بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 33 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 33 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
مواطن الدعاء
صفحة 1 من اصل 1
مواطن الدعاء
مواطن الدعاء في الصلاة
المواطن التي كان يدعو فيها النبي في الصلاة ثمان ،
وهي :
الأول : بعد تكبيرة الإحرام في محل الاستفتاح : فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ
سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ! أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ
وَالْقِرَاءَةِ ، مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : " أَقُولُ اللَّهُمَّ بَاعِدْ
بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى
الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ
خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ " رواه أحمد والشيخان وأبو
داود والنسائي وابن ماجة ( 1 ) .
وعَنْ عَلِيِّ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولِ اللهِ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ : " وَجَّهْتُ
وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ
بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا
يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا
يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ،
وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا
بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ
إِلَيْكَ .. " ( 2 ) .
وفي الباب عن عائشة وابن عباس وجابر وغيرهم .
الثاني :
أثناء القراءة في صلاة الليل : فَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ :
صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ ،
فَقُلْتُ : يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ، ثُمَّ مَضَى ؛ فَقُلْتُ :
يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ ، فَمَضَى ؛ فَقُلْتُ : يَرْكَعُ بِهَا ،
ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ
فَقَرَأَهَا ؛ يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ
سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ
تَعَوَّذَ ثُمَّ ... الحديث رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
والدارمي ، وفي لفظ عند النسائي : فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ
وَقَفَ وَتَعَوَّذَ وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ وَقَفَ فَدَعَا ؛ ونحوه
عند أبي داود . وللنسائي : لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا سَأَلَ
وَلَا بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا اسْتَجَارَ ؛ ولأحمد : كَانَ إِذَا مَرَّ
بِآيَةِ خَوْفٍ تَعَوَّذَ ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ ؛ وله :
إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا
عَذَابٌ تَعَوَّذَ ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ للهِ عز وجل
سَبَّحَ ( 3 ) .
قال النووي - رحمه الله : فيه استحباب هذه الأمور لكل
قارئ في الصلاة وغيرها ، ومذهبنا استحبابه للإمام والمأموم والمنفرد . ا.هـ
( 4 ) .
قلت : وهو مذهب أحمد أيضًا ، قال المرداوي في ( الإنصاف ) :
قوله : ( وإذا مرت به آية رحمة أن يسألها ، أو آية عذاب أن يستعيذ منها ) .
قال : وهو المذهب ، يعني يجوز له ذلك ، وعليه الأصحاب ، ونص عليه . وعنه
يستحب . قال في الفروع : وظاهره لكل مصل . ا.هـ ( 5 ) .
وأخرج أحمد
عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - وَذُكِرَ لَهَا أَنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَ
الْقُرْآنَ فِي اللَّيْلَةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ! فَقَالَتْ :
أُولَئِكَ قَرَءُوا وَلَمْ يَقْرَءُوا ، كُنْتُ أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللهِ
لَيْلَةَ التَّمَامِ ، فَكَانَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ
عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ ، فَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخَوُّفٌ إِلَّا
دَعَا اللهَ عز وجل وَاسْتَعَاذَ ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا
اسْتِبْشَارٌ إِلَّا دَعَا اللهَ عز وجل وَرَغِبَ إِلَيْهِ ( 6 ) . وروى
أحمد وأبـو داود والنسائي عن عوف بن مالك رضي الله عنه نحو ذلك ( 7 ) .
الثالث :
قبل الركوع وبعد الفراغ من القراءة ، في الوتر وفي القنوت العارض : روى
أحمد والشيخان والدارمي عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ :
سَأَلْتُهُ عَنِ الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَ الرُّكُوعِ ؟
فَقَالَ : قَبْلَ الرُّكُوعِ ؛ قَالَ : قُلْتُ فَإِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ ؟ فَقَالَ : إِنَّمَا قَنَتَ
رَسُولُ اللهِ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أُنَاسٍ قَتَلُوا أُنَاسًا مِنْ
أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ ؛ هذا لفظ مسلم ( 8 ) . وعند ابن
ماجة عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه وسُئِلَ عَنِ الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ
الصُّبْحِ ؟ فَقَالَ : كُنَّا نَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ ( 9 )
. وعنده بإسناد جيد عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ
اللهِ كَانَ يُوتِرُ فَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ ( 10 ) .
وبوب البخاري ( باب القنوت قبل الركوع وبعده ) ، وبوب ابن ماجة نحوه .
الرابع :
في الركوع : تقدم من حديث عائشة أنه كان يكثر أن يقول في ركوعه
وسجوده :
" سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي " .
الخامس :
في الرفع من الركوع : لما روى أحمد ومسلم في صحيحه من حديث عَبْدِ اللهِ
بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
إذا رفع رأسه من الركوع : " اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاءِ ،
وَمِلْءُ الْأَرْضِ ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ،
اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ ،
اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى
الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ " ، وَفِي رِوَايَةِ : " مِنَ
الدَّرَنِ " وَفِي رِوَايَةِ : " مِنَ الدَّنَسِ " ( 11 ) .
وكذلك دعاء القنوت فمحله عند الأكثرين بعد الرفع من الركوع . وقد جاءت الأحاديث بجوازه قبل الركوع وبعده ، وقال البيهقي في
( السنن ) بعد أن أوردها : ورواة القنوت بعد الركوع أكثر وأحفظ ، فهو أولى
، وعلى هذا درج الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم في أشـهر الروايات عنهم
وأكثرها . ا.هـ ( 12 ) . وقال الحافظ في ( الفتح ) : وقد اختلف عمل الصحابة
في ذلك والظاهر أنه من الاختلاف المباح . ا.هـ ( 13 ) .
ودعاء القنوت
رواه أحمد والأربعة عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رَضِي الله عَنْهمَا :
عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ : "
اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ،
وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ،
وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ ،
وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا
وَتَعَالَيْتَ " زاد أبو داود : " وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ " وزاد
النسائي : " وَصَلَّى اللهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ " وحسن إسناده
النووي في ( الأذكار ) ( 14 ) . وصح عن عمر رضي الله عنه أنه قنت قبل
الركوع وبعده ، فقال : اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين
والمسلمات ، وألف بين قلوبهم ، وأصلح ذات بينهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهم ،
اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ، ويقاتلون
أولياءك ، اللهم خالف بين كلمتهم ، وزلزل أقدامهم ، وأنزل بهم بأسك الذي
لا ترده عن القوم المجرمين ، بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إنا نستعينك
ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، بسم الله الرحمن
الرحيم ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونخشى
عذابك الجِد ، ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكافرين ملحق . رواه البيهقي في (
السنن ) وصححه ( 15 ). وقوله : من يفجرك : أي يعصيك ويخالفك ، وقيل يلحد في
صفاتك . وقوله : نحفد ( بكسر الفاء ) : أي نسارع في طاعتك وخدمتك . وقوله :
مُلْحِق ( بكسر الحاء ، وفتحها ) : أي لاحق . قلت : وقنوت عمر رضي الله
عنه هو المختار عند المالكية .
قال النووي في ( الأذكار ) : واعلم أن
القنوت لا يتعين فيه دعاء على المذهب المختار ، فأي دعاء دعا به حصل القنوت
، ولو قنت بآية أو آيات من القرآن العزيز وهي مشتملة على الدعاء حصل
القنوت . ولكن الأفضل ما جاءت به السنة ، وقد ذهب جماعة من أصحابنا إلى أنه
يتعين ولا يجزئ غيره . ا.هـ ( 16 ) .
قلت : والصواب أنه لا يتعين فيه دعاء ، فبأي دعاء دعا أجزأه . والعلم عند الله تعالى .
السادس :
في سجوده : وكان فيه غالب دعائه ، وتقدم بعض ما صح من ذلك .
السابع :
بين السجدتين : فعن حذيفة رضي الله عنه أنه صلى مع النبي ( فذكـر الحديث )
قال : وكان يقول بين السجدتين : " رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي "
( 17 ) .
وَعَـنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ
كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي " رواه أبو داود ، ورواه
الترمذي بلفظ : " وَاجْبُرْنِي " بدلا من " عَافِنِي " ؛ ورواه ابن ماجة
بلفظ : " رَبِّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَارْزُقْنِي ،
وَارْفَعْنِي " ورواه الحاكم بلفظ : " رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ،
وَاجْبُرْنِي ، وَارْفَعْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي " ( 18 ) .
الثامن :
بعد التشهد وقبل السلام : روى أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي عَنْ ابن
مسعود رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي
الصَّلَاةِ قُلْنَا : السَّلَامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ ، السَّلَامُ
عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : " لَا تَقُولُوا
السَّلَامُ عَلَى اللهِ ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ ، وَلَكِنْ
قُولُوا : التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلَامُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ،
السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّكُمْ
إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ
مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو " . وفي لفظ لمسلم : "
ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ " ( 19 ) . وفي رواية
لأحمد : " ثُمَّ إِنْ كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ نَهَضَ حِينَ يَفْرُغُ
مِنْ تَشَهُّدِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي آخِرِهَا دَعَا بَعْدَ تَشَهُّدِهِ
مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ يُسَلِّمَ " ( 20 ) .
قال
النووي - رحمه الله : فيه استحباب الدعاء في آخر الصلاة قبل السلام ، وفيه :
أنه يجوز الدعاء بما شاء من أمور الآخرة والدنيا ، ما لم يكن إثما ، وهذا
مذهبنا ومذهب الجمهور ، وقال أبو حنيفة - رحمه الله تعالى : لا يجوز إلا
بالدعوات الواردة في القرآن والسنة . ا.هـ ( 21 ) . قال ابن حجر في ( الفتح
) : لكن ظاهر حديث الباب يرد عليهم ، وكذا يرد على قول ابن سيرين : لا
يدعو في الصلاة إلا بأمر الآخرة . قال : وقد ورد فيما يقال بعد التشهد
أخبار من أحسنها ، ما رواه سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة من طريق
عمير بن سعد قال : كان عبد الله - يعني ابن مسعود - يعلمنا التشهد في
الصلاة ثم يقول : إذا فرغ من التشهد فليقل : اللهم إني أسألك من الخير كله ،
ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله ، ما علمت منه وما لم
أعلم ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبادك الصالحون ، وأعوذ بك من
شر ما استعاذك منه عبادك الصالحون ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار . قال : ويقول : لم يدع نبي ولا صالح بشيء إلا دخل في
هذا الدعاء . وهذا من المأثور غير مرفوع ، وليس هو مما ورد في القرآن .
ا.هـ ( 22 ) .
قلت : ومن المرفوع ما أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود
والنسائي وابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ : " إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ ( وفي رواية : إِذَا فَرَغَ
أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الآخِرِ ) فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ
أَرْبَعٍ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ
جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا
وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " ( 23 ) .
وبوب البخاري ( باب الدعاء قبل السلام ) أورد تحته حديث عَائِشَةَ - رضي
الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَدْعُـو فِي الصَّلَاةِ : "
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ
الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ
الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ " فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : مَا أَكْثَرَ مَا
تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ ؟ فَقَالَ : " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ
حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ " ( 24 ) . وحديث أَبِي بَكْرٍ رضي
الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ
فِي صَلَاتِي ، قَالَ : " قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
ظُلْمًا كَبِيرًا ( كَثِيرًا ) وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ،
فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ( 25 ) . وفي الباب غير ما ذكرنا ، والله الموفق
المواطن التي كان يدعو فيها النبي في الصلاة ثمان ،
وهي :
الأول : بعد تكبيرة الإحرام في محل الاستفتاح : فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ
سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ! أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ
وَالْقِرَاءَةِ ، مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : " أَقُولُ اللَّهُمَّ بَاعِدْ
بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى
الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ
خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ " رواه أحمد والشيخان وأبو
داود والنسائي وابن ماجة ( 1 ) .
وعَنْ عَلِيِّ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولِ اللهِ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ : " وَجَّهْتُ
وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ
بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا
يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا
يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ،
وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا
بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ
إِلَيْكَ .. " ( 2 ) .
وفي الباب عن عائشة وابن عباس وجابر وغيرهم .
الثاني :
أثناء القراءة في صلاة الليل : فَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ :
صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ ،
فَقُلْتُ : يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ، ثُمَّ مَضَى ؛ فَقُلْتُ :
يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ ، فَمَضَى ؛ فَقُلْتُ : يَرْكَعُ بِهَا ،
ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ
فَقَرَأَهَا ؛ يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ
سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ
تَعَوَّذَ ثُمَّ ... الحديث رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
والدارمي ، وفي لفظ عند النسائي : فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ
وَقَفَ وَتَعَوَّذَ وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ وَقَفَ فَدَعَا ؛ ونحوه
عند أبي داود . وللنسائي : لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا سَأَلَ
وَلَا بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا اسْتَجَارَ ؛ ولأحمد : كَانَ إِذَا مَرَّ
بِآيَةِ خَوْفٍ تَعَوَّذَ ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ ؛ وله :
إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا
عَذَابٌ تَعَوَّذَ ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ للهِ عز وجل
سَبَّحَ ( 3 ) .
قال النووي - رحمه الله : فيه استحباب هذه الأمور لكل
قارئ في الصلاة وغيرها ، ومذهبنا استحبابه للإمام والمأموم والمنفرد . ا.هـ
( 4 ) .
قلت : وهو مذهب أحمد أيضًا ، قال المرداوي في ( الإنصاف ) :
قوله : ( وإذا مرت به آية رحمة أن يسألها ، أو آية عذاب أن يستعيذ منها ) .
قال : وهو المذهب ، يعني يجوز له ذلك ، وعليه الأصحاب ، ونص عليه . وعنه
يستحب . قال في الفروع : وظاهره لكل مصل . ا.هـ ( 5 ) .
وأخرج أحمد
عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - وَذُكِرَ لَهَا أَنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَ
الْقُرْآنَ فِي اللَّيْلَةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ! فَقَالَتْ :
أُولَئِكَ قَرَءُوا وَلَمْ يَقْرَءُوا ، كُنْتُ أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللهِ
لَيْلَةَ التَّمَامِ ، فَكَانَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ
عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ ، فَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخَوُّفٌ إِلَّا
دَعَا اللهَ عز وجل وَاسْتَعَاذَ ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا
اسْتِبْشَارٌ إِلَّا دَعَا اللهَ عز وجل وَرَغِبَ إِلَيْهِ ( 6 ) . وروى
أحمد وأبـو داود والنسائي عن عوف بن مالك رضي الله عنه نحو ذلك ( 7 ) .
الثالث :
قبل الركوع وبعد الفراغ من القراءة ، في الوتر وفي القنوت العارض : روى
أحمد والشيخان والدارمي عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ :
سَأَلْتُهُ عَنِ الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَ الرُّكُوعِ ؟
فَقَالَ : قَبْلَ الرُّكُوعِ ؛ قَالَ : قُلْتُ فَإِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ ؟ فَقَالَ : إِنَّمَا قَنَتَ
رَسُولُ اللهِ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أُنَاسٍ قَتَلُوا أُنَاسًا مِنْ
أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ ؛ هذا لفظ مسلم ( 8 ) . وعند ابن
ماجة عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه وسُئِلَ عَنِ الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ
الصُّبْحِ ؟ فَقَالَ : كُنَّا نَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ ( 9 )
. وعنده بإسناد جيد عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ
اللهِ كَانَ يُوتِرُ فَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ ( 10 ) .
وبوب البخاري ( باب القنوت قبل الركوع وبعده ) ، وبوب ابن ماجة نحوه .
الرابع :
في الركوع : تقدم من حديث عائشة أنه كان يكثر أن يقول في ركوعه
وسجوده :
" سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي " .
الخامس :
في الرفع من الركوع : لما روى أحمد ومسلم في صحيحه من حديث عَبْدِ اللهِ
بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
إذا رفع رأسه من الركوع : " اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاءِ ،
وَمِلْءُ الْأَرْضِ ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ،
اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ ،
اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى
الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ " ، وَفِي رِوَايَةِ : " مِنَ
الدَّرَنِ " وَفِي رِوَايَةِ : " مِنَ الدَّنَسِ " ( 11 ) .
وكذلك دعاء القنوت فمحله عند الأكثرين بعد الرفع من الركوع . وقد جاءت الأحاديث بجوازه قبل الركوع وبعده ، وقال البيهقي في
( السنن ) بعد أن أوردها : ورواة القنوت بعد الركوع أكثر وأحفظ ، فهو أولى
، وعلى هذا درج الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم في أشـهر الروايات عنهم
وأكثرها . ا.هـ ( 12 ) . وقال الحافظ في ( الفتح ) : وقد اختلف عمل الصحابة
في ذلك والظاهر أنه من الاختلاف المباح . ا.هـ ( 13 ) .
ودعاء القنوت
رواه أحمد والأربعة عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رَضِي الله عَنْهمَا :
عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ : "
اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ،
وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ،
وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ ،
وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا
وَتَعَالَيْتَ " زاد أبو داود : " وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ " وزاد
النسائي : " وَصَلَّى اللهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ " وحسن إسناده
النووي في ( الأذكار ) ( 14 ) . وصح عن عمر رضي الله عنه أنه قنت قبل
الركوع وبعده ، فقال : اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين
والمسلمات ، وألف بين قلوبهم ، وأصلح ذات بينهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهم ،
اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ، ويقاتلون
أولياءك ، اللهم خالف بين كلمتهم ، وزلزل أقدامهم ، وأنزل بهم بأسك الذي
لا ترده عن القوم المجرمين ، بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إنا نستعينك
ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، بسم الله الرحمن
الرحيم ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونخشى
عذابك الجِد ، ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكافرين ملحق . رواه البيهقي في (
السنن ) وصححه ( 15 ). وقوله : من يفجرك : أي يعصيك ويخالفك ، وقيل يلحد في
صفاتك . وقوله : نحفد ( بكسر الفاء ) : أي نسارع في طاعتك وخدمتك . وقوله :
مُلْحِق ( بكسر الحاء ، وفتحها ) : أي لاحق . قلت : وقنوت عمر رضي الله
عنه هو المختار عند المالكية .
قال النووي في ( الأذكار ) : واعلم أن
القنوت لا يتعين فيه دعاء على المذهب المختار ، فأي دعاء دعا به حصل القنوت
، ولو قنت بآية أو آيات من القرآن العزيز وهي مشتملة على الدعاء حصل
القنوت . ولكن الأفضل ما جاءت به السنة ، وقد ذهب جماعة من أصحابنا إلى أنه
يتعين ولا يجزئ غيره . ا.هـ ( 16 ) .
قلت : والصواب أنه لا يتعين فيه دعاء ، فبأي دعاء دعا أجزأه . والعلم عند الله تعالى .
السادس :
في سجوده : وكان فيه غالب دعائه ، وتقدم بعض ما صح من ذلك .
السابع :
بين السجدتين : فعن حذيفة رضي الله عنه أنه صلى مع النبي ( فذكـر الحديث )
قال : وكان يقول بين السجدتين : " رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي "
( 17 ) .
وَعَـنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ
كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي " رواه أبو داود ، ورواه
الترمذي بلفظ : " وَاجْبُرْنِي " بدلا من " عَافِنِي " ؛ ورواه ابن ماجة
بلفظ : " رَبِّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَارْزُقْنِي ،
وَارْفَعْنِي " ورواه الحاكم بلفظ : " رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ،
وَاجْبُرْنِي ، وَارْفَعْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي " ( 18 ) .
الثامن :
بعد التشهد وقبل السلام : روى أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي عَنْ ابن
مسعود رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي
الصَّلَاةِ قُلْنَا : السَّلَامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ ، السَّلَامُ
عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : " لَا تَقُولُوا
السَّلَامُ عَلَى اللهِ ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ ، وَلَكِنْ
قُولُوا : التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلَامُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ،
السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّكُمْ
إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ
مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو " . وفي لفظ لمسلم : "
ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ " ( 19 ) . وفي رواية
لأحمد : " ثُمَّ إِنْ كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ نَهَضَ حِينَ يَفْرُغُ
مِنْ تَشَهُّدِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي آخِرِهَا دَعَا بَعْدَ تَشَهُّدِهِ
مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ يُسَلِّمَ " ( 20 ) .
قال
النووي - رحمه الله : فيه استحباب الدعاء في آخر الصلاة قبل السلام ، وفيه :
أنه يجوز الدعاء بما شاء من أمور الآخرة والدنيا ، ما لم يكن إثما ، وهذا
مذهبنا ومذهب الجمهور ، وقال أبو حنيفة - رحمه الله تعالى : لا يجوز إلا
بالدعوات الواردة في القرآن والسنة . ا.هـ ( 21 ) . قال ابن حجر في ( الفتح
) : لكن ظاهر حديث الباب يرد عليهم ، وكذا يرد على قول ابن سيرين : لا
يدعو في الصلاة إلا بأمر الآخرة . قال : وقد ورد فيما يقال بعد التشهد
أخبار من أحسنها ، ما رواه سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة من طريق
عمير بن سعد قال : كان عبد الله - يعني ابن مسعود - يعلمنا التشهد في
الصلاة ثم يقول : إذا فرغ من التشهد فليقل : اللهم إني أسألك من الخير كله ،
ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله ، ما علمت منه وما لم
أعلم ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبادك الصالحون ، وأعوذ بك من
شر ما استعاذك منه عبادك الصالحون ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار . قال : ويقول : لم يدع نبي ولا صالح بشيء إلا دخل في
هذا الدعاء . وهذا من المأثور غير مرفوع ، وليس هو مما ورد في القرآن .
ا.هـ ( 22 ) .
قلت : ومن المرفوع ما أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود
والنسائي وابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ : " إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ ( وفي رواية : إِذَا فَرَغَ
أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الآخِرِ ) فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ
أَرْبَعٍ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ
جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا
وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " ( 23 ) .
وبوب البخاري ( باب الدعاء قبل السلام ) أورد تحته حديث عَائِشَةَ - رضي
الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَدْعُـو فِي الصَّلَاةِ : "
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ
الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ
الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ " فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : مَا أَكْثَرَ مَا
تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ ؟ فَقَالَ : " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ
حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ " ( 24 ) . وحديث أَبِي بَكْرٍ رضي
الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ
فِي صَلَاتِي ، قَالَ : " قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
ظُلْمًا كَبِيرًا ( كَثِيرًا ) وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ،
فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ( 25 ) . وفي الباب غير ما ذكرنا ، والله الموفق
مواضيع مماثلة
» ما هي السنة في الدعاء في الصلاة ، إفراد الدعاء أم جمعه؟
» ]أهمية الدعاء )
» الاعتداء فى الدعاء.....
» عتداء فى الدعاء)))
» الدعاء هو العبادة 2
» ]أهمية الدعاء )
» الاعتداء فى الدعاء.....
» عتداء فى الدعاء)))
» الدعاء هو العبادة 2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin