بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 35 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 35 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
توحيد الأوهية
صفحة 1 من اصل 1
توحيد الأوهية
توحيد الأل]توحيد الأوهية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
من أهمِّ الواجبات على المسلم أن يتعلَّمها هو الأمرُ الذي خُلق من أجله، وهو تحقيق العبودية لله رب العالمين، الواحد الأحد الفرد الصمد، ويسعى لتحقيق ذلك في كل لحظة من لحظات عمره، حتى يموت على ذلك.
والأمر الذي ينقطع له العجب هو أن كثيرا من المسلمين جهل أمر توحيد
الألوهية حيث التبس عليه بتوحيد الربوبية، فظن أن أمر التوحيد هو الإقرار
بأن الله هو الخالق والرازق والمحيي والمميت المدبر لشؤون الكون، فظن أن
الإقرار بهذا يحقق له التوحيد الأعظم، وجهل أن أشدَّ الناسِ كفرا كانوا
يُقِرُّون بذلك، فقد صرَّح اللهُ تعالى في كتابه العزيز، وفي غيرما موضع أن
الكُفَّار كلهم يُقرُّون بهذه الأمور، فقال تعالى: ( وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ .. وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ
مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ). العنكبوت 61-63.
وقال تعالى: ( قُلْ
لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون.
والآيات في ذلك كثيرة جدا، وفيها الإقرار الصريح لله تعالى بكل ما يتعلق بالربوبية.
إذن بعد هذه النصوص الصريحة، والتي أقر فيها الكفار بهذه الأمور، ما الأمر الذي جعلهم كفارا، بالرغم من تلك الإقرارات؟!!!
هو توحيد الألوهية، أنهم لم يقروا به؛ لذا قال تعالى: ( إِنَّهُمْ كَانُوا
إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ )
الصافات-35،وقال تعالى: ( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ
هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ص-5.
فهذه هي قاصمة الظهر، وهو الأمر الذي
جعلهم كفارا، أنهم لم يرتضوا الله إلها واحدا لا شريك له فيما يستحق من
صنوف العبادات، بل أصرُّوا على جعلِ وسائطَ بينهم وبين الإله الواحد الأحد
سبحانه، وهو كفرهم بتوحيد الألوهية، وأما الآخر الذي أقروا به، فهو توحيد
الربوبية، وهو فعل الله الصادر إلى العباد، كالخلق والرزق والإحياء
والإماتة .. إلخ.
إذن ما هو توحيد الألوهية؟
هو باختصار ما يتعلق
بفعلِ العبدِ الصادرِ منه إلى اللهِ، وهو إفرادُ اللهِ تعالى بصنوفِ
العبادات، فلا يصرفها لغير الله، وأفعال العبد الصادرة منه إلى الله، هي
العبادة الخالصة والقصد والحب والرجاء والدعاء والتوكل والاستغاثة
والاستعانة والنذر والذبح والحلف، فكل ما هو من باب العبادات، فهو داخل في
توحيد الألوهية، وعلى المسلم السعي في تحقيقه وتمحيص نفسه مما يناقضه، فلا
يجوز أن يعبد أو يتوكل على غير الله، ولا يذبح أو ينذر لغير الله، ولا يحلف
بغير الله، وهلم جرًّا.
وهذا هو الأمر الذي ضلَّ فيه الكفارُ كما تقدم، فإنهم استثقلوا أن يعبدوا الله وحده لا شريك له.
هذا التوحيد هو الذي من أجله أنزل الله الكتب وأرسل الله الرسل، وهو
تحقيق: (لا إله إلا الله )، وكل التوجِيهات الربانية إلى الأنبياء إنما هو
في هذا النوع من التوحيد، وهو الدعوة إلى : ( لا إله إلا الله ).
قال
تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي
إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء-25.
وقال تعالى: ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )
الزمر65-66.
وهذا النوع من التوحيد هو الذي من أجله خلق العباد ، فهو
المقصود بقوله تعالى: ( وما خلقتُ الجِنَّ والإِنْسَ إلا ليعبُدُونِ ) وهو
المقصود في قوله تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ). الأنعام-162.
وهو الأمر
الذي ورد في شأنه الفضائل العظيمة، فمن قال: لا إله إلا الله دخل الجنة،
بشرط أن يكون موقِنا بها قلبُه، ولم يأتِ بما يناقضها، من استغاثة بمخلوق
فيما لا يقدر عليه إلا الله، ولا بتوجُّهٍ بنوعٍ من العبادات لغير الله،
فلا نذرَ ولا ذبحَ لغير الله، ولا حلفَ إلا بالله .. إلخ.
وما نراه عند
قبر السيد البدوي أو المرسي أبو العباس أو عند قبر عبد القادر الجيلاني،
أو قبر الحسين والحسن ونحوهم، من صرف أنواع العبادات لغير الله لهو خطر
كبير، فإن هؤلاء مُتبَّرٌ ما هٌم فيه، وباطلٌ ما كانوا يعملون.
كما أن
الحلف بغير الله من هذا الباطل، سواء كان المحلوف به النبي أم غيره من
الأَيْمانات، التي تجري على ألسنة المسلمين، كالحلف بالأب أو الأم، أو
العِشْرة أو النعمة، أو حياة فلان، ونحوه.
ويزداد التحريم إذا حلف
بالسيد البدوي أو المرسي أو عبد القادر أو الحسين وعليٍّ وغيره، فهذا من
الشرك القولي، فإن قام في قلبِ الحالفِ تعظيمٌ للمحلوفِ به كان من الشِّركِ
الأكبرِ المخرجِ عن الملة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير
الله فقد أشرك )، وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تحلفوا بآبائكم أو
بأمهاتكم، فمن كان حالفا فيحلف بالله أو ليصمت)؛ لذا كان من فقه ابن مسعود
رضي الله عنه أن قال: ( لئن أحلف بالله كذبا أهون من أن أحلف بغير الله
صدقا ) وهذا من الفقه العميق، فالحلف بالله كذبا معصية، لكن الحلف بغير
الله -ولو صدقا- شرك وكفر، ولا شك أن سيئة المعصية أهون من سيئة الشرك.
ولتكن أخي الكريم هذه الآية نصب عينك: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ
يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ
مُهْتَدُونَ ) الأنعام- 82، والظلم المذكور في الآية هو الشرك، كما فسره
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تلا قوله تعالى: ( إِنَّ الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
فمن استطاع أن يحقق التوحيد في قلبه وفعله وعلى
لسانه، وطهر كل هذا من وضر الشرك والكفر، تحقق له هذا الأمن في الدنيا
والآخرة، أعاننا الله وإياكم على تحقيق هذا الأصل العظيم، والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
من أهمِّ الواجبات على المسلم أن يتعلَّمها هو الأمرُ الذي خُلق من أجله، وهو تحقيق العبودية لله رب العالمين، الواحد الأحد الفرد الصمد، ويسعى لتحقيق ذلك في كل لحظة من لحظات عمره، حتى يموت على ذلك.
والأمر الذي ينقطع له العجب هو أن كثيرا من المسلمين جهل أمر توحيد
الألوهية حيث التبس عليه بتوحيد الربوبية، فظن أن أمر التوحيد هو الإقرار
بأن الله هو الخالق والرازق والمحيي والمميت المدبر لشؤون الكون، فظن أن
الإقرار بهذا يحقق له التوحيد الأعظم، وجهل أن أشدَّ الناسِ كفرا كانوا
يُقِرُّون بذلك، فقد صرَّح اللهُ تعالى في كتابه العزيز، وفي غيرما موضع أن
الكُفَّار كلهم يُقرُّون بهذه الأمور، فقال تعالى: ( وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ .. وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ
مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ). العنكبوت 61-63.
وقال تعالى: ( قُلْ
لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون.
والآيات في ذلك كثيرة جدا، وفيها الإقرار الصريح لله تعالى بكل ما يتعلق بالربوبية.
إذن بعد هذه النصوص الصريحة، والتي أقر فيها الكفار بهذه الأمور، ما الأمر الذي جعلهم كفارا، بالرغم من تلك الإقرارات؟!!!
هو توحيد الألوهية، أنهم لم يقروا به؛ لذا قال تعالى: ( إِنَّهُمْ كَانُوا
إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ )
الصافات-35،وقال تعالى: ( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ
هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ص-5.
فهذه هي قاصمة الظهر، وهو الأمر الذي
جعلهم كفارا، أنهم لم يرتضوا الله إلها واحدا لا شريك له فيما يستحق من
صنوف العبادات، بل أصرُّوا على جعلِ وسائطَ بينهم وبين الإله الواحد الأحد
سبحانه، وهو كفرهم بتوحيد الألوهية، وأما الآخر الذي أقروا به، فهو توحيد
الربوبية، وهو فعل الله الصادر إلى العباد، كالخلق والرزق والإحياء
والإماتة .. إلخ.
إذن ما هو توحيد الألوهية؟
هو باختصار ما يتعلق
بفعلِ العبدِ الصادرِ منه إلى اللهِ، وهو إفرادُ اللهِ تعالى بصنوفِ
العبادات، فلا يصرفها لغير الله، وأفعال العبد الصادرة منه إلى الله، هي
العبادة الخالصة والقصد والحب والرجاء والدعاء والتوكل والاستغاثة
والاستعانة والنذر والذبح والحلف، فكل ما هو من باب العبادات، فهو داخل في
توحيد الألوهية، وعلى المسلم السعي في تحقيقه وتمحيص نفسه مما يناقضه، فلا
يجوز أن يعبد أو يتوكل على غير الله، ولا يذبح أو ينذر لغير الله، ولا يحلف
بغير الله، وهلم جرًّا.
وهذا هو الأمر الذي ضلَّ فيه الكفارُ كما تقدم، فإنهم استثقلوا أن يعبدوا الله وحده لا شريك له.
هذا التوحيد هو الذي من أجله أنزل الله الكتب وأرسل الله الرسل، وهو
تحقيق: (لا إله إلا الله )، وكل التوجِيهات الربانية إلى الأنبياء إنما هو
في هذا النوع من التوحيد، وهو الدعوة إلى : ( لا إله إلا الله ).
قال
تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي
إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء-25.
وقال تعالى: ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )
الزمر65-66.
وهذا النوع من التوحيد هو الذي من أجله خلق العباد ، فهو
المقصود بقوله تعالى: ( وما خلقتُ الجِنَّ والإِنْسَ إلا ليعبُدُونِ ) وهو
المقصود في قوله تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ). الأنعام-162.
وهو الأمر
الذي ورد في شأنه الفضائل العظيمة، فمن قال: لا إله إلا الله دخل الجنة،
بشرط أن يكون موقِنا بها قلبُه، ولم يأتِ بما يناقضها، من استغاثة بمخلوق
فيما لا يقدر عليه إلا الله، ولا بتوجُّهٍ بنوعٍ من العبادات لغير الله،
فلا نذرَ ولا ذبحَ لغير الله، ولا حلفَ إلا بالله .. إلخ.
وما نراه عند
قبر السيد البدوي أو المرسي أبو العباس أو عند قبر عبد القادر الجيلاني،
أو قبر الحسين والحسن ونحوهم، من صرف أنواع العبادات لغير الله لهو خطر
كبير، فإن هؤلاء مُتبَّرٌ ما هٌم فيه، وباطلٌ ما كانوا يعملون.
كما أن
الحلف بغير الله من هذا الباطل، سواء كان المحلوف به النبي أم غيره من
الأَيْمانات، التي تجري على ألسنة المسلمين، كالحلف بالأب أو الأم، أو
العِشْرة أو النعمة، أو حياة فلان، ونحوه.
ويزداد التحريم إذا حلف
بالسيد البدوي أو المرسي أو عبد القادر أو الحسين وعليٍّ وغيره، فهذا من
الشرك القولي، فإن قام في قلبِ الحالفِ تعظيمٌ للمحلوفِ به كان من الشِّركِ
الأكبرِ المخرجِ عن الملة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير
الله فقد أشرك )، وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تحلفوا بآبائكم أو
بأمهاتكم، فمن كان حالفا فيحلف بالله أو ليصمت)؛ لذا كان من فقه ابن مسعود
رضي الله عنه أن قال: ( لئن أحلف بالله كذبا أهون من أن أحلف بغير الله
صدقا ) وهذا من الفقه العميق، فالحلف بالله كذبا معصية، لكن الحلف بغير
الله -ولو صدقا- شرك وكفر، ولا شك أن سيئة المعصية أهون من سيئة الشرك.
ولتكن أخي الكريم هذه الآية نصب عينك: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ
يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ
مُهْتَدُونَ ) الأنعام- 82، والظلم المذكور في الآية هو الشرك، كما فسره
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تلا قوله تعالى: ( إِنَّ الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
فمن استطاع أن يحقق التوحيد في قلبه وفعله وعلى
لسانه، وطهر كل هذا من وضر الشرك والكفر، تحقق له هذا الأمن في الدنيا
والآخرة، أعاننا الله وإياكم على تحقيق هذا الأصل العظيم، والله الموفق.
مواضيع مماثلة
» توحيد الاسماء
» توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية
» دور المسجد في توحيد الأمة
» توحيد الله تعالى
» توحيد الأسماء والصفات
» توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية
» دور المسجد في توحيد الأمة
» توحيد الله تعالى
» توحيد الأسماء والصفات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin