بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
"قل إنما العلم عند الله و إنما أنا نذير مبين" الآية :26
صفحة 1 من اصل 1
"قل إنما العلم عند الله و إنما أنا نذير مبين" الآية :26
تفسير سورة الملك |الآية السادسة و العشرون
"قل إنما العلم عند الله و إنما أنا نذير مبين" الآية :26
*** "قل":
الآية هنا من الآيات التي تتحدث و تثبت قضية هامة ألا و هي
بشرية الرسول صلى الله عليه و سلم – و سيأتي الحديث عن ذلك لاحقا – و قد
تنوعت الآيات التي تثبت هذه القضية فيخاطبه الله سبحانه بما يفهم منه ذلك
كقوله عز وجل "يسألونك عن الساعة أيان مرساها*فيم أنت من ذكراها*إلى ربك
منتهاها*إنما أنت منذر من يخشاها" أو يأمره الله سبحانه ببلاغ ذلك صراحة
كقوله عز و جل "قل إنما أنا بشر يوحى إلي ..." الآية أو يأمره ببلاغ ما
يستلزم منه إثبات الصفات البشرية كما في هذه الآية أو تصفه الآيات
بالعبودية لله و هي أشرف مراتب الخلق"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد
الحرام إلى المسجد الأقصى..." الآية و قد بلغ النبي صلى الله عليه و سلم
ذلك أبلغ بيان .
فجاء ذلك الإخبار متعددا متنوعا لإثبات تلك القضية الهامة.
أيضا كما أسلفنا فإنه ينبغي الانتباه للسياق الذي أمر النبي
صلى الله عليه و سلم فيه بتلك المقالة فإن كان سياق دعوة فهو أفضل ما
يقال في ذلك الموطن و إن جواب سؤال فهو أفضل إجابة و إن كان مقام مناظرة و
حجة فهو خير حجة و هكذا.
*** "العلم عند الله":
والمراد أن العلم بالوقوع غير العلم بوقت الوقوع ، فالعلم
الأول حاصل عندي ، وهو كاف في الإنذار والتحذير ، أما العلم الثاني فليس
إلا لله ، ولا حاجة في كوني نذيرا مبينا إليه .
و أمر القيامة أمر عظيم و خطب جليل لم يطلع الله عليه أحدا من
خلقه و قد تكرر هذا المعنى في القرآن بصورة أقوى من هذا في قوله سبحانه: "
يسألونك عن الساعة أيان مرساها*فيم أنت من ذكراها*إلى ربك منتهاها*إنما
أنت منذر من يخشاها " .
فتدبر جيدا في عظمة الربوبية و قهر العبودية مهما كان صاحبها و التأمل في هذا يقود للإخلاص و التوحيد.
*** و لم يأتي القرآن بجواب سؤالهم الذي طلبوه تعنتا بل جاء يرفض أسلوبهم و يأطرهم على مراده فإن اتبعوه أفلحوا و إن ردوه هلكوا .
و ليست هذه المرة الوحيدة التي طلبوا فيها شيء على وجه التعنت
بل طلبوا من النبي صلى الله عليه و سلم الآيات على وجه التعنت فمنعت
عنهم فليسوا هم الذين الذين يملون شروطهم لكي يؤمنوا إنما هم عبيد مكلفون
بالاستجابة و إلا النار .
بل حتى سيد ولد آدم النبي محمد صلى الله عليه و سلم ليس له
ذلك فأكرم المنازل عند الله سبحانه عبد مطيع و لا يوجد من الخلق أحد له من
الأمر شيء بل لله الأمر جميعا و على الجميع السمع و الطاعة.
و من دروس الآية المستفادة أن النبي صلى الله عليه و سلم
ليس له من الأمر شيء بل هو نذير مبين كرمه الله سبحانه لكن ليس له من
التدبير شيء و لا من العلم إلا ما أعلمه الله.
و منها بيان كيفية الرد على طلبات التعنت الصادرة من الكفار و عدم الانسياق وراء مكابراتهم بالرد الهادئ الذي يحمل المطلوب الشرعي.
*** "نذير مبين":
وإنما أنا نذير مبين أسلوب قصر، أي ما أنا إلا نذير بوقوع هذا
الوعد لا أتجاوز ذلك إلى كوني عالما بوقته و أسلوب القصر هنا كالذي سبقه
لا يفيد الحصر إنما يفيد بل يفيد أن من أهم مهام رسالته النذارة و إلا فإنه
صلى الله عليه و سلم بشير كما أنه نذير أو يكون المقصود أنه لما كان
الحديث عن وعيد القيامة فإن وظيفة الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا
الأمر لا تتعدي النذارة الواضحة و علم أن التخصيص خاص بذلك الأمر من سياق
الكلام و الله أعلم.
قال بن منظور: وقوله عز وجل وهو في الخصام غير مبين يريد
النساء أي الأنثى لا تكاد تستوفي الحجة ولا تبين وقيل في التفسير إن المرأة
لا تكاد تحتج بحجة إلا عليها وقد قيل إنه يعني به الأصنام والأول أجود
وقوله عز وجل لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة أي
ظاهرة متبينة .
ويقال بان الحق يبين بيانا فهو بائن وأبان يبين إبانة فهو
مبين بمعناه ومنه قوله تعالى حم والكتاب المبين أي والكتاب البين وقيل معنى
المبين الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة وأبان كل ما تحتاج إليه الأمة
وقال الزجاج بان الشيء وأبان بمعنى واحد ويقال بان الشيء وأبنته فمعنى مبين
أنه مبين خيره وبركته أو مبين الحق من الباطل والحلال من الحرام ومبين أن
نبوة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حق ومبين قصص الأنبياء.
قلت (أبو يوسف) :و خلاصة القول أن المعنى أما نذير بَين أو
نذير مُبَين و النبي صلى الله عليه و سلم قد جمع الأمرين فهو نذير واضح
قد أعلى الله ذكره و نشر خبره وليس أمره بالخفي و ليست دعوته بالسرية – إلا
ما كان في بدايتها للمصلحة – و هو صلى الله عليه و سلم مبين لما يغضب
الله و يسخطه و يوجب عقوبته أكمل بيان.
و في ذلك فائدتان:
الأولى :بيان أن النذارة و التخويف من عقوبة الله من أهم
مهمات الدعاة و العلماء لأنهم ورثة الأنبياء و أسلوب القصر هنا كأنه يحصر
مهمة النبي صلى الله عليه و سلم في النذارة و هذا أبلغ ما يكون في تأكيد
هذه المهمة و كأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يرسل إلا لها.
عن عبدالله بن سلمة عن الزبير قال:" كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب أو يذكر بأيام الله حتى يعرف ذلك في وجهه كأنه منذر قوم
يقول صبحكم الأمر غدوة قال وكان إذا كان حديث عهد بجبريل صلى الله عليه
وسلم لم يتبسم ضاحكا حتى يرتفع عنه"[1] .
الثانية: و فيه رد على من ظن أن الدعوة غايتها البشارة أو
التعليم فالنذارة من أهم مهمات تلك الدعوة و الإنسان لا يستقيم إلا
بالبشارة و النذارة.
*** و قد جاء ذكر سؤال الكفار "متى هذا الوعد إن كنتم صادقين"
بهذه الصيغة ست مرات في القرآن و السابعة "متى هو" و الثامنة "متى هذا
الفتح إن كنتم صادقين"
و كانت الإجابات القرآنية تدور على ثلاثة محاور:
1 – التأكيد على بشرية الرسول ثم ذكر ما فيه نذارة لهم و ترهيب.
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) قل لا أملك لنفسي
ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون
ساعة ولا يستقدمون (49) قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا
يستعجل منه المجرمون (50) أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به
تستعجلون (51) ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم
تكسبون (52)"[2] و أيضا الآية التي بين أيدينا من نفس القسم.
2 – أن يكون الرد عليهم بذكر مشهد من مشاهد شقائهم و عذابهم.
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) ما ينظرون إلا
صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون (49) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم
يرجعون (50)"[3]
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (38) لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون (39)"[4]
"ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28) قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون (29)"[5]
3 – بيان أن الموعد محدد أو أن الأمر قد اقترب أو أنه عسي أن ينالهم عذاب قريب قبله.
".....فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا"[6]
" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (71) قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون (72)"[7]
" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (29) قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون (30)"[8]
*** "إنما العلم عند الله":
أي ذلك العلم المعهود – علم ميقات الساعة – و ليس المقصود
العلم كله تفرد الله سبحانه بمعرفته وحده فهذا ظاهر البطلان فقد علم الله
من شاء من ملائكته و رسله و خلقه ما شاء من علمه.
فالقصر و التخصيص هنا غير مقصود عموما بل هو مخصوص بذلك العلم و هو علم قيام الساعة و إنما علم ذلك بالقرائن.
و هذه نكتة في غاية الأهمية في الفهم عن الله و عن رسوله
فهناك من الأقوال النبوية ما جاءت عامة و لكن إن تدبرت سياقها لوجدتها لا
تحمل إلا على التخصيص و حملها على العام خطأ فادح .
و أضرب لك مثالا جليا في قول النبي صلى الله عليه و سلم "الحج
عرفة" و معلوم أن هناك أركانا أخرى في الحج لو تركها المرء فلا يصح منه
الحج.
فيجب الانتباه إلى سياق الحديث و من المخاطب به؟ و في أي حال أو ظرف؟ و هل هناك قرائن تحول دون تعميم ذلك الحكم؟
فإذا وجدت قرائن نظرنا لها هل هي تقطع ببطلان التعميم أم تحتمل التعميم و غيره و رجحنا الأقرب.
و الخلاصة أن لغة الشرع تأتي أحيانا بالعمومات المخصوصة و
يتبين ذلك من فحص القرائن المحيطة جيدا و عدم تعميم الأحكام لأنها في أحوال
كثيرة تخص و لا تعم.
*** كما أسلفنا فقد جاء الكتاب العزيز بإثبات بشرية الرسول
صلى الله عليه و سلم من وجوه متعددة فقد أراد الله سبحانه إرسال رسول من
نفس البشر له مثل طبائعهم وعاداتهم و هيئتهم و أحوالهم و إن كان أكرمهم و
أفضلهم لكي يكون في إرساله حجة عليهم فلو أرسلت الملائكة رسلا لقال البشر
:لو خلقوا كهيئتنا لفعلوا كفعلنا .
فأرسل الله سبحانه لهم رسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق
يمرض و يتألم و يموت و يحيا كحياتهم. يرضى و يغضب و إن كان بطيء الغضب
قريب الرضا لأنه من خيرهم ، كذبه أقرب أقاربه رغم أن القريب و البعيد عرقه
بالصدق و الأمانة من صغره و كانوا مع تكذيبه يأتمنونه على أموالهم
فيودعونها عنده أمانات.
أوذي صلى الله عليه و سلم أشد الإيذاء فضرب و قذف بالحجارة و
ألقي سلا الجزور على ظهره الشريف و لم يدخل مكة إلا في جوار مشرك و أتهم
بالجنون و السحر و الكذب و مكر به قومه فأخرجوه و أرادوا قتله و جاهد صلى
الله عليه و سلم فجرح و كان أشجع أصحابه و سحره اليهود فأصابه السحر و لكن
الله عصمه من أن يؤثر ذلك على بلاغه و رسالته للأمة.
و كان صلى الله عليه و سلم له أهل يحبهم و يتألم لألمهم فبكي
لما حضر ابن بنته و هو ينازع في مرض موته و بكى لما مات ابنه ابراهيم و لم
يقل إلا خيرا.
و كان صلى الله عليه و سلم ناصحا لأهله ينصح لهم في الدين فلا يقول إلا حقا و ينصح لهم في الدنيا فيصيب و يخطئ[9] كحال
البشر و إن كان من أكملهم عقلا و خلقا و لا ينقص ذلك من قدره بل هو إثبات
لبشريته صلى الله عليه و سلم و لهذه المسألة فوائد راجع بحث ضوابط و معايير فهم أحاديث الطب النبوي.
و كان صلى الله عليه و سلم مكلفا كحال أمته و حال من قبله من
الأنبياء و الأمم قال تعالى "ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت
ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين "
فكان صلى الله عليه و سلم مثالا حيا واقعيا لما ينبغي أن يكون
عليه الإنسان في أكمل أحواله و صوره لذلك أمرنا بأتباعه و لنا فيه أسوة في
الصحة و المرض و الغنى و الفقر و الفرح و الحزن و سائر الأحوال البشرية.
*** الفوائد العملية في الآية:
1. فهم قضية بشرية الرسول صلى الله عليه و سلم و ما يترتب عليها.
2. الانتباه للسياق الذي جاء فيه الأمر بالمقالة يعلمنا موضعها الصحيح.
3. عظمة أمر القيامة حتى أنه لم يطلع على موعدها الأنبياء و المرسلين.
4. الأسلوب الشرعي في الرد على سؤال الملاحدة عن موعد القيامة.
5. أهمية النذارة في البلاغ و الدعوة لكل عالم و داعية.
6. الرد على من حصر الدعوة في البشارات و العلم.
7. الانتباه أن القرآن يستعمل أحيانا أساليب القصر و لا يريد
بها التخصيص بل تأكيد الأمر و بيان أهميته أو غرض بلاغي أخر و يعلم ذلك من
القرائن المحيطة.
8. العلم الجازم أن طريق الكمال البشري هو إتباع النبي صلى الله عليه و سلم في أمره كله.
9. الخوف من الله.
10.استشعار الفارق بين عز الربوبية و قهر العبودية مهما كان صاحبها.
العودة إلى موقع تفسير القرآن قسم تفسير القرآن قسم الأبحاث الفقهية قسم الأبحاث الشرعية العامة قسم الصور
[1] حسن بعض أهل العلم سنده و لم أدرس سنده و لكن فيه أبو الزبير المكي مشهور بالتدليس و قد عنعن.
[2] سورة يونس 48-52
[3] بس 48-50
[4][4] الأنبياء 38-39
[5] السجدة 28 29
[6] الإسراء 51
[7] النمل 72
[8] سبأ 29 - 30
[9] و لذلك أمثلة منها:
أ - حديث تأبير النخل في صحيح مسلم، "قدم النبي صلى الله عليه
وسلم المدينة، فإذا هم يأبرون النخل -يقول: يلقحون النخل- فقال: ما
تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه. قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا. فتركوه،
فنفضت، فذكروا ذلك له، فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا
به، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر". وشبيه به قول رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، فما حدثتكم عن الله فهو حق، وما قلت فيه من
قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ وأصيب".
ب - قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، فإذا أمرتكم
بأمر دينكم فاقبلوه، وإذا أمرتكم بشيء من دنياكم فإنما أنا بشر"، وفي
رواية: "أنتم أعلم بدنياكم.
"قل إنما العلم عند الله و إنما أنا نذير مبين" الآية :26
*** "قل":
الآية هنا من الآيات التي تتحدث و تثبت قضية هامة ألا و هي
بشرية الرسول صلى الله عليه و سلم – و سيأتي الحديث عن ذلك لاحقا – و قد
تنوعت الآيات التي تثبت هذه القضية فيخاطبه الله سبحانه بما يفهم منه ذلك
كقوله عز وجل "يسألونك عن الساعة أيان مرساها*فيم أنت من ذكراها*إلى ربك
منتهاها*إنما أنت منذر من يخشاها" أو يأمره الله سبحانه ببلاغ ذلك صراحة
كقوله عز و جل "قل إنما أنا بشر يوحى إلي ..." الآية أو يأمره ببلاغ ما
يستلزم منه إثبات الصفات البشرية كما في هذه الآية أو تصفه الآيات
بالعبودية لله و هي أشرف مراتب الخلق"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد
الحرام إلى المسجد الأقصى..." الآية و قد بلغ النبي صلى الله عليه و سلم
ذلك أبلغ بيان .
فجاء ذلك الإخبار متعددا متنوعا لإثبات تلك القضية الهامة.
أيضا كما أسلفنا فإنه ينبغي الانتباه للسياق الذي أمر النبي
صلى الله عليه و سلم فيه بتلك المقالة فإن كان سياق دعوة فهو أفضل ما
يقال في ذلك الموطن و إن جواب سؤال فهو أفضل إجابة و إن كان مقام مناظرة و
حجة فهو خير حجة و هكذا.
*** "العلم عند الله":
والمراد أن العلم بالوقوع غير العلم بوقت الوقوع ، فالعلم
الأول حاصل عندي ، وهو كاف في الإنذار والتحذير ، أما العلم الثاني فليس
إلا لله ، ولا حاجة في كوني نذيرا مبينا إليه .
و أمر القيامة أمر عظيم و خطب جليل لم يطلع الله عليه أحدا من
خلقه و قد تكرر هذا المعنى في القرآن بصورة أقوى من هذا في قوله سبحانه: "
يسألونك عن الساعة أيان مرساها*فيم أنت من ذكراها*إلى ربك منتهاها*إنما
أنت منذر من يخشاها " .
فتدبر جيدا في عظمة الربوبية و قهر العبودية مهما كان صاحبها و التأمل في هذا يقود للإخلاص و التوحيد.
*** و لم يأتي القرآن بجواب سؤالهم الذي طلبوه تعنتا بل جاء يرفض أسلوبهم و يأطرهم على مراده فإن اتبعوه أفلحوا و إن ردوه هلكوا .
و ليست هذه المرة الوحيدة التي طلبوا فيها شيء على وجه التعنت
بل طلبوا من النبي صلى الله عليه و سلم الآيات على وجه التعنت فمنعت
عنهم فليسوا هم الذين الذين يملون شروطهم لكي يؤمنوا إنما هم عبيد مكلفون
بالاستجابة و إلا النار .
بل حتى سيد ولد آدم النبي محمد صلى الله عليه و سلم ليس له
ذلك فأكرم المنازل عند الله سبحانه عبد مطيع و لا يوجد من الخلق أحد له من
الأمر شيء بل لله الأمر جميعا و على الجميع السمع و الطاعة.
و من دروس الآية المستفادة أن النبي صلى الله عليه و سلم
ليس له من الأمر شيء بل هو نذير مبين كرمه الله سبحانه لكن ليس له من
التدبير شيء و لا من العلم إلا ما أعلمه الله.
و منها بيان كيفية الرد على طلبات التعنت الصادرة من الكفار و عدم الانسياق وراء مكابراتهم بالرد الهادئ الذي يحمل المطلوب الشرعي.
*** "نذير مبين":
وإنما أنا نذير مبين أسلوب قصر، أي ما أنا إلا نذير بوقوع هذا
الوعد لا أتجاوز ذلك إلى كوني عالما بوقته و أسلوب القصر هنا كالذي سبقه
لا يفيد الحصر إنما يفيد بل يفيد أن من أهم مهام رسالته النذارة و إلا فإنه
صلى الله عليه و سلم بشير كما أنه نذير أو يكون المقصود أنه لما كان
الحديث عن وعيد القيامة فإن وظيفة الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا
الأمر لا تتعدي النذارة الواضحة و علم أن التخصيص خاص بذلك الأمر من سياق
الكلام و الله أعلم.
قال بن منظور: وقوله عز وجل وهو في الخصام غير مبين يريد
النساء أي الأنثى لا تكاد تستوفي الحجة ولا تبين وقيل في التفسير إن المرأة
لا تكاد تحتج بحجة إلا عليها وقد قيل إنه يعني به الأصنام والأول أجود
وقوله عز وجل لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة أي
ظاهرة متبينة .
ويقال بان الحق يبين بيانا فهو بائن وأبان يبين إبانة فهو
مبين بمعناه ومنه قوله تعالى حم والكتاب المبين أي والكتاب البين وقيل معنى
المبين الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة وأبان كل ما تحتاج إليه الأمة
وقال الزجاج بان الشيء وأبان بمعنى واحد ويقال بان الشيء وأبنته فمعنى مبين
أنه مبين خيره وبركته أو مبين الحق من الباطل والحلال من الحرام ومبين أن
نبوة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حق ومبين قصص الأنبياء.
قلت (أبو يوسف) :و خلاصة القول أن المعنى أما نذير بَين أو
نذير مُبَين و النبي صلى الله عليه و سلم قد جمع الأمرين فهو نذير واضح
قد أعلى الله ذكره و نشر خبره وليس أمره بالخفي و ليست دعوته بالسرية – إلا
ما كان في بدايتها للمصلحة – و هو صلى الله عليه و سلم مبين لما يغضب
الله و يسخطه و يوجب عقوبته أكمل بيان.
و في ذلك فائدتان:
الأولى :بيان أن النذارة و التخويف من عقوبة الله من أهم
مهمات الدعاة و العلماء لأنهم ورثة الأنبياء و أسلوب القصر هنا كأنه يحصر
مهمة النبي صلى الله عليه و سلم في النذارة و هذا أبلغ ما يكون في تأكيد
هذه المهمة و كأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يرسل إلا لها.
عن عبدالله بن سلمة عن الزبير قال:" كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب أو يذكر بأيام الله حتى يعرف ذلك في وجهه كأنه منذر قوم
يقول صبحكم الأمر غدوة قال وكان إذا كان حديث عهد بجبريل صلى الله عليه
وسلم لم يتبسم ضاحكا حتى يرتفع عنه"[1] .
الثانية: و فيه رد على من ظن أن الدعوة غايتها البشارة أو
التعليم فالنذارة من أهم مهمات تلك الدعوة و الإنسان لا يستقيم إلا
بالبشارة و النذارة.
*** و قد جاء ذكر سؤال الكفار "متى هذا الوعد إن كنتم صادقين"
بهذه الصيغة ست مرات في القرآن و السابعة "متى هو" و الثامنة "متى هذا
الفتح إن كنتم صادقين"
و كانت الإجابات القرآنية تدور على ثلاثة محاور:
1 – التأكيد على بشرية الرسول ثم ذكر ما فيه نذارة لهم و ترهيب.
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) قل لا أملك لنفسي
ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون
ساعة ولا يستقدمون (49) قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا
يستعجل منه المجرمون (50) أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به
تستعجلون (51) ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم
تكسبون (52)"[2] و أيضا الآية التي بين أيدينا من نفس القسم.
2 – أن يكون الرد عليهم بذكر مشهد من مشاهد شقائهم و عذابهم.
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) ما ينظرون إلا
صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون (49) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم
يرجعون (50)"[3]
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (38) لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون (39)"[4]
"ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28) قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون (29)"[5]
3 – بيان أن الموعد محدد أو أن الأمر قد اقترب أو أنه عسي أن ينالهم عذاب قريب قبله.
".....فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا"[6]
" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (71) قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون (72)"[7]
" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (29) قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون (30)"[8]
*** "إنما العلم عند الله":
أي ذلك العلم المعهود – علم ميقات الساعة – و ليس المقصود
العلم كله تفرد الله سبحانه بمعرفته وحده فهذا ظاهر البطلان فقد علم الله
من شاء من ملائكته و رسله و خلقه ما شاء من علمه.
فالقصر و التخصيص هنا غير مقصود عموما بل هو مخصوص بذلك العلم و هو علم قيام الساعة و إنما علم ذلك بالقرائن.
و هذه نكتة في غاية الأهمية في الفهم عن الله و عن رسوله
فهناك من الأقوال النبوية ما جاءت عامة و لكن إن تدبرت سياقها لوجدتها لا
تحمل إلا على التخصيص و حملها على العام خطأ فادح .
و أضرب لك مثالا جليا في قول النبي صلى الله عليه و سلم "الحج
عرفة" و معلوم أن هناك أركانا أخرى في الحج لو تركها المرء فلا يصح منه
الحج.
فيجب الانتباه إلى سياق الحديث و من المخاطب به؟ و في أي حال أو ظرف؟ و هل هناك قرائن تحول دون تعميم ذلك الحكم؟
فإذا وجدت قرائن نظرنا لها هل هي تقطع ببطلان التعميم أم تحتمل التعميم و غيره و رجحنا الأقرب.
و الخلاصة أن لغة الشرع تأتي أحيانا بالعمومات المخصوصة و
يتبين ذلك من فحص القرائن المحيطة جيدا و عدم تعميم الأحكام لأنها في أحوال
كثيرة تخص و لا تعم.
*** كما أسلفنا فقد جاء الكتاب العزيز بإثبات بشرية الرسول
صلى الله عليه و سلم من وجوه متعددة فقد أراد الله سبحانه إرسال رسول من
نفس البشر له مثل طبائعهم وعاداتهم و هيئتهم و أحوالهم و إن كان أكرمهم و
أفضلهم لكي يكون في إرساله حجة عليهم فلو أرسلت الملائكة رسلا لقال البشر
:لو خلقوا كهيئتنا لفعلوا كفعلنا .
فأرسل الله سبحانه لهم رسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق
يمرض و يتألم و يموت و يحيا كحياتهم. يرضى و يغضب و إن كان بطيء الغضب
قريب الرضا لأنه من خيرهم ، كذبه أقرب أقاربه رغم أن القريب و البعيد عرقه
بالصدق و الأمانة من صغره و كانوا مع تكذيبه يأتمنونه على أموالهم
فيودعونها عنده أمانات.
أوذي صلى الله عليه و سلم أشد الإيذاء فضرب و قذف بالحجارة و
ألقي سلا الجزور على ظهره الشريف و لم يدخل مكة إلا في جوار مشرك و أتهم
بالجنون و السحر و الكذب و مكر به قومه فأخرجوه و أرادوا قتله و جاهد صلى
الله عليه و سلم فجرح و كان أشجع أصحابه و سحره اليهود فأصابه السحر و لكن
الله عصمه من أن يؤثر ذلك على بلاغه و رسالته للأمة.
و كان صلى الله عليه و سلم له أهل يحبهم و يتألم لألمهم فبكي
لما حضر ابن بنته و هو ينازع في مرض موته و بكى لما مات ابنه ابراهيم و لم
يقل إلا خيرا.
و كان صلى الله عليه و سلم ناصحا لأهله ينصح لهم في الدين فلا يقول إلا حقا و ينصح لهم في الدنيا فيصيب و يخطئ[9] كحال
البشر و إن كان من أكملهم عقلا و خلقا و لا ينقص ذلك من قدره بل هو إثبات
لبشريته صلى الله عليه و سلم و لهذه المسألة فوائد راجع بحث ضوابط و معايير فهم أحاديث الطب النبوي.
و كان صلى الله عليه و سلم مكلفا كحال أمته و حال من قبله من
الأنبياء و الأمم قال تعالى "ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت
ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين "
فكان صلى الله عليه و سلم مثالا حيا واقعيا لما ينبغي أن يكون
عليه الإنسان في أكمل أحواله و صوره لذلك أمرنا بأتباعه و لنا فيه أسوة في
الصحة و المرض و الغنى و الفقر و الفرح و الحزن و سائر الأحوال البشرية.
*** الفوائد العملية في الآية:
1. فهم قضية بشرية الرسول صلى الله عليه و سلم و ما يترتب عليها.
2. الانتباه للسياق الذي جاء فيه الأمر بالمقالة يعلمنا موضعها الصحيح.
3. عظمة أمر القيامة حتى أنه لم يطلع على موعدها الأنبياء و المرسلين.
4. الأسلوب الشرعي في الرد على سؤال الملاحدة عن موعد القيامة.
5. أهمية النذارة في البلاغ و الدعوة لكل عالم و داعية.
6. الرد على من حصر الدعوة في البشارات و العلم.
7. الانتباه أن القرآن يستعمل أحيانا أساليب القصر و لا يريد
بها التخصيص بل تأكيد الأمر و بيان أهميته أو غرض بلاغي أخر و يعلم ذلك من
القرائن المحيطة.
8. العلم الجازم أن طريق الكمال البشري هو إتباع النبي صلى الله عليه و سلم في أمره كله.
9. الخوف من الله.
10.استشعار الفارق بين عز الربوبية و قهر العبودية مهما كان صاحبها.
العودة إلى موقع تفسير القرآن قسم تفسير القرآن قسم الأبحاث الفقهية قسم الأبحاث الشرعية العامة قسم الصور
[1] حسن بعض أهل العلم سنده و لم أدرس سنده و لكن فيه أبو الزبير المكي مشهور بالتدليس و قد عنعن.
[2] سورة يونس 48-52
[3] بس 48-50
[4][4] الأنبياء 38-39
[5] السجدة 28 29
[6] الإسراء 51
[7] النمل 72
[8] سبأ 29 - 30
[9] و لذلك أمثلة منها:
أ - حديث تأبير النخل في صحيح مسلم، "قدم النبي صلى الله عليه
وسلم المدينة، فإذا هم يأبرون النخل -يقول: يلقحون النخل- فقال: ما
تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه. قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا. فتركوه،
فنفضت، فذكروا ذلك له، فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا
به، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر". وشبيه به قول رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، فما حدثتكم عن الله فهو حق، وما قلت فيه من
قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ وأصيب".
ب - قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، فإذا أمرتكم
بأمر دينكم فاقبلوه، وإذا أمرتكم بشيء من دنياكم فإنما أنا بشر"، وفي
رواية: "أنتم أعلم بدنياكم.
مواضيع مماثلة
» قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين" الآية: 29
» إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت 1
» قل أرأيتم إن أهلكني الله و من معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم" الآية :28
» العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم
» العلم بأسماء الله وصفاته أصل للعلم بكل ما سواه
» إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت 1
» قل أرأيتم إن أهلكني الله و من معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم" الآية :28
» العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم
» العلم بأسماء الله وصفاته أصل للعلم بكل ما سواه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin