أوصاف الدجال وأحواله

من طرف **Admin** الأحد 21 أبريل 2013, 12:01 am

أوصاف الدجال وأحواله

[size=16]
لم يرد اسم الدجال واسم أبيه ونسبه ومولده حديث
صحيح ، غير أن النبى ص ذكر كثيرًا من أوصافه وأحواله ، بحيث يعرفه كل من
رآه أو سمع به .

҉ روى الترمذى وأبو داود الطيالسى عن أبى بكرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : { يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عامًا لا يولد لهما ولد ، ثم يولد لهم غلام أعور ، أضر شئ وأقله منفعة ، تنام عيناه ولا ينام قلبه } ثم نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال : { أبوه طُوال ضَرْب اللحم ، كأن أنفه منقار ، وأمه فِرضاخيَّة طويلة الثديين ... الحديث } n]وقال الترمذى : " حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة " ، وقال البيهقى : " تفرد به على بن زيد بن جدعان ، وليس بالقوى " ، وقال الحافظ : " ويوهيه أن أبا بكرة إنما أسلم لما نزل من الطائف حين حوصرت سنة ثمان من الهجرة " ] .
ولفظ طوال : أبلغ من طويل . ودرب اللحم : أى خفيفه . والفرضاخية : الضخمة العظيمة .
[ وانظر جامع الأصول 10/361 ] .

√ وفى ما يلى جمع لأوصافه وأحواله :

1 ، 2 ، 3 – هو رجل آدمى ، يهودى ، عقيم لا يولد له :

҉ عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : صحبت ابن صياد إلى مكة فقال لى : أما قد لقيتَ من الناس ؟ يزعمون أنى الدجال ، ألستَ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إنه لا يولد له } ، قال : قلت : بلى ... الحديث . [ أخرجه مسلم ] .

قضية ابن صياد فى سطور

قال الخطابى : " اختلف الناس فى أمر ابن صياد اختلافًا شديدًا ، وأشكل عليهم أمره ، والذى عندى أن هذه القصة – إمتحان النبى صلى الله عليه وسلم لابن صياد بما خبأ له من آيه الدخان ، ثم قال له : { اخسأ ، فلن تعدو قدرك } – إنما
جرت معه أيام مهادنته صلى الله عليه وسلم اليهودَ وحلفائهم ، وكان ابن
صياد منهم أو دخيلًا فى جملتهم ، وكان يبلغ رسول الله ص خبره وما يدعيه من
الكهانة ، ويتعاطاه من الغيب ، فامتحنه بذلك . وقد اختلفت الروايات فى كفره
، وفيما كان من شأنه بعد كبره ، فروى أنه تاب عن ذلك القول ، ثم مات
بالمدينة ، وروى غير ذلك ، وأنه فقد يوم الحرة ، فلم يجدوه . فكان فتنة
امتحن الله به المؤمنين ، كما امتحن قوم موسى عليه السلام بالعجل " [ وانظر جامع الأصول 10/363 – والتذكرة ص 778 و 790 – 791 ] .
وقال ابن كثير فى النهاية 1/88 : " كان
ابن صياد من يهود المدينة ، ولقبه عبد الله ، ويقال له صاف ، وله ولد اسمه
عمارة بن عبد الله ، من سادات التابعين ، روى عنه مالك وغيره ، والصحيح أن
الدجال غير ابن صياد ، وأن ابن صياد كان دجالًا ، ثم تاب فأظهر الإسلام ،
والله أعلم بضميره وسريرته " .

وقد اختلف العلماء فى مسألة كونه الدجال الأكبر أم لا ، فمنهم

من ذهب إلى أنه الدجال الأكبر

الإمـام الـشـوكـانـى
الحافظ ابن حجر العسقلانى
الـقـرطـبـى
الـنـووى

من قال بأنه ليس الدجال الأكبر

أبو سليمان الخطابى
الحافظ ابن كثير
البيهقى
شيخ الإسلام ابن تيمية

ولذلك نحن نتوقف فى هذه المسألة ونَكِلُ علم ذلك
إلى الله تعالى ونقول أنه من العلم الذى لا يضر الجهل به فهو لا يبنى عليه
عمل ، وعلى أى تقدير أو احتمال ، فإن الدجال محبوس الآن فى جزيرة كما سيأتى
.

ومع ذلك يبقى الرأى الأرجح : أنه ليس الدجال الأكبر والله أعلم .

وفى روايه ثانية : مالكم ولى يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ألم يقل نبى الله : { إنه يهودى } ، وقد أسلمت ؟ وقال : { إلا يولد له } ، وقد ولد لى ؟ .
وفى ثالثة ، ورواها الترمذى أيضًا : أَوَ ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { هو عقيم لا يولد له ولد } ؟ وقد تركت ولدى بالمدينة .

4 ، 5 – هو شاب عظيم الخلقة ، ضخم الجسم :

҉ عن فاطمة بنت قيس رضى الله عنها – فى قصة تميم الدارى رضى الله عنه – قال : { فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه ، وأشده وثاقًا ... الحديث } [ أخرجه مسلم ] .

҉ وعن النواس بن سمعان رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { ... إنه شاب قطط ، عينه طافئة ، كأنى أشبهه بعبد العزى بن قطن ... الحديث } [ أخرجه مسلم وأبو داود والترمذى وابن ماجه وأحمد والحاكم فى المستدرك ] .

҉ وعن ابن عباس ر أن رسول الله ص قال : { رأيت الدجال هجانًا ضخمًا فِيلَمَانِيًّا ...
أشبه بعبد العزى بن قطن ، رجل من خزاعة } [ أخرجه الطبرانى فى الكبير ،
قال الهيثمى : " ورجاله رجال الصحيح " ، ورواه أحمد وأبو يعلى بألفاظ أخرى ،
وصححه ابن كثير فى التفسير ] .
الفِيْلَمْ : العظيم الجثة ، والفيلمانى منسوب إليه بزيادة الألف والنون للمبالغة .

҉ وعن أبى أمامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنه عظيم الخلقة ، طويل القامة ، جسيم ... الحديث } [ أخرجه ابن ماجه بهذا اللفظ ، وأخرجه أحمد ابن ماجه والحاكم فى المستدرك بألفاظ أخرى ، وإسناده قوى ، ساقه أبو داود ] .

҉ وعن عبادة ابن الصامت رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنى حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا ، إن المسيح الدجال قصير أفحج ... الحديث } [ أخرجه أبو داود ، وحسنه عبد القادر فى تعليقه على جامع الأصول 10/358 ] .

فهو طويل ضخم بالنسبة إلى غيره من بنى آدم ، وقصير بالنسبة إلى ضخامة جسمه .

جاء فى الفتح 13/97 : قال ابن القيم : " قوله قصير ، يدل على قصر قامته ، وقد ورد فى ( حديث تميم رضى الله عنه ) أنه أعظم إنسان ، ووجه الجمع أنه لا يبعد أن يكون قصيرًا بطينًا عظيم الخلقة " .

قال القارِي : " وهو المناسب لكونه كثير الفتنة , أو العظمة مصروفة إلى الهيبة قيل يحتمل أن الله تعالى يغيره عند الخروج " .

وورد أيضًا فى ( حديث أبى أمامة رضى الله عنه ) أنه طويل القامة ، ولعل ذلك لعدم التناسب بين ضخامة جسمه وطوله ، وهذا عيب فى خلقته ، ملفت للانتباه ، وهذا هو الأرجح والله أعلم .

6 ، 7 – عظيم الرأس ، عريض النحر :

҉ عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى الدجال : { ... كأن رأسه أَصَلة ، أشبه بعبد العزى بن قطن ... الحديث } مد والطبرانى ، [color=DarkGreen]وقال الهيثمى : " رجالهما رجال الصحيح " ] .
والأَصَلة : أخبث أنواع الأفاعى . وقيل : هى الحية العظيمة الضخمة القصيرة .
والعرب تشبه الرأس الكثير الحركة برأس الحية .

҉ وعن الفلتان بن عاصم رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أُريت ليلة القدر ، ثم أُنسيها ، ورأيت مسيح الضلالة ... وأما مسيح الضلالة ، فرجل أجلى الجبهة ممسوح العين اليسرى ، عريض النحر ، كأنه عبد العزى بن قطن } بزار ، [color=DarkGreen]قال الهيثمى : " ورجاله ثقات " ] .

҉ وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وأما مسيح الضلالة ، فإنه أعور العين ، أجلى الجبهة عريض النحر ، فيه دفا } [ أخرجه أحمد ، وحسنه ابن كثير ، وصححه أحمد محمد شاكر ] .
فالنحر والمنحر : موضع القلادة فى أعلى الصدر .
والدفا : إشراف الكاهل على الصدر ، أى فيه ميل وإنحناء .

8 ، 9 – بشرته بيضاء مسمرة ، ووجنته محمرة :

҉ عن ابن عمر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ... فذهبت ألتفت ، فإذا رجل أحمر جسيم ... الحديث } [ أخرجه الشيخان ومالك فى الموطأ والطبرانى ] .
وعند الطبرانى : { آدم جعد } .

҉ وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى الدجال : { ... أعور هجان ... الحديث } مد والطبرانى فى الكبير ، [color=DarkGreen]وقال الهيثمى : " رجالهما رجال الصحيح " ] .
وفى رواية للطبرانى : { رأيت الدجال هجانًا ضخمًا فيلمانيًّا ... } .
والهجان : الأبيض الذى فيه حمرة ، أى أبيض أزهر .

҉ وعن عبد الله بن مغفل رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال عن الدجال : { آدم جعد ... الحديث } [ أخرجه الطبرانى ] .
والأُدمة : السُّمرة ، والآدم من الناس : الأسمر ، وهو من كان لونه بين السواد والبياض .

والآدم من الإبل الشديد البياض .
قال الحافظ فى الفتح 13/97 : " فيمكن أن تكون أدمته صافية ، ولا ينافى أنه مع ذلك بالحمرة ؛ لأن كثيرًا من الأدم ، تحمر معه الوجنتان " .

10 – شعره كثيف أجعد :

҉ عن النواس بن سمعان رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { إنه شاب قطط ... الحديث } [ أخرجه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجه والحاكم فى المستدرك ] .
أى أجعد .

҉ وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { فذهبتُ ألتفت ، فإذا رجل أحمر جسيم ، جعد الرأس ... الحديث } [ أخرجه الشيخان ومالك فى الموطأ والطبرانى ] .
وزاد مالك فى روايته : { جعد قطط } .
أى شديد الجعودة ، مباعد للجعودة الحبوبة .
وفى رواية لهم : { ورأيت وراءه – أى عيسى – رجلًا جعدًا قططًا ... } .
وعند الطبرانى : { آدم جعد } .

҉ وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { الدجال أعور العين اليسرى ، جُفال الشعر } [ أخرجه مسلم ] .
أى كثير جعد .

҉ وعن أبى أمامة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إنه عظيم الخلقة طويل القامة جسيم ، أجعد قطط ... الحديث } [ أخرجه ابن ماجه ] .

҉ وعن أبى قِلابة عن رجل من الصحابة رضى الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن بعدكم الكذاب المضل ، وإن رأسه من ورائه حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ ... الحديث } مد ، [color=DarkGreen]وقال الهيثمى : " رجاله رجال الصحيح " ] .
أى كثير ملتف ، أو منكر من الجعودة .

҉ وعن هشام بن عامر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك ... الحديث } مد والطبرانى ، [color=DarkGreen]قال الهيثمى : " ورجاله رجال الصحيح " ] .

҉ وعن ابن عباس رضى الله عنهما ( فى حديثه السابق ) : { ... كأن شعره أغصان شجرة } طبرانى وأبو يعلى ، وصححه ابن كثير فى التفسير ، [color=DarkGreen]قال الهيثمى : " ورجاله رجال الصحيح " ] .
أى شعر رأسه كثير متفرق قائم .

҉ وعن عبد الله بن مغفل رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ... إنه آدم جعد ... الحديث } طبرانى فى الكبير والأوسط ، [color=DarkGreen]قال الهيثمى : " رجاله ثقات وفى بعضهم ضعف لا يضر " ] .

11 – شعر ناصيته منحسر :

҉ عن الفلتان بن عاصم رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { ... وأما مسيح الضلالة ، فرجل أجلى الجبهة ، ممسوح العين ... الحديث } .

҉ وعن أبى هريرة رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { وأما مسيح الضلالة ، فإنه أعور العين ، أجلى الجبهة ... الحديث } .

12 – عيناه معيبتان :

فعينه اليمنى مطموسة ممسوجة ، كأنها عنبة طافئة – بالهمز – أى ذهب ضوءها ، فلا يبصر بها ، وهى ليست بناتئة – أى عالية – ولا جحراء – أى عميقة – وهذه صفة حبة العنب ، إذا ذهب ماؤها ، وبقيت القشرة ، فكأنها لم تخلق .
وأما عينه اليسرى التى يرى بها ، فمتقدة خضراء ، كأنها كوكب من شدة توقدها ، غير أنها جاحظة ، كأنها زجاجة خضراء بارزة ، أو عنبة طافية – بلا همز – أى
ناتئة كنتوء حبة العنب من بين أخوتها ، أو كأنها نخاعة فى جدار مجصص ،
وفيها أيضًا جليدة أو لحيمة نابتة عند الموق ، كأنها ممزوجة بالدم .

فهو أعور العينين معًا ؛ لأن العور هو العيب ، والأعور من كل شئ : المعيب .
غير أن كل عين عوراء من وجه ؛

فاليمنى عوراء حقيقة لذهابها وذهاب ضوئها ، فإنها ممسوحة مطموسة .
واليسرى عوراء بعيبها اللازم من كونها جاحظة ، وعليها ظَفَرة .

فكل واحدة منهما ، يصح وصفها بالعور ، بحقيقة العرف ، أو بمعنى العور الأصلى .

[size=16] ҉عن النواس بن سمعان رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { إنه شاب قطط عينه طافئة ... } .
وعند الترمذى : { عينه قائمة } .
والحبة الطافئة من العنب ، هى التى خرجت عن حد نبات أخواتها فى العنقود ونتأت .

҉ وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { وإن الدجال ممسوح العين ، عليها ظفرة غليظة ... الحديث } [ أخرجه مسلم ] .
وفى رواية : { الدجال أعور العين اليسرى } .
وعند ابن عساكر والحاكم وقال : " على شرط مسلم " : { وإن إحدى عينيه ممسوحة ، عليها ظَفَرة } .
والظفَرة – بالتحريك – جُليدة تغشى العين ناتئة على بياض العين من الجانب الذى يلى الأنف ، وهو الموق ، وقد تمتد إلى سواد العين فتُغشيه .

҉ عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهرانى الناس فقال : { إن الله ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافئة } [ أخرجه مسلم ، واللفظ له والبخارى وأبو داود والترمذى ] .

҉ وعنه رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : { ... فذهبتُ ألتفت ، فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس ، أعور عينه اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية ... الحديث } [ أخرجه الشيخان ومالك ] .

҉ وعن عبادة بن صامت رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { ... إن المسيح الدجال قصير أفحج ، جعد أعور ، مطموس العين ، ليست بناتئة ، ولا جحراء ، فإن التبس عليكم ، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور } .

҉ وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما
بُعث نبى يُتبع إلا قد حذر أمته الدجال ، وإنى قد بُين لى من أمره ما لم
يُبين لأحد ، وإنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور ، وإن عينه اليمنى عوراء
جاحظة ، ولا تخفى ، كأنها نخامة فى حائط مجصص ، وعينه اليسرى ، كأنها كوكب
درى ، معه من كل لسان ... الحديث } مد . [color=DarkGreen]قال الهيثمى : " رواه أحمد ، وفيه مجالد بن سعيد ، وثقه فى رواية ، وقال فى أخرى : " ليس بالقوى " ، وضعفه جماعة " ] .
وفى رواية أخرجها رزين : { وإنى
أعهد إليكم فيه عهدًا ، لم يعهده نبى إلى أمته ، إن عينه اليمنى ممسوحة
جاحظة لا حدقَةَ لها ، كأنها نخاعة فى حائط ، وعينه اليسرى كأنها كوكب درى } . n]قال المعلق على جامع الأصول 10/359 : " وله شواهد " ] .
كوكب درى : أى فى شدة اتقادها .

҉ وعن أبى كعب رضى الله عنه قال : ذُكر الدجال عند النبى صلى الله عليه وسلم – أو قال : ذكر النبى صلى الله عليه وسلم الدجال – فقال : { إحدى عينيه ، كأنها زجاجة خضراء ، وتعوذوا بالله من عذاب القبر } و داود الطيالسى وأحمد ، وذكره البخارى فى تاريخه [color=DarkGreen]عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعًا ] .

҉ وعن أبى أمامة رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { ... أعور العين اليمنى ، كأنها لم تخلق ، وعينه الأخرى ممزوجة بالدم ... الحديث } [ أخرجه ابن ماجه ] .

҉ وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى الدجال : { أعور هجان ... فإما هلك الهُلّك ، فإن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور } مد والطبرانى فى الكبير ، [color=DarkGreen]قال الهيثمى : " ورجاله رجال الصحيح " وأخرجه أبو يعلى ، وصححه ابن كثير فى التفسير ] .
وفى رواية للطبرانى فى الكبير : { أعور ، كأن عينه كوكب الصبح ... } .

҉ وعن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { والله
، لقد رأيت منذ قمت أُصلى ، ما أنتم لاقون فى دنياكم وآخرتكم ، وإنه لا
تقوم الساعة ، حتى يخرج ثلاثون كذابًا ، آخرهم الأعور الدجال ، ممسوح العين
اليسرى ، كأنها عين أبى تحيى ، لشيخ من الأنصار } [ أخرجه البخارى وأحمد والترمذى والنسائى والحاكم فى المستدرك والبيهقى فى السنن الكبرى والطحاوى فى معانى الآثار ] .

҉ وعن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ... فما خفى عليكم من شأنه ، فليس يخفى عليكم ، إن ربكم ليس بأعور ، وإنه أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافئة } [ أخرجه رزين ] .

҉ وعن عبد الله بن مغفل رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ... وقد قلت فيه قولًا لم يقله أحد قبلى : إنه آدم أجعد ، ممسوح عين اليسار ، على عينه ظفرة غليظة ... الحديث } طبرانى فى الكبير والأوسط ، [color=DarkGreen]قال الهيثمى : " رجاله الثقات ، وفى بعضهم ضعف لا يضر " ] .

҉ وعن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ألا إنه لم يكن نبى قبلى إلا حذر الدجال أمته ، وهو أعور عينه اليسرى ، بعينه اليمنى ظفرة غليظة ، مكتوب بين عينيه كافر } مد والطبرانى ، [color=DarkGreen]قال الهيثمى : " رجاله ثقات " ] .

تنبيه : من تتبع الروايات ، وجد أن بعضها ذكر
العيب ، ولم يحدد العين المعيبة ، وأكثرها حدد ، غير أن بعض الروايات وصفت
إحدى العينين بما وصف به غيرها العين الأخرى .
ولذلك شمر العلماء للتحقيق والتدقيق ، وعلى رأسهم القاضى عياض والنووى فى شرح مسلم ، والقرطبى فى التذكرة ، والحافظ فى الفتح .

ويظهر ذلك فى النواحى التالية :

أ – ورد فى بعض الروايات { كأن عينه عنبة طافئة } – بالهمز – أى ذهب ضوءها ونورها ، فلا يبصر بها .
وورد فى بعضها { طافية } – بدون همز – أى ناتئة بارزة ، كنتوء حبة العنب من بين أخواتها فى العنقود – يقال : طفا الشئ فوق الماء ؛ أى علا ولم يرسب ، وبابه عدا وسما – .
وقد جاء فى أحاديث أنه { ممسوح العين ، ليست بجحراء ولا ناتئة ، بل مطموسة } ، وهذه صفة حبة العنب إذا سال منها ماؤها ، فهى تصحح رواية الهمزة .
وجاء فى أخرى أنه جاحظ العين ، كأنها كوكب درى ، لها حدقة جاحظة ، كأنها نخاعة أو نخامة ، فهى تصحح رواية ترك الهمزة أيضًا .
ويجمع بين الأحاديث ، وتصح الروايات جميعًا بأن تكون المطموسة والممسوحة والتى ليست بجحراء ولا ناتئة ، هى العوراء الطافئة بالهمزة ، وهى اليمنى .
وتكون الجاحظة التى كأنها كوكب ونخاعة ، هى الطافية بغير همز ، وهى اليسرى .

ب – فى ( حديث سفينة رضى الله عنه ) : { بعينه اليمنى ظفرة غليظة } .
وفى ( حديث عبد الله بن مغفل رضى الله عنه ) : { ممسوح عين اليسار ، على عينه ظفرة غليظة } .
وفى ( حديث حذيفة رضى الله عنه ) : { ممسوح العين عليها ظفرة غليظة } بدون تحديد .
قال الحافظ : " وأما
الظفرة ، فجائز أن تكون فى كلا عينيه ؛ لأنها لا تضاد الطمس ولا النتوء ،
وتشبيهها بالزجاجة الخضراء وبالكوكب المضئ لا ينافى ذلك ، فإن كثيرًا ممن
يحدث فى عينه نتوء ، يبقى معه الإدراك ، فيكون الدجال من هذا القبيل " .
وقال القرطبى : " وإذا كانت الممسوحة عليها ظفرة غليظة ، فالتى ليست كذلك أولى ، فتتفق الأحاديث " .

جـ – وقع فى ( حديث الفلقان بن عاصم ) و( حديث سمرة بن جندب ) و( حديث أبى بكرة ) رضى الله عنهم أنه ممسوح العين اليسرى ، والطافية غير الممسوحة .
وفى ( حديث أبى سعيد رضى الله عنه ) أن عينه اليمنى ممسوحة جاحظة لا حدقة لها . انظر فتح البارى 13/86 و 97 – 98 والتذكرة ص 749 – 751 والنهاية 1/84 .
وقال منلا على القارى فى المرقاة 5/192 : " فالجمع
أن يقال : إحدى عينيه ذاهبة ؛ والأخرى معيبة ، فقوم يرونه أعور العين
اليمنى ، وقوم يرونه أعور العين اليسرى ، للدلالة على بطلان أمره . ويحتمل
أن يكون أحدهما من سهو الراوى " .

13 – مكتوب بين عينيه كافر ( ك ف ر ) :

҉ عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه ( فى حديثه السابق ) : { ... مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه كل مؤمن ، كاتب وغير كاتب } [ أخرجه مسلم ] .

҉ وروى ابن عساكر والحاكم ، وقال : " على شرط مسلم " ، عنه رضى الله عنه : { ... واعلموا أنه مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه من يكتب ومن لا يكتب ... } .

҉ عن عمر بن ثابت الأنصارى عن بعض الصحابة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يوم حذر الناس الدجال : { إنه مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه كل من كره عمله ، ويقرؤه كل مؤمن } وقال : { تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت }

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30