بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 20 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 20 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة أدلة صدق النبي محمد صلى الله عليه و سلم
صفحة 1 من اصل 1
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة أدلة صدق النبي محمد صلى الله عليه و سلم
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة
أدلة صدق النبي محمد صلى الله عليه و سلم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
"ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".
"ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله
كان عليكم رقيباً".
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً".
أما بعد :
فإن صدق النبي محمد صلى الله عليه و سلم في رسالته أظهر من الشمس وقت
الظهيرة و الأدلة الصحيحة الصريحة على ذلك كثيرة و متنوعة ، و قد كان أعداء
الإسلام في السابق يستترون بباطلهم و يستحيون من إظهار غيهم ، و لما بلغ
المسلمون ما بلغوا من الذل و الهوان ،خرجت الأفاعي من جحورها و أخذت في نشر
سمومها و وطئت لهم المنابر و أيدتهم شياطين الإنس و الجان ، و أخذوا يدسون
السم في العسل تارة ليغتالوا الجهلة و العوام عن دينهم ، و يجهرون ببغيهم
تارة تنفيسا عن نار تشتعل في أجوافهم.
فطعن بعضهم في شخصه الكريم و زعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه و سلم
لم يأت بمعجزات و أخذوا في جمع كل كذب و بهتان و زور و ضلال من هنا و هناك
ليطعنوا في دين الله و في رسوله صلى الله عليه و سلم ، و هيهات هيهات أن
يجدوا في دين الله خللا بل هم أدنى و أقل من أن يكتشفوا ما صورته التناقض و
أكابرهم لا يحسنون قراءة الآيات التي يتقنها أطفال المسلمين في الروضات و
لكنهم يبحثون في كتب المسلمين عن نص عام خصصه الشرع في موطن أخر أو نص
مطلق قيده نص أخر أو نص متشابه يوضحه نص محكم أو نص منسوخ بأخر ناسخ
فيجمعون ذلك كله و يحذفون أقوال العلماء و يحلون ذلك بالكذب و البهتان و
التحريف و التبديل كسنتهم المعلومة ثم يوردون ذلك في صورة الاختلاف و
التناقض و قد أعياهم ما استخرجه المسلمون من التناقضات عندهم بل ما اعترفت
به دوائر المعارف العالمية التي كتبها بني جلدتهم فأرادوا أن يجعلوا لها
نظيرا في الإسلام و لو كانوا يعلمون أنه إفك مفترى اقترفته أيديهم و ما
الله بغافل عما يعملون.
و لما كان الأمر كذلك أحببت تصنيف كتابين :
الأول:أجمع فيه ما استطيع من الأدلة الصحيحة – أؤكد الصحيحة و لن أجمع
كل ما أجد فإن دليلا صحيحا واحدا تقوم به الحجة فما بالك بمئات الأدلة و
لأن خلط الأدلة الصحيحة بالسقيمة يُضعف الحجة و يوحي لبعض من يجهل بضعف حجة
المستدل و يُجرئ المبطل الأثيم على رد الأدلة الصريحة الصحيحة كما رد
السقيمة المعلولة- في صورة مختصرة و لكنها لكثرتها ستبدو طويلة و لو أحببت
أن أُحَشيها بأقوال أهل العلم لجمعت المجلدات و لكن هذا ليس مقصودي بل أريد
الكتاب في أبسط صورة و أقل عدد من الصفحات و أن يكون في كل صفحة من آحاد
الأدلة ما يكفي لكبت أعداء الله و إقامة الحجة الربانية عليهم .
و غرضي من هذا الكتاب:
1. أرسل رسالة لمن عادى الله و سعى في إطفاء نوره :"هذا دين
الله و هذه أدلته الصحيحة الصريحة فأتوا بمثل هذا أو ثلثيه أو نصفه أو ثلثه
أو ربعه أو خمسه أو سدسه أو سبعه أو ثمنه أو تسعه أو عشره إن كنتم صادقين ".
2. أن يكون حجة قاهرة على نبوة النبي محمد صلى الله عليه و سلم فلو نازع
مبطل جاحد في ذلك فإني أجمع لك مئات الأحجار فألقمهم إياها و بشرهم إن
أصروا على كذبهم بعذاب أليم .
3. أن يكون هدية كل داعية لمن يدعوه من غير المسلمين.
4. أن تكون دليلا و غوثا لكل متحير و باحث عن الحق.
5. أن يترجمه من يقدر إلى ما استطاع من لغات .
و الثاني : أجمع فيه ما وصل إلي من شبهاتهم التي يلبسون بها على الخلق
فأجيب عنها و أبسط الدليل و أجلى اللبس و أضرب الأمثال حتى لا يبقى لهم حجة
و لا شبهة .
و أني لأزعم و أجهر و أصدع أن الإسلام ليس فيه اختلاف واحد و لا تناقض
واحد لا في كتابه و لا في سنة نبيه صلى الله عليه و سلم فمن عارض ذلك
فليبد لنا صفحته و ليبرز لنا مقالته فنأتيه بما يهديه إن كان باحثا عن الحق
و ما يفحمه إن كان مبطلا ثم ليأت بعشر الأدلة التي سنأتي بها على صحة دينه
و ملته.
منهج البحث:
1. الحياد العلمي التام في البحث.
2. الأمانة العلمية في النقل.
3. بيان الدليل في أبسط صورة و الاختصار غير المخل لأقوال أهل العلم لأن
الموضوع كبير جدا و لا يسمح لي الوقت بذلك و لن تنقص الفائدة بذلك
الاختصار، و قد تحريت الإطناب في مواطن تحتاج إليه ،أيضا النصوص الشرعية
غالبا ما أذكرها كاملة.
و سأذكر الأدلة في صورة نقاط متتالية و هي إن شاء الله لن تقل عن المئات من الصريح الصحيح.
4. لن استدل بحجة إلا و هي صالحة للاستدلال عندي .
5. الاقتصار على الصحيح و الحسن من الأحاديث و الآثار و إن ذكرت الضعيف فسأبين حاله و لن أحتج به إنما سيكون لتعضيد المعنى الثابت.
6. إن وجدت لطيفة أحببت ذكرها و لم تكن على شرط الكتاب من الصحة ، و
لكن فيها ما يستحسن فإني أذكرها في الهامش أو أذكرها دون ترقيم .
7. أما منهج البحث في تحقيق الأحاديث فما صححه البخاري أو مسلم فهو
معتمد بلا أدنى ريب و هؤلاء أعلامنا و سادتنا ، و ما صححه غيرهم خصوصا ممن
عرف عنه بعض التساهل فإني لا أكتفي بتصحيحه بل أراجع السند أو شرح العالم
الذي حكم على السند حتى يتبين لي صحة الحديث و إلا أعرضت عنه و لا أذكره ،
فما ذكرته و قلت صححه فلان أو فلان فمعناه مراجعتي للسند أو حيثيات التصحيح
و إقرارها ، و ليس معنى كلامي هذا أني أدعي أني أعلم ممن نقلت عنهم
التصحيح أو التحسين حاشا لله ، و لكنى أحببت أن أضع شرطا جيدا للأحاديث
التي يستدل بها في هذا البحث لأن عمدة هذا البحث هي المصداقية.
* و قد أكثرت من الاقتباس من كتب من سبقنى في هذا الباب و لكنى جمعت
كثيرا منها في مكان واحد و أضفت إليها و لخصت فوائدها و ظني بأهل هذه
المصنفات الرضا بما فعلت فما فعلته إلا جمعا للفوائد و بيانا للحق الناصع و
ما حالي و حالهم إلا كحال من جمع من كل بستان أجمل أزهاره ثم أضاف إليهم
أزهار بستانه المتواضعة ثم عرضهم جميعا فجزى الله المتقدمين و المتأخرين
خيرا.
* و أسأل الله سبحانه أن ييسر لهذا الكتاب من يترجمه و يطبعه و ينشره ، و
أؤكد أني لا أحتفظ لنفسي بأي حق فيه أختص به من دون عموم المسلمين.
[b]*** تعريف مختصر مبسط لعلم الحديث:[/b]
علم الحديث الشريف هو علم يهدف إلى تحقيق نسبة القول لقائله تبعا لقواعد
وضعها علماء المسلمين ، و قد تميز المسلمين من دون العالمين بهذا العلم ، و
وضعوا له ضوابط دقيقة و أصول متينة نشير لطرف منها بذكر بعض التعريفات
الهامة:
* الحديث الصحيح : ما أتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه بدون شذوذ و لا علة.
* و اتصال السند بأن يكون كل راو سمع الحديث من شيخه حتى يصل للنبي صلى الله عليه و سلم .
فلو وقع في السند انقطاع فيما دون طبقة الصحابي كان ضعيفا لا محالة و
يسمى منقطع و لو سقط من إسناده راويان أو أكثر على التوالي كان معضلا و
هناك أقسام أخرى للضعيف كالمرسل و المُدلس و الموضوع و المتروك.
* أما العدالة فلا يكفي في نقل الحديث مجرد العدالة الظاهرة أو حتى كون
المرء من العُباد أو الزهاد بل لا بد أن يعلم العلماء من حاله أمران:
الأول: أن عنده من التقوى و المروءة ما يمنعه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم.
الثاني:أن حفظه سواء كان عن طريق الذاكرة أو الكتابة يُعتمد عليه في النقل.
و لو اختل شرط من هذين الشرطين يصبح الراوي ضعيفا و حديثه ضعيفا و الضعف
درجات فهناك الضعف اليسير الذي يتقوى بورود الحديث من طريق أخر يماثله في
ذلك الضعف اليسير أما لو كان الراوي كذابا أو فاحش الوهم فيتركوه و لا
يتقوى حديثه و لو بألف طريق من أمثال تلك الطرق الواهية.
* و الثقة من الرواة على درجات و يتحدون جميعا في العدالة أما الضبط
فمنهم من لا يكاد يخطئ فهذا هو الثبت و الحجة و منهم من هو أقل من ذلك
قليلا فهو ثقة و من خف ضبطه فيخطئ أحيانا لكن صوابه يغلب خطئه فحديثه حسن .
* و يعرف نقاد الحديث أمر الراوي إما بمخالطته و تبين أمره إن كان من
شيوخهم الذين عاصروه و أخذوا عنه و إما بعرض روايته على روايات الأثبات
الثقات و رؤية مدى موافقته لهم .
* و لو جمع الحديث ما سبق من الشروط و لكنه خالف فيه الثقة من هو أوثق منه فيكون شاذا و هذا قسم من أقسام الضعيف.
* و كذا لو كان الإسناد ظاهره الصحة لكن كان فيه علة خفية لا ينتبه إليها إلا نقاد الحديث فهو معلول ضعيف.
و الخلاصة أن علم الحديث مبني على جمع الدلائل للوصول إلى تحقيق نسبة كل قول لقائله وفق قواعد و أسس علمية .
* الحديث المتواتر :هو الذي رواه جمع كثير يؤمن تواطؤهم على الكذب في كل طبقة من طبقات السند .
و التواتر يفيد اليقين و القرآن متواتر و بعض الأحاديث قد تواترت.
* أصح الكتب بعد كتاب الله سبحانه هو صحيح البخاري و يليه صحيح مسلم قال النووي:
"اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز: الصحيحان البخاري و مسلم ، و تلقتهما الأمة بالقبول "
قلت: و قد انتقد عليهما بعض العلماء بعض الأحاديث اليسيرة و هذا من باب
اختلاف المجتهدين في مسألة لاختلافهم في بعض الرواه و لكن إجماع الأمة على
تلقي هذين الكتابين بالقبول.
* و المتفق عليه هو ما رواه البخاري و مسلم و هذا أقوى مما تفرد به أحدهما.
* جدير بالذكر أن كتب أهل الكتاب فضلا عن مروياتهم عن أنبيائهم لا تتوفر فيها آحاد تلك الشروط :
1. فالانقطاع في الأسانيد يتعدى المائة عام في أفضل الأحوال و الأناجيل
الموجودة ليست هي الأنجيل الذي نُزل على عيسى إنما هي رواية عن الأنجيل
يرويها أشخاص مثل متى و لوقا.
2. و حال الرواة مجهول لعدم وجود مصادر بين أيديهم يستندون إليها في معرفة عدالة و ضبط الرواه.
3. أما الشذوذ و العلل فكثير لا ينكر و أبلغه ما أوردوه من نسبة النقص
لله عز وجل و زنا المحارم و الغزل الفاضح و غير ذلك مما يقدح في نسبة تلك
النصوص لله تعالى و التناقضات الظاهرة دفعت بعض دوائر المعارف العالمية بل
بعض الكنائس تعترف بوجود تناقضات في تلك الكتب .
* و يجدر أيضا بالذكر أن القرآن و السنة النبوية الصحيحة هي السند
الحقيقي الصحيح الوحيد الذي يدل على وجود الأنبياء السابقين و صدقهم و
معجزاتهم و إلا فلو أنكر أحد الملحدين على أهل الكتاب دينهم ووصفه بأساطير
الأولين و طالبهم بإثبات دينهم وفق المنهج العلمي المقبول المتعارف عليه
في الأوساط العلمية لما وجدوا سندا صحيحا متصلا واحدا لدينهم إلا عند
المسلمين فإنكارهم و تكذيبهم للنبي صلى الله عليه و سلم هو هدم للدليل
الوحيد الذي يدل أن أصل دينهم سماوي.
* هناك كتب إسلامية خاصة بنقد الرواة و بيان سيرتهم و أحوالهم من حيث
الصحة و الضعف و بعض هذه الكتب يربو على الثلاثين مجلدا وحده و يمكن للباحث
عن الحق أن يطلع على بعض هذه الكتب ليعلم شرف هذا العلم و كيف أحتاط له
أهله و أمثلة على تلك الكتب:
1. تهذيب الكمال .(للحافظ المزي)
2. الكاشف .(للحافظ الذهبي)
3. تهذيب التهذيب .(للحافظ ابن حجر)
4. الجرح و التعديل .(لابن أبي حاتم)
و هناك مصنفات اختصت ببيان الثقات من الرواة و أخرى لبيان الضعفاء و
أخرى لبيان الأعلام و أخرى لبيان المدلسين و هكذا و ليس هذا مجال البسط في
هذا و لكنها إشارة عابرة و من رام المزيد فالمصادر الإسلامية بحمد الله
متوفرة و متاحة للعالمين و ليس في الإسلام كهنوت و لا قصر للعلم على طائفة
دون أخرى.
[b]*** الأدلة:[/b]
** معجزة القرآن:
قال سبحانه:" وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله
وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا
فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين "
" أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله
إن كنتم صادقين * بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب
الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين"
"أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين"
" قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا"
"أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة و ذكرى لقوم يؤمنون"
و عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم :" ما من الأنبياء
نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه
الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة"[1]
قال أهل العلم في شرح الحديث:
أ - أن معجزات الأنبياء قد انقرضت بانقراض أعصارهم، فلم يشاهدها إلا من حضرها، ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة.
ب - أن معجزات الرسل السابقين لمحمد صلى الله عليه وسلم كانت حسية
تشاهد بالأبصار، كناقة صالح وعصا موسى، ومعجزات القرآن تشاهد بالبصائر
فيكون من يتبع محمد لأجلها أكثر، لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض
مشاهده، والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمرا.
ج – و قال بعضهم في تأويل هذا الحديث وظهور معجزة نبينا إلى معنى آخر
من ظهورها بكونها وحياً وكلاماً لا يمكن التخييل فيه ، ولا التحيل عليه ،
ولا التشيبه ، فإن غيرها من معجزات الرسل قد رام المعاندون لها بأشياء
طمعوا في التخييل بها على الضعفاء كإلقاء السحرة حبالهم وعصيهم وشِبه هذا
مما يخيله الساحر ، أو يتحيل فيه ، والقرآن كلام ليس للحيلة ولا للسحر ،
ولا التخييل فيه عمل ، فكان من هذا الوجه عندهم أظهر من غيره من المعجزات ،
كما لا يتم لشاعر ولا لخطيب أن يكون شاعراً أو خطيباً بضرب من الحيل
والتمويه .
** توضيح هام :
موضوع الإتيان بمثل القرآن لا يقتصر فقط على معجزته البلاغية فالقرآن
معجزة تشريعية و تربوية و علمية و لاتنقضي عجائبه و لا لطائفة و هم يعجزون
عن :
1) الإتيان بمثله من حيث البلاغة و الفصاحة.
2) الإتيان بكتاب لا يناقض ما فيه بعضه بعضا.
3) الإتيان بما لا يظهر بعد أكثر من ألف و
أربعمائة عام فيه و لا حتى تناقض واحد رغم أنه يتجاوز الستمائة صفحه.
4) الإتيان بتشريع مثله يُكَون مجتمعا فاضلا كالمجتمع الذي بناه القرآن .
فلم تعلم البشرية مجتمعا فاضلا كالذي بناه القرآن و من قرأ سير السلف و
ما صح منها –أي الثابت بالأسانيد الصحيحة- و قارنها بكل أمم الأرض علم أن
هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس – و هناك كتب خاصة بسير الصالحين مثل سير
أعلام النبلاء و صفة الصفوة و أمثالهما من المصنفات – و لا يضير الإسلام
أنه لما ضعف تمسك أهله به ذلوا بعد عز و ضعفوا من بعد قوة.
5) الإتيان بما يشتمل على المعجزات العلمية التي يثبتها العلم بعد ذلك بمئات السنين.
6) و هذه النقطة هي أعظم النقاط أنهم لو أتوا
بكل ما أسلفنا و لن يفعلوا فإن كتابهم سيكون تلفيقا و كذبا و زورا و افتراء
و بهتانا و القرآن كتاب صدق و دليل ذلك كل الأدلة التي ستسرد في هذا
الكتاب.
فالحق الظاهر أن أعداء القرآن لا يستطيعون مجاراة بلاغته فضلا عن أن
يأتوا بكتاب يحوى جميع خواصه ، و لا شك أن محاكاة القرآن لو كان أمرا ممكنا
لكان أيسر بكثير من إنفاق الأموال و تجييش الجيوش و التضحية بفلذات
الأكباد و سكب الدماء لحرب الإسلام ، و لا يشكك في توافر الهمم على محاربة
الإسلام و بذلهم الغالي و الرخيص في سبيل ذلك إلا من طمس الله بصره و
بصيرته.
أدلة صدق النبي محمد صلى الله عليه و سلم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
"ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".
"ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله
كان عليكم رقيباً".
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً".
أما بعد :
فإن صدق النبي محمد صلى الله عليه و سلم في رسالته أظهر من الشمس وقت
الظهيرة و الأدلة الصحيحة الصريحة على ذلك كثيرة و متنوعة ، و قد كان أعداء
الإسلام في السابق يستترون بباطلهم و يستحيون من إظهار غيهم ، و لما بلغ
المسلمون ما بلغوا من الذل و الهوان ،خرجت الأفاعي من جحورها و أخذت في نشر
سمومها و وطئت لهم المنابر و أيدتهم شياطين الإنس و الجان ، و أخذوا يدسون
السم في العسل تارة ليغتالوا الجهلة و العوام عن دينهم ، و يجهرون ببغيهم
تارة تنفيسا عن نار تشتعل في أجوافهم.
فطعن بعضهم في شخصه الكريم و زعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه و سلم
لم يأت بمعجزات و أخذوا في جمع كل كذب و بهتان و زور و ضلال من هنا و هناك
ليطعنوا في دين الله و في رسوله صلى الله عليه و سلم ، و هيهات هيهات أن
يجدوا في دين الله خللا بل هم أدنى و أقل من أن يكتشفوا ما صورته التناقض و
أكابرهم لا يحسنون قراءة الآيات التي يتقنها أطفال المسلمين في الروضات و
لكنهم يبحثون في كتب المسلمين عن نص عام خصصه الشرع في موطن أخر أو نص
مطلق قيده نص أخر أو نص متشابه يوضحه نص محكم أو نص منسوخ بأخر ناسخ
فيجمعون ذلك كله و يحذفون أقوال العلماء و يحلون ذلك بالكذب و البهتان و
التحريف و التبديل كسنتهم المعلومة ثم يوردون ذلك في صورة الاختلاف و
التناقض و قد أعياهم ما استخرجه المسلمون من التناقضات عندهم بل ما اعترفت
به دوائر المعارف العالمية التي كتبها بني جلدتهم فأرادوا أن يجعلوا لها
نظيرا في الإسلام و لو كانوا يعلمون أنه إفك مفترى اقترفته أيديهم و ما
الله بغافل عما يعملون.
و لما كان الأمر كذلك أحببت تصنيف كتابين :
الأول:أجمع فيه ما استطيع من الأدلة الصحيحة – أؤكد الصحيحة و لن أجمع
كل ما أجد فإن دليلا صحيحا واحدا تقوم به الحجة فما بالك بمئات الأدلة و
لأن خلط الأدلة الصحيحة بالسقيمة يُضعف الحجة و يوحي لبعض من يجهل بضعف حجة
المستدل و يُجرئ المبطل الأثيم على رد الأدلة الصريحة الصحيحة كما رد
السقيمة المعلولة- في صورة مختصرة و لكنها لكثرتها ستبدو طويلة و لو أحببت
أن أُحَشيها بأقوال أهل العلم لجمعت المجلدات و لكن هذا ليس مقصودي بل أريد
الكتاب في أبسط صورة و أقل عدد من الصفحات و أن يكون في كل صفحة من آحاد
الأدلة ما يكفي لكبت أعداء الله و إقامة الحجة الربانية عليهم .
و غرضي من هذا الكتاب:
1. أرسل رسالة لمن عادى الله و سعى في إطفاء نوره :"هذا دين
الله و هذه أدلته الصحيحة الصريحة فأتوا بمثل هذا أو ثلثيه أو نصفه أو ثلثه
أو ربعه أو خمسه أو سدسه أو سبعه أو ثمنه أو تسعه أو عشره إن كنتم صادقين ".
2. أن يكون حجة قاهرة على نبوة النبي محمد صلى الله عليه و سلم فلو نازع
مبطل جاحد في ذلك فإني أجمع لك مئات الأحجار فألقمهم إياها و بشرهم إن
أصروا على كذبهم بعذاب أليم .
3. أن يكون هدية كل داعية لمن يدعوه من غير المسلمين.
4. أن تكون دليلا و غوثا لكل متحير و باحث عن الحق.
5. أن يترجمه من يقدر إلى ما استطاع من لغات .
و الثاني : أجمع فيه ما وصل إلي من شبهاتهم التي يلبسون بها على الخلق
فأجيب عنها و أبسط الدليل و أجلى اللبس و أضرب الأمثال حتى لا يبقى لهم حجة
و لا شبهة .
و أني لأزعم و أجهر و أصدع أن الإسلام ليس فيه اختلاف واحد و لا تناقض
واحد لا في كتابه و لا في سنة نبيه صلى الله عليه و سلم فمن عارض ذلك
فليبد لنا صفحته و ليبرز لنا مقالته فنأتيه بما يهديه إن كان باحثا عن الحق
و ما يفحمه إن كان مبطلا ثم ليأت بعشر الأدلة التي سنأتي بها على صحة دينه
و ملته.
منهج البحث:
1. الحياد العلمي التام في البحث.
2. الأمانة العلمية في النقل.
3. بيان الدليل في أبسط صورة و الاختصار غير المخل لأقوال أهل العلم لأن
الموضوع كبير جدا و لا يسمح لي الوقت بذلك و لن تنقص الفائدة بذلك
الاختصار، و قد تحريت الإطناب في مواطن تحتاج إليه ،أيضا النصوص الشرعية
غالبا ما أذكرها كاملة.
و سأذكر الأدلة في صورة نقاط متتالية و هي إن شاء الله لن تقل عن المئات من الصريح الصحيح.
4. لن استدل بحجة إلا و هي صالحة للاستدلال عندي .
5. الاقتصار على الصحيح و الحسن من الأحاديث و الآثار و إن ذكرت الضعيف فسأبين حاله و لن أحتج به إنما سيكون لتعضيد المعنى الثابت.
6. إن وجدت لطيفة أحببت ذكرها و لم تكن على شرط الكتاب من الصحة ، و
لكن فيها ما يستحسن فإني أذكرها في الهامش أو أذكرها دون ترقيم .
7. أما منهج البحث في تحقيق الأحاديث فما صححه البخاري أو مسلم فهو
معتمد بلا أدنى ريب و هؤلاء أعلامنا و سادتنا ، و ما صححه غيرهم خصوصا ممن
عرف عنه بعض التساهل فإني لا أكتفي بتصحيحه بل أراجع السند أو شرح العالم
الذي حكم على السند حتى يتبين لي صحة الحديث و إلا أعرضت عنه و لا أذكره ،
فما ذكرته و قلت صححه فلان أو فلان فمعناه مراجعتي للسند أو حيثيات التصحيح
و إقرارها ، و ليس معنى كلامي هذا أني أدعي أني أعلم ممن نقلت عنهم
التصحيح أو التحسين حاشا لله ، و لكنى أحببت أن أضع شرطا جيدا للأحاديث
التي يستدل بها في هذا البحث لأن عمدة هذا البحث هي المصداقية.
* و قد أكثرت من الاقتباس من كتب من سبقنى في هذا الباب و لكنى جمعت
كثيرا منها في مكان واحد و أضفت إليها و لخصت فوائدها و ظني بأهل هذه
المصنفات الرضا بما فعلت فما فعلته إلا جمعا للفوائد و بيانا للحق الناصع و
ما حالي و حالهم إلا كحال من جمع من كل بستان أجمل أزهاره ثم أضاف إليهم
أزهار بستانه المتواضعة ثم عرضهم جميعا فجزى الله المتقدمين و المتأخرين
خيرا.
* و أسأل الله سبحانه أن ييسر لهذا الكتاب من يترجمه و يطبعه و ينشره ، و
أؤكد أني لا أحتفظ لنفسي بأي حق فيه أختص به من دون عموم المسلمين.
[b]*** تعريف مختصر مبسط لعلم الحديث:[/b]
علم الحديث الشريف هو علم يهدف إلى تحقيق نسبة القول لقائله تبعا لقواعد
وضعها علماء المسلمين ، و قد تميز المسلمين من دون العالمين بهذا العلم ، و
وضعوا له ضوابط دقيقة و أصول متينة نشير لطرف منها بذكر بعض التعريفات
الهامة:
* الحديث الصحيح : ما أتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه بدون شذوذ و لا علة.
* و اتصال السند بأن يكون كل راو سمع الحديث من شيخه حتى يصل للنبي صلى الله عليه و سلم .
فلو وقع في السند انقطاع فيما دون طبقة الصحابي كان ضعيفا لا محالة و
يسمى منقطع و لو سقط من إسناده راويان أو أكثر على التوالي كان معضلا و
هناك أقسام أخرى للضعيف كالمرسل و المُدلس و الموضوع و المتروك.
* أما العدالة فلا يكفي في نقل الحديث مجرد العدالة الظاهرة أو حتى كون
المرء من العُباد أو الزهاد بل لا بد أن يعلم العلماء من حاله أمران:
الأول: أن عنده من التقوى و المروءة ما يمنعه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم.
الثاني:أن حفظه سواء كان عن طريق الذاكرة أو الكتابة يُعتمد عليه في النقل.
و لو اختل شرط من هذين الشرطين يصبح الراوي ضعيفا و حديثه ضعيفا و الضعف
درجات فهناك الضعف اليسير الذي يتقوى بورود الحديث من طريق أخر يماثله في
ذلك الضعف اليسير أما لو كان الراوي كذابا أو فاحش الوهم فيتركوه و لا
يتقوى حديثه و لو بألف طريق من أمثال تلك الطرق الواهية.
* و الثقة من الرواة على درجات و يتحدون جميعا في العدالة أما الضبط
فمنهم من لا يكاد يخطئ فهذا هو الثبت و الحجة و منهم من هو أقل من ذلك
قليلا فهو ثقة و من خف ضبطه فيخطئ أحيانا لكن صوابه يغلب خطئه فحديثه حسن .
* و يعرف نقاد الحديث أمر الراوي إما بمخالطته و تبين أمره إن كان من
شيوخهم الذين عاصروه و أخذوا عنه و إما بعرض روايته على روايات الأثبات
الثقات و رؤية مدى موافقته لهم .
* و لو جمع الحديث ما سبق من الشروط و لكنه خالف فيه الثقة من هو أوثق منه فيكون شاذا و هذا قسم من أقسام الضعيف.
* و كذا لو كان الإسناد ظاهره الصحة لكن كان فيه علة خفية لا ينتبه إليها إلا نقاد الحديث فهو معلول ضعيف.
و الخلاصة أن علم الحديث مبني على جمع الدلائل للوصول إلى تحقيق نسبة كل قول لقائله وفق قواعد و أسس علمية .
* الحديث المتواتر :هو الذي رواه جمع كثير يؤمن تواطؤهم على الكذب في كل طبقة من طبقات السند .
و التواتر يفيد اليقين و القرآن متواتر و بعض الأحاديث قد تواترت.
* أصح الكتب بعد كتاب الله سبحانه هو صحيح البخاري و يليه صحيح مسلم قال النووي:
"اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز: الصحيحان البخاري و مسلم ، و تلقتهما الأمة بالقبول "
قلت: و قد انتقد عليهما بعض العلماء بعض الأحاديث اليسيرة و هذا من باب
اختلاف المجتهدين في مسألة لاختلافهم في بعض الرواه و لكن إجماع الأمة على
تلقي هذين الكتابين بالقبول.
* و المتفق عليه هو ما رواه البخاري و مسلم و هذا أقوى مما تفرد به أحدهما.
* جدير بالذكر أن كتب أهل الكتاب فضلا عن مروياتهم عن أنبيائهم لا تتوفر فيها آحاد تلك الشروط :
1. فالانقطاع في الأسانيد يتعدى المائة عام في أفضل الأحوال و الأناجيل
الموجودة ليست هي الأنجيل الذي نُزل على عيسى إنما هي رواية عن الأنجيل
يرويها أشخاص مثل متى و لوقا.
2. و حال الرواة مجهول لعدم وجود مصادر بين أيديهم يستندون إليها في معرفة عدالة و ضبط الرواه.
3. أما الشذوذ و العلل فكثير لا ينكر و أبلغه ما أوردوه من نسبة النقص
لله عز وجل و زنا المحارم و الغزل الفاضح و غير ذلك مما يقدح في نسبة تلك
النصوص لله تعالى و التناقضات الظاهرة دفعت بعض دوائر المعارف العالمية بل
بعض الكنائس تعترف بوجود تناقضات في تلك الكتب .
* و يجدر أيضا بالذكر أن القرآن و السنة النبوية الصحيحة هي السند
الحقيقي الصحيح الوحيد الذي يدل على وجود الأنبياء السابقين و صدقهم و
معجزاتهم و إلا فلو أنكر أحد الملحدين على أهل الكتاب دينهم ووصفه بأساطير
الأولين و طالبهم بإثبات دينهم وفق المنهج العلمي المقبول المتعارف عليه
في الأوساط العلمية لما وجدوا سندا صحيحا متصلا واحدا لدينهم إلا عند
المسلمين فإنكارهم و تكذيبهم للنبي صلى الله عليه و سلم هو هدم للدليل
الوحيد الذي يدل أن أصل دينهم سماوي.
* هناك كتب إسلامية خاصة بنقد الرواة و بيان سيرتهم و أحوالهم من حيث
الصحة و الضعف و بعض هذه الكتب يربو على الثلاثين مجلدا وحده و يمكن للباحث
عن الحق أن يطلع على بعض هذه الكتب ليعلم شرف هذا العلم و كيف أحتاط له
أهله و أمثلة على تلك الكتب:
1. تهذيب الكمال .(للحافظ المزي)
2. الكاشف .(للحافظ الذهبي)
3. تهذيب التهذيب .(للحافظ ابن حجر)
4. الجرح و التعديل .(لابن أبي حاتم)
و هناك مصنفات اختصت ببيان الثقات من الرواة و أخرى لبيان الضعفاء و
أخرى لبيان الأعلام و أخرى لبيان المدلسين و هكذا و ليس هذا مجال البسط في
هذا و لكنها إشارة عابرة و من رام المزيد فالمصادر الإسلامية بحمد الله
متوفرة و متاحة للعالمين و ليس في الإسلام كهنوت و لا قصر للعلم على طائفة
دون أخرى.
[b]*** الأدلة:[/b]
** معجزة القرآن:
قال سبحانه:" وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله
وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا
فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين "
" أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله
إن كنتم صادقين * بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب
الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين"
"أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين"
" قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا"
"أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة و ذكرى لقوم يؤمنون"
و عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم :" ما من الأنبياء
نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه
الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة"[1]
قال أهل العلم في شرح الحديث:
أ - أن معجزات الأنبياء قد انقرضت بانقراض أعصارهم، فلم يشاهدها إلا من حضرها، ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة.
ب - أن معجزات الرسل السابقين لمحمد صلى الله عليه وسلم كانت حسية
تشاهد بالأبصار، كناقة صالح وعصا موسى، ومعجزات القرآن تشاهد بالبصائر
فيكون من يتبع محمد لأجلها أكثر، لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض
مشاهده، والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمرا.
ج – و قال بعضهم في تأويل هذا الحديث وظهور معجزة نبينا إلى معنى آخر
من ظهورها بكونها وحياً وكلاماً لا يمكن التخييل فيه ، ولا التحيل عليه ،
ولا التشيبه ، فإن غيرها من معجزات الرسل قد رام المعاندون لها بأشياء
طمعوا في التخييل بها على الضعفاء كإلقاء السحرة حبالهم وعصيهم وشِبه هذا
مما يخيله الساحر ، أو يتحيل فيه ، والقرآن كلام ليس للحيلة ولا للسحر ،
ولا التخييل فيه عمل ، فكان من هذا الوجه عندهم أظهر من غيره من المعجزات ،
كما لا يتم لشاعر ولا لخطيب أن يكون شاعراً أو خطيباً بضرب من الحيل
والتمويه .
** توضيح هام :
موضوع الإتيان بمثل القرآن لا يقتصر فقط على معجزته البلاغية فالقرآن
معجزة تشريعية و تربوية و علمية و لاتنقضي عجائبه و لا لطائفة و هم يعجزون
عن :
1) الإتيان بمثله من حيث البلاغة و الفصاحة.
2) الإتيان بكتاب لا يناقض ما فيه بعضه بعضا.
3) الإتيان بما لا يظهر بعد أكثر من ألف و
أربعمائة عام فيه و لا حتى تناقض واحد رغم أنه يتجاوز الستمائة صفحه.
4) الإتيان بتشريع مثله يُكَون مجتمعا فاضلا كالمجتمع الذي بناه القرآن .
فلم تعلم البشرية مجتمعا فاضلا كالذي بناه القرآن و من قرأ سير السلف و
ما صح منها –أي الثابت بالأسانيد الصحيحة- و قارنها بكل أمم الأرض علم أن
هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس – و هناك كتب خاصة بسير الصالحين مثل سير
أعلام النبلاء و صفة الصفوة و أمثالهما من المصنفات – و لا يضير الإسلام
أنه لما ضعف تمسك أهله به ذلوا بعد عز و ضعفوا من بعد قوة.
5) الإتيان بما يشتمل على المعجزات العلمية التي يثبتها العلم بعد ذلك بمئات السنين.
6) و هذه النقطة هي أعظم النقاط أنهم لو أتوا
بكل ما أسلفنا و لن يفعلوا فإن كتابهم سيكون تلفيقا و كذبا و زورا و افتراء
و بهتانا و القرآن كتاب صدق و دليل ذلك كل الأدلة التي ستسرد في هذا
الكتاب.
فالحق الظاهر أن أعداء القرآن لا يستطيعون مجاراة بلاغته فضلا عن أن
يأتوا بكتاب يحوى جميع خواصه ، و لا شك أن محاكاة القرآن لو كان أمرا ممكنا
لكان أيسر بكثير من إنفاق الأموال و تجييش الجيوش و التضحية بفلذات
الأكباد و سكب الدماء لحرب الإسلام ، و لا يشكك في توافر الهمم على محاربة
الإسلام و بذلهم الغالي و الرخيص في سبيل ذلك إلا من طمس الله بصره و
بصيرته.
مواضيع مماثلة
» الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(2
» الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3)
» جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي
» عن المسيب ان ابا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلي الله عليه وسلم وعنده ابوجهل فقال
» أقوى موضوع في أدلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم 2
» الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3)
» جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي
» عن المسيب ان ابا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلي الله عليه وسلم وعنده ابوجهل فقال
» أقوى موضوع في أدلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم 2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin