نهاية السلطان سليمان القانوني في ساحات المعارك.
"أحب أن أموت غازياً في سبيل الله" كانت تلك الكلمات التي سطرها التاريخ بحروف من ذهب هي كلمات السلطان العظيم سليمان القانوني قبل التوجه إلي أخر حملاته (فتح سيجتوار)
نشبت الإضطرابات مرة أخري في بلاد المجر بفعل تدخل (مكسيلميان) ملك النمسا الذي خلف والده (فرديناند)، فأحتل مدينة توكاي فأضطر السلطان تحت إلحاح الصدر الأعظم للقيام بحملة تأديبية،
وبالرغم من أن السلطان كان يتألم من داء النقرس حتي انه لم يكن يستطيع ركوب الخيل بمفرده إلا انه اصر علي قيادة الجيش بنفسه كعادته وكان هذا في شهر رمضان سنة ٩٧٣ من الهجرة، وزحف السلطان تجاه المجر وعسكر في صحراء زملن التي كانت بالقرب من بلغراد، وهناك قابله الملك (يوحنا سيجسموند) ملك المجر فأحسن إلي السلطان ووعده بمساعدته لإسترجاع ما أخذه ملك النمسا، وطلب منه الملك المجري أن يمنحه الأراضي الواقعة بين تيسا وترانسلفانيا، فأعطاه السلطان ما يريد، وقصد السلطان قلعة آرلو الشهيرة التي تتحكم بالمضيق المؤدي إلي ترانسلفانيا،
لكن بلغه في الطريق أن أمير سيجتوار الكونت (نيقولا زويني) تغلب علي فرقة من جيوشه، فأراد أن يؤدب هذا الكافر قبل أن يتوجه إلي قلعة آرلو، فوصل السلطان إلي سيجتوار وحاصرها،
وحدث ما توقعه الأطباء، وحدث ما تمناه سليمان، مات سليمان القانوني فاتحاً غازياً في سبيل الله كما تمني طوال حياته وهو يقود الجيوش بنفسه.
أخفي الوزير محمد باشا خبر وفاته خشية وقوع الإضطراب بين صفوف الجيش ومنع الجنود والقادة من دخول خيمته بحجة أن السلطان لا يريد أن يقابل أحد، ومع كل هذا فإن الجنود يعلمون جيداً حالة السلطان، وبدء الهجوم وإجتاحات جيوش الخلافة العثمانية سيجتوار، وأنتصر سليمان القانوني حياً وميتاً،A