إن المواقف التي يتعرض لها المرء المسلم في عباداته ومعاملاته لكثيرة، فما هو الفقه الذي استعد به المسلمون لمواجهة الحالات التي قد تطرأ لهم في عباداتهم ومعاملاتهم؟ |
وقوع حائل بينك وبين الحج والعمرة | |
| إذا نظرنا في الشريعة أيها الإخوة! سنجد أن هناك كثيراً من الأمور قد ذكرت في آيات وأحاديث فيها تنبيه للمسلم إذا حدث له الموقف الفلاني ماذا يفعل، وكيفية صلاة الخوف مثالٌ على ذلك، وقول الله سبحانه وتعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] يدل المسلم على أنه إذا ذهب إلى الحج أو العمرة، ثم لم يستطع الدخول لحائل حال بينه وين الحرم، فماذا عليه أن يفعل وقد أحرم وتلبس بالعبادة؟ يأتي الجواب من لدن حكيم خبير: فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] وتأتي السنة لتبين أن هناك إجراء وقائياً يمكن أن تفعله، بأن تشترط فتقول عند النية في الإحرام: فإن حبسني حابس؛ فمحلي حيث حبستني. |
|
|
لو ناب المسلم في الصلاة شيء | |
| وفي الأحاديث الشريفة أمثلة كثيرة نريد أن نستعرض بعضها؛ لنبين ما هو موقف المسلم في الحالات التي تطرأ عليه في عباداته ومعاملاته؟ لو ناب المصلي شيءٌ في الصلاة، فماذا يفعل؟ قال صلى الله عليه وسلم للصحابة لما حصل شيءٌ في الصلاة فصفقوا، قال: (ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟ من نابه شيءٌ في صلاته؛ فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا استؤذن على الرجل وهو يصلي؛ فإذنه التسبيح، وإذا استؤذن على المرأة وهي تصلي؛ فإذنها التصفيق) هذا الإرشاد يبين للمسلم ما يفعله إذا طرأ عليه طارئ في صلاته، ولو لم يكن عنده علمٌ بهذا الأمر لتخبط فيما يفعل. |
|
دخلت المسجد والإمام يصلي | |
| إذا دخلت إلى المسجد فوجدت الإمام يصلي فهل تدخل معه في صلاته مباشرةً إذا كان في سجود أو جلوس؟ أو أنك تنتظر لترى ماذا يفعل؟ يتخبط بعض الناس في هذا الأمر فيأتي الجواب منه عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جئتم الصلاة ونحن سجود، فاسجدوا ولا تعدوها شيئاً، ومن أدرك الركعة؛ فقد أدرك الصلاة) وقال: (إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حالٍ؛ فليصنع كما يصنع الإمام) فيتبين لك أن فعل بعض الناس إذا جاءوا للمسجد؛ فوجدوا الإمام جالس؛ أنهم يقفون ينتظرون ماذا سيفعل الإمام، هل سيكون التشهد الأول أو الأخير؟ إن فعلهم هذا غلط، فينبغي عليهم أن يدخلوا مع الإمام مباشرةً في أي وضع كان عليه الإمام، ثم إن الأجر لم يذهب حتى لو لم تحسب تلك الركعة، لأنهم أدركوا الجزء الأخير منها. |
|
الصلاة بحضرة قضاء الحاجة أو العشاء | |
| لو أن إنساناً أراد أن يصلي ثم حضره قضاء الحاجة، وأقيمت صلاة الجماعة، هل يضغط على نفسه ويلحق الجماعة؟ أو أنه يذهب إلى الخلاء ولا يبالي، ولو فاتت الجماعة؟ يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد أحدكم أن يذهب إلى الخلاء، وأقيمت الصلاة؛ فليذهب إلى الخلاء) فإذاً يقدم قضاء الحاجة حتى يزول ما في نفسه، ويحضر الصلاة بخشوع ولو فاتته الجماعة. كذلك لو أنه وضع العشاء وأقيمت الصلاة، فالحديث واضح قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة وأحدكم صائم؛ فليبدأ بالعشاء قبل صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم) وقال مبيناً أيضاً: (إذا وضع عشاء أحدكم، وأقيمت الصلاة، فابدءوا بالعشاء ولا يعجل حتى يفرغ منه) وقال: (إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء) وبذلك تعلم أن هذا الحكم هو لمن حضر طعامه وقت الصلاة، وليس بالذي يتعمد تحضير الطعام وقت الصلاة، لكن اتفق أن حضر طعامه وقت الصلاة فماذا يفعل؟ يقدم الطعام حتى يحضر الصلاة وقد فرغ قلبه وحضر باله، فلا يعود متعلقاً بطعام أو شيء من الدنيا سواءً فاتت الجماعة أو لم تفت الجماعة، ولو قال إنسان: آكل لقيمات وألحق، أو يجوز لي أن آكل حتى أنتهي وأفرغ من العشاء ومن طعامي كله؟ فنقول: الحديث واضح في الفراغ من الطعام، وأنه لا يعجل عن عشائه. وترى الناس إذا أقيمت الصلاة؛ يسرعون حتى وهم يعلمون السنة في ذلك، لكن لأن العجلة متأصلة في النفس البشرية عجلةٌ من الشيطان، فهم يخالفون السنة، وهي قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون -في عجلة- وائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا). |
|
الحدث أثناء الصلاة | |
| وقد يقع إنسانٌ في أمر محرج في صلاته مثل: أن يحدث وهو في الصلاة، فماذا يفعل في هذه الحالة وقد أحدث في الصلاة في الجماعة؟ قال صلى الله عليه وسلم مبيناً لك أيها المسلم ماذا تفعل في هذه الحالة الطارئة: (إذا أحدث أحدكم في صلاته؛ فليأخذ بأنفه ثم لينصرف) يأخذ بأنفه كهيئة الرعاف، كأنه أصابه رعاف ولينصرف، والناس الذين يعلمون أو لا يعلمون لا يستطيعون القطع بأنه أحدث في المسجد، فهو آخذ بأنفه، حتى الذي يعلم الحديث يحتمل لديه أن يكون هذا الشخص لديه رعاف أو أنه قد أحدث في صلاته وانصرف، هذا لدفع الحرج الذي يحدث للشخص وهو في المسجد. |
|
انقطاع النعل | |
| إرشادٌ آخر منه صلى الله عليه وسلم لمن انقطع نعله، لو أن إنساناً يمشي فانقطع نعله، فماذا يفعل يا ترى؟ سبحان الله ما أعظم هذا الدين الذي لم يترك شيئاً إلا وبينه! قال عليه الصلاة والسلام: (إذا انقطع شسع أحدكم؛ فلا يمش في نعل واحدة، حتى يصلح شسعه، ولا يمش في خف واحد، ولا يأكل بشماله ... الحديث) وقال: (إذا انقطع نعل أحدكم؛ فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها، فإما أن يحفيهما جميعاً أو ينعلهما جميعاً) ذلك لأنه قد ورد في الحديث الصحيح: (إن الشيطان يمشي في النعل الواحدة) والمسلم ينبغي عليه أن يخالف الشيطان، ولا ينبغي له أن يشابه الشيطان، فلأجل ذلك لا يمشي في نعل واحدة -في فردة واحدة- إما أن يصلحها فيمشي بهما جميعاً، أو يحفي رجليه جميعاً. |
|
الأكل من طعام الآخرين وخاصة اللحم | |
| مسألة أخرى: قد يدخل إنسان على أخيه المسلم فيضع له طعاماً، فيدخل حرجٌ في بعض الناس هذا اللحم من أي شيء هو؟ وهذا الدجاج من أي بلد هو؟ فماذا يفعل؟ هل يسأل أو لا يسأل؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم، فأطعمه من طعامه؛ فليأكل ولا يسأل عنه، وإن سقاه من شرابه؛ فليشرب ولا يسأل عنه) فهو لا يسأل من أين اكتسبت المال الذي اشتريت به هذا الطعام؟ ومن أين أتيت بهذا اللحم؟ وهل هو مذبوحٌ أم لا؟ لأن الأصل في المسلم السلامة، والسؤال يورث الضغينة والشك، وإذا سألته ودققت معه معناها أنك تتهمه وترتاب فيه، ولذلك قمت بالسؤال، فهذا السؤال لا ينبغي إلا إذا قويت الشبهة، فالتحري عند ذلك لا بأس به، وهذا الحديث يحل إشكالات كثيرة ويزيل حرجاً كبيراً يقع في نفوس بعض الناس. |
|
مصلون يأتون مسجداً متأخراً في الصلاة | |
| ومسألة أخرى: وهي أن الإنسان قد يصلي في مسجد، ثم يأتي إلى مسجد آخر فيجدهم قد تأخروا في الصلاة، فهم لا زالوا يصلون وهو يريد حاجة، هل يدخل وينتظر أم أنه ينضم معهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخلت مسجداً؛ فصل مع الناس وإن كنت قد صليت) ولما رأى رجلين قد اعتزلا الناس في المسجد لم يصليا مع الناس، قال: (إذا صليتما في رحالكما، ثم أتيتما الإمام؛ فصليا معه، فتكون لكما نافلة والتي في رحالكما فريضة) فيعلم إذاً أن الإنسان إذا جاء إلى مسجد من طريق سفر مثلاً وقد صلىأو لأي أمر من الأمور، فوجد الناس يصلون؛ فليصل معهم ولو كان قد صلى فريضته. |
|
الرؤى والأحلام | |
| عندما يقوم بعض الناس من النوم وقد رأى بعضهم رؤى وأحلاماً، فإنهم يتحيرون ويضطربون في هذه الرؤى والأحلام، كيف يكون موقفهم وماذا يصنعون؟ هل يتكلمون بها أو لا يتكلمون؟ وهل يعبرونها أو لا يعبرون؟ فيأتي الجواب في هذه الأحاديث، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم الرؤية الحسنة؛ فليفسرها وليخبر بها، وإذا رأى الرؤية القبيحة؛ فلا يفسرها ولا يخبر بها) وقال: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها؛ فإنما هي من الله؛ فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره؛ فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله، ولا يذكرها لأحد؛ فإنها لا تضره) وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها، فإنما هي من الله؛ فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره) وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها؛ فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه) وقال: (إن الرؤيا تقع على ما يعبر به، ومثل ذلك مثل رجلٍ رفع رجليه، فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا؛ فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً) وقال صلى الله عليه وسلم: (رؤيا المؤمن جزءٌ من أربعين جزءاً من النبوة، وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها؛ سقطت، ولا تحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً) وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا حلم أحدكم؛ فلا يحدث الناس بتلاعب الشيطان في المنام). إذاً: إذا كانت الرؤيا حسنة، فإنك تحمد الله وتفسرها وتعبرها، أو تخبر بها عالماً يفسرها لك، أو ناصحاً يخبرك بوجهها الحسن، ولا تخبر بها حاسداً، وإذا رأيت رؤيا سيئة فعليك بالأمور التالية: أولاً: تتفل عن يسارك ثلاث مرات. ثانياً: تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات. ثالثاً: تتعوذ بالله من شر ما رأيت ثلاث مرات. رابعاً: إذا أردت أن تواصل النوم؛ فغيّر الجنب الذي أنت عليه، فإذا كنت على اليمين، فانقلب على الشمال. وظاهر الحديث أنه لا ينقلب على ظهره، وإنما ينقلب على الجنب الآخر، ولو كان شمالاً كما فسره بعض أهل العلم. خامساً: لا تخبر بها أحداً من الناس. سادساً: لا تفسرها لنفسك؛ فإنها لا تضرك. |
|
رجل نظر إلى امرأة فأعجبته فوقعت في نفسه | |
| إذا مشى إنسان في طريق أو في سوق فوقعت عيناه على امرأة أجنبية، وقد تكون هذه المرأة متبرجة وفيها جمالٌ، ويبقى في نفسه من أثر هذه النظرة، فماذا يفعل الشخص المتزوج؟ يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم المرأة التي تعجبه؛ فليرجع إلى أهله؛ حتى يقع بهم فإن ذلك معهم) وقال: (إن المرأة إذا أقبلت؛ أقبلت في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته؛ فليأت أهله، فإن الذي معها مثل الذي معها) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته؛ فليأت أهله؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه). طبعاً إطالة النظر ومواصلته حرام، لكن لو أن إنساناً من نظر الفجأة علق في ذهنه شيء أو في نفسه شيء؛ فعليه أن يأتي أهله فيقع على أهله، فإن هذا الوقوع يرد ما في نفسه، ويقضي شهوته بالحلال ووطره، ويذهب ما علق في نفسه من تلك الرؤية. |
|
الشك في الصلاة | |
| ومن الأمور التي تطرأ على الناس في العبادات: الشك الذي يحدث لهم في الصلاة، فإذا طرأ عليك الشك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر اثنتين صلى أو ثلاثاً؛ فليلق الشك وليبن على اليقين) فإذا شك هل صلى اثنتين أو ثلاثاً؛ فليجعلها اثنتين وليصل الثالثة، وإن شك أنه صلى ثلاثاً أو أربعاً فليجعلها ثلاثاً ويصلي رابعة وهكذا، ثم ليسجد السهو، فإن كانت التي صلاها في الحقيقة هي الرابعة فقد أدى ما عليه، وإن كانت التي زادها هي خامسة؛ فإن ما حصل من سجدتي السهو تكون قد شفعت له صلاته، وهو معذور في هذه الزيادة؛ لأنه شك فبنى على اليقين، وإذا كانت التي صلاها فعلاً هي الثالثة فسجدتي السهو تكونان ترغيماً للشيطان، فعلى جميع الحالات فيها فائدة، أما لو رجح الزيادة؛ فإنه يعمل على ما ترجح لديه، فإن شك شكاً مستوي الطرفين؛ فإنه يبني على اليقين وهو الأقل. |
|
الفزع من النوم | |
| وقد يحدث لإنسان أن يفزع من النوم مفجوعاً فماذا يفعل إذا قام مفجوعاً من نومه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا فزع أحدكم من النوم؛ فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون؛ فإنها لن تضره) فهذا الدعاء فيه علاجٌ للفزعة التي تصيب الإنسان إذا قام من نومه (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره) وهو موجود في صحيح الجامع حرف الهمزة إذا فزع. |
|
الجلوس بين الشمس والظل | |
| قد يكون الإنسان جالساً في مجلس في الشمس أو في الظل، فتأتي عليه الشمس إذا كان جالساً في الظل، فيصبح بعضه في الشمس وبعضه في الظل، أو يكون جالساً في الشمس، فتقلص عنه الشمس ويأتيه الظل، فيصبح بعضه في الظل وبعضه في الشمس، فماذا يشرع له أن يفعل إذا انتبه لنفسه وهو في هذه الحالة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الشمس، فقلص عنه الظل وصار بعضه في الظل وبعضه في الشمس؛ فليقم) يقم من هذا المكان لأنه مجلس الشيطان كما ورد في الحديث الصحيح: (الشيطان مجلسه بين الضحى والظل) بين الشمس والظل، فهو يقوم من هذا المكان؛ لأنه مجلس الشيطان وينتقل إلى مكان آخر. لو لم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كيف كنا سنعرفه؟! |
|
الإحساس بالحدث في الصلاة | |
| ومن الأمور المتكررة عند كثير من الناس أن يطرأ عليه إحساس أنه قد أحدث في صلاته وأنه قد خرج منه ريح، أو يحس بحركة في بطنه فيقلق ويضطرب ولا يدري ماذا يفعل وهو في الصلاة، هل يترك الصلاة لأنه أحدث فعلاً أو أنه يواصل وهذه أوهام؟ فما هو الضابط الذي يضبط لك يا أيها المصلي أمرك فتواصل الصلاة بناءً على أنها وسوسة وأوهام، أو تنصرف بناءً على أنك قد أحدثت فعلاً؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركةً في دبره أحدث أو لم يحدث فأشكل عليه فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً بأذنه -يسمع صوتاً حقيقياً- أو يجد ريحاً -يجد ريحاً يشمه بأنفه فعلاً-) فعند ذلك يعلم أن صلاته قد فسدت وأن عليه أن يذهب ليعيد الوضوء، لكن لو أنه سمع بتحرك أشياء في بطنه، وشك وشعر بحركة في الدبر، لكنه ما سمع صوتاً بأذنه ولا وجد ريحاً بأنفه، فماذا يفعل؟ عليه أن يواصل صلاته، والشيطان يتلاعب بالشعرات التي في دبر ابن آدم، فهذه حرب من الشيطان على المصلين لكي يوهمه أنه أحدث، ولذلك أرشدنا الشارع إلى أمور نقطع بها هذا الشك وهذه الوسوسة وهو ما جاء في هذا الحديث. |
|
النعاس في المسجد أو أثناء خطبة الجمعة | |
| لو أن إنساناً جالس في المسجد؛ فأصابه نعاس، أو جالس يستمع إلى خطبة الجمعة فنعس، فما هو الإجراء الذي يفعله في هذه الحالة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا نعس أحدكم وهو في المسجد؛ فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا نعس أحدكم يوم الجمعة؛ فليتحول إلى مقعد صاحبه، وليتحول صاحبه إلى مقعده) فيتبادلان الأمكنة، وإذا كان الإمام يخطب فيشير إليه -أي صاحبه- إشارة انتقل إلى مكاني وأنتقل إلى مكانك، وينبغي على الآخر أن يفهم الإشارة وأن يكون فقيهاً في هذه المسألة، وأن يعلم أن أخاه قد أصابه نعاس وأنه يطبق السنة الآن فيفسح المجال له ويتحول صاحبه مكانه، وهكذا يتبادلان المحلات؛ حتى يكون ذلك سبباً في طرد النعاس والمواصلة في الاستماع إلى خطبة الجمعة، هذا إرشاد نبوي وسنة مهجورة عند كثير من الذين ينعسون في خطب الجمعة في المساجد ولا يفطنون لها ولا يطبقونها. |
|
إصابة الأهل بالوعك | |
| لو أصاب أهلك وعكٌ فماذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل في مثل هذه الحالة؟ كان صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك؛ أمر بالحساء -المرق المعروف- فصنع ثم أمرهم فحسوا -شربوا من هذا الحساء- وكان يقول: (إنه ليرثو فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها) وهذا من الطب النبوي. ومن إحسانه ومعاملته بالمعروف لأهله صلى الله عليه وسلم، فيصنع لهم هذا الحساء إذا مرضوا. |
|
كذب أحد الأولاد من أهل بيتك | |
| إذا كذب أحدٌ من الأولاد من أهل بيتك، فما هو الإجراء الذي تفعله؟ قال الراوي: (كان صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبةً؛ لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث توبة) فهو يهجره بالكلام ويقاطعه؛ حتى يتوب إلى الله من هذه الكذبة، وهذا يدل على خطورة الكذب، وهذه طريقة لمواجهة هذا الأمر في أهل البيت. |
|
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin