مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
حقوق الدعوه الى الله وفضلها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 21 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 21 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

حقوق الدعوه الى الله وفضلها

اذهب الى الأسفل

حقوق الدعوه الى الله وفضلها Empty حقوق الدعوه الى الله وفضلها

مُساهمة من طرف Admin الجمعة 31 مايو 2013, 9:05 am

مكانة الدعوة – بقلم الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

يقول الله تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ ).

وفى نفس السورة
يقول الله تعالى : ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ).

ونلاحظ من مجموع الآيتين أن الدعوة إلى دين الله هى من أخص صفات المؤمنين ، كما أن الدعوة إلى ضد ذلك من صفات المنافقين .

يقول الإمام القرطبى فى تفسيره : ” فجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهى
عن المنكر فرقًا بين المؤمنين والمنافقين ، فدلَّ على أن أخص أوصاف
المؤمنين الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ورأسها الدعوة إلى الإسلام”
.وفى التلازم بين الإيمان والدعوة إلى الله ما يدل على أن زيادة الإيمان
تعنى زيادة الحركة لدين الله ، والعكس .

يقول الدكتور محمد أمين
المصرى : ” الإيمان شبيه بالقوة الكامنة فى الجهاز المحرك الذى لا يعدو أن
يكون عشر معشار حجم الطائرة يستطيع أن ينطلق لتنطلق بانطلاقته الطائرة
فتقطع المسافات الشاسعة ببرهة يسيرة ، وتقلع بقوة دفعه الطائرة المستقرة
على وجه الأرض . إن قوة المحرك تظهر للعيان بسبح الطائرة فى أجواء الفضاء ،
وكذلك قوة الإيمان تتجلى بسبح صاحب الإيمان فى أجواء الدعوة إلى الله ..
وإذا عجز المحرك عن أن ينطلق بالطائرة أو السيارة فقد أصابه الخلل ،
وتسرَّب إليه العطب ، وكذلك الإيمان الذى لا يحرك صاحبه ليدفعه إلى السير
فى سبيل الدعوة إلى الله هو إيمان هامد خامل ، قد أصابه الوهن وتسرب إليه
الخلل” .

يقول الله تعالى : ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ
لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .سورة العصر ففى هذه
السورة الكريمة القليلة فى مبناها الكثيرة فى معناها ومحتواها ، يقسم الله
تعالى بالعصر ، ويؤكد هذا القسم بـ ” إنّ ” و” اللام ” على أن جنس الإنسان
فى ضياع وخسران ، ويستثنى من هذا الخسران من اتصف بأربع صفات :

1 – الإيمان بالله . 2 – العمل الصالح .

3 – التواصى بالحق . 4 – التواصى بالصبر .

وبالتأمل فى هذه الصفات الأربع نجد أن نصفها الأول يتعلق بصلاح المرء فى
ذاته ، ونصفها الثانى يتعلق بالعمل على إصلاح غيره ، وذلك بالتواصى بالحق
والتواصى بالصبر مع سائر الخلق.

وهو ما يدل على مكانة الدعوة وأهمية القيام بها فى دين الله .

فى الوقت ذاته ورد فى كتاب الله تعالى ما يشير إلى أهمية القيام بواجب
الدعوة بأسلوب التحذير من التهاون والتفريط فى هذا الأمـر ، والإشارة فى
كتاب الله تعالى إلى استحقاق المتهاونين فى هذا الأمـر للعنة الله لهم ،
وهى الطرد من رحمته ، فقال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي
إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا
عَصَـوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَـوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ
فَعَـلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المائدة

والآيتان تحذير للمسلمين من سلوك هذا السبيل حتى لا ينالهم من الذم ما نال السابقين .

ولا تزال هناك جوانب أخرى فى كتاب الله تعالى يستفاد منها بيان مكانة
الدعوة فى دين الله تعالى ، لكننى أكتفى بما ذكرته ، ففيه دلالة على
المقصود بما يكفى ويغنى .

ومما يدل على مكانة الدعوة إلى الله فى الإسلام من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم نتخير ما يلى :

عن أبى رقية تميم بن أوس الدارى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : «
الدين النصيحة » ، قلنا : لمن ؟ قال : « لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة
المسلمين وعامتهم » أخرجه مسلم ؛ ففى هذا القول النبوى ما يؤكد على سمو
مكانة الدعوة فى هذا الدين حتى لكأنها الدين كله ، ونظيره قول النبى صلى
الله عليه وسلم فى حديث آخر : « الحج عرفة » أخرجه أحمد وأصحاب السنن . ،
فهو لا يلغى سائر الأركان وإنما يدل على أن أهمها وأعظمها الوقوف بعرفة
وكذلك الأمر بالنسبة للدعوة والنصيحة فى دين الله .

عن النعمان بن
بشير عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : « مثل القائم على حدود الله
والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة (استهموا على سفينة : اقترعوا على
أماكن نزولهم فيها ، ليعرفوا من ينزل أسفل ، ومن يصعد أعلى) ، فأصاب بعضهم
أعلاها ، وبعضهم أسفلها ، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء
مرُّوا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من
فوقنا ؟ فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعًا ، وإن أخذوا على أيديهم
نجوا ونجوا جميعًا » أخرجه البخارى وغيره.

ونأخذ من هذا الحديث
أهمية القيام بواجب الدعوة ، والأخذ على يد العابثين والمفسدين ، وأن ذلك
يمثل صمام الأمان للمجتمع بأسره ، وإلا عمت البلوى ، وفشت الضلالة ، وحاق
العذاب بالطالحين والصالحين على السواء ، وصدق الله تعالى إذ يقول : (
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) سورة الأنفال – الآية 25.

وكما نبه القرآن الكريم المسلمين إلى ضرورة القيام بواجب الأمر بالمعروف
والنهى عن المنكر ، وعدم التهاون فى هذا الجانب حتى لا تنالهم اللعنة كما
نالت بنى إسرائيل ورد فى السنة ما يؤكد هذا المعنى أيضًا ، فقد ورد فى
الحديث أن الرجل كان يلقى أخاه من بنى إسرائيل على المعصية فيقول : يا هذا ،
اتق الله ودع ما تصنع فإن هذا لا يحل لك ؛ ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه
ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم
ببعض ، وفى هذا يقول ربنا : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي
إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا
عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ
فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ
يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ
أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ
خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا
أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً
مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) سورة المائدة – الآية 78 – 81 .

ثم قال
صلى الله عليه وسلم : « كلا والله لتـ أمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ،
ولتأخذن على يد الظالم ، ولتأطــرنه على الحق أطـرًا ، ولتقصــرنه على
الحق قصــرًا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم ليلعنكم كما لعنهم
» أخرجه أبو داود والترمذى ، وقال : ” حديث حسن.

ونؤكد كذلك على
مكانة الدعوة فى دين الله من خلال السنة ، بما ورد من حرص النبى صلى الله
عليه وسلم على لفت أنظار أصحابه إليها ، وذلك عند مبايعته لهم أول عهدهم
بالإسلام .

فعن جرير بن عبد الله البجلى قال : ” بايعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم “
أخرجه البخارى ومسلم .

وعن عبادة بن الصامت صلى الله عليه وسلم
قال : ” بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فى العسر
واليسر ، والمنشط والمكره ، وعلى أثرة علينا وعلى أثرة علينا : يعنى
الإيثار ، وهو ضد الأثرة ، وألا ننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرًا
بواحًا عندكم من الله فيه برهان ، وعلى أن نقول الحق أينما كنا ، لا نخاف
فى الله لومة لائم “ أخرجه البخارى ومسلم .

والأحاديث الدالة على مكانة الدعوة فى دين الله كثيرة جدًا ، لكننى أكتفى بما ذكرت ، ففيه الكفاية للدلالة.

من خلال ما عرضناه سابقًا يتضح لنا أن الدعوة إلى الله تعالى تحتل فى دين الله أسمى مكانة وأرقى منزلة .

ويمكن الاستدلال بكل ما أوردناه من أدلة على حكم القيام بالدعوة ، وأنها
ليست أمرًا ثانويًا ، أو عملاً تطوعيًا ، بل هى من صميم الواجبات ومن ألزم
الفرائض ، وهو ما أكد عليه علماء الأمة وفقهاؤها .

يقول الإمام
النووى : ” تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الكتاب والسنة
وإجماع الأمة “ شرح النووى على صحيح مسلم ، جـ2 ص22 .

وفيما يلى نتعرف على بعض الأدلة التى تدل على وجوب القيام بالدعوة إلى الله ، إضافة إلى ما سبق ذكره فى النقطة السابقة .

قول الله تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) سورة آل عمران – الآية 104 .

فقوله : ( وَلْتَكُنْ ) فعل مضارع مقترن بـ لام الأمر ، وهى صيغة من صيغ الوجوب .

والراجح فى قوله : ( مِنْكُمْ ) أنها للبيان وليست للتبعيض ، كما تقول
لشخص ما : أريد منك رجلاً صالحًا ، أى أريد أن تكون صالحًا ، وعلى هذا يكون
الوجـوب عينيًا على كل مسلم ، وليس مكلفًا به بعضهم فقط .

ويرجح ذلك عدة أدلة :

أن النبى صلى الله عليه وسلم طلب من كل مسلم أن يسهم بقدر استطاعته فى
إزالة المنكر ، ولم يعف من ذلك أحدًا ، ففى الحديث عن أبى هريرة صلى الله
عليه وسلم قال : ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من رأى منكم
منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك
أضعف الإيمان » ، وفى رواية : « وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل » رواه
مسلم ، ورود العديد من الآيات التى تأمر النبى صلى الله عليه وسلم بالدعوة
إلى الله تعالى وذلك كقوله تعالى : ( وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا
تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) سورة القصص – الآية 87

وقوله
تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة النحل – الآية
125 ، والقاعدة أن كل تكليف للرسول صلى الله عليه وسلم هو تكليف لأمته ما
لم يرد نص يفيد خصوصية النبى صلى الله عليه وسلم دون سواه ، وليس هنا شىء
يفيد هذا التخصيص ، فيبقى الأمر على عمومه لجميع المسلمين .

فإن
قيل إن الدعوة إلى الله شرط لها العلم ، وهذا يفيد أن الأمر على الكفاية لا
على العين ، بحيث لو قام به البعض سـقط الإثم على الباقين ، أجيب بأن
العلم ليس شيئًا واحدًا لا يتجزأ ، بل هو بطبيعته يتجزأ ، وعليه فإن من علم
مسألة من الدين – وإن قلَّتْ – صار عالمًا بها ، وأصبح لزامًا عليه
تبليغها ، ويؤيد ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم : « بلغوا عنى ولو آية »
أخرجه البخارى ، وقوله : « ليبلغ الشاهد منكم الغائب » أخرجه مسلم .

ونستخلص من هذا أن الدعوة إلى الله تعالى فرض على كل مسلم ومسلمة بالقدر
الذى يعلمه كل فرد ، وأهل العلم يتميزون فى هذا المجال لا بأصل التكليف ،
وإنما بما يُحْتَاجُ فى فهمه من مسائل الدين إلى فقه ومعرفة وإلمام
بالأحكام وغيرها .

يستدل أيضًا على وجوب الدعوة بقول الله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ
أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ * إِلاَّ
الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ
عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) سورة البقرة – الآية 159 ،
160 .

وبقوله تعالى : ( كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ). سورة المائدة – الآية 79 .

ففى الآيتين الكريمتين تهديد ووعيد لمن تمكَّن من معرفة أى شىء من الحق ، ثم اتصف بالسكوت حيال ما يراه من منكر يشيع

أو معروف يضيع ، وأن المخرج الوحيد للمرء من استحقاق اللعن أن يبادر
بالتوبة والإصلاح ، والجهر والبيان لكلمة الحق ، والدعوة إلى ما فيه مرضاة
الله رب العالمين ، دون اعتماد على أن غيرنا سيقوم بهذا الواجب عنا ، وهذا
كله مما يفيد الوجوب .

ومن أدلة السنة على وجوب الدعوة إلى الله تعالى – إضافة إلى ما سبق – نختار ما يلى :

قوله صلى الله عليه وسلم : « من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده … » إلى آخر الحديث ، وقد مر بنا قريبًا .

ووجه الدلالة على وجوب الدعوة من هذا الحديث أن لفظة (مَنْ) من ألفاظ
العموم ، ويشمل هذا اللفظ كل مسلم ومسلمة ، إذ فى إمكان أى أحد أن يواجه
المنكر بإحدى الوسائل المشار إليها فى الحديث ، فإذا لم يتحرك المسلم ليغير
ما يراه من منكر – ولو بالقلب – ليس الإنكار بالقلب كما يتخيل البعض
عملاً سلبيًا يحمل الشخص على عدم الرضا مع مشاركته للعاصين ، وإلا ما رتب
عليه النبى إمكانية التغيير به فى الفعل ، بل هو قيمة إيجابية تتمثل فى
مقاطعة العصاة ومجالسهم ، وإعلان عدم الرضا بصـورة عملية ، ولو أن كل شخص
فعل ذلك مع العصاة لفضحت مسالكهم ، وحملهم ذلك على تغيير تصرفهم حتى لا
يفقدوا أبناء المجتمع كله إذا وجدوا أن الجميع قاطعهم فقد لزمه الإثم ،
وانتفت عنه صفة المؤمن الكامل .

وقد جاء فى إحدى روايات هذا
الحديث عند الإمام مسلم : « فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه
فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل »
.

يضاف إلى ذلك ما سبق ذكره من دعوة النبى صلى الله عليه وسلم
أصحابه إلى تبليغ دعوة الله إلى من سواهم ، وجاءت دعوته تلك فى حجة الوداع ،
حيث اجتمعت الألوف بين يديه ، بدأ خطابه بقوله : « أيها الناس اسمعوا قولى
، فإنى لا أدرى ، لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا … » إلى آخر الحديث .

فكان فيما قال صلى الله عليه وسلم : « ألا فليبلغ الشاهد الغائب » سبق تخريجه .

ونظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : « بلغوا عنى ولو آية » سبق تخريجه.

والأمر يقتضى الوجوب ، وعدم تحديد فئة معينة بهذا الأمر يقتضى العموم .

ونستخلص مما سبق أن الدعوة إلى الخير ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
فرض حتم لازم على كل مسلم ، وهو ما يدل عليه ظاهر النصوص من القرآن الكريم
والسنة المطهرة ، وما يدل عليه عمل النبى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام
والأجيال الصالحة التى تلتهم ، وهو ما أمرت به آية سورة يوسف : ( قُلْ
هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) سورة
يوسف – الآية 108 .

فمن أهمل القيام بهذا الواجب ، وتعمد ترك هذه
الفريضة فقد فاته شرف الانتساب إلى سبيل النبى صلى الله عليه وسلم ، والذى
لا ينال إلا بالدعوة إلى الله على بصيرة ، كما هو صريح الآية .
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى