توحيد الاسماء

الجزء الخامس(حقيقة الإيمان)الموضوع توحيد الربوبية(العقل يشهد علي وجود الله)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الانبياء والمرسلين وعلي آله وصحبه اجمعين وبعد؛
فقد ذكرنا معني الإيمان بالله لغة وشرعا والتوحيد لغة وشرعا والعقيدة لغة وشرعا والفرق بين العقيدة والتوحيد واليوم سوف نتكلم عن توحيد الربوبية اخواني توحيد الربوبية هو الإقرلر الجازم بوجود الله تعالي وأنه وحده الخالق لكل شيئ والمالك لكل شيئ والمدبر لكل شيئ لم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل لا راد لأمره ولا معقب لحكمه ولا مضاد له ولا مماثل له ولا منازع في شيئ من معني الربوبية ومقتضيات اسمائه وصفاته

وضد هذا التوحيد هو اعتقاد متصرف مع الله عز وجل في أي شيئ من تدبير الكون من إيجاد او إعدام او إحياء او إماتة او جلب خير او دفع شر او غير ذلك من معني الربوبية او اعتقاد منازع له في شيئ من مقتضيات أسمائه وصفاته كعلم الغيب وكالعظمة والكبرياء

هذا تعريف توحيد الربوبية
اولا الإيمان الجازم بوجود الله اخواني الإيمان بوجود الله جل جلالة حقيقة شهد لها كل شيئ شهد لها كل المخلوقات وشهد لهذه الحقية كفار قريش قال الله عز وجل (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)وقال ايضا(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)والآيات في هذا كثيرة جدا ولما ارسلوا حصين ابن المنذر الي النبي عليه الصلاة والسلام

فلما دخل حصين قال : يا محمد فرقت جماعتنا و شتت شملنا فان أردت مالا أعطيناك أو ملكا ملكناك فلما سكت .. قال صلى الله عليه وسلم : يا أبا عمران كم الها تعبد ؟ قال أعبد سبعة , ستة في الأرض وواحدا في السماء !! فقال صلى الله عليه وسلم : فاذا هلك المال من تدعو؟ قال : أدعو الذي في السماء . قال فاذا أنقطع المطر من تدعو ؟ قال: الذي في السماء .. قال : فيستجيب لك وحده أم يستجيبون لك كلهم قال : يستجيب وحده , فقال صلى الله عليه وسلم : يستجيب لك وحده و تشركهم في الشكر ! أم اتخاف أن يغلبوه عليك ؟ قال : لا ما يقدرون عليه .. قال صلى الله عليه وسلم : يا حصين أسلم ( أو كما قال عليه الصلاة والسلام)فمشركوا مكة كانوا يعتقدون ان الله هو الذي يخلق ويرزق ويدبر الأمر وانا هم اشركوا مع الله في العبادة وكانوا يقولون مانعبدهم الا ليقربونا الي الله زلفا كما قال سبحانه في سورة الزمر(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)فالإيمان بوجود الله عز وجل حقيقة اقرها كل شيئ اخواني هنا سؤال ان قال قائل ما الدليل علي وجود الله ؟نقول الدليل علي وجود الله الشرع والعقل والحس والفطرة وسوف أبدء بذكر الادلة العقلية و سوف نؤخر الادلة الشرعية لا لأنها لا تستحق التقديم لكن لاننا نؤمن جميعا بالقرآن ونريد ان يكون هذا الأصل راسخ في قلوب المؤمنين كالجبال الرواسي ان يكون راسخا شرعا وعقلا فأما الادلة العقلية نقول هل وجدت هذه الكائنات بنفسها أو وجدت هكذا صدفة كما قال الغربيون؟ فإن قلت وجدت بنفسها فمستحيل عقلا ما دامت هي معدومة كيف تكون موجودة وهي معدومة فهذا اساس أول ان لكل فعل فاعل قال الله تعالي (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ 0 أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ)اأي هل وجدوا مم غير موجد ام هم اوجدوا انفسهم ؟ اي لا هذا ولا ذاك بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا وان قلت وجدت عن طريق الصدفة او الكوارث الطبيعية نقول هذا كلام لا يقال الا من مجنون او مخبول او جاحد والجواب بالعقل لا بالنقل هل لو طرحت إناء كبيرا من الزجاج علي الأرض فانكسر هل يكون أكوابا صغيرا؟هل لو سكبت عدة ألوان علي ورقة أتكون منظرا بديعا؟فما ظنك بهذا الكون المحكم البديع الذي يسير كل شيئ فيه بنظام تام لو اختل لدمرت الحياة بأكملها
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)ولما جاءت طائفة الي ابو حنيفة وهم من أهل الهند
فناظروه في إثبات الخالق عز وجل، وكان أبو حنيفة من أذكى العلماء فوعدهم أن يأتوا بعد يوم أو يومين، فجاءوا، قالوا: ماذا قلت؟ قال أنا أفكر في سفينة مملوءة من البضائع والأرزاق جاءت تشق عباب الماء حتى أرست في الميناء ونزلت الحمولة وذهبت، وليس فيها قائد ولا حمالون.
قالوا: تفكر بهذا؟! قال: نعم. قالوا: إذاً ليس لك عقل! هل يعقل أن سفينة تأتي بدون قائد وتنزل وتنصرف؟! هذا ليس معقول! قال: كيف لا تعقلون هذا، وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس كلها بدون صانع؟ فعرفوا أن الرجل خاطبهم بعقولهم، وعجزوا عن جوابه هذا أو معناه.

وقيل لأعرابي من البادية: بم عرفت ربك؟ فقال: الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير؟
ولهذا قال الله عز وجل: )أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) [الطور: 35].
فحينئذ يكون العقل دالاً دلالة قطعية على وجود الله جل جلالة اذا اول اساس نذكره هو ان (لكل فعل فاعل ) وهذا اساس أقره القعل والشرع كما بينا وأما الأساس الثاني (الفعل مرآة لقدرة فاعله وبعض صفاته)نذكره في المنشور القادم ان قدر الله لنا اللقاء والبقاء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ