بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 9 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 9 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
وهو بذنوب عباده أعلم
صفحة 1 من اصل 1
وهو بذنوب عباده أعلم
الحمد لله رب العالمين
علم الإنسان مالم يعلم
الرحمن الرحيم
وهو بذنوب عباده أعلم
وأشهد أن لا إله إلا الله مالك يوم الدين
إياك ربنا نستغفر وإياك نسترضى وإياك نعبد وإياك نستعين
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
واهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
واجعلنا اللهم من عبادك الصالحين غير المغضوب عليهم ولا الضالين
أما بعد ،،،،
فلابد للمجتمعات البشرية من قيادة تنظم شؤونها وتقيم العدل بينها حتى لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعيين القائد في أقل التجمعات البشرية حين قال عليه الصلاة والسلام (( إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم )) ؛ رواه أبو داوود ، قال الخطابي : إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعاً ولا يتفرق بهم الرأي ولا يقع بينهم الاختلاف . وقديماً قال القائد الفرنسي نابليون (( جيش من الأرانب يقوده أسد ، أفضل من جيش من أسود يقوده أرنب )) وهذا يدل على أهمية دور القائد فالقيادة مسئولية قبل أن تكون منصبا وتكليف قبل أن تكون تشريفا ،،وإن من أخطر عوائق التمكين غياب القيادة الربانية, وذلك أن قادة الأمة هم عصب حياتها، وبمنزلة الرأس من جسدها، فإذا صلح القادة صلحت الأمة, وإذا فسد القادة صار هذا الفساد إلى الأمة، ولقد فطن أعداء الإسلام لأهمية القيادة في حياة الأمة الإسلامية، ولذلك حرصوا كل الحرص على ألا يمكنوا القيادات الربانية من امتلاك نواصي الأمور وأزمة الحكم في الأمة الإسلامية, ففي خطة لويس التاسع أوصى بـ «عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية من أن يقوم بها حاكم صالح» كما أوصى بـ «العمل على إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة» ،،،
ونحن فى هذا العصر نتطلع شوقا إلى القائد الربانى الذى يأخذ بيد أمتنا ويساعدها على الرجوع مرة أخرى إلى السيادة سيادة العالم بأسره كما كانت فى السابق فالأمة لا بد لها من قائد يرشدها وتعينه
وعندما نتأمل فى كتاب الله نرى فى سورة الكهف آيات تعبر عن مدى أهمية دور القائد وبعض المواصفات التى لابد أن يكون عليها هذا القائد وذلك يتجلى لنا فى عرض السورة لقصة ذى القرنين ولقد نزلت في ذي القرنين أكثر من عشرين آية، ألهذا القدر يحبه الله تعالى!؟؟ وقد سمع الصحابة هذه الآيات في مكة، ففعلوا ما فعل ذو القرنين في 25 عاماً، جيلُ وراء جيل يملأ الدنيا بالعدل والعلم ويقضى على الظلم والاستبداد والفساد ... جيل يقرأ سورة الكهف كل جمعة فيعمل بها ويغير
ونحن نقرأها أيضا كل جمعة ولكننا لا نغير ولا نتغير
افتتح الكلام عنه بقول الله تعالى ( ويسئلونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا )
فلم يحك الله عنه كل شيء من تفاصيل مولده أو حياته الشخصية، لكنه حكى لنا عن القوة العالمية حينما توَجَه للخير، وحينما تكون هناك قوة عالمية في الأرض فلا تُنهبُ ثرواتُ الشعوبِ وإنما تُصلحِ في الأرض، وهذه الزاوية التي سنراها اليوم وهي لمن يُعطي ولا يأخذ خير الآخرين . ثم تأتي الآية: "إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً "، إذن كل إمكانيات الإصلاح، والنهضة، والقوة العالمية موجودة لديه، من قوة عسكرية رهيبة، وقوة اقتصادية عظيمة، وقوة تكنولوجية، وعلمية غير موجودة في الأرض، وقوة روحية، وإيمانية، ودافعة غير موجودة في الأرض، وهو رائد التنمية بالإيمان تلك التنمية التى تكون شاملة تنمية مادية وعلمية وحضارية وقبل كل ذلك تنمية روحية
والله تعالى أعطاه الأسباب ولم يعطه معجزات، فهو ليس نبي ولا مَلِك، فالله تعالى أعطاه مفاتيح العلوم، والحضارة، والنجاح، وهو لديه حب اكتشاف المجهول، وتَربى على حب الخير والعطاء لكل البشر بصرف النظر عن جنسياتهم أو أديانهم، وهو مشابه لإبراهيم ويوسف عليهما السلام، ومن أشباه الفاتحين في الإسلام: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وغيرهم .
هو شخصية عالمية، فذة، مؤمنة، مُصلحة. فلماذا يحكي لنا الله قصته في القرآن؟ فهذا هو قرآننا والله آتانا من أسباب الإصلاح والنهضة ما يعيننا به على إصلاح وتعمير الدنيا .
"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً ". أنه مُكِن من كل الأرض، بالأسباب وليس بالتواكل، بل بالعمل، والهندسة، والجغرافيا، والطب، والتاريخ، والعلوم، واللغات، والمعمار والآلات الحربية، فعندما يجوب العالم سيحتاج لكل تلك العلوم، فكفانا تواكلا ونحن ندعو كل رمضان أن ينصرنا الله ومع ذلك حالنا كما هو، لأنه دعاء بدون عمل، وفي سورة آل عمران صفحة كاملة دعاء: "رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا ... " (آل عمران 193)، ثم الرد على الفور "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم ... "، ولم يقل دعوة داعٍ،
وذو القرنين لم يكتفِ بأخذ الأسباب كلها، بل في الآية: "فَأَتْبَعَ سَبَباً " (الكهف85)، وجه شعبه وشباب الأُمة لمزيد من العلم، فعلم الله لا ينفذ وقد أعطاه مفاتيحه، وهذا طموح غير عادي.
هذا الرجل لما أعطاه الله عز وجل كل هذه الإمكانيات لم يتكاسل وإنما فعل ما لم يفعله أحد .. طاف الأرض من مشرقها إلى مغربها يقول تعالى ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ) أى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب وهو مغرب الأرض ، ويقول فى آية أخرى ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) وأثناء الرحلة يعلمنا ذو القرنين عددا من الدروس المهمة :
1 – أهمية إقامة دولة العدل وأن المحسن لا يتساوى أبدا مع المسيء فى الجزاء : وذلك يتضح فى قوله تعالى ((حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)
2 – أهمية مساعدة المحتاج : لما بلغ ذو القرنين بين السدين وجد قوما اجتمع عليهم الظلم والجهل وهاتان الصفتان إن اجتمعتا في أمة – وهما غالباً ما تجتمعان – أصابتهم نوائب الدهر وعصفت بهم ، فنالهم الذل وطوّح بهم الفساد . .. فلما وصل إليهم الملك الصالح ذو القرنين طلبوا مساعدته ... فأقام لهم السد الذي أبعد الله به عنهم ظلم الظالمين وعدوان المتجبرين .
ولم يطلب الملك الصالح مالاً منهم ، ولا أجرة ، وهذا من سمات الحاكم الذي يبذل في سبيل شعبه كل ما يستطيع ، ولا يكلفهم شططاً . بل طلب إليهم أن يعينوه بقوةف فالقضية تهمه أولاً، والحاكم خادم لشعبه ، استرعاه الله إياه ،وجعله أمانة بين يديه ، وعليه أن يؤدي الأمانة . حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)
3 – الفضل أولا وأخيرا لله وحده : فبعد أن فعل ذو القرنين ما فعل لم يمدح نفسه ولم ينسب الفضل لنفسه بل قام بنسبة الفعل إلى الله تبارك وتعالى حيث قال قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)
هكذا كان ذو القرنين رجلا حكيما قويا شجاعا عالما وهذه من أهم مواصفات القائد الذى يريد التغيير والإصلاح ،، وهذه هى الصفات التى لابد أن نبحث عنها فيمن نختاره لمنصب القائد الذي يقود هذه الأمة ،،
وقد تكلم العلماء عن صفات القائد الرباني ونجملها في أمور فمن أهم هذه الصفات: سلامة المعتقد، والعلم الشرعي، والثقة بالله، والقدوة، والصدق، والكفاءة، والشجاعة، والمروءة، والزهد، وحب التضحية، وحسن اختيارالقائد لمعاونيه، وقبول التضحية، والحلم، والصبر وعلو الهمة، و التميز بخفة الروح والدعابة، والحزم والإرادة القوية، والعدل والاحترام المتبادل والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على التعليم وإعداد القادة، وغير ذلك من الصفات.
فعلى هذا المفهوم للولاية في الإسلام تكون الولاية عبادة.
قال ابن تيمية، رحمه الله: "وأصل ذلك أن تعلم أن جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله سبحانه إنما خلق الخلق لذلك، وبه أنزل الكتب، وبه أرسل الرسل، وعليه جاهد الرسول والمؤمنون". [مجموع الفتاوى (10/149(
إن غياب هذه القيادة قد قيدت حركة الإسلام كقوة منتصرة، ومنع غياب هذه القيادات الحركات الإسلامية من أن تكون منافسا خطيرا على السلطة في العالم الإسلامي، لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوى سياسية هائلة إذا تهيأ لهذا النوع من القيادة.
ولله در القائل:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ** ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تبقى الأمور بأهل الرأي ما صلحت ** فإن تولت فبالاشرار تنقاد
والبيت لا يبتنى إلا له عمد ** ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
الأمة اليوم بحاجة إلى قيادات لا تخشى إلا في الله لومة لائم.
الأمة بحاجة إلى قيادات تربت على الكتاب والسنة .
الأمة بحاجة إلى قيادات تُخرجها من مستنقع الذل إلى بستان العزة والكرامة.
الأمة بحاجة إلى قيادات تحكم شرع الله على القاصي والداني.
الأمة بحاجة إلى قيادات فذة فريدة لا تجامل أحداً على الإطلاق على حساب مصلحة الأمة.
اللهم ابعث لنا نفرا منهم يشيدون لنا مجدا أضعناه .
علم الإنسان مالم يعلم
الرحمن الرحيم
وهو بذنوب عباده أعلم
وأشهد أن لا إله إلا الله مالك يوم الدين
إياك ربنا نستغفر وإياك نسترضى وإياك نعبد وإياك نستعين
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
واهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
واجعلنا اللهم من عبادك الصالحين غير المغضوب عليهم ولا الضالين
أما بعد ،،،،
فلابد للمجتمعات البشرية من قيادة تنظم شؤونها وتقيم العدل بينها حتى لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعيين القائد في أقل التجمعات البشرية حين قال عليه الصلاة والسلام (( إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم )) ؛ رواه أبو داوود ، قال الخطابي : إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعاً ولا يتفرق بهم الرأي ولا يقع بينهم الاختلاف . وقديماً قال القائد الفرنسي نابليون (( جيش من الأرانب يقوده أسد ، أفضل من جيش من أسود يقوده أرنب )) وهذا يدل على أهمية دور القائد فالقيادة مسئولية قبل أن تكون منصبا وتكليف قبل أن تكون تشريفا ،،وإن من أخطر عوائق التمكين غياب القيادة الربانية, وذلك أن قادة الأمة هم عصب حياتها، وبمنزلة الرأس من جسدها، فإذا صلح القادة صلحت الأمة, وإذا فسد القادة صار هذا الفساد إلى الأمة، ولقد فطن أعداء الإسلام لأهمية القيادة في حياة الأمة الإسلامية، ولذلك حرصوا كل الحرص على ألا يمكنوا القيادات الربانية من امتلاك نواصي الأمور وأزمة الحكم في الأمة الإسلامية, ففي خطة لويس التاسع أوصى بـ «عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية من أن يقوم بها حاكم صالح» كما أوصى بـ «العمل على إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة» ،،،
ونحن فى هذا العصر نتطلع شوقا إلى القائد الربانى الذى يأخذ بيد أمتنا ويساعدها على الرجوع مرة أخرى إلى السيادة سيادة العالم بأسره كما كانت فى السابق فالأمة لا بد لها من قائد يرشدها وتعينه
وعندما نتأمل فى كتاب الله نرى فى سورة الكهف آيات تعبر عن مدى أهمية دور القائد وبعض المواصفات التى لابد أن يكون عليها هذا القائد وذلك يتجلى لنا فى عرض السورة لقصة ذى القرنين ولقد نزلت في ذي القرنين أكثر من عشرين آية، ألهذا القدر يحبه الله تعالى!؟؟ وقد سمع الصحابة هذه الآيات في مكة، ففعلوا ما فعل ذو القرنين في 25 عاماً، جيلُ وراء جيل يملأ الدنيا بالعدل والعلم ويقضى على الظلم والاستبداد والفساد ... جيل يقرأ سورة الكهف كل جمعة فيعمل بها ويغير
ونحن نقرأها أيضا كل جمعة ولكننا لا نغير ولا نتغير
افتتح الكلام عنه بقول الله تعالى ( ويسئلونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا )
فلم يحك الله عنه كل شيء من تفاصيل مولده أو حياته الشخصية، لكنه حكى لنا عن القوة العالمية حينما توَجَه للخير، وحينما تكون هناك قوة عالمية في الأرض فلا تُنهبُ ثرواتُ الشعوبِ وإنما تُصلحِ في الأرض، وهذه الزاوية التي سنراها اليوم وهي لمن يُعطي ولا يأخذ خير الآخرين . ثم تأتي الآية: "إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً "، إذن كل إمكانيات الإصلاح، والنهضة، والقوة العالمية موجودة لديه، من قوة عسكرية رهيبة، وقوة اقتصادية عظيمة، وقوة تكنولوجية، وعلمية غير موجودة في الأرض، وقوة روحية، وإيمانية، ودافعة غير موجودة في الأرض، وهو رائد التنمية بالإيمان تلك التنمية التى تكون شاملة تنمية مادية وعلمية وحضارية وقبل كل ذلك تنمية روحية
والله تعالى أعطاه الأسباب ولم يعطه معجزات، فهو ليس نبي ولا مَلِك، فالله تعالى أعطاه مفاتيح العلوم، والحضارة، والنجاح، وهو لديه حب اكتشاف المجهول، وتَربى على حب الخير والعطاء لكل البشر بصرف النظر عن جنسياتهم أو أديانهم، وهو مشابه لإبراهيم ويوسف عليهما السلام، ومن أشباه الفاتحين في الإسلام: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وغيرهم .
هو شخصية عالمية، فذة، مؤمنة، مُصلحة. فلماذا يحكي لنا الله قصته في القرآن؟ فهذا هو قرآننا والله آتانا من أسباب الإصلاح والنهضة ما يعيننا به على إصلاح وتعمير الدنيا .
"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً ". أنه مُكِن من كل الأرض، بالأسباب وليس بالتواكل، بل بالعمل، والهندسة، والجغرافيا، والطب، والتاريخ، والعلوم، واللغات، والمعمار والآلات الحربية، فعندما يجوب العالم سيحتاج لكل تلك العلوم، فكفانا تواكلا ونحن ندعو كل رمضان أن ينصرنا الله ومع ذلك حالنا كما هو، لأنه دعاء بدون عمل، وفي سورة آل عمران صفحة كاملة دعاء: "رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا ... " (آل عمران 193)، ثم الرد على الفور "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم ... "، ولم يقل دعوة داعٍ،
وذو القرنين لم يكتفِ بأخذ الأسباب كلها، بل في الآية: "فَأَتْبَعَ سَبَباً " (الكهف85)، وجه شعبه وشباب الأُمة لمزيد من العلم، فعلم الله لا ينفذ وقد أعطاه مفاتيحه، وهذا طموح غير عادي.
هذا الرجل لما أعطاه الله عز وجل كل هذه الإمكانيات لم يتكاسل وإنما فعل ما لم يفعله أحد .. طاف الأرض من مشرقها إلى مغربها يقول تعالى ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ) أى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب وهو مغرب الأرض ، ويقول فى آية أخرى ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) وأثناء الرحلة يعلمنا ذو القرنين عددا من الدروس المهمة :
1 – أهمية إقامة دولة العدل وأن المحسن لا يتساوى أبدا مع المسيء فى الجزاء : وذلك يتضح فى قوله تعالى ((حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)
2 – أهمية مساعدة المحتاج : لما بلغ ذو القرنين بين السدين وجد قوما اجتمع عليهم الظلم والجهل وهاتان الصفتان إن اجتمعتا في أمة – وهما غالباً ما تجتمعان – أصابتهم نوائب الدهر وعصفت بهم ، فنالهم الذل وطوّح بهم الفساد . .. فلما وصل إليهم الملك الصالح ذو القرنين طلبوا مساعدته ... فأقام لهم السد الذي أبعد الله به عنهم ظلم الظالمين وعدوان المتجبرين .
ولم يطلب الملك الصالح مالاً منهم ، ولا أجرة ، وهذا من سمات الحاكم الذي يبذل في سبيل شعبه كل ما يستطيع ، ولا يكلفهم شططاً . بل طلب إليهم أن يعينوه بقوةف فالقضية تهمه أولاً، والحاكم خادم لشعبه ، استرعاه الله إياه ،وجعله أمانة بين يديه ، وعليه أن يؤدي الأمانة . حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)
3 – الفضل أولا وأخيرا لله وحده : فبعد أن فعل ذو القرنين ما فعل لم يمدح نفسه ولم ينسب الفضل لنفسه بل قام بنسبة الفعل إلى الله تبارك وتعالى حيث قال قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)
هكذا كان ذو القرنين رجلا حكيما قويا شجاعا عالما وهذه من أهم مواصفات القائد الذى يريد التغيير والإصلاح ،، وهذه هى الصفات التى لابد أن نبحث عنها فيمن نختاره لمنصب القائد الذي يقود هذه الأمة ،،
وقد تكلم العلماء عن صفات القائد الرباني ونجملها في أمور فمن أهم هذه الصفات: سلامة المعتقد، والعلم الشرعي، والثقة بالله، والقدوة، والصدق، والكفاءة، والشجاعة، والمروءة، والزهد، وحب التضحية، وحسن اختيارالقائد لمعاونيه، وقبول التضحية، والحلم، والصبر وعلو الهمة، و التميز بخفة الروح والدعابة، والحزم والإرادة القوية، والعدل والاحترام المتبادل والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على التعليم وإعداد القادة، وغير ذلك من الصفات.
فعلى هذا المفهوم للولاية في الإسلام تكون الولاية عبادة.
قال ابن تيمية، رحمه الله: "وأصل ذلك أن تعلم أن جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله سبحانه إنما خلق الخلق لذلك، وبه أنزل الكتب، وبه أرسل الرسل، وعليه جاهد الرسول والمؤمنون". [مجموع الفتاوى (10/149(
إن غياب هذه القيادة قد قيدت حركة الإسلام كقوة منتصرة، ومنع غياب هذه القيادات الحركات الإسلامية من أن تكون منافسا خطيرا على السلطة في العالم الإسلامي، لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوى سياسية هائلة إذا تهيأ لهذا النوع من القيادة.
ولله در القائل:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ** ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تبقى الأمور بأهل الرأي ما صلحت ** فإن تولت فبالاشرار تنقاد
والبيت لا يبتنى إلا له عمد ** ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
الأمة اليوم بحاجة إلى قيادات لا تخشى إلا في الله لومة لائم.
الأمة بحاجة إلى قيادات تربت على الكتاب والسنة .
الأمة بحاجة إلى قيادات تُخرجها من مستنقع الذل إلى بستان العزة والكرامة.
الأمة بحاجة إلى قيادات تحكم شرع الله على القاصي والداني.
الأمة بحاجة إلى قيادات فذة فريدة لا تجامل أحداً على الإطلاق على حساب مصلحة الأمة.
اللهم ابعث لنا نفرا منهم يشيدون لنا مجدا أضعناه .
مواضيع مماثلة
» حمد الرب نفسه ليحمده عباده
» أنتم أعلم بأمور دنياكم " .شبهه والرد عليها
» من الذى أعلم النبى بأقوى بركان فى تاريخ البشرية..؟؟
» من الذى أعلم النبى بأقوى بركان فى تاريخ البشرية..؟؟
» أنتم أعلم بأمور دنياكم " .شبهه والرد عليها
» من الذى أعلم النبى بأقوى بركان فى تاريخ البشرية..؟؟
» من الذى أعلم النبى بأقوى بركان فى تاريخ البشرية..؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin