Admin الشيخ محمدشوقى المدير العام
عدد المساهمات : 7484 نقاط : 25526 تاريخ التسجيل : 16/08/2011 العمر : 51 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161
| موضوع: ( عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا الجمعة 25 مارس 2016, 12:07 am | |
| الحاشية رقم: 1 | ue]ص: 531 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده " فبكى أبو بكر وبكى ، وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا ) .
هكذا هو في جميع النسخ : ( فبكى أبو بكر وبكى ) معناه بكى كثيرا ، ثم بكى . والمراد بزهرة الدنيا نعيمها وأعراضها وحدودها ، وشبهها بزهرة الروض . وقوله : ( فديناك ) دليل لجواز التفدية ، وقد سبق بيانه مرات . وكان أبو بكر رضي الله عنه علم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو العبد المخير ، فبكى حزنا على فراقه ، وانقطاع الوحي ، وغيره من الخير دائما . وإنما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن عبدا ) وأبهمه ، لينظر فهم أهل المعرفة ، ونباهة أصحاب الحذق .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ) قال العلماء : معناه أكثرهم جودا وسماحة لنا بنفسه وماله ، وليس هو من المن الذي هو الاعتداد بالصنيعة ؛ لأنه أذى مبطل للثواب ، ولأن المنة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم في قبول ذلك ، وفي غيره .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الإسلام ) وفي رواية : ( لكن أخي وصاحبي ، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا ) قال القاضي : قيل : أصل الخلة الافتقار والانقطاع ، فخليل الله المنقطع إليه . وقيل : لقصره حاجته على الله تعالى ، وقيل : الخلة الاختصاص ، وقيل : الاصطفاء ، وسمي إبراهيم خليلا لأنه والى في الله تعالى ، وعادى فيه . وقيل : سمي به لأنه تخلق بخلال حسنة ، وأخلاق كريمة ، وخلة الله تعالى له نصره وجعله إماما لمن بعده . وقال ابن فورك : الخلة صفاء المودة بتخلل الأسرار . وقيل : أصلها المحبة ، ومعناه الإسعاف والإلطاف ، وقيل : الخليل من لا يتسع قلبه لغير خليله .
ومعنى الحديث أن حب الله تعالى لم يبق في قلبه موضعا لغيره . قال القاضي : وجاء في أحاديث أنه صلى الله عليه وسلم قال : " ألا وأنا حبيب الله "فاختلف المتكلمون هل المحبة أرفع من الخلة ، أم الخلة أرفع ؟ أم هما سواء ؟ فقالت طائفة : هما بمعنى ، فلا يكون الحبيب إلا خليلا ، ولا يكون الخليل إلا حبيبا ، وقيل : الحبيب أرفع ، لأنها صفة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وقيل : الخليل أرفع ، وقد ثبتت خلة نبينا صلى الله عليه وسلم لله تعالى بهذا الحديث ، ونفى أن يكون له خليل غيره ، وأثبت محبته لخديجة ، وعائشة وأبيها ، وأسامة وأبيه ، وفاطمة وابنيها ، وغيرهم .
ومحبة الله تعالى لعبده تمكينه من طاعته ، وعصمته ، وتوفيقه ، وتيسير ألطافه ، وهدايته ، وإفاضة رحمته عليه . هذه مباديها ، وأما غايتها فكشف الحجب عن قلبه حتى يراه ببصيرته ، فيكون كما قال في الحديث الصحيح : " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره " ue]ص: 532 ] إلى آخره . هذا كلام القاضي . وأما قول أبي هريرة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم : سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم : فلا يخالف هذا ؛ لأن الصحابي يحسن في حقه الانقطاع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ) الخوخة بفتح الخاء ، وهي الباب الصغير بين البيتين . أو الدارين ، ونحوه . وفيه فضيلة وخصيصة ظاهرة لأبي بكر رضي الله عنه . وفيه أن ue]ص: 533 ] المساجد تصان عن تطرق الناس إليها في خوخات ونحوها إلا من أبوابها إلا لحاجة مهمة . |
| |
|