بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 30 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 30 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
" إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " ال
صفحة 1 من اصل 1
" إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " ال
تفسير سورة الملك | الآية الثانية عشر
" إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " الآية : 12
*** الآثار في الآية:
1 - وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { إن الذين يخشون ربهم بالغيب } قال : أبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة بن الجراح .
2 - روى الحاكم في المستدرك :ذكروا عند عبد الله أصحاب محمد
صلى الله عليه و سلم و إيمانهم قال فقال عبد الله : إن أمر محمد كان بينا
لمن رآه و الذي لا إله غيره ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ : { الم
* ذلك الكتاب لا ريب فيه } إلى قوله تعالى { يؤمنون بالغيب }
قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخان و لم يخرجاه ووافقه الذهبي.
3 - و في المعجم الكبير عن أم نويلة بنت مسلم قالت : صلينا
الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء فصلينا ركعتين ثم
جاءنا من يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد استقبل البيت الحرام
فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلينا السجدتين الباقيتين
ونحن مستقبلون البيت الحرام فحدثني رجل من بني حارثة أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال : ( أولئك رجال آمنوا بالغيب ) قال الهيثمي: رواه الطبراني
في الكبير وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو ضعيف متروك.
4 – و في أمثال الحديث لأبي الشيخ الاصبهاني حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَسْلَمَ ، أَنَّهُ
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ (ثقة) يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : " أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ،
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ،
وَتُجَاهِدُونَ فِي اللَّهِ ، ثُمَّ تَظْهَرُ فِيكُمُ السَّكْرَتَانِ :
سَكْرَةُ الْجَهْلِ ، وَسَكْرَةُ حُبِّ الْعَيْشِ ، وَسَتُحَوَّلُونَ عَنْ
ذَلِكَ ، فَلَا تَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ ،
وَلَا تُجَاهِدُونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، الْقَائِمُونَ يَوْمَئِذٍ
بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ صِدِّيقًا " . قَالُوا :
يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : " بَلْ مِنْكُمْ " *
5 - قال صلى الله عليه و سلم : "إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم" .
صححه الألباني في صحيح الجامع قلت : و زيادة "شهيد" للطبراني و قد روى بدون الزيادة.
*** قال في التحرير: ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة
وأجر كبير) اعتراض يفيد استئنافا بيانيا جاء على سنن أساليب القرآن من
تعقيب الرهبة بالرغبة فلما ذكر ما أعد للكافرين المعرضين عن خشية الله
أعقبه بما أعد للذين يخشون ربهم بالغيب من المغفرة والثواب للعلم بأنهم
يترقبون ما يميزهم عن أحوال المشركين .
*** "إن الذين يخشون ربهم بالغيب" وجهان:
1 - أي الذي أخبروا به من أمر المعاد وأحواله.
2 - غائبين عن أعين الناس ، أي في خلواتهم ، كقوله : ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.
قلت (أبو يوسف) : و الأول أظهر لتكراره غير مرة في القرآن
بهذا المعنى "يؤمنون بالغيب" "ليعلم الله من يخافه بالغيب" "ليعلم الله من
ينصره و رسله بالغيب" فالمراد في ما سبق التصديق بالوحي و ليس ذلك قاصرا
على الخلوات.
و خشية الله بالغيب هي صفة أهل الإيمان و قد بشر الله سبحانه
أهل هذه الصفة في موطنين من كتابه هذا أحدهم و الأخر قال تعالى "فبشره
بمغفرة و أجر عظيم" فأهل الخشية هم أهل المغفرة و الجنة و ما أعظم بشارة
الله.
و في الحديث " " مررت بجبريل ليلة أسري بي بالملإ الأعلى , و
هو كالحلس البالي من خشية الله عز وجل " صححه الألباني و قال النبي صلى
الله عليه و سلم "والله إني أتقاكم لله وأخشاكم له "صحيح .
* و يكفي في شرف الخشية أن الله سبحانه لما وصف حال الكافرين
ثم قابله بحال المؤمنين لم يذكرهم بوصف الإيمان إنما ذكرهم بذلك الوصف فكأن
هذا الوصف نَاقًَََََََض وصف الكفر و ساوى وصف الإيمان فهي تجمع أغلب
معاني الإيمان و هي البذرة التي ينبثق منها الأعمال الصالحة و المواقف
الإيمانية.
والكفار رفضوا الإيمان بالغيب رغم قيام الحجج و البراهين
الدامغة على صدق الرسل فإنهم إما جحدوها أو أعرضوا عنها والمؤمنين صدقوا
المرسلين و سلموا لله و علموا عظمة الله و شدة عقابه فخافوه بالغيب و هذا
مقتضى العقل الذي وضعه الله في البشر.
و الخشية عباده كل مؤمن و لكنها أخص بالعلماء قال تعالى "
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) [فاطر : 28] ".
*** قال بن عاشور: وقدم المغفرة تطمينا لقلوبهم لأنهم يخشون
المؤاخذة على ما فرط منهم من الكفر قبل الإسلام ومن اللمم ونحوه ثم أعقبت
بالبشارة بالأجر العظيم فكان الكلام جاريا على قانون تقديم التخلية أو
تقديم دفع الضر على جلب النفع والوصف بالكبير بمعنى العظيم نظير ما تقدم
آنفا في قوله ( ان أنتم إلا في ضلال كبير )
وتنكير ( مغفرة ) للتعظيم بقرينة مقارنته ب ( أجر كبير )
وبقرينة التقديم وتقديم المسند على المسند إليه في جملة ( لهم مغفرة )
ليأتي تنكير المبتدأ ولإفادة الاهتمام وللرعاية على الفاصلة وهي نكت كثيرة
*** الله سبحانه واسع المغفرة و هو أهل التقوى و أهل المغفرة و
قد ورد ذكر لفظة المغفرة في القرآن سبعة عشر مره اقترنت فيها بذكر الجنة
أربعة عشر مرة – وصفت فيها الجنة بأنها أجر كبير في ثلاث مواضع و بأنها أجر
عظيم في أربع مواضع و بأنها زرق كريم في أربعة مواضع و بأنها تجرى من
تحتها الأنهار في موطن و أن عرضها السماوات و الأرض في موطن و أن عرضها
كعرض السماوات و الأرض في موطن – و اقترن ذكرها بأن الله شديد العقاب في
موطن "إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم و إن ربك لشديد العقاب " و بأنه
سبحانه ذو عقاب أليم في موطن و اقترن ذكرها بفضل الله في موطن الحث على
الصدقة.
و لم يقدم علي المغفرة شيئا قط في أي آية بل دائما تذكر
المغفرة أولا حتى قبل الجنة و ذلك في كل المواطن التي ذكرت فيها و النبي
صلى الله عليه و سلم لما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن دعاء
ليلة القدر فقال صلى الله عليه و سلم : " قولي اللهم إنك عفو تحب العفو
فاعف عني " و هذه خير ليالي العام فدل ذلك أنه هذا خير ما يدعى به مطلقا
فالدعاء بالمغفرة مُقدم على سؤال الجنة بل و مُقدم على كل دعاء و سؤال و
أيضا لما ذكر أهل الإيمان بوصف الخشية بشرهم أولا بالمغفرة ثم الجنة.
و روى الحاكم في مستدركه عن سليم بن عامر قال : قال : سمعت
أوسط البجلي على منبر حمص يقول : سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه على
منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول : قال : فاختنقته العبرة و بكى ثم قال : "سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم على هذا المنبر يقول عام أول : سلوا الله العفو و العافية و
اليقين في الأولى و الآخرة فإنه ما أوتي العبد بعد اليقين خير من العافية
".
قال :هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و قد روي بغير هذا اللفظ من حديث ابن عباس. و سكت عنه الذهبي.
و لا يعنى هذا ألا يسأل العبد الجنة و الثواب و لكن ليقدم سؤال العافية و المغفرة على أي سؤال أعنى في المنزلة و الله أعلم.
*** وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : { لهم مغفرة و أجر كبير } قال : الجنة .
*** عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياماً أربعين سنة ، شاخصة
أبصارهم ، ينتظرون فصل القضاء " . قال : " وينزل الله عز وجل في ظلل من
الغمام من العرش إلى الكرسي ، ثم ينادي مناد : أيها الناس ألم ترضوا من
ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، أن يولي كل
أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، أليس ذلك عدلاً من ربكم ؟ " .
قالوا : بلى ، قال : " فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ، ويقولون
ويقولون في الدنيا " . قال : " فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون ،
فمنهم من ينطلق إلى الشمس ، ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة
وأشباه ما كانوا يعبدون " . قال : " ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ،
ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزير ، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم
وأمته " . قال : " فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول : ما لكم لا
تنطلقون كانطلاق الناس ؟ فيقولون : إن لنا لإلهاً ما رأيناه ، فيقول : هل
تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها ،
قال : فيقول : ما هي ؟ فتقول : يكشف عن ساقه " . قال : " فعند ذلك يكشف عن
ساقه فيخر كل من كان نظره ، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود
فلا يستطيعون ، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهو سالمون ، ثم يقول : ارفعوا
رؤوسكم ، فيرفعون رؤوسهم ، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى
نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ،
ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك ، حتى يكون
آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة ، فإذا أضاء قدم
قدمه وإذا طفئ قام " قال : " والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار
فيبقى أثره كحد السيف " . قال : " فيقول : مروا ، فيمرون على قدر نورهم ،
منهم من يمر كطرفة العين ، ومنهم من يمر كالبرق ، ومنهم من يمر كالسحاب ،
ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كشد
الفرس ، ومنهم من يمر كشد الرحل ، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه
يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل ، وتصيب
جوانبه النار ، فلا يزال كذلك حتى يخلص ، فإذا خلص وقف عليها فقال : الحمد
لله فقد أعطاني الله ما لم يعط أحداً إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها " قال :
" فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة ، فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة
وألوانهم ، فيرى ما في الجنة من خلل الباب ، فيقول : رب أدخلني الجنة ،
فيقول الله : أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار ؟ فيقول : رب اجعل بيني
وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها " قال : " فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل
أمام ذلك ، كأن ما هو فيه إليه الحلم ، فيقول : رب أعطني ذلك المنزل ،
فيقول له : لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ،
وأنى منزل أحسن منه ؟ فيعطى فينزله ، ويرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه
إليه حلم ، قال : رب أعطني ذلك المنزل ، فيقول الله تبارك وتعالى : فلعلك
إن أعطيتكه تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك يا رب ، وأنى منزل يكون أحسن منه ؟
فيعطاه وينزله ، ثم يسكت فيقول الله جل ذكره : ما لك لا تسأل ؟ فيقول : رب
قد سألتك حتى قد استحييتك ، وأقسمت حتى استحييتك ، فيقول الله جل ذكره :
ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه ؟
فيقول : أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله . قال :
فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك ، فقال له
رجل : يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً ، كلما بلغت هذا
المكان ضحكت ! قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا
الحديث مراراً ، كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه .
قال : " فيقول الرب جل ذكره : لا ولكني على ذلك قادر ، سل . فيقول : ألحقني
بالناس ، فيقول : الحق بالناس ، قال : فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا
من الناس رفع له قصر من درة ، فيخر ساجداً فيقال له : ارفع رأسك ما لك ؟
فيقول : رأيت ربي - أو ترأءى لي ربي - فيقال له : إنما هو منزل من منازلك .
قال : " ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له ، فيقال له : مه ، فيقول : رأيت
أنك ملك من الملائكة ، فيقول : إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت
يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه " قال : " فينطلق أمامه حتى يفتح له
القصر " قال : " وهو من درة مجوفة ، سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها
منها ، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء ، فيها سبعون باباً ، كل باب يفضي
إلى جوهرة خضراء مبطنة ، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى ، في
كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف ، أدناهن حوراء عيناء ، عليها سبعون حلة ، يرى
مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها
إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً عما كانت قبل ذلك فيقول لها : والله لقد
ازددت في عيني سبعين ضعفاً ، وتقول له : وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفاً ،
فيقال له : أشرف ، فيشرف فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك "
. قال : فقال عمر : ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل
الجنة منزلاً ؟ فكيف أعلاهم ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، ما لا عين رأت ،
ولا أذن سمعت ، إن الله جل ذكره خلق داراً جعل فيها ما شاء من الأزواج
والثمرات والأشربة ، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من
الملائكة ، ثم قال كعب : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما
كانوا يعملون} . قال : " وخلق دون ذلك جنتين ، وزينهما بما شاء ، وأراهما
من شاء من خلقه ، ثم قال : من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم
يرها أحد ، حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة
من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه ، فيستبشرون لريحه فيقولون : واهاً
لهذا الريح ، هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه " . قال : ويحك
يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها ، فقال كعب : إن لجهنم يوم
القيامة لزفرة ، ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه ، حتى إن
إبراهيم خليل الله ليقول : رب نفسي نفسي ! حتى لو كان لك عمل سبعين نبياً
إلى عملك لظننت أن لا تنجو وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة شاخصة أبصارهم ، ينتظرون فصل القضاء
" . قال : فذكر مثل حديث زيد بن أبي أنيسة .
قال الهيثمي: رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة .
والحديث في المستدرك وقال الحاكم: رواه هذا الحديث عن آخرهم
ثقات غير أنهما لم يخرجا أبا خالد الدالانى في الصحيحين لما ذكر من انحرافه
عن السنة في ذكر الصحابة فأما الأئمة المتقدمون فكلهم شهد له بالصدق
والإتقان الحديث صحيح ولم يخرجاه وأبو خالد الدالانى ممن يجمع حديثه في
أئمة أهل الكوفة وقال الذهبي: ما أنكره حديثاً على جودة إسناده .
قلت (أبو يوسف) : و نسب صاحب جامع الأحاديث القدسية تضعيف هذا الحديث لابن حجر في المطالب العالية و لم أجده.
و نسب أبو عدى صاحب موسوعة الأحاديث القدسية تحسين الذهبي له في كتاب العلو و موافقة الألباني له في مختصر العلو و لم أجده هنالك.
و في رواية من روايات القصة :" فيقول تبارك وتعالى سل وتمن
ويلقنه الله ما لا علم له به فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا
فيقول بن آدم لك ما سألت قال أبو سعيد الخدري ومثله معه قال أبو هريرة
وعشرة أمثاله معه ثم قال أحدهما لصاحبه حدث بما سمعت وأحدث بما سمعت"
رجالها ثقات إلا على بن زيد جدعان قال بن حجر : ضعيف و قال الذهبي: أحد
الحفاظ و ليس بالثبت و قال الدارقطني : لا يزال عندى فيه لين . و ضعفه غير
واحد من أهل العلم .
و في المسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم :" قال الله له
تمنه فيتمنى حتى إن الله يذكره فيقول ومن كذا ومن كذا فإذا انقطعت به
الأماني قال الله لك ذلك ومثله معه ) قال عطاء بن يزيد الليثي وأبو سعيد
الخدري مع أبي هريرة قال لك ذلك وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة قال أبو
هريرة ما حفظت إلا قوله ذلك لك ومثله معه قال أبو سعيد لكني أشهد لحفظته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذلك لك وعشرة أمثاله معه )".
*** و في الحديث "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك
فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها
كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة
فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة
واحدة ولا يهلك على الله إلا هالك" متفق عليه
*** الله سبحانه - أرحم من ملك و أكرم من أعطي و أحق من حُمد
– جعل سبحانه ثوابا لعباده إن هم أطاعوه و هو خالقهم و بارئهم و مصورهم و
محييهم و مالكهم و ملكهم و هو الذي هداهم لطاعته و إنما شكروه بنعمته و
رزقه و فضله عليهم فلو أمرهم بطاعته و توعدهم على معصيته لكان عدلا لأنه
ربهم و إلههم فهذا حقه و لكنه وعدهم النعيم و لم يعدهم النعيم على قدر ما
أسلفوا في الدنيا من العمر أو حتى ألف ألف ضعف عمرهم بل وعدهم الخلود في
النعيم و لو كان مقدار النعيم هو مقدار ما أسلفوا لأنفسهم من خير يخلدون
فيه لكان كرما و فضلا عظيما و لو كان مقدار النعيم أن يعطى كل منهم ربع
غاية أمنيته أو ثلثها أو نصفها أو كلها فهذا كرم لا يوصف
و لو كان مقدار النعيم أن يعطى كل منهم غاية أمنيته و حلمه
لكان ذلك غاية مراد العباد من ربهم و لكن أن يعطوا ما لا عين رأت و لا أذن
سمعت و لا خطر على قلب بشر و فوق ما عرفوا و تمنوا فهذا فضل الله و كرم
الله.
و الأعظم من هذا و الأكبر أن العباد لا يطيقون أداء حق الله و
لولا فضل الله و رحمته ما زكى منهم من أحد أبدا و لا يدخل أحدهم الجنة
بعمله و لا حتى خيرهم فقبل منهم اليسير من العمل و تجاوز لهم عن الكثير من
الزلل و أعظم لهم الأجر في أقل العمل و هداهم و كفاهم و أواهم و عافاهم و
عفا عنهم و أيدهم و نصرهم و مكنهم ووالاهم و ثبتهم و علمهم و غفر لهم و
أرسل لهم الرسل و أنزل لهم الكتب و خفف عنهم و أوهن كيد عدوهم و أعطاهم في
حياتهم الدنيا ما لا يحصوه من النعم حتى بلغوا رضاه و لا يهلك على الله إلا
هالك .
فسبحان من خلق عباده فأكرمهم فعاشوا كالأحرار و هم عبيد
ووعدهم الثواب أن يكونوا ملوكا مخلدين و هم عبيد فأوجدهم من عدم ليسعدوا
سعادة هي فوق غاية أمنيتهم .
فسبحان من العبودية له خير من الحرية و سبحان من إن أعطى
العبد جعله أعظم الملوك و هو غني عن العالمين لا يملك أحد ضره فيضره و لا
يملك أحد نفعه فينفعه .
و فوق ذلك كله أنه أحبهم أعظم الحب و أرقه و أصفاه فالله هو
الودود و الود أصفى الحب و أخلصه و صفوته فهو الذى يحب عباده هذا الحب و
يحبه عباده هذا الحب و قال تعالى :"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم
الله ".
فلو كان الله كلفهم حق العبودية فقد أعانهم و أيدهم و خفف
عنهم و رضي منهم بالوسع و هو العظيم و بعد أن لم يكن أحد منهم شيئا مذكورا
أعطاهم الحياة و أعطاهم فوق مرادهم منها و جعلهم ملوكا مخلدين لهم ما
يشاءون و يعطيهم عليه المزيد و أحبهم و رضي عنهم .
و مع ذلك كله فإن الله عرض على أبينا آدم التكليف أولا فقبله
طوعا و رغبة و أقول و الله أعلم أن كل منا يجد ذلك في نفسه أنه لو عرض عليه
لقبل فكيف نقبل ثم لا نوفي فلله الحجة البالغة.
*** الفوائد العملية في الآية:
1 – فضيلة الخشية و لزومها لكل مؤمن و خصوصيتها للعلماء.
2 – فضيلة سؤال العفو و المغفرة على باقي الأدعية .
3 – التأمل في عظيم ثواب الجنة.
4 – عظيم فضل الله على المؤمنين في إكرامه لهم بالجنة.
5 – إن كان سبحانه كلف عباده حق العبودية فقد أعانهم و خفف
عنهم فهم لن يستطيعوا القيام بحقه و عفا عنهم و غفر لهم و أحياهم في دنياهم
حياة طيبة ثم أعطاهم فوق الأمنية في الجنة.
6 – و فوق ذلك كله محبة الله و رضا الله.
7 – و لله الحجة البالغة فلا يهلك على الله إلا هالك.
" إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " الآية : 12
*** الآثار في الآية:
1 - وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { إن الذين يخشون ربهم بالغيب } قال : أبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة بن الجراح .
2 - روى الحاكم في المستدرك :ذكروا عند عبد الله أصحاب محمد
صلى الله عليه و سلم و إيمانهم قال فقال عبد الله : إن أمر محمد كان بينا
لمن رآه و الذي لا إله غيره ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ : { الم
* ذلك الكتاب لا ريب فيه } إلى قوله تعالى { يؤمنون بالغيب }
قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخان و لم يخرجاه ووافقه الذهبي.
3 - و في المعجم الكبير عن أم نويلة بنت مسلم قالت : صلينا
الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء فصلينا ركعتين ثم
جاءنا من يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد استقبل البيت الحرام
فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلينا السجدتين الباقيتين
ونحن مستقبلون البيت الحرام فحدثني رجل من بني حارثة أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال : ( أولئك رجال آمنوا بالغيب ) قال الهيثمي: رواه الطبراني
في الكبير وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو ضعيف متروك.
4 – و في أمثال الحديث لأبي الشيخ الاصبهاني حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَسْلَمَ ، أَنَّهُ
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ (ثقة) يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : " أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ،
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ،
وَتُجَاهِدُونَ فِي اللَّهِ ، ثُمَّ تَظْهَرُ فِيكُمُ السَّكْرَتَانِ :
سَكْرَةُ الْجَهْلِ ، وَسَكْرَةُ حُبِّ الْعَيْشِ ، وَسَتُحَوَّلُونَ عَنْ
ذَلِكَ ، فَلَا تَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ ،
وَلَا تُجَاهِدُونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، الْقَائِمُونَ يَوْمَئِذٍ
بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ صِدِّيقًا " . قَالُوا :
يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : " بَلْ مِنْكُمْ " *
5 - قال صلى الله عليه و سلم : "إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم" .
صححه الألباني في صحيح الجامع قلت : و زيادة "شهيد" للطبراني و قد روى بدون الزيادة.
*** قال في التحرير: ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة
وأجر كبير) اعتراض يفيد استئنافا بيانيا جاء على سنن أساليب القرآن من
تعقيب الرهبة بالرغبة فلما ذكر ما أعد للكافرين المعرضين عن خشية الله
أعقبه بما أعد للذين يخشون ربهم بالغيب من المغفرة والثواب للعلم بأنهم
يترقبون ما يميزهم عن أحوال المشركين .
*** "إن الذين يخشون ربهم بالغيب" وجهان:
1 - أي الذي أخبروا به من أمر المعاد وأحواله.
2 - غائبين عن أعين الناس ، أي في خلواتهم ، كقوله : ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.
قلت (أبو يوسف) : و الأول أظهر لتكراره غير مرة في القرآن
بهذا المعنى "يؤمنون بالغيب" "ليعلم الله من يخافه بالغيب" "ليعلم الله من
ينصره و رسله بالغيب" فالمراد في ما سبق التصديق بالوحي و ليس ذلك قاصرا
على الخلوات.
و خشية الله بالغيب هي صفة أهل الإيمان و قد بشر الله سبحانه
أهل هذه الصفة في موطنين من كتابه هذا أحدهم و الأخر قال تعالى "فبشره
بمغفرة و أجر عظيم" فأهل الخشية هم أهل المغفرة و الجنة و ما أعظم بشارة
الله.
و في الحديث " " مررت بجبريل ليلة أسري بي بالملإ الأعلى , و
هو كالحلس البالي من خشية الله عز وجل " صححه الألباني و قال النبي صلى
الله عليه و سلم "والله إني أتقاكم لله وأخشاكم له "صحيح .
* و يكفي في شرف الخشية أن الله سبحانه لما وصف حال الكافرين
ثم قابله بحال المؤمنين لم يذكرهم بوصف الإيمان إنما ذكرهم بذلك الوصف فكأن
هذا الوصف نَاقًَََََََض وصف الكفر و ساوى وصف الإيمان فهي تجمع أغلب
معاني الإيمان و هي البذرة التي ينبثق منها الأعمال الصالحة و المواقف
الإيمانية.
والكفار رفضوا الإيمان بالغيب رغم قيام الحجج و البراهين
الدامغة على صدق الرسل فإنهم إما جحدوها أو أعرضوا عنها والمؤمنين صدقوا
المرسلين و سلموا لله و علموا عظمة الله و شدة عقابه فخافوه بالغيب و هذا
مقتضى العقل الذي وضعه الله في البشر.
و الخشية عباده كل مؤمن و لكنها أخص بالعلماء قال تعالى "
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) [فاطر : 28] ".
*** قال بن عاشور: وقدم المغفرة تطمينا لقلوبهم لأنهم يخشون
المؤاخذة على ما فرط منهم من الكفر قبل الإسلام ومن اللمم ونحوه ثم أعقبت
بالبشارة بالأجر العظيم فكان الكلام جاريا على قانون تقديم التخلية أو
تقديم دفع الضر على جلب النفع والوصف بالكبير بمعنى العظيم نظير ما تقدم
آنفا في قوله ( ان أنتم إلا في ضلال كبير )
وتنكير ( مغفرة ) للتعظيم بقرينة مقارنته ب ( أجر كبير )
وبقرينة التقديم وتقديم المسند على المسند إليه في جملة ( لهم مغفرة )
ليأتي تنكير المبتدأ ولإفادة الاهتمام وللرعاية على الفاصلة وهي نكت كثيرة
*** الله سبحانه واسع المغفرة و هو أهل التقوى و أهل المغفرة و
قد ورد ذكر لفظة المغفرة في القرآن سبعة عشر مره اقترنت فيها بذكر الجنة
أربعة عشر مرة – وصفت فيها الجنة بأنها أجر كبير في ثلاث مواضع و بأنها أجر
عظيم في أربع مواضع و بأنها زرق كريم في أربعة مواضع و بأنها تجرى من
تحتها الأنهار في موطن و أن عرضها السماوات و الأرض في موطن و أن عرضها
كعرض السماوات و الأرض في موطن – و اقترن ذكرها بأن الله شديد العقاب في
موطن "إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم و إن ربك لشديد العقاب " و بأنه
سبحانه ذو عقاب أليم في موطن و اقترن ذكرها بفضل الله في موطن الحث على
الصدقة.
و لم يقدم علي المغفرة شيئا قط في أي آية بل دائما تذكر
المغفرة أولا حتى قبل الجنة و ذلك في كل المواطن التي ذكرت فيها و النبي
صلى الله عليه و سلم لما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن دعاء
ليلة القدر فقال صلى الله عليه و سلم : " قولي اللهم إنك عفو تحب العفو
فاعف عني " و هذه خير ليالي العام فدل ذلك أنه هذا خير ما يدعى به مطلقا
فالدعاء بالمغفرة مُقدم على سؤال الجنة بل و مُقدم على كل دعاء و سؤال و
أيضا لما ذكر أهل الإيمان بوصف الخشية بشرهم أولا بالمغفرة ثم الجنة.
و روى الحاكم في مستدركه عن سليم بن عامر قال : قال : سمعت
أوسط البجلي على منبر حمص يقول : سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه على
منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول : قال : فاختنقته العبرة و بكى ثم قال : "سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم على هذا المنبر يقول عام أول : سلوا الله العفو و العافية و
اليقين في الأولى و الآخرة فإنه ما أوتي العبد بعد اليقين خير من العافية
".
قال :هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و قد روي بغير هذا اللفظ من حديث ابن عباس. و سكت عنه الذهبي.
و لا يعنى هذا ألا يسأل العبد الجنة و الثواب و لكن ليقدم سؤال العافية و المغفرة على أي سؤال أعنى في المنزلة و الله أعلم.
*** وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : { لهم مغفرة و أجر كبير } قال : الجنة .
*** عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياماً أربعين سنة ، شاخصة
أبصارهم ، ينتظرون فصل القضاء " . قال : " وينزل الله عز وجل في ظلل من
الغمام من العرش إلى الكرسي ، ثم ينادي مناد : أيها الناس ألم ترضوا من
ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، أن يولي كل
أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، أليس ذلك عدلاً من ربكم ؟ " .
قالوا : بلى ، قال : " فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ، ويقولون
ويقولون في الدنيا " . قال : " فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون ،
فمنهم من ينطلق إلى الشمس ، ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة
وأشباه ما كانوا يعبدون " . قال : " ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ،
ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزير ، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم
وأمته " . قال : " فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول : ما لكم لا
تنطلقون كانطلاق الناس ؟ فيقولون : إن لنا لإلهاً ما رأيناه ، فيقول : هل
تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها ،
قال : فيقول : ما هي ؟ فتقول : يكشف عن ساقه " . قال : " فعند ذلك يكشف عن
ساقه فيخر كل من كان نظره ، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود
فلا يستطيعون ، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهو سالمون ، ثم يقول : ارفعوا
رؤوسكم ، فيرفعون رؤوسهم ، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى
نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ،
ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك ، حتى يكون
آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة ، فإذا أضاء قدم
قدمه وإذا طفئ قام " قال : " والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار
فيبقى أثره كحد السيف " . قال : " فيقول : مروا ، فيمرون على قدر نورهم ،
منهم من يمر كطرفة العين ، ومنهم من يمر كالبرق ، ومنهم من يمر كالسحاب ،
ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كشد
الفرس ، ومنهم من يمر كشد الرحل ، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه
يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل ، وتصيب
جوانبه النار ، فلا يزال كذلك حتى يخلص ، فإذا خلص وقف عليها فقال : الحمد
لله فقد أعطاني الله ما لم يعط أحداً إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها " قال :
" فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة ، فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة
وألوانهم ، فيرى ما في الجنة من خلل الباب ، فيقول : رب أدخلني الجنة ،
فيقول الله : أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار ؟ فيقول : رب اجعل بيني
وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها " قال : " فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل
أمام ذلك ، كأن ما هو فيه إليه الحلم ، فيقول : رب أعطني ذلك المنزل ،
فيقول له : لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ،
وأنى منزل أحسن منه ؟ فيعطى فينزله ، ويرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه
إليه حلم ، قال : رب أعطني ذلك المنزل ، فيقول الله تبارك وتعالى : فلعلك
إن أعطيتكه تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك يا رب ، وأنى منزل يكون أحسن منه ؟
فيعطاه وينزله ، ثم يسكت فيقول الله جل ذكره : ما لك لا تسأل ؟ فيقول : رب
قد سألتك حتى قد استحييتك ، وأقسمت حتى استحييتك ، فيقول الله جل ذكره :
ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه ؟
فيقول : أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله . قال :
فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك ، فقال له
رجل : يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً ، كلما بلغت هذا
المكان ضحكت ! قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا
الحديث مراراً ، كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه .
قال : " فيقول الرب جل ذكره : لا ولكني على ذلك قادر ، سل . فيقول : ألحقني
بالناس ، فيقول : الحق بالناس ، قال : فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا
من الناس رفع له قصر من درة ، فيخر ساجداً فيقال له : ارفع رأسك ما لك ؟
فيقول : رأيت ربي - أو ترأءى لي ربي - فيقال له : إنما هو منزل من منازلك .
قال : " ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له ، فيقال له : مه ، فيقول : رأيت
أنك ملك من الملائكة ، فيقول : إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت
يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه " قال : " فينطلق أمامه حتى يفتح له
القصر " قال : " وهو من درة مجوفة ، سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها
منها ، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء ، فيها سبعون باباً ، كل باب يفضي
إلى جوهرة خضراء مبطنة ، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى ، في
كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف ، أدناهن حوراء عيناء ، عليها سبعون حلة ، يرى
مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها
إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً عما كانت قبل ذلك فيقول لها : والله لقد
ازددت في عيني سبعين ضعفاً ، وتقول له : وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفاً ،
فيقال له : أشرف ، فيشرف فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك "
. قال : فقال عمر : ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل
الجنة منزلاً ؟ فكيف أعلاهم ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، ما لا عين رأت ،
ولا أذن سمعت ، إن الله جل ذكره خلق داراً جعل فيها ما شاء من الأزواج
والثمرات والأشربة ، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من
الملائكة ، ثم قال كعب : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما
كانوا يعملون} . قال : " وخلق دون ذلك جنتين ، وزينهما بما شاء ، وأراهما
من شاء من خلقه ، ثم قال : من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم
يرها أحد ، حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة
من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه ، فيستبشرون لريحه فيقولون : واهاً
لهذا الريح ، هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه " . قال : ويحك
يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها ، فقال كعب : إن لجهنم يوم
القيامة لزفرة ، ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه ، حتى إن
إبراهيم خليل الله ليقول : رب نفسي نفسي ! حتى لو كان لك عمل سبعين نبياً
إلى عملك لظننت أن لا تنجو وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة شاخصة أبصارهم ، ينتظرون فصل القضاء
" . قال : فذكر مثل حديث زيد بن أبي أنيسة .
قال الهيثمي: رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة .
والحديث في المستدرك وقال الحاكم: رواه هذا الحديث عن آخرهم
ثقات غير أنهما لم يخرجا أبا خالد الدالانى في الصحيحين لما ذكر من انحرافه
عن السنة في ذكر الصحابة فأما الأئمة المتقدمون فكلهم شهد له بالصدق
والإتقان الحديث صحيح ولم يخرجاه وأبو خالد الدالانى ممن يجمع حديثه في
أئمة أهل الكوفة وقال الذهبي: ما أنكره حديثاً على جودة إسناده .
قلت (أبو يوسف) : و نسب صاحب جامع الأحاديث القدسية تضعيف هذا الحديث لابن حجر في المطالب العالية و لم أجده.
و نسب أبو عدى صاحب موسوعة الأحاديث القدسية تحسين الذهبي له في كتاب العلو و موافقة الألباني له في مختصر العلو و لم أجده هنالك.
و في رواية من روايات القصة :" فيقول تبارك وتعالى سل وتمن
ويلقنه الله ما لا علم له به فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا
فيقول بن آدم لك ما سألت قال أبو سعيد الخدري ومثله معه قال أبو هريرة
وعشرة أمثاله معه ثم قال أحدهما لصاحبه حدث بما سمعت وأحدث بما سمعت"
رجالها ثقات إلا على بن زيد جدعان قال بن حجر : ضعيف و قال الذهبي: أحد
الحفاظ و ليس بالثبت و قال الدارقطني : لا يزال عندى فيه لين . و ضعفه غير
واحد من أهل العلم .
و في المسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم :" قال الله له
تمنه فيتمنى حتى إن الله يذكره فيقول ومن كذا ومن كذا فإذا انقطعت به
الأماني قال الله لك ذلك ومثله معه ) قال عطاء بن يزيد الليثي وأبو سعيد
الخدري مع أبي هريرة قال لك ذلك وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة قال أبو
هريرة ما حفظت إلا قوله ذلك لك ومثله معه قال أبو سعيد لكني أشهد لحفظته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذلك لك وعشرة أمثاله معه )".
*** و في الحديث "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك
فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها
كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة
فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة
واحدة ولا يهلك على الله إلا هالك" متفق عليه
*** الله سبحانه - أرحم من ملك و أكرم من أعطي و أحق من حُمد
– جعل سبحانه ثوابا لعباده إن هم أطاعوه و هو خالقهم و بارئهم و مصورهم و
محييهم و مالكهم و ملكهم و هو الذي هداهم لطاعته و إنما شكروه بنعمته و
رزقه و فضله عليهم فلو أمرهم بطاعته و توعدهم على معصيته لكان عدلا لأنه
ربهم و إلههم فهذا حقه و لكنه وعدهم النعيم و لم يعدهم النعيم على قدر ما
أسلفوا في الدنيا من العمر أو حتى ألف ألف ضعف عمرهم بل وعدهم الخلود في
النعيم و لو كان مقدار النعيم هو مقدار ما أسلفوا لأنفسهم من خير يخلدون
فيه لكان كرما و فضلا عظيما و لو كان مقدار النعيم أن يعطى كل منهم ربع
غاية أمنيته أو ثلثها أو نصفها أو كلها فهذا كرم لا يوصف
و لو كان مقدار النعيم أن يعطى كل منهم غاية أمنيته و حلمه
لكان ذلك غاية مراد العباد من ربهم و لكن أن يعطوا ما لا عين رأت و لا أذن
سمعت و لا خطر على قلب بشر و فوق ما عرفوا و تمنوا فهذا فضل الله و كرم
الله.
و الأعظم من هذا و الأكبر أن العباد لا يطيقون أداء حق الله و
لولا فضل الله و رحمته ما زكى منهم من أحد أبدا و لا يدخل أحدهم الجنة
بعمله و لا حتى خيرهم فقبل منهم اليسير من العمل و تجاوز لهم عن الكثير من
الزلل و أعظم لهم الأجر في أقل العمل و هداهم و كفاهم و أواهم و عافاهم و
عفا عنهم و أيدهم و نصرهم و مكنهم ووالاهم و ثبتهم و علمهم و غفر لهم و
أرسل لهم الرسل و أنزل لهم الكتب و خفف عنهم و أوهن كيد عدوهم و أعطاهم في
حياتهم الدنيا ما لا يحصوه من النعم حتى بلغوا رضاه و لا يهلك على الله إلا
هالك .
فسبحان من خلق عباده فأكرمهم فعاشوا كالأحرار و هم عبيد
ووعدهم الثواب أن يكونوا ملوكا مخلدين و هم عبيد فأوجدهم من عدم ليسعدوا
سعادة هي فوق غاية أمنيتهم .
فسبحان من العبودية له خير من الحرية و سبحان من إن أعطى
العبد جعله أعظم الملوك و هو غني عن العالمين لا يملك أحد ضره فيضره و لا
يملك أحد نفعه فينفعه .
و فوق ذلك كله أنه أحبهم أعظم الحب و أرقه و أصفاه فالله هو
الودود و الود أصفى الحب و أخلصه و صفوته فهو الذى يحب عباده هذا الحب و
يحبه عباده هذا الحب و قال تعالى :"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم
الله ".
فلو كان الله كلفهم حق العبودية فقد أعانهم و أيدهم و خفف
عنهم و رضي منهم بالوسع و هو العظيم و بعد أن لم يكن أحد منهم شيئا مذكورا
أعطاهم الحياة و أعطاهم فوق مرادهم منها و جعلهم ملوكا مخلدين لهم ما
يشاءون و يعطيهم عليه المزيد و أحبهم و رضي عنهم .
و مع ذلك كله فإن الله عرض على أبينا آدم التكليف أولا فقبله
طوعا و رغبة و أقول و الله أعلم أن كل منا يجد ذلك في نفسه أنه لو عرض عليه
لقبل فكيف نقبل ثم لا نوفي فلله الحجة البالغة.
*** الفوائد العملية في الآية:
1 – فضيلة الخشية و لزومها لكل مؤمن و خصوصيتها للعلماء.
2 – فضيلة سؤال العفو و المغفرة على باقي الأدعية .
3 – التأمل في عظيم ثواب الجنة.
4 – عظيم فضل الله على المؤمنين في إكرامه لهم بالجنة.
5 – إن كان سبحانه كلف عباده حق العبودية فقد أعانهم و خفف
عنهم فهم لن يستطيعوا القيام بحقه و عفا عنهم و غفر لهم و أحياهم في دنياهم
حياة طيبة ثم أعطاهم فوق الأمنية في الجنة.
6 – و فوق ذلك كله محبة الله و رضا الله.
7 – و لله الحجة البالغة فلا يهلك على الله إلا هالك.
مواضيع مماثلة
» مطوية (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)
» (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي ا
» يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُ
» جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤو
» (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ
» (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي ا
» يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُ
» جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤو
» (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin