بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
حمد الرب نفسه ليحمده عباده
صفحة 1 من اصل 1
حمد الرب نفسه ليحمده عباده
حمد الرب نفسه ليعلم عباده فيحمدونه
يقول الإمام أبى الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الفقيه الحنفي
فى تفسيره بحر العلوم
حول تفسير سورة الفاتحة
قال حدثنا علي بن إسحاق قال حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي
عن أبي صالح مولى أم هانئ عن ابن عباس في قوله عز وجل " الحمد لله " قال
الشكر لله ومعنى قول ابن عباس الشكر لله يعني الشكر لله على نعمائه كلها
وقد قيل " الحمد لله " يعني الوحدانية لله وقد قيل الألوهية لله وروي عن
قتادة أنه قال معناه الحمد لله الذي لم يجعلنا من المغضوب عليهم ولا
الضالين ثم معنى قوله " الحمد لله " قال بعضهم قل فيه مضمر يعني قل الحمد
لله وقال بعضهم حمد الرب نفسه ليعلم عباده فيحمدونه
وقال أهل اللغة
الحمد هو الثناء الجميل وحمد الله تعالى هو الثناء عليه بصفاته الحسنى
وربما أنعم على عباده ويكون في الحمد معنى الشكر وفيه معنى المدح وهو أعم
من الشكر لأن الحمد يوضع موضع الشكر ولا يوضع الشكر موضع الحمد وقال بعضهم
الشكر أعم لأنه باللسان وبالجوارح وبالقلب والحمد يكون باللسان خاصة كما
قال " اعملوا آل داود شكرا "
وروي عن ابن عباس أنه قال ( الحمد لله
كلمة كل شاكر ) وذلك أن آدم عليه السلام قال حين عطس الحمد لله فقال الله
تعالى يرحمك الله فسبقت رحمته غضبه وقال الله تعالى لنوح " فقل الحمد لله
الذي نجنا من القوم الظلمين " المؤمنون 28وقال إبراهيم عليه السلام " الحمد
لله الذي وهب لى على الكبر إسمعيل وإسحق " إبراهيم 39 وقال في قصة داود
وسليمان " وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين " النمل
15 وقال لمحمدعليه السلام " وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا " الإسراء 111
وقال أهل الجنة " الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن " فاطر 34 فهي كلمة كل
شاكر
وقوله تعالى " رب العالمين " قال ابن عباس رضي الله عنهما سيد
العالمين وهو رب كل ذي روح دب على وجه الأرض ويقال معنى قوله " رب العالمين
" خالق الخلق ورازقهم ومربيهم ومحولهم من حال إلى حال من نطفة إلى علقة ثم
إلى مضغة
والرب في اللغة هو السيد قال الله تعالى " ارجع إلى ربك "
يوسف 50 يعني إلى سيدك والرب هو المالك يقال رب الدار ورب الدابة والرب هو
المربي من قولك ربى يربي تربية وقوله " العالمي " كل ذي روح ويقال كل من
كان له عقل يخاطب مثل بني آدم والملائكة والجن ولا يقع على البهائم ولا على
غيرها وروي عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن
لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم وإن دنياكم منها عالم واحد ) ويقال كل صنف
عالم على حدة
قوله " الرحمن الرحيم " قال فى رواية الكلبي هما اسمان
رقيقان أحدهما أرق من الآخر وقال بعض أهل اللغة هذا اللفظ شنيع فلو قال هما
اسمان لطيفان لكان أحسن ولكن معناه عندنا والله أعلم أنه أراد بالرقة
الرحمة يقال رق فلان فلانا إذا رحمه يقال رق يرق إذا رحمه وقوله أحدهما أرق
من الآخر قال بعضهم الرحمن أرق لأنه أبلغ في الرحمة لأنه يقع على المؤمنين
والكافرين وقال بعضهم الرحيم أرق لأنه في الدنيا وفي الآخرة وقال بعضهم كل
واحد منهما أرق من الآخر من وجه فلهذا المعنى لم يبين وقال أحدهما أرق من
الآخر يعني كل واحد منهما أرق من الآخر
قوله تعالى " مالك يوم الدين "
قرأ نافع وابن كثير وحمزة وأبو عمرو بن العلاء وابن عامر " ملك " بغير
الألف وقرأ عاصم والكسائي بالألف " مالك " فأما من قرأ " مالك " قال لأن
المالك أبلغ فى الوصف لأنه يقال مالك الدار ومالك الدابة ولا يقال ملك إلا
لملك من الملوك وأما الذي قرأ ملك قال إن ملك أبلغ في الوصف لأنك إذا قلت
فلان ملك ( قال إن ملك أبلغ في الوصف لأنك إذا قلت فلان ملك ) هذه البلدة
يكون ذلك كناية عن الولاية دون الملك وإذا قلت فلان مالك هذه البلدة كان
ذلك عبارة عن ملك الحقيقة
وروى مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمروعثمان وعلي يفتتحون الصلاة ب "
الحمد لله رب العالمين " وكلهم يقرؤون " مالك يوم الدين " بالألف
قال
الفقيه رحمه الله سمعت أبي يحكي عن أبي عبد الله محمد بن شجاع البلخي يقول
كنت أقرأ بحرف الكسائي " مالك يوم الدين " بالألف فقال لي بعض أهل اللغة
الملك أبلغ في الوصف فأخذت بقراءة حمزة " ملك يوم الدين " فرأيت في المنام
كأنه أتاني آت فقال لي لم حذفت الألف من " مالك " أما بلغك الخبر عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( اقرؤوا القرآن فخما مفخما ) فلم أترك
القراءة ب ملك حتى أتاني بعد ذلك آت فقال لي لم حذفت الألف من " مالك " أما
بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ القرآن فله بكل
حرف عشر حسنات ) فلم نقصت من حسناتك عشرا في كل قراءة فلما أصبحت أتيت
قطربا وكان إماما في اللغة فقلت له ما الفرق بين ملك ومالك فقال بينهما فرق
كثير فأما ملك فهو ملك الملوك وأما مالك فهو مالك الملوك فرجعت إلى قراءة
الكسائي
ثم معنى قوله " مالك " يعني قاضي وحاكم " يوم الدين " يعني يوم
الحساب كما قال الله تعالى " ذلك الدين القيم " التوبة 36 وغيرها وقيل
أيضا معنى يوم الدين يعني يوم القضاء كما قال الله تعالى " ما كان ليأخذ
أخاه فى دين الملك " يوسف 76 يعني في قضائه وقيل " يوم الدين " يعني يوم
الجزاء كما يقال كما تدين تدان يعني كما تجازي تجازى به فإن قيل ما معنى
تخصيص يوم الدين وهو مالك يوم الدين وغيره قيل له إن في الدنيا كانوا
منازعين له في الملك مثل فرعون ونمرود وغيرهما وفي ذلك اليوم لا ينازعه أحد
في ملكه وكلهم خضعوا له كما قال الله تعالى " لمن الملك اليوم " غافر 16
فأجاب جميع الخلق " لله الواحد القهار " الرعد 16 وغيرها فكذلك هاهنا قال "
مالك يوم الدين " يعنيفي ذلك اليوم لا يكون مالك ولا قاض ولا مجاز غيره
قوله تعالى ( إياك نعبد ) هو تعليم علم المؤمنين كيف يقولون إذا قاموا بين
يديه في الصلاة فأمرهم بأن يذكروا عبوديتهم وضعفهم حتى يوفقهم ويعينهم
فقال " إياك نعبد " أي نوحد ونطيع وقال بعضهم " إياك نعبد " يعني إياك نطيع
طاعة نخضع فيها لك
قوله " وإياك تسعين " يقول بك نستوثق على عبادتك
وقضاء الحقوق ففي هذا دليل على أن الكلام قد يكون بعضه على وجه المغايبة
وبعضه على وجه المخاطبة لأنه افتتح السورة بلفظ المغايبة وهو قوله " الحمد
لله " ثم ذكر بلفظ المخاطبة فقال ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهذا كما قال
في آية أخرى " هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك " يونس
22 فذكر بلفظ المخاطبة ثم قال " وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها " يونس 22
على المغايبة ومثل هذا في القرآن كثير
قوله تعالى " اهدنا الصراط
المستقيم " رويت القراءتان عن ابن كثير أنه قرأ " السراط " بالسين وروي عن
حمزة أنه قرأ بالزاي وقرأ الباقون بالصاد وكل ذلك جائز لأن مخرج السين
والصاد واحد وكذلك الزاي مخرجها منهما قريب والقراءة المعروفة بالصاد "
أهدنا الصراط المستقيم " قال ابن عباس رضي الله عنهما " أهدنا الصراط
المستقيم " يعني أرشدنا الطريق المستقيم وهو الإسلام فإن قيل أليس هذا
الطريق المستقيم وهو الإسلام فما معنى السؤال قيل له الصراط المستقيم هو
الذي ينتهي بصاحبه إلى المقصود فإنما يسأل العبد ربه أن يرشده الثبات على
الطريق الذي ينتهي به إلى المقصود ويعصمه من السبل المتفرقة
وقد روي عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال ( خط لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم خطا مستقيما وخط بجنبه خطوطا ثم قال إن هذا الصراط المستقيم وهذه
السبل المتفرقة وعلى رأس كل طريق شيطان يدعو إليه ويقول هلم إلى الطريق )
وفي هذا نزلت هذه الآية " وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله " الأنعام 153 فلهذا قال " اهدنا الصراط المستقيم "
واعصمنا من السبل المتفرقة قال الكلبي أمتنا على دين الإسلام
وروي عن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال " هدنا الصراط المستقيم " يعني ثبتنا
عليه ومعنى قول علي ثبتنا عليه يعني أحفظ قلوبنا على ذلك ولا تقلبها
بمعصيتك وهذا موافق لقوله تعالى " ويهديك صراطا مستقيما " الفتح 2 فكذلك
ههنا
وقوله تعالى " صراط الذين أنعمت عليهم " يعني طريق الذين مننت
عليهم فحفظت قلوبهم على الإسلام حتى ماتوا عليه وهم أنبياؤه وأصفياؤه
وأولياؤه فامنن علينا كما مننت عليهم
قال الفقيه أخبرنا الفقيه أبو
جعفر قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سهل القاضي قال حدثنا أحمد بن جرير
قال حدثنا عمرو بن إسماعيل بن مجالد قال حدثنا هشام بن القاسم قال حدثنا
حمزة بن المغيرة عن عاصم عن أبي العالية في قوله تعالى " أهدنا الصراط
المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم " قال هو النبي صلى الله عليه وسلم
وصاحباه من بعده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال عاصم فذكرت ذلك للحسن
البصري فقال صدق والله أبو العالية ونصح
قوله تعالى " غير المغضوب
عليهم " أي غير طريق اليهود يقول لا تخذلنا بمعصيتنا كما خذلت اليهود ولم
تحفظ قلوبهم حتى تركوا الإسلام " ولا الضالين " يعني ولا النصارى يعني لم
تحفظ قلوبهم وخذلتهم بمعصيتهم حتى تنصروا وقد اجمع المفسرون أن " غير
المغضوب عليهم " أراد به اليهود ( والضالين ) أراد به النصارى فإن قيل أليس
النصارى من المغضوب عليهم واليهود أيضا من الضالين فكيف صرف المغضوب عليهم
إلى اليهود وصرف الضالين إلى النصارى قيل له إنما عرف ذلك بالخبر
واستدلالا بالآية فأما الخبر فما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
رجلا سأله وهو بوادي القرى من المغضوب عليهم قال اليهود قال ومن الضالين
فقال النصارى وأما الآية فلأن الله تعالى قال في قصة اليهود " فباءو بغضب
على غضب " البقرة 90 وقال تعالى في قصة النصارى " ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا
وضلوا عن سوآء السبيل " المائدة 77
وقوله " آمين " ليس من السورة ولكن
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوله ويأمر به ومعناه ما قال
ابن عباس يعني كذلك يكون وروي عن مجاهد أنه قال هو اسم من أسماء الله تعالى
ويكون معناه يا الله استجب دعاءنا وقال بعضهم هي لغة بالسريانية وروي عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما حسدتكم النصارى في شيء كحسدهم في آمين
يعني أنهم يعرفون ما فيها من الفضيلة وروي عن كعب الأحبار قال " آمين "
خاتم رب العالمين يختم به دعاء عباده المؤمنين وقال مقاتل هو قوة للدعاء
واستنزال للرحمة وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما معنى " آمين " قال يا رب أفعل ويقال فيه لغتان "
أمين " بغير مد و " آمين " بالمد ومعناهما واحد وقد جاء في أشعارهم كلا
الوجهين قال القائل
( تباعد عني فطحل إذ دعوته.... آمين فزاد الله ما بيننا بعدا )
وقال الآخر
( يا رب لا تسلبني حبها أبدا..... ويرحم الله عبدا قال آمينا ) و صلى الله عليه وسلم
يقول الإمام أبى الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الفقيه الحنفي
فى تفسيره بحر العلوم
حول تفسير سورة الفاتحة
قال حدثنا علي بن إسحاق قال حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي
عن أبي صالح مولى أم هانئ عن ابن عباس في قوله عز وجل " الحمد لله " قال
الشكر لله ومعنى قول ابن عباس الشكر لله يعني الشكر لله على نعمائه كلها
وقد قيل " الحمد لله " يعني الوحدانية لله وقد قيل الألوهية لله وروي عن
قتادة أنه قال معناه الحمد لله الذي لم يجعلنا من المغضوب عليهم ولا
الضالين ثم معنى قوله " الحمد لله " قال بعضهم قل فيه مضمر يعني قل الحمد
لله وقال بعضهم حمد الرب نفسه ليعلم عباده فيحمدونه
وقال أهل اللغة
الحمد هو الثناء الجميل وحمد الله تعالى هو الثناء عليه بصفاته الحسنى
وربما أنعم على عباده ويكون في الحمد معنى الشكر وفيه معنى المدح وهو أعم
من الشكر لأن الحمد يوضع موضع الشكر ولا يوضع الشكر موضع الحمد وقال بعضهم
الشكر أعم لأنه باللسان وبالجوارح وبالقلب والحمد يكون باللسان خاصة كما
قال " اعملوا آل داود شكرا "
وروي عن ابن عباس أنه قال ( الحمد لله
كلمة كل شاكر ) وذلك أن آدم عليه السلام قال حين عطس الحمد لله فقال الله
تعالى يرحمك الله فسبقت رحمته غضبه وقال الله تعالى لنوح " فقل الحمد لله
الذي نجنا من القوم الظلمين " المؤمنون 28وقال إبراهيم عليه السلام " الحمد
لله الذي وهب لى على الكبر إسمعيل وإسحق " إبراهيم 39 وقال في قصة داود
وسليمان " وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين " النمل
15 وقال لمحمدعليه السلام " وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا " الإسراء 111
وقال أهل الجنة " الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن " فاطر 34 فهي كلمة كل
شاكر
وقوله تعالى " رب العالمين " قال ابن عباس رضي الله عنهما سيد
العالمين وهو رب كل ذي روح دب على وجه الأرض ويقال معنى قوله " رب العالمين
" خالق الخلق ورازقهم ومربيهم ومحولهم من حال إلى حال من نطفة إلى علقة ثم
إلى مضغة
والرب في اللغة هو السيد قال الله تعالى " ارجع إلى ربك "
يوسف 50 يعني إلى سيدك والرب هو المالك يقال رب الدار ورب الدابة والرب هو
المربي من قولك ربى يربي تربية وقوله " العالمي " كل ذي روح ويقال كل من
كان له عقل يخاطب مثل بني آدم والملائكة والجن ولا يقع على البهائم ولا على
غيرها وروي عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن
لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم وإن دنياكم منها عالم واحد ) ويقال كل صنف
عالم على حدة
قوله " الرحمن الرحيم " قال فى رواية الكلبي هما اسمان
رقيقان أحدهما أرق من الآخر وقال بعض أهل اللغة هذا اللفظ شنيع فلو قال هما
اسمان لطيفان لكان أحسن ولكن معناه عندنا والله أعلم أنه أراد بالرقة
الرحمة يقال رق فلان فلانا إذا رحمه يقال رق يرق إذا رحمه وقوله أحدهما أرق
من الآخر قال بعضهم الرحمن أرق لأنه أبلغ في الرحمة لأنه يقع على المؤمنين
والكافرين وقال بعضهم الرحيم أرق لأنه في الدنيا وفي الآخرة وقال بعضهم كل
واحد منهما أرق من الآخر من وجه فلهذا المعنى لم يبين وقال أحدهما أرق من
الآخر يعني كل واحد منهما أرق من الآخر
قوله تعالى " مالك يوم الدين "
قرأ نافع وابن كثير وحمزة وأبو عمرو بن العلاء وابن عامر " ملك " بغير
الألف وقرأ عاصم والكسائي بالألف " مالك " فأما من قرأ " مالك " قال لأن
المالك أبلغ فى الوصف لأنه يقال مالك الدار ومالك الدابة ولا يقال ملك إلا
لملك من الملوك وأما الذي قرأ ملك قال إن ملك أبلغ في الوصف لأنك إذا قلت
فلان ملك ( قال إن ملك أبلغ في الوصف لأنك إذا قلت فلان ملك ) هذه البلدة
يكون ذلك كناية عن الولاية دون الملك وإذا قلت فلان مالك هذه البلدة كان
ذلك عبارة عن ملك الحقيقة
وروى مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمروعثمان وعلي يفتتحون الصلاة ب "
الحمد لله رب العالمين " وكلهم يقرؤون " مالك يوم الدين " بالألف
قال
الفقيه رحمه الله سمعت أبي يحكي عن أبي عبد الله محمد بن شجاع البلخي يقول
كنت أقرأ بحرف الكسائي " مالك يوم الدين " بالألف فقال لي بعض أهل اللغة
الملك أبلغ في الوصف فأخذت بقراءة حمزة " ملك يوم الدين " فرأيت في المنام
كأنه أتاني آت فقال لي لم حذفت الألف من " مالك " أما بلغك الخبر عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( اقرؤوا القرآن فخما مفخما ) فلم أترك
القراءة ب ملك حتى أتاني بعد ذلك آت فقال لي لم حذفت الألف من " مالك " أما
بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ القرآن فله بكل
حرف عشر حسنات ) فلم نقصت من حسناتك عشرا في كل قراءة فلما أصبحت أتيت
قطربا وكان إماما في اللغة فقلت له ما الفرق بين ملك ومالك فقال بينهما فرق
كثير فأما ملك فهو ملك الملوك وأما مالك فهو مالك الملوك فرجعت إلى قراءة
الكسائي
ثم معنى قوله " مالك " يعني قاضي وحاكم " يوم الدين " يعني يوم
الحساب كما قال الله تعالى " ذلك الدين القيم " التوبة 36 وغيرها وقيل
أيضا معنى يوم الدين يعني يوم القضاء كما قال الله تعالى " ما كان ليأخذ
أخاه فى دين الملك " يوسف 76 يعني في قضائه وقيل " يوم الدين " يعني يوم
الجزاء كما يقال كما تدين تدان يعني كما تجازي تجازى به فإن قيل ما معنى
تخصيص يوم الدين وهو مالك يوم الدين وغيره قيل له إن في الدنيا كانوا
منازعين له في الملك مثل فرعون ونمرود وغيرهما وفي ذلك اليوم لا ينازعه أحد
في ملكه وكلهم خضعوا له كما قال الله تعالى " لمن الملك اليوم " غافر 16
فأجاب جميع الخلق " لله الواحد القهار " الرعد 16 وغيرها فكذلك هاهنا قال "
مالك يوم الدين " يعنيفي ذلك اليوم لا يكون مالك ولا قاض ولا مجاز غيره
قوله تعالى ( إياك نعبد ) هو تعليم علم المؤمنين كيف يقولون إذا قاموا بين
يديه في الصلاة فأمرهم بأن يذكروا عبوديتهم وضعفهم حتى يوفقهم ويعينهم
فقال " إياك نعبد " أي نوحد ونطيع وقال بعضهم " إياك نعبد " يعني إياك نطيع
طاعة نخضع فيها لك
قوله " وإياك تسعين " يقول بك نستوثق على عبادتك
وقضاء الحقوق ففي هذا دليل على أن الكلام قد يكون بعضه على وجه المغايبة
وبعضه على وجه المخاطبة لأنه افتتح السورة بلفظ المغايبة وهو قوله " الحمد
لله " ثم ذكر بلفظ المخاطبة فقال ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهذا كما قال
في آية أخرى " هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك " يونس
22 فذكر بلفظ المخاطبة ثم قال " وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها " يونس 22
على المغايبة ومثل هذا في القرآن كثير
قوله تعالى " اهدنا الصراط
المستقيم " رويت القراءتان عن ابن كثير أنه قرأ " السراط " بالسين وروي عن
حمزة أنه قرأ بالزاي وقرأ الباقون بالصاد وكل ذلك جائز لأن مخرج السين
والصاد واحد وكذلك الزاي مخرجها منهما قريب والقراءة المعروفة بالصاد "
أهدنا الصراط المستقيم " قال ابن عباس رضي الله عنهما " أهدنا الصراط
المستقيم " يعني أرشدنا الطريق المستقيم وهو الإسلام فإن قيل أليس هذا
الطريق المستقيم وهو الإسلام فما معنى السؤال قيل له الصراط المستقيم هو
الذي ينتهي بصاحبه إلى المقصود فإنما يسأل العبد ربه أن يرشده الثبات على
الطريق الذي ينتهي به إلى المقصود ويعصمه من السبل المتفرقة
وقد روي عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال ( خط لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم خطا مستقيما وخط بجنبه خطوطا ثم قال إن هذا الصراط المستقيم وهذه
السبل المتفرقة وعلى رأس كل طريق شيطان يدعو إليه ويقول هلم إلى الطريق )
وفي هذا نزلت هذه الآية " وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله " الأنعام 153 فلهذا قال " اهدنا الصراط المستقيم "
واعصمنا من السبل المتفرقة قال الكلبي أمتنا على دين الإسلام
وروي عن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال " هدنا الصراط المستقيم " يعني ثبتنا
عليه ومعنى قول علي ثبتنا عليه يعني أحفظ قلوبنا على ذلك ولا تقلبها
بمعصيتك وهذا موافق لقوله تعالى " ويهديك صراطا مستقيما " الفتح 2 فكذلك
ههنا
وقوله تعالى " صراط الذين أنعمت عليهم " يعني طريق الذين مننت
عليهم فحفظت قلوبهم على الإسلام حتى ماتوا عليه وهم أنبياؤه وأصفياؤه
وأولياؤه فامنن علينا كما مننت عليهم
قال الفقيه أخبرنا الفقيه أبو
جعفر قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سهل القاضي قال حدثنا أحمد بن جرير
قال حدثنا عمرو بن إسماعيل بن مجالد قال حدثنا هشام بن القاسم قال حدثنا
حمزة بن المغيرة عن عاصم عن أبي العالية في قوله تعالى " أهدنا الصراط
المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم " قال هو النبي صلى الله عليه وسلم
وصاحباه من بعده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال عاصم فذكرت ذلك للحسن
البصري فقال صدق والله أبو العالية ونصح
قوله تعالى " غير المغضوب
عليهم " أي غير طريق اليهود يقول لا تخذلنا بمعصيتنا كما خذلت اليهود ولم
تحفظ قلوبهم حتى تركوا الإسلام " ولا الضالين " يعني ولا النصارى يعني لم
تحفظ قلوبهم وخذلتهم بمعصيتهم حتى تنصروا وقد اجمع المفسرون أن " غير
المغضوب عليهم " أراد به اليهود ( والضالين ) أراد به النصارى فإن قيل أليس
النصارى من المغضوب عليهم واليهود أيضا من الضالين فكيف صرف المغضوب عليهم
إلى اليهود وصرف الضالين إلى النصارى قيل له إنما عرف ذلك بالخبر
واستدلالا بالآية فأما الخبر فما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
رجلا سأله وهو بوادي القرى من المغضوب عليهم قال اليهود قال ومن الضالين
فقال النصارى وأما الآية فلأن الله تعالى قال في قصة اليهود " فباءو بغضب
على غضب " البقرة 90 وقال تعالى في قصة النصارى " ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا
وضلوا عن سوآء السبيل " المائدة 77
وقوله " آمين " ليس من السورة ولكن
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوله ويأمر به ومعناه ما قال
ابن عباس يعني كذلك يكون وروي عن مجاهد أنه قال هو اسم من أسماء الله تعالى
ويكون معناه يا الله استجب دعاءنا وقال بعضهم هي لغة بالسريانية وروي عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما حسدتكم النصارى في شيء كحسدهم في آمين
يعني أنهم يعرفون ما فيها من الفضيلة وروي عن كعب الأحبار قال " آمين "
خاتم رب العالمين يختم به دعاء عباده المؤمنين وقال مقاتل هو قوة للدعاء
واستنزال للرحمة وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما معنى " آمين " قال يا رب أفعل ويقال فيه لغتان "
أمين " بغير مد و " آمين " بالمد ومعناهما واحد وقد جاء في أشعارهم كلا
الوجهين قال القائل
( تباعد عني فطحل إذ دعوته.... آمين فزاد الله ما بيننا بعدا )
وقال الآخر
( يا رب لا تسلبني حبها أبدا..... ويرحم الله عبدا قال آمينا ) و صلى الله عليه وسلم
مواضيع مماثلة
» ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها
» وهو بذنوب عباده أعلم
» التوحيد المطلق : العلم والاعتراف بتفرد الرب بصفات الكمال
» خصال يجب تحققها فيمن ينصب نفسه للفتيا
» الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
» وهو بذنوب عباده أعلم
» التوحيد المطلق : العلم والاعتراف بتفرد الرب بصفات الكمال
» خصال يجب تحققها فيمن ينصب نفسه للفتيا
» الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin