ولم يبقي للمسلمين في هذه الدنيا شئ يستريح الأنسان له ويطمئن به بعد كلام الله تعالي وكلام ر

من طرف **Admin** السبت 19 يناير 2013, 12:14 am

عبد الحميد الراوي
الحمد لله رب العالمين لارب غيره ولا معبود سواه المستحق لجميع أنواع العبادة ولذا قضي ألا نعبد إلا إياه .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له بذكره تطمئن القلوب تغفر الذنوب وتستر العيوب .
يارب هيئ لنا من أمرنا رشدا واجعل معونتك العظمي لنا سندا
ولا تكلنا إلي أهواء انفسنا فالعبد يعجز عن إصلاح ما فسدا
وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ذلكم النبي الذي جاء بكتاب كالشمس
وضحاها وبسنة كالقمر إذا تلاها , فمن عاش فيهما سار في ضوء النهار إذا
جلاها , ومن أعرض عنهما تخبط في ظلمة اللي إذا يغشاها .
صلاة وسلاما عليك ياسيدي يارسول الله أما بعد :
أيها الجمع الطيب المبارك أسأل الله تعالي الذي جمعنا سويا علي طاعته أن يجمعنا في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه .
الحياة التي نحياها قد يكون فيها شئ من الجفاف , جفاف العواطف نتيجة لما
يحدث حولنا من زور أو بهتان أو محسوبية , وألا توضع الناس في أقدارها , وأن
يصدق الكذوب , وأن يكذب الصادق وأن يؤتمن الخائن وأن يخون الأمين , وتجد
هذه الأمور تطل بظلالها الكثيفة والقاتمة علي نفوس المسلمين وقلوبهم ,
فتشعر في قلوب الناس بجفاف العواطف .
ولم يبقي للمسلمين في هذه الدنيا
شئ يستريح الأنسان له ويطمئن به بعد كلام الله تعالي وكلام رسوله صلي الله
عليه وسلم من أوامر ونواهي سوي مسألة الحب في الله والبغض في الله .

الأخوة في الله : الأخوة في الله عنوان لموضوع طويل لكنني أستطيع في هذه
الدقائق المعدودات والمحسوبة , أن أضع نقاطا فوق الحروف حتي يستطيع الواحد
منا أن يكتشف هل يحب أخاه في الله ؟ أو هل يبغضهم في الله وما هي حدود
المحبة في الله , وهل لها حدود , وماهي الأمور التي تجعل المسلم يبغض أخاه
في الله , وما معني يبغضه في الله ؟ هل يبغضه في شخصه أم أنه يبغض أعماله ؟
ويرضي له إسلامه وإيمانه – يبغض طغيانه وأنحرافه وفسقه وغوايته , ثم يرضي
بعد ذلك بعضا من محاسنه .
هذا هو ما سنوضحه إن شاء الله تعالي , فنقول وبالله التوفيق , المحبة في الله لها شروط والبغض في الله له شروط .
أولا ماهي الأخوة : كلمة ( أخ ) عندما سئلت الأعرابية , أيتها الأعرابية
من الأفضل لديكي ؟ زوجك ؟ أم إبنك ؟ أم أخوكي ؟ فقالت إن الزوج موجود (
يعني إذا مات الزوج أو طلق جاء زوج غيره )
والإبن مولود ( إذا مات أو هلك سوف يعوض بإبن أخر )
وإن الأخ مفقود ( لأن الأخ إذا فقد فمن أين ياتي الإنسان بأب وأم كي ينجبا له أخا أخر ) .
فالأخ بمقام اليد من اليد الاخري كما قال أحد الصحابة إنما الأخوين في
الله كاليدين تغسل إحداهما الاخري .والمؤمن كما وضح النبي صلي الله عليه
وسلم مرأة أخيه يري الإنسان فيه عيوبه ومثالبه عندئذ يخصه أخوه بنصيحة ,
نصيحة المخلص فيخرج الكلام من القلب فيصل للقلب , لا يقصد أخاه أبدا أن
يحقره أو ان يهينه أو أن يشينه أو يعيب عليه أو يصغره في عينه أو عيون
الناس , ولكنه ينصحه لله رب العالمين , والنصيحة دائما تكون من فمك همسا
إلي أذن أخيك وليست علي الملأ فإن النصيحة علي الملأ فضيحة كما كما وضح لنا
علماؤنا الأفاضل , فلا ينصح أخ أخاه أمام الناس أو علي الملأ إلا إذا كان
مجاهرا بمعصيته ( إنعتوا الفاجر بما فيه يعرفه الناس ) .
جئ برجل شارب
للخمر أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال عمر أخذاه الله ولعنه كم
يؤتي به شاربا للخمر فقال رسول الله لا تلعنه ياعمر إنما هو رجل يحب الله
ورسوله .
وجئ برجل قد سرق ورأه شاهدان فظل رسول الله يسأل الشاهدين
سؤالا بعد سؤال , بعد أن قطع يد السارق , فقال أبو هريرة فرأينا وحه رسول
الله ( كأنما سفي بالرماد ) أي هلاه الكابة والحزن , لما قطعت يد السارق ,
فقال الصحابة يارسول الله أكرهت قطع يد السارق
قال كلا , إنما السلطان
إذا بلغه حد من حدود الله بشهود عدول وجب عليه أن يقيمه , لكم من ستر أخاه
ستره الله في الدنيا والأخرة وددت لو سترتماه لكان خيرا من أن تأتياني به .
وقف عمر علي منبر رسول الله , وكان قد رأي في الطريق رجلا يفعل الفاحشة
بإمرأة , فقال عمر أيها الناس ما بالكم لو رأي الأمير رجلا يرتكب الفاحشة
مع إمرأة فقال الصحابة أنت الإمام وإذا كنت قد رأيت فأقم حد الله , فقال
علي ياأمير المؤمنين هل مع أمير المؤمنين ثلاثة من الشهود يشهدون معه , إن
الله فرض في شهادة الزنا أربعة , فهل مع أمير المؤمنين شهود ثلاثة ؟ قال
كلا يأبا الحسن فقال إذا شهدت نقيم عليك حد الفرية والبهتان علي أعراض
المسلمين ( أي أنه يجب علي عمر الإتيان بالشهود مع أنه شاهد عدل) لكن عليا
قعد القاعدة من كتاب الله عز وجل , قال لابد أن يكون الشهود أربعة .
وجاء رجل إلي رسول الله فقال إني رأيت فلانا مع فلانة (فقال لوسترته بثوبك لكان خيرا لك )
وهنا يأتي لنا سؤال هل معني ذلك أن يري الإنسان المنكر فيسكت عليه ؟ كلا
ما قال الرسول هذا – وما قصد الرسول هذا , أنت رأيت فلانا مع فلانة , هل لك
شهود ثلاثة معك ؟ هذه هي النقطة الأولي – النقطة الثانية ود الرسول أن
يمهل العاصي حتي يتوب لأن مرتكب الكبيرة لا يقام عليه الحد إلا إذا شهد
عليه الشهود , أو أقر بنفسه وأعترف هذه هي النقطة الثانية . حتي قال أهل
العلم إذا جئ بمن يحد فوقف في الحفرة ثم فر من ميدان الرجم لا علينا أن
نعيده لأنه ربما شك فيما فعل , ولكن يجب أن نطلقه لتسعه رحمة الله عزو جل ,
هذا هو يسر الدين وتلك هي عظمة الدين .
أما الذين يخوضون في أعراض
الناس كما روي عن علي كرم الله وجهه ( قذف محصنة مؤمنة يهدم عبادة مائة سنة
) أقول هذا لكتاب التقارير – وأقول هذا للذين لا يملكون في قلوبهم إلا
حقدا علي المسلمين .
سار عمر وبجواره عبد الرحمن بن عوف فقال ياعبد
الرحمن أري نورا في بيت فلان , قال نعم يا أمير المؤمنين فلما إقترب عمر
وعبد الرحمن بن عوف سمعا صوت جلبة من ضحك , فقال عمر هذا بيت عمروا بن أمية
بن خلف ولا بد أنهم قد شربوا فسكروا فقال عبد الرحمن بن عوف يا أمير
المؤمنين , إرتكبنا معصية أنا وأنت قال ربنا ( ولا تجسسوا ) ونحن قد تجسسنا
عليهم , وهو الحاكم العام الذي تتيح له السياسة العليا أن يراقب حتي يأخذ
علي أيدي الخارجين .
الأخوة في الله اعلي مراقي العبادة : عليك في
الأخوة في الله أن تنزل أخاك احد منازل ثلاثة : 1- المنزلة الأولي أن تنزله
مكان إبنك أو إبنتك أو خادمك فتنفق عليه وتعينه وتعامله كما تعامل الموظف
عندك بالحنان والعطف إذا كنت تعامل الموظفين عندك بالحنان والعطف ولا
تعاملهم بالنفاق بأن تبث العيون بين الموظفين وبين العمال ليأتوك بأخبار
العاملين , أنت رئيس عمل وجاسوس علي الناس الله سوف يرسل عليك من يتجسس
عليك ثم تفضح ولو في قلب مكتبك والعياذ بالله , لا تتجسسوا علي عورات الناس
فتفضحوهم إن للبيوت أسرار , حب الفضول أصبح عندنا قاعدة , نسأل من أين جاء
هذا – ومن أين إشتري هذا – كل هذه الأمور الله عزوجل يقول فيها ( ولا تقف
ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )
2- أن تنزله منزلة نفسك تفعل له كما تفعل لنفسك , وتحب له كما تحب لنفسك .
3- وهناك درجة أعلي أن تفضله علي نفسك كما كان يفعل الصحابة كان الواحد
منهم يضع التمرة في فم أخيه فيجد حلاوتها في فمه , لو طبقنا هذه المبادئ
لأستراح الناس وأستراح القضاة في المحاكم وأختفت القضايا في المحاكم .
شروط الأخوة في الله :
1- منع التكلف والتكليف قال الحسن البصري لجماعة يوما من أنتم ؟ قالوا نحن
إخوة في الله ياأبا الحسن فقال إن إحتاج أحدكم لمال وضع يده في جيب أخيه
فأخذ مايريده منه دون أن يسأله ؟ فقالوا لا , قال مأنتم بإخوة في الله .
الإمام الشافعي : لما علم أن بيت صاحبه ليس فيه أحد , طرق الباب فقال
الجيران ليس أحد في البيت فدخل الشافعي ومعه تلميذه مبهورا بما فعل الشافعي
, كيف يلج بابا ليس بابه , دخل الشافعي فوجد طعاما في الإناء فأكل ووجد
مالا في الكيس فأخذ وهو خارج وجد الجارية فقال لها , إذا جاء سيدك فقولي له
إن الشافعي لما علم أنه ليس أحد في البيت دخل فأكل وأخذ مالا , فلما عاد
صاحب البيت وأخبرته الجارية ,قال إن كان ماتقولينه حقا فأنتي حرة لوجه الله
فرحا بما صنع الشافعي رضي الله عنه , فلما تعجب تلميذ الشافعي قال له ألم
تقرأ قول الله تعالي ( ليس عليكم أن تأكلوا من بيوتكم ..... الي قوله تعالي
أو صديقكم ) .
فإذا دخل مسلم بيتي دون أن يهتك حرمة البيت أو أن يطلع
علي عورات البيت , إذا دخلت البيت وعلمت أنه ليس أحد في البيت سوي صديقك
فتحركت أنت وطلبت شيئا معينا ليس في هذا حرمة هذا هو الإسلام في حقيقته إذا
كنا إخوة في الله .
ورد أن عليا زين العابدين قال: من حق المسلم علي
المسلم إن رأه علي معصية قومه وإن رأه علي طاعة أعانه , وأن تكون كما بكي
إبن مسعود لما مرمع بعض التابعين فرأي ثورين يجران محراثا فوقف ثور ليحك
جلده فتوقف الثور الأخر فبكي إبن مسعود , مايبكيك يأبن مسعود قال هكذا
الأخوان في الله إن توقف أحدهم عن طاعة الله وافقه الأخر , الخليل رقعة في
الثوب فلينظر أحدكم بما يرقع ثوبه , ثم قص عليهم قصة الصحابي الجليل أبو ذر
, الذي كان يحبه أحد التابعين ويقول له ويحلف عليه كل يوم يا أبا ذر
أستحلفك بالله أن تأتي إلي بستاني اليوم فيذهب أبو ذر إلي بستان التابعي
فيجلس فيأتي له بعنقود العنب ليأكل أبا ذر , فيأكل حبة ويسكت فيقسم عليه
الرجل فيأكل حبة ويسكت , فيقسم عليه أن ينهي العنقود كله , فيأكل أبو ذر
يوما والثاني والثالث وفي اليوم الرابع قال أبو ذر لصاحب البستان كل معي ,
قال نعم فمد يده فأكل أول حبة فلم فلم يستطع أن يستسيغها من مرارتها ,
فلفظها فقال يأبا ذر أهذا العنب تأكل منه من أول يوم , فقال نعم فقال له
ولما لم تخبرني ؟ قال خشيت أن أدخل علي قلبك الحزن وقد رأيتك سعيدا أن أكل
عندك فصبرت علي ما أعطيتنيه .
هل عندنا هذه المسالة ؟
أيضا قصة
سهل بن عبد الله : قالوا ياسهل كثرت الفئران عندك والله هذه القصة لو
درسناه في المدارس لكان أجزي وأفيد ودرسناه للمسئولي والمديرين , ألا تأتي
بهرة أو هر كي تهرب الفئران قال لا لن أتي , قالوا لما ؟ قال أخشي أن تهرب
الفئران إلي بيوت الجيران فتؤذيهما فيسألني الله عن حق الجوار يوم القيامة .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30