بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
قراءة ثمار الإيمان
صفحة 1 من اصل 1
قراءة ثمار الإيمان
عناصر الموضوع
1 قراءة فضل الإيمان وشرفه
2 قراءة ثمار الإيمان
شرف الإيمان وثمرة شجرة الإيمان
أهل الإيمان هم أهل السعادة الحقيقية، وأهل الشرف والرفعة في الدنيا والآخرة، ولشرف الإيمان عند الله عز وجل جعله شرطاً لانتفاع العبد بعمله الصالح، فمن فقد الإيمان لم ينتفع بعمل وإن قطع نهاره بالصيام وليله بالقيام.
فضل الإيمان وشرفه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. ثم أما بعد: أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها، فاغتر الناس بظاهر الدنيا وزينتها، وظنوا أن السعيد من فاز في الدنيا بشهواتها، ومن وصل إلى جاهها وسلطانها، وهذا لا شك من الغفلة البليغة، ومن الجهل الشنيع بما أعده الله عز وجل للمؤمنين في الحياة الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين. فأهل الإيمان هم أهل السعادة الحقيقية، وأهل الشرف والرفعة في الدنيا والآخرة، فقد شرف الله عز وجل الإيمان وأهله، فعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله). ومدح الله عز وجل المؤمنين بإيمانهم، فقال عز وجل: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:285]. ومدح الله عز وجل الأبرار الذين توسلوا بالإيمان؛ لأنهم عرفوا شرف الإيمان، فقال عز وجل في خواتيم سورة آل عمران على لسانهم: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ [آل عمران:193]. ولشرف الإيمان جعله الله عز وجل شرطاً لانتفاع العبد بعمله الصالح في الآخرة، فقال عز وجل: وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء:19]، فاشترط الإيمان، فالعبد قد يصل رحمه، وقد يبر والديه، وقد يتصدق بصدقة، فإذا كان فاقداً لشرط الإيمان فإنه لا ينتفع بذلك في الآخرة، ولكن لو أسلم لعاد إليه ثواب هذه الأعمال بفضل الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أسلمت على ما أسلفت من خير). ولو قام العبد قيام السارية في عبادة الله عز وجل ثم أشرك مع الله عز وجل غيره ثم مات وهو فاقد شرط الإيمان لحبط جميع عمله، ولو كان عمله هو خير الأعمال، ولو كان عمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:65-66]، وهذا من تقدير المحال، وهو جائز في لغة العرب، كما قال عز وجل: قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ [الزخرف:81]، فهو من تقدير المحال، وإلا فالأنبياء معصومون من المعاصي فضلاً عن الشرك بالله عز وجل. ولشرف الإيمان لم يجعل الله عز وجل للشيطان سلطاناً على عباده المؤمنين، فقال عز وجل: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل:99-100]. ولشرف الإيمان وعد الله عز وجل المؤمنين أجراً عظيماً، وبشرهم بالفضل الكبير، فقال عز وجل: وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:146]. وقال: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا [الأحزاب:47]. ولشرف الإيمان -عباد الله- وعد الله عز وجل المؤمنين بالحياة الطيبة، فقال عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]. ولشرف الإيمان مثَّل الله عز وجل لكلمة الإيمان -وهي كلمة لا إله إلا الله- بالشجرة الطيبة، فقال عز وجل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [إبراهيم:24-25]. فالشجرة الطيبة شجرة الإيمان، فلا يزال المؤمن يجني من ثمراتها اليانعة ويتمتع بحلاوة ثمرتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً). وقال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الم......
ثمار الإيمان
من ثمرات الشجرة الطيبة أن الله عز وجل يدافع عن أهلها كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا [الحج:38]. وكما في الحديث القدسي الشريف: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب). ومن ثمرات الإيمان محبة الرحمن عز وجل للمؤمن، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم:96]، أي مودة ومحبة، فيحبهم الله عز وجل ويحببهم إلى عباده، كما قال هرم بن حيان : إذا أقبل العبد بقلبه على الله عز وجل أقبل الله عز وجل عليه بقلوب أوليائه حتى يرزقهم مودته، حتى إن الرجل يمر بالقوم فيقولون: إنا لنحب هذا، فيقال لهم: هل رأيتم منه شيئاً؟ فيقولون: لا، إلا أننا نحبه، والرجل يمر بالقوم فيقولون: إنا لنبغض هذا، فيقال لهم: هل رأيتم منه شيئاً؟ فيقولون: لا، إلا أننا نبغضه. فالذي يحبونه هو الذي بينه وبين الله عز وجل معاملة حتى وصل إلى محبته عز وجل، كما ورد في الحديث: (إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: يا جبريل! إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض). فالله عز وجل إذا أحب عبداً رزق الناس مودته ومحبته. ولذلك كان الإمام أحمد يقول: بيننا وبينهم -أي: أهل البدع- أيام الجنائز، فيظهر في أيام الجنائز من الذي رزق محبة الناس. وقيل لـأبي بكر بن عياش : إن أناساً يجلسون في المسجد ويجلس إليهم، فقال: من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم. فالله عز وجل يرفع أهل السنة، وأهل الإيمان والعمل الصالح في قلوب الناس، ويرزق الناس مودتهم، كما ورد في صحيح مسلم : (قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يعمل العمل يريد به وجه الله فيحبه الناس - وفي رواية: فيثني عليه الناس - فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن). فالمؤمن يرجو وجه ربه الأعلى، ولكن الله تعالى يرزق الناس مودته، ويجري الثناء عليه على ألسنتهم. ومن ثمرات الشجرة الطيبة كذلك: استغفار الملائكة، كما قال عز وجل: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [غافر:7]. ومن ثمرات الإيمان كذلك : أن أهل الإيمان يلجئون إلى الإيمان إذا خوفوا بغير الله، وإذا وفقوا لطاعة الله، وإذا وقعوا في معصية الله، فإنهم دائماً يعتصمون بالإيمان، ويلجئون إليه، كما قال عز وجل: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب:22]. وقال عز وجل: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران:173]. فإذا خوفوا بغير الله لجئوا إلى الله عز وجل، وازدادوا إيماناً بالله عز وجل وتسليماً لله عز وجل. وإذا وقعوا في معصية لجئوا إلى الإيمان، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201]. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:135]. وكذلك إذا وفقوا إلى طاعة الله عز وجل فإنهم يرون أن الله عز وجل هو الذي وفقهم لهذه الطاعة، فهم فيشكرون الله عز وجل. ومن ثمرات شجرة الإيمان كذلك: (أن أمر المؤمن كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن)، فالمؤمن دائماً في ربح وزيادة، وفي فضل ونعمة من الله عز وجل، فهو إذا كان في سراء فهو يشكر الله عز وجل فيزداد أجره وترتفع درجته، وإذا كان في بلاء فهو صابر محتسب راض بقضاء الله عز وجل، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له). ومن ثمرات الإيمان كذلك البشرى في الدنيا والآخرة، كما قال الله عز وجل: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس:62-64]، فالله عز وجل بشر المؤمنين..
1 قراءة فضل الإيمان وشرفه
2 قراءة ثمار الإيمان
شرف الإيمان وثمرة شجرة الإيمان
أهل الإيمان هم أهل السعادة الحقيقية، وأهل الشرف والرفعة في الدنيا والآخرة، ولشرف الإيمان عند الله عز وجل جعله شرطاً لانتفاع العبد بعمله الصالح، فمن فقد الإيمان لم ينتفع بعمل وإن قطع نهاره بالصيام وليله بالقيام.
فضل الإيمان وشرفه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. ثم أما بعد: أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها، فاغتر الناس بظاهر الدنيا وزينتها، وظنوا أن السعيد من فاز في الدنيا بشهواتها، ومن وصل إلى جاهها وسلطانها، وهذا لا شك من الغفلة البليغة، ومن الجهل الشنيع بما أعده الله عز وجل للمؤمنين في الحياة الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين. فأهل الإيمان هم أهل السعادة الحقيقية، وأهل الشرف والرفعة في الدنيا والآخرة، فقد شرف الله عز وجل الإيمان وأهله، فعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله). ومدح الله عز وجل المؤمنين بإيمانهم، فقال عز وجل: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:285]. ومدح الله عز وجل الأبرار الذين توسلوا بالإيمان؛ لأنهم عرفوا شرف الإيمان، فقال عز وجل في خواتيم سورة آل عمران على لسانهم: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ [آل عمران:193]. ولشرف الإيمان جعله الله عز وجل شرطاً لانتفاع العبد بعمله الصالح في الآخرة، فقال عز وجل: وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء:19]، فاشترط الإيمان، فالعبد قد يصل رحمه، وقد يبر والديه، وقد يتصدق بصدقة، فإذا كان فاقداً لشرط الإيمان فإنه لا ينتفع بذلك في الآخرة، ولكن لو أسلم لعاد إليه ثواب هذه الأعمال بفضل الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أسلمت على ما أسلفت من خير). ولو قام العبد قيام السارية في عبادة الله عز وجل ثم أشرك مع الله عز وجل غيره ثم مات وهو فاقد شرط الإيمان لحبط جميع عمله، ولو كان عمله هو خير الأعمال، ولو كان عمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:65-66]، وهذا من تقدير المحال، وهو جائز في لغة العرب، كما قال عز وجل: قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ [الزخرف:81]، فهو من تقدير المحال، وإلا فالأنبياء معصومون من المعاصي فضلاً عن الشرك بالله عز وجل. ولشرف الإيمان لم يجعل الله عز وجل للشيطان سلطاناً على عباده المؤمنين، فقال عز وجل: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل:99-100]. ولشرف الإيمان وعد الله عز وجل المؤمنين أجراً عظيماً، وبشرهم بالفضل الكبير، فقال عز وجل: وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:146]. وقال: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا [الأحزاب:47]. ولشرف الإيمان -عباد الله- وعد الله عز وجل المؤمنين بالحياة الطيبة، فقال عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]. ولشرف الإيمان مثَّل الله عز وجل لكلمة الإيمان -وهي كلمة لا إله إلا الله- بالشجرة الطيبة، فقال عز وجل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [إبراهيم:24-25]. فالشجرة الطيبة شجرة الإيمان، فلا يزال المؤمن يجني من ثمراتها اليانعة ويتمتع بحلاوة ثمرتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً). وقال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الم......
ثمار الإيمان
من ثمرات الشجرة الطيبة أن الله عز وجل يدافع عن أهلها كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا [الحج:38]. وكما في الحديث القدسي الشريف: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب). ومن ثمرات الإيمان محبة الرحمن عز وجل للمؤمن، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم:96]، أي مودة ومحبة، فيحبهم الله عز وجل ويحببهم إلى عباده، كما قال هرم بن حيان : إذا أقبل العبد بقلبه على الله عز وجل أقبل الله عز وجل عليه بقلوب أوليائه حتى يرزقهم مودته، حتى إن الرجل يمر بالقوم فيقولون: إنا لنحب هذا، فيقال لهم: هل رأيتم منه شيئاً؟ فيقولون: لا، إلا أننا نحبه، والرجل يمر بالقوم فيقولون: إنا لنبغض هذا، فيقال لهم: هل رأيتم منه شيئاً؟ فيقولون: لا، إلا أننا نبغضه. فالذي يحبونه هو الذي بينه وبين الله عز وجل معاملة حتى وصل إلى محبته عز وجل، كما ورد في الحديث: (إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: يا جبريل! إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض). فالله عز وجل إذا أحب عبداً رزق الناس مودته ومحبته. ولذلك كان الإمام أحمد يقول: بيننا وبينهم -أي: أهل البدع- أيام الجنائز، فيظهر في أيام الجنائز من الذي رزق محبة الناس. وقيل لـأبي بكر بن عياش : إن أناساً يجلسون في المسجد ويجلس إليهم، فقال: من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم. فالله عز وجل يرفع أهل السنة، وأهل الإيمان والعمل الصالح في قلوب الناس، ويرزق الناس مودتهم، كما ورد في صحيح مسلم : (قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يعمل العمل يريد به وجه الله فيحبه الناس - وفي رواية: فيثني عليه الناس - فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن). فالمؤمن يرجو وجه ربه الأعلى، ولكن الله تعالى يرزق الناس مودته، ويجري الثناء عليه على ألسنتهم. ومن ثمرات الشجرة الطيبة كذلك: استغفار الملائكة، كما قال عز وجل: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [غافر:7]. ومن ثمرات الإيمان كذلك : أن أهل الإيمان يلجئون إلى الإيمان إذا خوفوا بغير الله، وإذا وفقوا لطاعة الله، وإذا وقعوا في معصية الله، فإنهم دائماً يعتصمون بالإيمان، ويلجئون إليه، كما قال عز وجل: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب:22]. وقال عز وجل: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران:173]. فإذا خوفوا بغير الله لجئوا إلى الله عز وجل، وازدادوا إيماناً بالله عز وجل وتسليماً لله عز وجل. وإذا وقعوا في معصية لجئوا إلى الإيمان، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201]. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:135]. وكذلك إذا وفقوا إلى طاعة الله عز وجل فإنهم يرون أن الله عز وجل هو الذي وفقهم لهذه الطاعة، فهم فيشكرون الله عز وجل. ومن ثمرات شجرة الإيمان كذلك: (أن أمر المؤمن كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن)، فالمؤمن دائماً في ربح وزيادة، وفي فضل ونعمة من الله عز وجل، فهو إذا كان في سراء فهو يشكر الله عز وجل فيزداد أجره وترتفع درجته، وإذا كان في بلاء فهو صابر محتسب راض بقضاء الله عز وجل، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له). ومن ثمرات الإيمان كذلك البشرى في الدنيا والآخرة، كما قال الله عز وجل: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس:62-64]، فالله عز وجل بشر المؤمنين..
مواضيع مماثلة
» قراءة أسباب زيادة الإيمان ونموه
» بيان حقيقة أن الإيمان قول وعمل الإيمان مركب
» ثمار الطاعه
» ظاهرة ضعف الإيمان
» حلاوة الإيمان
» بيان حقيقة أن الإيمان قول وعمل الإيمان مركب
» ثمار الطاعه
» ظاهرة ضعف الإيمان
» حلاوة الإيمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin