بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
فضائل العشر الأول من ذي الحجة وأهمية اغتنامها
صفحة 1 من اصل 1
فضائل العشر الأول من ذي الحجة وأهمية اغتنامها
فضائل العشر الأول من ذي الحجة وأهمية اغتنامها
خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد
الحمد لله رب العالمين وسّع الخيرات لعباده المؤمنين وأكثر من النفحات في أيام وليالي مباركات لعباده المسلمين فله الحمد على ما أعطاء وله الشكر على جميل ما أولى ونسأله عز وجل دوام ذلك لنا والمزيد من ذلك لنا على الدوام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اصطفى من الناس أنبياء ورسولا وجعلهم خير الناس عند الناس وعند رب الناس عز وجل اصطفى من الشهور شهر جعله أفضل الشهور هو شهر رمضان واصطفى من الليالي عشر ليالي جعلها خير ليالي العام هي العشر الأواخر من رمضان وجعل فيهن ليلة هي خير من ألف شهر هي ليلية القدر واختار من الأيام أيام جعلها أيام معدودات لنذكر الله عز وجل فيها ونسارع فيها إلى الطاعات والقربات هي أيام شهر ذي الحجة الأول وجعل فيهم خير يوم عند الله وعند ملائكة الله وعند الناس وهو يوم عرفة فسبحان من فضل وله ذلك ويا هناءة من رضي بما قده الله وسارع في العمل بما يحبه ويرضاه فله البشرى في الحياة الدنيا والآخرة وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله إمام الأنبياء وتاج الأصفياء الذي جمل الله عز وجل جسمه بالضياء وقلبه بالنور والبهاء وسره وروحه بأنوار المعراج والإسراء وجعله في الدنيا إمام لأهل الأرض والسماء وفي الآخرة شفيعًا لجميع المخلوقات بما فيهم الرسل والأنبياء اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا جميعًا خالص محبته واجعلنا من أهل جوار أحبته وارزقنا في الدنيا العمل بخلقه وشمائله وسيرته واجعلنا في الآخرة من أهل شفاعته وفي الجنة من أهل جواره في جنته أجمعين أمين آمين يا رب العالمين
أيها الأخوة جماعة المؤمنين من فضل الله عز وجل علينا جماعة المسلمين هذه الأيام المباركة التي تهل علينا أجمعين ليالي وأيام شهر ذي الحجة والتي بلغ من فضلها ومنزلها عند الله أن الله عز وجل أقسم بها في كتاب الله ليلفت نظرنا إلي فضلها وليعرفنا مبلغها عند الله فنسارع في إحياءها بالطاعات والقربات التي يحبها الله جل في علاه
قال الله تعالى فيها
"وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ" [الفجر 2:1: 3]
جعل الله هذه الأيام أفضل الأيام حتى قال فيها صلى الله عليه وسلم "أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة ". قيل : ولا مثلهن في سبيل الله ؟ . قال " ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفّر وجهه في التُراب" (رواه الهيثمي عن جابر) لأن فيها كل الطاعات والقربات لله فيها الصلاة وفيها الصيام وفيها الصدقة وفيها الطواف والسعي والوقوف بعرفة والحج لبيت الله الحرام وفيها ذكر الله وتسبيح الله والاستغفار لله وفيها الدعاء لله فيها كل أعمال البر والخير التي طالبنا بها الله والتي ننال بها الفضل الكريم والثواب العظيم يوم لقاء حضرة الله جل في علاه وربما يظن طائفة من المسلمين أن خصوصية هذه الأيام لمن كتب الله له هذا العام أداء فريضة الحج لكن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم جعل هذا الفضل الإلهي للحجاج الذين يحجون بيت الله الحرام ومن يتشبهون فيهم وبهم في العمل في بلاد المسلمين كافة خلال هذه الأيام قال صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل منه في عشر ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ( رواه ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس وابن ماجة في سننه ) وبين فضل العمل الصالح فيها نبينا صلوات ربي وتسليماته عليه فقال صلى الله عليه وسلم في الروية الأخرى مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُل يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُل لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ (رواه الترمذي وابن ماجة عن ابي هريرة ) فأكثروا فيها التسبيح والتكبير والتهليل لله عز وجل فهي أيام ذكر لله وأيام المسارعة في الطاعات التي كلفنا بها الله وتنافس في النوافل والقربات التي حثنا عليها رسول الله وهي التي قال لنا فيها الله في كتاب الله
وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ [البقرة : 203]
فهي الأيام المعدودات التي أمرنا الله أن نجعلها كلها لذكر الله عز وجل نصوم فيها ما تيسر ولا نسوه عن صيام يوم عرفة لأنه يعدل صيام سنتين ونكثر فيها من الذكر التسبيح وتلاوة القرآن والصلاة على النبي العدنان والاستغفار الدائم لحضرة الرحمن ونكثر فيها من الصدقات على الفقراء والمساكين وأعمال البر والصلة سواء للأبوين أو لذوي الرحم أو الجيران أو الأقربين نجعلها كلها أعمال طاعة ومبرة لله رب العالمين طاعة لله عسى الله أن يعمنا فيها برحماته التي يتنزل بها على المسلمين ويتفضل علينا بهباته وعطاءاته التي ينزلها على قلوب عباده المخلصين وإذا كان الله عز وجل أجب على الحجيج التلبية لله في هذه الأيام فقد أوصانا بقية المسلمين التكبير لله في هذه الأيام فالتكبير لله عز وجل كان يبدؤه سيدنا عمر أبن الخطاب رضي الله عنه وصفوت الأصحاب من أول شهر ذي الحجة كان يدخل السوق فيكبر ويكبر كل أهل السوق لتكبيره ويسيرون في الطرقات يكبرون وكلما خرجوا أو دخلوا يكبرون وجعل الله عز وجل المسلم في هذه الأيام العشر بالإضافة إلى التكبير يتشبه بالحج في أمور كثيرة منها على سبيل الاستحباب أن الله جعل على الحاج هدي يذبح في البيت الحرام وجعل على المسلم المتيسر هنا أضحية يذبحها عقب صلاة العيد إلى اليوم الرابع ويحاسبه إذا تركها وعنده سعه قال صلى الله عليه وسلم من وجد سعة ولم يضحي فلا يقربن مصلنا( رواه احمد في المسند والحاكم في المستدرك وغيرهم ) أما الفقير فيسر الله عز وجل عليه فليس عليه أن يضحي إلا إذا وجد مالًا فائضًا عن حاجته وضروريات حاجات أهله لكنه لا يستدين ليفعل ذلك ولا يكلف نفسه ليقوم بذلك وإنما يفعل ذلك إذا يسر الله له أمر هذه النسك الكريم بأن وجد في بيت شيء يستطيع أن يضحي به على أن يوافق شرع الله عز وجل بأن يكون بلغ العام إن كان من الماعز أو الغنم وأن يكون سمينًا وأن لا يكون فيه عيب لا عوراء ولا جعدا ولا غير قرناء ولا مريضة وإنما ينبغي أن تكون سليمة خالية من العيوب يضحي بها لله عز وجل ويكون الذبح بعد صلاة العيد لقول رب العزة عز وجل
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر (2 الكوثر )
قال صلى الله علي وسلم في خطبة العيد في المدينة المنورة أول ما نفعل في يومنا هذا أن نؤدي الصلاة لله ثم نذبح هدينا فمن ذبح قبل الصلاة فهو لحم قدمه لأهل رواه البخاري ومسلم والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب )ليس له من النسك في شيء أي ليس له الأجر والثواب الذي جعله الله عز وجل لمن يضحي في هذا اليوم والأجر والثواب يأتي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم عن عائشة رضي الله عنها) وقال لأبنته التقية السيدة فاطمة رضي الله عنها يَا فَاطِمَةُ قُومِي فاشْهَدِي أُضْحِيَتَكِ فَإنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ، أَمَا إنَّهُ يُجَاءُ بِلَحْمِهَا وَدَمِهَا تُوضَعُ فِي مِيزَانِكِ سَبْعِينَ ضِعْفاً. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هذَا لآِلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً، فَإنَّهُمْ أَهْلٌ لِمَا خُصُّوا بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، أَوْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: لآِلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً، وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً (رواه البزار وابن حبان) فيغفر بها الله الذنوب ويجعل الله كلها حسنات في ميزان العبد يوم يجمع الله الناس لأجل معلوم وميقات محدود وهو يوم القيامة إن شاء الله
فالمسلم هنا يضحي والحاج هناك يذبح هديه والحاج يغفر الله عز وجل له الذنوب والمسلم هنا إذا صام يوم عرفة يغفر الله له ذنوب سنتين وإذا ضحي يغفر الله له كل ذنب فعل ويوم عرفة يوم إجابة الدعاء لمن يدعوا الله بإخلاص وصدق نية سواء كان هنا أو هناك لأن الله عز وجل يجعل هذا اليوم يومًا يباهي به ملائكة السماء فيقول { يَا مَلائِكَتِي انْظُرُوا إلى عِبَادِي شُعْثاً غُبْراً، أَقْبَلُوا يَضْرِبُونَ إليَّ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ وَشَفَعْتُ رَعِيَّتَهُمْ وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ، وَأَعْطَيْتُ مُحْسِنِيهِمْ جَميعَ مَا سألوني (رواه ابو يعلي في مسنده والخطيب في المتفق والمفترق عن أنس ) ولذلك قال صلى الله عليه وسلم أفضل الأيام يوم عرفة" (رواه ابن حبان عن جابر رضي الله عنه )ما من يوم أكثر لله فيه عتقاء من النار منه في يوم عرفة فسارعوا إلى أحياء هذه الليالي والأيام بما يحبه الله عز وجل حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم استحب للمسلم فليس هذا بواجب لكن مستحب فإن كان عند أضحية بأن يتشبه بالحجيج فإن في أول يوم من شهر ذي الحجة لا يأخذ من شعره ولا من أظافره تشبه بالحجيج وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره "( أخرجه مسلم في كتاب الأضاحي ) غير أن هذا كما قلت مستحب وليس واجب فمن تركه فليس علي شيء ولا ينقص من أجر شيء وإن فعله فيفعله تشبهًا بحجاج البيت الحرام نسأل الله عز وجل أن يكتب لنا أجمعين الحج إلى بيت الله الحرام وزيارة روضة الحبيب المصطفي عليه أفضل الصلاة أتم السلام قال صلى الله عليه وسلم من حج هذا البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه أو كما قال أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
الحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا بنعماه وملأ قلوبنا بتقواه ووفقنا لعمل البر والخير الذي يحبه ويرضاه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالخيرات والطاعات وهو وحده الذي يوفقنا لعمل ذلك ونهانا عن المعاصي والمخالفات وبيده وحده عز وجل حفظنا من الوقوع في ذلك وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خير من صلى وصام وحج واعتمر لبيت الله الحرام اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه ووفقنا للعمل بشرعه في الدنيا أجعلنا من أهل شفاعته يوم نلقاك يا الله أيها الأخوة المؤمنون ما دام الله عز وجل قد رسم لنا منهجه لنتشبه فيه بالحجيج لنحظى بالإجابة الدعاء وتحقيق الرجاء وغفران الذنوب وستر العيوب وقضاء الحاجات فيلزمنا أجمعين أن نتأدب مع أنفسا ومع إخواننا وكل من حولنا في هذه الأيام بالآداب التي فرضها الله عز وجل على حجاج بيت الله الحرام والتي يقول فيها الله عز وجل
فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة : 197]
ينبغي في هذه الأيام أن نترك بالكلية الرفث والرفث هو الكلام الزائد عن الحاجة مع النساء أو الكلام بين الرجال في شئون خاص النساء والجنس وما شاب ذلك لا ينبغي للمسلم في هذه الأيام أن يتحدث في ذلك أو يكون لأهل لذلك وإنما يترك ذلك الكلية ليتفضل الله عز وجل عليه بأجر بيت الله الحرام والفسوق هو كل خروج عن طاعة إلى معصية فنبتعد عن المعاصي بالكلية التي أمرنا الله عز وجل بتركها ونهانا الاقتراب منا وعن فعلها فنتوب إلى الله عز وجل في هذه الأيام من الكذب وقول الزور ومن الغيبة ومن النميمة ومن السرقة ومن ظلم العباد باليد وغيرها ومن كل المعاصي التي كلفنا الله عز وجل إن أردنا النجاة بتركها وننتهي عن الجدال بالكلية في الأيام والجدال هو النقاش الحاد الذي يصحب عصبية وكل واحد يريد أن ينتصر لرأيه وأن يسفه رأي غير الذي يتحدث معه فنترك الجدال بالكلية إن كان في أمر من أمور الدين واختلفنا في قضية نرجع للعلماء العاملين ليفصلوا بينا بدون وقوع بعضنا في بعض ونتجنب الخلافات السياسية والحزبية ونتجنب الخلافات بالكلية حتى في البيع والشراء أو في أي أمر لأن الجدال يورث الأحقاد والضغائن في القلوب وعلينا بعد ذلك أن نتزود بالزاد وخير الزاد عند الله هي التقوى والأعمال التي توصل لتقوى هي السنن والنوافل التي سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزيد على ذلك ونفعل بعض الأفعال التي ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن كتب له ثواب حجه لقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس كتب له ثواب حجة مقبولة وعمرة ومقبولة (ﺻﺤﻴﺢ اﻟجامع ) فعلينا بعمل ذلك ولو مرة ليكتب الله عز وجل ثواب الحج وقال صلى الله عليه وسلم (ﻣﻦ ﻣَﺸﻰ إﻟﻰ ﺻﻼةٍ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔٍ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔِ، ﻓﻬﻲ ﻛﺤﺠﺔٍ، وﻣﻦ ﻣﺸﻰ إﻟﻰ ﺻﻼةِ ﺗﻄﻮﱡعٍ، ﻓﻬﻲ ﻛﻌﻤﺮة (ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺮﻗﻢ 6556.) إذا توضأ الإنسان في بيته وخرج ليؤدي الصلاة في وقتها في الجماعة الأولى بهذه النية جعل الله عز وجل له بالإضافة للأجور التي لا تعد على الصلاة أجرًا عظيمًا وهو ثواب حج بيت الله عز وجل وقال صلى الله عليه وسلم ﻣﻦ ﻏﺪا إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ إﻻ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺧﻴﺮا أو ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻛﺄﺟﺮ ﺣﺎج ﺗﺎﻣﺎ ﺣﺠﺘﻪ (رواه أبي أمامه والطبراني في الكبير )الذي يذهب إلى المسجد كالذي نتعلمه الآن أو يعلمه بهذه النية الكريمة يكتب له ثواب الحج عند الله وهناك عمل أخر أِشار إليه رسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه شابًا يستأذنه في الخرج معه إلى الجهاد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ ، فَقَالَ : " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ " ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (البخاري ومسلم ) وفي رواية اخرى فقال برهما فإذا أنت فعلت ذلك كان لك أجر الحاج المعتمر والمجاهد في سبيل الله عز وجل فيا سعادة من يبر والديه لوجه الله فله من الأجور ما لا يعد ولا يحد
نسأل الله أن يحفظنا أجمعين من المعاصي والفتن ما ظهر بها وما بطن وأن يوفقنا لفعل الخيرات واستباق الصالحات والمسارعة في النوافل والقربات .... ثم الدعاء
خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد
الحمد لله رب العالمين وسّع الخيرات لعباده المؤمنين وأكثر من النفحات في أيام وليالي مباركات لعباده المسلمين فله الحمد على ما أعطاء وله الشكر على جميل ما أولى ونسأله عز وجل دوام ذلك لنا والمزيد من ذلك لنا على الدوام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اصطفى من الناس أنبياء ورسولا وجعلهم خير الناس عند الناس وعند رب الناس عز وجل اصطفى من الشهور شهر جعله أفضل الشهور هو شهر رمضان واصطفى من الليالي عشر ليالي جعلها خير ليالي العام هي العشر الأواخر من رمضان وجعل فيهن ليلة هي خير من ألف شهر هي ليلية القدر واختار من الأيام أيام جعلها أيام معدودات لنذكر الله عز وجل فيها ونسارع فيها إلى الطاعات والقربات هي أيام شهر ذي الحجة الأول وجعل فيهم خير يوم عند الله وعند ملائكة الله وعند الناس وهو يوم عرفة فسبحان من فضل وله ذلك ويا هناءة من رضي بما قده الله وسارع في العمل بما يحبه ويرضاه فله البشرى في الحياة الدنيا والآخرة وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله إمام الأنبياء وتاج الأصفياء الذي جمل الله عز وجل جسمه بالضياء وقلبه بالنور والبهاء وسره وروحه بأنوار المعراج والإسراء وجعله في الدنيا إمام لأهل الأرض والسماء وفي الآخرة شفيعًا لجميع المخلوقات بما فيهم الرسل والأنبياء اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا جميعًا خالص محبته واجعلنا من أهل جوار أحبته وارزقنا في الدنيا العمل بخلقه وشمائله وسيرته واجعلنا في الآخرة من أهل شفاعته وفي الجنة من أهل جواره في جنته أجمعين أمين آمين يا رب العالمين
أيها الأخوة جماعة المؤمنين من فضل الله عز وجل علينا جماعة المسلمين هذه الأيام المباركة التي تهل علينا أجمعين ليالي وأيام شهر ذي الحجة والتي بلغ من فضلها ومنزلها عند الله أن الله عز وجل أقسم بها في كتاب الله ليلفت نظرنا إلي فضلها وليعرفنا مبلغها عند الله فنسارع في إحياءها بالطاعات والقربات التي يحبها الله جل في علاه
قال الله تعالى فيها
"وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ" [الفجر 2:1: 3]
جعل الله هذه الأيام أفضل الأيام حتى قال فيها صلى الله عليه وسلم "أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة ". قيل : ولا مثلهن في سبيل الله ؟ . قال " ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفّر وجهه في التُراب" (رواه الهيثمي عن جابر) لأن فيها كل الطاعات والقربات لله فيها الصلاة وفيها الصيام وفيها الصدقة وفيها الطواف والسعي والوقوف بعرفة والحج لبيت الله الحرام وفيها ذكر الله وتسبيح الله والاستغفار لله وفيها الدعاء لله فيها كل أعمال البر والخير التي طالبنا بها الله والتي ننال بها الفضل الكريم والثواب العظيم يوم لقاء حضرة الله جل في علاه وربما يظن طائفة من المسلمين أن خصوصية هذه الأيام لمن كتب الله له هذا العام أداء فريضة الحج لكن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم جعل هذا الفضل الإلهي للحجاج الذين يحجون بيت الله الحرام ومن يتشبهون فيهم وبهم في العمل في بلاد المسلمين كافة خلال هذه الأيام قال صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل منه في عشر ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ( رواه ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس وابن ماجة في سننه ) وبين فضل العمل الصالح فيها نبينا صلوات ربي وتسليماته عليه فقال صلى الله عليه وسلم في الروية الأخرى مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُل يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُل لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ (رواه الترمذي وابن ماجة عن ابي هريرة ) فأكثروا فيها التسبيح والتكبير والتهليل لله عز وجل فهي أيام ذكر لله وأيام المسارعة في الطاعات التي كلفنا بها الله وتنافس في النوافل والقربات التي حثنا عليها رسول الله وهي التي قال لنا فيها الله في كتاب الله
وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ [البقرة : 203]
فهي الأيام المعدودات التي أمرنا الله أن نجعلها كلها لذكر الله عز وجل نصوم فيها ما تيسر ولا نسوه عن صيام يوم عرفة لأنه يعدل صيام سنتين ونكثر فيها من الذكر التسبيح وتلاوة القرآن والصلاة على النبي العدنان والاستغفار الدائم لحضرة الرحمن ونكثر فيها من الصدقات على الفقراء والمساكين وأعمال البر والصلة سواء للأبوين أو لذوي الرحم أو الجيران أو الأقربين نجعلها كلها أعمال طاعة ومبرة لله رب العالمين طاعة لله عسى الله أن يعمنا فيها برحماته التي يتنزل بها على المسلمين ويتفضل علينا بهباته وعطاءاته التي ينزلها على قلوب عباده المخلصين وإذا كان الله عز وجل أجب على الحجيج التلبية لله في هذه الأيام فقد أوصانا بقية المسلمين التكبير لله في هذه الأيام فالتكبير لله عز وجل كان يبدؤه سيدنا عمر أبن الخطاب رضي الله عنه وصفوت الأصحاب من أول شهر ذي الحجة كان يدخل السوق فيكبر ويكبر كل أهل السوق لتكبيره ويسيرون في الطرقات يكبرون وكلما خرجوا أو دخلوا يكبرون وجعل الله عز وجل المسلم في هذه الأيام العشر بالإضافة إلى التكبير يتشبه بالحج في أمور كثيرة منها على سبيل الاستحباب أن الله جعل على الحاج هدي يذبح في البيت الحرام وجعل على المسلم المتيسر هنا أضحية يذبحها عقب صلاة العيد إلى اليوم الرابع ويحاسبه إذا تركها وعنده سعه قال صلى الله عليه وسلم من وجد سعة ولم يضحي فلا يقربن مصلنا( رواه احمد في المسند والحاكم في المستدرك وغيرهم ) أما الفقير فيسر الله عز وجل عليه فليس عليه أن يضحي إلا إذا وجد مالًا فائضًا عن حاجته وضروريات حاجات أهله لكنه لا يستدين ليفعل ذلك ولا يكلف نفسه ليقوم بذلك وإنما يفعل ذلك إذا يسر الله له أمر هذه النسك الكريم بأن وجد في بيت شيء يستطيع أن يضحي به على أن يوافق شرع الله عز وجل بأن يكون بلغ العام إن كان من الماعز أو الغنم وأن يكون سمينًا وأن لا يكون فيه عيب لا عوراء ولا جعدا ولا غير قرناء ولا مريضة وإنما ينبغي أن تكون سليمة خالية من العيوب يضحي بها لله عز وجل ويكون الذبح بعد صلاة العيد لقول رب العزة عز وجل
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر (2 الكوثر )
قال صلى الله علي وسلم في خطبة العيد في المدينة المنورة أول ما نفعل في يومنا هذا أن نؤدي الصلاة لله ثم نذبح هدينا فمن ذبح قبل الصلاة فهو لحم قدمه لأهل رواه البخاري ومسلم والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب )ليس له من النسك في شيء أي ليس له الأجر والثواب الذي جعله الله عز وجل لمن يضحي في هذا اليوم والأجر والثواب يأتي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم عن عائشة رضي الله عنها) وقال لأبنته التقية السيدة فاطمة رضي الله عنها يَا فَاطِمَةُ قُومِي فاشْهَدِي أُضْحِيَتَكِ فَإنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ، أَمَا إنَّهُ يُجَاءُ بِلَحْمِهَا وَدَمِهَا تُوضَعُ فِي مِيزَانِكِ سَبْعِينَ ضِعْفاً. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هذَا لآِلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً، فَإنَّهُمْ أَهْلٌ لِمَا خُصُّوا بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، أَوْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: لآِلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً، وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً (رواه البزار وابن حبان) فيغفر بها الله الذنوب ويجعل الله كلها حسنات في ميزان العبد يوم يجمع الله الناس لأجل معلوم وميقات محدود وهو يوم القيامة إن شاء الله
فالمسلم هنا يضحي والحاج هناك يذبح هديه والحاج يغفر الله عز وجل له الذنوب والمسلم هنا إذا صام يوم عرفة يغفر الله له ذنوب سنتين وإذا ضحي يغفر الله له كل ذنب فعل ويوم عرفة يوم إجابة الدعاء لمن يدعوا الله بإخلاص وصدق نية سواء كان هنا أو هناك لأن الله عز وجل يجعل هذا اليوم يومًا يباهي به ملائكة السماء فيقول { يَا مَلائِكَتِي انْظُرُوا إلى عِبَادِي شُعْثاً غُبْراً، أَقْبَلُوا يَضْرِبُونَ إليَّ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ وَشَفَعْتُ رَعِيَّتَهُمْ وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ، وَأَعْطَيْتُ مُحْسِنِيهِمْ جَميعَ مَا سألوني (رواه ابو يعلي في مسنده والخطيب في المتفق والمفترق عن أنس ) ولذلك قال صلى الله عليه وسلم أفضل الأيام يوم عرفة" (رواه ابن حبان عن جابر رضي الله عنه )ما من يوم أكثر لله فيه عتقاء من النار منه في يوم عرفة فسارعوا إلى أحياء هذه الليالي والأيام بما يحبه الله عز وجل حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم استحب للمسلم فليس هذا بواجب لكن مستحب فإن كان عند أضحية بأن يتشبه بالحجيج فإن في أول يوم من شهر ذي الحجة لا يأخذ من شعره ولا من أظافره تشبه بالحجيج وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره "( أخرجه مسلم في كتاب الأضاحي ) غير أن هذا كما قلت مستحب وليس واجب فمن تركه فليس علي شيء ولا ينقص من أجر شيء وإن فعله فيفعله تشبهًا بحجاج البيت الحرام نسأل الله عز وجل أن يكتب لنا أجمعين الحج إلى بيت الله الحرام وزيارة روضة الحبيب المصطفي عليه أفضل الصلاة أتم السلام قال صلى الله عليه وسلم من حج هذا البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه أو كما قال أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
الحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا بنعماه وملأ قلوبنا بتقواه ووفقنا لعمل البر والخير الذي يحبه ويرضاه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالخيرات والطاعات وهو وحده الذي يوفقنا لعمل ذلك ونهانا عن المعاصي والمخالفات وبيده وحده عز وجل حفظنا من الوقوع في ذلك وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خير من صلى وصام وحج واعتمر لبيت الله الحرام اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه ووفقنا للعمل بشرعه في الدنيا أجعلنا من أهل شفاعته يوم نلقاك يا الله أيها الأخوة المؤمنون ما دام الله عز وجل قد رسم لنا منهجه لنتشبه فيه بالحجيج لنحظى بالإجابة الدعاء وتحقيق الرجاء وغفران الذنوب وستر العيوب وقضاء الحاجات فيلزمنا أجمعين أن نتأدب مع أنفسا ومع إخواننا وكل من حولنا في هذه الأيام بالآداب التي فرضها الله عز وجل على حجاج بيت الله الحرام والتي يقول فيها الله عز وجل
فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة : 197]
ينبغي في هذه الأيام أن نترك بالكلية الرفث والرفث هو الكلام الزائد عن الحاجة مع النساء أو الكلام بين الرجال في شئون خاص النساء والجنس وما شاب ذلك لا ينبغي للمسلم في هذه الأيام أن يتحدث في ذلك أو يكون لأهل لذلك وإنما يترك ذلك الكلية ليتفضل الله عز وجل عليه بأجر بيت الله الحرام والفسوق هو كل خروج عن طاعة إلى معصية فنبتعد عن المعاصي بالكلية التي أمرنا الله عز وجل بتركها ونهانا الاقتراب منا وعن فعلها فنتوب إلى الله عز وجل في هذه الأيام من الكذب وقول الزور ومن الغيبة ومن النميمة ومن السرقة ومن ظلم العباد باليد وغيرها ومن كل المعاصي التي كلفنا الله عز وجل إن أردنا النجاة بتركها وننتهي عن الجدال بالكلية في الأيام والجدال هو النقاش الحاد الذي يصحب عصبية وكل واحد يريد أن ينتصر لرأيه وأن يسفه رأي غير الذي يتحدث معه فنترك الجدال بالكلية إن كان في أمر من أمور الدين واختلفنا في قضية نرجع للعلماء العاملين ليفصلوا بينا بدون وقوع بعضنا في بعض ونتجنب الخلافات السياسية والحزبية ونتجنب الخلافات بالكلية حتى في البيع والشراء أو في أي أمر لأن الجدال يورث الأحقاد والضغائن في القلوب وعلينا بعد ذلك أن نتزود بالزاد وخير الزاد عند الله هي التقوى والأعمال التي توصل لتقوى هي السنن والنوافل التي سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزيد على ذلك ونفعل بعض الأفعال التي ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن كتب له ثواب حجه لقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس كتب له ثواب حجة مقبولة وعمرة ومقبولة (ﺻﺤﻴﺢ اﻟجامع ) فعلينا بعمل ذلك ولو مرة ليكتب الله عز وجل ثواب الحج وقال صلى الله عليه وسلم (ﻣﻦ ﻣَﺸﻰ إﻟﻰ ﺻﻼةٍ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔٍ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔِ، ﻓﻬﻲ ﻛﺤﺠﺔٍ، وﻣﻦ ﻣﺸﻰ إﻟﻰ ﺻﻼةِ ﺗﻄﻮﱡعٍ، ﻓﻬﻲ ﻛﻌﻤﺮة (ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺮﻗﻢ 6556.) إذا توضأ الإنسان في بيته وخرج ليؤدي الصلاة في وقتها في الجماعة الأولى بهذه النية جعل الله عز وجل له بالإضافة للأجور التي لا تعد على الصلاة أجرًا عظيمًا وهو ثواب حج بيت الله عز وجل وقال صلى الله عليه وسلم ﻣﻦ ﻏﺪا إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ إﻻ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺧﻴﺮا أو ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻛﺄﺟﺮ ﺣﺎج ﺗﺎﻣﺎ ﺣﺠﺘﻪ (رواه أبي أمامه والطبراني في الكبير )الذي يذهب إلى المسجد كالذي نتعلمه الآن أو يعلمه بهذه النية الكريمة يكتب له ثواب الحج عند الله وهناك عمل أخر أِشار إليه رسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه شابًا يستأذنه في الخرج معه إلى الجهاد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ ، فَقَالَ : " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ " ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (البخاري ومسلم ) وفي رواية اخرى فقال برهما فإذا أنت فعلت ذلك كان لك أجر الحاج المعتمر والمجاهد في سبيل الله عز وجل فيا سعادة من يبر والديه لوجه الله فله من الأجور ما لا يعد ولا يحد
نسأل الله أن يحفظنا أجمعين من المعاصي والفتن ما ظهر بها وما بطن وأن يوفقنا لفعل الخيرات واستباق الصالحات والمسارعة في النوافل والقربات .... ثم الدعاء
مواضيع مماثلة
» العشر الأول من ذي الحجة
» فضائل عشر ذي الحجة
» فضل العشر
» فضل أيّام عشر ذي الحجة
» (سيد الشهور رمضان، و أعظمها حرمة ذو الحجة))
» فضائل عشر ذي الحجة
» فضل العشر
» فضل أيّام عشر ذي الحجة
» (سيد الشهور رمضان، و أعظمها حرمة ذو الحجة))
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin