خطبة عيد الفطر 1436هـ

من طرف **Admin** الجمعة 17 يوليو 2015, 2:11 am

خطبة عيد الفطر 1436هـ
الشيخ عبدالعزيز رجب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وأشهد ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ،صلى الله عليه وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه المرسلين ، والله اكبر الله اكبر الله أكبر ، وبعد.
قال تعالى :{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى{14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى{15} (الأعلى)
أيها الأخوة والأخوات : كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد العطر السعيد ، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والزكاة وصالح الأعمال.
وهنيئا لكم بالجائزة ، وهى غفران الذنوب : فعن أبى هريرة -رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال :" فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه ". أخرجه البخاري ومسلم.
وأهلا بكم في يوم الفرحة ، يوم العيد :حيث أنه يوم فرح وسرور للمؤمنين الصائمين القائمين المتطهرين بزكاة الفطر. نعم، يومٌ نفرح فيه، وتعلو قلوبنا فيه البهجة والسرور، وتغمرنا فيه السعادة والحبور، نفرح ونُسر حين أتممنا شهر رمضان وأتممنا صيام أيامه وقيام ، نفرح لأن الله أمهلنا وأمدّ بأعمارنا حتى أدركنا هذه الساعة الجميلة ونحن نرى الموت يتخطّف الناس من حولنا، فكم قريبٍ فقدناه، وكم صديقٍ فارقناه، وكم جارٍ دفناه ،فيهم الشباب والأطفال والرجال والنساء، فحقيق بنا أن نفرح بفضل الله ورحمته،قال تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }(يونس:58)،
أهلا بكم في يوم المحبة: يوم العيد فرصة لننشر المحبة والوئام وإزالة الضغائن والأحقاد من القلوب، وتأدية الواجب تجاه أقاربه وجيرانه من حيث الصلة والبر والإحسان، وليحذر من قطيعة الرحم فإن شؤمها عظيم وضررها كبير، يحل بصاحبها العقاب العاجل قبل الآجل، قال تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ.}(محمد:22).
أهلا بكم في يوم الانتصار: لما كانت قلوبنا تردد التكبير مع الألسن نصرنا بالرعب مسيرة شهر وأحكمنا الأمر. إن تكبيرنا في العيد إعلان لانتصار الدين على الدنيا والآخرة على الأولىُ.
أهلا بكم وقد أديتم زكاة الفطر قبل صلاة العيد: قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى{14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى{15} (الأعلى)،عن سعيد بن المسيب قال : « زكاة الفطر ».
وأهلا بكم وقد قمت بالاستعداد لصلاة العيد بالتنظف ، ولبس أحسن الثياب : لما جاء عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم -كان يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة ". رواه مسلم.
هنيئا لكم وقد غيرتم عاداتكم بأن أكلتم قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر ؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- قال : " كان النبي -صلى الله عليه وسلم -لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وتراً ". أخرجه البخاري
هنيئا لكم وأنتم تزينون أعيادكم بالتكبير ،كما قال تعالى:{ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(البقرة:185) ، لحديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:" زينوا أعيادكم بالتكبير". أخرجه الحاكم.
هنيئا لكم وقد جئتم إلى صلاة العيد من طريق وتعودون من طريق آخر ،فعن جابر -رضي الله عنه -قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق. أخرجه البخارى
هنيئا لكم وقد جئتم رجالا ونساء لحضور صلاة العيد ، فعن أم عطية –رضي الله عنها-قالت: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:" أخرجوا العواتق وذوات الخدور . ليشهدن العيد ودعوة المسلمين ،ليجتنبن الحيض مصلى الناس". أخرجه البخارى ومسلم
هنيئا لكم وأنتم تدخلون السرور على أهليكم وأولادكم في يوم العيد، ويهنأ بعضكم بعضا بقول: تقبل الله منا ومنكم، فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبل منا ومنك). قال الحافظ إسناده حسن.
أيها المسلمون : إذا كان يوم العيد يوم فرح ،فلا ننسى في يوم العيد أن نتذكر إخواننا المسلمين، فإننا نريد أن نظهر فى أعيادنا بمظهر الأمة الواعية، التي لا يحول احتفاؤها بذكرياتها الحبيبة وأعيادها الدنيوية ،دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فريق من أبنائها .
ونريد أن نشعر بالإخاء قويا في أيام العيد فيبدو علينا في أحاديثنا عن نكبات اخواننا وجهادهم بما يقوي العزائم ويبسط الأيدي بالبذل والفداء،ونريد أن نقتصد في ضحكنا فتبدوا على وجوهنا مسحة من الحزن الكريم الوقور ينم على مبلغ عنايتنا ،واهتمامنا بما يجرى في وطننا الكبير من أحداث ونكبات،نريد أن لا ننسى فلسطين وطننا الجريح الذى يئن تحت أقدام الغزاة المتوحشين، او مصر وهي تئن تحت وطأة الانقلاب الغاشم ، أو سوريا وهى تئن تحت وطأة الحاكم الفاجر، نريد أن لا ننسى مغربنا العربي ولا مشرقنا الإسلامي.
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ *** بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ *** فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
أيها المسلون وإذا اليوم عيد وفرحة وسرور، فلا ننغمس في اللهو وننسى طاعة الله ،ونفرح أن الله غفر لنا، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }(النحل:112)
دخلت بنات عمر بن عبد العزيز على والدهم ، وهن في كامل زينتهن وتغمر الفرحة وجوههن ، فرأين والدهن يلبس ثوبا صفيقا باليا وبيده كسرة خبز يبللها في قصعة بها زيت ويأكل ووجهه متهلل بالفرح وقلن : يا أمير المؤمنين اليوم عيد أفلا اتخذت لك ثوبا جديدا وأكلت شيئا من الثريد ؟فنظر لهن ، وقال( ليس العيد بلبس الجديد ، إِنما العيد من خاف يوم الوعيد ،اليوم لنا عيد وغدا لنا عيد وكل ُ يومٍ لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد)
اللهم اجعل أيامنا كلها أعياد ،وأدخل السرور علينا في الدنيا والآخرة، وانصر اخواننا المستضعفين فى كل مكان ، وفك أسرهم ، وداوى جرحاهم ، وانصرهم على القوم الظالمين، واغفر لجميع المسلمين.
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الشيخ عبدالعزيز رجب

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30