بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
الحج من أفضل الأعمال
صفحة 1 من اصل 1
الحج من أفضل الأعمال
الحج من أفضل الأعمال
روى الإمام البخاري في صحيحه ( كتاب الإيمان/ باب من قال إن الإيمان هو العمل/ حديث 26) قال: حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل ؟ فقال: ( إيمان بالله ورسوله ). قيل: ثم ماذا ؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله ). قيل: ثم ماذا ؟ قال: ( حج مبرور ).
قلت: وأخرجه مسلم في صحيحه ( كتاب الإيمان/ باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال/ حديث 83).
الشرح/ قال العيني في عمدة القاري (2/2): ( بيان اللغات ) قوله " أفضل" أي الأكثر ثوابا عند الله وهو أفعل التفضيل من فضل يفضل من باب دخل يدخل ويقال فضل يفضل من باب سمع يسمع حكاها ابن السكيت وفيه لغة ثالثة فضل بالكسر يفضل بالضم وهي مركبة شاذة لا نظير لها قال سيبويه: هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين قال: وكذلك نعم ينعم ومت تموت ودمت تدوم وكدت تكاد وفي ( العباب ) فضلته فضلا أي غلبته بالفضل وفضل منه شيء والفضل والفضيلة خلاف النقص والنقيصة قوله الجهاد مصدر جاهد في سبيل الله مجاهدة وجهادا وهو من الجهد بالفتح وهو المشقة وهو القتال مع الكفار لإعلاء كلمة الله والسبيل الطريق يذكر ويؤنث قوله حج مبرور الحج في اللغة القصد وأصله من قولك حججت فلانا أحجه حجا إذا عدت إليه مرة بعد أخرى فقيل حج البيت لأن الناس يأتونه في كل سنة قاله الأزهري وفي ( العباب ) رجل محجوج أي مقصود وقد حج بنو فلان فلانا إذا أطالوا الاختلاف إليه قال المخبل السعدي:
( واشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا )
قال ابن السكيت: يقول يكثرون الاختلاف إليه هذا الأصل ثم تعورف استعماله في القصد إلى مكة حرسها الله للنسك تقول حججت البيت أحجه حجا فأنا حاج ويجمع على حجج مثل بازل وبزل وعائد وعوذ انتهى. وفي الشرع الحج: قصد زيارة البيت على وجه التعظيم. وقال الكرماني: الحج قصد الكعبة للنسك بملابسة الوقوف بعرفة. ..
والمبرور: هو الذي لا يخالطه إثم ومنه برت يمينه إذا سلم من الحنث وقيل: هو المقبول ومن علامات القبول أنه إذا رجع يكون حاله خيرا من الحال الذي قبله وقيل هو الذي لا رياء فيه وقيل: هو الذي لا تتعقبه معصية وهما داخلان فيما قبلهما والبر بالكسر الطاعة والقبول يقال: بر حجك بضم الباء وفتحها لازمين وبر الله حجك، وأبر الله؛ أي قبله فله أربعة استعمالات وقال الأزهري المبرور المتقبل يقال: بر الله حجه يبره؛ أي تقبله وأصله من البر وهو اسم لجماع الخير وبررت فلانا أبره برا إذا وصلته وكل عمل صالح بر وجعل لبيد البر: التقوى فقال:
وما البر إلا مضمرات من التقى وما المال إلا معمرات ودائع
قوله مضمرات يعني الخفايا من التقى قوله وما المال إلا معمرات أي المال الذي في أيديكم ودائع مدة عمركم ثم يصير لغيركم، وأما قول عمرو ابن أم مكتوم: ( نحز رؤوسهم في غير بر ). فمعناه: في غير طاعة وفي ( العباب ) المبرة والبر خلاف العقوق. وقوله تعالى: { أتأمرون الناس بالبر} [البقرة: 44] أي بالاتساع في الإحسان والزيادة منه، وقوله عز وجل: {لن تنالوا البر} [البقرة: 189] قال السدي: يعني الجنة، والبر أيضا الصلة تقول: منه بررت والدي بالكسر و بررته بالفتح أبره برا والمبرور الذي لا شبهة فيه ولا خلابة وقال أبو العباس: هو الذي لا يدالس فيه ولا يوالس. يدالس فيه: يظلم فيه ويوالس: يخون... ( بيان المعاني والبيان ) فيه حذف المبتدأ في ثلاث مواضع الذي هو المسند إليه لكونه معلوما احترازا عن العبث وفيه تنكير الإيمان والحج وتعريف الجهاد وذلك لأن الإيمان والحج لا يتكرر وجوبهما بخلاف الجهاد فإنه قد يتكرر فالتنوين للإفراد الشخصي والتعريف للكمال إذ الجهاد لو أتى به مرة مع الاحتياج إلى التكرار لما كان أفضل ...
بيان استنباط الفوائد: منها الدلالة على نيل الدرجات بالأعمال، ومنها الدلالة على أن الإيمان قول وعمل، ومنها الدلالة على أن الأفضل بعد الإيمان الجهاد وبعده الحج المبرور، فإن قلت في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: أي العمل أفضل ؟ قال: الصلاة على وقتها ثم ذكر بر الوالدين ثم الجهاد وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أي الإسلام خير ؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه أي الإسلام أفضل ؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه سألت رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله. قلت: فأي الرقاب أفضل ؟ قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها. الحديث. ولم يذكر فيه الحج وكلها في الصحيح ؟! قلت: قد ذكر الإمام الحسين بن الحسن بن محمد بن حكيم الحليمي الشافعي عن القفال الكبير الشافعي الشاشي واسمه أبو بكر محمد بن علي في كيفية الجمع وجهين: أحدهما أنه جرى على اختلاف الأحوال والأشخاص كما روي أنه عليه السلام قال: حجة لمن لم يحج أفضل من أربعين غزوة، وغزوة لمن حج أفضل من أربعين حجة. والآخر: أن لفظة من مرادة؛ والمراد من أفضل الأعمال كذا كما يقال: فلان أعقل الناس أي من أعقلهم ومنه قوله عليه السلام: " خيركم: خيركم لأهله" ومعلوم أنه لا يصير بذلك خير الناس قلت وبالجواب الأول أجاب القاضي عياض فقال: أعلم كل قوم بما لهم إليه حاجة وترك ما لم تدعهم إليه حاجة أو ترك ما تقدم علم السائل إليه أو علمه بما لم يكمله من دعائم الإسلام ولا بلغه عمله وقد يكون للمتأهل للجهاد الجهاد في حقه أولى من الصلاة وغيرها وقد يكون له أبوان لو تركهما لضاعا فيكون برهما أفضل لقوله عليه السلام ففيهما فجاهد وقد يكون الجهاد أفضل من سائر الأعمال عند استيلاء الكفار على بلاد المسلمين. قلت: الحاصل أن اختلاف الأجوبة في هذه الأحاديث لاختلاف الأحوال ولهذا سقط ذكر الصلاة والزكاة والصيام في هذا الحديث المذكور في هذا الباب ولا شك أن الثلاث مقدمات على الحج والجهاد ويقال إنه قد يقال خير الأشياء كذا ولا يراد أنه خير من جميع الوجوه في جميع الأحوال والأشخاص بل في حال دون حال فإن قيل كيف قدم الجهاد على الحج مع أن الحج من أركان الإسلام والجهاد فرض كفاية يقال إنما قدمه للاحتياج إليه أول الإسلام ومحاربة الأعداء ويقال إن الجهاد قد يتعين كسائر فروض الكفاية وإذا لم يتعين لم يقع إلا فرض كفاية وأما الحج فالواجب منه حجة واحدة وما زاد نفل فإن قابلت واجب الحج بمتعين الجهاد كان الجهاد أفضل لهذا الحديث ولأنه شارك الحج في الفرضية وزاد بكونه نفعا متعديا إلى سائر الأمة وبكونه ذبا عن بيضة الإسلام وقد قيل ثم ههنا للترتيب في الذكر كقوله تعالى: {ثم كان من الذين آمنوا} [البلد: 17] وقيل: ثم لا يقتضي ترتيبا فإن قابلت نفل الحج بغير متعين الجهاد كان الجهاد أفضل لما أنه يقع فرض كفاية وهو أفضل من النفل بلا شك وقال إمام الحرمين في كتاب ( الغياثى ) فرض الكفاية عندي أفضل من فرض العين من حيث أن فعله مسقط للحرج عن الأمة بأسرها وبتركه يعصى المتمكنون منه كلهم ولا شك في عظم وقع ما هذه صفته والله أعلم.
وقال الشيخ محمود أنور شاه الكشميري في كتابه " العرف الشذي شرح جامع الترمذي " (1/197): اختلفت الأحاديث في بيان أفضل الأعمال وجواباته عليه الصلاة والسلام متعددة بتعدد أسئلة السائلين، فقيل في التوفيق: إن الاختلاف بحسب أحوال السامعين، وقال ملك العلماء عز الدين ابن عبد السلام: والشرط أن يكون السامع حاضراً، وأن يكون السؤال من باب الأعمال لا العقائد، وقيل: ينظر إلى خصوص ألفاظ جوابه، ومنهم الشيخ الأكبر، وقال: لا ترادف في الألفاظ أصلاً، فمعنى الأفضل والخير مغاير، وقال: لكل اسم من أسماء الله حضرة لا يدخل فيها غيره، والمختار مختار الشيخ الأكبر وابن تيمية من نفي الترادف، والأقرب جواباً ما قال الطحاوي في مشكل الآثار بما حاصله: أن يؤخذ كل الأحاديث، ويتتبع الطرق فيؤخذ كل أول أفضل الأعمال فيدرج تحت نوع واحد، فالأولوية نوعية، وكذلك يؤخذ كل ثاني الأحاديث الدالة على أفضل الأعمال فيدرج تحت نوع آخر وهكذا، وأما أشكال اختلاف الأحاديث تقديماً وتأخيراً في بيان أفضل الأعمال فلم يجب عنه الطحاوي فإنه محتاج إلى تتبع طرق الأحاديث وخصوص المتون، ولا تحتوي عليه ضابطة.
روى الإمام البخاري في صحيحه ( كتاب الإيمان/ باب من قال إن الإيمان هو العمل/ حديث 26) قال: حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل ؟ فقال: ( إيمان بالله ورسوله ). قيل: ثم ماذا ؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله ). قيل: ثم ماذا ؟ قال: ( حج مبرور ).
قلت: وأخرجه مسلم في صحيحه ( كتاب الإيمان/ باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال/ حديث 83).
الشرح/ قال العيني في عمدة القاري (2/2): ( بيان اللغات ) قوله " أفضل" أي الأكثر ثوابا عند الله وهو أفعل التفضيل من فضل يفضل من باب دخل يدخل ويقال فضل يفضل من باب سمع يسمع حكاها ابن السكيت وفيه لغة ثالثة فضل بالكسر يفضل بالضم وهي مركبة شاذة لا نظير لها قال سيبويه: هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين قال: وكذلك نعم ينعم ومت تموت ودمت تدوم وكدت تكاد وفي ( العباب ) فضلته فضلا أي غلبته بالفضل وفضل منه شيء والفضل والفضيلة خلاف النقص والنقيصة قوله الجهاد مصدر جاهد في سبيل الله مجاهدة وجهادا وهو من الجهد بالفتح وهو المشقة وهو القتال مع الكفار لإعلاء كلمة الله والسبيل الطريق يذكر ويؤنث قوله حج مبرور الحج في اللغة القصد وأصله من قولك حججت فلانا أحجه حجا إذا عدت إليه مرة بعد أخرى فقيل حج البيت لأن الناس يأتونه في كل سنة قاله الأزهري وفي ( العباب ) رجل محجوج أي مقصود وقد حج بنو فلان فلانا إذا أطالوا الاختلاف إليه قال المخبل السعدي:
( واشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا )
قال ابن السكيت: يقول يكثرون الاختلاف إليه هذا الأصل ثم تعورف استعماله في القصد إلى مكة حرسها الله للنسك تقول حججت البيت أحجه حجا فأنا حاج ويجمع على حجج مثل بازل وبزل وعائد وعوذ انتهى. وفي الشرع الحج: قصد زيارة البيت على وجه التعظيم. وقال الكرماني: الحج قصد الكعبة للنسك بملابسة الوقوف بعرفة. ..
والمبرور: هو الذي لا يخالطه إثم ومنه برت يمينه إذا سلم من الحنث وقيل: هو المقبول ومن علامات القبول أنه إذا رجع يكون حاله خيرا من الحال الذي قبله وقيل هو الذي لا رياء فيه وقيل: هو الذي لا تتعقبه معصية وهما داخلان فيما قبلهما والبر بالكسر الطاعة والقبول يقال: بر حجك بضم الباء وفتحها لازمين وبر الله حجك، وأبر الله؛ أي قبله فله أربعة استعمالات وقال الأزهري المبرور المتقبل يقال: بر الله حجه يبره؛ أي تقبله وأصله من البر وهو اسم لجماع الخير وبررت فلانا أبره برا إذا وصلته وكل عمل صالح بر وجعل لبيد البر: التقوى فقال:
وما البر إلا مضمرات من التقى وما المال إلا معمرات ودائع
قوله مضمرات يعني الخفايا من التقى قوله وما المال إلا معمرات أي المال الذي في أيديكم ودائع مدة عمركم ثم يصير لغيركم، وأما قول عمرو ابن أم مكتوم: ( نحز رؤوسهم في غير بر ). فمعناه: في غير طاعة وفي ( العباب ) المبرة والبر خلاف العقوق. وقوله تعالى: { أتأمرون الناس بالبر} [البقرة: 44] أي بالاتساع في الإحسان والزيادة منه، وقوله عز وجل: {لن تنالوا البر} [البقرة: 189] قال السدي: يعني الجنة، والبر أيضا الصلة تقول: منه بررت والدي بالكسر و بررته بالفتح أبره برا والمبرور الذي لا شبهة فيه ولا خلابة وقال أبو العباس: هو الذي لا يدالس فيه ولا يوالس. يدالس فيه: يظلم فيه ويوالس: يخون... ( بيان المعاني والبيان ) فيه حذف المبتدأ في ثلاث مواضع الذي هو المسند إليه لكونه معلوما احترازا عن العبث وفيه تنكير الإيمان والحج وتعريف الجهاد وذلك لأن الإيمان والحج لا يتكرر وجوبهما بخلاف الجهاد فإنه قد يتكرر فالتنوين للإفراد الشخصي والتعريف للكمال إذ الجهاد لو أتى به مرة مع الاحتياج إلى التكرار لما كان أفضل ...
بيان استنباط الفوائد: منها الدلالة على نيل الدرجات بالأعمال، ومنها الدلالة على أن الإيمان قول وعمل، ومنها الدلالة على أن الأفضل بعد الإيمان الجهاد وبعده الحج المبرور، فإن قلت في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: أي العمل أفضل ؟ قال: الصلاة على وقتها ثم ذكر بر الوالدين ثم الجهاد وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أي الإسلام خير ؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه أي الإسلام أفضل ؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه سألت رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله. قلت: فأي الرقاب أفضل ؟ قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها. الحديث. ولم يذكر فيه الحج وكلها في الصحيح ؟! قلت: قد ذكر الإمام الحسين بن الحسن بن محمد بن حكيم الحليمي الشافعي عن القفال الكبير الشافعي الشاشي واسمه أبو بكر محمد بن علي في كيفية الجمع وجهين: أحدهما أنه جرى على اختلاف الأحوال والأشخاص كما روي أنه عليه السلام قال: حجة لمن لم يحج أفضل من أربعين غزوة، وغزوة لمن حج أفضل من أربعين حجة. والآخر: أن لفظة من مرادة؛ والمراد من أفضل الأعمال كذا كما يقال: فلان أعقل الناس أي من أعقلهم ومنه قوله عليه السلام: " خيركم: خيركم لأهله" ومعلوم أنه لا يصير بذلك خير الناس قلت وبالجواب الأول أجاب القاضي عياض فقال: أعلم كل قوم بما لهم إليه حاجة وترك ما لم تدعهم إليه حاجة أو ترك ما تقدم علم السائل إليه أو علمه بما لم يكمله من دعائم الإسلام ولا بلغه عمله وقد يكون للمتأهل للجهاد الجهاد في حقه أولى من الصلاة وغيرها وقد يكون له أبوان لو تركهما لضاعا فيكون برهما أفضل لقوله عليه السلام ففيهما فجاهد وقد يكون الجهاد أفضل من سائر الأعمال عند استيلاء الكفار على بلاد المسلمين. قلت: الحاصل أن اختلاف الأجوبة في هذه الأحاديث لاختلاف الأحوال ولهذا سقط ذكر الصلاة والزكاة والصيام في هذا الحديث المذكور في هذا الباب ولا شك أن الثلاث مقدمات على الحج والجهاد ويقال إنه قد يقال خير الأشياء كذا ولا يراد أنه خير من جميع الوجوه في جميع الأحوال والأشخاص بل في حال دون حال فإن قيل كيف قدم الجهاد على الحج مع أن الحج من أركان الإسلام والجهاد فرض كفاية يقال إنما قدمه للاحتياج إليه أول الإسلام ومحاربة الأعداء ويقال إن الجهاد قد يتعين كسائر فروض الكفاية وإذا لم يتعين لم يقع إلا فرض كفاية وأما الحج فالواجب منه حجة واحدة وما زاد نفل فإن قابلت واجب الحج بمتعين الجهاد كان الجهاد أفضل لهذا الحديث ولأنه شارك الحج في الفرضية وزاد بكونه نفعا متعديا إلى سائر الأمة وبكونه ذبا عن بيضة الإسلام وقد قيل ثم ههنا للترتيب في الذكر كقوله تعالى: {ثم كان من الذين آمنوا} [البلد: 17] وقيل: ثم لا يقتضي ترتيبا فإن قابلت نفل الحج بغير متعين الجهاد كان الجهاد أفضل لما أنه يقع فرض كفاية وهو أفضل من النفل بلا شك وقال إمام الحرمين في كتاب ( الغياثى ) فرض الكفاية عندي أفضل من فرض العين من حيث أن فعله مسقط للحرج عن الأمة بأسرها وبتركه يعصى المتمكنون منه كلهم ولا شك في عظم وقع ما هذه صفته والله أعلم.
وقال الشيخ محمود أنور شاه الكشميري في كتابه " العرف الشذي شرح جامع الترمذي " (1/197): اختلفت الأحاديث في بيان أفضل الأعمال وجواباته عليه الصلاة والسلام متعددة بتعدد أسئلة السائلين، فقيل في التوفيق: إن الاختلاف بحسب أحوال السامعين، وقال ملك العلماء عز الدين ابن عبد السلام: والشرط أن يكون السامع حاضراً، وأن يكون السؤال من باب الأعمال لا العقائد، وقيل: ينظر إلى خصوص ألفاظ جوابه، ومنهم الشيخ الأكبر، وقال: لا ترادف في الألفاظ أصلاً، فمعنى الأفضل والخير مغاير، وقال: لكل اسم من أسماء الله حضرة لا يدخل فيها غيره، والمختار مختار الشيخ الأكبر وابن تيمية من نفي الترادف، والأقرب جواباً ما قال الطحاوي في مشكل الآثار بما حاصله: أن يؤخذ كل الأحاديث، ويتتبع الطرق فيؤخذ كل أول أفضل الأعمال فيدرج تحت نوع واحد، فالأولوية نوعية، وكذلك يؤخذ كل ثاني الأحاديث الدالة على أفضل الأعمال فيدرج تحت نوع آخر وهكذا، وأما أشكال اختلاف الأحاديث تقديماً وتأخيراً في بيان أفضل الأعمال فلم يجب عنه الطحاوي فإنه محتاج إلى تتبع طرق الأحاديث وخصوص المتون، ولا تحتوي عليه ضابطة.
مواضيع مماثلة
» أي الأعمال أفضل ؟
» الحج خامس أركان الإسلام. 2- أدلة وجوب الحج.
» ( واتموا الحج والعمرة لله ) ( من آداب الحج )
» الأعمال بالنيّات
» نما الأعمال بالنيات .
» الحج خامس أركان الإسلام. 2- أدلة وجوب الحج.
» ( واتموا الحج والعمرة لله ) ( من آداب الحج )
» الأعمال بالنيّات
» نما الأعمال بالنيات .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin