التفويض عند ابن جرير الطبري والرازي :

من طرف **Admin** الخميس 27 أغسطس 2015, 12:52 am

التفويض عند ابن جرير الطبري والرازي :
يقول ابن جرير في تفسيره :
( فإن قال لنا قائلٌ: فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله -عز وجل- ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قيل: الصواب من هذا القول عندنا، أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه -جل ثناؤه- فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ... فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يعقل من حقيقة الإثبات، وننفي عنه التشبيه؛ فنقول:
يسمع -جل ثناؤه- الأصوات، لا بخرقٍ في أذنٍ، ولا جارحةٍ كجوارح بني آدم. وكذلك يبصر الأشخاص ببصرٍ لا يشبه أبصار بني آدم التي هي جوارحٌ لهم. وله يدان ويمينٌ وأصابع، وليست جارحةً، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق، لا مقبوضتان عن الخير. ووجهٌ لا كجوارح الخلق التي من لحم ودم. ونقول: يضحك إلى من شاء من خلقه. ولا نقول: إن ذلك كشر عن أسنان. ويهبط كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا ).
أقول: وهذا كلام ظاهر في تفويضه رضي الله عنه، وهو لا يختلف أبداً مع كلام الأشاعرة في مسلك التفويض الذي هو رأي سلف الأمة. وإن كان العلماء اختلفوا في صحة بعض الأحاديث إلا أنه لم يخرج عن مسلك التفويض.
ولو نظرنا إلى كلام واحد من كبار المتكلمين كالفخر الرازي سنجد أن كلام الإمام ابن جرير لا يختلف كلامه عن كلامه في مسلك التفويض يقول الفخر الرازي في تفسيره :
( وأما جمهور الموحدين فلهم في لفظ اليد قولان: الأول: قول من يقول: القرآن لما دل/ على إثبات اليد لله تعالى آمنا به، والعقل لما دل على أنه يمتنع أن تكون يد الله عبارة عن جسم مخصوص وعضو مركب من الأجزاء والأبعاض آمنا به، فأما أن اليد ما هي وما حقيقتها فقد فوضنا معرفتها إلى الله تعالى، وهذا هو طريقة السلف).
وهذا يدل على أن الإمام ابن جرير الطبري كان مفوضًا رضي الله عنه.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30