بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 35 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 35 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة 2
صفحة 1 من اصل 1
تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة 2
(1) ص213.
(2) بصائر الدرجات ص213.
(3) 1/13.
(4) تفسير العياشي 1/13.
(5) أصول الكافي 2/634.
(6) انظر: تفسير ابن كثير 1/7.
وجـاء في كتـاب سليم بن قيـس(1) الـذي يسمـى عندهـم (أبجـد الشيعة): «إن الأحزاب تعدل سورة البقرة، والنـور ستـون ومائة آية، والحجرات ستون آية والحجر تسعون آية ...».(2)
والروايات في كتب الرافضة المصرحة بتحريف القرآن كثيرة جداً وإنما سقت هنا أمثلة يستدل بها وقد أخبر عن استفاضتها وتواترها عندهم كبار علمائهم ومحققيهم.
يقول المفيد: «ان الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان».(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) سليــم بن قيــس الهلالي، توفي سنة 90هـ، زعمــوا انه من أصحــاب علــي --.
قال المجلسي في الثناء على كتابه: «هو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في الإسلام...».
وعند الصادق أنه قال: «من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شئ». مقدمة بحار الأنوار
ص189.
(2) كتاب سليم بن قيس ص122.
(3) أوائل المقالات ص91.
ويقول هاشم البحراني(1) -أحد كبار مفسريهم-: «اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله شئ من التغييرات وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات».(2)
ويقول أيضاً: «وعندي في وضوح صحة هذا القول (أي تحريف القرآن) بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد الخلافة».(3)
ويقول نعمة الله الجزائري(4): «إن الأخبار الدالة على هذا (التحريف) تزيد على ألفي حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) هاشم بن سليمان البحراني، توفي سنة 1107هـ.
قال عنه يوسف البحراني: «كان فاضلاً محدثاً جامعاً متتبعاً للأخبار بما لم يسبق إليه سابق سوى شيخنا المجلسي، وقد صنف كتباً عديدة تشهد بشدة تتبعه واطلاعة». لؤلؤة البحرين ص63.
(2) مقدمة تفسير البرهان في تفسير القرآن ص36.
(3) المرجع نفسه ص49.
(4) نعمة الله بن عبدالله الجزائري، متوفي سنة 1112هـ.
قال عنه الحر العاملي: «فاضل عالم محقق جليل القدر». أمل الآمل 2/336.
والمحقق الداماد، والعلامة المجلسي...».(1)
فهذه أقوال أئمتهم ومحققيهم الكبار تقطع بتواتر واستفاضة الروايات في كتبهم بدعوى تحريف القرآن وتبديله، وأنها تبلغ الآلاف مما جعل بعض هؤلاء العلماء يقطع بأن هذه العقيدة من ضروريات المذهب عندهم وأكبر مقاصد الإمامة.
وزيادة على ما جاء في كتبهم من آلاف الروايات الدالة على دعوى تحريف القرآن، فإن أقوال علمائهم ومنظريهم، وأهل الاجتهاد فيهم،جاءت مؤكدةلتلك العقيدة الفاسدة.ولعل المقام هنا لايتسع لنقل كلامهم هنا وإنما أذكرمن نقل إجماعهم على ذلك من كبار علمائهم.
يقول المفيد ناقلاً إجماعهم على ذلك، وخلافهم لسائر فرق الأمة في هذه العقيدة: «واتفقوا (أي: الإمامية) أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي وأجمعت المعتزلة، والخوارج، والمرجئة، وأصحاب الحديث، على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه».(2)
وإن من الأدلة القوية، والبراهين الجلية، والأمثلة الحية التي تقطع برسوخ هذه العقيدة في نفوس الرافضة، وتوهن حجة كل مراوغ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) نقلاً عن فصل الخطاب ص248.
(2) أوائل المقالات ص49.
ومخادع منهم في التنصل من شؤم هذه العقيدة في الظاهر، ما قام به النوري الطبرسي، أحد كبار علمائهم المتأخرين الهالك في سنة 1320هـ(1)، عندما ألف كتاباً ضخماً في إثبات دعوى تحريف القرآن عند الرافضة، سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) صدره بثلاث مقدمات يتبعها بابان:
الأول : في الأدلة على تحريف القرآن بزعمه.
والثاني: في الرد على القائلين بصحة القرآن من الأمة.
وقد أودع الطبرسي في كتابه هذا آلاف الروايات الدالة على تحريف القرآن بزعمهم، حيث أورد في الفصلين الأخيرين فقط من الباب الأول المكون من اثني عشرفصلاً(1602)رواية هذا غير ماأورده في الفصول الأخرى من هذا الباب والمقدمات الثلاث والباب الثاني.
وقال معتذراً عن قلة ما جمعه: «ونحن نذكر منها ما يصدق به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) هو: حسين بن محمد تقي الدين النوري الطبرسي.
قال عنه أغا بزرك الطهراني: «... إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، ومن أعظم علماء الشيعة، وكبار رجال الإسلام في هذا القرن... وكان آيه من أيات الله العجيبة كمنت فيه مواهب غريبة وملكات شريفة، أهلته لأن يعد في الطليعة من علماء الشيعة...ترك شيخنا آثاراً هامة قلما رأت عين الزمان نظيرها في حسن النظم وجودة التأليف وكفى بها كرامة له». نقباء البشر 2/544-545-549.
دعواهم مع قلة البضاعة».(1)
وقال موثقاً هذه الروايات: «واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معوّل أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية».(2)
وقد قرر الطبرسي في كتابه هذا في بحث مستفيض وتتبع دقيق لأقوال علمائهم مدعماً بحثه بالنقول الموثقة، أن القول بتحريف القرآن وتغييره واعتقاد نقصه وتبديله، هي عقيدة أجلة علمائهم ومحققيهم الذين هم قدوتهم في الدين، ومحل الثقة منهم فيه.
وقال بعد أن سرد حشداً هائلاً من أسماء علمائهم القائلين بالتحريف استغرقت خمس صفحات من كتابه(3): «ومن جميع ما ذكرنا ونقلنا، بتتبعى القاصر، يمكن دعوى الشهرة العظيمة بين المتقدمين وانحصار المخالفين فيهم بأشخاص معينين يأتي ذكرهم».(4)
ثم ذكر أن هؤلاء المخالفين هم: الصدوق، والمرتضى، وشيخ الطائفة الطوسي، قال: «ولم يعرف من القدماء موافق لهم»(5)، وذكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) فصل الخطاب ص249.
(2) المصدر نفسه ص249.
(3) انظر: فصل الخطاب ص25-30.
(4) فصل الخطاب ص30.
(5) المصدر نفسه ص32.
أنه تبعهم الطبرسي صاحب كتاب مجمع البيان، وقال: «وإلى طبقته لم يعرف الخلاف صريحاً إلا من هؤلاء المشايخ الأربعة».(1)
ثم اعتذر بعد ذلك عن بعض هؤلاء العلماء في عدم قولهم بتحريف القرآن بأن الذي حملهم على ذلك التقية والمداراة للمخالفين.
قال معتذراً عن الطوسي عما أورده في كتابه (التبيان) من القول بعدم التحريف: «ثم لايخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين... وهو بمكان من الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة ...». (2)
وبمثل ذلك ألمح في توجيه قول الطبرسي فقال بعد أن ذكر قوله: «لكنه اعتمد في سورة النساء على أخبار تضمنت نقصان كلمه: (إلى أجل مسمى) من آية المتعة».(3)
وقد سبق النوري الطبرسي في الاعتذار لهؤلاء العلماء :نعمة الله الجزائري حيث قال بعد أن نقل اجماع علماء الإمامية على عقيدة التحريف: «نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي، وحكوا أن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن لاغير، ولم يقع فيه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) فصل الخطاب ص34.
(2) المصدر نفسه ص34.
(3) المصدر نفسه ص34.
تحريف ولا تبديل ... والظاهر أن هذا القول صدر منهم لأجل مصالح كثيرة: منها سد باب الطعن عليها، بأنه إذا جاز هذا في القرآن، فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه، مع جواز لحوق التحريف لها
-وسيأتي الجواب عن هذا- كيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور في القرآن، وأن الآية هكذا أنزلت ثم غُيرت إلى هذا».(1)
وبهذا يظهر أن القول بتحريف القرآن واعتقاد تغييره وتبديله هو محل إجماع علماء الرافضة قاطبة، كما حقق ذلك الطبرسي في فصل الخطاب، ودلت عليه النقول السابقه عن كبار علمائهم، وأنه لم يخالف في هذه العقيدة أحد من علمائهم، حتى وقت تأليف (فصل الخطاب) إلا أربعة منهم حملهم على ذلك التقية والمداراة للمخالفين، على ما نص على ذلك الطبرسي ومن قبله نعمة الله الجزائري. وكما أثبتت ذلك البحوث المعاصرة التي بحثت هذه المسألة وأيدت ذلك بذكر شواهد كثيرة من الروايات الدالة على التحريف الواردة في كتب هؤلاء المشايخ الأربعة(2)، مما يدل على اعتقادهم مضمونها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) الأنوار النعمانية 2/358-359.
(2) انظر: الشيعة والقرآن، لإحسان إلهي ظهير ص68-71، وبذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود 1/405-407.
وموافقتهم لسائر علماء الرافضة فيما ذهبوا إليه، من اعتقاد تحريف القرآن وتبديله، وإن أظهروا خلافه تقيّة ونفاقاً، وخداعاً لأهل السنة.
وهذا المسلك هو الذي سلكه بعض الرافضة اليوم، لما رأوا من تشنيع الناس عليهم في هذه العقيدة، وهو إظهار القول بصحة القرآن وتمامه، وإبطان تلك العقيدة الفاسدة، الراسخة الجذور في نفوسهم، والتي عليها أسلافهم، وهي اعتقاد تحريف القرآن وتبديله على أيدي الصحابة. وهذا ما اعترف به أحد كبار علمائهم المعاصرين(1) عندما قال: «إن علماء الشيعة الذين أنكروا التحريف في القرآن لايحمل إنكارهم إلا على التقيّة».(2)
فظهر بهذ اتفاق علماء الرافضة قدماء ومعاصرين على هذه العقيدة الفاسدة. ولاينبغى لمسلم بعد ذلك أن ينخدع ببعض أقوال المعاصرين منهم، فيما يظهرون من البراءة من هذه العقيدة نفاقاً وخداعاً للمسلمين، على ما يبيح لهم دينهم ذلك باسم (التقيّة) التي هي تسعة أعشار دينهم، ولا يقوم دينهم إلا عليها.
فهل يعي المغرورون المخدوعون بهم أم أن على قلوب أقفالها !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) هو: أحمد سلطان أحمد من كبار علمائهم في الهند.
(2) تصحيف كتابين ص18، (ط/ الهند)، نقلاً عن: (الرد على الدكتور عبدالواحد وافي) لإحسان إلهي ظهير ص93.
عقيدتهم في الإمامة والأئمة:
يعتقد الرافضة أن الإمامة ركن عظيم من أركان الإسلام، وأصل أصيل من أصول الإيمان، لا يتم إيمان المرء إلا باعتقادها، ولا يقبل منه عمل إلا بتحقيقها.
روى الكليني عن أبي جعفر أنه قال: «بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، قال زراره: فقلت وأي شئ من ذلك أفضل ؟ فقال: الولاية».(1)
ويقول هاشم البحراني:«فبحسب الأخبار الواردة في أن الولاية أي: الإقرار بنبوة النبي إمامة الأئمة، والتزام حبهم، وبغض أعدائهم ومخالفيهم، أصل الإيمان مع توحيد الله -- بحيث لا يصح الدين إلا بذلك كله. بل إنها سبب إيجاد العالم وبناء حكم التكليف، وشرط قبول الأعمال».(2)
ويقول المجلسي(3): «ولا ريب في أن الولاية والاعتقاد بإمامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي 2/18.
(2) مقدمة البرهان في تفسير القرآن ص19.
(3) هو: محمد باقر المجلسي، متوفى سنة 1111هـ، من كبار علمائهم المتأخرين المكثرين من التأليف.
قال عنه الحر العاملي: «عالم، فاضل، ماهر، محقق، مدقق، علامة، فهامة، فقيه، متكلم، محدث، ثقة ثقة، جامع للمحاسن والفضائل، جليل القدر، عظيم الشأن». أمل الآمل 2/248.
الأئمة عليهم السلام، والإذعان لهم، من جملة أصول الدين، وأفضل من جميع الأعمال البدنية لأنها مفتاحهن».(1)
ويقول المظفر(2) -وهو من علمائهم المعاصرين-: «نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين، لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربين، مهما عظموا، بل يجب النظر فيها، كما يجب النظر في التوحيد والنبوة».(3)
ولا يكتفى الرافضة بإضفاء هذه القداسة الشرعية على عقيدة الإمامة في دينهم، حتى جعلوها بمنزلة التوحيد، وعليها مدار الإيمان، وقبول الأعمال، بل ذهبوا مذهباً بعيداً في غلوهم في الإمامة ومكانتها، فجعلوها ضرورة كونيه لثبات الأرض، وأن الأرض لو بقيت بغير إمام لمادت وساخت بأهلها. يوضح ذلك جملة من الروايات أوردها الصفّار في كتابه (بصائر الدرجات) في باب مستقل بعنوان «باب أن الأرض لا تبقى بغير إمام ولو بقيت لساخت» ومما أورده تحت هذا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) مرآة العقول 7/102.
(2) هو: محمد بن رضا المظفر، من علمائهم المعاصرين، توفي سنة 1383هـ. أثنى عليه أغا بزرك الطهراني فقال: «عالم جليل، وأديب معروف... من أفاضل أهل العلم، وأشراف أهل الفضل والأدب له سيرة طيبة من يومه». نقباء البشر في القرن الرابع عشر 2/772-773.
(3) عقائد الإمامية ص102.
الباب مانسبوه إلى أبي جعفر أنه قال: «لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لساخت بأهلها كما يموج البحر بأهله».(1)
وعن أبي عبدالله أنه سئل: «أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت بغير إمام لساخت».(2)
ويعتقد الرافضة أن الأئمة بعد النبي اثنا عشر إماماً اختارهم الله تعالى واصطفاهم للإمامة جاء في كتاب (كشف الغمة) للأربلي(3)، نسبه إلى علي-- أنه قال: قال رسول الله: «الأئمة من بعدي اثنا عشر، أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح على يديه مشارق الأرض ومغاربها».(4)
وعن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا جعفر -- يقول: «نحن اثنا عشر إماماً، منهم: حسن، وحسين، ثم الأئمة من ولد الحســين».(5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) بصائر الدرجات ص508.
(2) المصدر نفسه ص508.
(3) هو: علي بن عيسى الأربلي، المتوفى عام 693هـ.
قال عنه المجلسي: «من أكابر محدثي الشيعة، وأعاظم علماء المائة السابعة وثقاتهم». مقدمة بحار الأنوار ص145.
(4) كشف الغمة 2/507.
(5) الخصال للصدوق ص478.
ويزعم الرافضة أن إمامة هؤلاء الأئمة ثابتة بالنص عليهم من الله، وأن النبي عُرج به إلى السماء مائة وعشرين في كل مرة يوصى بولاية علــــي.
جاء في كتاب بصائر الدرجات عن أبي عبدالله أنه قال: «عرج بالنبي إلى السماء مائة وعشرين مرة مامن مرة إلا وقد أوصى الله النبي بولاية علي والأئمة من بعده أكثر مما أوصاه بالفرائض».(1)
وللرافضة في الأئمة غلو يفوق الوصف، ويتجاوز كل حد، في صور متعددة وأمثلة متنوعة، تمجها النفوس، وتأباها العقول والفطرة السليمة، وتعارضها النصوص الشرعية.
فمن ذلك وصفهم لهم بصفات الربوبية وإخراجهم عن طبائعهم البشرية إلى منزلة رب البرية، جاء في بصائر الدرجات فيما نسبوه إلى علي -- أنه قال: «أنا عين الله، وأنا يد الله، وأنا جنب الله، وأنا باب الله».(2)
وفي روايه أخرى أنه قال: «أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، ولسان الله الناطق،وعين الله الناظر، وأنا جنب الله، وأنا يد الله».(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) بصائر الدرجات ص99.
(2) المصدر نفسه ص81.
(3) المصدر نفسه.
وفي كتاب علم اليقين لعبد الله شبّر(1) عن ابن عباس -وهو من ذلك بريء-: «إن الله تعالى يوم القيامة يولي محمداً حساب النبيين، ويولى علياً حساب الخلق أجمعين».(2)
وروى سليم بن قيس افتراء على رسول الله أنه قال لعلي: «ياعلي أنت مني وأنا منك سيط لحمك بلحمي، ودمك بدمي... من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته، ياعلي أنت عَلَم الله بعدي الأكبر في الأرض، وأنت الركن الأكبر في القيامة، فمن استظل بفيئك كان فائزاً؛ لأن حساب الخلائق إليك، ومآبهم إليك، والميزان ميزانك، والصراط صراطك، والموقف موقفك، والحساب حسابك، فمن ركن إليك نجا، ومن خالفك هوى وهلك، اللهم اشهد اللهم اشهد».(3)
ويدعي الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب، وأنهم لا يحجب عنهم شيء من أمر السماء والأرض جاء في الكافي -أصح الكتب عندهم- تحت باب: «إن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) عبدالله بن شبّر، المتوفى عام 1242هـ، من كبار علمائهم المتأخرين.
قال عنه محمد صادق الصدر: «كان علماً من أعلام الشيعة، وشخصية بارزة، لذلك كان محط أنظار أهل العلم...». مقدمة كتاب حق اليقين بقلم محمد صادق الصدر ص: ي.
(2) علم اليقين في أصول الدين 2/605.
(3) كتاب سليم بن قيس ص244-245.
وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شئ صلوات الله عليهم».
عن أبي عبدالله أنه قال: «ورب الكعبة ورب البنيِّة(1) -ثلاث مرات- لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله وراثة».(2)
وعن أبي عبدالله أيضاً: «... الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده، من أن يفرض طاعة عبد على العباد، ثم يحجب عنه خبر السماء صباحاً ومساءً».(3)
ويقول المفيد في كتاب أوائل المقالات: «إن الأئمة من آل محمد قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ويعرفون ما يكون قبل كونــــه».(4)
ومن مظاهر غلو الرافضة في الأئمة تفضيلهم على سائر الأنبياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) هي الكعبة. قال ابن الأثير: «وكانت تدعى بنية إبراهيم عليه السلام، لأنه بناها وقد كثر قسمهم برب هذه البنية». النهاية 1/158.
(2) أصول الكافي 1/261.
(3) المصدر نفسه.
(4) أوائل المقالات ص75.
والمرسلين والملائكة المقربين.
جاء في كتاب علل الشرائع للصدوق فيما نسبه إلى النبي أنه قال لعلي: «إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك ياعلي وللأئمة من بعدك».(1)
ويقول عبدالله شبّر: «يجب الإيمان بأن نبينا وآله المعصومين أفضل من الأنبياء والمرسلين ومن الملائكة المقربين، لتضافر الأخبار بذلك وتواترها».(2)
ويقول الخميني: «فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل».(3)
ومن صور غلو الرافضة في أئمتهم ادعاؤهم نزول الوحي عليهم.
جاء في بحار الأنوار عن أبي عبدالله أنه قال: «إنا نُزاد في الليل والنهار، ولولا أنا نُزاد لنفد ما عندنا، فقال أبو بصير: جعلت فداك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) علل الشرائع ص5.
(2) حق اليقين 1/209.
(3) الحكومة الإسلامية ص52.
من يأتيكم؟ قال: إن منا لمن يعاين معاينة، ومنا من ينقر في قلبه كيت وكيت، ومنا من يسمع بأذنه وقعاً كوقع السلسلة في الطست، قال: قلت جعلت فداك من يأتيكم بذلك؟ قال: هو خلق أكبر من جبريل وميكائيل».(1)
وفي بصائر الدرجات عن أبي عبدالله أنه قال: «إن الروح خلق أعظم من جبريل وميكائيل. كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يسدده ويرشده وهو مع الأوصياء من بعده».(2)
ومن غلوهم في أئمتهم: اعتقادهم عصمتهم من كل الذنوب والخطايا، صغيرها، وكبيرها، وأنه لا يجوز عليهم سهو، ولا غفلة، ولا نســـيان.
يقول المفيد ناقلاً إجماعهم على ذلك: «ان الأئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام، وإقامة الحدود، وحفظ الشرائع، وتأديب الأنام، معصومون كعصمة الأنبياء، وإنهم لا يجوز منهم صغيرة إلا ما قدمت ذكر جوازه على الأنبياء، وإنه لا يجوز منهم سهو في شئ في الدين، ولا ينسون شيئاً من الأحكام، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلا من شذ منهم، وتعلق بظاهر روايات، لها تأويلات على خلاف ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار للمجلسي 26/53.
(2) بصائر الدرجات ص476.
ظنه الفاسد من هذا الباب».(1)
ويقول الصدوق: «اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة أنهم معصومون مطهرون من كل دنس، وأنهم لايذنبون لا صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ومن نفى عنهم العصمة في شئ من أحوالهم فقد جهلهم، ومن جهلهم فهو كافر».(2)
ومن المعاصرين يقول محمد رضا المظفر: «ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمداً، وسهواً، كما يجب أن يكون معصوماً من السهو، والخطأ، والنسيان».(3)
ويقول الخميني: «نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة للفقهاء لايزال محفوظاً لهم؛ لأن الأئمة الذين لانتصور فيهم السهو، أو الغفلة، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين، كانوا على علم بأن هذا المنصب لايزول عن الفقهاء من بعدهم بمجرد وفاتهــم».(4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) أوائل المقالات ص71،72.
(2) نقلاً عن عقائد الإثني عشرية لإبراهيم الموسوي الزنجاني 2/157.
(3) عقائد الإمامية ص104.
(4) الحكومة الإسلامية ص91.
وهكذا يتمادى الرافضة في غيهم وضلالهم، ولا يزال الشيطان ينقلهم من ضلالة إلى أخرى، في جوانب كثيرة متعددة، تمثل معتقدهم الفاسد في الأئمة حتى رفعوهم فوق منازل الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله المقربين، بل أخرجوهم بذلك الغلو المفرط الذي لا يهتدي بشرع، ولا يحكمه عقل، عن طبائعهم البشرية إلى مقام الربوبية. ولذا كان أئمة أهل البيت الطاهرين المطهرين من عقيدة الرافضة أعظم الناس تأذياً بهم لكثرة كذبهم عليهم ونسبتهم تلك العظائم لهم على ماسيأتي نقل كلامهم في ذلك مفصلاً إن شاء الله تعــــالى.
عقيدتهم في الصحابة:
يقف الرافضة من أصحاب النبي موقف العداوة والبغضاء، والحقد والضغينة، يبرز ذلك من خلال مطاعنهم الكبيرة على الصحابة، التي تزخر بها كتبهم القديمة والحديثة.
فمن ذلك اعتقادهم: كفرهم وردتهم إلا نفراً يسيراً منهم، على ماجاء مصرحاً به في بعض الروايات الواردة في أصح كتبهم، وأوثقها عندهـــم.
فقد روى الكليني عن أبي جعفر أنه قال: «كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، رحمة الله وبركاته عليهم، ثــــم
عرف أناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبو أن
يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين مكرهاً فبايع».(1)
وفي كتاب الاختصاص للمفيد عن عبدالملك بن أعين أنه سأل أبا عبدالله فلم يزل يسأله حتى قال: فهلك الناس إذاً، فقال: «أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون أهل الشرق والغرب، قال: إنها فتحت على الضلال، أي والله هلكوا إلا ثلاثة نفر سلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد ولحقهم عمار، وأبو ساسان الأنصاري، وحذيفة وأبو عمرة فصاروا سبعة».(2)
وقد نقل إجماعهم على تكفير الصحابة علماؤهم المحققون.
قال المفيد: «واتفقت الإمامية، والزيدية، والخوارج، على أن الناكثين والقاسطين: من أهل البصرة، والشام، أجمعين كفار ضلال ملعونون بحربهم أمير المؤمنين، وأنهم بذلك في النار مخلدون».(3)
ويقول نعمة الله الجزائري: «الإمامية قالوا بالنص الجلي على إمامة علـي، وكفروا الصحابـة، ووقعوا فيهم، وساقوا الإمامــة إلى جعفــر الصادق، وبعده إلـى أولاده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الروضة من الكافي 8/245-246.
(2) الاختصاص ص6.
(3) أوائل المقالات ص45.
المعصومين عليهم السلام، ومؤلف هذا الكتاب من هذه الفرقة وهي الناجية إن شاء الله».(1)
وقدح الرافضة في الصحابة لا يقف عند هذا الحد من اعتقاد تكفيرهم وردتهم، بل يعتقدون أنهم شر خلق الله، وأن الإيمان بالله ورسوله لا يكون إلا بالتبرؤ منهم، وخاصة الخلفاء الثلاثة: أبابكر وعمر، وعثمان، وأمهات المؤمنين.
يقول محمد باقر المجلسي: «وعقيدتنا في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض، وأنه لايتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم».(2)
وبناء على هذا فالرافضة يعتقدون في الخلفاء الثلاثة السابقين لعلي في الخلافة وفي أمهات المؤمنين: أنهم يعذبون أشد العذاب يوم القيامة مع شرار الخلق وطواغيت البشر.
ـ
(2) بصائر الدرجات ص213.
(3) 1/13.
(4) تفسير العياشي 1/13.
(5) أصول الكافي 2/634.
(6) انظر: تفسير ابن كثير 1/7.
وجـاء في كتـاب سليم بن قيـس(1) الـذي يسمـى عندهـم (أبجـد الشيعة): «إن الأحزاب تعدل سورة البقرة، والنـور ستـون ومائة آية، والحجرات ستون آية والحجر تسعون آية ...».(2)
والروايات في كتب الرافضة المصرحة بتحريف القرآن كثيرة جداً وإنما سقت هنا أمثلة يستدل بها وقد أخبر عن استفاضتها وتواترها عندهم كبار علمائهم ومحققيهم.
يقول المفيد: «ان الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان».(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) سليــم بن قيــس الهلالي، توفي سنة 90هـ، زعمــوا انه من أصحــاب علــي --.
قال المجلسي في الثناء على كتابه: «هو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في الإسلام...».
وعند الصادق أنه قال: «من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شئ». مقدمة بحار الأنوار
ص189.
(2) كتاب سليم بن قيس ص122.
(3) أوائل المقالات ص91.
ويقول هاشم البحراني(1) -أحد كبار مفسريهم-: «اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله شئ من التغييرات وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات».(2)
ويقول أيضاً: «وعندي في وضوح صحة هذا القول (أي تحريف القرآن) بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد الخلافة».(3)
ويقول نعمة الله الجزائري(4): «إن الأخبار الدالة على هذا (التحريف) تزيد على ألفي حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) هاشم بن سليمان البحراني، توفي سنة 1107هـ.
قال عنه يوسف البحراني: «كان فاضلاً محدثاً جامعاً متتبعاً للأخبار بما لم يسبق إليه سابق سوى شيخنا المجلسي، وقد صنف كتباً عديدة تشهد بشدة تتبعه واطلاعة». لؤلؤة البحرين ص63.
(2) مقدمة تفسير البرهان في تفسير القرآن ص36.
(3) المرجع نفسه ص49.
(4) نعمة الله بن عبدالله الجزائري، متوفي سنة 1112هـ.
قال عنه الحر العاملي: «فاضل عالم محقق جليل القدر». أمل الآمل 2/336.
والمحقق الداماد، والعلامة المجلسي...».(1)
فهذه أقوال أئمتهم ومحققيهم الكبار تقطع بتواتر واستفاضة الروايات في كتبهم بدعوى تحريف القرآن وتبديله، وأنها تبلغ الآلاف مما جعل بعض هؤلاء العلماء يقطع بأن هذه العقيدة من ضروريات المذهب عندهم وأكبر مقاصد الإمامة.
وزيادة على ما جاء في كتبهم من آلاف الروايات الدالة على دعوى تحريف القرآن، فإن أقوال علمائهم ومنظريهم، وأهل الاجتهاد فيهم،جاءت مؤكدةلتلك العقيدة الفاسدة.ولعل المقام هنا لايتسع لنقل كلامهم هنا وإنما أذكرمن نقل إجماعهم على ذلك من كبار علمائهم.
يقول المفيد ناقلاً إجماعهم على ذلك، وخلافهم لسائر فرق الأمة في هذه العقيدة: «واتفقوا (أي: الإمامية) أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي وأجمعت المعتزلة، والخوارج، والمرجئة، وأصحاب الحديث، على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه».(2)
وإن من الأدلة القوية، والبراهين الجلية، والأمثلة الحية التي تقطع برسوخ هذه العقيدة في نفوس الرافضة، وتوهن حجة كل مراوغ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) نقلاً عن فصل الخطاب ص248.
(2) أوائل المقالات ص49.
ومخادع منهم في التنصل من شؤم هذه العقيدة في الظاهر، ما قام به النوري الطبرسي، أحد كبار علمائهم المتأخرين الهالك في سنة 1320هـ(1)، عندما ألف كتاباً ضخماً في إثبات دعوى تحريف القرآن عند الرافضة، سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) صدره بثلاث مقدمات يتبعها بابان:
الأول : في الأدلة على تحريف القرآن بزعمه.
والثاني: في الرد على القائلين بصحة القرآن من الأمة.
وقد أودع الطبرسي في كتابه هذا آلاف الروايات الدالة على تحريف القرآن بزعمهم، حيث أورد في الفصلين الأخيرين فقط من الباب الأول المكون من اثني عشرفصلاً(1602)رواية هذا غير ماأورده في الفصول الأخرى من هذا الباب والمقدمات الثلاث والباب الثاني.
وقال معتذراً عن قلة ما جمعه: «ونحن نذكر منها ما يصدق به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) هو: حسين بن محمد تقي الدين النوري الطبرسي.
قال عنه أغا بزرك الطهراني: «... إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، ومن أعظم علماء الشيعة، وكبار رجال الإسلام في هذا القرن... وكان آيه من أيات الله العجيبة كمنت فيه مواهب غريبة وملكات شريفة، أهلته لأن يعد في الطليعة من علماء الشيعة...ترك شيخنا آثاراً هامة قلما رأت عين الزمان نظيرها في حسن النظم وجودة التأليف وكفى بها كرامة له». نقباء البشر 2/544-545-549.
دعواهم مع قلة البضاعة».(1)
وقال موثقاً هذه الروايات: «واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معوّل أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية».(2)
وقد قرر الطبرسي في كتابه هذا في بحث مستفيض وتتبع دقيق لأقوال علمائهم مدعماً بحثه بالنقول الموثقة، أن القول بتحريف القرآن وتغييره واعتقاد نقصه وتبديله، هي عقيدة أجلة علمائهم ومحققيهم الذين هم قدوتهم في الدين، ومحل الثقة منهم فيه.
وقال بعد أن سرد حشداً هائلاً من أسماء علمائهم القائلين بالتحريف استغرقت خمس صفحات من كتابه(3): «ومن جميع ما ذكرنا ونقلنا، بتتبعى القاصر، يمكن دعوى الشهرة العظيمة بين المتقدمين وانحصار المخالفين فيهم بأشخاص معينين يأتي ذكرهم».(4)
ثم ذكر أن هؤلاء المخالفين هم: الصدوق، والمرتضى، وشيخ الطائفة الطوسي، قال: «ولم يعرف من القدماء موافق لهم»(5)، وذكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) فصل الخطاب ص249.
(2) المصدر نفسه ص249.
(3) انظر: فصل الخطاب ص25-30.
(4) فصل الخطاب ص30.
(5) المصدر نفسه ص32.
أنه تبعهم الطبرسي صاحب كتاب مجمع البيان، وقال: «وإلى طبقته لم يعرف الخلاف صريحاً إلا من هؤلاء المشايخ الأربعة».(1)
ثم اعتذر بعد ذلك عن بعض هؤلاء العلماء في عدم قولهم بتحريف القرآن بأن الذي حملهم على ذلك التقية والمداراة للمخالفين.
قال معتذراً عن الطوسي عما أورده في كتابه (التبيان) من القول بعدم التحريف: «ثم لايخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين... وهو بمكان من الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة ...». (2)
وبمثل ذلك ألمح في توجيه قول الطبرسي فقال بعد أن ذكر قوله: «لكنه اعتمد في سورة النساء على أخبار تضمنت نقصان كلمه: (إلى أجل مسمى) من آية المتعة».(3)
وقد سبق النوري الطبرسي في الاعتذار لهؤلاء العلماء :نعمة الله الجزائري حيث قال بعد أن نقل اجماع علماء الإمامية على عقيدة التحريف: «نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي، وحكوا أن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن لاغير، ولم يقع فيه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) فصل الخطاب ص34.
(2) المصدر نفسه ص34.
(3) المصدر نفسه ص34.
تحريف ولا تبديل ... والظاهر أن هذا القول صدر منهم لأجل مصالح كثيرة: منها سد باب الطعن عليها، بأنه إذا جاز هذا في القرآن، فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه، مع جواز لحوق التحريف لها
-وسيأتي الجواب عن هذا- كيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور في القرآن، وأن الآية هكذا أنزلت ثم غُيرت إلى هذا».(1)
وبهذا يظهر أن القول بتحريف القرآن واعتقاد تغييره وتبديله هو محل إجماع علماء الرافضة قاطبة، كما حقق ذلك الطبرسي في فصل الخطاب، ودلت عليه النقول السابقه عن كبار علمائهم، وأنه لم يخالف في هذه العقيدة أحد من علمائهم، حتى وقت تأليف (فصل الخطاب) إلا أربعة منهم حملهم على ذلك التقية والمداراة للمخالفين، على ما نص على ذلك الطبرسي ومن قبله نعمة الله الجزائري. وكما أثبتت ذلك البحوث المعاصرة التي بحثت هذه المسألة وأيدت ذلك بذكر شواهد كثيرة من الروايات الدالة على التحريف الواردة في كتب هؤلاء المشايخ الأربعة(2)، مما يدل على اعتقادهم مضمونها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) الأنوار النعمانية 2/358-359.
(2) انظر: الشيعة والقرآن، لإحسان إلهي ظهير ص68-71، وبذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود 1/405-407.
وموافقتهم لسائر علماء الرافضة فيما ذهبوا إليه، من اعتقاد تحريف القرآن وتبديله، وإن أظهروا خلافه تقيّة ونفاقاً، وخداعاً لأهل السنة.
وهذا المسلك هو الذي سلكه بعض الرافضة اليوم، لما رأوا من تشنيع الناس عليهم في هذه العقيدة، وهو إظهار القول بصحة القرآن وتمامه، وإبطان تلك العقيدة الفاسدة، الراسخة الجذور في نفوسهم، والتي عليها أسلافهم، وهي اعتقاد تحريف القرآن وتبديله على أيدي الصحابة. وهذا ما اعترف به أحد كبار علمائهم المعاصرين(1) عندما قال: «إن علماء الشيعة الذين أنكروا التحريف في القرآن لايحمل إنكارهم إلا على التقيّة».(2)
فظهر بهذ اتفاق علماء الرافضة قدماء ومعاصرين على هذه العقيدة الفاسدة. ولاينبغى لمسلم بعد ذلك أن ينخدع ببعض أقوال المعاصرين منهم، فيما يظهرون من البراءة من هذه العقيدة نفاقاً وخداعاً للمسلمين، على ما يبيح لهم دينهم ذلك باسم (التقيّة) التي هي تسعة أعشار دينهم، ولا يقوم دينهم إلا عليها.
فهل يعي المغرورون المخدوعون بهم أم أن على قلوب أقفالها !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) هو: أحمد سلطان أحمد من كبار علمائهم في الهند.
(2) تصحيف كتابين ص18، (ط/ الهند)، نقلاً عن: (الرد على الدكتور عبدالواحد وافي) لإحسان إلهي ظهير ص93.
عقيدتهم في الإمامة والأئمة:
يعتقد الرافضة أن الإمامة ركن عظيم من أركان الإسلام، وأصل أصيل من أصول الإيمان، لا يتم إيمان المرء إلا باعتقادها، ولا يقبل منه عمل إلا بتحقيقها.
روى الكليني عن أبي جعفر أنه قال: «بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، قال زراره: فقلت وأي شئ من ذلك أفضل ؟ فقال: الولاية».(1)
ويقول هاشم البحراني:«فبحسب الأخبار الواردة في أن الولاية أي: الإقرار بنبوة النبي إمامة الأئمة، والتزام حبهم، وبغض أعدائهم ومخالفيهم، أصل الإيمان مع توحيد الله -- بحيث لا يصح الدين إلا بذلك كله. بل إنها سبب إيجاد العالم وبناء حكم التكليف، وشرط قبول الأعمال».(2)
ويقول المجلسي(3): «ولا ريب في أن الولاية والاعتقاد بإمامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي 2/18.
(2) مقدمة البرهان في تفسير القرآن ص19.
(3) هو: محمد باقر المجلسي، متوفى سنة 1111هـ، من كبار علمائهم المتأخرين المكثرين من التأليف.
قال عنه الحر العاملي: «عالم، فاضل، ماهر، محقق، مدقق، علامة، فهامة، فقيه، متكلم، محدث، ثقة ثقة، جامع للمحاسن والفضائل، جليل القدر، عظيم الشأن». أمل الآمل 2/248.
الأئمة عليهم السلام، والإذعان لهم، من جملة أصول الدين، وأفضل من جميع الأعمال البدنية لأنها مفتاحهن».(1)
ويقول المظفر(2) -وهو من علمائهم المعاصرين-: «نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين، لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربين، مهما عظموا، بل يجب النظر فيها، كما يجب النظر في التوحيد والنبوة».(3)
ولا يكتفى الرافضة بإضفاء هذه القداسة الشرعية على عقيدة الإمامة في دينهم، حتى جعلوها بمنزلة التوحيد، وعليها مدار الإيمان، وقبول الأعمال، بل ذهبوا مذهباً بعيداً في غلوهم في الإمامة ومكانتها، فجعلوها ضرورة كونيه لثبات الأرض، وأن الأرض لو بقيت بغير إمام لمادت وساخت بأهلها. يوضح ذلك جملة من الروايات أوردها الصفّار في كتابه (بصائر الدرجات) في باب مستقل بعنوان «باب أن الأرض لا تبقى بغير إمام ولو بقيت لساخت» ومما أورده تحت هذا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) مرآة العقول 7/102.
(2) هو: محمد بن رضا المظفر، من علمائهم المعاصرين، توفي سنة 1383هـ. أثنى عليه أغا بزرك الطهراني فقال: «عالم جليل، وأديب معروف... من أفاضل أهل العلم، وأشراف أهل الفضل والأدب له سيرة طيبة من يومه». نقباء البشر في القرن الرابع عشر 2/772-773.
(3) عقائد الإمامية ص102.
الباب مانسبوه إلى أبي جعفر أنه قال: «لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لساخت بأهلها كما يموج البحر بأهله».(1)
وعن أبي عبدالله أنه سئل: «أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت بغير إمام لساخت».(2)
ويعتقد الرافضة أن الأئمة بعد النبي اثنا عشر إماماً اختارهم الله تعالى واصطفاهم للإمامة جاء في كتاب (كشف الغمة) للأربلي(3)، نسبه إلى علي-- أنه قال: قال رسول الله: «الأئمة من بعدي اثنا عشر، أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح على يديه مشارق الأرض ومغاربها».(4)
وعن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا جعفر -- يقول: «نحن اثنا عشر إماماً، منهم: حسن، وحسين، ثم الأئمة من ولد الحســين».(5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) بصائر الدرجات ص508.
(2) المصدر نفسه ص508.
(3) هو: علي بن عيسى الأربلي، المتوفى عام 693هـ.
قال عنه المجلسي: «من أكابر محدثي الشيعة، وأعاظم علماء المائة السابعة وثقاتهم». مقدمة بحار الأنوار ص145.
(4) كشف الغمة 2/507.
(5) الخصال للصدوق ص478.
ويزعم الرافضة أن إمامة هؤلاء الأئمة ثابتة بالنص عليهم من الله، وأن النبي عُرج به إلى السماء مائة وعشرين في كل مرة يوصى بولاية علــــي.
جاء في كتاب بصائر الدرجات عن أبي عبدالله أنه قال: «عرج بالنبي إلى السماء مائة وعشرين مرة مامن مرة إلا وقد أوصى الله النبي بولاية علي والأئمة من بعده أكثر مما أوصاه بالفرائض».(1)
وللرافضة في الأئمة غلو يفوق الوصف، ويتجاوز كل حد، في صور متعددة وأمثلة متنوعة، تمجها النفوس، وتأباها العقول والفطرة السليمة، وتعارضها النصوص الشرعية.
فمن ذلك وصفهم لهم بصفات الربوبية وإخراجهم عن طبائعهم البشرية إلى منزلة رب البرية، جاء في بصائر الدرجات فيما نسبوه إلى علي -- أنه قال: «أنا عين الله، وأنا يد الله، وأنا جنب الله، وأنا باب الله».(2)
وفي روايه أخرى أنه قال: «أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، ولسان الله الناطق،وعين الله الناظر، وأنا جنب الله، وأنا يد الله».(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) بصائر الدرجات ص99.
(2) المصدر نفسه ص81.
(3) المصدر نفسه.
وفي كتاب علم اليقين لعبد الله شبّر(1) عن ابن عباس -وهو من ذلك بريء-: «إن الله تعالى يوم القيامة يولي محمداً حساب النبيين، ويولى علياً حساب الخلق أجمعين».(2)
وروى سليم بن قيس افتراء على رسول الله أنه قال لعلي: «ياعلي أنت مني وأنا منك سيط لحمك بلحمي، ودمك بدمي... من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته، ياعلي أنت عَلَم الله بعدي الأكبر في الأرض، وأنت الركن الأكبر في القيامة، فمن استظل بفيئك كان فائزاً؛ لأن حساب الخلائق إليك، ومآبهم إليك، والميزان ميزانك، والصراط صراطك، والموقف موقفك، والحساب حسابك، فمن ركن إليك نجا، ومن خالفك هوى وهلك، اللهم اشهد اللهم اشهد».(3)
ويدعي الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب، وأنهم لا يحجب عنهم شيء من أمر السماء والأرض جاء في الكافي -أصح الكتب عندهم- تحت باب: «إن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) عبدالله بن شبّر، المتوفى عام 1242هـ، من كبار علمائهم المتأخرين.
قال عنه محمد صادق الصدر: «كان علماً من أعلام الشيعة، وشخصية بارزة، لذلك كان محط أنظار أهل العلم...». مقدمة كتاب حق اليقين بقلم محمد صادق الصدر ص: ي.
(2) علم اليقين في أصول الدين 2/605.
(3) كتاب سليم بن قيس ص244-245.
وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شئ صلوات الله عليهم».
عن أبي عبدالله أنه قال: «ورب الكعبة ورب البنيِّة(1) -ثلاث مرات- لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله وراثة».(2)
وعن أبي عبدالله أيضاً: «... الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده، من أن يفرض طاعة عبد على العباد، ثم يحجب عنه خبر السماء صباحاً ومساءً».(3)
ويقول المفيد في كتاب أوائل المقالات: «إن الأئمة من آل محمد قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ويعرفون ما يكون قبل كونــــه».(4)
ومن مظاهر غلو الرافضة في الأئمة تفضيلهم على سائر الأنبياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) هي الكعبة. قال ابن الأثير: «وكانت تدعى بنية إبراهيم عليه السلام، لأنه بناها وقد كثر قسمهم برب هذه البنية». النهاية 1/158.
(2) أصول الكافي 1/261.
(3) المصدر نفسه.
(4) أوائل المقالات ص75.
والمرسلين والملائكة المقربين.
جاء في كتاب علل الشرائع للصدوق فيما نسبه إلى النبي أنه قال لعلي: «إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك ياعلي وللأئمة من بعدك».(1)
ويقول عبدالله شبّر: «يجب الإيمان بأن نبينا وآله المعصومين أفضل من الأنبياء والمرسلين ومن الملائكة المقربين، لتضافر الأخبار بذلك وتواترها».(2)
ويقول الخميني: «فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل».(3)
ومن صور غلو الرافضة في أئمتهم ادعاؤهم نزول الوحي عليهم.
جاء في بحار الأنوار عن أبي عبدالله أنه قال: «إنا نُزاد في الليل والنهار، ولولا أنا نُزاد لنفد ما عندنا، فقال أبو بصير: جعلت فداك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) علل الشرائع ص5.
(2) حق اليقين 1/209.
(3) الحكومة الإسلامية ص52.
من يأتيكم؟ قال: إن منا لمن يعاين معاينة، ومنا من ينقر في قلبه كيت وكيت، ومنا من يسمع بأذنه وقعاً كوقع السلسلة في الطست، قال: قلت جعلت فداك من يأتيكم بذلك؟ قال: هو خلق أكبر من جبريل وميكائيل».(1)
وفي بصائر الدرجات عن أبي عبدالله أنه قال: «إن الروح خلق أعظم من جبريل وميكائيل. كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يسدده ويرشده وهو مع الأوصياء من بعده».(2)
ومن غلوهم في أئمتهم: اعتقادهم عصمتهم من كل الذنوب والخطايا، صغيرها، وكبيرها، وأنه لا يجوز عليهم سهو، ولا غفلة، ولا نســـيان.
يقول المفيد ناقلاً إجماعهم على ذلك: «ان الأئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام، وإقامة الحدود، وحفظ الشرائع، وتأديب الأنام، معصومون كعصمة الأنبياء، وإنهم لا يجوز منهم صغيرة إلا ما قدمت ذكر جوازه على الأنبياء، وإنه لا يجوز منهم سهو في شئ في الدين، ولا ينسون شيئاً من الأحكام، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلا من شذ منهم، وتعلق بظاهر روايات، لها تأويلات على خلاف ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار للمجلسي 26/53.
(2) بصائر الدرجات ص476.
ظنه الفاسد من هذا الباب».(1)
ويقول الصدوق: «اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة أنهم معصومون مطهرون من كل دنس، وأنهم لايذنبون لا صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ومن نفى عنهم العصمة في شئ من أحوالهم فقد جهلهم، ومن جهلهم فهو كافر».(2)
ومن المعاصرين يقول محمد رضا المظفر: «ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمداً، وسهواً، كما يجب أن يكون معصوماً من السهو، والخطأ، والنسيان».(3)
ويقول الخميني: «نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة للفقهاء لايزال محفوظاً لهم؛ لأن الأئمة الذين لانتصور فيهم السهو، أو الغفلة، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين، كانوا على علم بأن هذا المنصب لايزول عن الفقهاء من بعدهم بمجرد وفاتهــم».(4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) أوائل المقالات ص71،72.
(2) نقلاً عن عقائد الإثني عشرية لإبراهيم الموسوي الزنجاني 2/157.
(3) عقائد الإمامية ص104.
(4) الحكومة الإسلامية ص91.
وهكذا يتمادى الرافضة في غيهم وضلالهم، ولا يزال الشيطان ينقلهم من ضلالة إلى أخرى، في جوانب كثيرة متعددة، تمثل معتقدهم الفاسد في الأئمة حتى رفعوهم فوق منازل الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله المقربين، بل أخرجوهم بذلك الغلو المفرط الذي لا يهتدي بشرع، ولا يحكمه عقل، عن طبائعهم البشرية إلى مقام الربوبية. ولذا كان أئمة أهل البيت الطاهرين المطهرين من عقيدة الرافضة أعظم الناس تأذياً بهم لكثرة كذبهم عليهم ونسبتهم تلك العظائم لهم على ماسيأتي نقل كلامهم في ذلك مفصلاً إن شاء الله تعــــالى.
عقيدتهم في الصحابة:
يقف الرافضة من أصحاب النبي موقف العداوة والبغضاء، والحقد والضغينة، يبرز ذلك من خلال مطاعنهم الكبيرة على الصحابة، التي تزخر بها كتبهم القديمة والحديثة.
فمن ذلك اعتقادهم: كفرهم وردتهم إلا نفراً يسيراً منهم، على ماجاء مصرحاً به في بعض الروايات الواردة في أصح كتبهم، وأوثقها عندهـــم.
فقد روى الكليني عن أبي جعفر أنه قال: «كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، رحمة الله وبركاته عليهم، ثــــم
عرف أناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبو أن
يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين مكرهاً فبايع».(1)
وفي كتاب الاختصاص للمفيد عن عبدالملك بن أعين أنه سأل أبا عبدالله فلم يزل يسأله حتى قال: فهلك الناس إذاً، فقال: «أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون أهل الشرق والغرب، قال: إنها فتحت على الضلال، أي والله هلكوا إلا ثلاثة نفر سلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد ولحقهم عمار، وأبو ساسان الأنصاري، وحذيفة وأبو عمرة فصاروا سبعة».(2)
وقد نقل إجماعهم على تكفير الصحابة علماؤهم المحققون.
قال المفيد: «واتفقت الإمامية، والزيدية، والخوارج، على أن الناكثين والقاسطين: من أهل البصرة، والشام، أجمعين كفار ضلال ملعونون بحربهم أمير المؤمنين، وأنهم بذلك في النار مخلدون».(3)
ويقول نعمة الله الجزائري: «الإمامية قالوا بالنص الجلي على إمامة علـي، وكفروا الصحابـة، ووقعوا فيهم، وساقوا الإمامــة إلى جعفــر الصادق، وبعده إلـى أولاده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) الروضة من الكافي 8/245-246.
(2) الاختصاص ص6.
(3) أوائل المقالات ص45.
المعصومين عليهم السلام، ومؤلف هذا الكتاب من هذه الفرقة وهي الناجية إن شاء الله».(1)
وقدح الرافضة في الصحابة لا يقف عند هذا الحد من اعتقاد تكفيرهم وردتهم، بل يعتقدون أنهم شر خلق الله، وأن الإيمان بالله ورسوله لا يكون إلا بالتبرؤ منهم، وخاصة الخلفاء الثلاثة: أبابكر وعمر، وعثمان، وأمهات المؤمنين.
يقول محمد باقر المجلسي: «وعقيدتنا في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض، وأنه لايتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم».(2)
وبناء على هذا فالرافضة يعتقدون في الخلفاء الثلاثة السابقين لعلي في الخلافة وفي أمهات المؤمنين: أنهم يعذبون أشد العذاب يوم القيامة مع شرار الخلق وطواغيت البشر.
ـ
مواضيع مماثلة
» تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة
» تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة 3
» أهم عقائد الرافضة
» آثر الديانات الوثنية في عقائد الرافضة
» قُدرة الرافضة على التكيّف والتلوّن\"!! (صُورة لشعار الرافضة الجديد)
» تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة 3
» أهم عقائد الرافضة
» آثر الديانات الوثنية في عقائد الرافضة
» قُدرة الرافضة على التكيّف والتلوّن\"!! (صُورة لشعار الرافضة الجديد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin