بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 23 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 23 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
دروس شرح مبادئ علم التوحيد
صفحة 1 من اصل 1
دروس شرح مبادئ علم التوحيد
دروس شرح مبادئ علم التوحيد
الدرس الثامن
الصفات الواجبة في حقِّ المولى سبحانه وتعالى
(الوَحْدانية)
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ومولانا محمد، وعلى آل بيته وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد،،،
سادسًا: صفة الوَحْدانية: وهي الصفة الخامسة والأخيرة من الصفات السلبية
التي يجب على المكلف أن يعلمها في حقِّ المولى سبحانه وتعالى.
تعريفها
:وهي صفةٌ أزليةٌ أبديَّةٌ يتصف بها واجب الوجود سبحانه وتعالى، تسلب وتنفي
عنه سبحانه وتعالى تعدد الذَّات والصَّفات والأفعال .
- وَحْدَةُ
الذات: بمعنى عدم تعددها أو تركيبها من أجزاء، فذاته سبحانه وتعالى لا تشبه
الذوات المخلوقة وليس في الخَلْقِ ذاتٌ كذاته سبحانه وتعالى .
-
وَحْدَةُ الصفات: بمعنى أنه ليس لأحدٍ صفة تشبه صفةً من صفاته سبحانه
وتعالى، وليست صفاته متعددة من جنس واحد كَعِلْمَين أو قُدْرَتَين،
فَعِلْمُه سبحانه وتعالى محيطٌ بكل المعلومات، وقدْرَتُه تعالى مُتَعَلِقةٌ
بكلِّ الممكنات.
- وَحْدَةُ الأفعال: بمعنى أنه ليس لأحدٍ غيره تعالى
فعلٌ من الأفعال، فالله تعالى خالقُ كلِّ شيء، ومُبْدع كل شيء، فهو
مُسْتقلٌّ بالإيجاد والإبداع، فالمخلوق لا يخلق فعله إنَّما يكْسِبهُ،
وبمعنى آخر :لا مؤثر على معنى الحقيقة إلا هو تعالى، وكل ما سواه سبحانه
سببٌ جَرَت العادةُ أن تكون معه الأشياء، فمثلًا: النَّار سبب للحَرْق،
ومعها يكون الحَرْق لا بها؛ لأن خالق الحَرْق حقيقةً هو الله تعالى،
فالفاعل الحقيقي هو الله تعالى، وقد تَنْخرِم العادات فينقلب سبب الحَرْق
إلى سبب للبرد والسلامة والنجاة كما حصل مع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة
والسلام .
الأدلة النقلية على وجوب صفة الوَحْدانية في حقِّ المولى سبحانه وتعالى:
أولاً: من القرآن الكريم:
- قال تعالى: "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"(سورة البقرة: الآية 163).
- وقال تعالى: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ"(سورة الإخلاص).
- وقال تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"(سورة الصافات: الآية 96).
- وقال تعالى: "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ
لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون"(سورة
القصص: الآية 68).
ثانيًا: من السنة النبويَّة المشرَّفة:
-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ"(رواه البخاري ومسلم).
-
وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: يَا مُحَمَّدُ
انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى "قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ"(رواه الترمذي والإمام أحمد).
- وعن حذيفة
بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله
خالق كل صانع وصنعته"(رواه الحاكم في المستدرك والبخاري في خلق أفعال
العباد).
ثالثًا: الإجماع:
وقد أجمعت الأمة على أن الله
سبحانه وتعالى واحدٌ في ذاته، واحدٌ في صفاته، واحدٌ في أفعاله، فليس كذاته
ذات، وليس كصفاته صفات، ولا مع فعله فعل، فهو سبحانه وتعالى الفاعل
بالاختيار.
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي: "ومن وصف الله
تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول
الكفار انزجر، وعلم أن الله تعالى بصفاته ليس كالبشر".
الدليل العقلي على وجوب اتصافه سبحانه وتعالى بالوحدانية:
أنه لو لم يكن الله تعالى واحدًا لَزِمَ أن لا يوجد شيء من هذا العالَم
للزوم عجزه حينئذ، كيف؟ وهو موجودٌ بالمشاهدة، كما أن اتصافه سبحانه
وتعالى بالوحدانية يستلزم:
أولاً: نفي تركيب الذات من أجزاء:
أي أن ذاته تعالى ليست مركبة من أجزاء متصل بعضها ببعض، وإلا لكان مماثلاً
للحوادث وذلك محال لما يلزم عليه من احتياج الذات إلى أجزائها وإلى ما
يركبها وهو أمارة الحدوث، والحدوث عليه تعالى مستحيل، وما أدى إلى المستحيل
فهو مستحيل، فلزم العكس وثبت المطلوب وهو أن ذاته تعالى ليست مركبة من
أجزاء.
ثانيًا: نفي وجود نظير لذاته تعالى: أي ذات أخرى تماثل
ذاته العلية لما يلزم عليه من الخلاف المؤدي إلى فساد نظام هذا العالم،
فالتعدد مستلزم لإمكان التمانع بأن يريد أحدهما حركة زيد والآخر سكونه،
والتمانع مستلزم للمحال، وهو العجز المستلزم للحدوث فيكون التعدد مستحيلاً،
وما أدى إلى المستحيل فهو مستحيل، فلزم العكس وثبت المطلوب وهو أن لا نظير
لذاته سبحانه وتعالى.
ثالثًا: نفي وجود صفتين من جنس واحد
كقدرتين وإرادتين وهكذا: أي أنه ليس له سبحانه وتعالى صفتان من جنس واحد،
لأنه يؤدي إلى العبث فيما إذا وقع التصرف بهما معاً لكفاية كل واحدة في
تأدية المطلوب، وإلى النقص فيما إذا لم تكن كل واحدة كافية في ذلك وإلى
لزوم تعطيل الصفة التي لم يتصرف بها فيما إذا تصرف بإحداهما دون الأخرى،
وكل من العبث والنقص والتعطيل مستحيل، وما أدى إلى المستحيل فهو مستحيل،
فلزم العكس وثبت المطلوب وهو أن لا وجود لصفتين من جنس واحد في حقِّه
سبحانه وتعالى، فليس له تعالى إلا حياة واحدة، وعلم واحد، وقدرة واحدة،
وإرادة واحدة، وهكذا في باقي الصفات.
رابعًا: نفي اتصاف غيره بصفة
تشبه صفته تعالى: وهو مستحيل لما يلزم عليه من قيام الصفة بنفسها قبل وجود
موصوفها الحادث، وما أدى إلى المستحيل فهو مستحيل، فلزم العكس وثبت
المطلوب وهو أن لا اتصاف لغيره سبحانه وتعالى بصفة تشبه صفته تعالى.
خامسًا: أن يكون لغيره فعلٌ من الأفعال على سبيل الإيجاد، وهو محال لما
يلزم منه عدم تعلق قدرته سبحانه وتعالى به، فلا تتعلق بجميع الممكنات، وهو
نقصٌ، والنقص عليه تعالى مستحيل؛ لأن قدرة الإله يجب أن تكون تامة التعلق
بجميع الممكنات، وما أدى إلى المستحيل فهو مستحيل، فلزم العكس وثبت المطلوب
وهو أن ليس لغيره سبحانه وتعالى فعلٌ من الأفعال على سبيل الإيجاد.
قال سيدي الإمام عبد الواحد بن عاشر المالكي الفاسي رحمه الله تعالى:
لَوْ لمْ يجبْ وَصْفُ الْغِنَى لَهُ افْتَقَرْ// لَوْ لَمْ يَكُنْ بِواحدٍ لَمَا قَدَرْ
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
وصلِّ اللهم وسلِّم وزد وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل بيته وصحبه الطيبين الطاهرين.
الدرس الثامن
الصفات الواجبة في حقِّ المولى سبحانه وتعالى
(الوَحْدانية)
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ومولانا محمد، وعلى آل بيته وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد،،،
سادسًا: صفة الوَحْدانية: وهي الصفة الخامسة والأخيرة من الصفات السلبية
التي يجب على المكلف أن يعلمها في حقِّ المولى سبحانه وتعالى.
تعريفها
:وهي صفةٌ أزليةٌ أبديَّةٌ يتصف بها واجب الوجود سبحانه وتعالى، تسلب وتنفي
عنه سبحانه وتعالى تعدد الذَّات والصَّفات والأفعال .
- وَحْدَةُ
الذات: بمعنى عدم تعددها أو تركيبها من أجزاء، فذاته سبحانه وتعالى لا تشبه
الذوات المخلوقة وليس في الخَلْقِ ذاتٌ كذاته سبحانه وتعالى .
-
وَحْدَةُ الصفات: بمعنى أنه ليس لأحدٍ صفة تشبه صفةً من صفاته سبحانه
وتعالى، وليست صفاته متعددة من جنس واحد كَعِلْمَين أو قُدْرَتَين،
فَعِلْمُه سبحانه وتعالى محيطٌ بكل المعلومات، وقدْرَتُه تعالى مُتَعَلِقةٌ
بكلِّ الممكنات.
- وَحْدَةُ الأفعال: بمعنى أنه ليس لأحدٍ غيره تعالى
فعلٌ من الأفعال، فالله تعالى خالقُ كلِّ شيء، ومُبْدع كل شيء، فهو
مُسْتقلٌّ بالإيجاد والإبداع، فالمخلوق لا يخلق فعله إنَّما يكْسِبهُ،
وبمعنى آخر :لا مؤثر على معنى الحقيقة إلا هو تعالى، وكل ما سواه سبحانه
سببٌ جَرَت العادةُ أن تكون معه الأشياء، فمثلًا: النَّار سبب للحَرْق،
ومعها يكون الحَرْق لا بها؛ لأن خالق الحَرْق حقيقةً هو الله تعالى،
فالفاعل الحقيقي هو الله تعالى، وقد تَنْخرِم العادات فينقلب سبب الحَرْق
إلى سبب للبرد والسلامة والنجاة كما حصل مع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة
والسلام .
الأدلة النقلية على وجوب صفة الوَحْدانية في حقِّ المولى سبحانه وتعالى:
أولاً: من القرآن الكريم:
- قال تعالى: "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"(سورة البقرة: الآية 163).
- وقال تعالى: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ"(سورة الإخلاص).
- وقال تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"(سورة الصافات: الآية 96).
- وقال تعالى: "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ
لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون"(سورة
القصص: الآية 68).
ثانيًا: من السنة النبويَّة المشرَّفة:
-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ"(رواه البخاري ومسلم).
-
وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: يَا مُحَمَّدُ
انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى "قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ"(رواه الترمذي والإمام أحمد).
- وعن حذيفة
بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله
خالق كل صانع وصنعته"(رواه الحاكم في المستدرك والبخاري في خلق أفعال
العباد).
ثالثًا: الإجماع:
وقد أجمعت الأمة على أن الله
سبحانه وتعالى واحدٌ في ذاته، واحدٌ في صفاته، واحدٌ في أفعاله، فليس كذاته
ذات، وليس كصفاته صفات، ولا مع فعله فعل، فهو سبحانه وتعالى الفاعل
بالاختيار.
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي: "ومن وصف الله
تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول
الكفار انزجر، وعلم أن الله تعالى بصفاته ليس كالبشر".
الدليل العقلي على وجوب اتصافه سبحانه وتعالى بالوحدانية:
أنه لو لم يكن الله تعالى واحدًا لَزِمَ أن لا يوجد شيء من هذا العالَم
للزوم عجزه حينئذ، كيف؟ وهو موجودٌ بالمشاهدة، كما أن اتصافه سبحانه
وتعالى بالوحدانية يستلزم:
أولاً: نفي تركيب الذات من أجزاء:
أي أن ذاته تعالى ليست مركبة من أجزاء متصل بعضها ببعض، وإلا لكان مماثلاً
للحوادث وذلك محال لما يلزم عليه من احتياج الذات إلى أجزائها وإلى ما
يركبها وهو أمارة الحدوث، والحدوث عليه تعالى مستحيل، وما أدى إلى المستحيل
فهو مستحيل، فلزم العكس وثبت المطلوب وهو أن ذاته تعالى ليست مركبة من
أجزاء.
ثانيًا: نفي وجود نظير لذاته تعالى: أي ذات أخرى تماثل
ذاته العلية لما يلزم عليه من الخلاف المؤدي إلى فساد نظام هذا العالم،
فالتعدد مستلزم لإمكان التمانع بأن يريد أحدهما حركة زيد والآخر سكونه،
والتمانع مستلزم للمحال، وهو العجز المستلزم للحدوث فيكون التعدد مستحيلاً،
وما أدى إلى المستحيل فهو مستحيل، فلزم العكس وثبت المطلوب وهو أن لا نظير
لذاته سبحانه وتعالى.
ثالثًا: نفي وجود صفتين من جنس واحد
كقدرتين وإرادتين وهكذا: أي أنه ليس له سبحانه وتعالى صفتان من جنس واحد،
لأنه يؤدي إلى العبث فيما إذا وقع التصرف بهما معاً لكفاية كل واحدة في
تأدية المطلوب، وإلى النقص فيما إذا لم تكن كل واحدة كافية في ذلك وإلى
لزوم تعطيل الصفة التي لم يتصرف بها فيما إذا تصرف بإحداهما دون الأخرى،
وكل من العبث والنقص والتعطيل مستحيل، وما أدى إلى المستحيل فهو مستحيل،
فلزم العكس وثبت المطلوب وهو أن لا وجود لصفتين من جنس واحد في حقِّه
سبحانه وتعالى، فليس له تعالى إلا حياة واحدة، وعلم واحد، وقدرة واحدة،
وإرادة واحدة، وهكذا في باقي الصفات.
رابعًا: نفي اتصاف غيره بصفة
تشبه صفته تعالى: وهو مستحيل لما يلزم عليه من قيام الصفة بنفسها قبل وجود
موصوفها الحادث، وما أدى إلى المستحيل فهو مستحيل، فلزم العكس وثبت
المطلوب وهو أن لا اتصاف لغيره سبحانه وتعالى بصفة تشبه صفته تعالى.
خامسًا: أن يكون لغيره فعلٌ من الأفعال على سبيل الإيجاد، وهو محال لما
يلزم منه عدم تعلق قدرته سبحانه وتعالى به، فلا تتعلق بجميع الممكنات، وهو
نقصٌ، والنقص عليه تعالى مستحيل؛ لأن قدرة الإله يجب أن تكون تامة التعلق
بجميع الممكنات، وما أدى إلى المستحيل فهو مستحيل، فلزم العكس وثبت المطلوب
وهو أن ليس لغيره سبحانه وتعالى فعلٌ من الأفعال على سبيل الإيجاد.
قال سيدي الإمام عبد الواحد بن عاشر المالكي الفاسي رحمه الله تعالى:
لَوْ لمْ يجبْ وَصْفُ الْغِنَى لَهُ افْتَقَرْ// لَوْ لَمْ يَكُنْ بِواحدٍ لَمَا قَدَرْ
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
وصلِّ اللهم وسلِّم وزد وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل بيته وصحبه الطيبين الطاهرين.
مواضيع مماثلة
» المجلس العسكرى يطلب وثيقة الأزهر للاستعانة بها فى مبادئ الدستور
» علم التوحيد
» معنى التوحيد
» كيف ترسخ التوحيد في قلبك"
» فوائد التوحيد:
» علم التوحيد
» معنى التوحيد
» كيف ترسخ التوحيد في قلبك"
» فوائد التوحيد:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin