بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 21 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 21 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
( أحاديث ليلة النصف من شعبان)
صفحة 1 من اصل 1
( أحاديث ليلة النصف من شعبان)
د.عبدالجبار المراني
( أحاديث ليلة النصف من شعبان)
الخلاصة في صحة الأحاديث الخاصة بليلة النصف من شعبان ما قاله الحافظ الكبير إمام أهل العلل في العصور المتأخرة ابن رجب الحنبلي رحمه الله 795ه: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث أخر متعددة، وقد اختلف فيها؛ فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها وخرجه في صحيحه". لطائف المعارف (1 / 151).
وقد تتبعت طرق أحاديث ليلة النصف من شعبان وأسانيدها فخرجتُ بهذه الخلاصة التي قالها الحافظ ابن رجب رحمه الله، ولو قال قائل: ما هو الراجح في صحة الحديث، لكان الجواب هو الميل إلى رأي أكثر الأئمة بضعف أحاديثها، واعتقاد أنها ليلة مفضلة لا بسبب النص الخاص، بل بسبب عمل بعض السلف، وربما كان اعتمادهم على غير هذا النص.
أقوال الأئمة في ضعف الأحاديث:
أولاً: ضعف البخاري 256هـ حديث "إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيفغر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" قال الترمذي: "وسمعت محمدا يضعف هذا الحديث" سنن الترمذي رقم739.
ثانياً: استنكر أبو حاتم الرازي 277ه سند أبي خليد القاري ، عن الأوزاعي ، عن مكحول، وعن ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطلع الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى خلقه.، فقال: " هذا حديث منكر بهذا الإسناد" العلل رقم 2012.، وكذلك قال فيه الدارقطني بعد أن ساق اختلاف الرواة فيه: " وهذا حديث غير ثابت" العلل رقم 970.
ثالثاً: ضعَّف العقيلي: أحاديث النزول ليلة النصف من شعبان كلها، قال:" وفي النزول ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح؛ فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله" الضعفاء 3/29.
رابعاً: قال الدارقطني في حديث حبيب بن صهيب ، عن أبي ثعلبة الخشني ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يطلع إلى عباده في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر للمؤمنين ، ويملي للكافرين ، ويدع أهل الحقد لحقدهم ، حتى يدعوه" ، بعد أن ساق الاختلاف فيه: " والحديث مضطرب غير ثابت" العلل رقم 1169.
خامساً: قال ابن العربي في عارضة الأحوذي على الترمذي: و(وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يساوي سماعه) عارضة الأحوذي (3/275).
سادساً: حكم عليها ابن الجوزي جميعها بالوضع أو بعدم الصحة في العلل المتناهية في أكثر من موضع 2/556-561 ، 915.
سابعاً: إمام أهل العلل في العصور المتأخرة الحافظ الكبير ابن رجب الحنبلي795ه لم يصحح نص هذا الحديث خاصة، وإنما تكلم عن عمل أهل البلدان، وهذا قد يكون له أصل آخر ليس هو نص الحديث نفسه.
ثامناً: ابن القيم قال إن أحاديث "صلاة" النصف من شعبان لا يصح منها شيء ، المنار المنيف ص 98.
تاسعاً: رأى أنها ضعيفة كلها الشيخان ابن باز، وابن عثيمين رحمهما الله تعالى، على خلاف الألباني رحمه الله الذي وافق ابن حبان بتصحيح : " إن الله يطلع ليلة النصف .....".
• أما فضل الليلة نفسها:
فقد حصل اختلاف في فضلها، والجمهور يرون أنها ليلة مفضلة:
وملخص هذا في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ليلة النصف مِن شعبان فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مُفضَّلة. وأنَّ مِن السَّلف مَن كان يَخُصّها بالصَّلاة فيها ، وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة، ومِن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلف: مَن أنكر فضلها ، وطعن في الأحاديث الواردة فيها، كحديث:[إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب] وقال: لا فرق بينها وبين غيرها، لكن الذي عليه كثيرٌ مِن أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها ، وعليه يدل نص أحمد ابن حنبل من أئمة السلف، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من الآثار السلفيَّة، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن. وإن كان وضع فيها أشياء أُخر" اقتضاء الصراط المستقيم ص 266.
فقد ثبت عن بعض السلف أنهم كانوا يعظمونها، ولكنهم لم يكونوا يجتمعون للصلاة فيها، وأما قول الفاكهي:" وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا، ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بالحمد، وقل هو الله أحد عشر مرات، وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة، فشربوه، واغتسلوا به، وخبؤوه عندهم للمرضى، يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة، ويروى فيه أحاديث كثيرة" أخبار مكة (3/84).
وفي هذا الكلام مسائل: الأولى أن الفاكهي توفي متأخراً عن عهد التابعين وأتباعهم سنة 272ه، وكان يتحدث عن زمانه وما قبله بقليل، أما أهل مكة في عصر التابعين وأتباعهم فما كان فيه هذا الذي يقوله الفاكهي، بل كانوا يرون أنها بدعة ، قال ابن رجب رحمه الله: " و ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول و لقمان بن عامر و غيرهم يعظمونها و يجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها و تعظيمها و قد قيل أنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم وافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عباد أهل البصرة و غيرهم، و أنكر ذلك أكثر علماء الحجاز منهم عطاء و ابن أبي مليكة و نقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة و هو قول أصحاب مالك و غيرهم و قالوا : ذلك كله بدعة" لاحظوا أن عطاء وهو إمام أهل مكة في زمانه وقد توفي 114، وابن أبي مليكة وهو إمام من أئمة الحجاز في الحديث والفتوى وقد توفي سنة 117ه، كانا ينكرانها..
ولهذا فكلام الفاكهي يحمل على الزمن المتأخر، بعد أن تأثر أهل مكة بغيرهم لا سيما وقد انتقل الحكم إلى خارج جزيرة العرب من فترة طويلة واستوطن أكثر العلماء الشامَ والعراقَ.
الثانية: ذكر الفاكهي أنهم كانوا يصلون مائة ركعة ويقرأون في كل ركعة بقل هو الله أحد عشر مرات، وهذه بدعة بإجماع مَن يعتد به؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إذا صلَّى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من المسلمين فهو : حَسَنْ ، وأما الاجتماع في المسجد على صلاة مقدرة كالاجتماع على مائه ركعة ، بقراءة ألف ((قل هو الله أحد)) دائماً، فهذه بدعة ،لم يستحبها أحد مِن الأئمة ، والله أعلم"(مجموع الفتاوي ج23 ص131 ).
• وفي صفة إحيائها عند من يقول بفضلها:
يقول ابن رجب : " و اختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين : أحدهما : أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد كان خالد بن معدان و لقمان بن عامر و غيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم و يتبخرون و يكتحلون و يقومون في المسجد ليلتهم تلك و وافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك و قال في قيامها في المساجد جماعة : ليس ببدعة نقله عنه حرب الكرماني في مسائله و الثاني : أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة و القصص و الدعاء و لا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه و هذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام و فقيههم و عالمهم و هذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى" لطائف المعارف 1/151
ويقول ابن تيمية: " فأما صوم يوم النصف مفردًا فلا أصل له ، بل إفراده مكروه ، وكذلك اتخاذه موسمًا تصنع فيه الأطعمة ، وتظهر فيه الزينة ، هو من المواسم المحدثة المبتدعة ، التي لا أصل لها، وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة ، ومساجد الأحياء والدروب والأسواق فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان وعدد ، وقدر من القراءة لم يشرع ، مكروه ؛ فإن الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ، وما كان هكذا لا يجوز استحباب صلاة بناء عليه ، وإذا لم يستحب فالعمل المقتضي لاستحبابها مكروه" اقتضاء الصراط المستقيم 2/138
خلاصة البحث:
الأكثرون من علماء النقد على تضعيف أحاديث ليلة النصف من شعبان جميعها، وصحح ابن حبان بعضها، والراجح ضعفها جميعها.
وأما فضلها: فالجمهور على أنها ليلة مفضلة، لعمل بعض السلف، ولكن لا يجتمع الناس من أجل العبادة فيها ولا إظهار تعظيمها من بين الليالي؛ لأن تعظيم الأزمان من الشعائر، ولم يثبت بذلك نص خاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، والله أعلم.
( أحاديث ليلة النصف من شعبان)
الخلاصة في صحة الأحاديث الخاصة بليلة النصف من شعبان ما قاله الحافظ الكبير إمام أهل العلل في العصور المتأخرة ابن رجب الحنبلي رحمه الله 795ه: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث أخر متعددة، وقد اختلف فيها؛ فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها وخرجه في صحيحه". لطائف المعارف (1 / 151).
وقد تتبعت طرق أحاديث ليلة النصف من شعبان وأسانيدها فخرجتُ بهذه الخلاصة التي قالها الحافظ ابن رجب رحمه الله، ولو قال قائل: ما هو الراجح في صحة الحديث، لكان الجواب هو الميل إلى رأي أكثر الأئمة بضعف أحاديثها، واعتقاد أنها ليلة مفضلة لا بسبب النص الخاص، بل بسبب عمل بعض السلف، وربما كان اعتمادهم على غير هذا النص.
أقوال الأئمة في ضعف الأحاديث:
أولاً: ضعف البخاري 256هـ حديث "إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيفغر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" قال الترمذي: "وسمعت محمدا يضعف هذا الحديث" سنن الترمذي رقم739.
ثانياً: استنكر أبو حاتم الرازي 277ه سند أبي خليد القاري ، عن الأوزاعي ، عن مكحول، وعن ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطلع الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى خلقه.، فقال: " هذا حديث منكر بهذا الإسناد" العلل رقم 2012.، وكذلك قال فيه الدارقطني بعد أن ساق اختلاف الرواة فيه: " وهذا حديث غير ثابت" العلل رقم 970.
ثالثاً: ضعَّف العقيلي: أحاديث النزول ليلة النصف من شعبان كلها، قال:" وفي النزول ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح؛ فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله" الضعفاء 3/29.
رابعاً: قال الدارقطني في حديث حبيب بن صهيب ، عن أبي ثعلبة الخشني ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يطلع إلى عباده في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر للمؤمنين ، ويملي للكافرين ، ويدع أهل الحقد لحقدهم ، حتى يدعوه" ، بعد أن ساق الاختلاف فيه: " والحديث مضطرب غير ثابت" العلل رقم 1169.
خامساً: قال ابن العربي في عارضة الأحوذي على الترمذي: و(وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يساوي سماعه) عارضة الأحوذي (3/275).
سادساً: حكم عليها ابن الجوزي جميعها بالوضع أو بعدم الصحة في العلل المتناهية في أكثر من موضع 2/556-561 ، 915.
سابعاً: إمام أهل العلل في العصور المتأخرة الحافظ الكبير ابن رجب الحنبلي795ه لم يصحح نص هذا الحديث خاصة، وإنما تكلم عن عمل أهل البلدان، وهذا قد يكون له أصل آخر ليس هو نص الحديث نفسه.
ثامناً: ابن القيم قال إن أحاديث "صلاة" النصف من شعبان لا يصح منها شيء ، المنار المنيف ص 98.
تاسعاً: رأى أنها ضعيفة كلها الشيخان ابن باز، وابن عثيمين رحمهما الله تعالى، على خلاف الألباني رحمه الله الذي وافق ابن حبان بتصحيح : " إن الله يطلع ليلة النصف .....".
• أما فضل الليلة نفسها:
فقد حصل اختلاف في فضلها، والجمهور يرون أنها ليلة مفضلة:
وملخص هذا في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ليلة النصف مِن شعبان فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مُفضَّلة. وأنَّ مِن السَّلف مَن كان يَخُصّها بالصَّلاة فيها ، وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة، ومِن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلف: مَن أنكر فضلها ، وطعن في الأحاديث الواردة فيها، كحديث:[إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب] وقال: لا فرق بينها وبين غيرها، لكن الذي عليه كثيرٌ مِن أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها ، وعليه يدل نص أحمد ابن حنبل من أئمة السلف، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من الآثار السلفيَّة، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن. وإن كان وضع فيها أشياء أُخر" اقتضاء الصراط المستقيم ص 266.
فقد ثبت عن بعض السلف أنهم كانوا يعظمونها، ولكنهم لم يكونوا يجتمعون للصلاة فيها، وأما قول الفاكهي:" وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا، ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بالحمد، وقل هو الله أحد عشر مرات، وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة، فشربوه، واغتسلوا به، وخبؤوه عندهم للمرضى، يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة، ويروى فيه أحاديث كثيرة" أخبار مكة (3/84).
وفي هذا الكلام مسائل: الأولى أن الفاكهي توفي متأخراً عن عهد التابعين وأتباعهم سنة 272ه، وكان يتحدث عن زمانه وما قبله بقليل، أما أهل مكة في عصر التابعين وأتباعهم فما كان فيه هذا الذي يقوله الفاكهي، بل كانوا يرون أنها بدعة ، قال ابن رجب رحمه الله: " و ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول و لقمان بن عامر و غيرهم يعظمونها و يجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها و تعظيمها و قد قيل أنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم وافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عباد أهل البصرة و غيرهم، و أنكر ذلك أكثر علماء الحجاز منهم عطاء و ابن أبي مليكة و نقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة و هو قول أصحاب مالك و غيرهم و قالوا : ذلك كله بدعة" لاحظوا أن عطاء وهو إمام أهل مكة في زمانه وقد توفي 114، وابن أبي مليكة وهو إمام من أئمة الحجاز في الحديث والفتوى وقد توفي سنة 117ه، كانا ينكرانها..
ولهذا فكلام الفاكهي يحمل على الزمن المتأخر، بعد أن تأثر أهل مكة بغيرهم لا سيما وقد انتقل الحكم إلى خارج جزيرة العرب من فترة طويلة واستوطن أكثر العلماء الشامَ والعراقَ.
الثانية: ذكر الفاكهي أنهم كانوا يصلون مائة ركعة ويقرأون في كل ركعة بقل هو الله أحد عشر مرات، وهذه بدعة بإجماع مَن يعتد به؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إذا صلَّى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من المسلمين فهو : حَسَنْ ، وأما الاجتماع في المسجد على صلاة مقدرة كالاجتماع على مائه ركعة ، بقراءة ألف ((قل هو الله أحد)) دائماً، فهذه بدعة ،لم يستحبها أحد مِن الأئمة ، والله أعلم"(مجموع الفتاوي ج23 ص131 ).
• وفي صفة إحيائها عند من يقول بفضلها:
يقول ابن رجب : " و اختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين : أحدهما : أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد كان خالد بن معدان و لقمان بن عامر و غيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم و يتبخرون و يكتحلون و يقومون في المسجد ليلتهم تلك و وافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك و قال في قيامها في المساجد جماعة : ليس ببدعة نقله عنه حرب الكرماني في مسائله و الثاني : أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة و القصص و الدعاء و لا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه و هذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام و فقيههم و عالمهم و هذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى" لطائف المعارف 1/151
ويقول ابن تيمية: " فأما صوم يوم النصف مفردًا فلا أصل له ، بل إفراده مكروه ، وكذلك اتخاذه موسمًا تصنع فيه الأطعمة ، وتظهر فيه الزينة ، هو من المواسم المحدثة المبتدعة ، التي لا أصل لها، وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة ، ومساجد الأحياء والدروب والأسواق فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان وعدد ، وقدر من القراءة لم يشرع ، مكروه ؛ فإن الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ، وما كان هكذا لا يجوز استحباب صلاة بناء عليه ، وإذا لم يستحب فالعمل المقتضي لاستحبابها مكروه" اقتضاء الصراط المستقيم 2/138
خلاصة البحث:
الأكثرون من علماء النقد على تضعيف أحاديث ليلة النصف من شعبان جميعها، وصحح ابن حبان بعضها، والراجح ضعفها جميعها.
وأما فضلها: فالجمهور على أنها ليلة مفضلة، لعمل بعض السلف، ولكن لا يجتمع الناس من أجل العبادة فيها ولا إظهار تعظيمها من بين الليالي؛ لأن تعظيم الأزمان من الشعائر، ولم يثبت بذلك نص خاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، والله أعلم.
مواضيع مماثلة
» ليلة النصف من شعبان
» ليلة النصف من شعبان
» فضل شهر شعبان والتنبيه على بدع ليلة النصف
» ليلة النصف من شعبان فضائل وفوائد
» أحاديث عن ما ورد في الجمعه
» ليلة النصف من شعبان
» فضل شهر شعبان والتنبيه على بدع ليلة النصف
» ليلة النصف من شعبان فضائل وفوائد
» أحاديث عن ما ورد في الجمعه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin