بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
فضائل شهر الله المحرم
صفحة 1 من اصل 1
فضائل شهر الله المحرم
فضائل شهر الله المحرم وأحكامه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
إن
من نعم الله _تعالى_ على عباده، أن يوالي مواسم الخيرات عليهم ليوفيهم
أجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج المبارك، إلا وتبعه شهر
كريم هو شهر الله المحرم، فلعلنا نشير إلى شيء من فضائله وأحكامه.
أولاً: حرمة شهر الله المحرم:
قا
ل _تعالى_: " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنَا عَشَرَ
شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ،
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا
فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا
يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
(التوبة:36)، وعن أبي بكرة _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_
خطب في حَجِّتِه، فقال:" ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله
السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو
القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر بين جمادى وشعبان"، الحديث متفق عليه.
قال القرطبي: "خص الله _تعالى_ الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها
تشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل الزمان، كما قال _تعالى_: " فَلا
رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَج ِّ" (البقرة: من الآية197).
وإذا كانت البداءة منهم" ا.هـ.
ثانياً: فضل شهر الله المحرم:
قال ابن رجب: "وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل؟ فقال الحسن
وغيره: أفضلها شهر الله المحرم، ورجحه طائفة من المتأخرين، وروى وهب بن
جرير عن قرة بن خالد عن الحسن، قال: إن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها
بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان
يسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه، و أخرج النسائي من حديث أبي ذر _رضي
الله عنه_ قال:" سألت النبي _صلى الله عليه وسلم_: أي الليل خير وأي الأشهر
أفضل؟ فقال: "خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم"،
وإطلاق النبي _صلى الله عليه وسلم_ في هذا الحديث أفضل الأشهر، محمول على
ما بعد رمضان، كما في رواية الحسن المرسلة" ا.هـ.
ومما يدل على فضله ما
رواه مسلم عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه
وسلم_: " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد
الفريضة صلاة الليل" .
قال ابن قاسم: "أي أفضل شهر تطوع به كاملاً بعد
شهر رمضان شهر الله المحرم؛ لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه كعرفة
وعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاة بعد
المكتوبة قيام الليل" ا.هـ.
قال النووي: " فإن قيل: في الحديث إن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم، فكيف أكثر الصيام في شعبان دون المحرم؟
فالجواب: لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه،
أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه، كسفر ومرض وغيرهما"
ا.هـ.
قال ابن رجب: "وقد سمى النبي _صلى الله عليه وسلم_ المحرم شهر
الله، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله _تعالى_ لا يضيف إليه
إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من
الأنبياء إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته، ولما كان هذا الشهر مختصاً
بإضافته إلى الله _تعالى_، وكان الصيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله
_تعالى_، فإنه له _سبحانه_ من بين الأعمال، ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف
إلى الله ، بالعمل المضاف إليه المختص به وهو الصيام، وقد قيل في معنى
إضافة هذا الشهر إلى الله _عز وجل_، إنه إشارة إلى أن تحريمه إلى الله _عز
وجل_ ليس لأحد تبديله كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صَفَراً،
فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره.
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث ،عظيم ونصر مبين، أظهر الله فيه الحق على
الباطل؛ حيث أنجى فيه موسى _عليه السلام_ وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو
يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أن
رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم
عاشوراء، فقال لهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ما هذا اليوم الذي
تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، و أغرق فرعون
وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله _صلى الله عليه
وسلم_: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
وأمر بصيامه"، متفق عليه، ولأحمد عن أبي هريرة نحوه وزاد فيه: " وهو اليوم
الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا ً" .
وعن ابن عباس
_رضي الله عنهما_ قال:" ما رأيت النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرى صيام يوم
فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان"،
متفق عليه.
فضل يوم عاشوراء:
يوم عاشوراء له فضل عظيم
وحرمة قديمة، فقد كان موسى _عليه السلام_ يصومه لفضله؛ بل كان أهل الكتاب
يصومونه، بل حتى قريش كانت تصومه في الجاهلية، وقد وردت عدة أحاديث عن فضل
عاشوراء وصيامه، منها:
ما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رجلاً سأل
النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن صيام يوم عاشوراء، فقال: " إني أحتسب على
الله أن يكفر السنة التي قبله" رواه (مسلم 1976)، وهذا من فضل الله علينا
أن جعل صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة كاملة.
وعن ابن عباس _رضي الله
عنهما_ قال:" ما رأيتُ النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرّى صيام يوم فضله
على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان" ، رواه
(البخاري 1867)، (ومعنى يتحرى، أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه).
الحكمة من صيامه:
والحكمة من صيامه، أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى _عليه
السلام_ وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله _تعالى_، وصامه نبينا
_صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس
_رضي الله عنهما_ قال: "قدم النبي _صلى الله عليه وسلم_ المدينة فوجد
اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم النبي _صلى الله عليه وسلم_: ما هذا
اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق
فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال النبي _صلى الله عليه
وسلم_: فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأمر
بصيامه" .
أما الحكمة في صيام اليوم التاسع، فقد نقل النووي _رحمه الله_ عن العلماء في ذلك عدة وجوه :
أحدها: أن المراد من مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.
الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده.
الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة اليهود كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_.
مراتب صيام يوم عاشوراء:
أولاً: صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، وهذا أفضل المراتب؛ لحديث أبي
قتادة عند مسلم أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال في صيام يوم عاشوراء
:أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"، ولحديث ابن عباس عند مسلم أيضاً
" لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر" .
ثانياً: صيام اليوم
العاشر والحادي عشر؛ لحديث ابن عباس _رضي الله عنهما_، أن النبي _صلى الله
عليه وسلم_ قال: " خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده" ، أخرجه
أحمد وابن خزيمة.
ثالثاً: صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر؛ لحديث ابن عباس مرفوعاً " صوموا يوماً قبله ويوماً بعده" .
رابعاً: إفراد العاشر بالصيام ؛ لحديث أبي قتادة عند مسلم " أن النبي _صلى
الله عليه وسلم_ قال في صيام يوم عاشورا: أحتسب على الله أن يكفر السنة
التي قبله" .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
إن
من نعم الله _تعالى_ على عباده، أن يوالي مواسم الخيرات عليهم ليوفيهم
أجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج المبارك، إلا وتبعه شهر
كريم هو شهر الله المحرم، فلعلنا نشير إلى شيء من فضائله وأحكامه.
أولاً: حرمة شهر الله المحرم:
قا
ل _تعالى_: " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنَا عَشَرَ
شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ،
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا
فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا
يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
(التوبة:36)، وعن أبي بكرة _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_
خطب في حَجِّتِه، فقال:" ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله
السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو
القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر بين جمادى وشعبان"، الحديث متفق عليه.
قال القرطبي: "خص الله _تعالى_ الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها
تشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل الزمان، كما قال _تعالى_: " فَلا
رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَج ِّ" (البقرة: من الآية197).
وإذا كانت البداءة منهم" ا.هـ.
ثانياً: فضل شهر الله المحرم:
قال ابن رجب: "وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل؟ فقال الحسن
وغيره: أفضلها شهر الله المحرم، ورجحه طائفة من المتأخرين، وروى وهب بن
جرير عن قرة بن خالد عن الحسن، قال: إن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها
بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان
يسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه، و أخرج النسائي من حديث أبي ذر _رضي
الله عنه_ قال:" سألت النبي _صلى الله عليه وسلم_: أي الليل خير وأي الأشهر
أفضل؟ فقال: "خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم"،
وإطلاق النبي _صلى الله عليه وسلم_ في هذا الحديث أفضل الأشهر، محمول على
ما بعد رمضان، كما في رواية الحسن المرسلة" ا.هـ.
ومما يدل على فضله ما
رواه مسلم عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه
وسلم_: " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد
الفريضة صلاة الليل" .
قال ابن قاسم: "أي أفضل شهر تطوع به كاملاً بعد
شهر رمضان شهر الله المحرم؛ لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه كعرفة
وعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاة بعد
المكتوبة قيام الليل" ا.هـ.
قال النووي: " فإن قيل: في الحديث إن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم، فكيف أكثر الصيام في شعبان دون المحرم؟
فالجواب: لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه،
أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه، كسفر ومرض وغيرهما"
ا.هـ.
قال ابن رجب: "وقد سمى النبي _صلى الله عليه وسلم_ المحرم شهر
الله، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله _تعالى_ لا يضيف إليه
إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من
الأنبياء إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته، ولما كان هذا الشهر مختصاً
بإضافته إلى الله _تعالى_، وكان الصيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله
_تعالى_، فإنه له _سبحانه_ من بين الأعمال، ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف
إلى الله ، بالعمل المضاف إليه المختص به وهو الصيام، وقد قيل في معنى
إضافة هذا الشهر إلى الله _عز وجل_، إنه إشارة إلى أن تحريمه إلى الله _عز
وجل_ ليس لأحد تبديله كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صَفَراً،
فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره.
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث ،عظيم ونصر مبين، أظهر الله فيه الحق على
الباطل؛ حيث أنجى فيه موسى _عليه السلام_ وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو
يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أن
رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم
عاشوراء، فقال لهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ما هذا اليوم الذي
تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، و أغرق فرعون
وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله _صلى الله عليه
وسلم_: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
وأمر بصيامه"، متفق عليه، ولأحمد عن أبي هريرة نحوه وزاد فيه: " وهو اليوم
الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا ً" .
وعن ابن عباس
_رضي الله عنهما_ قال:" ما رأيت النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرى صيام يوم
فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان"،
متفق عليه.
فضل يوم عاشوراء:
يوم عاشوراء له فضل عظيم
وحرمة قديمة، فقد كان موسى _عليه السلام_ يصومه لفضله؛ بل كان أهل الكتاب
يصومونه، بل حتى قريش كانت تصومه في الجاهلية، وقد وردت عدة أحاديث عن فضل
عاشوراء وصيامه، منها:
ما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رجلاً سأل
النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن صيام يوم عاشوراء، فقال: " إني أحتسب على
الله أن يكفر السنة التي قبله" رواه (مسلم 1976)، وهذا من فضل الله علينا
أن جعل صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة كاملة.
وعن ابن عباس _رضي الله
عنهما_ قال:" ما رأيتُ النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرّى صيام يوم فضله
على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان" ، رواه
(البخاري 1867)، (ومعنى يتحرى، أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه).
الحكمة من صيامه:
والحكمة من صيامه، أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى _عليه
السلام_ وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله _تعالى_، وصامه نبينا
_صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس
_رضي الله عنهما_ قال: "قدم النبي _صلى الله عليه وسلم_ المدينة فوجد
اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم النبي _صلى الله عليه وسلم_: ما هذا
اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق
فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال النبي _صلى الله عليه
وسلم_: فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأمر
بصيامه" .
أما الحكمة في صيام اليوم التاسع، فقد نقل النووي _رحمه الله_ عن العلماء في ذلك عدة وجوه :
أحدها: أن المراد من مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.
الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده.
الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة اليهود كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_.
مراتب صيام يوم عاشوراء:
أولاً: صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، وهذا أفضل المراتب؛ لحديث أبي
قتادة عند مسلم أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال في صيام يوم عاشوراء
:أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"، ولحديث ابن عباس عند مسلم أيضاً
" لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر" .
ثانياً: صيام اليوم
العاشر والحادي عشر؛ لحديث ابن عباس _رضي الله عنهما_، أن النبي _صلى الله
عليه وسلم_ قال: " خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده" ، أخرجه
أحمد وابن خزيمة.
ثالثاً: صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر؛ لحديث ابن عباس مرفوعاً " صوموا يوماً قبله ويوماً بعده" .
رابعاً: إفراد العاشر بالصيام ؛ لحديث أبي قتادة عند مسلم " أن النبي _صلى
الله عليه وسلم_ قال في صيام يوم عاشورا: أحتسب على الله أن يكفر السنة
التي قبله" .
مواضيع مماثلة
» فضائل شهر الله المحرم وأحكامه
» فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
» (( من فضائل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
» تذكير بشهر الله المحرم
» فضل شهر الله المحرم / الشيخ علاء الشال.
» فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
» (( من فضائل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
» تذكير بشهر الله المحرم
» فضل شهر الله المحرم / الشيخ علاء الشال.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin