بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 25 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
والنصب بالأمر الجمل للخليل 2
صفحة 1 من اصل 1
والنصب بالأمر الجمل للخليل 2
والنصب بالأمر
قولهم صبرا وحديثا أي اصبر وحدث قال الله عز وجل في سورة محمد ( فضرب الرقاب ) معناه فاضربوا الرقاب ومثله في الروم ( منيبين إليه ) و ( مخلصين له الدين ) أي أنيبوا إليه وأخلصوا له الدين
قال الشاعر
( فدع عنك نهبا صيح في حجراته ... ولكن حديثا ما حديث الرواحل )
معناه حدثني حديثا
وكذلك قولك صبرا أي اصبر صبرا قال الراجز
( ملسا بذود الحمسي ملسا ... ملسا به حتى كأن الشمسا )
( بالأفق الغربي تكسى الورسا )
معناه املس املس
ومثله قولهم غفرانك لا كفرانك قال الله عز وجل في البقرة ( غفرانك ربنا وإليك المصير ) اغفر لنا ربنا ومثله قول الشاعر
( وقارك وارتئافك في نمير ... فلا تعجل بالغضب اعجلالا )
أي توقر وترأف
والنصب بالمدح
قولهم مررت بزيد الرجل الصالح نصبت الرجل الصالح على المدح وإن شئت جعلته بدلا من زيد فخفضته وإن شئت رفعته على إضمار هو كقولك مررت بزيد هو الرجل الصالح وزعم يونس النحوي أن نصب هذا الحرف على المدح في سورة النساء ( والمقيمين الصلاة ) و ( الصابرين في البأساء والضراء ) قال الشاعر
( لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر )
( النازلين بكل معترك ... والطيبين معاقد الأزر )
نصب النازلين والطيبين على المدح ويروي بعضهم والطيبون وينشد على ثلاثة أوجه ويقول اذا طال كلام العرب بالرفع نصبوا ثم رجعوا إلى الرفع
وقال الأخطل
( نفسي فداء أمير المؤمنين إذا ... أبدى النواجد يوم باسل ذكر )
( الخائض الغمر والميمون طائره ... خليفة الله يستسقى به المطر )
نصب الخائض والميمون وخليفة الله على المدح والتعظيم وقال الأخطل أيضا
( لقد حملت قيس بن عيلان حربها ... على مستقل بالنوائب والحرب )
( أخاها إذا كانت عضاضا سمالها ... على كل حال من ذلول ومن صعب )
نصب أخاها على المدح ولولا ذلك لخفضه على البدل من مستقل
وإنما ينصب المدح والذم والترحم والاختصاص على إضمار أعني ويفسر على ذلك لله ولرسوله والحمد والشكر
والنصب بالذم
قولهم مررت بأخيك الفاجر نصبت الفاسق نصبت الفاجر الفاسق على الذم وعلى هذا ينصب هذا الحرف في تبت ( وامرأته حمالة الحطب ) ومثله ( مذبذبين بين ذلك ) و ( ملعونين أينما ثقفوا ) منصوبة على الذم كما ذكر أهل النحو وقال عروة بن الورد العبسي
( سقوني الخمر ثم تكنفوني ... عداة لله من كذب وزور ) عداة الله على الذم وقال النابغة الذبياني
( لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلا علي الأقارع )
( أقارع عوف لا أحاول غيرها ... وجوه قرود تبتغي من تجادع )
نصب وجوه قرود على الذم وقال آخر
( طليق الله لم يمنن عليه ... أبو داود وابن أبي كثير )
( ولا الحجاج عيني بنت ماء ... تقلب عينها حذر الصقور )
نصب عيني على الذم
قال ابن خياط العكلي
( وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم ... إلا نميرا أطاعت أمر غاويها )
( الظاعنين ولما يظعنوا أحدا ... والقائلين لمن دار نخليها )
( نصب الظاعنين والقائلين على الذم
والنصب بالترحم
قولهم مررت به المسكين نصبت المسكين على أنك رحمته وقال مهلهل
( ولقد خبطن بيوت يشكر خبطة ... أخوالنا وهم بنو الأعمام )
نصب أخوالنا على الترحم
قال طرفة بن العبد
( قسمت الدهر في زمن رخي ... كذاك الحكم يقصد أو يجور )
( لنا يوم وللكروان يوم ... تطير البائسات ولا نطير )
نصب البائسات على الترحم وقال آخر
( وتأوي إلى نسوة بائسات ... وشعثا مراضيع مثل السعالي )
نصب شعثا ومراضيع على الترحم وقال آخر
( فأصبحت بقرقرى كوانسا فلا تلمه أن ينام البائسا نصب البائس على الترحم
والنصب باختصاص
قولهم إنا بني عبد الله نفعل كذا وكذا نصب بني لأنه اختصاص اختص الفعل ولم يخبر أنهم بنوا عبد الله كأنه قال إنا أعني بني عبد الله قال مهلهل
( إنا بني تغلب قوم معاقلنا ... بيض السيوف إذا ما أفزع البلد )
نصب بني على الاختصاص
قال الشاعر
( إنا بني منقر قوم لنا شرف ... فينا سراة بني سعد وناديها )
وقال رؤبة
بنا تميما يكشف الضباب
نصب تميما على الاختصاص ألا ترى أنه أخبر عن الفعل وقال آخر
( ألم تر أنا بني دارم ... زرارة فينا أبو معبد )
نصب بني على الاختصاص
وأما قول الآخر
( نحن بنو خويلد صراحا ... )
فإنه رفع بني لأنه أخبر أنهم بنو خويلد ونصب صراحا على القطع وينشد بيت للبيد بن ربيعة
( نحن بني أم البنين الأربعة ... ونحن خير عامر بن صعصعة )
ينصب هذا البيت ويرفع وكذلك قال آخر
( نحن بنو ضبة أصحاب الجمل ... )
وبني ضبة ايضا على ما بينت لك
والنصب بالصرف
قولهم لا أركب وتمشي ولا أشبع وتجوع فلا أسقط الكناية وهي أنت نصب لأن معناه لا أركب وأنت تمشي ولا أشبع وأنت تجوع فلما أسقط الكناية وهي أنت نصب لأنه مصروف عن جهته
قال الله عز وجل ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم ) وكذلك في البقرة ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) معناه والله أعلم وأنتم تكتمون الحق وأنتم تدعون إلى السلم فلما أسقط أنتم نصب وقال بعضهم موضعها جزم على معنى ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق وقال المتوكل الكناني
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
نصب تأتي على فقدان أنت
ومن الصرف أيضا قول الله عز وجل ( بلى قادرين ) معناه بلى نقدر فصرف من الرفع إلى النصب وقال بعضهم على معنى بلى كنا قادرين
قال الشاعر
( ألم ترني عاهدت ربي وإنني ... لبين رتاج قائما ومقام )
( على قسم لا أشتم الدهر مسلما ... ولا خارجا من في زور كلام )
فنصب خارجا على الصرف معناه ولا يحرج فلما صرفه نصبه
وأما نصب ( صبغة الله ) فعلى معنى فعل مضمر اطرح لعلم المخاطب بمعناه وهو الزموا صبغة الله والصبغة الدين
وأما قوله تعالى ( قل بل ملة إبراهيم حنيفا ) نصب ملة على إضمار كلام كأنه قال بل نتبع ملة إبراهيم وقوله ( سلام قولا من رب رحيم ) نصب قولا على الصرف أي يقولون قولا
النصب ب ساء ونعم وبئس وأخواتها
فهذه حروف تنصب النكرة وترفع المعرفة تقول بئس رجلا زيد ونعم رجلا محمد نصبت رجلا لأنه نكره ورفعت زيدا ومحمدا لأنهما معرفتان
قال الله تعالى ( ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا ) و ( كبرت كلمة ) نصبت مثلا وكلمة لأنهما نكرتان ومنه قوله عز وجل ( وساء لهم يوم القيامة حملا ) ومثله ( ومأواهم جهنم
وساءت مصيرا ) وتقول حبذا رجلا زيد
قال الشاعر
( أبو موسى فحسبك نعم جدا ... وشيخ الركب خالك نعم خالا )
نصب جدا وخالا لأنهما نكرتان
والنصب من خلاف المضاف
قولهم هذا ضارب زيد تخفض زيدا بإضافة ضارب زيد إليه فإذا أدخلت التنوين على ضارب خالفت الإضافة وصار كالمفعول به فنصبت زيدا بخلاف المضاف وعلى أنه كان مفعولا تقول من ذلك هذا ضارب زيدا ومكلم محمدا فلما أدخلت التنوين نصبت
ومثله قول الله جل اسمه ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا ) نصب إخوانا للتنوين ومجازه من غل إخوان وكذلك ( في أربعة أيام سواء ) نصب سواء لمجيئه بعد التنوين وإن قلت نصبت على الاستغناء جاز
وقال العجاج
( وكم حسرنا من علاة عنس ... درفسة وبازل درفس )
( محتنك ضخم شؤون الرأس ... )
نصب شؤون لما أدخل التنوين على ضخم ومجازه ضخم شؤون
وقال الحارث بن ظالم
( فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بفزارة الشعر الرقابا )
نصب الرقاب لإدخال الألف واللام على الشعر لأن الألف واللام يعاقبان التنوين والتنوين يعاقب الألف واللام وقال آخر
( ليست من السود أعقابا إذا انصرفت ... ولا تبيع بشطي مكة البرما )
نصب أعقابا لإدخال الألف واللام على السود وقال رؤبة
( الحزن بابا والعقور كلبا ... )
نصب بابا وكلبا لإدخال الألف واللام على الحزن والعقور
وتقول هذا حسن وجها وهذا حسن الوجه فإذا أدخلت عليها الألف واللام نصبت أيضا وجها تقول هذا الحسن وجها وهذا الحسن الوجه تنصب ما بعده على خلاف المضاف
وأما قول النابغة
( ونأخذه بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام ) فإنه نوى التنوين في أجب وأجب لا ينصرف لأنه على وزن أفعل ونصب الظهر لأنه نوى التنوين في أجب كما تقول مررت بحسن الوجه فنصب على خلاف المضاف
والنصب على الموضع لا على الاسم
قولهم أزورك في اليوم أو غدا وتقول لستم بالكرام ولا السادة قال عقيبة الأسدي
( معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا )
نصب الحديد على موضع الجبال لأن موضعها النصب وإنما انخفض بالباء الزائدة وليس للباء موضع في الإعراب كأنه قال فلسنا الجبال ولا الحديد والباء للإقحام
وقال كعب بن جعيل
( ألا حي ندماني عمير بن عامر ... إذا ما تلاقينا من اليوم أو غدا )
نصب غدا على الموضع لا على الاسم لأن من لا موضع لها من الإعراب وقال لبيد
( فإن لم تجد من دون عدنان والدا ... ودون معد فلتزعك العواذل )
نصب دون على الموضع لا على الاسم
ومنه قول جرير
( فالشمس طالعة ليست بكاشفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا ) نصب نجوم الليل والقمرا لأن موضعهما نصب كما تقول لا آتيك عبادة الناس الله أي ما عبد الناس الله كاشفة يعني ظاهرة يقال ضربه فكشف عظمه أي أظهره
والنصب من نعت النكرة تقدم على الاسم
تقول هذا ظريفا غلام وهذا واقفا رجل قال الشاعر
( وتحت العوالي والقنا مستظلة ... ظباء أعارتها العيون الجآدر )
نصب مستظلة لأنه نعت ظباء تقدم
قال النابغة
( كأنه خارجا من جنب صفحته ... سفود شرب نسوه عند مفتأد )
نصب خارجا لأنه نعت سفود تقدم وقال آخر
( لمية موحشا طلل ... يلوح كأنه خلل )
نصب موحشا لأنه نعت نكرة تقدم على الاسم وقال آخر
( وبالجسم مني بينا إن نظرته ... شحوب وإن تستشهد العين تشهد )
نصب بينا لأنه نعت نكرة تقدم على الاسم وهو شحوب
وقال آخر
( هشام ابن الخلائف قد طوتني ... ببابك سبعة عددا شهور )
( بعيرا واقفان وصاحبيه ... ألما يأن أن يثم البعير )
أراد بعيرا صاحبيه واقفان فقدم وأخر
وأما قول الله جل ذكره ( خاشعة أبصارهم ) فإنه نصب على الحال أي يخرجون بتلك الحال
والنصب بالنداء المضاف
قولهم يا زيد بن عبد الله نصبت زيدا لأنه نداء مضاف ونصبت بن لأنه بدل من زيد وخفضت عبد الله بإضافة بن إليه
وقد تنادي العرب بغير حرف النداء يقولون زيد بن عبد الله على معنى يا زيد بن عبد الله قال الله جل ذكره في سورة ( بني إسرائيل ) ( ذرية من حملنا مع نوح ) بمعنى يا ذرية من حملنا
ولا يفصل بين المضاف والمضاف إليه لأنه لا يقال جاء غلام اليوم زيد ولكن تقول جاء غلام زيد اليوم وجاء اليوم غلام زيد وقد جاء في الشعر منفصلا قال عمرو بن قميئة
( لما رأت ساتيدما استعبرت ... لله در اليوم من لامها )
أي لله در من لامها اليوم ففصل
وقال آخر
( كما خط الكتاب بكف يوما ... يهودي يقارب أو يعيد )
أي بكف يهودي قال الله تعالى ( زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم ) فرق بين المضاف والمضاف إليه
قال ذو الرمة
( كأن أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس أصوات الفراريج )
أراد كأن أصوات أواخر الميس وقال أخر
( وقد زعموا أني جزعت عليهما ... وهل جزع أن قلت وابأباهما )
( هما أخوا في الحرب من لا أخاله ... إذا خاف يوما نبوة فدعاهما )
يعني أخوا من لا أخاله ففصل بين المضاف والمضاف إليه وقدم وأخر
والنصب على الاستغناء وتمام الكلام
مثل قول الله تعالى في الطور ( والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور ) إلى قوله ( إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما
آتاهم ربهم ) نصب فاكهين على الاستغناء وتمام الكلام وفي سورة الذاريات ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ) ومثله ( فارهين ) و ( خالدين )
كل هذا نصب فنصب آخذين على الاستغناء وتمام الكلام لأنك إذا قلت ( إن المتقين في جنات وعيون ) ثم سكت فقد تم الكلام واستغنى عما يجيء بعده فنصب ما يجيء بعده وإذا قلت إن زيدا في الدار وسكت كان كلاما تاما فلما استغنيت عن القائم نصبت فقلت قائما
وأما قوله ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ) فإنه رفع على خبر أن وإذا قلت ( إن المتقين في جنات ونعيم ) فقد تم كلامك ولم تحتج إلى ما بعده فتنصب على الاستغناء وأما قوله عز وجل ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) فإنه رفع فاكهون لأنه خبر إن ولأن الكلام لم يتم دونه
قال الشاعر في مثله
( وإن لكم أصل البلاد وفرعها ... وللخير فيكم ثابتا مبذولا )
نصبت ثابتا مبذولا على الاستغناء وتمام الكلام لأنك إذا قلت وللخير فيكم فقد تم كلامك وتقول أنتكلم بهذا وأنت ههنا قاعدا ومثله ( انتهوا خيرا لكم ) نصب خيرا لأنه يحسن السكوت عنه
وقوله ( فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم ) رفع لأنه خبر لا يحسن السكوت دونه وكذلك ( وأن يستعففن خير لهن )
ويقال معناه وإن تصوموا فالصيام خير لكم وإن يستعففن يكن الاستعفاف خيرا لهن فالاستعفاف خير لهن
ومثل الأول في الأعراف ( قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصة ) نصب خالصة على الاستغناء وتمام الكلام كما تقول هي لك نحلة ويرفع أيضا ب هي كما تقو أنحلها لك نحلة ويرفع أيضا تقول هي خالصة على تقدم الكلام على خبره
وأما قوله عز وجل ( وهو الحق مصدقا ) ( وله الدين واصبا ) معناه هو الحق المصدق وله الدين الواصب فإنه لما أسقط الألف واللام نصب على القطع
والنصب الذي يقع في النداء المفرد
أن تنادي اسما ليس فيه الألف واللام ثم تعطف عليه باسم فيه ألف ولام تقو ل يا زيد والفضل ويا محمد والحارث وقال الله جل وعز ( يا جبال أوبي معه والطير ) نصب الطير لأن حرف النداء لم يقع عليه ولم يجز أن تقول يا الفضل فنصبت على خلاف النداء
وقال الشاعر
( ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق )
وقال أخر
( فما كعب بن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا )
أراد يا الجواد فلما لم يجز نصبه
ويجوز أن ترفع على معنى يا زيد أقبل وليقبل معك الفضل وعلى هذا يقرأ من يقرأ
( يا جبال أوبي معه والطير ) على الرفع ومجازه وليؤوب الطير معك
وأما قول النابغة
( كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب )
فنصب أميمة لأنه أراد الترخيم فترك الاسم على أصله وأخرج على التمام ونصب عل نية الترخيم وقال قوم نصبه على الندبة والتفسير الأول احسن
والمندوب يندب بالهاء والألف وإنما ألحقوا الألف لبعد الصوت فقالوا يا زيدا ويقال بالهاء أيضا يا زيداه وقال جرير بن عطية يرثي عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه
( قلدت أمرا عظيما فاصطبرت له ... وسرت فيه بحكم الله يا عمرا ) فألحق الألف للندبة قال الله عز وجل ( يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله )
والنصب على البنية
ما كان بناء بنته العرب مما لا يزول إلى غيره مثل الفعل الماضي ومثل حروف إن وليت ولعل وسوف وأين وما أشبهه
أي كثروا وقال آخر
( لو أن قومي حين تدعوهم حمل ... على الجبال الصم لا نهد الجبل )
أي حملوا فأفرد مؤخرا وقال آخر
( إذا رأيت أنجما من الأسد جبهته أو الخرات والكتد )
( بال سهيل في الفضيح ففسد ... وطاب ألبان الشتاء وبرد )
أي بردت
والنصب بالدعاء
قولهم تبا لهم وسحقا وتربا له وجندلا أي لقاه الله تربا وجندلا قال الشاعر
( هنيئا لأرباب البيوت بيوتهم ... وللعزب المسكين ما يتلمس )
قال هنيئا لهم في معنى ليهنهم كما يقال هنيئا لك أبا فلان أي ليهنك
ويرفع أيضا فيقال ترب له وجندل أي الذي يلقاه ترب وجندل قال الشاعر
( لقد ألب الواشون ألبا لبينهم ... فترب لأفواه الوشاة وجندل )
فرفع والنصب أجود وإنما رفعه لأنه جعله اسمين وقال آخر
( نبئت نعما على الهجران عاتبه ... سقيا ورعيا لذاك العاتب الزاري )
أي سقاه الله ورعاه
وأما قول الآخر
( عجبا لتلك قضية وإقامتي ... فيكم على تلك القضية أعجب )
فإنه أراد عجبت عجبا ويروى عجب بالرفع ونصب قضية على عدم الصفة أي من قضية
والنصب بالاستفهام
قولهم أقعودا والناس قيام على معنى أتقعدون والناس قيام وهذا فعل ليس بماض ولا مستقبل وهو فعل دائم أنت فيه
قال الشاعر
( أطربا وأنت قنسري ... والدهر بالإنسان دواري )
أراد تطرب طربا وقال آخر
( أعبدا حل في شعبى غريبا ... ألؤما لا أبالك واغترابا )
أراد تجمع لؤما واغترابا وقال آخر
( أفي الولائم أولادا لواحدة ... وفي العيادة أولادا لعلات ) يعني لأمهات أي تصيرون مرة كذا ومرة كذا وتقول أقرشيا مرة وتميما مرة أي تصير مرة كذا ومرة كذا
وأما قول الشاعر
( ألحق عذابك بالقوم الذين طغوا ... وعائذا بك أن يطغوا فيطغوني ) فكأنه قال أعوذ بك عائذا
والنصب بخبر كفى مع الباء
قولهم كفى بزيد رجلا قال الله عز وجل ( وكفى بالله حسيبا ) ( وكفى بالله شهيدا ) ( وكفى بربك هاديا ونصيرا ) ومثله كثير في كتاب الله عز وجل
قال الشاعر هو حسان بن ثابت
( فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النبي محمد إيانا )
نصب فضلا ب كفى وخفض غيرنا لأنه جعل من نكرة كأنه قال على حي غيرنا وقد رفعه ناس وهو أجود على قوله على من هو غيرنا أي على حي هم غيرنا فيضمرون هم كما قرئ هذا الحرف في الأنعام ( ثم آتنيا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن ) أي على الذي هو أحسن ومن قرأ ( على الذي احسن ) فإن محله الخفض إلا أنه على أفعل وأفعل لا ينصرف
وحسب مثل كفى إلا أنك تخفض ب حسب وتنصب ب كفى تقول حسب زيد درهم وهو في محل الخفض فإذا نسقت عليه باسم ظاهر خفضت الاسم الظاهر أيضا تقول حسب زيد وعمرو درهمان وحسب عبد الله وأخيك ثوبان رفعت حسب على الابتداء وثوبان خبر الابتداء فإذا كنيت الاسم الأول وعطفت عليه باسم ظاهر نصبت الاسم
الظاهر تقول حسبك وعبد الله درهمان وحسبه ومحمدا ثوبان معناه حسبك وكفى عبد الله درهمان قال الشاعر
( إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ... فحسبك والضحاك عضب مهند )
أراد حسبك وكفى الضحاك سيف مهند
والنصب بالمواجهة وتقدم الاسم
قولهم إياك ضربت وإياك أردت قال الله جل وعز ( إياك نعبد وإياك نستعين ) إياك في محل النصب برجوع ما في الفعل عليه قال الشاعر
قولهم صبرا وحديثا أي اصبر وحدث قال الله عز وجل في سورة محمد ( فضرب الرقاب ) معناه فاضربوا الرقاب ومثله في الروم ( منيبين إليه ) و ( مخلصين له الدين ) أي أنيبوا إليه وأخلصوا له الدين
قال الشاعر
( فدع عنك نهبا صيح في حجراته ... ولكن حديثا ما حديث الرواحل )
معناه حدثني حديثا
وكذلك قولك صبرا أي اصبر صبرا قال الراجز
( ملسا بذود الحمسي ملسا ... ملسا به حتى كأن الشمسا )
( بالأفق الغربي تكسى الورسا )
معناه املس املس
ومثله قولهم غفرانك لا كفرانك قال الله عز وجل في البقرة ( غفرانك ربنا وإليك المصير ) اغفر لنا ربنا ومثله قول الشاعر
( وقارك وارتئافك في نمير ... فلا تعجل بالغضب اعجلالا )
أي توقر وترأف
والنصب بالمدح
قولهم مررت بزيد الرجل الصالح نصبت الرجل الصالح على المدح وإن شئت جعلته بدلا من زيد فخفضته وإن شئت رفعته على إضمار هو كقولك مررت بزيد هو الرجل الصالح وزعم يونس النحوي أن نصب هذا الحرف على المدح في سورة النساء ( والمقيمين الصلاة ) و ( الصابرين في البأساء والضراء ) قال الشاعر
( لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر )
( النازلين بكل معترك ... والطيبين معاقد الأزر )
نصب النازلين والطيبين على المدح ويروي بعضهم والطيبون وينشد على ثلاثة أوجه ويقول اذا طال كلام العرب بالرفع نصبوا ثم رجعوا إلى الرفع
وقال الأخطل
( نفسي فداء أمير المؤمنين إذا ... أبدى النواجد يوم باسل ذكر )
( الخائض الغمر والميمون طائره ... خليفة الله يستسقى به المطر )
نصب الخائض والميمون وخليفة الله على المدح والتعظيم وقال الأخطل أيضا
( لقد حملت قيس بن عيلان حربها ... على مستقل بالنوائب والحرب )
( أخاها إذا كانت عضاضا سمالها ... على كل حال من ذلول ومن صعب )
نصب أخاها على المدح ولولا ذلك لخفضه على البدل من مستقل
وإنما ينصب المدح والذم والترحم والاختصاص على إضمار أعني ويفسر على ذلك لله ولرسوله والحمد والشكر
والنصب بالذم
قولهم مررت بأخيك الفاجر نصبت الفاسق نصبت الفاجر الفاسق على الذم وعلى هذا ينصب هذا الحرف في تبت ( وامرأته حمالة الحطب ) ومثله ( مذبذبين بين ذلك ) و ( ملعونين أينما ثقفوا ) منصوبة على الذم كما ذكر أهل النحو وقال عروة بن الورد العبسي
( سقوني الخمر ثم تكنفوني ... عداة لله من كذب وزور ) عداة الله على الذم وقال النابغة الذبياني
( لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلا علي الأقارع )
( أقارع عوف لا أحاول غيرها ... وجوه قرود تبتغي من تجادع )
نصب وجوه قرود على الذم وقال آخر
( طليق الله لم يمنن عليه ... أبو داود وابن أبي كثير )
( ولا الحجاج عيني بنت ماء ... تقلب عينها حذر الصقور )
نصب عيني على الذم
قال ابن خياط العكلي
( وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم ... إلا نميرا أطاعت أمر غاويها )
( الظاعنين ولما يظعنوا أحدا ... والقائلين لمن دار نخليها )
( نصب الظاعنين والقائلين على الذم
والنصب بالترحم
قولهم مررت به المسكين نصبت المسكين على أنك رحمته وقال مهلهل
( ولقد خبطن بيوت يشكر خبطة ... أخوالنا وهم بنو الأعمام )
نصب أخوالنا على الترحم
قال طرفة بن العبد
( قسمت الدهر في زمن رخي ... كذاك الحكم يقصد أو يجور )
( لنا يوم وللكروان يوم ... تطير البائسات ولا نطير )
نصب البائسات على الترحم وقال آخر
( وتأوي إلى نسوة بائسات ... وشعثا مراضيع مثل السعالي )
نصب شعثا ومراضيع على الترحم وقال آخر
( فأصبحت بقرقرى كوانسا فلا تلمه أن ينام البائسا نصب البائس على الترحم
والنصب باختصاص
قولهم إنا بني عبد الله نفعل كذا وكذا نصب بني لأنه اختصاص اختص الفعل ولم يخبر أنهم بنوا عبد الله كأنه قال إنا أعني بني عبد الله قال مهلهل
( إنا بني تغلب قوم معاقلنا ... بيض السيوف إذا ما أفزع البلد )
نصب بني على الاختصاص
قال الشاعر
( إنا بني منقر قوم لنا شرف ... فينا سراة بني سعد وناديها )
وقال رؤبة
بنا تميما يكشف الضباب
نصب تميما على الاختصاص ألا ترى أنه أخبر عن الفعل وقال آخر
( ألم تر أنا بني دارم ... زرارة فينا أبو معبد )
نصب بني على الاختصاص
وأما قول الآخر
( نحن بنو خويلد صراحا ... )
فإنه رفع بني لأنه أخبر أنهم بنو خويلد ونصب صراحا على القطع وينشد بيت للبيد بن ربيعة
( نحن بني أم البنين الأربعة ... ونحن خير عامر بن صعصعة )
ينصب هذا البيت ويرفع وكذلك قال آخر
( نحن بنو ضبة أصحاب الجمل ... )
وبني ضبة ايضا على ما بينت لك
والنصب بالصرف
قولهم لا أركب وتمشي ولا أشبع وتجوع فلا أسقط الكناية وهي أنت نصب لأن معناه لا أركب وأنت تمشي ولا أشبع وأنت تجوع فلما أسقط الكناية وهي أنت نصب لأنه مصروف عن جهته
قال الله عز وجل ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم ) وكذلك في البقرة ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) معناه والله أعلم وأنتم تكتمون الحق وأنتم تدعون إلى السلم فلما أسقط أنتم نصب وقال بعضهم موضعها جزم على معنى ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق وقال المتوكل الكناني
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
نصب تأتي على فقدان أنت
ومن الصرف أيضا قول الله عز وجل ( بلى قادرين ) معناه بلى نقدر فصرف من الرفع إلى النصب وقال بعضهم على معنى بلى كنا قادرين
قال الشاعر
( ألم ترني عاهدت ربي وإنني ... لبين رتاج قائما ومقام )
( على قسم لا أشتم الدهر مسلما ... ولا خارجا من في زور كلام )
فنصب خارجا على الصرف معناه ولا يحرج فلما صرفه نصبه
وأما نصب ( صبغة الله ) فعلى معنى فعل مضمر اطرح لعلم المخاطب بمعناه وهو الزموا صبغة الله والصبغة الدين
وأما قوله تعالى ( قل بل ملة إبراهيم حنيفا ) نصب ملة على إضمار كلام كأنه قال بل نتبع ملة إبراهيم وقوله ( سلام قولا من رب رحيم ) نصب قولا على الصرف أي يقولون قولا
النصب ب ساء ونعم وبئس وأخواتها
فهذه حروف تنصب النكرة وترفع المعرفة تقول بئس رجلا زيد ونعم رجلا محمد نصبت رجلا لأنه نكره ورفعت زيدا ومحمدا لأنهما معرفتان
قال الله تعالى ( ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا ) و ( كبرت كلمة ) نصبت مثلا وكلمة لأنهما نكرتان ومنه قوله عز وجل ( وساء لهم يوم القيامة حملا ) ومثله ( ومأواهم جهنم
وساءت مصيرا ) وتقول حبذا رجلا زيد
قال الشاعر
( أبو موسى فحسبك نعم جدا ... وشيخ الركب خالك نعم خالا )
نصب جدا وخالا لأنهما نكرتان
والنصب من خلاف المضاف
قولهم هذا ضارب زيد تخفض زيدا بإضافة ضارب زيد إليه فإذا أدخلت التنوين على ضارب خالفت الإضافة وصار كالمفعول به فنصبت زيدا بخلاف المضاف وعلى أنه كان مفعولا تقول من ذلك هذا ضارب زيدا ومكلم محمدا فلما أدخلت التنوين نصبت
ومثله قول الله جل اسمه ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا ) نصب إخوانا للتنوين ومجازه من غل إخوان وكذلك ( في أربعة أيام سواء ) نصب سواء لمجيئه بعد التنوين وإن قلت نصبت على الاستغناء جاز
وقال العجاج
( وكم حسرنا من علاة عنس ... درفسة وبازل درفس )
( محتنك ضخم شؤون الرأس ... )
نصب شؤون لما أدخل التنوين على ضخم ومجازه ضخم شؤون
وقال الحارث بن ظالم
( فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بفزارة الشعر الرقابا )
نصب الرقاب لإدخال الألف واللام على الشعر لأن الألف واللام يعاقبان التنوين والتنوين يعاقب الألف واللام وقال آخر
( ليست من السود أعقابا إذا انصرفت ... ولا تبيع بشطي مكة البرما )
نصب أعقابا لإدخال الألف واللام على السود وقال رؤبة
( الحزن بابا والعقور كلبا ... )
نصب بابا وكلبا لإدخال الألف واللام على الحزن والعقور
وتقول هذا حسن وجها وهذا حسن الوجه فإذا أدخلت عليها الألف واللام نصبت أيضا وجها تقول هذا الحسن وجها وهذا الحسن الوجه تنصب ما بعده على خلاف المضاف
وأما قول النابغة
( ونأخذه بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام ) فإنه نوى التنوين في أجب وأجب لا ينصرف لأنه على وزن أفعل ونصب الظهر لأنه نوى التنوين في أجب كما تقول مررت بحسن الوجه فنصب على خلاف المضاف
والنصب على الموضع لا على الاسم
قولهم أزورك في اليوم أو غدا وتقول لستم بالكرام ولا السادة قال عقيبة الأسدي
( معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا )
نصب الحديد على موضع الجبال لأن موضعها النصب وإنما انخفض بالباء الزائدة وليس للباء موضع في الإعراب كأنه قال فلسنا الجبال ولا الحديد والباء للإقحام
وقال كعب بن جعيل
( ألا حي ندماني عمير بن عامر ... إذا ما تلاقينا من اليوم أو غدا )
نصب غدا على الموضع لا على الاسم لأن من لا موضع لها من الإعراب وقال لبيد
( فإن لم تجد من دون عدنان والدا ... ودون معد فلتزعك العواذل )
نصب دون على الموضع لا على الاسم
ومنه قول جرير
( فالشمس طالعة ليست بكاشفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا ) نصب نجوم الليل والقمرا لأن موضعهما نصب كما تقول لا آتيك عبادة الناس الله أي ما عبد الناس الله كاشفة يعني ظاهرة يقال ضربه فكشف عظمه أي أظهره
والنصب من نعت النكرة تقدم على الاسم
تقول هذا ظريفا غلام وهذا واقفا رجل قال الشاعر
( وتحت العوالي والقنا مستظلة ... ظباء أعارتها العيون الجآدر )
نصب مستظلة لأنه نعت ظباء تقدم
قال النابغة
( كأنه خارجا من جنب صفحته ... سفود شرب نسوه عند مفتأد )
نصب خارجا لأنه نعت سفود تقدم وقال آخر
( لمية موحشا طلل ... يلوح كأنه خلل )
نصب موحشا لأنه نعت نكرة تقدم على الاسم وقال آخر
( وبالجسم مني بينا إن نظرته ... شحوب وإن تستشهد العين تشهد )
نصب بينا لأنه نعت نكرة تقدم على الاسم وهو شحوب
وقال آخر
( هشام ابن الخلائف قد طوتني ... ببابك سبعة عددا شهور )
( بعيرا واقفان وصاحبيه ... ألما يأن أن يثم البعير )
أراد بعيرا صاحبيه واقفان فقدم وأخر
وأما قول الله جل ذكره ( خاشعة أبصارهم ) فإنه نصب على الحال أي يخرجون بتلك الحال
والنصب بالنداء المضاف
قولهم يا زيد بن عبد الله نصبت زيدا لأنه نداء مضاف ونصبت بن لأنه بدل من زيد وخفضت عبد الله بإضافة بن إليه
وقد تنادي العرب بغير حرف النداء يقولون زيد بن عبد الله على معنى يا زيد بن عبد الله قال الله جل ذكره في سورة ( بني إسرائيل ) ( ذرية من حملنا مع نوح ) بمعنى يا ذرية من حملنا
ولا يفصل بين المضاف والمضاف إليه لأنه لا يقال جاء غلام اليوم زيد ولكن تقول جاء غلام زيد اليوم وجاء اليوم غلام زيد وقد جاء في الشعر منفصلا قال عمرو بن قميئة
( لما رأت ساتيدما استعبرت ... لله در اليوم من لامها )
أي لله در من لامها اليوم ففصل
وقال آخر
( كما خط الكتاب بكف يوما ... يهودي يقارب أو يعيد )
أي بكف يهودي قال الله تعالى ( زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم ) فرق بين المضاف والمضاف إليه
قال ذو الرمة
( كأن أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس أصوات الفراريج )
أراد كأن أصوات أواخر الميس وقال أخر
( وقد زعموا أني جزعت عليهما ... وهل جزع أن قلت وابأباهما )
( هما أخوا في الحرب من لا أخاله ... إذا خاف يوما نبوة فدعاهما )
يعني أخوا من لا أخاله ففصل بين المضاف والمضاف إليه وقدم وأخر
والنصب على الاستغناء وتمام الكلام
مثل قول الله تعالى في الطور ( والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور ) إلى قوله ( إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما
آتاهم ربهم ) نصب فاكهين على الاستغناء وتمام الكلام وفي سورة الذاريات ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ) ومثله ( فارهين ) و ( خالدين )
كل هذا نصب فنصب آخذين على الاستغناء وتمام الكلام لأنك إذا قلت ( إن المتقين في جنات وعيون ) ثم سكت فقد تم الكلام واستغنى عما يجيء بعده فنصب ما يجيء بعده وإذا قلت إن زيدا في الدار وسكت كان كلاما تاما فلما استغنيت عن القائم نصبت فقلت قائما
وأما قوله ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ) فإنه رفع على خبر أن وإذا قلت ( إن المتقين في جنات ونعيم ) فقد تم كلامك ولم تحتج إلى ما بعده فتنصب على الاستغناء وأما قوله عز وجل ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) فإنه رفع فاكهون لأنه خبر إن ولأن الكلام لم يتم دونه
قال الشاعر في مثله
( وإن لكم أصل البلاد وفرعها ... وللخير فيكم ثابتا مبذولا )
نصبت ثابتا مبذولا على الاستغناء وتمام الكلام لأنك إذا قلت وللخير فيكم فقد تم كلامك وتقول أنتكلم بهذا وأنت ههنا قاعدا ومثله ( انتهوا خيرا لكم ) نصب خيرا لأنه يحسن السكوت عنه
وقوله ( فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم ) رفع لأنه خبر لا يحسن السكوت دونه وكذلك ( وأن يستعففن خير لهن )
ويقال معناه وإن تصوموا فالصيام خير لكم وإن يستعففن يكن الاستعفاف خيرا لهن فالاستعفاف خير لهن
ومثل الأول في الأعراف ( قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصة ) نصب خالصة على الاستغناء وتمام الكلام كما تقول هي لك نحلة ويرفع أيضا ب هي كما تقو أنحلها لك نحلة ويرفع أيضا تقول هي خالصة على تقدم الكلام على خبره
وأما قوله عز وجل ( وهو الحق مصدقا ) ( وله الدين واصبا ) معناه هو الحق المصدق وله الدين الواصب فإنه لما أسقط الألف واللام نصب على القطع
والنصب الذي يقع في النداء المفرد
أن تنادي اسما ليس فيه الألف واللام ثم تعطف عليه باسم فيه ألف ولام تقو ل يا زيد والفضل ويا محمد والحارث وقال الله جل وعز ( يا جبال أوبي معه والطير ) نصب الطير لأن حرف النداء لم يقع عليه ولم يجز أن تقول يا الفضل فنصبت على خلاف النداء
وقال الشاعر
( ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق )
وقال أخر
( فما كعب بن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا )
أراد يا الجواد فلما لم يجز نصبه
ويجوز أن ترفع على معنى يا زيد أقبل وليقبل معك الفضل وعلى هذا يقرأ من يقرأ
( يا جبال أوبي معه والطير ) على الرفع ومجازه وليؤوب الطير معك
وأما قول النابغة
( كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب )
فنصب أميمة لأنه أراد الترخيم فترك الاسم على أصله وأخرج على التمام ونصب عل نية الترخيم وقال قوم نصبه على الندبة والتفسير الأول احسن
والمندوب يندب بالهاء والألف وإنما ألحقوا الألف لبعد الصوت فقالوا يا زيدا ويقال بالهاء أيضا يا زيداه وقال جرير بن عطية يرثي عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه
( قلدت أمرا عظيما فاصطبرت له ... وسرت فيه بحكم الله يا عمرا ) فألحق الألف للندبة قال الله عز وجل ( يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله )
والنصب على البنية
ما كان بناء بنته العرب مما لا يزول إلى غيره مثل الفعل الماضي ومثل حروف إن وليت ولعل وسوف وأين وما أشبهه
أي كثروا وقال آخر
( لو أن قومي حين تدعوهم حمل ... على الجبال الصم لا نهد الجبل )
أي حملوا فأفرد مؤخرا وقال آخر
( إذا رأيت أنجما من الأسد جبهته أو الخرات والكتد )
( بال سهيل في الفضيح ففسد ... وطاب ألبان الشتاء وبرد )
أي بردت
والنصب بالدعاء
قولهم تبا لهم وسحقا وتربا له وجندلا أي لقاه الله تربا وجندلا قال الشاعر
( هنيئا لأرباب البيوت بيوتهم ... وللعزب المسكين ما يتلمس )
قال هنيئا لهم في معنى ليهنهم كما يقال هنيئا لك أبا فلان أي ليهنك
ويرفع أيضا فيقال ترب له وجندل أي الذي يلقاه ترب وجندل قال الشاعر
( لقد ألب الواشون ألبا لبينهم ... فترب لأفواه الوشاة وجندل )
فرفع والنصب أجود وإنما رفعه لأنه جعله اسمين وقال آخر
( نبئت نعما على الهجران عاتبه ... سقيا ورعيا لذاك العاتب الزاري )
أي سقاه الله ورعاه
وأما قول الآخر
( عجبا لتلك قضية وإقامتي ... فيكم على تلك القضية أعجب )
فإنه أراد عجبت عجبا ويروى عجب بالرفع ونصب قضية على عدم الصفة أي من قضية
والنصب بالاستفهام
قولهم أقعودا والناس قيام على معنى أتقعدون والناس قيام وهذا فعل ليس بماض ولا مستقبل وهو فعل دائم أنت فيه
قال الشاعر
( أطربا وأنت قنسري ... والدهر بالإنسان دواري )
أراد تطرب طربا وقال آخر
( أعبدا حل في شعبى غريبا ... ألؤما لا أبالك واغترابا )
أراد تجمع لؤما واغترابا وقال آخر
( أفي الولائم أولادا لواحدة ... وفي العيادة أولادا لعلات ) يعني لأمهات أي تصيرون مرة كذا ومرة كذا وتقول أقرشيا مرة وتميما مرة أي تصير مرة كذا ومرة كذا
وأما قول الشاعر
( ألحق عذابك بالقوم الذين طغوا ... وعائذا بك أن يطغوا فيطغوني ) فكأنه قال أعوذ بك عائذا
والنصب بخبر كفى مع الباء
قولهم كفى بزيد رجلا قال الله عز وجل ( وكفى بالله حسيبا ) ( وكفى بالله شهيدا ) ( وكفى بربك هاديا ونصيرا ) ومثله كثير في كتاب الله عز وجل
قال الشاعر هو حسان بن ثابت
( فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النبي محمد إيانا )
نصب فضلا ب كفى وخفض غيرنا لأنه جعل من نكرة كأنه قال على حي غيرنا وقد رفعه ناس وهو أجود على قوله على من هو غيرنا أي على حي هم غيرنا فيضمرون هم كما قرئ هذا الحرف في الأنعام ( ثم آتنيا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن ) أي على الذي هو أحسن ومن قرأ ( على الذي احسن ) فإن محله الخفض إلا أنه على أفعل وأفعل لا ينصرف
وحسب مثل كفى إلا أنك تخفض ب حسب وتنصب ب كفى تقول حسب زيد درهم وهو في محل الخفض فإذا نسقت عليه باسم ظاهر خفضت الاسم الظاهر أيضا تقول حسب زيد وعمرو درهمان وحسب عبد الله وأخيك ثوبان رفعت حسب على الابتداء وثوبان خبر الابتداء فإذا كنيت الاسم الأول وعطفت عليه باسم ظاهر نصبت الاسم
الظاهر تقول حسبك وعبد الله درهمان وحسبه ومحمدا ثوبان معناه حسبك وكفى عبد الله درهمان قال الشاعر
( إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ... فحسبك والضحاك عضب مهند )
أراد حسبك وكفى الضحاك سيف مهند
والنصب بالمواجهة وتقدم الاسم
قولهم إياك ضربت وإياك أردت قال الله جل وعز ( إياك نعبد وإياك نستعين ) إياك في محل النصب برجوع ما في الفعل عليه قال الشاعر
مواضيع مماثلة
» فالجزم بالأمر الجمل للخليل
» وجوه الرفع الجمل للخليل 4
» الرفع بالجمل الجمل للخليل 5
» وأما ألف التأنيث الجمل للخليل 6
» وواو الإعراب الجمل للخليل اخر الكتاب نرجوا من الله ان تعم الفائده منتديات ملتقى الدعاه
» وجوه الرفع الجمل للخليل 4
» الرفع بالجمل الجمل للخليل 5
» وأما ألف التأنيث الجمل للخليل 6
» وواو الإعراب الجمل للخليل اخر الكتاب نرجوا من الله ان تعم الفائده منتديات ملتقى الدعاه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin