة من الأمم بلعن أحد من الكفار، ولو كان من أكفر الناس،
بل ما تعبدهم بلعن إبليس اللعين المطرود من رحمة الله صباحاً
ومساءً، في أوراد مخصوصه تقرباً إلى الله كما تتقرب الرافضة
بلعن أبي بكر وعمر. بل إني لا أعلم فيما اطلعت عليه من كتب الرافضة أنفسهم -مع اطلاعي على الكثير منها- أنها تضمنت دعاءً مخصوصاً أو غير مخصوص في لعن أبي جهل، أو أمية بن خلف،
أو الوليد بن المغيرة الذين هم أشــد النــاس كفــراً بالله وتكذيباً لرسوله ، بل ولا في لعن إبليس في حين أن كتبهم تمتلأ
بالروايات في لعن أبي بكر وعمر، كما في دعاء صنمي قريش وغـــــيره.
ففي هذا عبرة لكل معتبر فيما يبلغ بالعبد من الضلال إن هو أعرض عن شرع الله، واتبع الأهواء والبدع كيف يزين له سوء عمله، وقبيح أفعاله حتى يصبح لا يعرف معروفاً من منكر، ولا يميز حقاً من باطل، بل يتخبط في الظلمات، ويعيش في سكرة الشهوات، وهذا ما أخبر الله عنه في كتابه وبين حال أصحابه في قوله: {أفمن زيــن له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي
مـن يشاء}(1)، وقال: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}(2)، وقال: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكاناً وأضعف جنـداً}.(3)
عقيدة الرجعـــة:
يعتقد الرافضة رجعة بعض الأموات بعد موتهم إلى الحياة الدنيا، وذلك في زمن خروج المهدي -المزعوم عندهم-.
يقول أحمد الأحسائي(4) في كتاب الرجعة: «اعلم أن الرجعة في الأصل يراد بها رجوع الأموات إلى الدنيا، كأنهم خرجوا منها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) فاطر آيه: 8.
(2) الكهف آيه: 104.
(3) مريم آيه: 75.
(4) أحمد بن زين الدين الأحسائي، متوفى سنة 1241هـ، يعد من كبار علمائهم المتأخرين.
قال عنه الخونساري: «ترجمان الحكماء المتألهين، ولسان العرفاء والمتكلمين، غرة الدهر، وفليسوف العصر ... لم يعد في هذه الأواخر مثله في المعرفة والفهم، والمكرمة والحزم، وجودة السليقة وحسن الطريقة...الخ» روضات الجنات 1/88-89 بواسطة الشيعة والتشيع لإحسان إلهي ظهير ص307- 308.
ورجعوا إليها».(1)
ويقول -الزنجاني- وهو من علمائهم المعاصرين: «الرجعة عبارة عن حشر قوم عند قيام القائم الحجة --، ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، بظهور دولته، وقوم من أعدائه ينتقم منهم، وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب والقتل على أيدى شيعته وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدونه من علو كلمته. وهي عندنا الإمامية الاثنا عشرية تختص بمن محّض الإيمان، ومحّض الكفر والباقون سكوت عنهم».(2)
فالرجعة عندهم هي للأئمة، ومن محّض الإيمان من أوليائهم، ومن محّض الكفر من أعدائهم -وهم يعنون بذلك الصحابة - والقصد من ذلك هو إظهار العز والنصر للأئمة ومواليهم، والانتقام من أعدائهم، كما نص على هذا الزنجاني في كلامه المتقدم. وقد دلت على هذا رواياتهم وأقوال علمائهم المتقدمين.
جاء في تفسير القمي نسبة إلى علي بن الحسين -رحمه الله-: أنـه قال في تفسير قوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الرجعة ص41.
(2) عقائد الإمامية الإثني عشريه 2/228.
إلى معاد}(1) قال:«يرجع نبيكم صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين، والأئمة عليهم السلام».(2)
وممن يرجع عندهم للعذاب بزعمهم -أبو بكر وعمر.
يقول نعمة الله الجزائري بعد أن ذكر لعن الشيخين، وأنه من ضروريات المذهب عندهم: «وفي الأخبار ما هو أغرب من هذا: وهو أن مولانا صاحب الزمان --، إذا ظهر وأتى المدينة أخرجهما من قبريهما، فيعذبهما على كل ما وقع في العالم من الظلم المتقدم على زمانيهما: كقتل قابيل هابيل، وطرح إخوة يوسف له في الجبّ، ورمي إبراهيم في نار نمرود، وإخراج موسى خائفاً يترقب، وعقر ناقة صالح، وعبادة من عبد النيران، فيكون لهما الحظ الأوفر من أنواع ذلك العذاب»(3)، وهذه الرواية كافية الدلالة على سخف عقول القوم، وشدة حقدهم وبغضهم لخيري هذه الأمة بعد نبيها أبي بكر وعمــر -رضي الله عنهما-.
وقد جاءت أقوال علمائهم موضحة ومفصلة لبيان من يرجع من الأموات:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) القصص آية 85.
(2) تفسير القمي 2/147.
(3) الأنوار النعمائية 1/141.
يقول المرتضى: «اعلم أن الذي قد ذهب الشيعة الإمامية إليه أن الله تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي صلوات الله عليه قوماً ممن كان تقدم موته من شيعته، ليفوز بثواب نصرته ومعونته، ومشاهدة دولته، ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم، فيلتذون بما يشاهدون من ظهور الحق، وعلو كلمة أهله».(1)
ويقول الأحسائي في بيان معنى الرجعة: «والمراد بها رجوع الأئمة عليهم السلام وشيعتهم وأعدائهم، ممن محّض من الفريقين الإيمان أو الكفر محضاً».(2)
ولعقيدة الرجعة عند الرافضة أهمية بالغة، ومكانة عالية، دلت عليها رواياتهم وأقوال علمائهم.
جاء في كتاب (علم اليقين)(3) عن الصادق أنه قال: «ليس منا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الرجعة لأحمد الأحسائي 29.
وانظر أيضاً: كلاماً قريباً من هذا نقله صاحب (علم اليقين في أصول الدين) 2/823 عن أبي علي الطبرسي.
(2) الرجعه ص11.
(3) علم اليقين في أصول الدين لمحسن الكاشاني.
قال الحر العاملي مثنياً على المؤلِّف: «كان فاضلاً، عالماً، ماهراً، حكيماً، متكلماً، محدثاً، فقيهاً، شاعراً، أديباً، حسن التصنيف، من المعاصرين، له كتب... وذكر فيها: علم اليقين» أمل الآمل 2/305.
من لا يؤمن برجعتنا، ويقر بمتعتنا».(1)
ويقول أحمد الاحسائي: «اعلم أن الرجعة سـرٌّ من الله، والقول بها ثمرة الإيمان بالغيب».(2)
ويقول أيضاً في معرض استدلاله للرجعة: «فقد تكررت في أحاديثهم، وأدعيتهم، وزياراتهم، حتى إن من تتبع آثارهم حصل له العلم القطعى: بأن الرجعة من متمات الإيمان عندهم، والقول بها شعارهــم».(3)
ولهذا كان القول بالرجعة وتقريرها، محل إجماع الرافضة، كما نقل ذلك غير واحد من أئمتهم.
يقول المفيد: «واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة، وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختــلاف».(4)
ويقول المرتضى: «وإذا ثبت جواز الرجعة، ودخولها تحت المقدور، فالطريق إلى إثباتها إجماع الإمامية على وقوعها، فإنهم لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) علم اليقين لمحسن الكاشاني 2/827.
(2) الرجعة ص11.
(3) المرجع نفسه ص24.
(4) أوائل المقالات ص48.
يختلفون في ذلك».(1)
ويقول الحر العاملي ضمن ذكره الأدلة على إثبات الرجعة: «الضرورة: فإن ثبوت الرجعة من ضروريات مذهب الإمامية عند جميع العلماء المعروفين المشهورين، بل يعلم العامة أن ذلك من مذهب الشيعة، فلا ترى أحداً يعرف اسمه ويعلم له تصنيف من الإمامية يصرح بإنكار الرجعة ولا تأويلها».(2)
ويقول الأحسائي: «وقد نقل الإجماع على ثبوتها العلماء، وهو عندنا حجة لكشفه عن قول المعصوم --».(3)
ويقول أيضاً: «إن الرجعة لم تثبت بخصوص أخبار آحاد ليمكن تأويلها أوطرحها، وإنما ثبتت بأخبار متواترة مضى عليها عمل العلماء واعتقادهم. على أن أكثرهم إنما عوّل على الإجماع الذي هو مقطوع به، ولا يحتمل التأويل: بأن الله يحي أمواتاً عند قيام القائم -- من أوليائه وأعدائه».(4)
ويقول أيضاً: «فإذا عرفت هذا فاعلم يا أخي: أني لا أظنك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) نقلاً عن الرجعة للأحسائي ص30.
(2) الايقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة ص60.
(3) الرجعة ص24.
(4) المرجع نفسه ص25.
ترتاب بعدما مهدت وأوضحت لك، في القول بالرجعة، التي أجمعت
الشيعة عليها في جميع الأعصار، واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار، حتى نظموها في أشعارهم واحتجوا بها على جميع المخالفين في جميع أعصارهم، وشنـّع المخالفون عليهم في ذلك».(1)
ويقول عبدالله شبـّر: «اعلم أن ثبوت الرجعة مما أجمعت عليه الشيعة الحقة، والفرقة المحقة، بل هي من ضروريات مذهبهم».(2)
وأقوالهم في تقرير هذه العقيدة الفاسدة التي نَقـلَتْ إجماع علمائهم عليها كثيرة جداً، وإنما سقت هنا بعضها.
وقد أفرد (عقيدة الرجعة) بالتأليف بعض علمائهم الكبار كالحر العاملي الذي ألف كتاب (الإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة). والأحسائي الذي ألف كتاب (الرجعة) وغيرها من المؤلفات الخاصة: التي تنتصر لهذه العقيدة الفاسدة، بمئات الروايات المكذوبة على الأئمة، وتدعي تواترها عنهم. وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها ومنهم برآء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الرجعة ص30.
(2) حق اليقين 2/3.
عقيدة التقيّــة:
التقيّـة من عقائد الرافضة المشهورة، التي تحتل مكانة كبيرة، ومنزلة رفيعة من دينهم. ولهم في فضلها مبالغات كبيرة.
ففي الكافي والمحاسن أن أبا جعفر قال -بزعمهم-: «التقيّـة من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقيّـة له».(1)
وفيهما أيضاً عن أبي عبدالله: «إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له».(2)
وعن أبي جعفر أنه قال: «لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلى الله من التقية، ياحبيب: إنه من كانت له تقيّـة رفعه الله ياحبيب، من لم تكن له تقيّة وضعه الله».(3)
وعن أبي عبدالله أنه قال: «... ما عبدالله بشيء أحب إليه من الخـَبْءِ، قلت: وما الخـَبْء؟ قال: التقيّة».(4)
والرافضة يحتجون لهذه العقيدة الفاسدة بقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي 2/219، والمحاسن للبرقي ص255.
(2) أصول الكافي 2/217، والمحاسن للبرقي ص259.
(3) أورده البرقي في المحاسن ص257.
(4) أورده الكليني في الكافي 2/219.
الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة}(1) ولا حجة لهم في هذه الآية ولا غيرها من النصوص.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وهذه الاية حجة عليهم، فإن هذه الآية خوطب بها أولاً من كان مع النبي من المؤمنين. فقيل لهم: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وهذه الآية مدنية باتفاق العلماء، فإن سورة آل عمران كلها مدنية، وكذلك البقرة والنساء والمائدة، ومعلوم أن المؤمنين بالمدينة على عهد النبي لم يكن أحد منهم يكتم إيمانه، ولا يظهر للكفار أنه منهم كما تفعله الرافضة مع الجمهور... والرافضة من أعظم الناس إظهاراً لمودة أهل السنة، ولا يظهر أحدهم دينه حتى إنهم يحفظون من فضائل الصحابة والقصائد التي في مدحهم وهجاء الرافضة، ما يتوددون به إلى أهل السنة، ولا يظهر أحدهم دينه، كما كان المؤمنون يظهرون دينهم للمشركين وأهل الكتاب. فعلم أنهم من أبعد الناس عن العمل بهذه الآية. وأما قوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاه}(2)، قال مجاهد: إلا مصانعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) الآية من سورة آل عمران آية (28)، وممن نص على استدلالهم بها حسين ابن محمد العصفور في الانوار الوضية ص110.
(2) سورة آل عمران 28.
والتقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ماليس في قلبي، فإن هذا نفاق، ولكن أفعل ما أقدر عليه، كما في الصحيح عن النبي أنه قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).(1)
فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار، ولم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه، ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه، مع أنه لايكذب ويقول بلسانه ماليس في قلبه، إما أن يظهر دينه، وإما أن يكتمه، وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله، بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وهو لم يكن موافقاً لهم على جميع دينهم، ولا كان يكذب، ولا يقول بلسانه ماليس في قلبه، بل كان يكتم إيمانه، وكتمان الدين شئ، وإظهار الدين الباطل شئ آخر».(2)
فتبين أنه لا حجة للرافضة في هذه الآية، بل إن عقيدة التقيّة عندهم مناقضة لأصل الإسلام وقواعد الشريعة.
فالتقية الواردة في الآية هي: كتم مالا يستطيع أن يظهره المسلم من دينه عند الكفار، دون إظهار دينهم وموافقتهم فيه، والرافضة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) رواه مسلم (كتاب الإيمان، باب كون النهي عن المنكر من الايمان) 1/69 ح49.
(2) منهاج السنة 6/421-424.
يظهرون من عقائد مخالفيهم غير ما يعتقدون. فقد رووا عن أبي جعفر
أنه قال: «خالطوهم بالبرانية، وخالفوهم بالجوانية إذا كانت الإمرة صبيانيــة».(1)
ويقول البحراني مبيناً معنى التقية عندهم: «المراد بها إظهار موافقة أهل الخلاف فيما يدينون به خوفاً».(2)
ويقول الخميني: «التقية معناها: أن يقول الإنسان قولاً مغايراً للواقع، أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعة، وذلك حفاظاً لدمه أو عرضه أو ماله».(3)
والتقية الواردة في الآية إنما هي في حال الخوف، والرافضة يبيحون التقية على كل حال.
روى الطوسي عن الصادق أنه قال: «ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه، ليكون سجيته مع من يحذره».(4)
وما دلت عليه الآية من جواز كتم شئ من الدين عند الإكراه، لا يعدوا أن يكون رخصة، وترك الرخصة والأخذ بالعزيمة جائز في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي 2/220.
(2) الكشكول 1/202.
(3) كشف الأسرار ص147.
(4) أمالي الطوسي ص229.
الشرع، بل إنه من أعظم الجهاد في سبيل الله.
وأما الرافضة: فالأخذ بالتقية عندهم واجب، بل إنه لا دين لمن لاتقية له، والتقية هي تسعة أعشار الدين عندهم، كما تقدم في رواياتهــم.
وقد رووا عن علي بن محمد من مسائل داود الصرمي عنه أنه قال له: «ياداود لو قلت لك: إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً».(1)
وعن الباقر أنه قال: «أشرف أخلاق الأئمة، والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية».(2)
والرافضة يجيزون التقية في كل شئ حتى في العبادات.
روى الصدوق عن أبي عبدالله أنه قال: «ما منكم أحد يصلي صلاة فريضة في وقتها، ثم يصلي معهم صلاة تقية، وهو متوضئ إلا كتب الله له بها خمساً وعشرين درجة فارغبوا في ذلك».(3)
ويقول الصدوق: «وقال لي أبي في رسالته إليّ: لاتصل خلف أحد إلا خلف رجلين: أحدهما من تثق بدينه وورعه، وآخر تتقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) الأصول الأصيلة لعبدالله شبّـر ص320.
(2) المصدر السابق ص323.
(3) من لايحضره الفقيه 1/266.
سيفه وسطوته، وشناعته على الدين، وصل خلفه على سبيل التقية والمــداراة».(1)
ورووا عن الصادق: «أنه دخل على أبي العباس في يوم شك وهو يتغذى، فقال: ليس هذا من أيامك، فقال الصادق: ما صومي إلا صومك، ولا فطري إلا فطرك، فقال: ادن، فدنوت وأكلت، وأنا والله أعلم أنه من رمضان».(2)
ومعلوم لدى الخاص والعام من المسلمين، مناقضة هذا لأصل دين الإسلام القائم على وجوب الإخلاص لله في الأعمال، والمتابعة لنبيه فيها وأن الله لايقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه، على وفق سنة نبيه .
ومن خلال هذا العرض يتبين أن عقيدة التقية عند الرافضة، إنما هي نفاق محض، بكل صورها وأشكالها، وأن الإسلام بريء منها ومن أهلها، وأن ما يقرره الرافضة ويدينون به، ويتعاملون به مع المسلمين باسم التقية هو حقيقة ماكان عليه المنافقون في عهد البعثة الذين فضحهم الله وبين حالهم بقوله: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) من لا يحضره الفقيه 1/265.
(2) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم للنباطي 3/73.
وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون}.(1)
وبقوله: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرآؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليــلاً}.(2)
فعلى المسلمين اليوم أن يكونوا على حذر ويقظة من حيل الرافضة ومكرهم، وأن لا ينخدعوا بما يظهرون لهم من الموافقة، وإخفاء تلك العقائد الفاسدة، التي يقوم عليها دينهم، وتبنى عليها عقيدتهم، كعقيدة تحريف القرآن، وتكفير الصحابة، وحقدهم الدفين على الأمة وعلمائها، وغيرها من عقائدهم المقررة في كتبهم، وليعلم أولئك المخدوعون بهم من أهل السنة وبما يظهرون لهم من الموافقة في الدين أن دينهم يقوم على ذلك النفاق والخداع، من يوم أن عرفت الرافضة إلى اليوم، وأن هذا المسلك يمثل عقيدة أصيلة عندهم هي تسعة أعشار دينهم، ولا إيمان لمن لم يحققها، على ما صرحت به كتبهم القديمة والحديثة. فهل يعي المغرورون ويتنبه الغافلون؟!
مواضيع مماثلة
» تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة
» تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة 2
» أهم عقائد الرافضة
» آثر الديانات الوثنية في عقائد الرافضة
» قُدرة الرافضة على التكيّف والتلوّن\"!! (صُورة لشعار الرافضة الجديد)
» تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة 2
» أهم عقائد الرافضة
» آثر الديانات الوثنية في عقائد الرافضة
» قُدرة الرافضة على التكيّف والتلوّن\"!! (صُورة لشعار الرافضة الجديد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin