بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 21 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 21 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
نساء نزل فيهن القران 2
صفحة 1 من اصل 1
نساء نزل فيهن القران 2
هى خولة بنت عاصم زوجية هلأل بن امية
هلأل بن امية
هو هلال بن أمية بن عامر بن قيس ، واسمه مالك الأنصاري الواقفي .
وكان رضي الله عنه قديم الإسلام ، كان يكسر أصنام بني واقف وكانت معه رايتهم يوم الفتح
وشهد هلال بن أمية رضي الله عنه بدراً وأحد
التخلف عن غزوة تبوك
تخلّف هلال بن أمية رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقد ذكر ابن كثير أن قوله تعالى : " وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم " .
أنهم هم الثلاثة الذين خلفوا ( أي : عن التوبة ) وهم : مرارة بن الربيع ، وكعب بن مالك ، وهلال بن أمية . قعدوا عن غزوة تبوك في جملة من قعد كسلاً وميلاً إلى الدعة والحفظ وطيب الثمار والظلال لا شكاً ونفاقاً فكانت منهم طائفة ربطوا أنفسهم بالسواري كما فعل أبو لبابة وأصحابه ، وطائفة لم يفعلوا ذلك وهم هؤلاء الثلاثة المذكورون فنزلت توبة أولئك قبل هؤلاء وأرجي هؤلاء عن التوبة حتى نزلت الآية الآتية وهي قوله : " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار " الآية " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت " .
وقد ذكر البخاري قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك : يقول كعب بن مالك : حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك ؟ فقلت : أطلقها أم ماذا أفعل ؟ قال : لا ، بل اعتزلها ولا تقربها . وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ( يقصد هلال بن أمية ، ومرارة بن الربيع ) فقلت لامرأتي : الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ، فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه ؟ قال : " لا ولكن لا يقربك " . قالت : إنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه . فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه ؟ فقلت : والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب ؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا ، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت عليّ الأرض بما رحبت ، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته : يا كعب بن مالك أبشر . قال : فخررت ساجداً وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر ، فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون " . (3)
اللعان
روى ابن عباس أنه قال : {لما نزلت هذه الآية :[والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا] . قال سعد بن عبادة : أهكذا نزلت يا رسول الله ؟ لو أتيت لكاع وقد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه وأخرجه حتى آتي بأربعة شهداء ، فوالله ما كنت لآتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ; أما تسمعون ما يقول سيدكم ؟ قالوا : لا تلمه ، فإنه رجل غيور ، ما تزوج فينا قط إلا عذراء ، ولا طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا أن يتزوجها . قال سعد : يا رسول الله ; بأبي وأمي ، والله لأعرف أنها من الله ، وأنها الحق . فوالله ما لبثوا إلا يسيرا حتى جاءهلال بن أمية من حديقة له ، فرأى بعينه وسمع بأذنيه ، فأمسك حتى أصبح ، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ; إني جئت أهلي عشاء
فرأيت رجلا مع أهلي ، رأيت بعيني وسمعت بأذني . فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتاه ، وثقل عليه جدا ، حتى عرفت الكراهية في وجهه ، فقال هلال : يا رسول الله ; إني أرى الكراهية في وجهك مما أتيتك به ، والله يعلم إني لصادق ; وإني لأرجو أن يجعل الله فرجا . فقالوا : ابتلينا بما قال سعد ، أيجلد هلال ، وتبطل شهادته في المسلمين ؟ فهم رسول الله بضربه ، وإنه لكذلك يريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي : { والذين يرمون أزواجهم } الآيات . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشر يا هلال ، إن الله جعل لك فرجا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسلوا إليهما فلما اجتمعا قيل لها فكذبت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله يعلم أن أحدكما لكاذب ، فهل فيكما تائب فقال هلال : لقد صدقت ، وما قلت إلا حقا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعنوا بينهما . قيل لهلال : اشهد ، فشهد أربع شهادات إنه لمن الصادقين ، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . فقيل له عند الخامسة : يا هلال ; اتق الله ، فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس [ ص: 351 ] وإنها الموجبة التي توجب عليك العقوبة . فقال هلال : والله ما يعذبني الله عليها كما لم يجلدني عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فشهد الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . ثم قيل لها : تشهدي ، فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين . ثم قيل لها عند الخامسة : اتقي الله فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس ، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب ، فتلكأت ساعة ، ثم قالت : والله لا أفضح قومي ، فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين . ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما ، وقضى أن الولد لها ، ولا يدعى لأبيه ، ولا يرمى ولده
افتراضي عائشة أم المؤمنين
(إن الذين جاءو بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)
الإفك-عائشة أم المؤمنين
عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال :
قلت لعائشة رضي الله عنها : حدثينا يا أمه حديثك في غزوة المريسيع . قالت :
يا ابن أخي ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج في سفر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها ، وكان يحب ألا أفارقه في سفر ولا حضر . فلما أراد غزوة المريسيع أقرع بيننا فخرج سهمي وسهم أم سلمة فخرجنا معه فغنمه الله أموالهم وأنفسهم ثم انصرفنا راجعين . فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا ليس معه ماء ولم ينزل على ماء . وقد سقط عقد لي من عنقي .
فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بالناس حتى أصبحوا ; وضج الناس وتكلموا وقالوا : احتبستنا عائشة . وأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه فقالوا : ألا ترى إلى ما صنعت عائشة ؟ حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على غير ماء وليس معهم ماء . فضاق بذلك أبو بكر رضي الله عنه فجاءني مغيظا فقال ألا ترين ما صنعت بالناس ؟ حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على غير ماء وليس معهم ماء . قالت عائشة فعاتبني عتابا شديدا وجعل يطعن بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه على فخذي وهو نائم .
فقال أسيد بن حضير والله إني لأرجو أن تنزل لنا رخصة ونزلت آية التيمم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من قبلكم لا يصلون إلا في بيعهم وكنائسهم وجعلت لي الأرض طهورا حيثما أدركتني الصلاة فقال أسيد بن حضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر . قالت وكان أسيد رجلا صالحا في بيت من الأوس عظيم . ثم إنا سرنا مع العسكر حتى إذا نزلنا موضعا دمثا طيبا ذا أراك قال يا عائشة هل لك في السباق ؟ قلت : نعم . فتحزمت بثيابي وفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استبقنا فسبقني ، فقال هذه بتلك السبقة التي كنت سبقتيني . وكان جاء إلى منزل أبي ومعي شيء فقال هلميه فأبيت فسعيت وسعى على أثري فسبقته . وكانت هذه الغزوة بعد أن ضرب الحجاب .
قالت وكان النساء إذ ذاك إلى الخفة هن إنما يأكلن العلق من الطعام لم يهيجن باللحم فيثقلن . وكان اللذان يرحلان بعيري رجلين أحدهما مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له أبو موهبة وكان رجلا صالحا ، وكان الذي يقود بي البعير .
وإنما كنت أقعد في الهودج فيأتي فيحمل الهودج فيضعه على البعير ثم يشده بالحبال ويبعث بالبعير ويأخذ بزمام البعير فيقود بي البعير .
وكانت أم سلمة يقاد بها هكذا ، فكنا نكون حاشية من الناس يذب عنا من يدنو منا ، فربما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبي وربما سار إلى جنب أم سلمة . قالت فلما دنونا من المدينة نزلنا منزلا فبات به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الليل ثم ادلج وأذن للناس بالرحيل فارتحل العسكر . وذهبت لحاجتي فمشيت حتى جاوزت العسكر وفي عنقي عقد لي من جزع ظفار ، وكانت أمي أدخلتني فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قضيت حاجتي انسل من عنقي فلا أدري به فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وإذا العسكر قد نغضوا إلا عيرات وكنت أظن أني لو أقمت شهرا لم يبعث بعيري حتى أكون في هودجي .
فرجعت في التماسه فوجدته في المكان الذي ظننت أنه فيه فحبسني ابتغاؤه وأتى الرجلان خلافي ، فرحلوا البعير وحملوا الهودج وهم يظنون أني فيه فوضعوه على البعير ولا يشكون أني فيه - وكنت قبل لا أتكلم إذ أكون عليه فلم ينكروا شيئا - وبعثوا البعير فقادوا بالزمام وانطلقوا ، فرجعت إلى العسكر وليس فيه داع ولا مجيب ولا أسمع صوتا ولا زجرا . قالت فألتفع بثوبي واضطجعت وعلمت أني إن افتقدت رجع إلي . قالت فوالله إني لمضطجعة في منزلي ، قد غلبتني عيني فنمت . وكان صفوان بن معطل السلمي ثم الذكواني على ساقة الناس من ورائهم فادلج فأصبح عند منزلي في عماية الصبح فيرى سواد إنسان فأتاني ، وكان يراني قبل أن ينزل الحجاب وأنا متلفعة فأثبتني فاستيقظت باسترجاعه " أنا لله وإنا إليه راجعون " حين عرفني .
فخمرت وجهي بملحفتي ، فوالله إن كلمني كلمة غير أني سمعت استرجاعه حين أناخ بعيره . ثم وطئ على يده موليا عني ، فركبت على رحله وانطلق يقود بي حتى جئنا العسكر شد الضحا ، فارتعج العسكر وقال أصحاب الإفك الذي قالوا - وتولى كبره عبد الله بن أبي - ولا أشعر من ذلك بشيء والناس يخوضون في قول أصحاب الإفك . ثم قدمنا فلم أنشب أن اشتكيت شكوى شديدة ولا يبلغني من ذلك شيء وقد انتهى ذلك إلى أبوي وأبواي لا يذكران لي من ذلك شيئا ، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لطفه بي ورحمته فلا أعرف منه اللطف الذي كنت أعرف حين اشتكيت ، إنما يدخل فيسلم فيقول كيف تيكم ؟ فكنت إذا اشتكيت لطف بي ورحمني وجلس عندي . وكنا قوما عربا لا نعرف الوضوء في البيوت نعافها ونقذرها .
وكنا نخرج إلى المناصع بين المغرب والعشاء لحاجتنا . فذهبت ليلة ومعي أم مسطح ملتفعة في مرطها ، فتعلقت به فقالت تعس مسطح فقلت : بئس لعمر الله ما قلت ، تقولين هذا لرجل من أهل بدر؟ فقالت لي مجيبة ما تدرين وقد سال بك السيل . قلت : ماذا تقولين ؟ فأخبرتني قول أصحاب الإفك فقلص ذلك مني ، وما قدرت على أن أذهب لحاجتي ، وزادني مرضا على مرضي ، فما زلت أبكي ليلي ويومي . قالت ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فقلت : ائذن لي أذهب إلى أبوي وأنا أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما . فأذن لي فأتيت أبوي فقلت لأمي : يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به وذكروا ما ذكروا ولا تذكرين لي من ذلك شيئا فقالت يا بنية خفضي عليك الشأن فوالله ما كانت جارية حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها القالة وكثر الناس عليها . فقلت : سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا كله ؟ قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم .
قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة فاستشارهما في فراق أهله .
قالت وكان أحد الرجلين ألين قولا من الآخر . قال أسامة يا رسول الله هذا الباطل والكذب ولا نعلم إلا خيرا ، وإن بريرة تصدقك . وقال علي عليه السلام لم يضيق الله عليك ، النساء كثير وقد أحل الله لك وأطاب فطلقها وانكح غيرها . قالت فانصرفا ، وخلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببريرة فقال يا بريرة ، أي امرأة تعلمين عائشة ؟ قالت هي أطيب من طيب الذهب والله ما أعلم عليها إلا خيرا ، والله يا رسول الله لئن كانت على غير ذلك ليخبرنك الله عز وجل بذلك إلا أنها جارية ترقد عن العجين حتى تأتي الشاة فتأكل عجينها ، وقد لمتها في ذلك غير مرة . وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ولم تكن امرأة تضاهي عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها .
قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد كنت أخاف عليها أن تهلك للغيرة علي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا زينب ماذا علمت على عائشة ؟ قالت يا رسول الله حاشى سمعي وبصري ، ما علمت عليها إلا خيرا . والله ما أكلمها وإني لمهاجرتها ، وما كنت أقول إلا الحق . قالت عائشة رضي الله عنها : أما زينب فعصمها الله وأما غيرها فهلك مع من هلك . ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن فقالت حاشى سمعي وبصري أن أكون علمت أو ظننت بها قط إلا خيرا .
ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من يعذرني ممن يؤذيني في أهلي ؟ ويقولون لرجل والله ما علمت على ذلك الرجل إلا خيرا ، وما كان يدخل بيتا من بيوتي إلا معي ، ويقولون عليه غير الحق . فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن يك من الأوس آتك برأسه وإن يك من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك نمضي لك . فقام سعد بن عبادة - وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن الغضب بلغ منه وعلى ذلك ما غمص عليه في نفاق ولا غير ذلك إلا أن الغضب يبلغ من أهله - فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله . والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنه من الخزرج ، ولو كان من الأوس ما قلت ذلك ولكنك تأخذنا بالذحول كانت بيننا وبينك في الجاهلية وقد محا الله ذلك فقال أسيد بن حضير كذبت والله لنقتلنه وأنفك راغم فإنك منافق تجادل عن المنافقين والله لو نعلم ما يهوى رسول الله من ذلك في رهطي الأدنين ما رام رسول الله مكانه حتى آتيه برأسه ولكني لا أدري ما يهوى رسول الله قال سعد بن عبادة : تأبون يا آل أوس إلا أن تأخذونا بذحول كانت في الجاهلية .
والله ما لكم بذكرها حاجة وإنكم لتعرفون لمن الغلبة فيها ، وقد محا الله بالإسلام ذلك كله . فقام أسيد بن حضير فقال قد رأيت موطننا يوم بعاث ثم تغالظوا ، وغضب سعد بن عبادة فنادى : يا آل خزرج فانحازت الخزرج كلها إلى سعد بن عبادة . ونادى سعد بن معاذ : يا آل أوس فانحازت الأوس كلها إلى سعد بن معاذ .
وخرج الحارث بن حزمة مغيرا حتى أتى بالسيف يقول أضرب به رأس النفاق وكهفه . فلقيه أسيد بن حضير وهو في رهطه وقال ارم به يحمل السلاح من غير أمر رسول الله لو علمنا أن لرسول الله في هذا هوى أو طاعة ما سبقتنا إليه . فرجع الحارث واصطفت الأوس والخزرج ، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحيين جميعا أن اسكتوا ، ونزل عن المنبر فهدأهم وخفضهم حتى انصرفوا .
قالت عائشة رضي الله عنها : وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي فجلس عندي ، وقد مكث شهرا قبل ذلك لا يوحى إليه في شأني . قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة ، فإنه بلغني كذا وكذا ، فإن كنت بريئة يبرئك الله وإن كنت ألممت بشيء مما يقول الناس فاستغفري الله عز وجل فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه . قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه ذهب دمعي حتى ما أجد منه شيئا ، وقلت لأبي : أجب رسول الله .
فقال والله ما أدري ما أقول وما أجيب به عنك . قالت فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله . فقالت والله ما أدري ما أجيب عنك لرسول الله . وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن . قالت فقلت : إني والله قد علمت أنكم سمعتم بهذا الحديث فوقع في أنفسكم فصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ، ولئن اعترفت لكم بأمر يعلم الله أني منه بريئة لتصدقوني . وإني والله ما أجد لي مثلا إلا أبا يوسف إذ يقول بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون والله ما يحضرني ذكر يعقوب وما أهتدي من الغيظ الذي أنا فيه . ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وقلت : والله يعلم أني بريئة وأنا بالله واثقة أن يبرئني الله ببراءتي . فقال أبو بكر رضي الله عنه فما أعلم أهل بيت من العرب دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر . والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية حيث لا نعبد الله ولا ندع له شيئا ، فيقال لنا في الإسلام قالت وأقبل علي أبي مغضبا . قالت فاستعبرت فقلت في نفسي : " والله لا أتوب إلى الله مما ذكرتم أبدا " ، وايم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل في قرآن يقرؤه الناس في صلاتهم ولكن قد كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذبهم الله عني به لما يعلم من براءتي ، أو يخبر خبرا ، فأما قرآن فلا والله ما ظننته قالت فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى يغشاه من أمر الله ما كان يغشاه .
قالت فسجي بثوبه وجمعت وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت ما رأيت فوالله لقد فرحت به وعلمت أني بريئة وأن الله تعالى غير ظالم لي . قالت وأما أبواي فوالذي نفسي بيده ما سري عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا أن يأتي أمر من الله تحقيق ما قال الناس . ثم كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه وهو يضحك وإنه ليتحدر منه مثل الجمان وهو يمسح جبينه فكانت أول كلمة قالها يا عائشة ، إن الله قد أنزل براءتك .
قالت وسري عن أبوي وقالت أمي : قومي إلى رسول الله . فقلت : والله لا أقوم إلا بحمد الله لا بحمدك . فأنزل الله هذه الآية (( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه ))
قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس مسرورا ، فصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم تلا عليهم بما نزل عليه في براءة عائشة . قالت فضربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحد وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ، وكان مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت . قال أبو عبد الله ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضربهم - وهو أثبت عندنا
وكان حسان رضي الله عنه ممن قيل عنه إنه يتكلم مع أهل الإفك فقال يعتذر إلى عائشة ويمدحها :
حصان رزان ما تزن بريبة ** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
عقيلة حي من لؤي بن غالب ** كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها ** وطهرها من كل سوء وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم ** فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي ** لآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس كلهم ** تقاصر عنه سورة المتطاول
فإن الذي قد قيل ليس بلائط ** ولكنه قول امرئ بي ماحل
افتراضي ام البشر (حواء)
(الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
خلق ادم علية السلأم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله قبض قبضة من الأرض من أبيضها وأسودها وما بين ذلك، ومن طيبها ورديئها وما بين ذلك فجاء ذرية ءادم على قدر ذلك)) رواه ابن حبان وغيره، وعند أحمد ((فجاء بنو ءادم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والسهل والحزم وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك))
كما جاء في حديث مسلم، وروى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق ءادم))
قيل سمي ءادم بهذا الاسم لأنه من أديم الأرض
خلق الله سيدنا ءادم جميل الشكل والصورة وحسن الصوت لأن جميع أنبياء الله الذين بعثهم الله لهداية الناس كانوا على صورة جميلة وشكل حسن وكذلك كانوا جميلي الصوت، قال صلى الله عليه وسلم( ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإن نبيكم إحسنهم وجها وأحسنهم صوتا))
ولقد كان طول سيدنا ءادم عليه الصلاة والسلام ستين ذراعاً شبهه رسول الله في الطول بالنخلة السحُوق، فلما خلقه الله قال: اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يُحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله. وكل من يدخل الجنة يكون على صورة ءادم في الطول فقد ورد في مسند الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة يدخلون الجنة على خلق ءادم ستين ذراعاً في عرض سبعة أذرع.
روى الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن الله عز وجل لما صور ءادم تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يُطيف به فلما رءاه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك))، وعند أبي يعلي(فكان إبليس يمر به فيقول:لقد خلقت لأمر عظيم))
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((حاج موسى ءادم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال ءادم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟))قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى)).
وروى أبو داود في سننه وأبو يعلى في مسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن موسى قال: يا رب أرنا ءادم الذي أحرجنا ونفسهُ من الجنة، فأراه الله ءادم فقال: أنت ابونا ءادم؟ فقال له ءادم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له ءادم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي الذي كلمك الله من وراء الحجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أثخلق؟ قال: نعم، قال: فيم تلومني في شىء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله عند ذلك: فحج ءادم موسى، فحج ءادم موسى)
خلق الله تعالى سيدتنا حواء من ضلع ءادم الأيسر الأقصر كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخان: ((ولأم مكانه لحما))، قيل لذلك سميت حواء بهذا الاسم لأنها خلقت من شىء حي، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوجَ شىء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء))
ولم يخلق الله تبارك وتعالى حواء طفلة صغيرة ثم طورها إالى الكبر، بل خلقها على هيئتها التي عاشت عليها كبيرة طويلة مناسبة لطول ءادم عليه السلام، قال الله تبارك وتعالى:
وقال تعالى:
وقد زوج الله تعالى ءادم حواء وجعلها له حلالا في الجنة ثم كانا كذلك في الأرض.
أمر الله تعالى سيدنا ءادم وزوجته حواء التي جعلها حلالا له أن يسكنا الجنة، وهي جنة الخلد التي سيدخلها المؤمنين يوم القيامة.
وقد أباح الله لآدم وحواء سكنى الجنة والأكل من ثمارها والشراب من مياهها والتنعم بنعيمها من غير مشقة ولا تعب يلحقهما في الحصول على ما يريدان من طعام وشراب، إلا شجرة واحدة حرمها عليهما ونهاهما عن الأكل منها، وحذرهما من عداوة إبليس وإغوائه، ولم يرد في القرءان الكريم ولا في الحديث الثابت الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هي هذه الشجرة، لذلك اختلف العلماء في تعيينها فقيل: هي الحنطة، وقيل: هي التفاح، وقيل: هي النخلة، وقيل: التين، وقيل غير ذلك، فقد تكون واحدة من هذه وقد تكون من غيرها، وقال بعضهم: هذا
الخلاف لا طائل تحته لأنه لا يتعلق بتعيينها حكم شرعي ولا فائدة تاريخية وإلا لعينها القرءان الكريم.
خروج ادم من الجنة
السبب في ذلك أن ءادم خالف النهي الذي نهاه الله لأنه أعلمه بالمنع من أكل شجرة واحدة من أشجار الجنة وأباح له ما سواها فوسوس الشيطان له ولحواء أن يأكلا منها
براءة حواء من هذه الخطيئة
يقول الله تبارك وتعالى في سورة الاعراف: وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)
فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)
قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27)
خروج آدم من الجنة ليس بسبب حواء بل لحكمته سبحانه وتعالى في جعل آدم خليفة في الارض
هلأل بن امية
هو هلال بن أمية بن عامر بن قيس ، واسمه مالك الأنصاري الواقفي .
وكان رضي الله عنه قديم الإسلام ، كان يكسر أصنام بني واقف وكانت معه رايتهم يوم الفتح
وشهد هلال بن أمية رضي الله عنه بدراً وأحد
التخلف عن غزوة تبوك
تخلّف هلال بن أمية رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقد ذكر ابن كثير أن قوله تعالى : " وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم " .
أنهم هم الثلاثة الذين خلفوا ( أي : عن التوبة ) وهم : مرارة بن الربيع ، وكعب بن مالك ، وهلال بن أمية . قعدوا عن غزوة تبوك في جملة من قعد كسلاً وميلاً إلى الدعة والحفظ وطيب الثمار والظلال لا شكاً ونفاقاً فكانت منهم طائفة ربطوا أنفسهم بالسواري كما فعل أبو لبابة وأصحابه ، وطائفة لم يفعلوا ذلك وهم هؤلاء الثلاثة المذكورون فنزلت توبة أولئك قبل هؤلاء وأرجي هؤلاء عن التوبة حتى نزلت الآية الآتية وهي قوله : " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار " الآية " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت " .
وقد ذكر البخاري قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك : يقول كعب بن مالك : حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك ؟ فقلت : أطلقها أم ماذا أفعل ؟ قال : لا ، بل اعتزلها ولا تقربها . وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ( يقصد هلال بن أمية ، ومرارة بن الربيع ) فقلت لامرأتي : الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ، فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه ؟ قال : " لا ولكن لا يقربك " . قالت : إنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه . فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه ؟ فقلت : والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب ؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا ، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت عليّ الأرض بما رحبت ، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته : يا كعب بن مالك أبشر . قال : فخررت ساجداً وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر ، فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون " . (3)
اللعان
روى ابن عباس أنه قال : {لما نزلت هذه الآية :[والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا] . قال سعد بن عبادة : أهكذا نزلت يا رسول الله ؟ لو أتيت لكاع وقد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه وأخرجه حتى آتي بأربعة شهداء ، فوالله ما كنت لآتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ; أما تسمعون ما يقول سيدكم ؟ قالوا : لا تلمه ، فإنه رجل غيور ، ما تزوج فينا قط إلا عذراء ، ولا طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا أن يتزوجها . قال سعد : يا رسول الله ; بأبي وأمي ، والله لأعرف أنها من الله ، وأنها الحق . فوالله ما لبثوا إلا يسيرا حتى جاءهلال بن أمية من حديقة له ، فرأى بعينه وسمع بأذنيه ، فأمسك حتى أصبح ، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ; إني جئت أهلي عشاء
فرأيت رجلا مع أهلي ، رأيت بعيني وسمعت بأذني . فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتاه ، وثقل عليه جدا ، حتى عرفت الكراهية في وجهه ، فقال هلال : يا رسول الله ; إني أرى الكراهية في وجهك مما أتيتك به ، والله يعلم إني لصادق ; وإني لأرجو أن يجعل الله فرجا . فقالوا : ابتلينا بما قال سعد ، أيجلد هلال ، وتبطل شهادته في المسلمين ؟ فهم رسول الله بضربه ، وإنه لكذلك يريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي : { والذين يرمون أزواجهم } الآيات . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشر يا هلال ، إن الله جعل لك فرجا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسلوا إليهما فلما اجتمعا قيل لها فكذبت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله يعلم أن أحدكما لكاذب ، فهل فيكما تائب فقال هلال : لقد صدقت ، وما قلت إلا حقا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعنوا بينهما . قيل لهلال : اشهد ، فشهد أربع شهادات إنه لمن الصادقين ، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . فقيل له عند الخامسة : يا هلال ; اتق الله ، فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس [ ص: 351 ] وإنها الموجبة التي توجب عليك العقوبة . فقال هلال : والله ما يعذبني الله عليها كما لم يجلدني عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فشهد الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . ثم قيل لها : تشهدي ، فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين . ثم قيل لها عند الخامسة : اتقي الله فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس ، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب ، فتلكأت ساعة ، ثم قالت : والله لا أفضح قومي ، فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين . ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما ، وقضى أن الولد لها ، ولا يدعى لأبيه ، ولا يرمى ولده
افتراضي عائشة أم المؤمنين
(إن الذين جاءو بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)
الإفك-عائشة أم المؤمنين
عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال :
قلت لعائشة رضي الله عنها : حدثينا يا أمه حديثك في غزوة المريسيع . قالت :
يا ابن أخي ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج في سفر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها ، وكان يحب ألا أفارقه في سفر ولا حضر . فلما أراد غزوة المريسيع أقرع بيننا فخرج سهمي وسهم أم سلمة فخرجنا معه فغنمه الله أموالهم وأنفسهم ثم انصرفنا راجعين . فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا ليس معه ماء ولم ينزل على ماء . وقد سقط عقد لي من عنقي .
فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بالناس حتى أصبحوا ; وضج الناس وتكلموا وقالوا : احتبستنا عائشة . وأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه فقالوا : ألا ترى إلى ما صنعت عائشة ؟ حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على غير ماء وليس معهم ماء . فضاق بذلك أبو بكر رضي الله عنه فجاءني مغيظا فقال ألا ترين ما صنعت بالناس ؟ حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على غير ماء وليس معهم ماء . قالت عائشة فعاتبني عتابا شديدا وجعل يطعن بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه على فخذي وهو نائم .
فقال أسيد بن حضير والله إني لأرجو أن تنزل لنا رخصة ونزلت آية التيمم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من قبلكم لا يصلون إلا في بيعهم وكنائسهم وجعلت لي الأرض طهورا حيثما أدركتني الصلاة فقال أسيد بن حضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر . قالت وكان أسيد رجلا صالحا في بيت من الأوس عظيم . ثم إنا سرنا مع العسكر حتى إذا نزلنا موضعا دمثا طيبا ذا أراك قال يا عائشة هل لك في السباق ؟ قلت : نعم . فتحزمت بثيابي وفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استبقنا فسبقني ، فقال هذه بتلك السبقة التي كنت سبقتيني . وكان جاء إلى منزل أبي ومعي شيء فقال هلميه فأبيت فسعيت وسعى على أثري فسبقته . وكانت هذه الغزوة بعد أن ضرب الحجاب .
قالت وكان النساء إذ ذاك إلى الخفة هن إنما يأكلن العلق من الطعام لم يهيجن باللحم فيثقلن . وكان اللذان يرحلان بعيري رجلين أحدهما مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له أبو موهبة وكان رجلا صالحا ، وكان الذي يقود بي البعير .
وإنما كنت أقعد في الهودج فيأتي فيحمل الهودج فيضعه على البعير ثم يشده بالحبال ويبعث بالبعير ويأخذ بزمام البعير فيقود بي البعير .
وكانت أم سلمة يقاد بها هكذا ، فكنا نكون حاشية من الناس يذب عنا من يدنو منا ، فربما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبي وربما سار إلى جنب أم سلمة . قالت فلما دنونا من المدينة نزلنا منزلا فبات به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الليل ثم ادلج وأذن للناس بالرحيل فارتحل العسكر . وذهبت لحاجتي فمشيت حتى جاوزت العسكر وفي عنقي عقد لي من جزع ظفار ، وكانت أمي أدخلتني فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قضيت حاجتي انسل من عنقي فلا أدري به فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وإذا العسكر قد نغضوا إلا عيرات وكنت أظن أني لو أقمت شهرا لم يبعث بعيري حتى أكون في هودجي .
فرجعت في التماسه فوجدته في المكان الذي ظننت أنه فيه فحبسني ابتغاؤه وأتى الرجلان خلافي ، فرحلوا البعير وحملوا الهودج وهم يظنون أني فيه فوضعوه على البعير ولا يشكون أني فيه - وكنت قبل لا أتكلم إذ أكون عليه فلم ينكروا شيئا - وبعثوا البعير فقادوا بالزمام وانطلقوا ، فرجعت إلى العسكر وليس فيه داع ولا مجيب ولا أسمع صوتا ولا زجرا . قالت فألتفع بثوبي واضطجعت وعلمت أني إن افتقدت رجع إلي . قالت فوالله إني لمضطجعة في منزلي ، قد غلبتني عيني فنمت . وكان صفوان بن معطل السلمي ثم الذكواني على ساقة الناس من ورائهم فادلج فأصبح عند منزلي في عماية الصبح فيرى سواد إنسان فأتاني ، وكان يراني قبل أن ينزل الحجاب وأنا متلفعة فأثبتني فاستيقظت باسترجاعه " أنا لله وإنا إليه راجعون " حين عرفني .
فخمرت وجهي بملحفتي ، فوالله إن كلمني كلمة غير أني سمعت استرجاعه حين أناخ بعيره . ثم وطئ على يده موليا عني ، فركبت على رحله وانطلق يقود بي حتى جئنا العسكر شد الضحا ، فارتعج العسكر وقال أصحاب الإفك الذي قالوا - وتولى كبره عبد الله بن أبي - ولا أشعر من ذلك بشيء والناس يخوضون في قول أصحاب الإفك . ثم قدمنا فلم أنشب أن اشتكيت شكوى شديدة ولا يبلغني من ذلك شيء وقد انتهى ذلك إلى أبوي وأبواي لا يذكران لي من ذلك شيئا ، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لطفه بي ورحمته فلا أعرف منه اللطف الذي كنت أعرف حين اشتكيت ، إنما يدخل فيسلم فيقول كيف تيكم ؟ فكنت إذا اشتكيت لطف بي ورحمني وجلس عندي . وكنا قوما عربا لا نعرف الوضوء في البيوت نعافها ونقذرها .
وكنا نخرج إلى المناصع بين المغرب والعشاء لحاجتنا . فذهبت ليلة ومعي أم مسطح ملتفعة في مرطها ، فتعلقت به فقالت تعس مسطح فقلت : بئس لعمر الله ما قلت ، تقولين هذا لرجل من أهل بدر؟ فقالت لي مجيبة ما تدرين وقد سال بك السيل . قلت : ماذا تقولين ؟ فأخبرتني قول أصحاب الإفك فقلص ذلك مني ، وما قدرت على أن أذهب لحاجتي ، وزادني مرضا على مرضي ، فما زلت أبكي ليلي ويومي . قالت ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فقلت : ائذن لي أذهب إلى أبوي وأنا أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما . فأذن لي فأتيت أبوي فقلت لأمي : يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به وذكروا ما ذكروا ولا تذكرين لي من ذلك شيئا فقالت يا بنية خفضي عليك الشأن فوالله ما كانت جارية حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها القالة وكثر الناس عليها . فقلت : سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا كله ؟ قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم .
قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة فاستشارهما في فراق أهله .
قالت وكان أحد الرجلين ألين قولا من الآخر . قال أسامة يا رسول الله هذا الباطل والكذب ولا نعلم إلا خيرا ، وإن بريرة تصدقك . وقال علي عليه السلام لم يضيق الله عليك ، النساء كثير وقد أحل الله لك وأطاب فطلقها وانكح غيرها . قالت فانصرفا ، وخلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببريرة فقال يا بريرة ، أي امرأة تعلمين عائشة ؟ قالت هي أطيب من طيب الذهب والله ما أعلم عليها إلا خيرا ، والله يا رسول الله لئن كانت على غير ذلك ليخبرنك الله عز وجل بذلك إلا أنها جارية ترقد عن العجين حتى تأتي الشاة فتأكل عجينها ، وقد لمتها في ذلك غير مرة . وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ولم تكن امرأة تضاهي عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها .
قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد كنت أخاف عليها أن تهلك للغيرة علي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا زينب ماذا علمت على عائشة ؟ قالت يا رسول الله حاشى سمعي وبصري ، ما علمت عليها إلا خيرا . والله ما أكلمها وإني لمهاجرتها ، وما كنت أقول إلا الحق . قالت عائشة رضي الله عنها : أما زينب فعصمها الله وأما غيرها فهلك مع من هلك . ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن فقالت حاشى سمعي وبصري أن أكون علمت أو ظننت بها قط إلا خيرا .
ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من يعذرني ممن يؤذيني في أهلي ؟ ويقولون لرجل والله ما علمت على ذلك الرجل إلا خيرا ، وما كان يدخل بيتا من بيوتي إلا معي ، ويقولون عليه غير الحق . فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن يك من الأوس آتك برأسه وإن يك من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك نمضي لك . فقام سعد بن عبادة - وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن الغضب بلغ منه وعلى ذلك ما غمص عليه في نفاق ولا غير ذلك إلا أن الغضب يبلغ من أهله - فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله . والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنه من الخزرج ، ولو كان من الأوس ما قلت ذلك ولكنك تأخذنا بالذحول كانت بيننا وبينك في الجاهلية وقد محا الله ذلك فقال أسيد بن حضير كذبت والله لنقتلنه وأنفك راغم فإنك منافق تجادل عن المنافقين والله لو نعلم ما يهوى رسول الله من ذلك في رهطي الأدنين ما رام رسول الله مكانه حتى آتيه برأسه ولكني لا أدري ما يهوى رسول الله قال سعد بن عبادة : تأبون يا آل أوس إلا أن تأخذونا بذحول كانت في الجاهلية .
والله ما لكم بذكرها حاجة وإنكم لتعرفون لمن الغلبة فيها ، وقد محا الله بالإسلام ذلك كله . فقام أسيد بن حضير فقال قد رأيت موطننا يوم بعاث ثم تغالظوا ، وغضب سعد بن عبادة فنادى : يا آل خزرج فانحازت الخزرج كلها إلى سعد بن عبادة . ونادى سعد بن معاذ : يا آل أوس فانحازت الأوس كلها إلى سعد بن معاذ .
وخرج الحارث بن حزمة مغيرا حتى أتى بالسيف يقول أضرب به رأس النفاق وكهفه . فلقيه أسيد بن حضير وهو في رهطه وقال ارم به يحمل السلاح من غير أمر رسول الله لو علمنا أن لرسول الله في هذا هوى أو طاعة ما سبقتنا إليه . فرجع الحارث واصطفت الأوس والخزرج ، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحيين جميعا أن اسكتوا ، ونزل عن المنبر فهدأهم وخفضهم حتى انصرفوا .
قالت عائشة رضي الله عنها : وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي فجلس عندي ، وقد مكث شهرا قبل ذلك لا يوحى إليه في شأني . قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة ، فإنه بلغني كذا وكذا ، فإن كنت بريئة يبرئك الله وإن كنت ألممت بشيء مما يقول الناس فاستغفري الله عز وجل فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه . قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه ذهب دمعي حتى ما أجد منه شيئا ، وقلت لأبي : أجب رسول الله .
فقال والله ما أدري ما أقول وما أجيب به عنك . قالت فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله . فقالت والله ما أدري ما أجيب عنك لرسول الله . وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن . قالت فقلت : إني والله قد علمت أنكم سمعتم بهذا الحديث فوقع في أنفسكم فصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ، ولئن اعترفت لكم بأمر يعلم الله أني منه بريئة لتصدقوني . وإني والله ما أجد لي مثلا إلا أبا يوسف إذ يقول بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون والله ما يحضرني ذكر يعقوب وما أهتدي من الغيظ الذي أنا فيه . ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وقلت : والله يعلم أني بريئة وأنا بالله واثقة أن يبرئني الله ببراءتي . فقال أبو بكر رضي الله عنه فما أعلم أهل بيت من العرب دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر . والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية حيث لا نعبد الله ولا ندع له شيئا ، فيقال لنا في الإسلام قالت وأقبل علي أبي مغضبا . قالت فاستعبرت فقلت في نفسي : " والله لا أتوب إلى الله مما ذكرتم أبدا " ، وايم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل في قرآن يقرؤه الناس في صلاتهم ولكن قد كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذبهم الله عني به لما يعلم من براءتي ، أو يخبر خبرا ، فأما قرآن فلا والله ما ظننته قالت فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى يغشاه من أمر الله ما كان يغشاه .
قالت فسجي بثوبه وجمعت وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت ما رأيت فوالله لقد فرحت به وعلمت أني بريئة وأن الله تعالى غير ظالم لي . قالت وأما أبواي فوالذي نفسي بيده ما سري عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا أن يأتي أمر من الله تحقيق ما قال الناس . ثم كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه وهو يضحك وإنه ليتحدر منه مثل الجمان وهو يمسح جبينه فكانت أول كلمة قالها يا عائشة ، إن الله قد أنزل براءتك .
قالت وسري عن أبوي وقالت أمي : قومي إلى رسول الله . فقلت : والله لا أقوم إلا بحمد الله لا بحمدك . فأنزل الله هذه الآية (( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه ))
قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس مسرورا ، فصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم تلا عليهم بما نزل عليه في براءة عائشة . قالت فضربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحد وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ، وكان مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت . قال أبو عبد الله ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضربهم - وهو أثبت عندنا
وكان حسان رضي الله عنه ممن قيل عنه إنه يتكلم مع أهل الإفك فقال يعتذر إلى عائشة ويمدحها :
حصان رزان ما تزن بريبة ** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
عقيلة حي من لؤي بن غالب ** كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها ** وطهرها من كل سوء وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم ** فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي ** لآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس كلهم ** تقاصر عنه سورة المتطاول
فإن الذي قد قيل ليس بلائط ** ولكنه قول امرئ بي ماحل
افتراضي ام البشر (حواء)
(الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
خلق ادم علية السلأم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله قبض قبضة من الأرض من أبيضها وأسودها وما بين ذلك، ومن طيبها ورديئها وما بين ذلك فجاء ذرية ءادم على قدر ذلك)) رواه ابن حبان وغيره، وعند أحمد ((فجاء بنو ءادم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والسهل والحزم وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك))
كما جاء في حديث مسلم، وروى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق ءادم))
قيل سمي ءادم بهذا الاسم لأنه من أديم الأرض
خلق الله سيدنا ءادم جميل الشكل والصورة وحسن الصوت لأن جميع أنبياء الله الذين بعثهم الله لهداية الناس كانوا على صورة جميلة وشكل حسن وكذلك كانوا جميلي الصوت، قال صلى الله عليه وسلم( ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإن نبيكم إحسنهم وجها وأحسنهم صوتا))
ولقد كان طول سيدنا ءادم عليه الصلاة والسلام ستين ذراعاً شبهه رسول الله في الطول بالنخلة السحُوق، فلما خلقه الله قال: اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يُحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله. وكل من يدخل الجنة يكون على صورة ءادم في الطول فقد ورد في مسند الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة يدخلون الجنة على خلق ءادم ستين ذراعاً في عرض سبعة أذرع.
روى الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن الله عز وجل لما صور ءادم تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يُطيف به فلما رءاه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك))، وعند أبي يعلي(فكان إبليس يمر به فيقول:لقد خلقت لأمر عظيم))
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((حاج موسى ءادم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال ءادم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟))قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى)).
وروى أبو داود في سننه وأبو يعلى في مسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن موسى قال: يا رب أرنا ءادم الذي أحرجنا ونفسهُ من الجنة، فأراه الله ءادم فقال: أنت ابونا ءادم؟ فقال له ءادم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له ءادم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي الذي كلمك الله من وراء الحجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أثخلق؟ قال: نعم، قال: فيم تلومني في شىء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله عند ذلك: فحج ءادم موسى، فحج ءادم موسى)
خلق الله تعالى سيدتنا حواء من ضلع ءادم الأيسر الأقصر كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخان: ((ولأم مكانه لحما))، قيل لذلك سميت حواء بهذا الاسم لأنها خلقت من شىء حي، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوجَ شىء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء))
ولم يخلق الله تبارك وتعالى حواء طفلة صغيرة ثم طورها إالى الكبر، بل خلقها على هيئتها التي عاشت عليها كبيرة طويلة مناسبة لطول ءادم عليه السلام، قال الله تبارك وتعالى:
وقال تعالى:
وقد زوج الله تعالى ءادم حواء وجعلها له حلالا في الجنة ثم كانا كذلك في الأرض.
أمر الله تعالى سيدنا ءادم وزوجته حواء التي جعلها حلالا له أن يسكنا الجنة، وهي جنة الخلد التي سيدخلها المؤمنين يوم القيامة.
وقد أباح الله لآدم وحواء سكنى الجنة والأكل من ثمارها والشراب من مياهها والتنعم بنعيمها من غير مشقة ولا تعب يلحقهما في الحصول على ما يريدان من طعام وشراب، إلا شجرة واحدة حرمها عليهما ونهاهما عن الأكل منها، وحذرهما من عداوة إبليس وإغوائه، ولم يرد في القرءان الكريم ولا في الحديث الثابت الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هي هذه الشجرة، لذلك اختلف العلماء في تعيينها فقيل: هي الحنطة، وقيل: هي التفاح، وقيل: هي النخلة، وقيل: التين، وقيل غير ذلك، فقد تكون واحدة من هذه وقد تكون من غيرها، وقال بعضهم: هذا
الخلاف لا طائل تحته لأنه لا يتعلق بتعيينها حكم شرعي ولا فائدة تاريخية وإلا لعينها القرءان الكريم.
خروج ادم من الجنة
السبب في ذلك أن ءادم خالف النهي الذي نهاه الله لأنه أعلمه بالمنع من أكل شجرة واحدة من أشجار الجنة وأباح له ما سواها فوسوس الشيطان له ولحواء أن يأكلا منها
براءة حواء من هذه الخطيئة
يقول الله تبارك وتعالى في سورة الاعراف: وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)
فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)
قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27)
خروج آدم من الجنة ليس بسبب حواء بل لحكمته سبحانه وتعالى في جعل آدم خليفة في الارض
مواضيع مماثلة
» نساء نزل فيهن القران
» باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خانهم فيهن
» باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خانهم فيهن
» فلا تظلموا فيهن أنفسكم
» نساء .. ونِعم النساء
» باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خانهم فيهن
» باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خانهم فيهن
» فلا تظلموا فيهن أنفسكم
» نساء .. ونِعم النساء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin