بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 25 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى البر والبحر وَم
صفحة 1 من اصل 1
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى البر والبحر وَم
للإمام الرازى
فى تفسير قول الله نعالى من سورة الانعام
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا
فِى البر والبحر وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حبة
في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } .
اعلم أنه تعالى
قال في الآية الأولى { والله أَعْلَمُ بالظالمين } يعني أنه سبحانه هو
العالم بكل شيء فهو يعجل ما تعجيله أصلح ويؤخر ما تأخيره أصلح . وفي الآية
مسائل :
المسألة الأولى : المفاتح جمع مفتح . ومفتح ، والمفتح بالكسر
المفتاح الذي يفتح به والمفتح بفتح الميم الخزانة وكل خزانة كانت لصنف من
الأشياء فهو مفتح ، قال الفراء في قوله تعالى : { مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ
لَتَنُوأُ بالعصبة } [ القصص : 76 ] يعني خزائنه فلفظ المفاتح يمكن أن يكون
المراد منه المفاتيح ويمكن أن يراد منه الخزائن ، أما على التقدير الأول .
فقد جعل للغيب مفاتيح على طريق الاستعارة لأن المفاتيح يتوصل بها إلى ما
في الخزائن المستوثق منها بالأغلاق والأقفال فالعالم بتلك المفاتيح وكيفية
استعمالها في فتح تلك الأغلاق والأقفال يمكنه أن يتوصل بتلك المفاتيح إلى
ما في تلك الخزائن فكذلك ههنا الحق سبحانه لما كان عالماً بجميع المعلومات
عبر عن هذا المعنى بالعبارة المذكورة وقرىء { مفاتيح } وأما على التقدير
الثاني فالمعنى وعنده خزائن الغيب . فعلى التقدير الأول يكون المراد العلم
بالغيب ، وعلى التقدير الثاني المراد منه القدرة على كل الممكنات في قوله :
{ وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاَّ
بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } [ الحجر : 21 ] وللحكماء في تفسير هذه الآية كلام
عجيب مفرع على أصولهم فإنهم قالوا : ثبت أن العلم بالعلة علة للعلم
بالمعلول وأن العلم بالمعلول لا يكون علة للعلم بالعلة . قالوا : وإذا ثبت
هذا فنقول : الموجود إما أن يكون واجباً لذاته ، وإما أن يكون ممكناً لذاته
، والواجب لذاته ليس إلا الله سبحانه وتعالى . وكل ما سواه فهو ممكن لذاته
، والممكن لذاته لا يوجد إلا بتأثير الواجب لذاته وكل ما سوى الحق سبحانه
فهو موجود بإيجاده كائن بتكوينه واقع بإيقاعه . إما بغير واسطة وإما بواسطة
واحدة وإما بوسائط كثيرة على الترتيب النازل من عنده طولاً وعرضاً . إذا
ثبت هذا فنقول : علمه بذاته يوجب عمله بالأثر الأول الصادر منه ، ثم علمه
بذلك الأثر الأول يوجب عمله بالأثر الثاني لأن الأثر الأول علة قريبة للأثر
الثاني . وقد ذكرنا أن العلم بالعلة يوجب العلم بالمعلول فبهذا علم الغيب
ليس إلا علم الحق بذاته المخصوصة ثم يحصل له من علمه بذاته علمه بالآثار
الصادرة عنه على ترتيبها المعتبر ، ولما كان علمه بذاته لم يحصل إلا لذاته
لا جرم صح أن يقال : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ
هُوَ } فهذا هو طريقة هؤلاء الفرقة الذين فسروا هذه الآية بناء على هذه
الطريقة .
ثم اعلم أن ههنا دقيقة أخرى ، وهي : أن القضايا العقلية
المحضة يصعب تحصيل العلم بها على سبيل التمام والكمال إلا للعقلاء الكاملين
الذين تعودوا الإعراض عن قضايا الحس والخيال وألفوا استحضار المعقولات
المجردة ، ومثل هذا الإنسان يكون كالنادر وقوله : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ
الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } قضية عقلية محضة مجردة فالإنسان الذي
يقوى عقله على الإحاطة بمعنى هذه القضية نادر جداً . والقرآن إنما أنزل
لينتفع به جميع الخلق . فههنا طريق آخر وهو أن من ذكر القضية العقلية
المحضة المجردة ، فإذا أراد إيصالها إلى عقل كل أحد ذكر لها مثالاً من
الأمور المحسوسة الداخلة تحت القضية العقلية الكلية ليصير ذلك المعقول
بمعاونة هذا المثال المحسوس مفهوماً لكل أحد ، والأمر في هذه الآية ورد على
هذا القانون ، لأنه قال أولاً : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ
يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } ثم أكد هذا المعقول الكلي المجرد بجزئي محسوس
فقال : { وَيَعْلَمُ مَا فِى البر والبحر } وذلك لأن أحد أقسام معلومات
الله هو جميع دواب البر ، والبحر ، والحس ، والخيال قد وقف على عظمة أحوال
البر والبحر ، فذكر هذا المحسوس يكشف عن حقيقة عظمة ذلك المعقول .
وفيه
دقيقة أخرى وهي : إنه تعالى قدم ذكر البر ، لأن الإنسان قد شاهد أحوال
البر ، وكثرة ما فيه من المدن والقرى والمفاوز والجبال والتلال ، وكثرة ما
فيها من الحيوان والنبات والمعادن . وأما البحر فإحاطة العقل بأحواله أقل
إلا أن الحس يدل على أن عجائب البحار في الجملة أكثر وطولها وعرضها أعظم
وما فيها من الحيوانات وأجناس المخلوقات أعجب . فإذا استحضر الخيال صورة
البحر والبر على هذه الوجوه . ثم عرف أن مجموعها قسم حقير من الأقسام
الداخلة تحت قوله : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ
هُوَ } فيصير هذا المثال المحسوس مقوياً ومكملاً للعظمة الحاصلة تحت قوله :
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } ثم إنه تعالى
كما كشف عن عظمة قوله { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب } بذكر البر والبحر كشف
عن عظمة البر والبحر بقوله : { وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ
يَعْلَمُهَا } وذلك لأن العقل يستحضر جميع ما في وجه الأرض من المدن والقرى
والمفاوز والجبال والتلال ، ثم يستحضركم فيها من النجم والشجر ثم يستحضر
أنه لا يتغير حال ورقة إلا والحق سبحانه يعلمها ثم يتجاوز من هذا المثال
إلى مثال آخر أشد هيئة منه وهو قوله : { وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظلمات الأرض }
وذلك لأن الحبة في غاية الصغر وظلمات الأرض موضع يبقى أكبر الأجسام وأعظمها
مخفياً فيها فإذا سمع أن تلك الحبة الصغيرة الملقاة في ظمات الأرض على
اتساعها وعظمتها لا تخرج عن علم الله تعالى البتة ، صارت هذه الأمثلة منبهة
على عظمة عظيمة وجلالة عالية من المعنى المشار إليه بقوله : { وَعِندَهُ
مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } بحيث تتحير العقول فيها
وتتقاصر الأفكار والألباب عن الوصول إلى مباديها ، ثم إنه تعالى لما قوى
أمر ذلك المعقول المحض المجرد بذكر هذه الجزئيات المحسوسة فبعد ذكرها عاد
إلى ذكر تلك القضية العقلية المحضة المجردة بعبارة أخرى فقال : { وَلاَ
رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كتاب مُّبِينٍ } وهو عين المذكور في قوله :
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } فهذا ما
عقلناه في تفسير هذه الآية الشريفة العالية . ومن الله التوفيق .
فى تفسير قول الله نعالى من سورة الانعام
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا
فِى البر والبحر وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حبة
في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } .
اعلم أنه تعالى
قال في الآية الأولى { والله أَعْلَمُ بالظالمين } يعني أنه سبحانه هو
العالم بكل شيء فهو يعجل ما تعجيله أصلح ويؤخر ما تأخيره أصلح . وفي الآية
مسائل :
المسألة الأولى : المفاتح جمع مفتح . ومفتح ، والمفتح بالكسر
المفتاح الذي يفتح به والمفتح بفتح الميم الخزانة وكل خزانة كانت لصنف من
الأشياء فهو مفتح ، قال الفراء في قوله تعالى : { مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ
لَتَنُوأُ بالعصبة } [ القصص : 76 ] يعني خزائنه فلفظ المفاتح يمكن أن يكون
المراد منه المفاتيح ويمكن أن يراد منه الخزائن ، أما على التقدير الأول .
فقد جعل للغيب مفاتيح على طريق الاستعارة لأن المفاتيح يتوصل بها إلى ما
في الخزائن المستوثق منها بالأغلاق والأقفال فالعالم بتلك المفاتيح وكيفية
استعمالها في فتح تلك الأغلاق والأقفال يمكنه أن يتوصل بتلك المفاتيح إلى
ما في تلك الخزائن فكذلك ههنا الحق سبحانه لما كان عالماً بجميع المعلومات
عبر عن هذا المعنى بالعبارة المذكورة وقرىء { مفاتيح } وأما على التقدير
الثاني فالمعنى وعنده خزائن الغيب . فعلى التقدير الأول يكون المراد العلم
بالغيب ، وعلى التقدير الثاني المراد منه القدرة على كل الممكنات في قوله :
{ وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاَّ
بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } [ الحجر : 21 ] وللحكماء في تفسير هذه الآية كلام
عجيب مفرع على أصولهم فإنهم قالوا : ثبت أن العلم بالعلة علة للعلم
بالمعلول وأن العلم بالمعلول لا يكون علة للعلم بالعلة . قالوا : وإذا ثبت
هذا فنقول : الموجود إما أن يكون واجباً لذاته ، وإما أن يكون ممكناً لذاته
، والواجب لذاته ليس إلا الله سبحانه وتعالى . وكل ما سواه فهو ممكن لذاته
، والممكن لذاته لا يوجد إلا بتأثير الواجب لذاته وكل ما سوى الحق سبحانه
فهو موجود بإيجاده كائن بتكوينه واقع بإيقاعه . إما بغير واسطة وإما بواسطة
واحدة وإما بوسائط كثيرة على الترتيب النازل من عنده طولاً وعرضاً . إذا
ثبت هذا فنقول : علمه بذاته يوجب عمله بالأثر الأول الصادر منه ، ثم علمه
بذلك الأثر الأول يوجب عمله بالأثر الثاني لأن الأثر الأول علة قريبة للأثر
الثاني . وقد ذكرنا أن العلم بالعلة يوجب العلم بالمعلول فبهذا علم الغيب
ليس إلا علم الحق بذاته المخصوصة ثم يحصل له من علمه بذاته علمه بالآثار
الصادرة عنه على ترتيبها المعتبر ، ولما كان علمه بذاته لم يحصل إلا لذاته
لا جرم صح أن يقال : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ
هُوَ } فهذا هو طريقة هؤلاء الفرقة الذين فسروا هذه الآية بناء على هذه
الطريقة .
ثم اعلم أن ههنا دقيقة أخرى ، وهي : أن القضايا العقلية
المحضة يصعب تحصيل العلم بها على سبيل التمام والكمال إلا للعقلاء الكاملين
الذين تعودوا الإعراض عن قضايا الحس والخيال وألفوا استحضار المعقولات
المجردة ، ومثل هذا الإنسان يكون كالنادر وقوله : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ
الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } قضية عقلية محضة مجردة فالإنسان الذي
يقوى عقله على الإحاطة بمعنى هذه القضية نادر جداً . والقرآن إنما أنزل
لينتفع به جميع الخلق . فههنا طريق آخر وهو أن من ذكر القضية العقلية
المحضة المجردة ، فإذا أراد إيصالها إلى عقل كل أحد ذكر لها مثالاً من
الأمور المحسوسة الداخلة تحت القضية العقلية الكلية ليصير ذلك المعقول
بمعاونة هذا المثال المحسوس مفهوماً لكل أحد ، والأمر في هذه الآية ورد على
هذا القانون ، لأنه قال أولاً : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ
يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } ثم أكد هذا المعقول الكلي المجرد بجزئي محسوس
فقال : { وَيَعْلَمُ مَا فِى البر والبحر } وذلك لأن أحد أقسام معلومات
الله هو جميع دواب البر ، والبحر ، والحس ، والخيال قد وقف على عظمة أحوال
البر والبحر ، فذكر هذا المحسوس يكشف عن حقيقة عظمة ذلك المعقول .
وفيه
دقيقة أخرى وهي : إنه تعالى قدم ذكر البر ، لأن الإنسان قد شاهد أحوال
البر ، وكثرة ما فيه من المدن والقرى والمفاوز والجبال والتلال ، وكثرة ما
فيها من الحيوان والنبات والمعادن . وأما البحر فإحاطة العقل بأحواله أقل
إلا أن الحس يدل على أن عجائب البحار في الجملة أكثر وطولها وعرضها أعظم
وما فيها من الحيوانات وأجناس المخلوقات أعجب . فإذا استحضر الخيال صورة
البحر والبر على هذه الوجوه . ثم عرف أن مجموعها قسم حقير من الأقسام
الداخلة تحت قوله : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ
هُوَ } فيصير هذا المثال المحسوس مقوياً ومكملاً للعظمة الحاصلة تحت قوله :
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } ثم إنه تعالى
كما كشف عن عظمة قوله { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب } بذكر البر والبحر كشف
عن عظمة البر والبحر بقوله : { وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ
يَعْلَمُهَا } وذلك لأن العقل يستحضر جميع ما في وجه الأرض من المدن والقرى
والمفاوز والجبال والتلال ، ثم يستحضركم فيها من النجم والشجر ثم يستحضر
أنه لا يتغير حال ورقة إلا والحق سبحانه يعلمها ثم يتجاوز من هذا المثال
إلى مثال آخر أشد هيئة منه وهو قوله : { وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظلمات الأرض }
وذلك لأن الحبة في غاية الصغر وظلمات الأرض موضع يبقى أكبر الأجسام وأعظمها
مخفياً فيها فإذا سمع أن تلك الحبة الصغيرة الملقاة في ظمات الأرض على
اتساعها وعظمتها لا تخرج عن علم الله تعالى البتة ، صارت هذه الأمثلة منبهة
على عظمة عظيمة وجلالة عالية من المعنى المشار إليه بقوله : { وَعِندَهُ
مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } بحيث تتحير العقول فيها
وتتقاصر الأفكار والألباب عن الوصول إلى مباديها ، ثم إنه تعالى لما قوى
أمر ذلك المعقول المحض المجرد بذكر هذه الجزئيات المحسوسة فبعد ذكرها عاد
إلى ذكر تلك القضية العقلية المحضة المجردة بعبارة أخرى فقال : { وَلاَ
رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كتاب مُّبِينٍ } وهو عين المذكور في قوله :
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } فهذا ما
عقلناه في تفسير هذه الآية الشريفة العالية . ومن الله التوفيق .
مواضيع مماثلة
» مطوية (قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)
» علم الغيب عند الرافضة
» البر حسن الخلق
» { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ }
» { وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ
» علم الغيب عند الرافضة
» البر حسن الخلق
» { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ }
» { وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin