بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
الحديث القدسى
صفحة 1 من اصل 1
الحديث القدسى
الحديث القدسي
تعريفه :
القدسي لغة : نسبة إلى القدس والتقديس وهو : تنزيه الله تعالى ، والتطهير والتبريك .
والحديث القدسي اصطلاحا : هو ما أضافه النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى ربه من غير القرآن الكريم .
وسمي حديثاً : لتشبهه بالحديث النبوي ، في كون كل منهما مروي بالسند إلى قائله .
وسمي قدسيا : لأنه أسند إلى الله تعالى ، من حيث إنه المتكلم به ، والمنشئ له ، فنسبته إليه تعالى نسبة إنشاء .
ـ ذكر بعض العلماء أن الأحاديث القدسية وحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدون واسطة جبريل ، والأكثر على خلاف ذلك وهو الراجح .
الفرق بين الحديث النبوي والحديث القدسي :
1ـ الحديث القدسي : ينسبه النبي صلى الله عليه على آله وسلم إلى ربه تبارك وتعالى . أما الحديث النبوي : فلا ينسبه إلى ربه سبحانه .
2ـ الأحاديث القدسية : أغلبها يتعلق بموضوعات تعظيم الله والترغيب والترهيب والخوف والرجاء ، وكلام الرب جل وعلا مع مخلوقاته ، وقليل منها يتعرض للأحكام التكليفية . أما الأحاديث النبوية : فيتطرق إلى هذه الموضوعات بالإضافة إلى الأحكام .
3ـ الأحاديث القدسية : قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث . أما الأحاديث النبوية : فهي كثيرة جداً .
4ـ الأحاديث القدسية : قولية . والأحاديث النبوية : قولية وفعلية وتقريرية .
الفرق بين الحديث القدسي والقرآن :
1ـ القرآن وقع به التحدي ، ولم يتحد سبحانه بكلامه في الأحاديث القدسية .
2ـ وقد أمرنا بالتعبد بالقرآن ، ولم نؤمر بالتعبد بالحديث القدسي .
نموذج من الحديث القدسي :
روى البخاري بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قال :
من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ،
وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه ،
وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل ، حتى أحبه ،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ،
وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ،
وما ترددت عن شيء أنا فاعله ، ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته )
***********
ـ الكلام في هذا الحديث مسند إلى الله تعالى من طريقين : الأول هو قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قال ) . الثاني قوله في داخل الحديث : لي .. عبدي .. سألني .. إلخ .
***********
الجملة الأولى " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب " أصل برأسها ؛ لأنها أم هذا الحديث ومعقد معناه . والكلام بعدها كأنه توضيح للطريق الذي يصير به العبد ولياً يحظى بهذا التقديم العظيم ، فيعيش في حماية الله وقدرته .
ـ الحديث بني على وعيد من رام ولياً من أولياء الله بسوء ، فالأولياء في حمى الله ، ومن استباح حمى الله حاربه الله .
ـ الولي : هو العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته .
ـ العلم بالله علم ما تحدث الله به عن نفسه من صفات وأسماء والعمل بها .و المواظبة على الطاعة تعني دوامها .
ـ لكن الانقطاع للطاعة لا يعني ترك الدنيا . وإنما لا بد من مواجهة الدنيا معتصمين بالله حتى لا يسقطوا في الفتنة .
ـ فالولي هو الذي يشارك في عمارة الأرض ، ولا بد أن يكون أولياء الله هم الغالبون ، ويكونوا أهلاً لأن ينصروا الله ويقيموا شرعه في الأرض .
ـ عادى : مفاعلة من الجانبين . أي ينبغي أن يعادي في الله أهل الفجور والباطل .
ـ ( لي ولياً ) تقديم لي مع أنه صفة ولي ، أفاد المبادرة بأنه من أهل الله وخاصته . وهذا يهيء للغضب الشديد في آخر الجملة ( فقد آذنته بالحرب ) .
ـ آذنته : أي أعلمته ، ولم يقل حاربته لأنه إذا آذنه وأعلمه فهو محاربه لا محالة .
ـ الكلام يشبه حديث آية الربا ( فأذنوا بحرب من الله ) بمعنى غضب مخصوص بهم لأنهم يعادون أهل الله . فهم لا يقترفون ذنوباً أثمها على أنفسهم ، وإنما يعادون دين الله .
ـ الحرب : تعني الهلاك لأن الله غالب في حربه لا محالة .
***************
" وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه " يهدي إلى أول خطوة للوصول إلى محبة الله .
ـ الواو في بداية الجملة للاستئناف ، تعطف معنى على معنى .
ـ التقرب : التودد والتحبب والتزلف .
ـ في كلمة ( عبدي ) دلالة على عزة الربوبية .
ـ كلمة ( شيء ) نكرة أفادت العموم . و( أحب ) وصف لشيء .
ـ افترضته : بدل فرضته لتفيد مشقة التكاليف ، والفروض تشمل فروض العين والكفاية ويدخل فيها كل ما أوجبه الشارع كالصدق والعفاف والأمانة والوفاء وصلة الأرحام .
ـ الفرائض الظاهرة فعلاً كالصلاة والزكاة ، وغيرهما من العبادات ، وتركاً كالقتل والزنا وغيرهما من المحرمات ، والباطنة كالعلم بالله والحب له والتوكل عليه .
ـ البدء بالفرائض يعلمنا أنه لا يجوز التضحية بواجب من أجل مندوب ، فهناك أولويات يجب ترتيبها بدقة ، فهي تقيم حياة المسلمين على التخطيط المدروس ووضع الأولويات .
************
" وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه "
ـ الواو في بداية الجملة واو العطف التي تعطف جملة على جملة .
ـ هذه العبارة تقع موقعاً سديداً مما قبلها ، كأنها استمرار لمعناها وشرح لها . الأولى تقرب بالفرائض وهي أحب ضروب التقرب . الثانية تقرب بالنوافل بعد الفراغ من الفرائض .
ـ النوافل : تعني المثابرة والمجاهدة المأخوذة من كلمتي ( ما يزال – حتى ) اللذان يدلان على أن الظفر بحب الله ليس سهل المنال . لأن إدراك الأمال العظيمة لا يأتي إلا بمجهود يساوي قيمتها .
ـ الفرق بين حب العبد لربه وحب الله لعبده . أن الأول لا يحصل الإيمان إلا به وهو ركن من أركان لإيمان " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " .
ـ جملة ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) تفرع منها باقي الكلام إلى آخر الحديث .
ـ أول ما تولد منها هو الشرط المترتب عليها بالفاء ( فإذا أحببته )
*************
" فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها "
ـ المقطع كله جواب الشرط ( فإذا أحببته ) . و( سمعه ) خبر ( كنت ) ، وبصره ويده ورجله كلها متعاطفة على الخبر .
ـ المقطع مشتق من الحب وامتداد له ، وجاءت الفاء ( فإن أحببته ) لتفيد التعقيب بلا مهلة ، فحب الله لعبده يعقبه مباشرة حب العطاء والكرم .
ـ كلمة ( إذا ) دالة على التوقع ، وجوابها واجب الحصول إذا وقع شرطها . فإذا أحب الله عبده أصبح العبد لا محالة رباني الجوارح .
وردت عدة معان لهذه العبارة أشهرها :
1ـ أن يكون حب طاعة الله عند العبد كحبه جوارحه ، بمعنى أن الله لما أحبه منحه مزيداً من الحب للطاعة التي قربته من الله .
2ـ أن تكون كل جوارحه مشغولة بالله ، فلا يصغي إلا لما يرضيه ولا يبصر إلا ما يأمره به ، بمعنى لا يشغل جوارحه إلا بما يرضي الله .
3ـ أن هذا مجاز وكناية عن نصرة الله وتأييده للعبد وإعانته ، فينزل سبحانه نفسه من عبده منزلة هذه الآلات التي يباشر بها حياته في الدنيا ؛ فيوفق في كل ما يقوم به .
*******
" وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه "
ـ الجملة داخلة في حيز الشرط ؛ لأنها مترتبة على الحب وداخلة في حيزه . وهي لون من ألوان الكرامات التي يتكرم بها الله تعالى على من يحبه ، وتكملة لعطاء الله تعالى للعبد إذا أحبه .
ـ بين الجملتين فرق في الصياغة : جملة ( لئن استعاذني ) فيها لام القسم المجتمع مع الشرط ، والأولى القسم فيها محذوف يجب تقديره لأنه جواب القسم مذكور فيها ( لأعطينه ) .
ـ وإنما ذكر في الثانية وحذف من الأولى للإيذان بأن هذه الجملة الثانية هي أهم جملة في الحديث ، لأنها تحمل معنى الجملة الأم ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) لأنه إنما يستعيذ الله من بغي الظالم المعتدي . فذكر أداة القسم مع الجملة الثانية علامة لغوية أسلوبية تشير إلى مزيد عناية بهذه الجملة الثانية لأنها من منى الجملة الأم في هذا الحديث القدسي .
ـ استخدام ( إنْ ) وهو الشرط غير المتوقع والنادر ، للدلالة على أن هؤلاء الأولياء شغلهم ذكر الله عن مسألتهم ، ورضوا بأن تكون متعتهم ومسرتهم في مرضاته ، وقد أعطاهم الله قبل سؤالهم وأعاذهم قبل استعاذتهم ، وجاءت هذه الجملتان لفتح باب المزيد إن أرادوا المزيد .
" وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته "
ـ هذه الجملة أيضاً خارجة من تحت ( حتى أحبه ) . وداخلة في حيز ( فإذا أحببته ) . لأنها كذلك ثمرة من ثمار الحب . وحسب العبد أن يكره الله مساءته ، حينها سيكرمه وينعمه .
ـ حقيقة هذا المعنى أنه عطف الله على عبده ولطفه به ؛ لأنه يلزم منه التردد في فعل ما يسوءه ، والتردد غير جائز في حقه تعالى ، ولكنه خطاب لنا بما نعقل ، والرب منزه عن حقيقته . فكما أن الأب يريد أن يضرب ولده تأديباً فتمنعه المحبة وتبعثه الشفقة فيتردد فيها .
ـ وكراهة الله مساءته لا تعني أن الله يكره له الموت لأن الموت يقربه من رحمة الله ورضوانه ، وإنما كره العبد الموت لما فيه من الشدة . وقد سئل عمرو بن العاص وهو يموت فقال : كأني أتنفس من خرم إبرة ، وكأن غصن شوك يجر به من قامتي إلى هامتي .
ـ وضع المؤمن في هذه الجملة موضع الولي في أول الحديث ، لأن الإيمان هو الأصل وهو عند الله بمكان ، ويكون الولي داخلاً في الإيمان بطريق الأولى .
ـ ( أنا فاعله ) صفة لـ( شيء ) ، يمكن أن يفهم معناها لو لم تذكر ، إنما جيء بها للإشارة إلى أنه شيء من الأشياء التي سبق بها الكتاب ولا سبيل إلى التغاضي عنها ، وهي الأصل .
ـ ( وأنا أكره مساءته ) ضمير العظمة لو حذف لفهم المعنى ، ولكنه تشريف من الله تعالى لهذا المؤمن .
*****************
تعريفه :
القدسي لغة : نسبة إلى القدس والتقديس وهو : تنزيه الله تعالى ، والتطهير والتبريك .
والحديث القدسي اصطلاحا : هو ما أضافه النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى ربه من غير القرآن الكريم .
وسمي حديثاً : لتشبهه بالحديث النبوي ، في كون كل منهما مروي بالسند إلى قائله .
وسمي قدسيا : لأنه أسند إلى الله تعالى ، من حيث إنه المتكلم به ، والمنشئ له ، فنسبته إليه تعالى نسبة إنشاء .
ـ ذكر بعض العلماء أن الأحاديث القدسية وحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدون واسطة جبريل ، والأكثر على خلاف ذلك وهو الراجح .
الفرق بين الحديث النبوي والحديث القدسي :
1ـ الحديث القدسي : ينسبه النبي صلى الله عليه على آله وسلم إلى ربه تبارك وتعالى . أما الحديث النبوي : فلا ينسبه إلى ربه سبحانه .
2ـ الأحاديث القدسية : أغلبها يتعلق بموضوعات تعظيم الله والترغيب والترهيب والخوف والرجاء ، وكلام الرب جل وعلا مع مخلوقاته ، وقليل منها يتعرض للأحكام التكليفية . أما الأحاديث النبوية : فيتطرق إلى هذه الموضوعات بالإضافة إلى الأحكام .
3ـ الأحاديث القدسية : قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث . أما الأحاديث النبوية : فهي كثيرة جداً .
4ـ الأحاديث القدسية : قولية . والأحاديث النبوية : قولية وفعلية وتقريرية .
الفرق بين الحديث القدسي والقرآن :
1ـ القرآن وقع به التحدي ، ولم يتحد سبحانه بكلامه في الأحاديث القدسية .
2ـ وقد أمرنا بالتعبد بالقرآن ، ولم نؤمر بالتعبد بالحديث القدسي .
نموذج من الحديث القدسي :
روى البخاري بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قال :
من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ،
وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه ،
وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل ، حتى أحبه ،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ،
وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ،
وما ترددت عن شيء أنا فاعله ، ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته )
***********
ـ الكلام في هذا الحديث مسند إلى الله تعالى من طريقين : الأول هو قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قال ) . الثاني قوله في داخل الحديث : لي .. عبدي .. سألني .. إلخ .
***********
الجملة الأولى " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب " أصل برأسها ؛ لأنها أم هذا الحديث ومعقد معناه . والكلام بعدها كأنه توضيح للطريق الذي يصير به العبد ولياً يحظى بهذا التقديم العظيم ، فيعيش في حماية الله وقدرته .
ـ الحديث بني على وعيد من رام ولياً من أولياء الله بسوء ، فالأولياء في حمى الله ، ومن استباح حمى الله حاربه الله .
ـ الولي : هو العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته .
ـ العلم بالله علم ما تحدث الله به عن نفسه من صفات وأسماء والعمل بها .و المواظبة على الطاعة تعني دوامها .
ـ لكن الانقطاع للطاعة لا يعني ترك الدنيا . وإنما لا بد من مواجهة الدنيا معتصمين بالله حتى لا يسقطوا في الفتنة .
ـ فالولي هو الذي يشارك في عمارة الأرض ، ولا بد أن يكون أولياء الله هم الغالبون ، ويكونوا أهلاً لأن ينصروا الله ويقيموا شرعه في الأرض .
ـ عادى : مفاعلة من الجانبين . أي ينبغي أن يعادي في الله أهل الفجور والباطل .
ـ ( لي ولياً ) تقديم لي مع أنه صفة ولي ، أفاد المبادرة بأنه من أهل الله وخاصته . وهذا يهيء للغضب الشديد في آخر الجملة ( فقد آذنته بالحرب ) .
ـ آذنته : أي أعلمته ، ولم يقل حاربته لأنه إذا آذنه وأعلمه فهو محاربه لا محالة .
ـ الكلام يشبه حديث آية الربا ( فأذنوا بحرب من الله ) بمعنى غضب مخصوص بهم لأنهم يعادون أهل الله . فهم لا يقترفون ذنوباً أثمها على أنفسهم ، وإنما يعادون دين الله .
ـ الحرب : تعني الهلاك لأن الله غالب في حربه لا محالة .
***************
" وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه " يهدي إلى أول خطوة للوصول إلى محبة الله .
ـ الواو في بداية الجملة للاستئناف ، تعطف معنى على معنى .
ـ التقرب : التودد والتحبب والتزلف .
ـ في كلمة ( عبدي ) دلالة على عزة الربوبية .
ـ كلمة ( شيء ) نكرة أفادت العموم . و( أحب ) وصف لشيء .
ـ افترضته : بدل فرضته لتفيد مشقة التكاليف ، والفروض تشمل فروض العين والكفاية ويدخل فيها كل ما أوجبه الشارع كالصدق والعفاف والأمانة والوفاء وصلة الأرحام .
ـ الفرائض الظاهرة فعلاً كالصلاة والزكاة ، وغيرهما من العبادات ، وتركاً كالقتل والزنا وغيرهما من المحرمات ، والباطنة كالعلم بالله والحب له والتوكل عليه .
ـ البدء بالفرائض يعلمنا أنه لا يجوز التضحية بواجب من أجل مندوب ، فهناك أولويات يجب ترتيبها بدقة ، فهي تقيم حياة المسلمين على التخطيط المدروس ووضع الأولويات .
************
" وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه "
ـ الواو في بداية الجملة واو العطف التي تعطف جملة على جملة .
ـ هذه العبارة تقع موقعاً سديداً مما قبلها ، كأنها استمرار لمعناها وشرح لها . الأولى تقرب بالفرائض وهي أحب ضروب التقرب . الثانية تقرب بالنوافل بعد الفراغ من الفرائض .
ـ النوافل : تعني المثابرة والمجاهدة المأخوذة من كلمتي ( ما يزال – حتى ) اللذان يدلان على أن الظفر بحب الله ليس سهل المنال . لأن إدراك الأمال العظيمة لا يأتي إلا بمجهود يساوي قيمتها .
ـ الفرق بين حب العبد لربه وحب الله لعبده . أن الأول لا يحصل الإيمان إلا به وهو ركن من أركان لإيمان " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " .
ـ جملة ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) تفرع منها باقي الكلام إلى آخر الحديث .
ـ أول ما تولد منها هو الشرط المترتب عليها بالفاء ( فإذا أحببته )
*************
" فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها "
ـ المقطع كله جواب الشرط ( فإذا أحببته ) . و( سمعه ) خبر ( كنت ) ، وبصره ويده ورجله كلها متعاطفة على الخبر .
ـ المقطع مشتق من الحب وامتداد له ، وجاءت الفاء ( فإن أحببته ) لتفيد التعقيب بلا مهلة ، فحب الله لعبده يعقبه مباشرة حب العطاء والكرم .
ـ كلمة ( إذا ) دالة على التوقع ، وجوابها واجب الحصول إذا وقع شرطها . فإذا أحب الله عبده أصبح العبد لا محالة رباني الجوارح .
وردت عدة معان لهذه العبارة أشهرها :
1ـ أن يكون حب طاعة الله عند العبد كحبه جوارحه ، بمعنى أن الله لما أحبه منحه مزيداً من الحب للطاعة التي قربته من الله .
2ـ أن تكون كل جوارحه مشغولة بالله ، فلا يصغي إلا لما يرضيه ولا يبصر إلا ما يأمره به ، بمعنى لا يشغل جوارحه إلا بما يرضي الله .
3ـ أن هذا مجاز وكناية عن نصرة الله وتأييده للعبد وإعانته ، فينزل سبحانه نفسه من عبده منزلة هذه الآلات التي يباشر بها حياته في الدنيا ؛ فيوفق في كل ما يقوم به .
*******
" وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه "
ـ الجملة داخلة في حيز الشرط ؛ لأنها مترتبة على الحب وداخلة في حيزه . وهي لون من ألوان الكرامات التي يتكرم بها الله تعالى على من يحبه ، وتكملة لعطاء الله تعالى للعبد إذا أحبه .
ـ بين الجملتين فرق في الصياغة : جملة ( لئن استعاذني ) فيها لام القسم المجتمع مع الشرط ، والأولى القسم فيها محذوف يجب تقديره لأنه جواب القسم مذكور فيها ( لأعطينه ) .
ـ وإنما ذكر في الثانية وحذف من الأولى للإيذان بأن هذه الجملة الثانية هي أهم جملة في الحديث ، لأنها تحمل معنى الجملة الأم ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) لأنه إنما يستعيذ الله من بغي الظالم المعتدي . فذكر أداة القسم مع الجملة الثانية علامة لغوية أسلوبية تشير إلى مزيد عناية بهذه الجملة الثانية لأنها من منى الجملة الأم في هذا الحديث القدسي .
ـ استخدام ( إنْ ) وهو الشرط غير المتوقع والنادر ، للدلالة على أن هؤلاء الأولياء شغلهم ذكر الله عن مسألتهم ، ورضوا بأن تكون متعتهم ومسرتهم في مرضاته ، وقد أعطاهم الله قبل سؤالهم وأعاذهم قبل استعاذتهم ، وجاءت هذه الجملتان لفتح باب المزيد إن أرادوا المزيد .
" وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته "
ـ هذه الجملة أيضاً خارجة من تحت ( حتى أحبه ) . وداخلة في حيز ( فإذا أحببته ) . لأنها كذلك ثمرة من ثمار الحب . وحسب العبد أن يكره الله مساءته ، حينها سيكرمه وينعمه .
ـ حقيقة هذا المعنى أنه عطف الله على عبده ولطفه به ؛ لأنه يلزم منه التردد في فعل ما يسوءه ، والتردد غير جائز في حقه تعالى ، ولكنه خطاب لنا بما نعقل ، والرب منزه عن حقيقته . فكما أن الأب يريد أن يضرب ولده تأديباً فتمنعه المحبة وتبعثه الشفقة فيتردد فيها .
ـ وكراهة الله مساءته لا تعني أن الله يكره له الموت لأن الموت يقربه من رحمة الله ورضوانه ، وإنما كره العبد الموت لما فيه من الشدة . وقد سئل عمرو بن العاص وهو يموت فقال : كأني أتنفس من خرم إبرة ، وكأن غصن شوك يجر به من قامتي إلى هامتي .
ـ وضع المؤمن في هذه الجملة موضع الولي في أول الحديث ، لأن الإيمان هو الأصل وهو عند الله بمكان ، ويكون الولي داخلاً في الإيمان بطريق الأولى .
ـ ( أنا فاعله ) صفة لـ( شيء ) ، يمكن أن يفهم معناها لو لم تذكر ، إنما جيء بها للإشارة إلى أنه شيء من الأشياء التي سبق بها الكتاب ولا سبيل إلى التغاضي عنها ، وهي الأصل .
ـ ( وأنا أكره مساءته ) ضمير العظمة لو حذف لفهم المعنى ، ولكنه تشريف من الله تعالى لهذا المؤمن .
*****************
مواضيع مماثلة
» من أنواع الحديث: الحديث المرسل والمنقطع والمعضل والمعلق
» فقه الحديث تعلم فقه الحديث ومعانيه
» شروط صحة الحديث
» الحديث الموضوع
» باب الحرص على الحديث
» فقه الحديث تعلم فقه الحديث ومعانيه
» شروط صحة الحديث
» الحديث الموضوع
» باب الحرص على الحديث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin