يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ

من طرف **Admin** الخميس 21 نوفمبر 2013, 4:39 pm

بسم الله والحمد لله وحده... نعمْ قال مولانا الله عز وجل: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ).. وقال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ".. فبكل تجرّد وبكلّ موضوعيّة أقول: إن كلّ ما ذُكِر في هذا الحديث الشريف نعيشه الآن بحذافيره.. بكل حيْثيّاته وخلفيّاته.. وأتحدث الآن بشيء من الدّقّة والتّفصيل عن جوْر السّلطان.. فجوْر السلطان مرتبط ببغينا وفسادنا وفحشنا وبظلمنا.. إن نَظْلِم نُظْلَمْ.. وبكل بساطة: المسألة لا تستحقّ محاضرات وأطروحات ودراسات وتكهنات.. فقط بقدر ما نبتعد عن ديننا يُسلّطْ علينا مولانا الله عز وجل حُكّاما ظالمين.. هكذا حكم الله عز وجل فينا.. والحكام ليسوا فقط الرؤساء والملوك مثلا.. بل أنظمة الحكم والأحزاب والوزراء والأمراء والمدراء ومن لفّ لفّهم.. فليس الحلّ هو محاربة الحكّام لعزلهم عن سُدّة الحكم أو إرغامهم على الإستقالة.. كلاّ أبدا.. فالعيب فينا والحلّ بأيدينا.. ثم لا ننْسَ أن الخروج على الحاكم المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. لا يجوز شرعا بحال من الأحوال.. ومنْ قاتل الحاكمَ المسلم فقُتل مات مِيتة الجاهليّة.. وهذا ما صرّحت به الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الفصيحة الصريحة.. ولو كان قتاله أو قتله جائزا مشروعا أو مرغّبا فيه وليس ممنوعا.. لأمَرَنا به ولَدَلّنا عليه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.. و لكنه اكتفى بالمشروع فقال عليه الصلاة والسلام: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله".. ولم يقل: ورجل قام إلى سلطان جائر فقاتله فقتله.. كلاّ بل قال فقط: "فأمره ونهاه".. فعلينا الإكتفاء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونرفع أيدينا.. لا نتعدى نصح الحكّام وتنبيههم ومطالبتهم بالعدل والإصلاح والحكم بما أنزل الله.. ودعوتهم إلى ما فيه خيرا الدنيا والآخرة.. وإن حدثت مسيرات فتكون سلمية 100/100 لا يمكن أن تعطّل مسارات الدولة الإقتصادية والأمنية والإجتماعية والعلمية والصحية والتعليمية والإدارية.. ولا يمكن أن يحدث أي اعتداء على الأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة.. بل هذا لا يجوز أن يحدث حتى مع الكفار وفي حالة الحرب.. وباختصار أقول: على الشعوب العرباسلامية أن تراجع أنفسها وتعمل بما أمرها مولانا الله عز وجل في كل تعاملاتها ومعاملاتها وتتناصح وتنتصح وتنصح حكامها.. وتأخذ بالأسباب السّلميّة.. فالحوار هو خير مسار.. بل هو المسار.. ويأتي الحل آليّا وتلقائيّا من رب العزّة عز وجل.. وهذا لا يعني أن الحاكم غير مسؤول.. ولكن حتى ولو تولّيت أنت أيها المخاطَبُ الكريمُ الأمرَ.. لجُرْتَ ولظلمتَ كما جار وظلم مَنْ قبلك من الذين حاربتهم وخرجت عليهم وقاتلتهم فقتلتهم أو عزلتهم.. ما لم يطع الشعبُ اللهَ عز وجل ورسولَه عليه الصلاة والسلام.. لأنك نوع من العقاب من الخالق الآمر عز وجل.. كما أنهم بدورهم عقاب مسلّط على المخلوق العاصي لأمر الله الآمر عز وجل.. فللّه الأمر من قبل ومن بعد... والله أعلم وصلى الله على رسوله حبيبنا محمد وسلم

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30