بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
الاسرء والمعراج وحياة الدعاه
صفحة 1 من اصل 1
الاسرء والمعراج وحياة الدعاه
أيها المسلمون:
التحذير من مخاطر المفاسد السلوكية على الإنسان, أفرادا ومجتمعات,
وعلى شدة العقوبة عليها في الدنيا قبل الآخرة تحريما لها, ومنعا للوقوع
فيها, فقد شاهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المرائي في رحلة المعراج
ما يفزع كل عاقل من الوقوع في أي منها, فقد رأى عقوبات عدد من الجرائم مثل
الزنا, ومنع الزكاة, والوقوع في الغيبة والنميمة, وأكل أموال اليتامى
ظلما, وأكل الربا, وأكل أموال الناس بالباطل, كما رأى عقاب خطباء الفتنة,
وجزاء تضييع الأمانة, وغير ذلك من الجرائم التي قد يقع فيها كثير من الناس.
ولو أدركوا هول العقاب على كل جريمة من هذه الجرائم ما وقعوا فيها
أبدا.ونعيش اليوم مع أحد المعوقات للنهضة -خطباء الفتنة:-
إياك أن تكون قاطع طريق أخي الداعية
إن من المقتضيات الأساسية لصيرورة الشخص قدوة أن يشاهده المقتدون وقد
توافق قوله مع عمله لأن الناس تدرك حقيقة المفاهيم والفضائل إذا تجلت
أفعالاً.وقد تحدث القرآن الكريم حول أهمية الموافقة بين القول والعمل
موجهاً خطابه إلى المؤمنين : ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لِمَ
تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونكَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا
ما لا تَفْعَلُونَ﴾ (الصف:3) وقد توجه النبي شعيب عليه السلام إلى قومه
كما يحدثنا القرآن الكريم: ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا
أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصلاح ) ويقول ابن القيم رحمة
الله: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم
ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا! قالت
أفعالهم: لا تسمعوا منهم! فلو كان ما دعوا إليه حقًّا كانوا أول المستجيبين
له!؛ فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قُطّاع الطريق". فالعلم بغير ورع
ولا طاعة كالسراج يضيء البيت بنوره، ويحرق نفسه. وماذا يفيد العلم جُمَّاعَ
القول المصرين على معاصيهم وأخطائهم، الذين يستمعون القول ولا يتبعون
أحسنه.روى عبد الله بن وهب عن سفيان: "أن الخضِر قال لموسى - عليهما السلام
-:" يا ابن عمران، تعلم العلم؛ لتعمل به، ولا تتعلمه؛ لتحدث به، فيكون
عليك بُوره، ولغيرك نوره"وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: " أخوف ما
أخاف إذا وقفت بين يدي الله أن يقول: قد علمت فماذا عملت ".وفي منثور
الحكم: لم ينتفع بعلمه من ترك العمل به. فثمرة العلم أن يُعمَل به؛ لأن
العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. وخير العلم ما نفع، وخير القول ما
ردع، ومن تمام العلم استعماله، ومن تمام العمل استقلاله، فمن استعمل علمه
لم يخل من رشاد، ومن استقل عمله لم يقصر عن مراد.( الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ
أُنِيبُ)(هود: من الآية88)
عاقبة خطباء الفتنة قُطّاع الطريق إلى الجنة
أيها المسلمون:
من المرائي ليلة المعراج" رأى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قوما
تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت فسأل من
هؤلاء يا أخي يا جبريل؟ قال هؤلاء خطباء الفتنة الذين يقولون ما لا يفعلون"
فخطباء الفتنة الذين قالوا شيئا وفعلوا شيئا آخر صرفوا الناس عن
دينهم,لأن الله سبحانه وتعالى قد مكنهم من الدين ومن وعظ الناس ومع ذلك لم
يراعوا هذه النعمة بأن يكونوا قدوة دينية سلوكية ويعملون بمنهج الله ,بل
انطلقوا يفعلون غير ما أمر الله به , وعندما أحس الناس بذلك رفضوا أن
يأخذوا عنهم العلم وضلوا, ولذلك تقرض شفاههم وألسنتهم التي كانت سببا في أن
ينصرف الناس عن الدين ويبتعدوا عن منهج الله ويأتي العتاب والتوجيه من
الله( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون )..سورة الصف.وجاء في
كتاب بستان العارفين –قول بشر بن الحارث رحمه الله" أوحى الله إلى داوود يا
داوود لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا فيصدك بسكره عن طريق محبتي أولئك
قُطّاع طريق عبادي ".
وفي هذا الموقف تحذير لكل المسلمين وخاصة الدعاة من مخالفة العمل للقول وليعلموا أن الكلمة أمانة .
وللكلمة أهمية ومكانة كبيرة, بالإضافة إلى أثرها البالغ في حياة
الأمم; لذلك جاء التأكيد النبوي لأهميتها وخطورتها في آنٍ واحدٍ بقوله صلى
الله عليه وسلم: " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها
بالاً يرفعه الله بها, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها
بالاً يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفًا ", فإذا كانت كلمة تدخل هذا الجنة
وتدخل هذا النار, فإنها تكون سببًا في البناء والتنمية والنهضة, والكلمة
تشمل كل أنواع الكلمات المنطوقة والمقروءة والمسموعة، وهذا ما يجب أن يلتزم
به الإعلام، بحيث يجعل من أمانة الكلمة منهجًا يحافظ عليه, وهدفًا يعمل
للوصول إليه, وقيمة عليا وميثاق شرف يلتزم به: "ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا".ومن خان أمانة الكلمة استحق أن تقرض
الشفاة والألسن بمقاريض من حديد كنوع من العذاب.والدعوة إلى الله تعاني
كثيرا من خطباء الفتنة الذين يفتنون الناس بأقوال وتختلف معها الأفعال حرصا
على مال أو وظيفة أو اقتراب من سلطان.
وهذه آفة كلّ دعوة ,هؤلاء الناس يفصلون الكلمة عن السلوك، فيقولون
كلاماً للنَّاس ويفعلون فعلاَ آخر، ثمَّ يبرِّرون للنَّاس تصرفاتهم،
فيجعلون الإسلام مبرّراً لتصرفاتهم، بمعنى أن يفعلون الفعل ثمَّ يبحثون عن
مبرّر في الإسلام عنه والإسلام نزل لكي يرتفع الناس بمستوياتهم إليه لا أن
ينزل الإسلام إلى مستواهم، لذلك حينما خاطب الله أهل الكتاب قال ( قل يا
أهل الكتاب تعالوا ) أي: ارتفعوا إلى المستوى الأعلى لتأخذوا تعاليم الله .
والثورة تحتاج لعلماء ربانيين ونخاف على الثورة من خطباء الفتنة
ونسأل الله أن يحمي مصر ويوفق دعاتها إلى القيام بحسن القدوة والأسوة.
أنت الوريث للأنبياء فيا له من شرف عظيم
روى أبو داود والترمذي من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع ".
" وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ في السموات ومن في الأرض حتى
الحيتانُ في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر
الكواكب.وإن العلماء ورثة الأنبياء.وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا
درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر."ويكفيهم شرفًا
وفضلاً اقترانُهم باسم المولى - سبحانه - واسم ملائكته في قوله: ( شَهِدَ
اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ
قَائِمًا بِالقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) [آل
عمران: 18].و قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن مثل العلماء في الأرض كمثل
النجوم في السماء؛ يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم
أوشك أن تضل الهداة "؛ رواه أحمد.
وما أجمل ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه (مفتاح
دار السعادة) في بيانه لفضل العلم وأهله فقال: « وقوله أن العلماء ورثة
الأنبياء هذا من أعظم المناقب لأهل العلم فإن الأنبياء خير خلق الله،
فورثتهم خير الخلق بعدهم، ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته إذ هم
الذين يقومون مقامه من بعده، ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما
أرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق الناس بميراثهم، وفي هذا تنبيه على أنهم
أقرب الناس إليهم، فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث، وهذا
كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم، فكذلك هو في ميراث النبوة، والله
يختص برحمته من يشاء، وفيه أيضا إرشاد وأمر للأمة بطاعتهم واحترامهم
وتعزيرهم وتوقيرهم وإجلالهم، فإنهم ورثة و هذه بعض حقوقهم على الأمة
وخلفاؤهم فيهم وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين وبغضهم مناف للدين كما هو
ثابت لموروثهم وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في
موروثهم قال علي كرم الله وجهه ورضي عنه محبة العلماء دين يدان به وقال صلى
الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز و جل من عادى لي وليا فقد بارزني
بالمحاربة وورثة الأنبياء سادات أولياء الله عز و جل».
فابن القيم رحمه الله تعالى في كلامه بين مدى صلة العلماء
بالأنبياء, وأن للعلم صلة كما أن للنسب صلة, فصلة العلماء بالأنبياء هو
العلم، ولذلك هم الذين ورثوا الأنبياء فأخذوا بعض حقوقهم, وكذلك ذكر ابن
القيم في كلامه واجب الأمة تجاه العلماء، فيجب على الأمة أن يطيعوا العلماء
ويتلقوا عنهم دينهم, وأن يحبوهم ويوقروهم ويدافعوا عنهم, فهم ورثة
الأنبياء, وأولياء الله تعالى. و روى البخاري ومسلم في أن النبي قال: " إن
من البيان لسحرا " قال أبو حاتم البستي : " قد شبَّه النبي في هذا الخبر
البيان بالسحر ، إذ الساحر يستميل قلب الناظر إليه بسحره وشعوذته ، والفصيح
اللسان يستميل قلوب الناس إليه بحسن فصاحته ونظم كلامه ، فالأنفس تكون
إليه تائقة ، والأعين إليه رامقة ".
وقال الخطابي : " البيان اثنان : أحدهما : ما تقع به الإبانة عن
المراد بأي وجه كان,والآخر: ما دخلته الصنعة يروق للسامعين ويستميل قلوبهم ،
وهو الذي يشبه بالسحر "
وفى الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود أن النبي قال : " ما من
نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون
بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تَخْلْفُ من بعدهم خلوف ، يقولون ما لا
يفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم
بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان
حبةُ خردل" رواه أحمد ومسلم
كن قدوة حسنة
تظل القيم والمثل العليا حقائقَ مجردةً لا تأثير لها ولا فائدة حتى
تتحوَّل إلى نموذج عملي في حياة البشر؛ فتؤثر في تصرفاتهم وسلوكياتهم
وعاداتهم وتقاليدهم. ورحم الله صاحب الظلال؛ فقد قال: "ستظل كلماتنا عرائس
من الشمع؛ لا روح فيها ولا حياة، حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح،
وكُتبت لها الحياة" وهل نموت من أجل كلمات لم نعِش لها ولم نتخلَّق بها
ولم تتحوَّل إلى واقعٍ في حياتنا؟! وقد قالوا قديمًا: "عمل رجلٍ في ألف
رجلٍ خيرٌ من قول ألف رجلٍ في رجلٍ"،لقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله
عليه وسلم بالإقتداء بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين؛ فقال تعالى: (
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ ) (الأنعام: من
الآية 90).
يقول سيد قطب رحمه الله: "الدعوة إلى البر والمخالفة عنه في سلوك
الداعين إليه هي الآفة التي تصيب النفوس بالشك؛ لا في الدعاة وحدهم ولكن في
الدعوات ذاتها، وهي التي تبلبل قلوب الناس وأفكارهم؛ لأنهم يسمعون قولاً
جميلاً ويشهدون فعلاً قبيحًا فتتملَّكهم الحيرة بين القول والفعل، وتخبو في
أرواحهم الشعلة التي توقدها العقيدة وينطفئ في قلوبهم النور الذي يشعه
الإيمان، ولا يعودون يثقون في الدين بعد ما فقدوا ثقتهم برجال الدين عن أنس
- رضي الله عنه - قال: ( كان النبي – صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس،
وأشجع الناس، وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس
قِبل الصوت، فتلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – راجعاً وقد سبقهم
إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري، وفي عنقه السيف، وهو يقول: " لم
تراعوا، لم تراعوا" متفق عليه.قال أبو العباس الرقي - وكان من حفاظ الحديث
- إنهم دخلوا على أحمد بالرقة وهو محبوس، فجعلوا يذكرونه ما يروى في
التقية من الأحاديث، فقال أحمد: فكيف تصنعون بحديث خباب: ( إن من كان قبلكم
كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه )؟ قيل لنافع: ما كان ابن
عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
أيها العلماء :- واجبنا أن نبيّن للناس الشرع وأن نكون قدوة
وأن نجعل من مساجدنا الريادة العلمية والرياضية والاجتماعية والفنية ( يعني
البحث عن الأصوات الحسنة التي تقدم الأناشيد والأعمال المسرحية
الهادفة..الخ
)
التحذير من مخاطر المفاسد السلوكية على الإنسان, أفرادا ومجتمعات,
وعلى شدة العقوبة عليها في الدنيا قبل الآخرة تحريما لها, ومنعا للوقوع
فيها, فقد شاهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المرائي في رحلة المعراج
ما يفزع كل عاقل من الوقوع في أي منها, فقد رأى عقوبات عدد من الجرائم مثل
الزنا, ومنع الزكاة, والوقوع في الغيبة والنميمة, وأكل أموال اليتامى
ظلما, وأكل الربا, وأكل أموال الناس بالباطل, كما رأى عقاب خطباء الفتنة,
وجزاء تضييع الأمانة, وغير ذلك من الجرائم التي قد يقع فيها كثير من الناس.
ولو أدركوا هول العقاب على كل جريمة من هذه الجرائم ما وقعوا فيها
أبدا.ونعيش اليوم مع أحد المعوقات للنهضة -خطباء الفتنة:-
إياك أن تكون قاطع طريق أخي الداعية
إن من المقتضيات الأساسية لصيرورة الشخص قدوة أن يشاهده المقتدون وقد
توافق قوله مع عمله لأن الناس تدرك حقيقة المفاهيم والفضائل إذا تجلت
أفعالاً.وقد تحدث القرآن الكريم حول أهمية الموافقة بين القول والعمل
موجهاً خطابه إلى المؤمنين : ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لِمَ
تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونكَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا
ما لا تَفْعَلُونَ﴾ (الصف:3) وقد توجه النبي شعيب عليه السلام إلى قومه
كما يحدثنا القرآن الكريم: ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا
أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصلاح ) ويقول ابن القيم رحمة
الله: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم
ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا! قالت
أفعالهم: لا تسمعوا منهم! فلو كان ما دعوا إليه حقًّا كانوا أول المستجيبين
له!؛ فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قُطّاع الطريق". فالعلم بغير ورع
ولا طاعة كالسراج يضيء البيت بنوره، ويحرق نفسه. وماذا يفيد العلم جُمَّاعَ
القول المصرين على معاصيهم وأخطائهم، الذين يستمعون القول ولا يتبعون
أحسنه.روى عبد الله بن وهب عن سفيان: "أن الخضِر قال لموسى - عليهما السلام
-:" يا ابن عمران، تعلم العلم؛ لتعمل به، ولا تتعلمه؛ لتحدث به، فيكون
عليك بُوره، ولغيرك نوره"وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: " أخوف ما
أخاف إذا وقفت بين يدي الله أن يقول: قد علمت فماذا عملت ".وفي منثور
الحكم: لم ينتفع بعلمه من ترك العمل به. فثمرة العلم أن يُعمَل به؛ لأن
العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. وخير العلم ما نفع، وخير القول ما
ردع، ومن تمام العلم استعماله، ومن تمام العمل استقلاله، فمن استعمل علمه
لم يخل من رشاد، ومن استقل عمله لم يقصر عن مراد.( الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ
أُنِيبُ)(هود: من الآية88)
عاقبة خطباء الفتنة قُطّاع الطريق إلى الجنة
أيها المسلمون:
من المرائي ليلة المعراج" رأى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قوما
تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت فسأل من
هؤلاء يا أخي يا جبريل؟ قال هؤلاء خطباء الفتنة الذين يقولون ما لا يفعلون"
فخطباء الفتنة الذين قالوا شيئا وفعلوا شيئا آخر صرفوا الناس عن
دينهم,لأن الله سبحانه وتعالى قد مكنهم من الدين ومن وعظ الناس ومع ذلك لم
يراعوا هذه النعمة بأن يكونوا قدوة دينية سلوكية ويعملون بمنهج الله ,بل
انطلقوا يفعلون غير ما أمر الله به , وعندما أحس الناس بذلك رفضوا أن
يأخذوا عنهم العلم وضلوا, ولذلك تقرض شفاههم وألسنتهم التي كانت سببا في أن
ينصرف الناس عن الدين ويبتعدوا عن منهج الله ويأتي العتاب والتوجيه من
الله( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون )..سورة الصف.وجاء في
كتاب بستان العارفين –قول بشر بن الحارث رحمه الله" أوحى الله إلى داوود يا
داوود لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا فيصدك بسكره عن طريق محبتي أولئك
قُطّاع طريق عبادي ".
وفي هذا الموقف تحذير لكل المسلمين وخاصة الدعاة من مخالفة العمل للقول وليعلموا أن الكلمة أمانة .
وللكلمة أهمية ومكانة كبيرة, بالإضافة إلى أثرها البالغ في حياة
الأمم; لذلك جاء التأكيد النبوي لأهميتها وخطورتها في آنٍ واحدٍ بقوله صلى
الله عليه وسلم: " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها
بالاً يرفعه الله بها, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها
بالاً يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفًا ", فإذا كانت كلمة تدخل هذا الجنة
وتدخل هذا النار, فإنها تكون سببًا في البناء والتنمية والنهضة, والكلمة
تشمل كل أنواع الكلمات المنطوقة والمقروءة والمسموعة، وهذا ما يجب أن يلتزم
به الإعلام، بحيث يجعل من أمانة الكلمة منهجًا يحافظ عليه, وهدفًا يعمل
للوصول إليه, وقيمة عليا وميثاق شرف يلتزم به: "ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا".ومن خان أمانة الكلمة استحق أن تقرض
الشفاة والألسن بمقاريض من حديد كنوع من العذاب.والدعوة إلى الله تعاني
كثيرا من خطباء الفتنة الذين يفتنون الناس بأقوال وتختلف معها الأفعال حرصا
على مال أو وظيفة أو اقتراب من سلطان.
وهذه آفة كلّ دعوة ,هؤلاء الناس يفصلون الكلمة عن السلوك، فيقولون
كلاماً للنَّاس ويفعلون فعلاَ آخر، ثمَّ يبرِّرون للنَّاس تصرفاتهم،
فيجعلون الإسلام مبرّراً لتصرفاتهم، بمعنى أن يفعلون الفعل ثمَّ يبحثون عن
مبرّر في الإسلام عنه والإسلام نزل لكي يرتفع الناس بمستوياتهم إليه لا أن
ينزل الإسلام إلى مستواهم، لذلك حينما خاطب الله أهل الكتاب قال ( قل يا
أهل الكتاب تعالوا ) أي: ارتفعوا إلى المستوى الأعلى لتأخذوا تعاليم الله .
والثورة تحتاج لعلماء ربانيين ونخاف على الثورة من خطباء الفتنة
ونسأل الله أن يحمي مصر ويوفق دعاتها إلى القيام بحسن القدوة والأسوة.
أنت الوريث للأنبياء فيا له من شرف عظيم
روى أبو داود والترمذي من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع ".
" وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ في السموات ومن في الأرض حتى
الحيتانُ في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر
الكواكب.وإن العلماء ورثة الأنبياء.وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا
درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر."ويكفيهم شرفًا
وفضلاً اقترانُهم باسم المولى - سبحانه - واسم ملائكته في قوله: ( شَهِدَ
اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ
قَائِمًا بِالقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) [آل
عمران: 18].و قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن مثل العلماء في الأرض كمثل
النجوم في السماء؛ يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم
أوشك أن تضل الهداة "؛ رواه أحمد.
وما أجمل ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه (مفتاح
دار السعادة) في بيانه لفضل العلم وأهله فقال: « وقوله أن العلماء ورثة
الأنبياء هذا من أعظم المناقب لأهل العلم فإن الأنبياء خير خلق الله،
فورثتهم خير الخلق بعدهم، ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته إذ هم
الذين يقومون مقامه من بعده، ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما
أرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق الناس بميراثهم، وفي هذا تنبيه على أنهم
أقرب الناس إليهم، فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث، وهذا
كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم، فكذلك هو في ميراث النبوة، والله
يختص برحمته من يشاء، وفيه أيضا إرشاد وأمر للأمة بطاعتهم واحترامهم
وتعزيرهم وتوقيرهم وإجلالهم، فإنهم ورثة و هذه بعض حقوقهم على الأمة
وخلفاؤهم فيهم وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين وبغضهم مناف للدين كما هو
ثابت لموروثهم وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في
موروثهم قال علي كرم الله وجهه ورضي عنه محبة العلماء دين يدان به وقال صلى
الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز و جل من عادى لي وليا فقد بارزني
بالمحاربة وورثة الأنبياء سادات أولياء الله عز و جل».
فابن القيم رحمه الله تعالى في كلامه بين مدى صلة العلماء
بالأنبياء, وأن للعلم صلة كما أن للنسب صلة, فصلة العلماء بالأنبياء هو
العلم، ولذلك هم الذين ورثوا الأنبياء فأخذوا بعض حقوقهم, وكذلك ذكر ابن
القيم في كلامه واجب الأمة تجاه العلماء، فيجب على الأمة أن يطيعوا العلماء
ويتلقوا عنهم دينهم, وأن يحبوهم ويوقروهم ويدافعوا عنهم, فهم ورثة
الأنبياء, وأولياء الله تعالى. و روى البخاري ومسلم في أن النبي قال: " إن
من البيان لسحرا " قال أبو حاتم البستي : " قد شبَّه النبي في هذا الخبر
البيان بالسحر ، إذ الساحر يستميل قلب الناظر إليه بسحره وشعوذته ، والفصيح
اللسان يستميل قلوب الناس إليه بحسن فصاحته ونظم كلامه ، فالأنفس تكون
إليه تائقة ، والأعين إليه رامقة ".
وقال الخطابي : " البيان اثنان : أحدهما : ما تقع به الإبانة عن
المراد بأي وجه كان,والآخر: ما دخلته الصنعة يروق للسامعين ويستميل قلوبهم ،
وهو الذي يشبه بالسحر "
وفى الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود أن النبي قال : " ما من
نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون
بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تَخْلْفُ من بعدهم خلوف ، يقولون ما لا
يفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم
بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان
حبةُ خردل" رواه أحمد ومسلم
كن قدوة حسنة
تظل القيم والمثل العليا حقائقَ مجردةً لا تأثير لها ولا فائدة حتى
تتحوَّل إلى نموذج عملي في حياة البشر؛ فتؤثر في تصرفاتهم وسلوكياتهم
وعاداتهم وتقاليدهم. ورحم الله صاحب الظلال؛ فقد قال: "ستظل كلماتنا عرائس
من الشمع؛ لا روح فيها ولا حياة، حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح،
وكُتبت لها الحياة" وهل نموت من أجل كلمات لم نعِش لها ولم نتخلَّق بها
ولم تتحوَّل إلى واقعٍ في حياتنا؟! وقد قالوا قديمًا: "عمل رجلٍ في ألف
رجلٍ خيرٌ من قول ألف رجلٍ في رجلٍ"،لقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله
عليه وسلم بالإقتداء بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين؛ فقال تعالى: (
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ ) (الأنعام: من
الآية 90).
يقول سيد قطب رحمه الله: "الدعوة إلى البر والمخالفة عنه في سلوك
الداعين إليه هي الآفة التي تصيب النفوس بالشك؛ لا في الدعاة وحدهم ولكن في
الدعوات ذاتها، وهي التي تبلبل قلوب الناس وأفكارهم؛ لأنهم يسمعون قولاً
جميلاً ويشهدون فعلاً قبيحًا فتتملَّكهم الحيرة بين القول والفعل، وتخبو في
أرواحهم الشعلة التي توقدها العقيدة وينطفئ في قلوبهم النور الذي يشعه
الإيمان، ولا يعودون يثقون في الدين بعد ما فقدوا ثقتهم برجال الدين عن أنس
- رضي الله عنه - قال: ( كان النبي – صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس،
وأشجع الناس، وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس
قِبل الصوت، فتلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – راجعاً وقد سبقهم
إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري، وفي عنقه السيف، وهو يقول: " لم
تراعوا، لم تراعوا" متفق عليه.قال أبو العباس الرقي - وكان من حفاظ الحديث
- إنهم دخلوا على أحمد بالرقة وهو محبوس، فجعلوا يذكرونه ما يروى في
التقية من الأحاديث، فقال أحمد: فكيف تصنعون بحديث خباب: ( إن من كان قبلكم
كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه )؟ قيل لنافع: ما كان ابن
عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
أيها العلماء :- واجبنا أن نبيّن للناس الشرع وأن نكون قدوة
وأن نجعل من مساجدنا الريادة العلمية والرياضية والاجتماعية والفنية ( يعني
البحث عن الأصوات الحسنة التي تقدم الأناشيد والأعمال المسرحية
الهادفة..الخ
)
مواضيع مماثلة
» الاسرء والمعراج
» الاسرء والمعراج فرج بعد كرب
» الاسرء والمعراج السيد سابق
» أنا حلفت يمينا علي أخي أنه لا ينام في البيت ، فقلت وحياة القران لن تنام في البيت ، ونام في
» ]الإسراء والمعراج
» الاسرء والمعراج فرج بعد كرب
» الاسرء والمعراج السيد سابق
» أنا حلفت يمينا علي أخي أنه لا ينام في البيت ، فقلت وحياة القران لن تنام في البيت ، ونام في
» ]الإسراء والمعراج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin