الإخلاص روح الأعمال وسر قبولها عند الله تعالى

من طرف **Admin** الخميس 03 يناير 2013, 1:25 am

الإخلاص روح الأعمال وسر قبولها عند الله تعالى
..........
لقد أولى الإسلام عناية كبيرة للبواعث التي تدفع الإنسان لما يقوم به من
أعمال وما يتلفظ به من أقوال ، وما ذاك إلا لأن الواجب على المسلم أن يمحص
نيته ويجرد عمله يحيث يكون كله لله وهذا هو الإخلاص الذي أمرنا الله به ،
قال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ
دِينُ الْقَيِّمَةِ }وقال{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
بل إن الإنسان لو عزم على
القيام بأي عمل لله ومنعه منه مانع خارج عن إرادته فالله يتفضل عليه ويكتب
له أجره كما لو كان قد أداه فعلا ، روى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ وجابر بن عبد الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ
تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ
« إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلاَ
قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ » . قَالُوا يَا رَسُولَ
اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ « وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ، حَبَسَهُمُ
الْعُذْرُ » وفي رواية عند مسلم أن الرسول قال « إِلاَّ شَرِكُوكُمْ فِي
الأَجْرِ » وهذه بركة الإخلاص ، جعلت للقاعد أجرا كالغازي .
وعند مالك
وأبي دواد وغيرهما بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال :ما من أمرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم إلا كتب
الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة
ولقد قال الشاعر معبرا عن هذه الحقيقة :
يا سائرين إلى البيت العتيق لقد .... سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر نكابده ...... ومن أقام على عذر كمن راحا

ومن الأمور التي تشد نظر المتامل ما كان عليه أهل الجاهلية ، فقد كانوا
يعرفون أن في وقت الشدة لا ينفع إلا الإخلاص في الدعاء ، قال تعالى {هُوَ
الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي
الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا
رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ
أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }
{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }

وفي ذلك ذكر ابن كثير في التفسير والبداية والنهاية أن عكرمة لما ركب
البحر فأصابتهم قاصف، فقال أهل السفينة لأهل السفينة : أخلصوا فان آلهتكم
لا تغني عنكم شيئا ها هنا ، فقال عكرمة : والله لئن لم ينج في البحر إلا
الإخلاص فانه لا ينجي في البر غيره ، اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني
مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده ، فلأجدنه عفوا كريما ، فجاء
فأسلم .

ومن هنا حرص سلفنا الصالح على أن يخفوا أعمالهم ما
استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، فعن محمد بن واسع قال : لقد أدركت رجالا كان
الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد ، قد بل ما تحت خده من دموعه لا
تشعر به امرأته ، والله لقد أدركت رجالا كان أحدهم يقوم في الصف فتسيل
دموعه على خده لا يشعر الذي إلى جنبه ، وعن الحسن قال : إن كان الرجل لتكون
له الساعة يخلو فيها فيصلي فيوصي أهله فيقول : إن جاء أحد يطلبني فقولوا :
هو في حاجة له .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30