بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
حلّ عدة شبهات
صفحة 1 من اصل 1
حلّ عدة شبهات
حلّ عدة شبهات
طرحت بعض الشبهات حول عصمة الأنبياء عليه السلام نستعرضها في ما يلي ونجيب عنها:
الشبهة الأولى: إذا كان الله تعالى هو الذي قد عصم الأنبياء ونزههم عن ارتكاب المعاصي، حيث يلزم من ذلك أنه ضمن ممارستهم للوظائف والتكاليف فانه في هذه الحالة سوف لا تثبت لهم أية ميزة اختيارية، ولا يستحقون أي ثواب لممارستهم الوظائف والتكاليف، والاجتناب عن المعاصي، لأن الله تعالى لو جعل أي شخص اخر معصوما لكان مثلهم تماما لانه تعالى هو الذي منحه العصمه ووفرها فيه.
الجواب عن هذه الشبهة: تقدم أن العصمة لا تعني الجبر على القيام بالوظائف والتكاليف وترك المعاصي، وحين نقول إن الله عاصم المعصومين وحافظهم، فلا نعني بذلك نفي استناد الافعال الاختيارية اليهم، ذلك لأن كل الظواهر وان استندت في نهاية سلسلتها إلى الإرادة التكوينية الإلهية، وفي ذلك المجال الذي توجد فيه عناية وتوفيق خاص من قبل الله، لذلك يتأكد أكثر إسناد العمل لله ولكن الإرادة الإلهية في طول إرادة الإنسان لا في عرضها، وليست بديلة
طرحت بعض الشبهات حول عصمة الأنبياء عليه السلام نستعرضها في ما يلي ونجيب عنها:
الشبهة الأولى: إذا كان الله تعالى هو الذي قد عصم الأنبياء ونزههم عن ارتكاب المعاصي، حيث يلزم من ذلك أنه ضمن ممارستهم للوظائف والتكاليف فانه في هذه الحالة سوف لا تثبت لهم أية ميزة اختيارية، ولا يستحقون أي ثواب لممارستهم الوظائف والتكاليف، والاجتناب عن المعاصي، لأن الله تعالى لو جعل أي شخص اخر معصوما لكان مثلهم تماما لانه تعالى هو الذي منحه العصمه ووفرها فيه.
الجواب عن هذه الشبهة: تقدم أن العصمة لا تعني الجبر على القيام بالوظائف والتكاليف وترك المعاصي، وحين نقول إن الله عاصم المعصومين وحافظهم، فلا نعني بذلك نفي استناد الافعال الاختيارية اليهم، ذلك لأن كل الظواهر وان استندت في نهاية سلسلتها إلى الإرادة التكوينية الإلهية، وفي ذلك المجال الذي توجد فيه عناية وتوفيق خاص من قبل الله، لذلك يتأكد أكثر إسناد العمل لله ولكن الإرادة الإلهية في طول إرادة الإنسان لا في عرضها، وليست بديلة
118 |
عنها وقائمة مقامها.
ولكن هذه العناية الإلهية الخاصة بالنسبة للمعصومين هي كسائر الوسائل والظروف والامكانات الخاصة التي توفر لبعض الأفراد المعينين، مما يؤدي إلى ان تكون مسؤوليتهم أكبر واثقل، وكما أن الثواب على عملهم يتضاعف فان العقاب على المخالفة أشد، وبهذا الشكل يتم التوازن بين الثواب والعقاب، وان كان المعصوم لحسن اختياره لا يكون مستحقا للعقاب، ويلاحظ مثل هذا التوازن في حالة كل الذين يتمتعون بنعمة خاصة، كما هو الحال بالنسبة للعلماء والمنتسبين لأهل البيت عليه السلام1 فأن مسؤوليتهم اثقل وأكثر خطورة من غيرهم، وكما أن الثواب على اعمالهم الخيرة أكثر، فكذلك العقاب على ذنوبهم على تقدير ارتكابها أشد2.
الشبهة الثانية: إن الأنبياء وسائر المعصومين عليه السلام يعتبرون أنفسهم من المذنبين، كما ينقل عن أدعيتهم ومناجاتهم، وينقل أيضا استغفارهم من الذنوب، ومع صدور مثل هذا الاعتراف والاقرار منهم، فكيف نعدهم معصومين؟
والجواب: إن المعصومين عليه السلام قد ارتفعوا إلى أسمى درجات الكمال والقرب الإلهي مع ملاحظة اختلاف مراتبهم لذلك يشعرون بأنهم مكلفون بوظائف ومهام تفوق وظائف الاخرين، بل إنهم يعتبرون أي توجه والتفات منهم لغير معبودهم ومحبوبهم ذنبا كبيراً، ومن هنا يقفون موقف الاستغفار والاعتذار. وقد ذكرنا سابقا أن عصمة الأنبياء، لا تعني أن يكون المعصوم منزها عن كل عمل يطلق عليه (معصية) بوجه ما، ولو بمفهومها الواسع، بل إنما نعني تنزيهه عن مخالفة التكاليف الإلزامية، وعن ارتكاب المحرمات الفقهية لا كل ما يطلق
ولكن هذه العناية الإلهية الخاصة بالنسبة للمعصومين هي كسائر الوسائل والظروف والامكانات الخاصة التي توفر لبعض الأفراد المعينين، مما يؤدي إلى ان تكون مسؤوليتهم أكبر واثقل، وكما أن الثواب على عملهم يتضاعف فان العقاب على المخالفة أشد، وبهذا الشكل يتم التوازن بين الثواب والعقاب، وان كان المعصوم لحسن اختياره لا يكون مستحقا للعقاب، ويلاحظ مثل هذا التوازن في حالة كل الذين يتمتعون بنعمة خاصة، كما هو الحال بالنسبة للعلماء والمنتسبين لأهل البيت عليه السلام1 فأن مسؤوليتهم اثقل وأكثر خطورة من غيرهم، وكما أن الثواب على اعمالهم الخيرة أكثر، فكذلك العقاب على ذنوبهم على تقدير ارتكابها أشد2.
الشبهة الثانية: إن الأنبياء وسائر المعصومين عليه السلام يعتبرون أنفسهم من المذنبين، كما ينقل عن أدعيتهم ومناجاتهم، وينقل أيضا استغفارهم من الذنوب، ومع صدور مثل هذا الاعتراف والاقرار منهم، فكيف نعدهم معصومين؟
والجواب: إن المعصومين عليه السلام قد ارتفعوا إلى أسمى درجات الكمال والقرب الإلهي مع ملاحظة اختلاف مراتبهم لذلك يشعرون بأنهم مكلفون بوظائف ومهام تفوق وظائف الاخرين، بل إنهم يعتبرون أي توجه والتفات منهم لغير معبودهم ومحبوبهم ذنبا كبيراً، ومن هنا يقفون موقف الاستغفار والاعتذار. وقد ذكرنا سابقا أن عصمة الأنبياء، لا تعني أن يكون المعصوم منزها عن كل عمل يطلق عليه (معصية) بوجه ما، ولو بمفهومها الواسع، بل إنما نعني تنزيهه عن مخالفة التكاليف الإلزامية، وعن ارتكاب المحرمات الفقهية لا كل ما يطلق
119 |
عليه معصية.
الشبهة الثالثة: ذكرت بعض الايات القرانية الدالة على عصمة الأنبياء انهم يعتبرون من (المخلصين)، ولا يطمع الشيطان فيهم، مع أن القران الكريم نفسه يذكر بعض تصرفات وتأثيرات الشيطان في الأنبياء عليه السلام، منها ما ورد في الآية (27) من سورة الاعراف: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ﴾. حيث تنسب للشيطان خداعه لآدم وحواء، والذي أدى إلى خروجهما من الجنة، وفي الآية (41) من سورة ص له على لسان أيوب: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾.
وفي الآية (52) من سورة الحج: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾.
حيث نسب نوعا من الوساوس الشيطانية لجميع الأنبياء.
والجواب: لم يلحظ في هذه الايات أي تصرف أو تأثير شيطاني ادى إلى مخالفة الأنبياء عليه السلام للتكاليف الإلزامية، أما الآية (27) من سورة الأعراف، فتشير إلى وسوسة الشيطان لادم وحواء للاكل من (الشجرة المنهية) فإنه لم يتعلق نهي تحريمي بالاكل، بل الوارد فحسب هو تذكير ادم وحواء وتنبيههما على أن الاكل منها سيؤدي إلى الخروج من (الجنة) والهبوط إلى (الأرض)، وأن وسوسة الشيطان سببت مخالفتهما لهذا النهي الارشادي، والملاحظ أن ذلك العالم لم يكن عالم تكليف، ولم تنزل شريعة بعد، وأما الآية (41) من سورة صلى الله عليه واله فإنها تشير إلى المتاعب والتحديات التي توجهت لأيوب عليه السلام من قبل الشيطان، وليس فيها أية دلالة على مخالفته للأوامر والنواهي الإلهية، وأما الآية (52) من سورة الحج فهي مرتبطة بالعراقيل التي يواجه بها الشيطان نشاطات الأنبياء عليهم السلام جميعاً، والعقبات التي يضعها في سبيل وصولهم إلى أهدافهم في مجال هداية الناس، وأخيرا فان الله تعالى يبطل مكر الشيطان وحيله، ويثبت الدين الحق.
الشبهة الثالثة: ذكرت بعض الايات القرانية الدالة على عصمة الأنبياء انهم يعتبرون من (المخلصين)، ولا يطمع الشيطان فيهم، مع أن القران الكريم نفسه يذكر بعض تصرفات وتأثيرات الشيطان في الأنبياء عليه السلام، منها ما ورد في الآية (27) من سورة الاعراف: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ﴾. حيث تنسب للشيطان خداعه لآدم وحواء، والذي أدى إلى خروجهما من الجنة، وفي الآية (41) من سورة ص له على لسان أيوب: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾.
وفي الآية (52) من سورة الحج: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾.
حيث نسب نوعا من الوساوس الشيطانية لجميع الأنبياء.
والجواب: لم يلحظ في هذه الايات أي تصرف أو تأثير شيطاني ادى إلى مخالفة الأنبياء عليه السلام للتكاليف الإلزامية، أما الآية (27) من سورة الأعراف، فتشير إلى وسوسة الشيطان لادم وحواء للاكل من (الشجرة المنهية) فإنه لم يتعلق نهي تحريمي بالاكل، بل الوارد فحسب هو تذكير ادم وحواء وتنبيههما على أن الاكل منها سيؤدي إلى الخروج من (الجنة) والهبوط إلى (الأرض)، وأن وسوسة الشيطان سببت مخالفتهما لهذا النهي الارشادي، والملاحظ أن ذلك العالم لم يكن عالم تكليف، ولم تنزل شريعة بعد، وأما الآية (41) من سورة صلى الله عليه واله فإنها تشير إلى المتاعب والتحديات التي توجهت لأيوب عليه السلام من قبل الشيطان، وليس فيها أية دلالة على مخالفته للأوامر والنواهي الإلهية، وأما الآية (52) من سورة الحج فهي مرتبطة بالعراقيل التي يواجه بها الشيطان نشاطات الأنبياء عليهم السلام جميعاً، والعقبات التي يضعها في سبيل وصولهم إلى أهدافهم في مجال هداية الناس، وأخيرا فان الله تعالى يبطل مكر الشيطان وحيله، ويثبت الدين الحق.
120 |
الشبهة الرابعة: في الآية (121) من سورة طه، نسب العصيان لادم عليه السلام، وفي الآية (115) من السورة نفسها نسب النسيان له عليه السلام، فكيف تتلاءم مثل هذه النسبة مع عصمته؟
والجواب عن هذه الشبهة: هو ما تقدم من أن المعصية والنسيان لم يكونا مرتبطين بالتكليف الإلزامي.
الشبهة الخامسة: نسب الكذب في القران الكريم لبعض الأنبياء، ومن الايات التي تدل على ذلك، الآية (89) من سورة الصافات نقلا عن ابراهيم عليه السلام: ﴿فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ﴾.
مع أنه لم يكن مريضا، والأية (63) من سورة الأنبياء نقلا عنه أيضا: ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾.
مع أنه هو الذي حطم أصنامهم، والآية (70) من سورة يوسف: ﴿ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾.
مع أن إخوة يوسف لم يرتكبوا السرقة.
والجواب: إن هذه الأقوال انما صدرت من باب التورية (إرادة معنى آخر) لأجل بعض المصالح الأكثر أهمية كما اشير إلى ذلك في بعض الروايات، ويمكن أن يستظهر من بعض الايات أن هذه الأقوال كانت بإلهام إلهي، كما في قصة يوسف حيث يقول تعالى: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾، وعلى أي حال فلا يعتبر مثل هذا الكذب معصية، ولا يخالف العصمة.
الشبهة السادسة: ورد في قصة موسى عليه السلام أن قبطيا تشاجر مع رجل من بني اسرائيل، فقتله موسى عليه السلام، ولأجل ذلك هرب من مصر. وحين بعثه الله تعالى لدعوة الفراعنة قال: ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن
والجواب عن هذه الشبهة: هو ما تقدم من أن المعصية والنسيان لم يكونا مرتبطين بالتكليف الإلزامي.
الشبهة الخامسة: نسب الكذب في القران الكريم لبعض الأنبياء، ومن الايات التي تدل على ذلك، الآية (89) من سورة الصافات نقلا عن ابراهيم عليه السلام: ﴿فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ﴾.
مع أنه لم يكن مريضا، والأية (63) من سورة الأنبياء نقلا عنه أيضا: ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾.
مع أنه هو الذي حطم أصنامهم، والآية (70) من سورة يوسف: ﴿ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾.
مع أن إخوة يوسف لم يرتكبوا السرقة.
والجواب: إن هذه الأقوال انما صدرت من باب التورية (إرادة معنى آخر) لأجل بعض المصالح الأكثر أهمية كما اشير إلى ذلك في بعض الروايات، ويمكن أن يستظهر من بعض الايات أن هذه الأقوال كانت بإلهام إلهي، كما في قصة يوسف حيث يقول تعالى: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾، وعلى أي حال فلا يعتبر مثل هذا الكذب معصية، ولا يخالف العصمة.
الشبهة السادسة: ورد في قصة موسى عليه السلام أن قبطيا تشاجر مع رجل من بني اسرائيل، فقتله موسى عليه السلام، ولأجل ذلك هرب من مصر. وحين بعثه الله تعالى لدعوة الفراعنة قال: ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن
121 |
يَقْتُلُونِ﴾3.
وحينما ذكره فرعون بالقتل أجاب موسى: ﴿فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾4.
فمثل هذه الحكاية كيف تتلاءم وعصمة الأنبياء قبل بعثتهم؟
والجواب: أولاً: إن قتل القبطي لم يكن عمديا، بل كان نتيجة ضربة اصابته اتفاقا ودون تعمد من موسى لقتله.
ثانياً: إن الآية ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ﴾، التي وردت على لسان موسى كانت وفق نظر الفراعنة، والمراد أنهم يعتبرونني قاتلاً ومذنباً، وأخاف أن يقتلوني قصاصا.
ثالثاً: أما الجملة ﴿وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾ اما أنه قالها مجاراة للفراعنة وتمشيا معهم، بأنني على تقدير انني كنت ضالا انذاك فهداني الله، وأرسلني بهذه البراهين القاطعة. أو المراد من (الضلال) عدم المعرفة بعواقب العمل، وعلى كل حال، فلا تدل على مخالفة موسى للتكليف الإلزامي الإلهي.
الشبهة السابعة: في الآية (94) من سورة يونس قال تعالى مخاطبا النبي صلى الله عليه واله: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾.
وفي الآيات (147) من سورة البقرة، و(60) من ال عمران، و(114) من الأنعام و(17) من هود و(23) من سورة السجدة، ينهى فيها الله تعالى نبية صلى الله عليه وآله عن الشك والترديد، فكيف يمكن القول بأن إدراك الوحي لا يقبل الشك والتردد؟
والجواب عن هذه الشبهة: إن هذه الايات لا تدل على وقوع الشك والترديد فعلا للنبي صلى الله عليه واله، بل إنها في صدد التأكيد على هذه الملاحظة بأنه لا مجال للشك والترديد في رسالته، وفي أن القران الكريم، ومحتوياته على حق، وفي الواقع
وحينما ذكره فرعون بالقتل أجاب موسى: ﴿فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾4.
فمثل هذه الحكاية كيف تتلاءم وعصمة الأنبياء قبل بعثتهم؟
والجواب: أولاً: إن قتل القبطي لم يكن عمديا، بل كان نتيجة ضربة اصابته اتفاقا ودون تعمد من موسى لقتله.
ثانياً: إن الآية ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ﴾، التي وردت على لسان موسى كانت وفق نظر الفراعنة، والمراد أنهم يعتبرونني قاتلاً ومذنباً، وأخاف أن يقتلوني قصاصا.
ثالثاً: أما الجملة ﴿وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾ اما أنه قالها مجاراة للفراعنة وتمشيا معهم، بأنني على تقدير انني كنت ضالا انذاك فهداني الله، وأرسلني بهذه البراهين القاطعة. أو المراد من (الضلال) عدم المعرفة بعواقب العمل، وعلى كل حال، فلا تدل على مخالفة موسى للتكليف الإلزامي الإلهي.
الشبهة السابعة: في الآية (94) من سورة يونس قال تعالى مخاطبا النبي صلى الله عليه واله: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾.
وفي الآيات (147) من سورة البقرة، و(60) من ال عمران، و(114) من الأنعام و(17) من هود و(23) من سورة السجدة، ينهى فيها الله تعالى نبية صلى الله عليه وآله عن الشك والترديد، فكيف يمكن القول بأن إدراك الوحي لا يقبل الشك والتردد؟
والجواب عن هذه الشبهة: إن هذه الايات لا تدل على وقوع الشك والترديد فعلا للنبي صلى الله عليه واله، بل إنها في صدد التأكيد على هذه الملاحظة بأنه لا مجال للشك والترديد في رسالته، وفي أن القران الكريم، ومحتوياته على حق، وفي الواقع
122 |
ان مثل هذا الخطاب من باب (إياك اعني واسمعي يا جارة).
الشبهة الثامنة: نسبت في القران الكريم بعض الذنوب للنبي صلى الله عليه واله وقد غفرها الله له، يقول القران الكريم: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾5.
والجواب: إن المراد من الذنب في هذه الاية الشريفة، الذنب الذي وجهه المشركون للنبي صلى الله عليه واله قبل الهجرة وبعدها، وهو إهانته لأصنامهم والهتهم، والمراد من المغفرة، مواجهة الاثار التي يمكن ترتبها على ذلك وإزالتها، والشاهد على هذا التفسير، إنه اعتبر فتح مكة سببا لمغفرته حيث يقول: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾. واذا كان المراد من الذنب المعنى المصطلح فلا وجه لتعليل المغفرة بفتح مكة.
الشبهة التاسعة: يقول القران الكريم حول زواج النبي صلى الله عليه واله بزوجة زيد ابن حارثة (متبنى النبي) المطلقة: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ﴾6.
فكيف يتلاءم مثل هذا القول مع العصمة.
الجواب: إن مثل هذا العمل الذي صدر بأمر الله، ومن أجل القضاء على تقليد من التقاليد الجاهلية المنحرفة (حيث كان يعتبر المتبنى كالابن من النسب) كان يخشي النبي صلى الله عليه واله أن يحمله الناس لضعف إيمانهم على ميوله ورغباته الشخصية، وان يؤدي ذلك إلى ارتدادهم عن الدين، وقد أطلعه الله تعالى في هذه الاية الشريفة على أن المصلحة في مكافحة هذا التقليد المنحرف أكثر أهمية، والأجدر به أن يكون أكثر خشية وخوفا من مخالفة الإرادة الإلهية القائمة على مكافحة نبيه عمليا لهذا التقليد الخاطى، اذن فهذه الاية ليست في مجال
الشبهة الثامنة: نسبت في القران الكريم بعض الذنوب للنبي صلى الله عليه واله وقد غفرها الله له، يقول القران الكريم: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾5.
والجواب: إن المراد من الذنب في هذه الاية الشريفة، الذنب الذي وجهه المشركون للنبي صلى الله عليه واله قبل الهجرة وبعدها، وهو إهانته لأصنامهم والهتهم، والمراد من المغفرة، مواجهة الاثار التي يمكن ترتبها على ذلك وإزالتها، والشاهد على هذا التفسير، إنه اعتبر فتح مكة سببا لمغفرته حيث يقول: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾. واذا كان المراد من الذنب المعنى المصطلح فلا وجه لتعليل المغفرة بفتح مكة.
الشبهة التاسعة: يقول القران الكريم حول زواج النبي صلى الله عليه واله بزوجة زيد ابن حارثة (متبنى النبي) المطلقة: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ﴾6.
فكيف يتلاءم مثل هذا القول مع العصمة.
الجواب: إن مثل هذا العمل الذي صدر بأمر الله، ومن أجل القضاء على تقليد من التقاليد الجاهلية المنحرفة (حيث كان يعتبر المتبنى كالابن من النسب) كان يخشي النبي صلى الله عليه واله أن يحمله الناس لضعف إيمانهم على ميوله ورغباته الشخصية، وان يؤدي ذلك إلى ارتدادهم عن الدين، وقد أطلعه الله تعالى في هذه الاية الشريفة على أن المصلحة في مكافحة هذا التقليد المنحرف أكثر أهمية، والأجدر به أن يكون أكثر خشية وخوفا من مخالفة الإرادة الإلهية القائمة على مكافحة نبيه عمليا لهذا التقليد الخاطى، اذن فهذه الاية ليست في مجال
123 |
تأنيب النبي صلى الله عليه واله وتوبيخه.
الشبهة العاشرة: إن القران الكريم يعاتب النبي صلى الله عليه واله في مواضع عديدة، منها حين أذن النبي صلى الله عليه واله لبعض الافراد بترك القتال حيث يقول تعالى: ﴿عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ﴾7.
ومنها: تحريم بعض الأمور المحللة إرضاء لبعض زوجاته: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ﴾8.
فكيف ينسجم هذا العتاب مع عصمته؟
والجواب: إن مثل هذا الخطاب في واقعه (مدح بأسلوب العتاب) حيث يدل على مدى ما كان يملكه النبي صلى الله عليه واله من شفقة وحنان حتى على المنافقين ومرضى القلوب، حيث لم يبعث اليأس فيهم، ولم يكشف عن أسرارهم، وأيضا حين يقدم مرضاة زوجاته على رغباته وميوله، ويحرم باليمين عملا مباحا في حقه، وهذا لا يعني، (والعياذ بالله) أنه يحاول تغيير حكم الله، وتحريم الحلال على الناس. وفي الواقع ان هذه الايات من ناحية ما نظير الايات التي تشير إلى جهود النبي صلى الله عليه واله الكبيرة واهتمامه البالغ وحرصه الشديد لهداية الكفار، أمثال قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾9.
أو الآيات التي تدل على ما يبذله من جهد ومشقة في سبيل عبادة الله مثل: ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾10.
وعلى كل حال، فلا تنافي هذه الآيات عصمته صلى الله عليه وآله.
الشبهة العاشرة: إن القران الكريم يعاتب النبي صلى الله عليه واله في مواضع عديدة، منها حين أذن النبي صلى الله عليه واله لبعض الافراد بترك القتال حيث يقول تعالى: ﴿عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ﴾7.
ومنها: تحريم بعض الأمور المحللة إرضاء لبعض زوجاته: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ﴾8.
فكيف ينسجم هذا العتاب مع عصمته؟
والجواب: إن مثل هذا الخطاب في واقعه (مدح بأسلوب العتاب) حيث يدل على مدى ما كان يملكه النبي صلى الله عليه واله من شفقة وحنان حتى على المنافقين ومرضى القلوب، حيث لم يبعث اليأس فيهم، ولم يكشف عن أسرارهم، وأيضا حين يقدم مرضاة زوجاته على رغباته وميوله، ويحرم باليمين عملا مباحا في حقه، وهذا لا يعني، (والعياذ بالله) أنه يحاول تغيير حكم الله، وتحريم الحلال على الناس. وفي الواقع ان هذه الايات من ناحية ما نظير الايات التي تشير إلى جهود النبي صلى الله عليه واله الكبيرة واهتمامه البالغ وحرصه الشديد لهداية الكفار، أمثال قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾9.
أو الآيات التي تدل على ما يبذله من جهد ومشقة في سبيل عبادة الله مثل: ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾10.
وعلى كل حال، فلا تنافي هذه الآيات عصمته صلى الله عليه وآله.
مواضيع مماثلة
» شبهات التشبه
» حلّ عدة شبهات حول المعجزه
» إبطال شبهات الدارونية
» كل فى فلك يسبحون شبهات وردود
» الرد على شبهات المستشرقين
» حلّ عدة شبهات حول المعجزه
» إبطال شبهات الدارونية
» كل فى فلك يسبحون شبهات وردود
» الرد على شبهات المستشرقين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin