بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 42 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 42 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
تذكير بشهر الله المحرم
صفحة 1 من اصل 1
تذكير بشهر الله المحرم
لا شك أن إقامة الاحتفالات في بداية العام الهجري من البدع التي نهى الشرع الحنيف عنها، فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)رواه مسلم.
وبعض الناس يخصص آخر كل عام هجري بأداء بعض العبادات التي لم ترد في الشرع الحنيف، وربما أوصى بعضهم بعضاً ببعض الاحتفالات ونشر ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في المجالس أو عن طريق رسائل الهاتف أو غيرها، ودافعهم إلى ذلك اعتقادهم أن صحائف أعمال كل سنة تطوى في آخرها، فيحبون أن تكون خاتمة صحائفهم خيراً، وهذا العمل منهم ــ وإن كان ظاهره خيراً ــ هو من جملة الأعمال المحدثة المبتدعة المخالفة للسنة، فهذا الفعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الإسلام فهل نحن أحرص منهم على الخير؟!
إضافة إلى أن القول بأن صحائف العام تطوى في آخر العام الهجري، فهذا قول لا دليل عليه، ولا بينة، فصحائف الأعمال تطوى بالموت، ومن المشهور أن التاريخ الهجري لم يتم اعتماده إلا في عهد عمر ابن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ واتفق مع الصحابة على أن يكون أوله شهر محرم، وآخره شهر ذي الحجة، فكيف كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري!
ولكن هل يجوز لنا أن نتذكر هذه المناسبات الكبرى ونتدبر وقائعها ونتعلم من دروسها؟ وهل يمنعنا الخوف من البدع يمنعنا من تذكر المناسبات الإسلامية، أو هل يمنعنا بغض إحياء البدعة من تذكر المناسبات الإسلامية؟
أو هل تمنعنا كثرة الأحزان، وتكرار وقوع المصائب والابتلاءات، وكثرة القتل والانفجارات من تذكر الأحداث الإسلامية؟ فهي أحداث تاريخية مفيدة، ويمكن الاستفادة منها وتذكر الدروس والعبر الواردة فيها، فالممنوع هو إقامة احتفالات مخصوصة، أو ابتداع عبادات غير مشروعة في بداية العام الهجري الجديد.
ولكن لا مانع من محاسبة النفس في هذه المحطة من عمر الإنسان، ومع بداية عام هجري جديد.
ولا مانع أيضا تذكر المناسبات الكبرى التي وقعت في تاريخ المسلمين في شهر الله المحرم، أو في تاريخ الأنبياء السابقين، مع بيان الدروس المستفادة منها؛ لأنها وقعت ولا شك، واستفاد من نتائجها المسلمون الأوائل، و من المؤكد أنها كانوا يتذكرونها بين الحين والآخر، ويستفيدون من المواعظ والدروس التي صاحبت تلك الأحداث، ويحدث ذلك بالتأكيد كلما قرأ المسلم آيات الذكر الحكيم، فعندما يمر على الآيات العديدة، والسور الكثيرة التي تتحدث عن عناية الله تعالى بنبيه موسى عليه السلام، أو عندما نقرأ الآيات التي تتحدث عن الغزوات كبرى، مثل قراءة سورة آل عمران أو الأنفال التي فيها آيات كريمات مفصلة عن غزوة بدر أو غزوة أحد، أو قراءة سورة الأحزاب التي تتحدث عن غزوة الخندق، فلا بد أن يتعظ المسلم، و ويتذكر الدروس المستفادة كلما قرأ تلك الآيات.
ويمكن أيضا أخذ الدروس والعبر من الآيات التي تتحدث عن الأمم السابقة التي عاندت رسل الله تعالى، ولم تستجب لدعوة الحق واستكبرت، وفضلت الشرك واتباع الشيطان، على التوحيد و الإصلاح واتباع الحق، فأهلكها الله تعالى: "فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"سورة العنكبوت40.
ومما يدل على أن تذكر المناسبات واتخاذ العبر منها والتوقف مع المواعظ والاستفادة بالدروس الواردة فيها هو أيضا عمل مشروع، فقد ورد في السنة أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتذكرون أيام الجاهلية، فيضحكون ويبتسم، فقد روى الترمذي في سننه، وفي الشمائل وصححه الألباني، عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، عن جابرِ بن سمرةَ وقلتُ لهُ: "رأيتَ النبي صلى الله عليه وسلم قال: نَعَمْ وكان طويلَ الصمتِ وإن أصحابهُ يتناشدونَ الشعرَ عندهُ، ويذكرونَ أشياءَ من أمرِ الجاهليةِ ويضحكونَ فيبتسِم معهُم".
كما أن السيرة النبوية والمغازي كانت تدرس للصغار، ويحفظوها مع آيات القرآن الواردة فيها، كغزوة بدر أو غيرها، فلماذا لا نتذكر تاريخها، وندرس أسباب وقوعها، والنتائج المترتبة عليها؟ والدروس المستفادة منها، دون إقامة احتفالات أو المشاركة في بدع أو احتفالات غير مشروعة.
فالذي امتنع عنه المسلمون الأوائل، والقرون المفضلة الأولى هو إقامة احتفال بدعي خاص، وبطريقة بدعية تقع فيها المخالفات، كالمبالغة في الذكر واختراع الأذكار الشركية، وتلحينها مع الموسيقى أو المعازف، وأدائها في صورة أغاني لحدوث الطرب وتحريك الشهوات، ونشر الشبهات. إضافة للتساهل في وقوع الاختلاط، فهذه الاحتفالات تقيمها بعض الطرق الصوفية، وترتكب فيها المنكرات كالرقص والاستعانة والدعاء لغير الله تعالى، و التوسع فيها بصورة مبتدعة، وغير مقبولة، مع الإصرار على إقامة الموالد، مثل الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم والمبالغة في مدحه وإطرائه، وبعض المبتدعة يرفعون فيه منزلته لتصل لمنزلة الله سبحانه وتعالى في أشعارهم ومديحهم، أو إقامة موالد لبعض صحابته الكرام، أو إقامة الموالد لبعض الصالحين، أو ممن يسميهم بعض المسلمين بأولياء الله الصالحين، ما يصاحبها من بدع ومخالفات وشركيات.
فهل يمنعنا بغض إقامة البدع، أو الخوف من الوقوع فيها من تذكر المناسبات الكبرى، وتذكر ودراسة الدروس المستفادة منها.
فشهر الله المحرم هو أحد الأشهر الحرم المتوالية، "ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب الفرد"، وهي الأشهر التي حرَّم الله فيها القتالَ، قال تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ"التوبة36.
وهو شهرٌ عظيمٌ مباركٌ، وقعت فيه عدد من الأحداث العظيمة، والتي من أهمها في اليوم العاشر من المحرم (عاشوراء)، فكانت نجاة الله لموسى عليه السلام وإهلاك فرعون ومن معه غرقًا ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾ (يونس: من الآية 92)، وقد سبق الحديث عنها بالتفصيل.
ومن أهم الأحداث التي وقعت في شهر الله المحرم، بدايات الهجرة النبوية للمسلمين من مكة إلى المدينة، وهي مبتدأُ التاريخ الإسلامي، والمحرَّم هو أول الشهور العربية، وإنما أخَّروه من ربيع الأول (التي كانت فيها الهجرة الحقيقية) إلى المحرَّم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم؛ إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمةُ الهجرة، فكان أول هلال استهلَّ بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يُجعل مبتدأَ العام الهجري.
وتم اتخاذ التاريخ الهجري في عهد عمر ابن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ وبعد الشورى مع الصحابة، تم الاتفاق على أن يكون شهر الله المحرم، هو أول العام الهجري، وآخره شهر ذي الحجة، وعلينا أن نتمسك بهذا التاريخ، ونعتز ونفتخر به، ولا نعتمد التواريخ الأخرى، بل علينا الاعتزاز بالتاريخ الهجري الذي يربطنا بإسلامنا وبالسلف الصالح.
وبعض الناس يخصص آخر كل عام هجري بأداء بعض العبادات التي لم ترد في الشرع الحنيف، وربما أوصى بعضهم بعضاً ببعض الاحتفالات ونشر ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في المجالس أو عن طريق رسائل الهاتف أو غيرها، ودافعهم إلى ذلك اعتقادهم أن صحائف أعمال كل سنة تطوى في آخرها، فيحبون أن تكون خاتمة صحائفهم خيراً، وهذا العمل منهم ــ وإن كان ظاهره خيراً ــ هو من جملة الأعمال المحدثة المبتدعة المخالفة للسنة، فهذا الفعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الإسلام فهل نحن أحرص منهم على الخير؟!
إضافة إلى أن القول بأن صحائف العام تطوى في آخر العام الهجري، فهذا قول لا دليل عليه، ولا بينة، فصحائف الأعمال تطوى بالموت، ومن المشهور أن التاريخ الهجري لم يتم اعتماده إلا في عهد عمر ابن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ واتفق مع الصحابة على أن يكون أوله شهر محرم، وآخره شهر ذي الحجة، فكيف كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري!
ولكن هل يجوز لنا أن نتذكر هذه المناسبات الكبرى ونتدبر وقائعها ونتعلم من دروسها؟ وهل يمنعنا الخوف من البدع يمنعنا من تذكر المناسبات الإسلامية، أو هل يمنعنا بغض إحياء البدعة من تذكر المناسبات الإسلامية؟
أو هل تمنعنا كثرة الأحزان، وتكرار وقوع المصائب والابتلاءات، وكثرة القتل والانفجارات من تذكر الأحداث الإسلامية؟ فهي أحداث تاريخية مفيدة، ويمكن الاستفادة منها وتذكر الدروس والعبر الواردة فيها، فالممنوع هو إقامة احتفالات مخصوصة، أو ابتداع عبادات غير مشروعة في بداية العام الهجري الجديد.
ولكن لا مانع من محاسبة النفس في هذه المحطة من عمر الإنسان، ومع بداية عام هجري جديد.
ولا مانع أيضا تذكر المناسبات الكبرى التي وقعت في تاريخ المسلمين في شهر الله المحرم، أو في تاريخ الأنبياء السابقين، مع بيان الدروس المستفادة منها؛ لأنها وقعت ولا شك، واستفاد من نتائجها المسلمون الأوائل، و من المؤكد أنها كانوا يتذكرونها بين الحين والآخر، ويستفيدون من المواعظ والدروس التي صاحبت تلك الأحداث، ويحدث ذلك بالتأكيد كلما قرأ المسلم آيات الذكر الحكيم، فعندما يمر على الآيات العديدة، والسور الكثيرة التي تتحدث عن عناية الله تعالى بنبيه موسى عليه السلام، أو عندما نقرأ الآيات التي تتحدث عن الغزوات كبرى، مثل قراءة سورة آل عمران أو الأنفال التي فيها آيات كريمات مفصلة عن غزوة بدر أو غزوة أحد، أو قراءة سورة الأحزاب التي تتحدث عن غزوة الخندق، فلا بد أن يتعظ المسلم، و ويتذكر الدروس المستفادة كلما قرأ تلك الآيات.
ويمكن أيضا أخذ الدروس والعبر من الآيات التي تتحدث عن الأمم السابقة التي عاندت رسل الله تعالى، ولم تستجب لدعوة الحق واستكبرت، وفضلت الشرك واتباع الشيطان، على التوحيد و الإصلاح واتباع الحق، فأهلكها الله تعالى: "فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"سورة العنكبوت40.
ومما يدل على أن تذكر المناسبات واتخاذ العبر منها والتوقف مع المواعظ والاستفادة بالدروس الواردة فيها هو أيضا عمل مشروع، فقد ورد في السنة أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتذكرون أيام الجاهلية، فيضحكون ويبتسم، فقد روى الترمذي في سننه، وفي الشمائل وصححه الألباني، عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، عن جابرِ بن سمرةَ وقلتُ لهُ: "رأيتَ النبي صلى الله عليه وسلم قال: نَعَمْ وكان طويلَ الصمتِ وإن أصحابهُ يتناشدونَ الشعرَ عندهُ، ويذكرونَ أشياءَ من أمرِ الجاهليةِ ويضحكونَ فيبتسِم معهُم".
كما أن السيرة النبوية والمغازي كانت تدرس للصغار، ويحفظوها مع آيات القرآن الواردة فيها، كغزوة بدر أو غيرها، فلماذا لا نتذكر تاريخها، وندرس أسباب وقوعها، والنتائج المترتبة عليها؟ والدروس المستفادة منها، دون إقامة احتفالات أو المشاركة في بدع أو احتفالات غير مشروعة.
فالذي امتنع عنه المسلمون الأوائل، والقرون المفضلة الأولى هو إقامة احتفال بدعي خاص، وبطريقة بدعية تقع فيها المخالفات، كالمبالغة في الذكر واختراع الأذكار الشركية، وتلحينها مع الموسيقى أو المعازف، وأدائها في صورة أغاني لحدوث الطرب وتحريك الشهوات، ونشر الشبهات. إضافة للتساهل في وقوع الاختلاط، فهذه الاحتفالات تقيمها بعض الطرق الصوفية، وترتكب فيها المنكرات كالرقص والاستعانة والدعاء لغير الله تعالى، و التوسع فيها بصورة مبتدعة، وغير مقبولة، مع الإصرار على إقامة الموالد، مثل الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم والمبالغة في مدحه وإطرائه، وبعض المبتدعة يرفعون فيه منزلته لتصل لمنزلة الله سبحانه وتعالى في أشعارهم ومديحهم، أو إقامة موالد لبعض صحابته الكرام، أو إقامة الموالد لبعض الصالحين، أو ممن يسميهم بعض المسلمين بأولياء الله الصالحين، ما يصاحبها من بدع ومخالفات وشركيات.
فهل يمنعنا بغض إقامة البدع، أو الخوف من الوقوع فيها من تذكر المناسبات الكبرى، وتذكر ودراسة الدروس المستفادة منها.
فشهر الله المحرم هو أحد الأشهر الحرم المتوالية، "ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب الفرد"، وهي الأشهر التي حرَّم الله فيها القتالَ، قال تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ"التوبة36.
وهو شهرٌ عظيمٌ مباركٌ، وقعت فيه عدد من الأحداث العظيمة، والتي من أهمها في اليوم العاشر من المحرم (عاشوراء)، فكانت نجاة الله لموسى عليه السلام وإهلاك فرعون ومن معه غرقًا ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾ (يونس: من الآية 92)، وقد سبق الحديث عنها بالتفصيل.
ومن أهم الأحداث التي وقعت في شهر الله المحرم، بدايات الهجرة النبوية للمسلمين من مكة إلى المدينة، وهي مبتدأُ التاريخ الإسلامي، والمحرَّم هو أول الشهور العربية، وإنما أخَّروه من ربيع الأول (التي كانت فيها الهجرة الحقيقية) إلى المحرَّم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم؛ إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمةُ الهجرة، فكان أول هلال استهلَّ بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يُجعل مبتدأَ العام الهجري.
وتم اتخاذ التاريخ الهجري في عهد عمر ابن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ وبعد الشورى مع الصحابة، تم الاتفاق على أن يكون شهر الله المحرم، هو أول العام الهجري، وآخره شهر ذي الحجة، وعلينا أن نتمسك بهذا التاريخ، ونعتز ونفتخر به، ولا نعتمد التواريخ الأخرى، بل علينا الاعتزاز بالتاريخ الهجري الذي يربطنا بإسلامنا وبالسلف الصالح.
مواضيع مماثلة
» تذكير خبر الاسم المؤنث – إن رحمة الله قريب من المحسنين !!
» فضائل شهر الله المحرم
» فضائل شهر الله المحرم وأحكامه
» فضل شهر الله المحرم / الشيخ علاء الشال.
» احتفاء السماء بشهر رمضان
» فضائل شهر الله المحرم
» فضائل شهر الله المحرم وأحكامه
» فضل شهر الله المحرم / الشيخ علاء الشال.
» احتفاء السماء بشهر رمضان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin